مصادر إنجيل يوحنا
يقول بارت ايرمان في كتابه : ترجمة العهد الجديد "مقدمات تاريخية للكتابات المسيحية المبكرة":
يبدوا أن خطابات يسوع المطولة في هذا الإنجيل جاءت من مصدر ، في الواقع كما رأينا يجب أن يكون هناك أكثر من واحد منهم هذا ، على الأقل ،هو أفضل تفسير للمشاكل الأدبية في خطاب الأجرة (الفصول 13-17)
قد تستمد الأقوال الأخرى من نفس المصادر أو ما شابهها .
لقد رأينا بالفعل أن مقدمة الإنجيل يبدوا أنها مشتقة من مصدر ،ربما ترنيمة مسيحية مبكرة للمسيح ، يمكن قول شيء مشابه عن الفصل الأخير ،حيث ظهر يسوع أخيرا للعديد من تلاميذه بعد قيامته (كان ظهر لهم بالفعل في الفصل 20) يبدوا أن إصدارا سابقا من الإنجيل قد تنتهي بالكلمات التي اقتبسها للتو من 20-30-31 ، والتي تبدوا بالتأكيد وكأنها نهاية كتاب ، تمت إضافة الفصل الأخير لاحقا لتسجيل حادثة أخرى ذات أهمية للمؤلف ....
"إذا كان هذا التفسير صحيحا لكان الإنجيل قد نشر في صورته النهائية ، مع إضافة الفصل 21 فقط بعد وفاة التلميذ الحبيب وربما استشهاد بطرس أيضا (انظر 21-18-19)
ومن هنا نستنتج أن انجيل يوحنا له أكثر من مصدر ، بل وأكثر من كاتب ، ولا يصح نسبته كله إلى الرسول يوحنا بن الزبدي (ان لم يصح نسبته كليا له) ، والملاحظ لما ذكره بارت ايرمان أن هذا الانجيل ربما اعتمد على الأقل على ستة مصادر قد تكون شفاهية أو كتابية ، في نفس الوقت انجيل يوحنا على الأقل له ثلاثة كتبة أو كاتبين وناسخ .
"وقد اكتشف العلماء ثلاثة مصادر هامة في انجيل يوحنا ، الأول مجموعة من المعجزات التي يسميها يوحنا علامات ، وغالبية هذه العلامات تختلف تماما عن المعجزات المذكورة في الأناجيل الثلاثة الأخرى (الإزائية) وتشمل المعجزة المثيرة معجزة إقامة لعازر من الأموات المعجزة الوحيدة ، والمذكورة في الأناجيل الأربعة هي معجزة تكثير الأرغفة والسمكات ،والمصدر الثاني الذي يزعمونه لإنجيل يوحنا هو مجموعة من الأحاديث التي ترتبط عامة بعلامة أو آية ، فعادة يصنع الرب يسوع معجزة ، وهذه تؤدي إلى حادثة معينة أو حديث الرب يسوع وشخص آخر أو أكثر ، وفي النهاية يظهر مايدل على ان يسوع هو الله ، والمصدر الأخير هو قصة الآلام التي تختلف في مواضع كثيرة عن قصص الأناجيل الأخرى "
تاريخ الكتاب المقدس منذ التكوين وحتى اليوم/ ستيفن م. ميلر و روبرت ڤ. هوب
قلت : ومع هذه المصادر الثلاثة التي ذكرت هنا نضيف إليها
المصدرالأول للمقدمة والذي كما قال بارت ايرمان قد يكون المصدر فيها ترنيمة مسيحية مبكرة ، وكذلك نضيف نصوص الخطابات المطولة التي فيها اختلاف كبير في الأسلوب ، ونضيف إليها أيضا نص الإصحاح الأخير وهو واضح أنه جاء متأخر ، وهنا صار عندنا على الأقل ستة مصادر ، ومع المصدر الرئيسي لانجيل يوحنا كما لا نستبعد أنه اعتمد على بعض الاناجيل الازائية كمصدر لأنه يوجد توافق كبير بينه وبينها في كثير من النصوص .
"يتفق غالبية العلماء على على أن الانجيل كتب في غضون التسعينات من القرن الأول ميلادي ، ويعتقد البعض أن هناك مادة مضافة جاءت بعد ذلك في العقد الأول من القرن الثاني "
تاريخ الكتاب المقدس منذ التكوين وحتى اليوم/ ستيفن م. ميلر و روبرت ڤ. هوبر
يقول الأنبا تواضروس : "ولذلك فمن المحتمل أن المقدمة أضيفت على العمل الأصلي -بعد ذلك- لجذب مزيدا من القراء ، كذلك الإصحاح الأخير 21 ربما أضيف بعد انتهاء الكتابة كما يتضح من الآيات الأخيرة في (يو20: 30-31) هذه الأمور تجعلنا نقول أنه من المحتمل جدا أن هذا الإنجيل قد تكون على عدة مراحل "
الكاتب عزالدين بن راشو