وقفات مع الصوفية : 1
الغوث بن مُرّ ، المُلقّب ب 《 صوفة 》هو أوّل من انفرد بخدمة الله سبحانه عند بيته الحرام في الجاهلية .
ما علاقة هذا الشخص بواقعنا المُعاصر ؟!
العلاقة وطيدة !!
كان الإنتساب في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإيمان و الإسلام، فيُقال : مسلم و مؤمن ، ثم حدث اسم : زاهد و عابد ، ثم نشأ أقوام تعلقوا بالزهد و التعبد فتخلوا عن الدنيا و انقطعوا إلى العبادة ، و اتخذوا في ذلك طريقة تفردوا بها و أخلاقا تخلّقوا بها ، و سُمّوا 《 الصوفية 》تشبّها ب 《 صوفة 》.
سُئل وليد بن القاسم : إلى أيّ شيء يُنسب الصوفي ؟!
فقال : " كان قوم في الجاهلية يُقال لهم صوفة انقطعوا إلى الله عز و جل و قطنوا الكعبة ، فمن تشبه بهم فهم الصوفية ".
و أضاف عبد الغني : " فهؤلاء المعروفون بصوفة ولد الغوث بن مر بن أخي تميم بن مر ".
قال الزبير بن بكار : " كانت الإجازة بالحج للناس من عرفة إلى الغوث بن مر بن أدّ بن طابخة ، ثم كانت في ولده و كان يُقال لهم : صوفة ، و كان إذا حانت الإجازة قالت العرب : أجِز صوفة ".
قال أبو عبيدة : " صوفة و صوفان يقال لكل من وَلي من البيت شيئا من غير أهله أو قام بشيء من أمر المناسك ، يقال لهم : صوفة و صوفان ".
رُوي عن هشام بن محمد بن السائب الكلبي أنه قال : " إنما سُمي الغوث ابن مر صوفة لأنه ما كان يعيش لأمه ولد ، فنذرت لئن عاش لتعلقن برأسه صوفة و لتجعلنه ربيط الكعبة ، ففعلت، فقيل له صوفة و لولده من بعده ".
قال عقال بن شبة : " قالت أم تميم بن مر وقد ولدت نسوة : لله عليّ إن ولدت غلاما لأُعبّدنّه للبيت . فولدت الغوث بن مر، فلما ربطته عند البيت أصابه الحرّ فمرت به و قد سقط و استرخى. فقالت : ما سار ابني إلا صوفة . و كان الحج و إجازة الناس من عرفة إلى منى و من منى إلى مكة لصوفة . فلم تزل الإجازة في عقب صوفة حتى أخذتها عدوان ، فلم تزل في عدوان حتى أخذتها قريش ".
و بالتالي : فإذا ذهبنا نتحقّق من منشأ التصوف نجد جذوره في الجاهلية ، فتمّ إحياؤها بصورة إسلامية لتمرير عقائد و عبادات ما أنزل الله بها من سلطان .
فلنقف مع أحد أعظم أوتاد الصوفية ، و أجلّ أقطابهم و شيوخهم المعتمدين: كان كافرا زنديقا حُلوليا حتى النّخاع .
{ و للعلم : فمُريد الصوفية في بدايته يكون مُلتزما ثم مبتدعا، فيترقى في البدع إلى أن يصير إما حُلوليا أو اتّحاديا بالضرورة }.
قد تكلم شيخ الصوفية الأعظم ، و أعظم قُطب عندهم: أبو حمزة في جامع طرسوس فقبِلوه ، فبينما هو ذات يوم يتكلم إذ صاح غراب على سطح الجامع فزعق أبو حمزة و قال : لبيك لبيك ، فنسبوه إلى الزندقة ، و قالوا : حُلولي زنديق ، و بيع فرسه بالمناداة على باب الجامع : هذا فرس الزنديق .
شهد فيه أبو بكر الفرغاني فقال : و كان أبو حمزة إذا سمع شيئا يقول : لبيك لبيك ، فأطلقوا عليه أنه حلولي .
فحاول أبو عليّ أن يُبرر له فقال : إنما جعله داعيا من الحق أيقظه للذكر .
قال عنه الروزباري: أُطلق على أبي حمزة أنه حلولي و ذلك أنه كان إذا سمع صوتا مثل هبوب الرياح و خرير الماء و صياح الطيور، كان يصيح و يقول : لبيك لبيك ، فرموه بالحلول.
قال السراج : دخل أبو حمزة دار الحارث المحاسبي فصاحت الشاة 《 ماع 》 فشهق أبو حمزة شهقة و قال : لبيك يا سيدي ، فغضب الحارث المحاسبي و عمد إلى سكين و قال : إن لم تتب من هذا الذي أنت فيه أذبحك ، فقال أبو حمزة : إذاً أنت لم تحسن تسمع هذا الذي أنا فيه فلِم تأكل النخّالة بالرماد ؟!
لذا ..
من نظر إلى تعظيم شخص و لم ينظر بالدليل إلى ما صدر عنه كان كمن ينظر إلى ما جرى على يد المسيح عليه السلام من الأمور الخارقة و لم ينظر إليه فادّعى فيه الإلهية ، و لو نظر إليه و أنه لا يقوم إلا بالطعام لم يُعطه إلا ما يستحقه.
الغوث بن مُرّ ، المُلقّب ب 《 صوفة 》هو أوّل من انفرد بخدمة الله سبحانه عند بيته الحرام في الجاهلية .
ما علاقة هذا الشخص بواقعنا المُعاصر ؟!
العلاقة وطيدة !!
كان الإنتساب في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإيمان و الإسلام، فيُقال : مسلم و مؤمن ، ثم حدث اسم : زاهد و عابد ، ثم نشأ أقوام تعلقوا بالزهد و التعبد فتخلوا عن الدنيا و انقطعوا إلى العبادة ، و اتخذوا في ذلك طريقة تفردوا بها و أخلاقا تخلّقوا بها ، و سُمّوا 《 الصوفية 》تشبّها ب 《 صوفة 》.
سُئل وليد بن القاسم : إلى أيّ شيء يُنسب الصوفي ؟!
فقال : " كان قوم في الجاهلية يُقال لهم صوفة انقطعوا إلى الله عز و جل و قطنوا الكعبة ، فمن تشبه بهم فهم الصوفية ".
و أضاف عبد الغني : " فهؤلاء المعروفون بصوفة ولد الغوث بن مر بن أخي تميم بن مر ".
قال الزبير بن بكار : " كانت الإجازة بالحج للناس من عرفة إلى الغوث بن مر بن أدّ بن طابخة ، ثم كانت في ولده و كان يُقال لهم : صوفة ، و كان إذا حانت الإجازة قالت العرب : أجِز صوفة ".
قال أبو عبيدة : " صوفة و صوفان يقال لكل من وَلي من البيت شيئا من غير أهله أو قام بشيء من أمر المناسك ، يقال لهم : صوفة و صوفان ".
رُوي عن هشام بن محمد بن السائب الكلبي أنه قال : " إنما سُمي الغوث ابن مر صوفة لأنه ما كان يعيش لأمه ولد ، فنذرت لئن عاش لتعلقن برأسه صوفة و لتجعلنه ربيط الكعبة ، ففعلت، فقيل له صوفة و لولده من بعده ".
قال عقال بن شبة : " قالت أم تميم بن مر وقد ولدت نسوة : لله عليّ إن ولدت غلاما لأُعبّدنّه للبيت . فولدت الغوث بن مر، فلما ربطته عند البيت أصابه الحرّ فمرت به و قد سقط و استرخى. فقالت : ما سار ابني إلا صوفة . و كان الحج و إجازة الناس من عرفة إلى منى و من منى إلى مكة لصوفة . فلم تزل الإجازة في عقب صوفة حتى أخذتها عدوان ، فلم تزل في عدوان حتى أخذتها قريش ".
و بالتالي : فإذا ذهبنا نتحقّق من منشأ التصوف نجد جذوره في الجاهلية ، فتمّ إحياؤها بصورة إسلامية لتمرير عقائد و عبادات ما أنزل الله بها من سلطان .
فلنقف مع أحد أعظم أوتاد الصوفية ، و أجلّ أقطابهم و شيوخهم المعتمدين: كان كافرا زنديقا حُلوليا حتى النّخاع .
{ و للعلم : فمُريد الصوفية في بدايته يكون مُلتزما ثم مبتدعا، فيترقى في البدع إلى أن يصير إما حُلوليا أو اتّحاديا بالضرورة }.
قد تكلم شيخ الصوفية الأعظم ، و أعظم قُطب عندهم: أبو حمزة في جامع طرسوس فقبِلوه ، فبينما هو ذات يوم يتكلم إذ صاح غراب على سطح الجامع فزعق أبو حمزة و قال : لبيك لبيك ، فنسبوه إلى الزندقة ، و قالوا : حُلولي زنديق ، و بيع فرسه بالمناداة على باب الجامع : هذا فرس الزنديق .
شهد فيه أبو بكر الفرغاني فقال : و كان أبو حمزة إذا سمع شيئا يقول : لبيك لبيك ، فأطلقوا عليه أنه حلولي .
فحاول أبو عليّ أن يُبرر له فقال : إنما جعله داعيا من الحق أيقظه للذكر .
قال عنه الروزباري: أُطلق على أبي حمزة أنه حلولي و ذلك أنه كان إذا سمع صوتا مثل هبوب الرياح و خرير الماء و صياح الطيور، كان يصيح و يقول : لبيك لبيك ، فرموه بالحلول.
قال السراج : دخل أبو حمزة دار الحارث المحاسبي فصاحت الشاة 《 ماع 》 فشهق أبو حمزة شهقة و قال : لبيك يا سيدي ، فغضب الحارث المحاسبي و عمد إلى سكين و قال : إن لم تتب من هذا الذي أنت فيه أذبحك ، فقال أبو حمزة : إذاً أنت لم تحسن تسمع هذا الذي أنا فيه فلِم تأكل النخّالة بالرماد ؟!
لذا ..
من نظر إلى تعظيم شخص و لم ينظر بالدليل إلى ما صدر عنه كان كمن ينظر إلى ما جرى على يد المسيح عليه السلام من الأمور الخارقة و لم ينظر إليه فادّعى فيه الإلهية ، و لو نظر إليه و أنه لا يقوم إلا بالطعام لم يُعطه إلا ما يستحقه.
تعليق