بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
أثار بعد المشككون شبهة تتعلق بسحر النبي صلى الله عليه وسلم ويستشهدون بكتاب نيل الأوطار للإمام الشوكاني رحمه الله ويوردون هذه الرواية :
" أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سحر حتى كان لا يدري ما يقول"
الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الشوكاني - المصدر: نيل الأوطار - الصفحة أو الرقم: 7/364 انتهى
ونجد هنا الخبث الذي يورد به هؤلاء المدلسون هذه الرواية يقول لك
الرواي..... المحدث...... المصدر...... حكم المحدث.....
بنفس طريقة موقع الدرر السنية
حتى يوهم القارئ أن القائمين على الموقع وجدوا من كلام الإمام الشوكاني رحمه الله أنه يصحح الرواية فقالوا حكم المحدث : صحيح
وهذا تدليس خبيث!
والحقيقة أن هذه الرواية لا وجود لها في الموقع ولكنهم يريدون كما قلنا أن يوهموا القارئ بأن الرواية صحيحة والرواية لا تصح وسنثبت ذلك إن شاء الله تعالى .
نأتي الآن بالمرجع نفسه وهو كتاب نيل الأوطار ونقرأ الكلام كامل حتى يتضح لنا الأمر ونرى هل حكم الإمام الشوكاني رحمه الله على الرواية بالصحة كما زعم هؤلاء أم ماذا قال.
من خلال المرجع المصور أمامكم نجد عدّة أشياء يجب أن نقف عندها.
بداية:
نقل الإمام الشوكاني رحمه الله هذه الرواية من كتاب البحر الزخار لأحمد بن يحي المرتضى رحمه الله تعالى وأورد هذه الرواية بلا سند بل أوردها بصيغة #قالوا فنحن لا نعرف من هم الذين قالوا فلا سند ورواته مجهولون أصلا لذلك حكم عليها الإمام المرتضى بالضعف
لكن يشكل على هذا متابعة الإمام الشوكاني له بقول " ويجاب عنه بأن الحديث صحيح كما سيأتي!
" فظاهر كلامه أنه يصحح الرواية !
لكن في الحقيقة أن ما قصده الإمام الشوكاني رحمه الله ليست هذه الرواية وإنما أراد الروايات التي تتكلم عن السحر لا لفظ الحديث الذي أورده الإمام المرتضى في البحر الزخار
ويتبين ذلك من قوله " ويجاب عنه بأن الحديث صحيح كما سيأتي "
أي سيأتي بيان صحة الرواية التي جاء فيها أن النبي صلى الله عليه وسلم سحر ولكننا عندما نكمل ونتتبع كلام الإمام الشوكاني سنجده لم يذكر هذه الرواية أبدا طوال بقية الكتاب كله ولكنه أورد الروايات الصحيحة الموجودة في البخاري ومسلم التي تتحدث عن سحر النبي صلى الله عليه وسلم وهذه الروايات لا يوجد فيها أن النبي صلى الله عليه وسلم " سحر حتى لا يدري ما يقول "
وللتأكيد على ذلك نفتح المرجع الأصلي الذي نقل منه الإمام الشوكاني هذه الرواية ونرى ماذا علق عليها المحقق
نجد إخواني الذي أراده المصنف هنا هي الرواية المذكورة في صحيح البخاري ومسلم !
لذلك تعقب المحقق له يقوله " لفظه ( أن النبي صلى الله عليه وسلم سحر ختى كان يخيل إليه أنه يصنع الشيء ولم يصنعه ) "
فلفظ الرواية الذي ذكره المصنف لايصح والمصنف نفسه حكم عليها بالضعف ولما نقل عنه الإمام الشوكاني هذه الرواية قصد بتصحيحه معنى الرواية وهو سحر النبي صلى الله عليه وسلم .
وللتأكيد على ذلك نورد كلام الشوكاني من كتاب نيل الأوطار تحقيق :
محمد صبحي بن حسن حلاق
نجد هنا في الهامش رقم (6) أورد الرواية التي قصدها الشوكاني وهي التي أشرنا إليها بالسهم في أول صورة المذكورة أعلاه
ثم نجد أن المحقق حكم على الرواية بالضعف دون ذكر " ..... كان لا يدري ما يقول "
وهذه هي الرواية التي أشار إليها المحقق وهي مذكورة في الصفحة التالية مباشرة لنفس الطبعة
وبذلك يتبين مراد الإمام الشوكاني وأنه رحمه الله لم يرد تصحيح الرواية فهذه الرواية لا تصح
ثم نقطة أخيرة وهي أن من يورد هذه الرواية ماذا يريد منها ؟
بالطبع يريد أن يطعن في الوحي
ونجد في نفس الكتاب ( نيل الأوطار للشوكاني ) أن الشوكاني رحمه الله أورد رد أهل العلم على هذه الشبهة التي يطرحها هؤلاء وأورد هنا صورة من نفس المرجع ونركز هنا على كلام القاضي رحمه الله :-
هل قرأتم معي قوله:" قد قامت على صدقه وعصمته فيما يتعلق بالتبليغ والمعجزة شاهده على ذلك " !
هل قرأتم معي قول القاضي:"إنما تسلط على جسده وظواهر جوارحه لا على عقله وقبله واعتقاده ........وليس في ذلك ما يدخل لبساً على الرسالة ولا طعناً لأهل الضلالة " ؟!
و بعد كلام القاضي هذا تنتهي المسألة بفضل الله تعالى .
﴿وَقُلۡ جَاۤءَ ٱلۡحَقُّ وَزَهَقَ ٱلۡبَـٰطِلُۚ إِنَّ ٱلۡبَـٰطِلَ كَانَ زَهُوقا﴾ [الإسراء ٨١]
وصلى اللهم وسلم على الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى والحمد لله رب العالمين
أثار بعد المشككون شبهة تتعلق بسحر النبي صلى الله عليه وسلم ويستشهدون بكتاب نيل الأوطار للإمام الشوكاني رحمه الله ويوردون هذه الرواية :
" أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سحر حتى كان لا يدري ما يقول"
الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الشوكاني - المصدر: نيل الأوطار - الصفحة أو الرقم: 7/364 انتهى
ونجد هنا الخبث الذي يورد به هؤلاء المدلسون هذه الرواية يقول لك
الرواي..... المحدث...... المصدر...... حكم المحدث.....
بنفس طريقة موقع الدرر السنية
حتى يوهم القارئ أن القائمين على الموقع وجدوا من كلام الإمام الشوكاني رحمه الله أنه يصحح الرواية فقالوا حكم المحدث : صحيح
وهذا تدليس خبيث!
والحقيقة أن هذه الرواية لا وجود لها في الموقع ولكنهم يريدون كما قلنا أن يوهموا القارئ بأن الرواية صحيحة والرواية لا تصح وسنثبت ذلك إن شاء الله تعالى .
نأتي الآن بالمرجع نفسه وهو كتاب نيل الأوطار ونقرأ الكلام كامل حتى يتضح لنا الأمر ونرى هل حكم الإمام الشوكاني رحمه الله على الرواية بالصحة كما زعم هؤلاء أم ماذا قال.
من خلال المرجع المصور أمامكم نجد عدّة أشياء يجب أن نقف عندها.
بداية:
نقل الإمام الشوكاني رحمه الله هذه الرواية من كتاب البحر الزخار لأحمد بن يحي المرتضى رحمه الله تعالى وأورد هذه الرواية بلا سند بل أوردها بصيغة #قالوا فنحن لا نعرف من هم الذين قالوا فلا سند ورواته مجهولون أصلا لذلك حكم عليها الإمام المرتضى بالضعف
لكن يشكل على هذا متابعة الإمام الشوكاني له بقول " ويجاب عنه بأن الحديث صحيح كما سيأتي!
" فظاهر كلامه أنه يصحح الرواية !
لكن في الحقيقة أن ما قصده الإمام الشوكاني رحمه الله ليست هذه الرواية وإنما أراد الروايات التي تتكلم عن السحر لا لفظ الحديث الذي أورده الإمام المرتضى في البحر الزخار
ويتبين ذلك من قوله " ويجاب عنه بأن الحديث صحيح كما سيأتي "
أي سيأتي بيان صحة الرواية التي جاء فيها أن النبي صلى الله عليه وسلم سحر ولكننا عندما نكمل ونتتبع كلام الإمام الشوكاني سنجده لم يذكر هذه الرواية أبدا طوال بقية الكتاب كله ولكنه أورد الروايات الصحيحة الموجودة في البخاري ومسلم التي تتحدث عن سحر النبي صلى الله عليه وسلم وهذه الروايات لا يوجد فيها أن النبي صلى الله عليه وسلم " سحر حتى لا يدري ما يقول "
وللتأكيد على ذلك نفتح المرجع الأصلي الذي نقل منه الإمام الشوكاني هذه الرواية ونرى ماذا علق عليها المحقق
نجد إخواني الذي أراده المصنف هنا هي الرواية المذكورة في صحيح البخاري ومسلم !
لذلك تعقب المحقق له يقوله " لفظه ( أن النبي صلى الله عليه وسلم سحر ختى كان يخيل إليه أنه يصنع الشيء ولم يصنعه ) "
فلفظ الرواية الذي ذكره المصنف لايصح والمصنف نفسه حكم عليها بالضعف ولما نقل عنه الإمام الشوكاني هذه الرواية قصد بتصحيحه معنى الرواية وهو سحر النبي صلى الله عليه وسلم .
وللتأكيد على ذلك نورد كلام الشوكاني من كتاب نيل الأوطار تحقيق :
محمد صبحي بن حسن حلاق
نجد هنا في الهامش رقم (6) أورد الرواية التي قصدها الشوكاني وهي التي أشرنا إليها بالسهم في أول صورة المذكورة أعلاه
ثم نجد أن المحقق حكم على الرواية بالضعف دون ذكر " ..... كان لا يدري ما يقول "
وهذه هي الرواية التي أشار إليها المحقق وهي مذكورة في الصفحة التالية مباشرة لنفس الطبعة
وبذلك يتبين مراد الإمام الشوكاني وأنه رحمه الله لم يرد تصحيح الرواية فهذه الرواية لا تصح
ثم نقطة أخيرة وهي أن من يورد هذه الرواية ماذا يريد منها ؟
بالطبع يريد أن يطعن في الوحي
ونجد في نفس الكتاب ( نيل الأوطار للشوكاني ) أن الشوكاني رحمه الله أورد رد أهل العلم على هذه الشبهة التي يطرحها هؤلاء وأورد هنا صورة من نفس المرجع ونركز هنا على كلام القاضي رحمه الله :-
هل قرأتم معي قوله:" قد قامت على صدقه وعصمته فيما يتعلق بالتبليغ والمعجزة شاهده على ذلك " !
هل قرأتم معي قول القاضي:"إنما تسلط على جسده وظواهر جوارحه لا على عقله وقبله واعتقاده ........وليس في ذلك ما يدخل لبساً على الرسالة ولا طعناً لأهل الضلالة " ؟!
و بعد كلام القاضي هذا تنتهي المسألة بفضل الله تعالى .
﴿وَقُلۡ جَاۤءَ ٱلۡحَقُّ وَزَهَقَ ٱلۡبَـٰطِلُۚ إِنَّ ٱلۡبَـٰطِلَ كَانَ زَهُوقا﴾ [الإسراء ٨١]
وصلى اللهم وسلم على الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى والحمد لله رب العالمين
تعليق