جاء في رسالة راهب فرنسي لأحد الأمراء الدعوة الصريحة بالتنصر.
فجاء جواب الفقيه القاضي الجليل الفاضل أبي الوليد الباجي رحمه الله على هذه الرسالة ببيان ضعف موضوعها ودحض مفترياتها: حيث قال:
"بسم الله الرحمن الرحيم، صلى الله على محمد وعلى آله وسلم، العزة لله، والصلاة على رسوله..
تصفحت أيها الراهب الكتاب الوارد من قبلك، وما متت به من مودتك، وأظهرته من نصيحتك، وأبديته من طويتك، فقبلنا مودتك لما بلغنا من مكانتك عند أهل ملتك، واتصل بنا من جميل إرادتك، ونبهتنا لعمر الله بنصيحتك، على ما يلزمنا من ذلك لك،
ولولا ما كنا نعتقد من بعد مستقرك، وتعذر وصول كتابنا إليك لكنا أحرياء أن نأتي من ذلك ما يلزم، ونسلك منه السبيل الأوجب، ولكنت - عندنا - جديرا بعرض الحق عليك وإيصاله إليك، فقد قرر لدينا من وصل من رسلك، وأهل ملتك ما تظهره من حرصك على الخير، ورغبتك في الحق، مما قوى رجاءنا في قبولك له، وإقبالك عليه، وأخذك عليه، وأخذك به، وإنابتك إليه...
ولما تكررت علينا رسائلك ووسائلك تعينت علينا مفاوضتك، فيما رضيناه من مسألتك، ومعارضتك فيما اخترناه من منهجك في النصح، الذي يجري إليه أهل الفضل، وأمرنا الله به على ألسنة الرسل، وكففنا عن معارضتك على ما استقبحناه من خطابك، وسخطناه من كتابك، من سب الرسل الكرام، والأنبياء المعظمين - عليهم السلام -، وانحرفنا عن ذلك إلى أن نحذرك وننذرك ونعذرك فيما لم يبلغك علمه، ولم يتحقق لديك حكمه، ونبالغ في الرفق بك، والتبيين لك على منهج الخطب والرسائل، لا على طريق البراهين والدلائل، مساعدة لك على مذهبك في كتابك، وموافقة لك في مقصدك، فعسى أن يكون أقرب إلى استمالتك، وأبلغ في معارضتك ومعالجتك..
ولوددنا أن تصير إلينا فنبلغ الغرض من تعليمك، ونتمكن من تفهيمك، ونبين لك من تحقيق الكلام وتحريره، وتفصيله وتوجيهه، وترتيب الأدلة ومقتضاها، وإحكام البراهين ومنتهاها، ما يزيل كل سخيفة من نفسك، ويطهر من دنسها قلبك، فتعاين الحق جليا واضحا، والدين قويا لائحا...
إلى أن قال:
والله نسأل أن يهديك ويهدي بك من قبلك فتفوز بأجورهم، وتكون سببا إلى استنقاذهم، فأنت فيما بلغنا مطاع فيهم. والسلام على من اتبع الهدى"
و الرسالة كاملة هنا:
https://dawa.center/file/5470/download
فكتب الباجي رسالة على لسانه رد فيها على هذا الراهب؛ وسلك فيها طريق الاعتدال، وطرق الحجة بالحجة، وأعاد الداعي مدعوا، وبقي الأمير وإمارته سرقسطة على دين الإسلام.
والله تعالى الهادي إلى سواء السبيل.
فجاء جواب الفقيه القاضي الجليل الفاضل أبي الوليد الباجي رحمه الله على هذه الرسالة ببيان ضعف موضوعها ودحض مفترياتها: حيث قال:
"بسم الله الرحمن الرحيم، صلى الله على محمد وعلى آله وسلم، العزة لله، والصلاة على رسوله..
تصفحت أيها الراهب الكتاب الوارد من قبلك، وما متت به من مودتك، وأظهرته من نصيحتك، وأبديته من طويتك، فقبلنا مودتك لما بلغنا من مكانتك عند أهل ملتك، واتصل بنا من جميل إرادتك، ونبهتنا لعمر الله بنصيحتك، على ما يلزمنا من ذلك لك،
ولولا ما كنا نعتقد من بعد مستقرك، وتعذر وصول كتابنا إليك لكنا أحرياء أن نأتي من ذلك ما يلزم، ونسلك منه السبيل الأوجب، ولكنت - عندنا - جديرا بعرض الحق عليك وإيصاله إليك، فقد قرر لدينا من وصل من رسلك، وأهل ملتك ما تظهره من حرصك على الخير، ورغبتك في الحق، مما قوى رجاءنا في قبولك له، وإقبالك عليه، وأخذك عليه، وأخذك به، وإنابتك إليه...
ولما تكررت علينا رسائلك ووسائلك تعينت علينا مفاوضتك، فيما رضيناه من مسألتك، ومعارضتك فيما اخترناه من منهجك في النصح، الذي يجري إليه أهل الفضل، وأمرنا الله به على ألسنة الرسل، وكففنا عن معارضتك على ما استقبحناه من خطابك، وسخطناه من كتابك، من سب الرسل الكرام، والأنبياء المعظمين - عليهم السلام -، وانحرفنا عن ذلك إلى أن نحذرك وننذرك ونعذرك فيما لم يبلغك علمه، ولم يتحقق لديك حكمه، ونبالغ في الرفق بك، والتبيين لك على منهج الخطب والرسائل، لا على طريق البراهين والدلائل، مساعدة لك على مذهبك في كتابك، وموافقة لك في مقصدك، فعسى أن يكون أقرب إلى استمالتك، وأبلغ في معارضتك ومعالجتك..
ولوددنا أن تصير إلينا فنبلغ الغرض من تعليمك، ونتمكن من تفهيمك، ونبين لك من تحقيق الكلام وتحريره، وتفصيله وتوجيهه، وترتيب الأدلة ومقتضاها، وإحكام البراهين ومنتهاها، ما يزيل كل سخيفة من نفسك، ويطهر من دنسها قلبك، فتعاين الحق جليا واضحا، والدين قويا لائحا...
إلى أن قال:
والله نسأل أن يهديك ويهدي بك من قبلك فتفوز بأجورهم، وتكون سببا إلى استنقاذهم، فأنت فيما بلغنا مطاع فيهم. والسلام على من اتبع الهدى"
و الرسالة كاملة هنا:
https://dawa.center/file/5470/download
فكتب الباجي رسالة على لسانه رد فيها على هذا الراهب؛ وسلك فيها طريق الاعتدال، وطرق الحجة بالحجة، وأعاد الداعي مدعوا، وبقي الأمير وإمارته سرقسطة على دين الإسلام.
والله تعالى الهادي إلى سواء السبيل.
تعليق