بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد.
فكثيرا ما نجد النصارى ينكرون علينا الإيمان بالقضاء والقدر رغم أن هذا الإعتقاد موجود عندهم لكنهم قوم لا يؤمنون!
فهم يفهمون من ذلك أن الإنسان مسيّر وليس له اختيار ولا إرادة ولكنني لن أناقش هنا الموضوع من ناحية إسلامية فالمسلمين بفضل الله أجابوا على هذه المسألة منذ قرون ولكنهم قوم لا يعلمون !
كلامي هنا في هذا الموضوع من ناحية مسيحيّة وأعتقد أن هذا الموضوع لم يأخذ حقه من البحث للأسف
فأردت أن أبحث في هذه المسألة من الناحية المسيحيّة ووجدت مفاجآت سنتطرق لشيء منها في هذا البحث المتواضع وأسال الله التوفيق .
نجد هذه الفكرة موجودة بوضوح تام في سفر الجامعة هذا هو السرّ المتكوم في هذا السفر
وهذا يتضح من خلال نصوصه
لكن قبل أن نعرض هذه النصوص وأقوال علماء النصارى نريد أن نعرف ما المقصود بالقضاء والقدر ؟
ننقل من موسوعة علم اللاهوت للعلامة المتنيح القمص ميخائيل مينا ( مكتبة المحبة الأربعة أجزاء في مجلد واحد ) صفحة 285 وهو ينقل عن ابن العسال من كتاب أصول الدين فصل 65
حيث يقول ابن العسال :-
القضاء : هو الحكم القاطع والأمر الذي لا يراجع
+فالقضاء : " هو سابق علم وأمر من الخالق الحكيم" .
+والقدر : " هو تفصيله وتقديره في المخلوقات بحسب الأحوال والأوقات " . انتهى
إذاً نجد من خلال هذا التعريف أن الله إذا قضى أن فإنه لا يراجع فمعنى هذا أنه ليس للإنسان إرادة فوق إرادة الله عز وجل فلله الامر من قبل ومن بعد
كما أنه عرف القضاء بأنه سابق علم وأمر من الخالق الحكيم أي أن علم الله وأمره متلازمان فما علمه مسبقا يأمر به !!
أما من خلال تعريفه للقدر فنجد أنه يريد به إيجاد سابق علمه وأمره في خلقه .
ننقل مرة أخرى من موسوعة علم اللاهوت نفس المرجع السابق صفحة 286
" أجمع الآباء القديسون : باسيليوس الكبير وغريغوريوس وكيرلس الكبير وأثناسيوس وذهبي الفم وأغسطينوس على أن القضاء موجود فعلا "
وكيف لهم أن ينكروا القضاء والقدر وقد علّم به الكتاب
وهنا نعود لسفر الجامعة الذي أبرز هذه المسألة وننقل لكم من أقوال علماء النصارى التأكيد على ذلك :-
جاء في كتاب مدخل إلى الكتاب المقدس يشتمل على تحليل لكل أسفار الكتاب المقدس بعهديه تأليف مجموعة من اللاهوتيين ترجمة نجيب إلياس دار الثقافة صفحة 215 حيث يقولون :
يصطدم كل من يقرأ سفر الجامعة لأول مرة بالخليط الغريب من الإيمان بالله والاعتقاد في القضاء والقدر ففي بعض الأحيان يبدو الكاتب وكأنه يستسلم لكل أسباب خيبة الأمل وبطلان الحياة وفي أحيان أخرى يبدو وكأنه يدعونا إلى الاستمتاع بالملذات قدر المستطاع " انتهى
ويقول الدكتور القس حبيب سعيد في المدخل إلى الكتاب المقدس صفحة 163
لكن هل يعني ذلك أن الإنسان مسيّر أم مخيّر ؟
نجد في كتاب موسوعة علم اللاهوت أن ابن العسال رفض القضاء الجبري بل أخذ بالرأي الذي منشأه الإختيار
ولكن هيهات هيهات
فنجد أنه رفض رأي وله رأي آخر فرأيه مخالف لآخرين أي أن هناك آخرون يقولون بالقضاء الجبري!
فمن قال بخلاف كلام ابن العسال لم يأت به من رأسه
فالفسر واضح من نصوصه أن الإنسان مقيّد بحكم الله المطلق ولكن تمهّل
فقد أشار القس حبيب سعيد إلى بعض نصوص من السفر التي تؤكد أن الإنسان مقيد بحكم الله المطلق
نأتي الآن إلى أحد أهم النصوص التي تبرز هذا المعنى وتوضحه
ولكن قد يتسائل البعض ما معنى هذا النص ؟
إليكم المفاجأة من تفسير السنن القويم لوليم مارش
الكلام واضح ؟
مهما تعب الإنسان لا يحصل على النتيجة المطلوبة لأنه
مقيّد بحكم الله المطلق
فهل سينكر النصارى السفر أم يردّون النص ؟
أليس هذا السفر موحى به من الله ؟ أليس كل الكتاب نافع للتعليم ؟ فأنى تصرفون ؟
وأزيدكم من الشعر بيتاً
أقدكم لكم المفاجأة الثانية من الترجمة اليسوعية في مقدمتها لسفر الجامعة حيث تقول
الكلام واضح ؟
سفر الجامعة الموحى به من الله يعلمنا ويكشف لنا عن سرّه المكتوم أنه لا فائدة من جهود الإنسان
أتعلمون لماذا ؟
لأنه مقيّد بحكم الله المطلق
العلماء يؤكد أن هذا ما يعلمه لنا السفر فأين تذهبون ؟؟
وهذا المقال هو غيض من فيض ولنا عودة في هذا الموضوع إن شاء الله
انتهى بحمد الله
فكثيرا ما نجد النصارى ينكرون علينا الإيمان بالقضاء والقدر رغم أن هذا الإعتقاد موجود عندهم لكنهم قوم لا يؤمنون!
فهم يفهمون من ذلك أن الإنسان مسيّر وليس له اختيار ولا إرادة ولكنني لن أناقش هنا الموضوع من ناحية إسلامية فالمسلمين بفضل الله أجابوا على هذه المسألة منذ قرون ولكنهم قوم لا يعلمون !
كلامي هنا في هذا الموضوع من ناحية مسيحيّة وأعتقد أن هذا الموضوع لم يأخذ حقه من البحث للأسف
فأردت أن أبحث في هذه المسألة من الناحية المسيحيّة ووجدت مفاجآت سنتطرق لشيء منها في هذا البحث المتواضع وأسال الله التوفيق .
نجد هذه الفكرة موجودة بوضوح تام في سفر الجامعة هذا هو السرّ المتكوم في هذا السفر
وهذا يتضح من خلال نصوصه
لكن قبل أن نعرض هذه النصوص وأقوال علماء النصارى نريد أن نعرف ما المقصود بالقضاء والقدر ؟
ننقل من موسوعة علم اللاهوت للعلامة المتنيح القمص ميخائيل مينا ( مكتبة المحبة الأربعة أجزاء في مجلد واحد ) صفحة 285 وهو ينقل عن ابن العسال من كتاب أصول الدين فصل 65
حيث يقول ابن العسال :-
القضاء : هو الحكم القاطع والأمر الذي لا يراجع
+فالقضاء : " هو سابق علم وأمر من الخالق الحكيم" .
+والقدر : " هو تفصيله وتقديره في المخلوقات بحسب الأحوال والأوقات " . انتهى
إذاً نجد من خلال هذا التعريف أن الله إذا قضى أن فإنه لا يراجع فمعنى هذا أنه ليس للإنسان إرادة فوق إرادة الله عز وجل فلله الامر من قبل ومن بعد
كما أنه عرف القضاء بأنه سابق علم وأمر من الخالق الحكيم أي أن علم الله وأمره متلازمان فما علمه مسبقا يأمر به !!
أما من خلال تعريفه للقدر فنجد أنه يريد به إيجاد سابق علمه وأمره في خلقه .
ننقل مرة أخرى من موسوعة علم اللاهوت نفس المرجع السابق صفحة 286
" أجمع الآباء القديسون : باسيليوس الكبير وغريغوريوس وكيرلس الكبير وأثناسيوس وذهبي الفم وأغسطينوس على أن القضاء موجود فعلا "
وكيف لهم أن ينكروا القضاء والقدر وقد علّم به الكتاب
وهنا نعود لسفر الجامعة الذي أبرز هذه المسألة وننقل لكم من أقوال علماء النصارى التأكيد على ذلك :-
جاء في كتاب مدخل إلى الكتاب المقدس يشتمل على تحليل لكل أسفار الكتاب المقدس بعهديه تأليف مجموعة من اللاهوتيين ترجمة نجيب إلياس دار الثقافة صفحة 215 حيث يقولون :
يصطدم كل من يقرأ سفر الجامعة لأول مرة بالخليط الغريب من الإيمان بالله والاعتقاد في القضاء والقدر ففي بعض الأحيان يبدو الكاتب وكأنه يستسلم لكل أسباب خيبة الأمل وبطلان الحياة وفي أحيان أخرى يبدو وكأنه يدعونا إلى الاستمتاع بالملذات قدر المستطاع " انتهى
ويقول الدكتور القس حبيب سعيد في المدخل إلى الكتاب المقدس صفحة 163
لكن هل يعني ذلك أن الإنسان مسيّر أم مخيّر ؟
نجد في كتاب موسوعة علم اللاهوت أن ابن العسال رفض القضاء الجبري بل أخذ بالرأي الذي منشأه الإختيار
ولكن هيهات هيهات
فنجد أنه رفض رأي وله رأي آخر فرأيه مخالف لآخرين أي أن هناك آخرون يقولون بالقضاء الجبري!
فمن قال بخلاف كلام ابن العسال لم يأت به من رأسه
فالفسر واضح من نصوصه أن الإنسان مقيّد بحكم الله المطلق ولكن تمهّل
فقد أشار القس حبيب سعيد إلى بعض نصوص من السفر التي تؤكد أن الإنسان مقيد بحكم الله المطلق
نأتي الآن إلى أحد أهم النصوص التي تبرز هذا المعنى وتوضحه
ولكن قد يتسائل البعض ما معنى هذا النص ؟
إليكم المفاجأة من تفسير السنن القويم لوليم مارش
الكلام واضح ؟
مهما تعب الإنسان لا يحصل على النتيجة المطلوبة لأنه
مقيّد بحكم الله المطلق
فهل سينكر النصارى السفر أم يردّون النص ؟
أليس هذا السفر موحى به من الله ؟ أليس كل الكتاب نافع للتعليم ؟ فأنى تصرفون ؟
وأزيدكم من الشعر بيتاً
أقدكم لكم المفاجأة الثانية من الترجمة اليسوعية في مقدمتها لسفر الجامعة حيث تقول
الكلام واضح ؟
سفر الجامعة الموحى به من الله يعلمنا ويكشف لنا عن سرّه المكتوم أنه لا فائدة من جهود الإنسان
أتعلمون لماذا ؟
لأنه مقيّد بحكم الله المطلق
العلماء يؤكد أن هذا ما يعلمه لنا السفر فأين تذهبون ؟؟
وهذا المقال هو غيض من فيض ولنا عودة في هذا الموضوع إن شاء الله
انتهى بحمد الله