وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

ينبغي عليك أولا أن تفعل ثلاثة أمور
أولا : أن تمتنع تماما عن الدخول الى مواقع الالحاد والتنصير وتلك الزرائب
ثانيا : أن تلجأ لخالقك وتتضرع إليه أن يهديك ويشرح صدرك
ثالثا : أن تعمل على قراءة ومشاهدة ما يثبت الإيمان في قلبك من براهين الإيمان وعجائب صنع الخالق عز وجل

ثم بعد ذلك حدثنا عن الشبهات والتي هي شبهات تافهة لاقيمة لها

علم الله بما في الأرحام كما في الآية علم مطلق، لم تحدده الآية بالجنس، فلماذا حددته بالجنس؟
فالله يعلم ما في الأرحام من أجنة، وأورام حميدة وسرطانات، وجنس كل جنين، ومعيشته ومحياه ومماته ومآلاته، بل يعلم بالجنين وجنسه وما سيولد منه وما لن يُكتب له الوجود، قبل تكوينه وقبل اخصابه، وقدر لكل شيء وقته وأسبابه. والإحاطة الشاملة هذه ليست بمقدور أحد إلا الله.. كل هذا داخل في قول الله ويعلم ما في الأرحام، فالمغالطة الأولى لنفسك هو تقييدك العلم بالجنس.. الآية لم تقل ويعلم الله جنس ما في الأرحام مثلا.. فتقييد الآية بالجنس مغالطة، بل الجنس داخل في كثير مما يعلمه الله مما في الأرحام ولا نعلمه.

وكونك تستكشف شيئًا باتباع علمٍ من العلوم بما هيئه الله لك من اتباع خطوات العلم، فهل هذا يتعارض مع علم الله، أو هل تحيط بعلمه أصلا؟.
تعال نختبر ذلك بمثال بسيط: انت تعلم اسرار بيتك ولا يعلمها احد خارج بيتك، لكن يعلم الله أسرار بيتك، فهل علمك بها يتعارض مع علم الله؟، كونك مهيأ لأن تطلع على سر بيتك ولم يُهيـأ له غيرك، فلا يتعارض مع علم الله بهذه الأسرار والخفايا الذي لا يحتاج تهيئة المخلوقين ووسائلهم. كذلك علم الله بهذه الأسرار يتعدى علمك انت المحدود بها فهو يعلم مآلاتها وما تؤدي إليه وما تخفيه الأنفس وما من صغيرة ولا كبيرة إلا يعلمها. فمحاولة قياس العلم القاصر الذي يحتاج إلى اتباع الوسائل العلمية والعقلية الصحيحة بعلم الله هو من تشبيه الله بمخلوقاته ومن قصور العقل في التشبيه.

وبالتالي، فإن اختيارك كذلك للذكر أو الأنثى، لا يتعارض مع علم الله، بل انت تختاره ولازلت لا تستطيع تقدير اتمامه إلا أن يشاء الله ان يتم خلقته. وهذا الاختيار كان كذلك قبل العلم يسير عليه المنجمون بتحديد الساعات الذكورية وغيرها والساعات الأنثوية، والطالع الذكري والأنثوي وما إلأى ذلك، وكثيرًا ما كانت تُصيب وأحيانا تخطىء، والعلم الحديث دقته فيه تصل إلى 100%. كل هذا إن تهيأ بأسباب العلم فهو داخل فيما أراد الله للإنسان أن يعلمه ويصل إليه من علم الله.. ومن علم الله الغيبي ما يهيىء له بعضا من خلقه كعلم الوحي يختص به أنبيائه وكل علم وفن يسلك الإنسان طرقه يهيىء لهم الله من علمه ما يفتح به عليهم.. وهذا كله لا يتعارض مع علم الله، بل هو من علم الله الذي شاء لبعض من خلقه أن يعلمه. مثل الرجل الخضر الذي آتاه الله علمًا من علوم الغيب وهذا يختص به الله لكن علمه الله للخضر كما في قصته مع موسى عليه السلام في سورة الكهف (( فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما ) ). وكذلك من علم الله الذي لا يمكن لأحد إلا الله واصطفى به أنبيائه احياء الموتى واصطفى به إبراهيم وعيسى. فكل ذلك مما يريد الله ان يعلم عباده لا يتعارض مع علم الله.

فلا تحمل الأمور خلاف ما عليها وتغالط نفسك بنفسك وفي القرآن تفصيل كل شيء.

هدانا الله وإياكم.