كيف إستطاع محمد –صلى الله عليه وسلم- تأليف القرآن ؟!
ما يقوله النصارى في هذا الأمر بين أمرين أن النبي أخذ القرآن عن الراهب بحيرى حينما قابله بالشام وهناك آخرون يقولون أنه أخذه عن ورقة بن نوفل !
ولعل هذا يبدو منطقيا عند شخص سطحي لكن عند عقل علمي مفكر..أبدا سيكون هذا من السخافات الغير معقوله !
والواقع يقول أن القرآن متآلف متناسق لا يعقل أن يكون نصفه مثلا من تأليف بحيرى والنصف الآخر من تأليف ورقة ..أظن أن هذا كلاما عاقلا..أليس كذلك؟
فلو أخذنا بحيرى كفرضية للنفكير المنطقي...أولا : لسانه أعجمي فمستحيل أن يؤلف كتابا بهذه البلاغة اللفظية !
قال تعالى (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ (النحل : 103 )
وهنا تسقط فرضية تعلمه من بحيرى ..ناهيك أنها فرضية غير منطقية ولا عقلانية فالنبي تقابل معه حينما كان مسافرا مع عمه للتجارة فرآى الراهب بحيرى من شرفته أشياء عجيبة ترافق القافلة فهناك سحابة تظلل النبي أينما سار ورأى أنه لا يمر بحجر أو بشجر إلا سجد للنبي محمد وهنا تيقن أنه النبي المنتظر الذي قرأ عنه في التوراة والإنجيل أنه من بني إسماعيل
سفر التكوين الإصحاح 17 : 20: وأَمَّا إِسْماعيلُ فقَد سَمِعتُ قَولَكَ فيه. وهاءَنَذا أُبارِكُه وأُنْميه وأُكَثِّرُه جِدًّا جِدًّا، ويَلدُ اَثنَي عَشَرَ رَئيسًا، وأَجعَلُه أُمَّةً عظيمة
سفر التكوين 13 :21 "وابن الجارية ايضا ساجعله امة لانه نسلك"
Dt:18:18 اقيم لهم نبيا من وسط اخوتهم مثلك واجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما اوصيه به.
وإخوة بني إسحاق هم بني إسماعيل ولا شك ...ناهيك أنه بالتواتر عرف أن إسماعيل عاش بمكة والكتاب المقدس يقول أن
Gen 21:21وسكن (إسماعيل) في برية فاران.
وقرأ أن النبي سيكون من فاران أي جبال مكة
Dt:33:2 فقال.جاء الرب من سيناء واشرق لهم من سعير وتلألأ من جبال فاران وأتى من ربوات القدس وعن يمينه نار شريعة لهم.
ورغم تدليس النصارى واليهود منذ النبي حتى الآن يقول قاموس Strong's Hebrew Bible Dictionary ان فاران في صحراء العرب: " Paran, a desert of Arabia".
لقد علم بحيرى الراهب أن من صفات النبي القادم أن يكون بين كتفيه خاتم النبوة ..
اشعياء9 : 6-7 .."لانه يولد لنا ولد ونعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه"
ودعنا من كون المسيحي يفهم النبوؤة أنها للمسيح ولكن ناهيك عن كونه باطل من أوجه ولكن هكذا فهم بحيرى !
وتفحص الراهب بحيرى الصبي محمد –صلى الله عليه وسلم- فوجد خاتم النبوة ووجد أنه هو النبي المنتظر بعد المسيح
الذي قال عنه المسيح "لكني اقول لكم الحق انه خير لكم ان انطلق.لانه ان لم انطلق لا يأتيكم المعزي (الباركليتيوس-الشفيع).ولكن ان ذهبت ارسله اليكم." (يو 16 : 7)
وقال عنه اليهود معددين ثلاث أشخاص ليوحنا المعمدان
Jn:1:19 وهذه هي شهادة يوحنا حين ارسل اليهود من اورشليم كهنة ولاويين ليسألوه من انت. 20 فاعترف ولم ينكر واقرّ اني لست انا المسيح.21 فسألوه اذا ماذا.ايليا انت.فقال لست انا.النبي انت.فاجاب لا.22 فقالوا له من انت لنعطي جوابا للذين ارسلونا.ماذا تقول عن نفسك.23 قال انا صوت صارخ في البرية قوّموا طريق الرب كما قال اشعياء النبي.24 وكان المرسلون من الفريسيين.25 فسألوه وقالوا له فما بالك تعمّد ان كنت لست المسيح ولا ايليا ولا النبي.
ونعرف أن المسيح هو بن مريم وإيليا قال عنه المسيح أنه جاء ولم يعرفه اليهود ..فمن هو النبي ؟!
لقد عرف بحيرى كل هذا ولهذا لما رأى النبي الموعود خاف أن تقتله يهود حقدا وحسدا لأنه ليس من بني إسرائيل ولذلك نصح أبوطالب بالعودة به سريعا..فإستجاب أبي طالب .
هنا تأتي الشبهة فالنصارى يروجون أن النبي تعلم من بحيرى أو أخذ القرآن عنه ..المعلومة المهمة هنا أن عمر النبي محمد –صلى الله عليه وسلم كان أقل من عشر سنوات ...فأي سخافة أن يتلقى من دون العشر سنوات كتابا ضخما مثل القرآن أو حتى محتوياته دون لفظه ثم ينتظر حتى يبلغ الأربعين عاما لكي ينشره أي سخافة تلك ؟!
ناهيك ان أمية الرسول أمر ثابت ولا يماري فيه إلا جاحد بل يقول صاحب كتاب "فترة التكوين في حياة النبي الأمين" وهو رجل يدعي أنه ملحد لكنه يبدو أنه يتخفى بالإلحاد لأن القارئ لكتبه يعرف أن مصطلحاته –وإن تعالم ونطق بالغريب- فهي أقرب لكونه نصراني مفضوح وكتابه شهير بين النصارى بل ويستشهد به زكريا بطرس مسميه "الشيخ" خليل عبد الكريم وكأنه من علمائنا وهذا ما تعودناه من زكريا بطرس وأمانته العلمية (على سبيل المثال لا الحصر حلقاته في الصميم 17 و18 وتلك أمانة رجل دين يدعى أنه الحق ويهدي إلى الحق فياالعجب؟! ومن ثمارهم تعرفهم!)
وموضوعنا أن "خليل عبد الكريم" الملحد الذي يتشدقون به –والحق ما شهدت به الأعداء- يؤكد في كتابه المذكور آنفا أن النبي كان أميا ويقول أنه لم يثبت شئ خلاف ذلك وما يستند إليه البعض هي تحليلات وتخرصات لا ترتقي إلى مرتبة الدلائل وهنا تسقط فرضية أن الرسول تعلم بنفسه !
ناهيك أنه لم توجد ترجمة عربية للأناجيل حتى القرن الثامن كما تقول الموسوعات العالمية
فلقد جاء في كتاب " المرشد إلى الكتاب المقدس ( الناشر دار الكتاب المقدس و مجلس الكنائس العالمي بالشرق الأوسط عام 1996م ). ص 79 : " أنه فى عام 639م طلب القائد العربي عمر بن سعد بن أبي وقاص من البطريرك اليعقوبي يوحنا أن يضع ترجمة للكتاب المقدس في اللغة العربية و يقولون أنه ربما تم ذلك فى ذلك التاريخ ...و فى عام 867م كانت هناك محاولات لترجمة أعمال الرسل والرسائل كلها ، و فى حوالي سنة 930 م كانت هناك محاولة لترجمة أسفار التوراة الخمسة وأشعيا ، قام بها العالم اليهودي ( سعيد الفيومي ) ... و بعد كل هذه المحاولات الفردية صدرت أول ترجمة كاملة للكتاب المقدس بعهديه في روما إلى العربية , وعرفت بإسم ( البروباغاندا ) و كان ذلك فى أواخر القرن الثامن .. "
وجاء في الموسوعة البريطانية تحت عنوان "الكتاب المقدس باللغة العربية"
لا توجد أي دلائل مؤكدة على وجود ترجمة للكتاب المقدس بالعربية قبل الإسلام.
ولكن بعد وجود الكثير من اليهود والنصارى بين المسلمين تحت الحكم الإسلامي في القرن السابع ,ظهرت الحاجة إلى وجود نسخ بالعربية .
أول واهم نسخة هي التي قام بترجمتها (سعادة بن يوسف ) 892 - 942 ميلادية.
المصدر http://0-www.search.eb.com.library.uor.edu/eb/article-73198
فبالله عليكم أي فرية بأن تقولوا أن النبي الأمي لم يقرأ العربية وفقط..بل جاوزها إلى العبرية واليونانية ..أي فرية تلك ؟!
وأخيرا لو أخذنا ورقة كفرضية أخرى باطلة من أوجه
1- أنه لم يكن له لقائات متبادلة بالنبي وإلا لكان طعن عليه كفار قريش به ولا شك ... !
2- فرضية أن القرآن مصدره ورقة سخيفة لأنه مات في السنوات الأولى للبعثة ..فكيف يظل الفرع وقد مات الأصل !
3- قد يقولون أنه قد علم النبي قبل موته وهذا فاسد -كما بيننا لأنه لم يكن له لقائات متبادلة مع النبي- ولكن المعجز في تقدير الله للأمور أن يفتر الوحي ويتوقف لستة أشهر بعد موت ورقة واعداء الإسلام يدندنون على هذا كثيرا والواقع أن الكفار قد عيروا محمد –صلى الله عليه وسلم- وقالوا له "قد ودعك ربك يا محمد" فلو كان النبي حسب فرضيتكم قد تعلم من ورقة فلم يفتر الوحي في فترة حرجة مثل تلك الفترة ..؟!
فبالله عليكم ...أليس فتور الوحي بعد موت ورقة دليل ضدكم لا معكم ؟!
ومما يضحض فكرة ان المعلومات من عند بحيرى أو ورقة والصياغة من عند النبي..أن النبي لم يقل الشعر قط...والعرب كانوا شعبا يقولون الشعر ويحفظونه وليس غريبا أن يكتب محمد صلى الله عليه وسلم قصيدة..فلم لم يقل بيتا من الشعر طوال 40 سنه ثم خرج بما أذهل العرب مرة واحدة؟!
ناهيك عن أنه مع التسليم ببلاغة الرسول فإن إسلوب القرآن مختلف تماما عن إسلوب الحديث الشريف !!
وجل النصارى يسلمون للقرآن البلاغة ومع ذلك ليس إعجازا عندهم فالواقع أن الكتاب الوحيد المحفوظ بلغته الأصلية كما أنزل هو القرآن بل ومن حفظ الله له أن لغته الأصلية مازالت متداولة وحية وليست مثل لغات الكتاب المقدس التي ماتت ولا يعرفون الكثير من ألفاظها ..فالواقع أنه يسمى "كلام الله" وهو "كلام" ...فوجب وجود فارق بين كلام البشر وكلام خالقهم ..فكانت البلاغة أحد المعالم مع إعجاز المضمون..إعجاز تشريعي..فهو شرع صالح للتطبيق ويضمن صلاح البشرية ليس كالعهد القديم مستحيل التطبيق وليس كالعهد الجديد تعاليم بلا فائدة فقط للتشدق !
وإعجاز قصصي..فلا يوجد بالقرآن إلا قصص تعلمك الأخلاق والعقائد وليس أساطيرا وقصص سيئة كقصة شمشون وداود وأوريا وزواج راعوث وغيرها الكثير !
وإعجاز علمي وهو كثير ولعل أكبر دليل يجعل منكريه في حيرة من أمرهم أهم ما في موضوع الإعجاز العلمي هو أنني فكرت لو أنه جاء بأيدي علماء المسلمين في الأندلس مثلا وأوربا متخلفة...لقالوا هؤلاء المسلمين يدلسون علينا ويقلبون الحقائق ...إلخ
لكن لحكمة الله لكي لا يكون لأي كافر حجة أن الحقائق العلمية يظهرها غير المسلمين ويبحثون هم فيجدوا إنطباق ما إكتشفوه على القرآن وبعد ذلك يسلمون: أمثال الدكتور "كيت مور" عالم الأجنة والبروفيسور . جيرالد سي والجيلوجي البروفيسور ألفريد كرونر
وستجد شهادات هؤلاء العلماء في قسم الفيديو في موقع
http://www.islam-guide.com
بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ (العنكبوت : 49 )
وذلك من حكمة الله وإقامته الحجة على خلقه حتى لا يأتي أحد ويقول لم أكن أعرف ..فالغرب الكافر بالإسلام هو من بحث وإكتشف أن ما يتوصل إليه إنما هو مدون من 1400 سنة في كتاب نزل على نبي أمي هو "محمد" صلى الله عليه وسلم ...والعجيب أن علماء الغرب هم من يكتشفوا إعجاز الإسلام وهم من يسلمون ..ففي أي شئ سيجادلون إن كان أولو العلم قد سلموا ؟!
وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (سبأ : 6 )
والإعجاز التشريعي : لو فكرت بعقلانية ستجد أنه من المستحيل أن تربي جيل الصحابة على الإسلام الكامل بشرائعه وعقائده مرة واحدة هكذا دون تدرج ..فأولا كان الإيمان بالله ورسله واليوم الآخر والجنة والنار دون تكليف رحمة من الخالق ثم تدرجت العبادات من صلاة وصوم وحج ثم لما أقيمت الدولة الإسلامية كانت شرائع كاملة ضد الجريمة والزنا والسرقة وقواعد وأسس للتعامل مع المعاهدين من اليهود "فما إستقاموا لكم فإستقيموا لهم" وقواعد وأسس للتعامل مع المحاربين من كفار مكة ومن الروم الذين قرروا الهجوم على المدينة ..فمن المستحيل أن تقول للصحابة أيام إضطهاد مكة عن قوانين الدولة...فهي قواعد وأسس ومبادئ وشرائع تربى عليها الصحابة حتى يحكى أن أنسا كان يسقى القوم خمرا فجاء منادي وقال قد حرمت الخمر وإذا بهم يهرقون ما بأيديهم من خمر وما بآنيتهم في شوارع المدينة حتى صارت أنهارا من الخمر بينما في الولايات المتحدة في أوائل القرن الماضي أصدروا قانون لتجريم شرب الخمر فزاد شرب الخمر وإمتلأت السجون فقرروا إلغاء القانون بعد ثلاث سنوات من تطبيقه...فبالله عليكم ألا يدل ذلك أن الإسلام فوق القوانين الأرضية جميعا ويدل على إعجاز الإسلام التشريعي بكل معاني الكلمة ؟!
فلا المسيحية تحتوي قوانين تحكم الحياة إلا قوانين العهد القديم الجامدة المستحيلة التطبيقة....وحتى الأخلاقيات الحميدة التي جاء يعلمها المسيح لليهود قد ضيعوها بمبدأ الفداء الذي جعلها كصورة جميلة لحديقة ..وصورة الحديقة تعلق على الحائط ولكن لا يمكنك أبدا الجلوس فيها..وكذلك تعاليم المسيح أفسدها بولس بثقافة الصلب والفداء ..فذنوب محمولة مقدما جعلت كل ما علمه المسيح يترك تحت أقدام النصارى والواقع نراه في فساد الغرب منذ وقت حكم الكنيسة في العصور المظلمة وحتى الآن !!
4- أخر نقطة بخصوص فرية تعلم الرسول من غيره ..فإن النظريات والفلسفات كثيرة وكلها مخترعة إبتداء فالمذكور عندنا هو خبر مثل لقاء النبي مع بحيرى مرة في طفولته لم يتجاوز اللقاء ساعات ويأتي كل قسيس فيشطح عقله في الخيال ويخترع قصصا وروايات...وكذلك بالنسبة لورقة بن نوفل فصاحب "فترة التكوين" ألف قصة بكل معاني الكلمة...و أكبر دليل ينكر كل ما سبق هو "عدم وجود الدليل" فمصادرنا المعصومة هي القرآن والسنة الصحيحة !!
وأشك أن مسيحي يمكن أن يفهمني ...ولذلك أقول لو جئت وقلت لك –فرضا- أن يسوع كان نبيا كاذبا ... ستسألني لماذا ؟
سأقول لك: إنك إتهمت النبي محمد بأنه تعلم من غيره دون أن تأتي بدليل ومناط إستدلالك أنه بتعلمه من غيره نفى عنه مصدرية القرآن عن الله !
فماذا تقول في أن المسيح لما تاه من أمه وأبوه وجدوه يتعلم في الهيكل (لوقا إصحاح 2 )
“ولما لم يجداه رجعا الى اورشليم يطلبانه. وبعد ثلاثة ايام وجداه في الهيكل جالسا في وسط المعلمين يسمعهم ويسألهم. وكل الذين سمعوه بهتوا من فهمه واجوبته. فلما ابصراه اندهشا.وقالت له امه يا بنيّ لماذا فعلت بنا هكذا.هوذا ابوك وانا كنا نطلبك معذبين.”(لو 2:44-48
فيجدونه يتعلم في الهيكل ولا أعلم لماذا لا تقولون إنه مدعي نبوة طالما تعلم من غيره بينما يتهمون النبي الأمي الذي لم يقرأ كتابا قط ولا تعلم من غيره أنه نبي كاذب , بلا أدنى دليل مادي واقعي ..فهل أنتم مستعدون لتطبيق مبدأ التعلم على أنبيائهم بل والإله عندكم ؟
إنه الكيل بمكيالين!
فالواقع أن أمية الرسول ليست شرطا في النبوة ..ولكنه أقوى إقامة حجة على البشر ..لأن شخصا أميا لا يستطيع أن يأتي بمثل القرآن لا في بلاغته ولا في محتواه من قصص وعقائد وتشريع !!
والواقع أن عدم تعلم الرسول ليس شرطا في النبوة ...فأنبياء كثيرين –وأولهم المسيح- تعلموا من غيرهم وقرأوا التوراة وكتب الأنبياء ومع ذلك شهد لهم بالنبوة والرسالة ولكن لكون النبي محمد خاتم الأنبياء والمرسلين لم يترك الله عز وجل لإنسان ذرة شك في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم !
وأقول لمن يعقدون المقارنات السطحية بين محمد والمسيح عليهما الصلاة والسلام ...إن المسيح قد تعلم من غيره (لوقا إصحاح 2) وقرأ كتب السابقين...وهو عندكم رسول من الله بل هو الله نفسه
بينما النبي محمد –صلى الله عليه وسلم- كان أميا لا يعرف القراءة ولا الكتابة ويشهد بذلك الأعداء قبل الأصدقاء ولم يتعلم قط من غيره..أفلا يستحق التسليم له بأنه يأخذ علمه من الله عز وجل ؟!
وأخيرا أقول لكل من يخترع قصصا وروايات انه ربما تجد مثلا حياة المسيح لا نعرف شيئا عنه منذ وجدوه يتعلم في الهيكل حتى سن الثلاثين ..فربما ينشط خيال شخص واسع الخيال مثل "خليل عبد الكريم" في تخيل 18 سنة من حياة المسيح لا يُعلم عنها شيئا ..بل والله لا يعلم من حياته كلها إلا موقف ولادته ثم هروبهم به لمصر ثم يتوه ويتعلم في الهيكل مظهرا تميزه ثم لا نعلم عنه شيئا حتى سن الثلاثين عندنا بعض مواقف من فترة 3 سنوات....فأين خيال القساوسة الواسع في هذا الأمر...يااللعجب ؟!
لكن عندنا ..الأمر مختلف تماما فالنصارى يعلمون تماما أن الشخص الوحيد في العالم اجمع الذي نقلت لنا حياته 24 ساعة يوميا وكأن الكاميرات عليه لا تفارقه هو محمد –صلى الله عليه وسلم-
فحتى حياته الخاصة ..كانت ملكا لجميع أمته من بعده وكان من حكمة الله كثرة المخالطين له من زوجاته وأصحابه فيحكون عنه كل صغير وكبير!
نعم....مائة ألف صحابي ..عاصروه في حياته العامة في المسجد وفي الذهاب والمجئ وفي سفره وغزواته وزوجاته يروين عنه سكناته وحركاته وحتى حياته الخاصة أصبحت ملكا لجميع أمته لكي يكون نعم القدوة ليس كقائدا عسكريا وحاكما مدنيا وفقط...لا ...بل القدوة في الزوجية والأبوة مع بناته وأولاده وأحفاده ..فهل بعد هذا الكم من المراقبين لرسول الله الذين حكوا لنا صلاة سعل بها سعلتين وعدوا الشعرات البيض في رأس رسول الله ...هل يمكن بعد كل هذا أن يأتي أحد أصحاب الخيال الواسع امثال "خليل عبد الكريم" أو "زكريا بطرس" أو "يوسف الحداد" أو "أبي موسى الحريري" وغيرهم من أصحاب المخيلة الواسعة ..هل يعطى لهؤلاء وتخيلاتهم وتهيؤاتهم أي أهمية بعد ذلك ؟!
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
الرد جزء من كتاب دعوة للتفكير
حملوا الكتاب كاملا
تعليق