الثالوث المقدس ووحدة الوجود :
أهم نقطة ينبني عليها الفكر الغنوصي الباطني ، هي وحدة الوجود ، وهي فكرة تربط بين الإله و المادة ، فيضنون ان الإله جل وعلا يحل في الأشياء وأنه موجود في كل مكان ، ويحل حتى في الأجسام ، وهم بذلك ينسفون عقيدة التوحيد مجملا ،فالتوحيد ينبني على الفصل بين المخلوق والخالق ، قال تعالى (( ثم إستوى على العرش )) فاستواءه على العرش سبحانه وتعالى يجعله منفصلا عن المخلوقات ، ومثلما جاء في الحديث سؤال النبي صلى الله عليه وسلم للجارية (( أين الله؟)) فقالت : في السماء ، فقال ((من أنا؟)) فقالت : أنت رسول الله ، فقال :(( أعتقها إنها مؤمنة)) ، حديث صحيح رواه مسلم وابي داوود والنسائي ،من حديث معاوية بن الحكم رضي الله عنه.
فالله موجود في السماء ، وهو مستوٍ على عرشه سبحانه وتعالى ، وهذه عقيدة التوحيد السليمة ، كذلك قال الله تعالى في سورة الملك (( أأمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا)) والآية صريحة في تبيان أن الله في السماء .
أما المسيحية التي ابتدعها شاوول الطرسوسي فإنها مبنية على الفكرة الغنوصية الوثنية " وحدة الوجود" ويعتقدون ان الله جل وعلا موجود في كل العالم لا يحده مكان ، وانه يحل في الاجسام ، (( هو روح الحق الذي لا يقدر العالم أن يقبله ، لأنه لايراه ولا يعرفه، أما أنتم فتعرفونه لأنه يقيم معكم ويكون فيكم)) يوحنا 14-17
فالمسيحييون يؤمنون أن الروح القدس الذي هو أقنوم من الأقانيم الثلاثة التي تمثل الله يحل في المؤمنين ويعطيهم سلطانا كسلطان الرب ، كما سنبين في مقال الحلول والاتحاد باذن الله تعالى .
وكذلك الروح القدس حل برسل المسيح بعد موته في اليوم الخمسين ، (( وظهرت لهم ألسنة كأنها من نار فانقسمت ووقف كل واحد منهم على لسان، فامتلأوا بالروح القدس ، وأخذوا يتكلمون بلغات غير لغتهم على قدر ما منحهم الروح القدس أن ينطقوا)) أعمال الرسل 2/ 3-4
فهنا يظهر لنا جليا حلول الروح الالهية على تلاميذ المسيح .
كذلك لم تحل الروح القدس على الرسل ففي خطبة بطرس نجد أن الروح القدس حلت على المستمعين له ، ولم يكونو من اليهود :((فتعجب أهل الختان الذين رافقوا بطرس حين رأوا أن الله أفاض هبة الروح القدس على غير اليهود أيضا)) أعمال الرسل 10-45
وكلمة اليهود هنا واضحة تعني بنو اسرائيل وليس اليهود بالديانة ، لان بطرس قال بعدها:((هؤلاء نالوا الروح القدس مثلنا)) ورفقاء بطرس كانوا مسيحيين.
ومن طقوس الكنيسة المعروفة المسح بالنيرون المقدس ، ويرى المسيحيون أن الروح القدس تحل على أرواح المؤمنين الذين نالوا نعمة المعمودية ، وهذه النعمة تمنحها الكنيسة على يد كهنتها بعد التعميد ، تشبها بالحنوط والطيب الذي دهن به جسد المسيح عند دفنه (النصرانية والاسلام/محمد عزت الطهطاوي ص67)
ولكن كيف دخلت فكرة وحدة الوجود للمسيحية ؟
هذا موضوعنا في المقال القادم بإذن الله
بقلم: عزالدين بن راشو
نبتغي رفع اللواء
أهم نقطة ينبني عليها الفكر الغنوصي الباطني ، هي وحدة الوجود ، وهي فكرة تربط بين الإله و المادة ، فيضنون ان الإله جل وعلا يحل في الأشياء وأنه موجود في كل مكان ، ويحل حتى في الأجسام ، وهم بذلك ينسفون عقيدة التوحيد مجملا ،فالتوحيد ينبني على الفصل بين المخلوق والخالق ، قال تعالى (( ثم إستوى على العرش )) فاستواءه على العرش سبحانه وتعالى يجعله منفصلا عن المخلوقات ، ومثلما جاء في الحديث سؤال النبي صلى الله عليه وسلم للجارية (( أين الله؟)) فقالت : في السماء ، فقال ((من أنا؟)) فقالت : أنت رسول الله ، فقال :(( أعتقها إنها مؤمنة)) ، حديث صحيح رواه مسلم وابي داوود والنسائي ،من حديث معاوية بن الحكم رضي الله عنه.
فالله موجود في السماء ، وهو مستوٍ على عرشه سبحانه وتعالى ، وهذه عقيدة التوحيد السليمة ، كذلك قال الله تعالى في سورة الملك (( أأمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا)) والآية صريحة في تبيان أن الله في السماء .
أما المسيحية التي ابتدعها شاوول الطرسوسي فإنها مبنية على الفكرة الغنوصية الوثنية " وحدة الوجود" ويعتقدون ان الله جل وعلا موجود في كل العالم لا يحده مكان ، وانه يحل في الاجسام ، (( هو روح الحق الذي لا يقدر العالم أن يقبله ، لأنه لايراه ولا يعرفه، أما أنتم فتعرفونه لأنه يقيم معكم ويكون فيكم)) يوحنا 14-17
فالمسيحييون يؤمنون أن الروح القدس الذي هو أقنوم من الأقانيم الثلاثة التي تمثل الله يحل في المؤمنين ويعطيهم سلطانا كسلطان الرب ، كما سنبين في مقال الحلول والاتحاد باذن الله تعالى .
وكذلك الروح القدس حل برسل المسيح بعد موته في اليوم الخمسين ، (( وظهرت لهم ألسنة كأنها من نار فانقسمت ووقف كل واحد منهم على لسان، فامتلأوا بالروح القدس ، وأخذوا يتكلمون بلغات غير لغتهم على قدر ما منحهم الروح القدس أن ينطقوا)) أعمال الرسل 2/ 3-4
فهنا يظهر لنا جليا حلول الروح الالهية على تلاميذ المسيح .
كذلك لم تحل الروح القدس على الرسل ففي خطبة بطرس نجد أن الروح القدس حلت على المستمعين له ، ولم يكونو من اليهود :((فتعجب أهل الختان الذين رافقوا بطرس حين رأوا أن الله أفاض هبة الروح القدس على غير اليهود أيضا)) أعمال الرسل 10-45
وكلمة اليهود هنا واضحة تعني بنو اسرائيل وليس اليهود بالديانة ، لان بطرس قال بعدها:((هؤلاء نالوا الروح القدس مثلنا)) ورفقاء بطرس كانوا مسيحيين.
ومن طقوس الكنيسة المعروفة المسح بالنيرون المقدس ، ويرى المسيحيون أن الروح القدس تحل على أرواح المؤمنين الذين نالوا نعمة المعمودية ، وهذه النعمة تمنحها الكنيسة على يد كهنتها بعد التعميد ، تشبها بالحنوط والطيب الذي دهن به جسد المسيح عند دفنه (النصرانية والاسلام/محمد عزت الطهطاوي ص67)
ولكن كيف دخلت فكرة وحدة الوجود للمسيحية ؟
هذا موضوعنا في المقال القادم بإذن الله
بقلم: عزالدين بن راشو
نبتغي رفع اللواء