الموضوع : أنسنة الإله وتأليه الإنسان
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين على سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين ، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ونسأل الله ان يرزقنا علما نافعا ، وقلبا خاشعا ونفسا ترضى بما قسم الله لها من نعمه .
أما بعد :
إن أكثر مايطرحه الملاحدة من أسئلة هو ما يتعلق بالإله ووجوده،ولا يقبلون التسليم العقلي والمنطقي لوجود الإله ، وذلك لسبب واحد وهو أنسنة الإله .
هذا المصطلح أطلقه قبل أيام قليلة الدكتور هيثم طلعت علي سرور ، وأنسنة الإله هي هي مشكلة عقل الملحد ، فيحاول جاهدا الوصول لتفسير لأصل الوجود ودحض المسلمات الإبستيمولوجية عن طريق تطبيق قواعد الخلق على الخالق.
الملحد يرى في قرارة نفسه أن الإله هو كائن فائق القوى ، ويطبق عليه قانون الزمان لينفي الأزلية وقانون المكان لينفي الوجودية الحتمية للإله ، وقانون السببية لينفي الوجودية والأزلية معا ،،، في حين أنه إما لا يدرك مفهوم السببية ، وإما هو يخيطها بحسب مقاس عقله ، والسببية تقول بأن لكل حدث محدث ، بمعنى آخر لكل حدث انطولوجي أو إمبريقي يجب ان يكون له سبب ليحدث وظروف ينشأ عليها هذا الحدث ، في حين لو طبقنا هذا المبدأ على الإله فلا يصبح الإله الها ، لانه هو الخالق والموجد ، والله ليس بحدث حتى يكون له سبب، ولو سلمنا بمثل تفكير الملحد سيصبح لدينا انسانا خاوق القوى كزيوس كبير آلهة الأولمب . فالملحد بكل بساطة وبلاهة يطبق قانون الخلائق على الخالق ، ويقيد الخالق بضروف هو من خلقها ويخضع لها المخلوقات جميعا،،، فهو ببساطة وبلاهة يعلن أن الإله إنسان .
والقضية الثانية التي يراها الملحد هي تأليه الإنسان بعلمه ،فيجعل من الإنسان ربا عليما ويظن انه بدين العلم يستطيع الوصول لعلم الله وفهمه وادراك حكمته، وهنا يجد نفسه مجبرا على تقديم تفسير انطولوجي وامبريقي يتوافق مع المسلمات العقلية والمعرفية لكل ظاهرة تحدث ،وهذا ما أدى به في النهاية للوصول إلى لامركزية الإنسان ، وتجريده من كل أسباب وجوده و من كل مسلماته الإبستيمولوجية، ويجعله مجرد تراكم مادي نشأ من الطبيعة ، وكأن الميت يخلق الحياة والعدم يخلق الوجود، وصار وجود الانسان في هذا الكون لامعنى له ، كذلك كل الظواهر الكونية لامعنى لها ،لأنه فقط اغتر بعلمه المحدود فظن انه يعلم كل شيء ويمكنه القيام بأي شيء.
مشكلة الملحد الحقيقية ليست الله ، فهو متيقن تماما من وجوده، وليست الدين ، فهو يدرك تماما انه لا يستطيع العيش خارج ظلال الدين ورحمته، مشكلته الحقيقية هي كبره وخيلائه،يظن ان كل ماتوصل له من العلم قادر على تفسير اي شيء،، في حين لا يستطيع حتى ان يفسر سبب الموت انطولوجيا لانه لاوجود لروح انطولجية ، ولا يمكنه حتى ان يخلق صفر من المليون من درجة وعي كائن عضوي بسيط ،،، هو فقط يكذب على نفسه وعلى الناس وذلك لم يكن الا بسبب خيلائه.
بقلم: بن راشو عزالدين
نبتغي رفع اللواء
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين على سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين ، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ونسأل الله ان يرزقنا علما نافعا ، وقلبا خاشعا ونفسا ترضى بما قسم الله لها من نعمه .
أما بعد :
إن أكثر مايطرحه الملاحدة من أسئلة هو ما يتعلق بالإله ووجوده،ولا يقبلون التسليم العقلي والمنطقي لوجود الإله ، وذلك لسبب واحد وهو أنسنة الإله .
هذا المصطلح أطلقه قبل أيام قليلة الدكتور هيثم طلعت علي سرور ، وأنسنة الإله هي هي مشكلة عقل الملحد ، فيحاول جاهدا الوصول لتفسير لأصل الوجود ودحض المسلمات الإبستيمولوجية عن طريق تطبيق قواعد الخلق على الخالق.
الملحد يرى في قرارة نفسه أن الإله هو كائن فائق القوى ، ويطبق عليه قانون الزمان لينفي الأزلية وقانون المكان لينفي الوجودية الحتمية للإله ، وقانون السببية لينفي الوجودية والأزلية معا ،،، في حين أنه إما لا يدرك مفهوم السببية ، وإما هو يخيطها بحسب مقاس عقله ، والسببية تقول بأن لكل حدث محدث ، بمعنى آخر لكل حدث انطولوجي أو إمبريقي يجب ان يكون له سبب ليحدث وظروف ينشأ عليها هذا الحدث ، في حين لو طبقنا هذا المبدأ على الإله فلا يصبح الإله الها ، لانه هو الخالق والموجد ، والله ليس بحدث حتى يكون له سبب، ولو سلمنا بمثل تفكير الملحد سيصبح لدينا انسانا خاوق القوى كزيوس كبير آلهة الأولمب . فالملحد بكل بساطة وبلاهة يطبق قانون الخلائق على الخالق ، ويقيد الخالق بضروف هو من خلقها ويخضع لها المخلوقات جميعا،،، فهو ببساطة وبلاهة يعلن أن الإله إنسان .
والقضية الثانية التي يراها الملحد هي تأليه الإنسان بعلمه ،فيجعل من الإنسان ربا عليما ويظن انه بدين العلم يستطيع الوصول لعلم الله وفهمه وادراك حكمته، وهنا يجد نفسه مجبرا على تقديم تفسير انطولوجي وامبريقي يتوافق مع المسلمات العقلية والمعرفية لكل ظاهرة تحدث ،وهذا ما أدى به في النهاية للوصول إلى لامركزية الإنسان ، وتجريده من كل أسباب وجوده و من كل مسلماته الإبستيمولوجية، ويجعله مجرد تراكم مادي نشأ من الطبيعة ، وكأن الميت يخلق الحياة والعدم يخلق الوجود، وصار وجود الانسان في هذا الكون لامعنى له ، كذلك كل الظواهر الكونية لامعنى لها ،لأنه فقط اغتر بعلمه المحدود فظن انه يعلم كل شيء ويمكنه القيام بأي شيء.
مشكلة الملحد الحقيقية ليست الله ، فهو متيقن تماما من وجوده، وليست الدين ، فهو يدرك تماما انه لا يستطيع العيش خارج ظلال الدين ورحمته، مشكلته الحقيقية هي كبره وخيلائه،يظن ان كل ماتوصل له من العلم قادر على تفسير اي شيء،، في حين لا يستطيع حتى ان يفسر سبب الموت انطولوجيا لانه لاوجود لروح انطولجية ، ولا يمكنه حتى ان يخلق صفر من المليون من درجة وعي كائن عضوي بسيط ،،، هو فقط يكذب على نفسه وعلى الناس وذلك لم يكن الا بسبب خيلائه.
بقلم: بن راشو عزالدين
نبتغي رفع اللواء