عندي شبهة على سبب نزول اية (ما كان لنبي ان يكون له أسرى)

تقليص

عن الكاتب

تقليص

نور 88888 مسلم اكتشف المزيد حول نور 88888
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • نور 88888
    0- عضو حديث

    • 28 ماي, 2022
    • 1
    • مسلم

    عندي شبهة على سبب نزول اية (ما كان لنبي ان يكون له أسرى)

    يروي عمر بن الخطاب فيقول: "قال أبو بكر: يا رسول الله، هؤلاء بنو العم والعشيرة والإخوان، وإني أرى أن تأخذ منهم الفدية، فيكون ما أخذناه قوةً لنا على الكفار، وعسى أن يهديهم الله فيكونوا لنا عضدًا، فقال رسول الله: «ما ترى يا ابن الخطاب؟»، قلت: والله ما أرى ما رأى أبو بكر، ولكن أرى أن تمكنني من فلان -قريب لعمر- فأضرب عنقه، وتمكن عليا من عقيل فيضرب عنقه، وتمكن حمزة من فلان أخيه فيضرب عنقه، حتى يعلم الله أنه ليست في قلوبنا هوداة للمشركين، وهؤلاء صناديدهم وأئمتهم وقادتهم"، فهوى الرسول ما قال أبو بكر، ولم يهو ما قلت -أي عمر- وأخذ منهم الفداء
    الأسرى كما قال ابو بكر ابناء العم و العشيرة اليس في فداهم محاباة ، لماذا لم يقتلهم النبي بعد العتاب وكيف يكون حديث النبي وحي من الله احيانا واحيانا لا يكون كذلك وكيف القران ينزل بعد قرار الفداء لا بعده ؟! اليس في هذه الاية تعارضت رأي النبي وأمر الله والذي وقع وتم حتى بعد العتاب هو رأي النبي ؟!
  • الأندلسى
    مشرف شرف المنتدى

    • 21 يون, 2006
    • 965
    • مسلم

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة نور 88888
    يروي عمر بن الخطاب فيقول: "قال أبو بكر: يا رسول الله، هؤلاء بنو العم والعشيرة والإخوان، وإني أرى أن تأخذ منهم الفدية، فيكون ما أخذناه قوةً لنا على الكفار، وعسى أن يهديهم الله فيكونوا لنا عضدًا، فقال رسول الله: «ما ترى يا ابن الخطاب؟»، قلت: والله ما أرى ما رأى أبو بكر، ولكن أرى أن تمكنني من فلان -قريب لعمر- فأضرب عنقه، وتمكن عليا من عقيل فيضرب عنقه، وتمكن حمزة من فلان أخيه فيضرب عنقه، حتى يعلم الله أنه ليست في قلوبنا هوداة للمشركين، وهؤلاء صناديدهم وأئمتهم وقادتهم"، فهوى الرسول ما قال أبو بكر، ولم يهو ما قلت -أي عمر- وأخذ منهم الفداء
    الأسرى كما قال ابو بكر ابناء العم و العشيرة اليس في فداهم محاباة ، لماذا لم يقتلهم النبي بعد العتاب وكيف يكون حديث النبي وحي من الله احيانا واحيانا لا يكون كذلك وكيف القران ينزل بعد قرار الفداء لا بعده ؟! اليس في هذه الاية تعارضت رأي النبي وأمر الله والذي وقع وتم حتى بعد العتاب هو رأي النبي ؟!
    مرحباً بك زميلنا الفاضل .. واسمح لي أن أستعرض اعتراضاتك وفقاً لما استنتجته من سياق كلماتك ، وان شاء الله تجد الجواب الشافي على هذه التساؤلات..

    السؤال الأول: أليس في مشورة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم له بشأن الأسرى مخالفة لأمر الله ؟ أليس الأولى به أن كان ينتظر وحي الله عز وجل؟

    الجواب:
    - الشورى في حد ذاتها امتثال من النبي صلى الله عليه وسلم لأمر الله عز وجل وليس مخالفة لأمره..
    فقد أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يشاور أصحابه في الأمور (وهو الذي يأتيه الوحي من السماء) فقال تعالى " وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ​" آل عمران 159

    - حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة، قوله: " وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين "، أمر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم أن يشاور أصحابه في الأمور وهو يأتيه وحي السماء، لأنه أطيب لأنفس القوم = وأنّ القوم إذا شاور بعضهم بعضًا وأرادوا بذلك وجه الله، عزم لهم على أرشدِه.
    - حدثت عن عمار قال، حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع: " وشاورهم في الأمر "، قال: أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يشاور أصحابه في الأمور وهو يأتيه الوحي من السماء، لأنه أطيب لأنفسهم.
    - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق: " وشاورهم في الأمر "، أي: لتريهم أنك تسمع منهم وتستعين بهم، و إن كنت عنهم غنيًّا، تؤلفهم بذلك على دينهم.
    - وقال سفيان الثوري ، عن هشام - هو ابن حسان - عن محمد بن سيرين ، عن عبيدة ، عن علي - رضي الله عنه - قال : جاء جبريل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر فقال : خير أصحابك في الأسارى : إن شاءوا الفداء ، وإن شاءوا القتل على أن يقتل منهم مقبلا مثلهم . قالوا : الفداء ويقتل منا .
    رواه الترمذي ، والنسائي ، وابن حبان في صحيحه من حديث الثوري.

    السؤال الثاني: هل كان أخذ الغنائم مخالفاً لأمر الله عز وجل؟
    الجواب:

    بالقطع لا .. والدليل على ذلك الآية التالية للآية الكريمة التي استشهدت بها.. يقول تعالى:
    لَّوْلَا كِتَابٌ مِّنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (الأنفال 68)
    تفسير الطبري:
    القول في تأويل قوله : لَوْلا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (68)
    قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره لأهل بدر الذين غنموا وأخذوا من الأسرى الفداء: (لولا كتاب من الله سبق)، يقول: لولا قضاء من الله سبق لكم أهل بدر في اللوح المحفوظ، بأن الله مُحِلٌّ لكم الغنيمة, وأن الله قضى فيما قضى أنه لا يُضِلّ قومًا بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون, (49) وأنه لا يعذب أحدًا شهد المشهد الذي شهدتموه ببدر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ناصرًا دينَ الله = لنالكم من الله، بأخذكم الغنيمة والفداء، عذاب عظيم. (50)
    * * *
    وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
    * ذكر من قال ذلك:
    16295- حدثنا محمد بن بشار قال، حدثنا ابن أبي عدي قال، حدثنا عوف, عن الحسن في قوله: (لولا كتاب من الله سبق) الآية, قال: إن الله كان مُطْعِم هذه الأمة الغنيمةَ, وإنهم أخذوا الفداء من أسارى بدر قبل أن يؤمروا به.
    16296- حدثنا محمد بن عبد الله بن بزيع قال، حدثنا بشر بن المفضل عن عوف, عن الحسن في قول الله: (لولا كتاب من الله سبق) الآية, وذلك يوم بدر, وأخذ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم المغانمَ والأسارى قبل أن يؤمروا به, وكان الله تبارك وتعالى قد كتب في أم الكتاب: " المغانم والأسارى حلال لمحمد وأمته ", ولم يكن أحله لأمة قبلهم، وأخذوا المغانم وأسروا الأسارى قبل أن ينـزل إليهم في ذلك, قال الله: (لولا كتاب من الله سبق)، يعني في الكتاب الأول. أن المغانم والأسارى حلال لكم =(لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم) .
    16297- حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس قوله: (لولا كتاب من الله سبق) الآية, وكانت الغنائم قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وسلم في الأمم، إذا أصابوا مغنمًا جعلوه للقربان, وحرم الله عليهم أن يأكلوا منه قليلا أو كثيرًا. حُرِّم ذلك على كل نبي وعلى أمته, فكانوا لا يأكلون منه، ولا يغلُّون منه، ولا يأخذون منه قليلا ولا كثيرًا إلا عذبهم الله عليه. وكان الله حرمه عليهم تحريمًا شديدًا, فلم يحله لنبيّ إلا لمحمد صلى الله عليه وسلم . وكان قد سبق من الله في قضائه أن المغنم له ولأمته حلال, فذلك قوله يوم بدر، في أخذ الفداء من الأسارى: (لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم) .
    16298- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبو أسامة, عن عروة, عن الحسن: (لولا كتاب من الله سبق) قال: إن الله كان مُعطِيَ هذه الأمة الغنيمةَ, وفعلوا الذي فعلوا قبل أن تُحَلّ الغنيمة.
    16299- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور, عن معمر قال، قال الأعمش في قوله: (لولا كتاب من الله سبق)، قال: سبق من الله أن أحل لهم الغنيمة.
    16300- حدثنا أبو كريب قال، حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى, عن بشير بن ميمون قال: سمعت سعيدًا يحدث، عن أبي هريرة, قال: قرأ هذه الآية: (لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم)، قال: يعني: لولا أنه سبق في علمي أني سأحلُّ الغنائم, لمسكم فيما أخذتم من الأسارى عذاب عظيم. (51)

    السؤال الثالث: أليس في فداهم وأخذ الغنيمة محاباة؟
    الجواب:

    - نقول: بالعكس ، انما في فداهم انعكاساً لشخصية النبي صلى الله عليه وسلم الحريص على عتق كل رقبة من النار، والذي قد قال الله عز وجل فيه :
    (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) آل عمران 159
    و قال له: ( لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ )​ الشعراء 3
    - ويوم أذى أهل الطائف له صلى الله عليه وسلم أشد الايذاء فَناداه مَلَكُ الجِبالِ : يا مُحَمَّدُ، إنْ شِئْتَ أنْ أُطْبِقَ عليهمُ الأخْشَبَيْنِ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: بَلْ أرْجُو أنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِن أصْلابِهِمْ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ وحْدَهُ لا يُشْرِكُ به شيئًا)

    - و قد أثبتنا في النقطة السابقة أن الله عز وجل قد سبق في قضائه أن أحل لمحمد صلى الله عليه وسلم وأمته الغنيمة والفداء.. أما فكرة المحاباة فإن من قرأ تفاصيل الواقعة سيتأكد تماماً أن الأمر لم يكن به شبهة محاباة ولو من بعيد، فها هو النبي صلى الله عليه وسلم يسقط الفدية عن الفقراء من الأسرى ويجعل فداءهم هو فقط تعليمهم للمسلمين القراءة والكتابة ، وفي المقابل فإن عمه العباس بن عبدالمطلب الذي حتى وهو مشرك فقد كان بجواره يؤازره ويحميه وقد كانت له العديد من المواقف الرائعة التي كانت توحي باقترابه من الاسلام أشهرها حضوره الى جانب ابن أخيه مباحثات بيعة العقبة ونتذكر كلماته الشهيرة يومها معضداً موقف ابن أخيه (صلى الله عليه وسلم) قائلاً: «يَا مَعْشَرَ الْخَزْرَجِ إِنَّ مُحَمَّدًا مِنَّا حَيْثُ قَدْ عَلِمْتُمْ وَقَدْ مَنَعْنَاهُ مِنْ قَوْمِنَا مِمَّنْ هُوَ عَلَى مِثْلِ رَأْيِنَا فِيهِ، وَهُوَ فِي عِزٍّ مِنْ قَوْمِهِ وَمَنَعَةٍ فِي بَلَدِهِ».... وعلى الرغم من ذلك وعلى الرغم من أنه عم الرسول (صلى الله عليه وسلم) بل وعلى الرغم من الأنباء عن أنه قدخرج مستكرهاً يوم بدر .. كل ذلك لم يشفع له في اسقاط الفداء عنه كما حدث مع بعض الأسرى.. و وقد دار يومئذ بينه وبين رسول الله هذا الحوار الرائع، والذي ينفي أي نوع من الوساطة أو المحاباة :

    قال العباس: "يا رسول الله، قد كنت مسلمًا". أي أنه كان يُخفِي إسلامه، ومن ثَمَّ فلا يدفع الفداء.

    فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِسْلاَمِكَ، فَإِنْ يَكُنْ كَمَا تَقُولُ فَإِنَّ اللَّهَ يَجْزِيكَ، وَأَمَّا ظَاهِرُكَ فَقَدْ كَانَ عَلَيْنَا؛ فَافْتَدِ نَفْسَكَ، وَابْنَيْ أَخَوَيْكَ نَوْفَلَ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَعَقِيلَ بْنَ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَحَلِيفَكَ عُتْبَةَ بْنَ عَمْرٍو".

    فقال العباس: ما ذاك عندي يا رسول الله.

    فقال صلى الله عليه وسلم : "فَأَيْنَ الْمَالَ الَّذِي دَفَنْتَهُ أَنْتَ وَأُمُّ الْفَضْلِ، فَقُلْتَ لَهَا: إِنْ أُصِبْتُ فِي سَفَرِي هَذَا، فَهَذَا الْمَالُ الَّذِي دَفَنْتُهُ لِبَنَيَّ: الْفَضْلِ وَعَبْدِ اللَّهِ وَقُثَمٍ".

    فقال العباس: "والله يا رسول الله، إني لأعلم أنك رسول الله؛ إن هذا لشيء ما علمه أحد غيري وغير أم الفضل، فاحسب لي ما أصبتم مني: عشرين أوقية من مال كان معي".

    فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ذَاكَ شَيْءٌ أَعْطَانَا اللَّهُ تَعَالَى مِنْكَ". وأنزل الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأنفال: 70].​


    السؤال الرابع:: ولماذا لم يقتلهم النبي صلى الله عليه وسلم بعد العتاب في الآية (مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ حَتَّىٰ يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ ۚ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) الأنفال 67
    الجواب:

    في الحقيقة - عند استكمال قراءة الآيات التي تلي هذه الآية سنفهم لماذا لم يقتلهم النبي صلى الله عليه وسلم:

    فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (الأنفال 69)​


    السؤال الخامس: وكيف ينزل القرآن بعد قرار الفداء لا قبله؟
    الجواب:

    أولاً: نحن لا نسأل الله جل وعلا عما يفعل.. يقول تعالى: "لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ" (الأنبياء23)
    ثانياً: ولعل مما يظهر من أسباب تأخر الوحي هو اتاحة الفرصة للنبي لينفذ أمر الله تعالى بإرساء قواعد الشورى كمبدأ يلجأ اليه المسلمون عند تعرضهم لأمر جديد عليهم لم يعهدوه من قبل وليس فيه حكم.
    فعن علي رضي الله عنه قال : قلت : يا رسول الله ، إن نزل بنا أمر ليس فيه بيان أمر ولا نهي ، فما تأمرني ؟ قال : " شاوروا [ فيه ] الفقهاء والعابدين ، ولا تمضوا فيه رأي خاصة "
    رواه الطبراني في الأوسط ، ورجاله موثقون من أهل الصحيح .
    ولذلك فقد نقل القرطبي في تفسيره عن ابن عطية قوله: الشورى من قواعد الشريعة وعزائم الأحكام ومن لا يستشير أهل العلم والدين فعزله واجب.​​

    السؤال السادس: أليس في هذه الآية تعارض بين رأي النبي وأمر الله؟
    الجواب:


    - كما أسلفنا أنه لم يكن هناك تعارضاً شرعياً مع أمر الله حيث قد قرأنا في الآيات التالية للآية إباحة الفداء وأخذ الغنيمة وأن الله قد سبق في قضائه اباحتها للنبي وأمته.. كل ما في الأمر أن الله عز وجل قد أشار الى أن رأي عمر بن الخطاب كان الأصوب في هذه الحالة (أسرى غزوة بدر) مع الوضع في الاعتبار أن رأي أبي بكر والذي أخذ به النبي كانت له وجاهته ومبرراته .. فالرأيان كان مفادهما حب الله و الإخلاص له ، على الرغم من أنهما مختلفان تماما .. وهما انعكاساً لشخصيتيهما كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم "أرحم أمتي بأمتي أبو بكر و أشدها في أمر الله عمر ."
    - وبالفعل كان لرأي النبي صلى الله عليه ثمرة منها اسلام عمه العباس (رضي الله عنه) بعد ذلك، وها هو سهيل بن عمرو الذي كان من قادة قريش، وكان أسيرًا في بدر، وهو ممن عرفوا بحسن البيان والخطابة، وكان يحمِّس المشركين على قتال الرسول صلى الله عليه وسلم، وعندما أخذه المسلمون أسيرًا كان من رأي عمر بن الخطاب رضي الله عنه قتله ثم بعد تشريع الفداء أشار عمر أن تُنزع ثَنِيَّة -وهي الأسنان الأمامية لسهيل بن عمرو؛ لئلاّ يقف خطيبًا ضد المسلمين بعد ذلك؛ فقال: "يا رسول الله، دعني أنزع ثَنِيَّتَيْ سهيل بن عمرو، فلا يقوم عليك خطيبًا في موطن أبدًا". ورفض رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الأمر قائلاً: "عَسَى أَنْ يَقُومَ مَقَامًا لاَ تَذُمُّهُ". "ابن هشام: السيرة النبوية، القسم الأول (الجزء الأول والثاني) ص649."
    وبالفعل قد حدث هذا عندما ارتدت العرب، فقد وقف سهيل رضي الله عنه وخطب في الناس وثبَّتهم على الإسلام في مكة المكرمة، وكان مما قال: "إن ذلك لم يزد الإسلام إلا قوةً، فمن رابنا ضَرَبْنا عُنُقَه"؛ فثبت الناس في مكة على الإسلام.​ "ابن هشام السيرة النبوية- القسم الثاني (الجزء الثالث والرابع) ص666."

    - ولكن في النهاية ولأن أصدق الحديث كلام الله فقد كان التحذير من السعي وراء الغنائم " تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ " تحذيراً من الله عز وجل من الانسياق وراء جمع الغنائم ليصبح هدفاً أساسياً يشغل المسلمين عن هدفهم الأسمى وهو جهاد الكفار واعلاء كلمة الله وراية الاسلام.. وقد حدث ما حذر الله عز وجل منه في غزوة أحد حين اندفع المسلمون المنتصرون يجمعون الغنائم وترك كثير من الرماة أماكنهم فكادت أن تحدث الكارثة لولا صمود الرسول صلى الله عليه وسلم ومن حوله من الرجال.
    وكذلك، فقد كان بعض من الأسرى المفتدين في بدر من سيعود ليحارب المسلمين مثل أبوعزة عمرو بن عبدالله بن عمير الجحمي فقد أُطلق سراحه على وعد منه ألا يقاتل الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين أبداً ، ولكنه عاد وقاتل المسلمين في أحد.. فسبحان الله علام الغيوب.

    والله أعلى وأعلم...
    [frame="10 98"]
    ـ لقد كنا العلمـاء والمعلِّمين .. يوم كانوا يعيشون في ظلام العصور الوسطى ويدفعون ثمن إلغاء (الكنيسة) لدور العقل .. بينما كنا على الضدّ .. فقد كان (المسجد) في حضارتنا .. جامعاً وجامعةً معاً ..

    ـ وما زال الطريق مفتوحاً أمامنا للعودة إلى قيادة الحضـارة .. وما زلنا نملك المؤهلات ..

    وإننـا بإذن الله ـ لعـــائدون ...
    [/frame]

    تعليق

    مواضيع ذات صلة

    تقليص

    المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
    ابتدأ بواسطة أبو تيميه الحنبلي, منذ 6 يوم
    رد 1
    12 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة *اسلامي عزي*
    بواسطة *اسلامي عزي*
    ابتدأ بواسطة أبو تيميه الحنبلي, منذ 2 أسابيع
    ردود 0
    13 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة أبو تيميه الحنبلي
    ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 3 أسابيع
    ردود 2
    19 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة *اسلامي عزي*
    بواسطة *اسلامي عزي*
    ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 17 ديس, 2024, 02:18 ص
    رد 1
    31 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة *اسلامي عزي*
    بواسطة *اسلامي عزي*
    ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 5 ديس, 2024, 12:49 ص
    ردود 3
    37 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة *اسلامي عزي*
    بواسطة *اسلامي عزي*
    يعمل...