اللهمّ صلّ و سلّم وزد و بارك على الحبيب المصطفى سيّدنا محمّد ،،
نقرأ رؤيا 20 : 7- 10
ثُمَّ مَتَى تَمَّتِ الأَلْفُ السَّنَةِ يُحَلُّ الشَّيْطَانُ مِنْ سِجْنِهِ،
وَيَخْرُجُ لِيُضِلَّ
الأُمَمَ
الَّذِينَ فِي أَرْبَعِ زَوَايَا الأَرْضِ: جُوجَ وَمَاجُوجَ، لِيَجْمَعَهُمْ لِلْحَرْبِ، الَّذِينَ عَدَدُهُمْ مِثْلُ رَمْلِ الْبَحْرِ.
فَصَعِدُوا عَلَى عَرْضِ الأَرْضِ، وَأَحَاطُوا بِمُعَسْكَرِ الْقِدِّيسِينَ وَبِالْمَدِينَةِ الْمَحْبُوبَةِ، فَنَزَلَتْ نَارٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ مِنَ السَّمَاءِ وَأَكَلَتْهُمْ.
وَإِبْلِيسُ الَّذِي كَانَ يُضِلُّهُمْ طُرِحَ فِي بُحَيْرَةِ النَّارِ وَالْكِبْرِيتِ، حَيْثُ الْوَحْشُ وَالنَّبِيُّ الْكَذَّابُ.
وَسَيُعَذَّبُونَ نَهَارًا وَلَيْلاً إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ.
من التّفسير المُصاحب بقلم وليم ماكدونالد المتكلم بإلهام و إرشاد و توجيه روح النّصارى القُدُس نقرأ :
بعد أن انهزم الشيطان في محاولته الأخيرة حان الوقت الذي فيه يلقي نهايته المحتومة. لقد وقعت عليه عدة مراحل من الدينونة. ففي الصليب سحق المسيح رأسه (تك 15:3) وظفر به(كو 15:2). ثم طرح من السماء إلى الأرض (رؤ12) ثم قيد وأغلق عليه في الهاوية (رؤ 2:20,3) والآن يلقي مصيره النهائي إذ يطرح في بحيرة النار وهي السابق إعدادها له (مت 41:25). وتوصف بأنها " بحيرة النار والكبريت "
دلالة على ما فيها من عذاب شديد يفوق حد الوصف.
ويقول الوحي " حيث الوحش والنبي الكذاب " فإنهما قد طرحا حيين فيها قبل الألف السنة (ص20:19) وهنا في نهاية الألف السنة نجد أنهما لا يزالان هناك محفوظين في العذاب حيث لا فناء بل سيظلان هنا إلى
أبد الآبدين.
النار المعروفة لنا تحرق وتُلاشي, ولكن النار التي في تلك البحيرة فإنها
تعذب الأجساد
والأرواح (لأن الشيطان روح) ولا تلاشيء. وهناك تعبيرات أخرى في الكتاب عن
آلام العذاب الأبدي
مثل "الظلمة الخارجية" و"البكاء وصرير الأسنان"," والدود الذي لا يموت والنار التي لا تطفأ"... الخ والواقع أن
العذاب الأبدي الرهيب هو عذاب جسدي
وعقلي ونفسي وروحي
ومن كل وجه
. على قياس بغض الله للخطية تكون شدة
العذاب الأبدي
.
القول " نهاراً وليلاً " يشيران إلى أن
العذاب لا ينقطع ولا يتوقف
. وهو "
إلى أبد الآبدين
" أي
بلا نهاية
, فكما أن الله "حي إلى أبد الآبدين"
هكذا عذاب الأشرار هو إلى أبد الآبدين.
ولا حاجة بنا هنا إلى دحض الاعتقاد الفاسد بأن عذاب الأشرار له نهاية وأن اليوم الآتي سيحرقهم ولا يُبقي لهم أصلاً ولا فرعاً, لأن هذا الاقتباس المأخوذ من ملاخي 4 هو عن إبادة الأشرار من الأرض قبل الملك الألفي
أما العذاب في بحيرة النار فهو أبدي لا ينتهي
كوجود الله تعالى, و
لكن الشيطان يريد أن يغرى الناس للبقاء في الخطية بإيهامهم بأنه لا يوجد عذاب أبدي
. وكم يليق بنا نحن المخلصين بالنعمة أن نحمد الله ونمجده لأجل خلاصنا من ذلك العذاب الذي لا نهاية له.وأحاطوا. الكلام في عدد 8,7 نبوي, ولذلك يستعمل الوحي الفعل المضارع " يُحل الشيطان من سجنه ويخرج ليضل الأمم " أما في عددي 10,9 فالكلام تاريخي يسجله الرائي كمؤرخ ولذلك يستعمل الفعل الماضي " فصعدوا... وأحاطوا... فنزلت نار... وأكلتهم. وإبليس طرح في بحيرة النار "ثم يعود الوحي إلى الصيغة النبوية بالفعل المستقبل فيقول "
وسيعذبون... إلى أبد الآبدين
".
كما يتبّين للجميع و البدّليل الواضح الصّريح الذي لا يقبل التأويل فالأشرار و هم الذين رفضوا أن يملك المصلوب على رقابهم كفادي ومُخلّص سيذوقون جميع ألوان العذاب و إلى أبد الآبدين ( عذاب جسدي ، حقيقي ).