العَدُّ والعَدَد والإعداد والعُدة وعددا وعَدَدَ وعَدَّدَ وعِدَّتهم
1- فالعد إحصاء كمي خلال فترة زمنية ، والعدد : مجموع ما تم إحصاؤه وحصره كميا لكمية
2- الإعداد : الانتهاء من التجهيز والتحضير لشيء من عدة أشياء ( عُدة([1]) ) خلال فترة زمنية محددة لغاية
وبدون هذه الغاية يكون الإعداد عبثيا . وقد يكون الإعداد يتكون من مراحل متتالية متسلسلة خطية ( العُدة تكون بنائية تراكمية ) للوصول إلى مرحلة نهائية وقد يتكون الإعداد من مراحل فرعية متشعبة شبكية ( العُدة تكون مُتعاضدة ) للوصول إلى عدة مراحل نهائية .
3- عددا : تفيد الكثرة الكمية التي لا يمكن و يتعذر إحصاؤها ، وعلمها ( عددا ) عند الله عز وجل وحده أو من اصطفى وارتضى من عباده .
· فَضَرَبْنَا عَلَىٰ آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا ﴿الكهف: ١١﴾
· حَتَّىٰ إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا وَأَقَلُّ عَدَدًا ﴿الجن: ٢٤﴾
· لِّيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَىٰ كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا ﴿الجن: ٢٨﴾
4- عدد ، عدد السنين ، عدد سنين
· هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿يونس: ٥﴾
· وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِّتَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا ﴿الإسراء: ١٢﴾
· قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ ﴿المؤمنون: ١١٢﴾
عدد : مجموع ما تم إحصاؤه وحصره لكمية
عدد السنين : يمكن إحصاؤها فهي معروفة ومعلومة بالدقة ، وهي فترة زمنية محددة لغاية لحظة إحصائها ( لها بداية ونهاية محددة يمكن حسابها ) ومرتبطة بزمن الذي يحصيها
ولو كان السؤال
( كم لبثتم في الأرض عدد السنين ؟ ) هذه الصيغة وبهذه الهيئة يكون السائل يريد الجواب أن يكون محدد وبدقة والسؤال يكون عن عدد السنين ( ويجب عند السؤال بهذه الهيئة أن لا أن لا يوجد انقطاع زمني بين وقت السؤال وتلك السنين المراد إحصاؤها )
فيكون الجواب عددا محددا من السنين وهو مجموع ما تم إحصاؤه فالعدد يكون (الجواب) هو فترة زمنية محددة ( لها بداية ونهاية محددة يمكن حسابها ) ومرتبط بزمن الذي يحصيها وهو معروف ومعلوم بدقة .
أما إذا كان السؤال متضمن عدد سنين : فإنه لا يمكن إحصاؤها فهي مجهولة إما للنسيان أو الجهل أو بعيدة جدا ومنقطعة عن الزمن الحاضر ، مع أنها فترة زمنية محددة لها بداية ونهاية ولكن لا يعلمها إلا الله عز وجل بالدقة .
والسؤال ب
( كم لبثتم في الأرض عدد سنين ؟)
بداية ... الموقف هو يوم الحساب الرهيب فالله عز وجل يعلم الجواب ولا يخفى عليه خافية ولكنه أراد أن يوبخ ويؤنب الكافرين ، ومن وراء هذا السؤال سيكون هناك عذاب شديد ، والله عز وجل يعلم عجز الكافرين عن إحصاء تلك السنين فهي مجهولة إما للنسيان أو الجهل على الحقيقة أو ارتباك الفكر من ذلك الموقف العظيم أو بعيدة جدا ومنقطعة عن زمن يوم الحساب ، مع أن تلك السنين لها فترة زمنية محددة ( لها بداية ونهاية ولكن لا يعلمها إلا الله عز وجل على وجه الدقة
5- عدَّدَ : أحصى أنواعه وصنفه وعد كل نوع على حده ( كم عدد كل نوع ) ، (عدد الأنواع وعد عدد كل نوع )([2])
· الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ ﴿الهمزة: ٢﴾
6- عدتهم
· سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا ﴿الكهف: ٢٢﴾
· وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَـٰذَا مَثَلًا كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ ﴿المدثر: ٣١﴾
عِدَّتهم : مجموع أعداد ( العاقل وغير العاقل ) = عدد العاقل + عدد الغير عاقل
- ولو كان المطلوب جمعا للعاقل أو لغير العاقل كل على حدة فَيُدَلُ على ذلك ب( عَدَدَهم )
- قل ربي أعلم بعدتهم أي بعدد الرجال + الكلب ( والمختلف فيه عدد الرجال )
- وما جعلنا عدتهم إلا فتنة أي عدد خزنة النار ( تسعة عشر ([3])) وعتادهم ومن معهم من الملائكة ولا يعلم ذلك إلا الله عز وجل
والله أعلم
--------------------------------------------------------------------------------
([1])تكلمت عن مفهوم العدة في بحث ( لعدتهن واحصوا العدة )
([2]) لأن همه تكثير الأنواع وتكثير عدد كل نوع
([3]) عدد حملة العرش ثمانية وهو أكبر الخلق فليس العبرة في العدد
وَالْمَلَكُ عَلَىٰ أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ ﴿الحاقة: ١٧﴾
ومما يدل على العدد الكبير للملائكة المسؤولين عن شؤون جهنم الحديث الذي يشير إلى عدد الملائكة المسؤولين عن جر جهنم فقط
الجامع الصغير وزيادته (ص: 1397)"يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها" ( صحيح )