الأصفر
اللون الأصفر يدل على اللون وعلى الحال أما إذا دل على حال الشيء فله دلالة على يبس الشيء وأنه جاف وأصبح مفرغ ما فيه من سائل فيبدوا منكمشا على بعضه إلى درجة الموت([1]) ( وصول الشيء إلى نهايته([2]) ).
1- قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ ﴿البقرة: ٦٩﴾
فصفار البقرة في هذه الآية خاص باللون فقط وليس حال وشكل البقرة ، فالمطلوب بقرة فاقع لونها ولكي يزول اللبس عليهم فإنها تسر الناظرين ولو كان المطلوب بقرة صفراء فقط فيكون أي بقرة هزيلة نحيلة جافة يابسة صفراء تفي بالغرض
2- وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَّظَلُّوا مِن بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ ﴿الروم: ٥١﴾
وقد ذكرنا ببحث السحب الركامية أن صيغة الريح إذا كانت مفردة تكون للعذاب فهذه الريح تُصَيّر كل حي لميت وكل رطب ليابس وكل ندي لجاف وكل غض طري لصلب ناشف
3- أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاه ُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴿الزمر: ٢١﴾
وهذا وصف لدورة حياة الزرع الذي يبدأ رطبا نديا وغضا طريا وينتهي يابسا جافا صلبا ناشفا ميتا.
4- اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴿الحديد: ٢٠﴾
تشابه بين الحياة الدنيا والنبات فالبداية تكون رطبة ندية وغضة طرية وتنتهي باليباسة والجفاف والقساوة والضنك والموت
5- ﴿ إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ ﴿٣٢﴾ كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ ﴿٣٣﴾ المرسلات
فميزة هذا الشرر بأنه يجفف المعذبين في جهنم وييبسهم ويصيبهم بالهزال الشديد تطفي عليه هالة الموت وماهم بميتين بسبب حرها الشديد .
والله أعلم
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) وصفر الشيء دلالة على فراغ وخلو الشيء من أي شيء أو اللاشيء
([2]) حتى الصفير لا يكون إلا من نهاية اللسان وإذا كان جافا