يقول البيهقي عن حديث الجارية
البيهقي (ت 458هـ): “وهذا صحيح؛ قد أخرجه مسلم مقطعًا من حديث الأوزاعي وحجاج الصواف عن يحيى بن أبي كثير دون قصة الجارية، وأظنه [يعني: مسلمًا] إنما تركها من الحديث لاختلاف الرواة في لفظه
"
http://islamport.com/b/3/alhadeeth/ajzaa/%C7%E1%C3%D3%E3%C7%C1%20%E6%C7%E1%D5%DD%C7%CA%20%E 1%E1%C8%ED%E5%DE%ED/%C7%E1%C3%D3%E3%C7%C1%20%E6%C7%E1%D5%DD%C7%CA%20%E 1%E1%C8%ED%E5%DE%ED%20009.html
851 - أخبرنا أبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي ،
ثنا أبو العباس الأصم ،
أنا العباس بن الوليد بن مزيد ،
أخبرني أبي ،
ثنا الأوزاعي ، ثنا يحيى بن أبي كثير ، عن هلال بن أبي ميمونة ، حدثني عطاء بن يسار ، حدثني معاوية بن الحكم السلمي ، قال : قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث بطوله ، قال : ثم أطلعت غنيمة ترعاها جارية لي قبل أحد والجوانية ، فوجدت الذئب قد أصاب منها شاة ، وأنا رجل من بني آدم آسف (1) كما يأسفون (2) ، فصككتها (3) صكة (4) ، ثم انصرفت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخبرته فعظم ذلك علي ، قال : فقلت يا رسول الله ، أفلا أعتقها ؟
قال : « بلى إيتني بها » . قال : فجئت بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال لها : « أين الله ؟ » قالت : الله في السماء . قال : « من أنا ؟ » فقالت : أنت رسول الله . قال : « إنها مؤمنة فأعتقها » .
وأخبرنا أبو بكر بن فورك ، أنا عبد الله بن جعفر ، ثنا يونس بن حبيب ، ثنا أبو داود الطيالسي ، ثنا حرب بن شداد ، وأبان بن يزيد ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن هلال بن أبي ميمونة ، عن عطاء بن يسار ، عن معاوية بن الحكم السلمي ، فذكره بمعناه . وهذا صحيح ، قد أخرجه مسلم مقطعا من حديث الأوزاعي وحجاج الصواف ، عن يحيى بن أبي كثير دون قصة الجارية ، وأظنه إنما تركها من الحديث لاختلاف الرواة في لفظه . وقد ذكرت في كتاب الظهار من السنن مخالفة من خالف معاوية بن الحكم في لفظ الحديث"
=========================================
النسخة التي بين أيدينا من صحيح مسلم قد ذكر فيها الحديث مطولًا غير مقطَّع، وهذا مما يرجِّح أن البيهقي اعتمد على نسخة ناقصة، فقال هذا الكلام
كما أن البيهقي يتحدث عن رواية حجاج والأوزاعي معا لم يخرجها مسلم
لأن في صحيح مسلم قال مسلم (٥٣٧) حَدَّثَنا أبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبّاحِ، وأبُو بَكْرِ بْنُ أبِي شَيْبَةَ، - وتَقارَبا فِي لَفْظِ الحَدِيثِ - قالا: حَدَّثَنا إسْماعِيلُ بْنُ إبْراهِيمَ، عَنْ حَجّاجٍ الصَّوّافِ، عَنْ يَحْيى بْنِ أبِي كَثِيرٍ، عَنْ هِلالِ بْنِ أبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ عَطاءِ بْنِ يَسارٍ، عَنْ مُعاوِيَةَ بْنِ الحَكَمِ السُّلَمِيِّ، قالَ:....
وعلى فرض أنه نفى وجوده في صحيح مسلم فالمثبت(قبل وبعد البيهقي) مقدم على النافي
فهذا الامام البغوي وغيره ذكروا الحديث وقالوا أخرجه مسلم
شرح السنة للبغوي ٣/٢٣٩ — البغوي ، أبو محمد (ت ٥١٦) 5 - كتاب الصلاة←باب تحريم الكلام في الصلاة:"صَكَكْتُها صَكَّةً، فَعَظُمَ ذاكَ عَلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَقُلْتُ: أفَلا أُعْتِقُها؟ قالَ: «ائْتِنِي بِها» فَجِئْتُ بِها، فَقالَ: «أيْنَ اللَّهُ»؟ قالَتْ: فِي السَّماءِ، قالَ: «مَن أنا»؟، قالَتْ: أنْتَ رَسُولُ اللَّهِ، قالَ: «أعْتِقْها فَإنَّها مُؤْمِنَةٌ».هَذا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، عَنْ أبِي بَكْرِ بْنِ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ إسْماعِيلَ بْنِ إبْراهِيمَ، عَنْ حَجّاجٍ ... "
يقول الحافظ ابن الصلاح : “ما انفرد به البخاري أو مسلم مندرج في قبيل ما يقطع بصحته؛
لتلقي الأمة كل واحد من كتابيهما بالقبول على الوجه الذي فصلناه من حالهما فيما سبق، سوى أحرف يسيرة، تكلم عليها بعض أهل النقد من الحفاظ كالدارقطني وغيره، وهي معروفة عند أهل هذا الشأن"
بالرغم من تفرد الإمام مسلم بتخريجه دون البخاري؛ فإنه مع ذلك على شرط الإمام البخاري؛ يقول أبو عبد الله الحميدي (ت 488هـ): “قد أخرجه البخاري في كتابه في “القراءة خلف الإمام”([11]) عن مسدد بن يحيى عن الحجاج الصواف، وهو من شرطه، ولم يتفق له إخراجه في الجامع الصحيح”
مستفاد من
مقال حديث: “أين الله؟” دراسة وتحليل
https://salafcenter.org/2615/
==============
كتاب الدفاع عن حديث الجارية
==========
وأزيد
شئ من البديهيات أن البيهقي غير معصوم 😁
وأنقل لكم من كتاب الدكتور عبدالرحمن بن صالح المحمود يقول "نقد البيهقي بعض الروايات والأحاديث نقدًا لا يتفق مع منهج المحدثين في قبول الروايات أوردها ومن ذلك ما ذكره البيهقي من أن «الصوت» لم يرد في صفة كلام الله عزوجل ففد قال بعد ذكر رواية البخاري: «ثم يناديهم بصوت..»1 «هذا حديث تفرد به القاسم بن عبد الواحد عن ابن عقيل.. [ثم ذكر أن القاسم وابن عقيل لم يحتج بهما الشيخان، وأن ابن عقيل أيضًا متهم بسوء الحفظ ثم قال:] ولم يثبت صفة الصوت في كلام الله عزوجل أو في حديث صحيح عن النبي - ﷺ - غير حديثه، وليس بنا ضرورة إلى إثباته، وقد يجوز أن يكون الصوت فيه إن كان ثابتًا راجعًا إلى غيره.
ثم شرع في ذكر الروايات الدالة على الصوت وتضعيفها، وهذا من مثل البيهقي المحدث كبير لا يحتمل،
لأن فيه محاولة لتضعيف الأحاديث الثابتة لأجل أن تسلم.الأصول الكلامية والعقلية التي يؤمن بها،
وهذا منهج المتكلمين وليس منهج المحدثين،
ولهذا كان تعليق الحافظ ابن حجر على كلام البيهقي بعد نقله له أقرب إلى منهج أهل الحديث من منهج البيهقي فقد قال - وهو الذي يميل إلى مذهب الأشاعرة -:» هذا حاصل كلام من ينفي الصوت من الأئمة، ويلزم منه أن الله لم يُسمع أحدًا من ملائكته ورسله كلامه، بل ألهمهم إياه، وحاصل الاحتجاج للنفي الرجوع إلى القياس على أصوات المخلوقين لأنها التي عهد أنها ذات مخارج، ولا يخفي ما فيه، إذ الصوت قد يكون من غير مخارج، كما أن الرؤية قد تكون من غير اتصال أشعة لكن تمنه القياس المذكور، وصفات الخالق لا تقاس على صفة المخلوق، وإذا ثبت ذكر الصوت بهذه الأحاديث الصحيحة وجب الإيمان به، ثم إما التفويض وإما التأويل ،
والشاهد من كلام ابن حجر قوله: «وإذا ثبت ذكر الصوت بهذه الأحاديث الصحيحة وجب الإيمان به»
فأين هو من كلام البيهقي الذي حاول تضعيف الروايات الواردة فيه؟
وقد وقع للبيهقي ما هو شبيه بهذا في مواضع أخرى، مثل حديث «لا شخص أغير من الله» (رواه مسلم، كتاب اللعان، ورقمه (١٤٩٩)، والبخاري تعليقًا في صحيحه، كتاب التوحيد، باب قول النبي - ﷺ - لا شخص أغير من الله، الفتح (١٣/٣٩٩)، ووصله ابن حجر في التعليق (٥/٣٤٤)، بإسناده إلى الدرامى وهو في سنن الدرامى (٢/٧٣)، ورقمه (٢٢٣٣).)،
فقد نقل عن الخطابي ترجيحه أن هذه اللفظة مصحفة،
ثم قال البيهقي معلقًا: «ولو ثبتت هذه اللفظة لم يكن فيها ما يوجب أن يكون الله سبحانه شخصًا..»
، ثم فصل القول في تأويلها،
وهذه اللفظية رواها مسلم، والبخاري تعليقًا بصيغة الجزم
، كما رواها غيرهما، والحري بالبيهقي المحدث أن يرد على الخطابي دعواه أنها مصحفة ويبين ثبوتها، ثم يشرحها، ويبين مذهبه فيها.
ومثله ما ذكره في باب في الأصابع،
فإنه نقل كلامًا للخطابي حول حجية السنة إذا عارضها المعقول، كما نقل ورود الأصابع لا في كتاب ولا سنة، ولم يرد البيهقي على الخطابي في أقواله تلك، بل أورد تأويلاته وتأويلات أبي الحسن الطبري وغيره للأحاديث الواردة في ذلك وعبارة الخطابي: إنها لم ترد في كتاب ولا سنة ولا يجوز السكوت عنها.»
"
رواية البخاري: «ثم يناديهم بصوت 1:رواه البخاري - تعليقًا - كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: ﴿ولا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ عِنْدَهُ إلّا لِمَن أذِنَ﴾ (سبأ:٢٣)، ووصله ابن حجر في التغليق (٥/٣٥٥)، ورواه البخاري موصولًا في الأدب المفرد ورقمه (٩٧٠)، فضل الله الصمد (٢/٤٣٣)، وفي خلق أفعال العباد ورقمه (٤٦٣) - ت البدر - كما رواه الإمام أحمد في مسنده (٣/٣٩٥)، والطبراني في مسند الشاميين كما في التغليق (٥/٣٥٦)، والحاكم في المستدرك (٢/٤٣٧-٤٣٨، ٤/٥٧٤-٥٧٥)، وصحيحه ووافقه الذهبي، كما رواه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (١/١١١)، والخطيب في الرحلة في طلب الحديث (ص: ١٠٩)، ورقم (٣١، ٣٢، ٣٣)، وفي الجامع لأخلاق الراوي (٢/٢٢٥)، ورقم (١٦٨٦) - ت الطحان-.
البيهقي (ت 458هـ): “وهذا صحيح؛ قد أخرجه مسلم مقطعًا من حديث الأوزاعي وحجاج الصواف عن يحيى بن أبي كثير دون قصة الجارية، وأظنه [يعني: مسلمًا] إنما تركها من الحديث لاختلاف الرواة في لفظه
"
http://islamport.com/b/3/alhadeeth/ajzaa/%C7%E1%C3%D3%E3%C7%C1%20%E6%C7%E1%D5%DD%C7%CA%20%E 1%E1%C8%ED%E5%DE%ED/%C7%E1%C3%D3%E3%C7%C1%20%E6%C7%E1%D5%DD%C7%CA%20%E 1%E1%C8%ED%E5%DE%ED%20009.html
851 - أخبرنا أبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي ،
ثنا أبو العباس الأصم ،
أنا العباس بن الوليد بن مزيد ،
أخبرني أبي ،
ثنا الأوزاعي ، ثنا يحيى بن أبي كثير ، عن هلال بن أبي ميمونة ، حدثني عطاء بن يسار ، حدثني معاوية بن الحكم السلمي ، قال : قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث بطوله ، قال : ثم أطلعت غنيمة ترعاها جارية لي قبل أحد والجوانية ، فوجدت الذئب قد أصاب منها شاة ، وأنا رجل من بني آدم آسف (1) كما يأسفون (2) ، فصككتها (3) صكة (4) ، ثم انصرفت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخبرته فعظم ذلك علي ، قال : فقلت يا رسول الله ، أفلا أعتقها ؟
قال : « بلى إيتني بها » . قال : فجئت بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال لها : « أين الله ؟ » قالت : الله في السماء . قال : « من أنا ؟ » فقالت : أنت رسول الله . قال : « إنها مؤمنة فأعتقها » .
وأخبرنا أبو بكر بن فورك ، أنا عبد الله بن جعفر ، ثنا يونس بن حبيب ، ثنا أبو داود الطيالسي ، ثنا حرب بن شداد ، وأبان بن يزيد ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن هلال بن أبي ميمونة ، عن عطاء بن يسار ، عن معاوية بن الحكم السلمي ، فذكره بمعناه . وهذا صحيح ، قد أخرجه مسلم مقطعا من حديث الأوزاعي وحجاج الصواف ، عن يحيى بن أبي كثير دون قصة الجارية ، وأظنه إنما تركها من الحديث لاختلاف الرواة في لفظه . وقد ذكرت في كتاب الظهار من السنن مخالفة من خالف معاوية بن الحكم في لفظ الحديث"
=========================================
النسخة التي بين أيدينا من صحيح مسلم قد ذكر فيها الحديث مطولًا غير مقطَّع، وهذا مما يرجِّح أن البيهقي اعتمد على نسخة ناقصة، فقال هذا الكلام
كما أن البيهقي يتحدث عن رواية حجاج والأوزاعي معا لم يخرجها مسلم
لأن في صحيح مسلم قال مسلم (٥٣٧) حَدَّثَنا أبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبّاحِ، وأبُو بَكْرِ بْنُ أبِي شَيْبَةَ، - وتَقارَبا فِي لَفْظِ الحَدِيثِ - قالا: حَدَّثَنا إسْماعِيلُ بْنُ إبْراهِيمَ، عَنْ حَجّاجٍ الصَّوّافِ، عَنْ يَحْيى بْنِ أبِي كَثِيرٍ، عَنْ هِلالِ بْنِ أبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ عَطاءِ بْنِ يَسارٍ، عَنْ مُعاوِيَةَ بْنِ الحَكَمِ السُّلَمِيِّ، قالَ:....
وعلى فرض أنه نفى وجوده في صحيح مسلم فالمثبت(قبل وبعد البيهقي) مقدم على النافي
فهذا الامام البغوي وغيره ذكروا الحديث وقالوا أخرجه مسلم
شرح السنة للبغوي ٣/٢٣٩ — البغوي ، أبو محمد (ت ٥١٦) 5 - كتاب الصلاة←باب تحريم الكلام في الصلاة:"صَكَكْتُها صَكَّةً، فَعَظُمَ ذاكَ عَلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَقُلْتُ: أفَلا أُعْتِقُها؟ قالَ: «ائْتِنِي بِها» فَجِئْتُ بِها، فَقالَ: «أيْنَ اللَّهُ»؟ قالَتْ: فِي السَّماءِ، قالَ: «مَن أنا»؟، قالَتْ: أنْتَ رَسُولُ اللَّهِ، قالَ: «أعْتِقْها فَإنَّها مُؤْمِنَةٌ».هَذا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، عَنْ أبِي بَكْرِ بْنِ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ إسْماعِيلَ بْنِ إبْراهِيمَ، عَنْ حَجّاجٍ ... "
يقول الحافظ ابن الصلاح : “ما انفرد به البخاري أو مسلم مندرج في قبيل ما يقطع بصحته؛
لتلقي الأمة كل واحد من كتابيهما بالقبول على الوجه الذي فصلناه من حالهما فيما سبق، سوى أحرف يسيرة، تكلم عليها بعض أهل النقد من الحفاظ كالدارقطني وغيره، وهي معروفة عند أهل هذا الشأن"
بالرغم من تفرد الإمام مسلم بتخريجه دون البخاري؛ فإنه مع ذلك على شرط الإمام البخاري؛ يقول أبو عبد الله الحميدي (ت 488هـ): “قد أخرجه البخاري في كتابه في “القراءة خلف الإمام”([11]) عن مسدد بن يحيى عن الحجاج الصواف، وهو من شرطه، ولم يتفق له إخراجه في الجامع الصحيح”
مستفاد من
مقال حديث: “أين الله؟” دراسة وتحليل
https://salafcenter.org/2615/
==============
كتاب الدفاع عن حديث الجارية
==========
وأزيد
شئ من البديهيات أن البيهقي غير معصوم 😁
وأنقل لكم من كتاب الدكتور عبدالرحمن بن صالح المحمود يقول "نقد البيهقي بعض الروايات والأحاديث نقدًا لا يتفق مع منهج المحدثين في قبول الروايات أوردها ومن ذلك ما ذكره البيهقي من أن «الصوت» لم يرد في صفة كلام الله عزوجل ففد قال بعد ذكر رواية البخاري: «ثم يناديهم بصوت..»1 «هذا حديث تفرد به القاسم بن عبد الواحد عن ابن عقيل.. [ثم ذكر أن القاسم وابن عقيل لم يحتج بهما الشيخان، وأن ابن عقيل أيضًا متهم بسوء الحفظ ثم قال:] ولم يثبت صفة الصوت في كلام الله عزوجل أو في حديث صحيح عن النبي - ﷺ - غير حديثه، وليس بنا ضرورة إلى إثباته، وقد يجوز أن يكون الصوت فيه إن كان ثابتًا راجعًا إلى غيره.
ثم شرع في ذكر الروايات الدالة على الصوت وتضعيفها، وهذا من مثل البيهقي المحدث كبير لا يحتمل،
لأن فيه محاولة لتضعيف الأحاديث الثابتة لأجل أن تسلم.الأصول الكلامية والعقلية التي يؤمن بها،
وهذا منهج المتكلمين وليس منهج المحدثين،
ولهذا كان تعليق الحافظ ابن حجر على كلام البيهقي بعد نقله له أقرب إلى منهج أهل الحديث من منهج البيهقي فقد قال - وهو الذي يميل إلى مذهب الأشاعرة -:» هذا حاصل كلام من ينفي الصوت من الأئمة، ويلزم منه أن الله لم يُسمع أحدًا من ملائكته ورسله كلامه، بل ألهمهم إياه، وحاصل الاحتجاج للنفي الرجوع إلى القياس على أصوات المخلوقين لأنها التي عهد أنها ذات مخارج، ولا يخفي ما فيه، إذ الصوت قد يكون من غير مخارج، كما أن الرؤية قد تكون من غير اتصال أشعة لكن تمنه القياس المذكور، وصفات الخالق لا تقاس على صفة المخلوق، وإذا ثبت ذكر الصوت بهذه الأحاديث الصحيحة وجب الإيمان به، ثم إما التفويض وإما التأويل ،
والشاهد من كلام ابن حجر قوله: «وإذا ثبت ذكر الصوت بهذه الأحاديث الصحيحة وجب الإيمان به»
فأين هو من كلام البيهقي الذي حاول تضعيف الروايات الواردة فيه؟
وقد وقع للبيهقي ما هو شبيه بهذا في مواضع أخرى، مثل حديث «لا شخص أغير من الله» (رواه مسلم، كتاب اللعان، ورقمه (١٤٩٩)، والبخاري تعليقًا في صحيحه، كتاب التوحيد، باب قول النبي - ﷺ - لا شخص أغير من الله، الفتح (١٣/٣٩٩)، ووصله ابن حجر في التعليق (٥/٣٤٤)، بإسناده إلى الدرامى وهو في سنن الدرامى (٢/٧٣)، ورقمه (٢٢٣٣).)،
فقد نقل عن الخطابي ترجيحه أن هذه اللفظة مصحفة،
ثم قال البيهقي معلقًا: «ولو ثبتت هذه اللفظة لم يكن فيها ما يوجب أن يكون الله سبحانه شخصًا..»
، ثم فصل القول في تأويلها،
وهذه اللفظية رواها مسلم، والبخاري تعليقًا بصيغة الجزم
، كما رواها غيرهما، والحري بالبيهقي المحدث أن يرد على الخطابي دعواه أنها مصحفة ويبين ثبوتها، ثم يشرحها، ويبين مذهبه فيها.
ومثله ما ذكره في باب في الأصابع،
فإنه نقل كلامًا للخطابي حول حجية السنة إذا عارضها المعقول، كما نقل ورود الأصابع لا في كتاب ولا سنة، ولم يرد البيهقي على الخطابي في أقواله تلك، بل أورد تأويلاته وتأويلات أبي الحسن الطبري وغيره للأحاديث الواردة في ذلك وعبارة الخطابي: إنها لم ترد في كتاب ولا سنة ولا يجوز السكوت عنها.»
"
رواية البخاري: «ثم يناديهم بصوت 1:رواه البخاري - تعليقًا - كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: ﴿ولا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ عِنْدَهُ إلّا لِمَن أذِنَ﴾ (سبأ:٢٣)، ووصله ابن حجر في التغليق (٥/٣٥٥)، ورواه البخاري موصولًا في الأدب المفرد ورقمه (٩٧٠)، فضل الله الصمد (٢/٤٣٣)، وفي خلق أفعال العباد ورقمه (٤٦٣) - ت البدر - كما رواه الإمام أحمد في مسنده (٣/٣٩٥)، والطبراني في مسند الشاميين كما في التغليق (٥/٣٥٦)، والحاكم في المستدرك (٢/٤٣٧-٤٣٨، ٤/٥٧٤-٥٧٥)، وصحيحه ووافقه الذهبي، كما رواه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (١/١١١)، والخطيب في الرحلة في طلب الحديث (ص: ١٠٩)، ورقم (٣١، ٣٢، ٣٣)، وفي الجامع لأخلاق الراوي (٢/٢٢٥)، ورقم (١٦٨٦) - ت الطحان-.
تعليق