صديق مسلم يقرأ الإنجيل
دعوات كثيرة جاءتني لقراءة الإنجيل أو العهد الجديد، لذلك بدأت في قراءته وما استعصى علي فهمه من مقاطع أو فقرات لجأت إلى الكتب المسيحية العربية والإنجليزية لدراسة هذه الفقرات.
وجدت ان الكتب المسيحية تنقسم إلى فئتين:
الفئة الأولى وهي أن كل الأمور تمام ولا توجد اختلافات أو شيء غير مفهوم والكاتب معروف وهو يتحدث بالوحي ولا توجد أخطاء جغرافية أو تاريخية أو تناقضات أو إضافات في المخطوطات وأن الذين كتبوا هم رسل المسيح عليه السلام وبالوحي الإلهي.
الفئة الثانية تتحدث عن تأخر تاريخ كتابة أسفار العهد الجديد وعن عدم معرفتهم بكاتب بعض الأسفار وعن الأخطاء التاريخية والجغرافية في الكتابات وعن الحذف والإضافة والاختلافات بين المخطوطات.
الغريب أن أصحاب الفئة الثانية يؤمنون بقدسية العهد الجديد ولكنهم أمام الحقائق التاريخية وأمام الواقع يعترفون بالحقيقة بأدلتها بكل صدق وأمانة.
فكرة عامة عن العهد الجديد
العهد الجديد مكتوب باليونانية، أقدم ما هو مكتوب منه هو رسائل بولس، وهي رسائل كتبها للكنائس للرد على اسئلتهم ولتوجيههم ولحل بعض المشاكل عندهم.
رسائل بولس كتبت قبل 60 ميلادي، أي بعد المسيح بحوالي 25 أو 30 عاماً.
بعد رسائل بولس تمت كتابة أول إنجيل من العهد الجديد وهو إنجيل مرقس وإن كان ترتيبه في ترتيب كتب العهد الجديد هو الثاني، تمت كتابته في الفترة من 70 إى 80 ميلادي.
واستمرت كتابة كتب العهد الجديد إلى حوالي 120 ميلادي.
كما في الصورة المرفقة (شكل 1) من كتاب ج. أ. ويلز.
أول ملحوظة هي طول الفترة بين المسيح عليه السلام وبين كتابة الأسفار التي تتحدث عنه.
الشكل 1 – تاريخ الكتابات المسيحية المبكرة – مترجم من ج. أ. ويلز. هل يمكن أن نثق بالعهد الجديد من خلال الشهادات المسيحية المبكرة؟ - المقدمة – صفحة xi.
مخطوطات العهد الجديد
تتحدث الكتب المسيحية أن العهد الجديد له أكبر عدد من المخطوطات لكتاب في العالم, ربما تكون هذه حقيقة, ولكن هناك أخبار سيئة كما يقول العلماء المسيحيين من الفئة الصادقة وهي أن أول المخطوطات من القرن الثاني الميلادي وهي مخطوطات ربما تحتوي على سطر أو اثنين من أحد الأسفار.
وأهم المخطوطات الكاملة هي مخطوطة الفاتيكان والمخطوطة السينائية وكلاهما من القرن الرابع ومخطوطة بيزا والمخطوطة السكندرية والمخطوطة والإفرامية من القرن الخامس, بينما العدد الأكبر من المخطوطات تمت كتابته بداية من القرن العاشر الميلادي. فربما عدد المخطوطات كبير ولكن 95% من المخطوطات التي تشكل هذا العدد مكتوبة بعد المسيح بحوالي 1000 سنة. الخبر السيئ الثاني هو أنه لا توجد مخطوطات متماثلة فهناك اختلافات كثيرة بين أهم 5 مخطوطات (الفاتيكانية والسينائية وبيزا والسكندرية والإفرامية) وبين المخطوطات الأخرى بعضها البعض. كذلك لا توجد مخطوطة من يد الكاتب الأصلي للإنجيل فلا توجد مخطوطات قديمة، بل هي نسخ من نسخ من نسخ والأصول مفقودة. نتج عن هذا اختلاف في النسخ اليونانية للعهد الجديد. وبالتالي اختلافات في النسخ الإنجليزية وبالتالي اختلافات في النسخ العربية وذلك من حيث وجود فقرات أو أعداد أو عدم وجودها
.فلا نتحدث عن الاختلافات في الترجمة من أصل يوناني واحد، بل نتحدث عن أصول يونانية متعددة مختلفين عن بعضهم.
إنجيل متى
أول كتب العهد الجديد هو إنجيل متى مع أن تاريخ كتابته كانت بعد كتابة إنجيل مرقس.
كانت ملاحظتي من قراءة مقدمات الإنجيل حسب متى هي كما يلي:
1 – إنجيل متى مكتوب حوالي 90 ميلادي، أي بعد المسيح بحوالي 60 عاماً.
2 – إنجيل متى تمت تسميته في القرن الثاني الميلادي ولم يكن معروفاً باسم متى قبلها.
3- إنجيل متى حسب النظريات الحديثة التي تسمى نظرية المصادر الأربعة اقتبس من إنجيل مرقس، فكيف يكون متى مكتوباً بالوحي وهو يقتبس من إنجيل أو كتاب قبله؟
4 – نتيجة لان متى اقتبس من مرقس فالكاتب الذي سنستمر في تسميته متى، لم يكن من تلاميذ المسيح ولم يكن شاهد عيان على الاحداث التي دونها.
5 – على حسب يوسابيوس نقلاً عن بابياس وكما ذكر البابا تواضروس في كتابه مفتاح العهد الجديد "الجزءالأول" فإن أول نسخة من إنجيل متى كتبت بالعبرية (أو الأرامية) وهي مفقودة, فما كان محتوى الإنجيل المفقود؟ وهل كانت الترجمة منه إلى اليونانية صحيحة؟ وكيف لم تحفظ هذه الكتابات؟
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــع
تعليق