تخيل عند وفاة رسول الله صل الله عليه وسلم
والصحابة كلهم فى حالة عدم ثبات وصدمة من الخبر
ويخرج الفاروق عمر بن الخطاب فيقول ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ما مات ولكنه ذهب الى ربه كما ذهب موسى بن عمران الى ربه
وما رد عليه احد
ولو انتهى الموقف على ذلك بأن رسول الله ذهب ولم يرجع فممكن ان تخرج فئات تدعى ما أدعته النصارى فى سيدنا عيسى
ولأصبحنا مثل اليهود والنصارى نتخذ من رسول الله شريكا لله (حاشا لله )
ولقامت المذاهب الضالة التى تصل برسول الله صل الله عليه وسلم للألوهيه
كما فعلت النصارى او كما فعلت بعض فرق الشيعة المغاليه فى سيدنا على رضى الله عنه
ولكن الله حافظ هذا الدين ووضع له القواعد والمعايير التى تمنع تحريفه او ضياعه كما حدث فى الأمم السابقة
ووظف الله عزوجل للأمة رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه وكان الرجل منهم بأمة كاملة ينقذ الأمة من الأنهيار والضياع
وفى هذا الحادثه جند الله لها
الصديق ابو بكر رجل المواقف الصعبة
وثانى اثنين اذ هما فى الغار
فماذا فعل ؟؟
خرج على الناس وسيدنا عمر يصرخ فيهم ويقول من قال ان رسول الله مات لأقطعن رأسه ان رسول الله ذهب الى ربه كما ذهب موسى هكذا تكلم سيدنا عمر بدون دليل وبعاطفة المحب الغير مصدق لوفاة الرسول صلوات ربى وتسليماته عليه
وهنا يتكلم الصديق وبكلمات قوية
ترجع الأمور لقواعدها الثابته مرة اخرى بكلمات تثبت العقيدة وتعلم الناس ان الله هو المتصرف والمعبود بحق الفرد الصمد سبحانه وتعالى
فيقول : اما بعد
فمَن كانَ مِنكُم يَعْبُدُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ،
فإنَّ مُحَمَّدًا قدْ مَاتَ،
ومَن كانَ مِنكُم يَعْبُدُ اللَّهَ فإنَّ اللَّهَ حَيٌّ لا يَمُوتُ،
قالَ اللَّهُ: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ ٱلرُّسُلُ ۚ أَفَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ ٱنقَلَبْتُمْ عَلَىٰٓ أَعْقَٰبِكُمْ ۚ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ ٱللَّهَ شَيْـًٔا ۗ وَسَيَجْزِى ٱللَّهُ ٱلشَّٰكِرِينَ}
وهنا كَأنَّ النَّاسَ لَمْ يَعْلَمُوا أنَّ اللَّهَ أنْزَلَ هذِه الآيَةَ
حتَّى تَلَاهَا سيدنا أبو بَكْرٍ،
فَتَلَقَّاهَا منه النَّاسُ كُلُّهُمْ، فَما أسْمَعُ بَشَرًا مِنَ النَّاسِ إلَّا يَتْلُوهَا
قال سَعِيدُ بنُ المُسَيِّبِ، أنَّ عُمَرَ قالَ: واللَّهِ ما هو إلَّا أنْ سَمِعْتُ أبَا بَكْرٍ تَلَاهَا فَعَقِرْتُ، حتَّى ما تُقِلُّنِي رِجْلَايَ، وحتَّى أهْوَيْتُ إلى الأرْضِ حِينَ سَمِعْتُهُ تَلَاهَا، عَلِمْتُ أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قدْ مَاتَ.
من هذه الحادثة يتبين ان الله حافظ دينه من التحريف
فلو ان المسلمون الاوائل اخذتهم العاطفة والتقديس لمقام رسول الله بشكل منحرف لأصبحنا ضالين كما هو حال النصارى الأن
وفضل الله على العالمين كبير بحفظه لدينه القويم الاسلام العظيم بوضع معايير واسس تحافظ عليه
فرسول الله قبل موته أعطانا الطريق وقال ( تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدى ابدا كتاب الله وسنتى )
ومن هذا الطريق أخذ خليفة رسول الله قول الله عزوجل الذى استدل به على موت رسول الله
وللمقارنة فأن النصارى الذين يفترون على سيدنا عيسى عليه السلام ويقولون عليه انه اله
لم يرجعوا الى كتابهم الذى ينفى فيه السيد المسيح الوهيته ويعبر عن نفسه بأنه عبد لله ومرسل منه كما فى انجيل يوحنا (يو 17: 3): وهذه هي الحياة الأبدية: أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته )
واخذتهم العاطفة فى التقديس وقاموا بالتحريف واتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله وتركوا كلام السيد المسيح المذكور لهم فى كتبهم التى بين ايديهم الان والتى لن تجد فيها نص يقول فيها السيد المسيح انا الله او انا الاقنوم الثانى او انى جئت من اجل خطيئة سيدنا ادم ولكن كل النصوص التى من لسان السيد المسيح فى الاناجيل التى فى ايديهم اليوم تنفى عنه الالوهيه وهذا ايضا يعتبر دليل ادانة عليهم يوم القيامة
وصدق الله عزوجل فى كتابه الكريم عندما تحدث عن سؤاله للسيد المسيح قال تعالى
( وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ
قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ
إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ
تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ
إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (116)
الحمد لله على نعمة الإسلام
والحمد لله على نعمة حفظ الدين
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين .