الفرق بين الامور الفطرية والامور العادية

تقليص

عن الكاتب

تقليص

Shebl Al Saqar مسلم اكتشف المزيد حول Shebl Al Saqar
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • Shebl Al Saqar
    1- عضو جديد

    • 6 ديس, 2021
    • 73
    • مسلم

    الفرق بين الامور الفطرية والامور العادية

    الأمور الفطرية والأمور العادية :

    إن النظرة الفاحصة تقودنا إلى أن القضايا والأشياء التي تسود في حياة الإنسان أو يأخذ بها تتنوع إلى نوعين:

    النوع الأول: ما يكون أخذ الإنسان بها، وتعامله معها وانسياقه إليها بدافع الطبيعة البشرية المحضة، وبدعوة الجبلة والخلقة من دون تأثير العوامل الخارجية من اقتصادية أو جغرافية أو سياسية أو غيرها، وتسببها في ذلك .
    وبعبارة أخرى: ان هذا النوع هو تلك الأمور التي يندفع إليها الإنسان في
    كل زمان ومكان، وفي كل عصر ومصر، لا تحت الظروف الطارئة المختلفة والمتغيرة، بل بطلب من طبيعته وخلقته، بحيث إن طبيعته تقتضي ذلك، وتتطلبه وتلازمه ملازمة الزوجية الأربعة بغض النظر عن اختلاف الزمان والمكان.
    فكما أن الأربعة تقتضي بطبيعتها ولذاتها الزوجية دون دخالة الظروف والأحوال، وبغض النظر عن العاد والمعدود، كذلك تقتضي خلقة الإنسان هذه الأمور وتطلبها بذاتها لا لخصوصية الزمان والمكان أو غيرها من العوامل الخارجية الأخرى .
    وهذا القسم هو ما يطلق عليه وصف «الأمر الفطري» .

    النوع الثاني: ما يكون أخذ الإنسان بها، وجريه وراءها تحت ضغط
    الظروف والأحوال الخارجة عن خلقة الإنسان وجبلته، بحيث لو تغيرت هذه الظروف، أو انتفت عدل الإنسان عنها ولم يجر وراءها، فهي مفروضة عليه الأمهات في جميع من خارج لا من داخل الذات، وهي تتغير بتغير العوامل الخارجية وتتبدل بتبدلها على العكس من الأمور الفطرية التي تنبع من داخل النفس، وتقتضيه الطبيعة البشرية بما هي وتلازمه وهذا النوع يسمى بالأمور العادية.

    وتوضيحا لهذين النوعين من الأمور نمثل بالأمثلة التالية لا على سبيل الحصر .
    .. ان الحنان الذي تبديه الأم تجاه ولدها هو أحد الأمور الفطرية لدى الأم بدليل أن هذه الخصيصة تلازم جميع الأمصار والأعصار،وهذا يكشف عن أن هذه الحالة مغروسة في ذات الأنثى، وان هذا الانجذاب الأمومي نحو الطفل والوليد نابع من طبيعتها ومعجون بجبلتها لا انه شيء مفروض عليها من الخارج بفعل الظروف،والمؤثرات الخارجية .

    ولهذا تعمد كل أنثى - في صغرها - إلى اتخاذ تماثيل الأطفال، وتمثل كل ما تقوم به الأمهات من حضانة ورعاية وإرضاع وماشابه من مظاهر الحنان وهذه الحالة تظهر في أجلى مظاهرها حينما تغدو
    وأما حقيقية وذات طفل حقيقي .
    وتقابل هذا الأمر مسألة اختيار الناس لكيفية الملبس والزينة، وهندسة البيوت والمنازل، ونوعية الأشربة والأطعمة، فان أشكالها وكيفياتها تتبع الظروف والأحوال المحيطية والخارجية، وليست هذه الأشكال والكيفيات بخصوصها
    مما تحتمه الطبيعة الإنسانية أو تفرضها جبلة البشر بحيث لا يمكنه أن يحيد عنها.

    ولهذا لا يتفق فيها الناس، بل تتعدد مسالكهم واختياراتهم فيها، تبعا للتقاليد، والظروف الجغرافية أو الثقافية أو السياسية أو غيرها، وإن كان أصل الميل إلى المأكل والمسكن، والحاجة إليهما حاجة فطرية، وأصل الرغبة في الزينة والتجميل أمر طبيعية مغروسا في ذات البشر، وانجذابة جبلية لا يسع الإنسان التخلي عنه، أو تجاهله وتغافله .
    .. الناس جميعا يميلون بطبعهم إلى العدل والقسط، ويكرهون الحيف
    والظلم وينفرون منهما إذا تجدوا عن سائر العوامل التي تقهرهم على تجاهل ما تقتضيه الفطرة .
    وتلك رغبة شاملة ودائمة يتساوى فيها جميع أبناء الإنسان ولا تنحصر
    بزمان دون زمان، أو مكان دون مكان، ويشهد بذلك سعي البشرية في جميع أدوار التاريخ إلى إقامة العدل، وإجراء القسط .
    كما ويدل على ذلك أيضا اتفاق الناس جميعا في ذلك حتى أننا نجد قطاع الطرق يتواصون بالتزام العدل، والقسمة العادلة إذا سرقوا متاعة أو ابتزوا مالا!!
    وما هذا إلا لأن الرغبة في إجراء القسط، والميل إلى العدل أمور مغروسة في جبلة البشر وفطرتهم، بلا استثناء ويقابل ذلك ما نجده من التنوع والاختلاف في أنماط الحكم فان سيادة أنظمة حكم مختلفة في حياة الناس نمطا بعد نمط ولونا بعد لون دون البقاء على نمط واحد يكشف عن أن هذه الأشكال بخصوصها لم تكن بحكم الطبيعة البشرية، ولا أنها مقتضی جبلة الإنسان وإلا لما تغيرت من نمط إلى نمط، ولما تبدلت من لون إلى لون، بل هي وليدة الظروف والعوامل الخارجية وإن علائم الأمر الفطري كان أصل الرغبة في إقامة النظام، وإجراء العدل على يد حاكم أمرا فطريا.

    وبهذا يتضح أن الأمور التي يندفع إليها الإنسان لا تخرج عن نوعين:
    إما أن تكون أمورة فطرية تدفع اليها طبيعة البشر وجبلتهم، وإما أن تكون أمورة عادية يندفع إليها تحت تأثير العوامل الخارجة عن طبيعته وخلقته .

    علائم الأمر الفطري:
    وتتلخص علائم الأمر الفطري في أربعة:

    1/ حيث إن الأمور الأمور الفطرية ذات جذور غريزية في باطن الإنسان وطبيعته البشرية، لذلك فهي تتصف بالشمولية والعمومية، فليس هناك أحد من أبناء البشر من يفقدها ويخلو منها .

    2/ الأمور الفطرية تتحقق وتوجد في كيان الإنسان بوحي الفطرة وندائها ولا تحتاج إلى تعليم معلم، وإن كان نموها ورشدها يحتاج إلى ذلك .

    3/ كل فكرة أو عمل تكون ذات جذور فطرية لا تخضع لتأثير العوامل السياسية والجغرافية والاقتصادية، بل هي تعمل وتتحقق بعيدة عن نطاق وضغط هذه العوامل .

    4/ الدعايات المكثفة والمستمرة ضد الأمور الفطرية يمكن أن تضعفها وتحد من نموها، ولكنها لا تتمكن من استئصالها والقضاء عليها بالمرة .
    هذه هي علائم فطرية الشيء، وأما الأمور العادية غير الفطرية فهي :

    أ- محلية، خاصة بمكان دون مكان .
    ب - تختفي تحت تأثير العوامل المحيطية .
    ج - تنشأ وتخضع لتعليم معلم .
    د- تزول نهائيا بسبب الدعايات المضادة .

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة Mohamed Karm, منذ 5 يوم
رد 1
11 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة Mohamed Karm
بواسطة Mohamed Karm
ابتدأ بواسطة الراجى رضا الله, منذ 2 أسابيع
ردود 0
14 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة الراجى رضا الله
ابتدأ بواسطة الراجى رضا الله, منذ 2 أسابيع
ردود 0
12 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة الراجى رضا الله
ابتدأ بواسطة الراجى رضا الله, 3 نوف, 2024, 12:44 ص
ردود 0
19 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة الراجى رضا الله
ابتدأ بواسطة الراجى رضا الله, 10 أكت, 2024, 01:41 ص
رد 1
13 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة الراجى رضا الله
يعمل...