(وقابلية إدراك الكون عقليا) :
تميز البشر بقابلية إدراكهم للكون عقليا والظروف المهيئة لتواجده فهو كالقصر المعدي للسكنى لهم لذلك فهي من أكثر الأدلة التي تقودنا إلي التساؤل أنه بالتأكيد لوجود الانسان هنا غاية معينة مقصودة وأمر مقصود :
يقول أرنو بنزياس الحاصل علي جائزة نوبل في الفيزياء :
(أوصلنا علم الفلك الي حدث متفرد ، كون خلق من عدم ، كون يتحقق فيه توازن دقيق جدا لا بد منه لتوفير الظروف الصحيحة الدقيقة جدا ، والمطلوبة لوجود الحياة الي كون يسير وفق خطة محددة (قد يسميها المرء خطة فوق طبيعية )
ويقول الفيزيائي بول ديفيز في هذا الشأن : (لا أستطيع ان اصدق أن وجودنا في هذا الكون هو مجرد صدفة غريبة حدثت ، أو حادث عرضي في التاريخ ، أو شذوذ عارض في المشهد الكوني العظيم ،وجودنا مرحب به إن وجودنا مقصود حقيقة )
ويقول الفيزيائي فريمان دايسون : (عندما ننظر في الكون وتري عدد الصدف الفيزيائية والفلكية التي عملت معا لمنفعتنا فهنا الأمر يبدو وكأن الكون قد علم بطريقة ما أننا قادمون).
يقدم لنا الكون دلالات تشكل منطلقا للتفكير بأننا كبشر لنا أهمية (إدراك الكون عقليا) هذا الأمر الذي دفع دهشة انيشاتين ليقول مقولته هذه : (الشئ الاكثر استعصاء علي الفهم في الكون ، أنه كون يمكن فهمه )
فيفترض مفهوم قابلية الكون الإدراك سلفا وجود عقل يمكنه التعرف علي قابلية الإدراك في الكون . فإن الثقة بأن العمليات العقلية تملك درجة من الموثوقية والقدرة علي منحنا بعض المعلومات الخاصة بالعالم أمر أساسي لأي نوع من الدراسة وليست الدراسة العلمية فقط ، فهذا الايمان محوري لكل عمليات التفكير لدرجة أنه لا يمكننا حتي الشك في صلاحيته دون أن نفترض وجوده سلفا ،لأننا مضطرون للاعتماد علي عقولنا من أجل قيامنا بفعل الشك أنه الايمان الأساسي الذي تبني عليه كل ابحاثنا الفكرية فالإيمان بالله يعطي هذا المفهوم تبريرا قويا منطقيا متسقا .
فادراك الكون بالعقل هو أحد الاعتبارات الاساسية التي قادت المفكرين علي مر الأجيال الي استبناط أن الكون يجب أن يكون ثمرة تصميم حكيم ويلخص الفيلسوف كيث وارد الفكرة (معظم من تفكر بعمق وكثب عن أصل الكون وطبيعته بدا لهم أنه يشير إلي خارجه الي مصدر لوجوده لا مادي ويملك الحكمة العظيمة والقدرة غير المحدودة كل الفلاسفة التقليديين العظماء تقريبا ومنهم بالتأكيد أفلاطون وارسطو وديكارت وكانط وغيرهم رأوا أن أصل الكون يكمن في الحقيقة فوق المادة ) فكلهم اتفقوا علي أمر ، وهو أن الكون غير مفسر ذاتيا ويحتاج الي تفسير ما من خارجه لا مادي قوي ذكي يمتلك قدرة غير محدودة وحكمة مطلقة .
ولنختم بالتأمل في جمال هذه الآية التي لخصت كل ما سبق :
(قُلِ انظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ (101) )سورة يونس .
قال البيهقي : يعني والله اعلم من الآيات الواضحات والدلالات النيرات وهذا لانك اذا تأملت هيئة هذا العالم ببصرك ، واعتبرتها بفكرك وجدته كالبيت المبني المعد فيه جميع ما يحتاج إليه ساكنه من آلة وعتاد ، فالسماء مرفوعة كالسقف المرفوع ، والأرض مبسوطة كالبساط ، والنجوم منضودة كالمصابيح ، والجواهر مخزونة كالذخائر، وضروب النبات مهيأة للمطاعم والملابس والمآرب ، وصنوف الحيوان مسخرة المراكب مستعملة في المرافق، والإنسان كالمملك البيت المخول له ما فيه ، وفي هذا دلالة واضحة علي أن العالم مخلوق بتدبير وتقدير ونظام وأن له صانعا حكيما تام القدرة بالغ الحكمة.
تميز البشر بقابلية إدراكهم للكون عقليا والظروف المهيئة لتواجده فهو كالقصر المعدي للسكنى لهم لذلك فهي من أكثر الأدلة التي تقودنا إلي التساؤل أنه بالتأكيد لوجود الانسان هنا غاية معينة مقصودة وأمر مقصود :
يقول أرنو بنزياس الحاصل علي جائزة نوبل في الفيزياء :
(أوصلنا علم الفلك الي حدث متفرد ، كون خلق من عدم ، كون يتحقق فيه توازن دقيق جدا لا بد منه لتوفير الظروف الصحيحة الدقيقة جدا ، والمطلوبة لوجود الحياة الي كون يسير وفق خطة محددة (قد يسميها المرء خطة فوق طبيعية )
ويقول الفيزيائي بول ديفيز في هذا الشأن : (لا أستطيع ان اصدق أن وجودنا في هذا الكون هو مجرد صدفة غريبة حدثت ، أو حادث عرضي في التاريخ ، أو شذوذ عارض في المشهد الكوني العظيم ،وجودنا مرحب به إن وجودنا مقصود حقيقة )
ويقول الفيزيائي فريمان دايسون : (عندما ننظر في الكون وتري عدد الصدف الفيزيائية والفلكية التي عملت معا لمنفعتنا فهنا الأمر يبدو وكأن الكون قد علم بطريقة ما أننا قادمون).
يقدم لنا الكون دلالات تشكل منطلقا للتفكير بأننا كبشر لنا أهمية (إدراك الكون عقليا) هذا الأمر الذي دفع دهشة انيشاتين ليقول مقولته هذه : (الشئ الاكثر استعصاء علي الفهم في الكون ، أنه كون يمكن فهمه )
فيفترض مفهوم قابلية الكون الإدراك سلفا وجود عقل يمكنه التعرف علي قابلية الإدراك في الكون . فإن الثقة بأن العمليات العقلية تملك درجة من الموثوقية والقدرة علي منحنا بعض المعلومات الخاصة بالعالم أمر أساسي لأي نوع من الدراسة وليست الدراسة العلمية فقط ، فهذا الايمان محوري لكل عمليات التفكير لدرجة أنه لا يمكننا حتي الشك في صلاحيته دون أن نفترض وجوده سلفا ،لأننا مضطرون للاعتماد علي عقولنا من أجل قيامنا بفعل الشك أنه الايمان الأساسي الذي تبني عليه كل ابحاثنا الفكرية فالإيمان بالله يعطي هذا المفهوم تبريرا قويا منطقيا متسقا .
فادراك الكون بالعقل هو أحد الاعتبارات الاساسية التي قادت المفكرين علي مر الأجيال الي استبناط أن الكون يجب أن يكون ثمرة تصميم حكيم ويلخص الفيلسوف كيث وارد الفكرة (معظم من تفكر بعمق وكثب عن أصل الكون وطبيعته بدا لهم أنه يشير إلي خارجه الي مصدر لوجوده لا مادي ويملك الحكمة العظيمة والقدرة غير المحدودة كل الفلاسفة التقليديين العظماء تقريبا ومنهم بالتأكيد أفلاطون وارسطو وديكارت وكانط وغيرهم رأوا أن أصل الكون يكمن في الحقيقة فوق المادة ) فكلهم اتفقوا علي أمر ، وهو أن الكون غير مفسر ذاتيا ويحتاج الي تفسير ما من خارجه لا مادي قوي ذكي يمتلك قدرة غير محدودة وحكمة مطلقة .
ولنختم بالتأمل في جمال هذه الآية التي لخصت كل ما سبق :
(قُلِ انظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ (101) )سورة يونس .
قال البيهقي : يعني والله اعلم من الآيات الواضحات والدلالات النيرات وهذا لانك اذا تأملت هيئة هذا العالم ببصرك ، واعتبرتها بفكرك وجدته كالبيت المبني المعد فيه جميع ما يحتاج إليه ساكنه من آلة وعتاد ، فالسماء مرفوعة كالسقف المرفوع ، والأرض مبسوطة كالبساط ، والنجوم منضودة كالمصابيح ، والجواهر مخزونة كالذخائر، وضروب النبات مهيأة للمطاعم والملابس والمآرب ، وصنوف الحيوان مسخرة المراكب مستعملة في المرافق، والإنسان كالمملك البيت المخول له ما فيه ، وفي هذا دلالة واضحة علي أن العالم مخلوق بتدبير وتقدير ونظام وأن له صانعا حكيما تام القدرة بالغ الحكمة.