لماذا خلق الله الناس مؤمنين وكفار ولم يخلقهم كلهم مؤمنين حتي لا يكون هناك ثواب ولا عقاب ولا نار ؟

تقليص

عن الكاتب

تقليص

Shebl Al Saqar مسلم اكتشف المزيد حول Shebl Al Saqar
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • Shebl Al Saqar
    1- عضو جديد

    • 6 ديس, 2021
    • 73
    • مسلم

    لماذا خلق الله الناس مؤمنين وكفار ولم يخلقهم كلهم مؤمنين حتي لا يكون هناك ثواب ولا عقاب ولا نار ؟

    لماذا خلق الله الناس مؤمنين وكفار ولم يخلقهم كلهم مؤمنين حتي لا يكون هناك ثواب ولا عقاب ولا نار ؟؟

    في الحقيقة هذا الاعتراض في حقيقته اعتراض عاطفي اكثر من أن يكون ناشئا عن تأمل وتفكر في طبيعة الخلق والكون وفضلا عن ذلك فهو قائم علي تصورات خاطئة ومقدمات باطلة ولبيان ما فيها من خلل يتبين بهذين الأمرين :

    الأمر الأول : أن الأمر في خلق الناس لا يخلو من حالين :

    1/ إما ان يخلقهم الله مجبورين علي أفعالهم بحيث لا يملك أحد منهم اي إرادة في اختيار افعاله وفي هذه الحالة ستفسد الحياة الإنسانية ، وتضطرب قوانينها وتضمحل خصائصها ، فإننا مع الإيمان من أن الناس مجبرون علي أفعالهم فلن نميز بين الصالح والفاسد ولا أن نميز بين الاخيار والأشرار ولا يمكننا أن نكافئ اهل الخير والعطاء علي أفعالهم ولا يمكننا أن نعاقب أهل الشر علي أفعالهم لكونهم لم يفعلوا ذلك بإرادتهم واختيارهم .

    فهذا الاعتقاد بالضرورة يؤدي إلي تعطيل كل الأسباب المادية والركون ويكفي في ذلك إفسادا للحياة

    2/ وإما أن يخلق الله للناس خلقة يكونون فيها مختارين ، واعطي لكلا من المؤمن والكافر نفس الادوات والمؤهلات ليختاروا افعالهم قادرين علي تحديد سلوكهم ، ومن اللوازم الضرورية لهذه الحالة وجود الانحراف والخطأ ، إذ لو لم يكن الإنسان مختارا فإنه لا يمكن أن يقع في ذلك .
    ووجود الانحراف والخطأ يستلزم بالضرورة وجود الحساب والعقاب حتي يتحقق العدل ، والحساب والعقاب يجب أن يكونا متفاوتين حسب تفاوت حجم سببه كما وكيفا .

    فظهر بذلك انقسام الناس الي صالحين ومنحرفين وترتب الثواب والعقاب علي أفعالهم أمر طبيعي متطابق مع الحكمة ومع طبيعة الحياة الإنسانية وقوانينها التي تميزها عن سائر انواع الحيوانات.

    فالمعترض في حقيقته فرض في ذهنه فرضا عقليا محضا ، وظن أنه الأكمل والأحسن ، ثم طفق يحاكم أفعال الله الي ذلك الافتراض ويبدي الاعتراض علي تقدير الحكيم الخبير سبحانه وفي هذا الكشف عن هذا الخلل النفسي التصوري يقول ابن القيم : (أكثر النفوس جاهلة بعلمه وحكمته وكماله فيفرض أمورا ممتنعة ويقدرها تقديرا ذهنيا ويحسب أنها اكمل من الممكن الواقع ومع هذا فربها يرحمها لجهلها وعجزها ونقصها ).

    الأمر الثاني : أن كمال الله متعدد الوجوه فكما أن الله تعالي يتصف بالرحمة والرفق والعفو والحلم فإنه يتصف بالقوة والغضب والجبروت والملكوت وغيرها من صفات الجلال ، ومن مقتضيات الكمال أن تظهر آثاره في الوجود .

    فالمعترض لا يريد أن تظهر الا آثار صنف واحد من صفات الله ، وإذا ظهرت اثار الصنف الآخر من صفات الله يتذمر ويتساءل ، فهذا خلل في التفكير واضطراب في الرؤية ، فإما أن يقر بكل كمالات الله التي يقتضيها كونه خالقا ومبدعا الكون ، وإما أن ينكر كل كمالات الله وصفاته وهذا الموقف لا يمكن أن يستقيم مع الإقرار بخلق الله للكون ، وإما أن يقر ببعض كمالات الله وينكر البعض فهذا أشد تناقضا في العقل وابعد عن منهج التفكير الصحيح .

    الخلاصة : ومنشأ هذه الأغلاط في النظر إلي كمالات الله ، هو أن الشخص يحدد في ذهنه صفة معينة للكمال ويفترض أنها صحيحة ابدا لا تقبل الانخرام والتردد ، ثم يغدو يحاكم أفعال الله إليها فحين وجد أن أفعال الله لا تنسجم معها ثم يراجع نفسه ، ولم يعد التأمل من جديد فيما حدده من صفة الكمال وانما أخذ يشكك في وجود الله وكماله ، وفضلا عما في هذا الصنيع من خلل منهجي في الاستدلال والبناء فهو قائم عند الكثير علي خلل نفسي الذي يؤول بالإنسان الضعيف القاصر في علمه وعقله إلي أن يحاكم أفعال الله الملك الكامل في علمه وعدله وحكمته علي تصورات بناها في نفسه.

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة أحمد هاني مسعد, منذ 2 يوم
ردود 0
18 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة أحمد هاني مسعد
ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, منذ 3 أسابيع
ردود 0
15 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة أحمد الشامي1
بواسطة أحمد الشامي1
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 4 أسابيع
رد 1
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
ابتدأ بواسطة محمد,,, 3 أكت, 2024, 04:46 م
رد 1
36 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة الراجى رضا الله
ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, 29 سبت, 2024, 08:36 م
ردود 0
383 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة أحمد الشامي1
بواسطة أحمد الشامي1
يعمل...