تابع إيضاحات متعلقة بالشر الإنساني هل معني ان الذي يكفر بالله يفعل ذلك جبرا علي الله ؟ (5)

تقليص

عن الكاتب

تقليص

Shebl Al Saqar مسلم اكتشف المزيد حول Shebl Al Saqar
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • Shebl Al Saqar
    1- عضو جديد

    • 6 ديس, 2021
    • 73
    • مسلم

    تابع إيضاحات متعلقة بالشر الإنساني هل معني ان الذي يكفر بالله يفعل ذلك جبرا علي الله ؟ (5)

    تابع بعض الإيضاحات المتعلقة بمعضلة الشر (5) :

    سؤال : هل معني أن الإنسان الذي يكفر بالله يفعل ذلك جبرا علي الله ؟! ام أن الله اراد لهذا العبد في الازل أن يكفر به فخلقه وهو يعلم أنه سيكفر به ؟! هل معني ذلك أن الله تعالي خلق الكفار ليعذبهم ؟! وما العلاقة بين القدر وبين اختيار العبد وبين الثواب والعقاب ؟!

    الإجابة : هذا المشكل يمكن حله بإيجاز بمعرفة أن للقدر أربعة مراتب :

    1/ العلم 2/ الكتابة 3/ المشيئة. 4/ الخلق .

    1/ العلم : يعني أن الله قد أحاط بكل شئ علما ، يعلم ما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون بعلمه الأزلي الابدي ، فلا يتجدد له علم بعد جهل ، ولا يلحقه نسيان بعد علم ، ولا يغيب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء .

    2/ أما الكتابة : تعني أن الله كتب في اللوح المحفوظ كل ما هو كائن الي يوم القيامة قبل أن يخلق الله السماوات والأرض .

    ومثال تلك النقطتين : للتدليل علي أن العلم المسبق لا ينفي التخيير في الفعل ، ولله المثل الاعلى لنفترض أن والدا اصطحب ابنه الي مطعم ، ومن خلال علم الوالد بطفله عرف أنه سيطلب طعام كذا ودونه في ورقة ، ولم يطلع ابنه عليها ، ثم جاءت لحظة اختيار الطعام فاختار الابن ما علمه وكتبه الوالد في الورقة بالفعل ، فهل يعني هذا أن الوالد سلب ابنه حرية الاختيار لما يريده ؟! بالتأكيد لا .

    ولله المثل الاعلى ، فالله هو خالقنا ويعلم وجودنا أكثر مما نعلمه نحن ، وعلمه الأزلي الكلي لا يتعارض مع التخيير الذي وهبه الله لنا وترك لنا حرية الاختيار بين الكفر والإيمان {وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ﴾، وكونه علم ما ستختار لا يتعارض مع حرية اختيارنا ، وعليه فليس هناك ما يتعارض مع الثواب والعقاب في الآخرة .

    3/ أما المشيئة : فتعني أن ما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن ، فلا يحدث في كون الله شئ رغما عنه حاشا لله ، بل كل شئ يحدث بمشيئته ، فلو شاء ما كفر الكافر {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ﴾ ، لكنه شاء أن يعطي للكافر حرية الاختيار ، حتي إذا اختار الكفر أعطاه له ، وليتحمل هو نتيجة اختياره .
    والمشيئة تأتي بمعني الإرادة ،والإرادة تنقسم الي قسمين : (الإرادة الكونية ، والإرادة الشرعية ) .

    أ / أما الإرادة الكونية : فهي كل ما أراده الله في الوجود خيره وشره ، ما يحبه وما يبغضه ، فكما يوجد الشيطان والهوى والمعاصي ، وجد أيضا الملائكة والضمير والطاعات ، وهي قوله تعالي {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (التكوير29)﴾

    ب/ أما الإرادة الشرعية : فهي ما يحبه الله ويرضاه ، سواء وجد ام لم يوجد {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (النساء27)﴾ ، {وَلَا يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ ۖ﴾

    فالله يريد من جميع الناس أن تؤمن وأن تتوب ، ولكنها ليست إرادة كونية ، وانما إرادة شرعية في مساحة اختيار الإنسان الذي يختار أن يتوب أو لا يتوب .
    ومهما كان اختيار الإنسان ، فإن ذلك أمر اراده الله كونيا وكتبه في اللوح المحفوظ في الازل { إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (27)لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (29)﴾ وقد اراده الله كونا وقدرا تبعا لعلمه الأزلي القديم.

    4/ اما الخلق : فيعني أن الله هو خالق كل شئ ، بما في ذلك أفعال العباد كلها بما فيها الكفر والإيمان والمعاصي والطاعات { ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ﴾، {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (الصافات96)﴾ والثواب والعقاب يتحددان علي اساس اختيار الإنسان لأفعاله كونه مخيرا بين الإيمان والكفر وما يترتب عليهما من طاعة وعصيان عموما ، (فالله تعالي هو الذي خلق قدرة العبد وإرادة العبد ....وهو خالق أفعال العباد ، والعباد هم الفاعلون حقيقة ).

    وأنزل مثالا للتقريب ، لنفترض أن صيدليا افتتح صيدلية ، ثم شرع في شراء واستيراد الأدوية من الشركات المختلفة ، ثم فتح صيدلته للجمهور ، فجاء في يوم أحد المرضي يشتكي من ألم في المعدة ، فأخطأ الطبيب الصيدلي في اختيار الدواء للمريض ، فاختار له أحد الأدوية لعلاج بعض الأمراض في المخ فتوفي جراء ذلك .

    السؤال هنا : إذا أراد أهل المريض أن يتحاكموا الي القضاء ، من سيعتبر الجاني ؟ الصيدلي الذي اختار بكامل إرادته الدواء الخاطئ للمريض ، أم شركة الدواء التي أصدرت الدواء وباعته للصيدلي ؟ بكل تأكيد سيكون الصيدلي الذي اختار الدواء بشكل خاطئ.

    ولله المثل الاعلي ، فإن الله خلق الأفعال كلها ، وخلق قدرة الإنسان علي الاختيار ، فعندما يختار الإنسان ، فإن الثواب والعقاب يرجعان الي اختيار الإنسان للأفعال لا الي خالق الأفعال .

    ومن خلال هذا العرض المختصر نستطيع ان نحل الإشكالات الخاصة بهذه المسألة .

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة أحمد هاني مسعد, منذ 5 يوم
ردود 0
13 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة أحمد هاني مسعد
ابتدأ بواسطة عبدالحميد حسين سيد أحمد, منذ 3 أسابيع
ردود 0
34 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة عبدالحميد حسين سيد أحمد
ابتدأ بواسطة أحمد هاني مسعد, 19 نوف, 2024, 11:57 ص
ردود 0
32 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة أحمد هاني مسعد
ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, 25 أكت, 2024, 09:42 م
ردود 0
22 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة أحمد الشامي1
بواسطة أحمد الشامي1
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 18 أكت, 2024, 01:29 ص
رد 1
16 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
يعمل...