تويت
(معضلة الشر تابع إيضاحات متعلقة بالنقطة الثانية الشر الإنساني (4) :
لقد فهمنا أن وجود الإنسان ذي الإرادة الحرة يقتضي وجود الخير والشر في أفعاله التي تري نتائجها ، كما يرتبط بالسبب بالمسبب ، ولكن اذا كان الله كلي العلم مطلق القدرة ، ألم يكن يعلم أن الإنسان سيكفر ويعيث في الأرض الفساد من حروب وهكذا ، فلماذا لم يمنع الله الإنسان من ذلك ويجعلهم كلهم خيارا يعيشون بيتناغم وسلام ؟!
الإجابة : كما قلنا سابقا إن وجود الإنسان علي الارض وتميزه بنعمة التعقل وحرية الاختيار ليس أمرا عبثيا اراده الله بلا حكمة .{أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (المؤمنون115)﴾ وهذا يسري علي الإنسان وعلي جميع الخلق الذي سخره الله لوجود وخدمة الإنسان حتي يتسني له أداء امانته : {وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (الجاثية 13)﴾
فوجود التباين بين الخير والشر أمر ضروري ليستقيم الاختبار ، ولنعطي مثالا يقرب هذا المعني فلنفترض مثلا أن هناك اختبارا جامعيا لمجموعة من الطلاب ، أليس الاختبار يفترض الاجتهاد والمذاكرة حتي ينجح الطلاب؟ هذا أمر ضروري بالتأكيد ، ولكن ماذا لو أن إدارة الجامعة اعلنت للطلاب أن الاختبار سينجح فيه الجميع ، هل سيذاكر أحد ؟، بالتأكيد لا فإن جميع الطلاب ناجحين فلم المذاكرة والسهر من الأساس !!.
ولله المثل الاعلي تلك هي الدنيا هذه الدنيا أخبرنا الله عنها انها دار ابتلاء واختبار :
{إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (الكهف 7)﴾ ، وكما خلق الحياة خلق الموت ، ولقد أخبرنا الله بحكمة ذلك ، فاخبرنا أن وجود الشر أمر لازم حتمي حتي يستقيم الاختبار للإنسان{ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (الملك 2)﴾
{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُون (الانبياء 35)﴾
فلا يعقل ابدا أن يكون هناك اختبار ينجح فيه الجميع ، أو أن يكون هناك اختبار بلا أسئلة ! لأن غياب الأسئلة تعني غياب الاختبار من الأساس ؟ والاختبارات في هذه الدنيا هي الصعوبات والابتلاءات ونحو ذلك (الشرور)، أما المذاكرة فهي الايمان والتسليم ، وأداء التكاليف الشرعية كما أمرنا الله بها ، ولا تستقيم المذاكرة الا باختبار حتي يكون هناك معني الثواب والعقاب .
وبسبب خيانة الإنسان للرسالة وتغافله ، وقع الظلم ، وتمايز البشر واختلفوا ،فكانت الحكمة من اختلاف البشر هو الاختبار {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (النحل93)﴾ ، ورد البشر الي غايتهم التي خلقوا من أجلها {وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ﴾
يقول القرطبي : (كل واحد مختبر بصاحبه فالغني ممتحن بالفقير عليه أن يواسيه ولا يسخر منه ، والفقير ممتحن بالغني عليه ألا يحسده ، ولا يأخذ منه إلا ما أعطاه ، وان يصبر كل منهما علي الحق ، كما قال الضحاك في قوله (أتصبرون) اي علي أصحاب الحق ، وأصحاب البلايا يقولون :لما لم نعاف ؟ والاعمي يقول لما لم اجعل كالبصير ؟ وهكذا صاحب كل آفة ... فالفتنة أن يحسد المبتلي المعافى ، ويحقر المعافى المبتلى، والصبر أن يحبس كلاهما نفسه عن هذا البطر ، وذلك أن الضجر).
وقد أخبرنا القرآن أن الصراع الإنساني ضروري حتي يستقيم الاختبار والوجود {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ(البقرة251) ﴾
ولذا لم يأت الاسلام ليعيدنا الي الفردوس الارضي والسلام والراحة الأبدية ، فالإسلام جاء ليتعامل مع الطبيعة البشرية لا ليستعتلي عليها ، ولذلك نجد أن هناك بلاء وجزاء والم ، كما أن هناك عزة وتمكين ونصر وغير ذلك مما هو متعلق بالصراعات البشرية ، لان الإسلام جاء ليرشد الأفعال الإنسانية من حيث هي إنسانية لا من حيث هي سماوية .
الخلاصة لما سبق اقتباس رائع موجز عن الإرادة الحرة وأهميتها من كتاب :
The Divine Reality God, Islam & The Mirage of Atheism :
Free will (الإرادة الحرة)
[God has given us free will, and free will includes the ability to choose to commitevil acts. This explains personal evil, which is evil or suffering committed by ahuman being. One can ask: Why has God given us free will at all? In order for
the tests in life to be meaningful, there must be free will. An exam is pointless ifthe student is obligated or forced to answer correctly on each question. Similarly, in the exam of life, human beings must be given adequate freedom to do as they
please.
Good and evil lose their meaning if God were to always ensure we chose
good. Take the following example into consideration: someone points a loaded
gun to your head and asks you to give to charity. You give the money, but does
it have any moral value? It does not, for it only has value if a free agent choosesto do so ].
الترجمة : الإرادة الحرة
لقد منحنا الله الإرادة الحرة، والإرادة الحرة تشمل القدرة على اختيار ارتكاب أعمال الشر. وهذا يفسر الشر الداخلي، وهو الشر أو المعاناة التي يرتكبها الإنسان. يمكن للمرء أن يتساءل: لماذا منحنا الله الإرادة الحرة من الأساس ؟ لكي تكون الاختبارات في الحياة ذات معنى، يجب أن تكون هناك حرية الإرادة. لا فائدة من الامتحان إذا كان الطالب ملزمًا أو مجبرًا على الإجابة الصحيحة على كل سؤال. وبالمثل، يجب أن يمنح البشر في امتحان الحياة الحرية الكافية ليفعلوا ما يشاؤون.
الخير والشر يفقدان معناهما إذا كان الله يضمن دائما أننا نختار الخير. خذ في الاعتبار المثال التالي: شخص يصوب مسدسا محملا على رأسك ويطلب منك أن تتبرع للأعمال الخيرية. أنت تعطي المال لكن هل لهذا العمل أي قيمة أخلاقية؟ لا فليس له أي قيمة من الناحية الأخلاقية لأنه لا قيمة له إلا إذا اختار الفاعل الحر أن يفعل ذلك.
لقد فهمنا أن وجود الإنسان ذي الإرادة الحرة يقتضي وجود الخير والشر في أفعاله التي تري نتائجها ، كما يرتبط بالسبب بالمسبب ، ولكن اذا كان الله كلي العلم مطلق القدرة ، ألم يكن يعلم أن الإنسان سيكفر ويعيث في الأرض الفساد من حروب وهكذا ، فلماذا لم يمنع الله الإنسان من ذلك ويجعلهم كلهم خيارا يعيشون بيتناغم وسلام ؟!
الإجابة : كما قلنا سابقا إن وجود الإنسان علي الارض وتميزه بنعمة التعقل وحرية الاختيار ليس أمرا عبثيا اراده الله بلا حكمة .{أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (المؤمنون115)﴾ وهذا يسري علي الإنسان وعلي جميع الخلق الذي سخره الله لوجود وخدمة الإنسان حتي يتسني له أداء امانته : {وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (الجاثية 13)﴾
فوجود التباين بين الخير والشر أمر ضروري ليستقيم الاختبار ، ولنعطي مثالا يقرب هذا المعني فلنفترض مثلا أن هناك اختبارا جامعيا لمجموعة من الطلاب ، أليس الاختبار يفترض الاجتهاد والمذاكرة حتي ينجح الطلاب؟ هذا أمر ضروري بالتأكيد ، ولكن ماذا لو أن إدارة الجامعة اعلنت للطلاب أن الاختبار سينجح فيه الجميع ، هل سيذاكر أحد ؟، بالتأكيد لا فإن جميع الطلاب ناجحين فلم المذاكرة والسهر من الأساس !!.
ولله المثل الاعلي تلك هي الدنيا هذه الدنيا أخبرنا الله عنها انها دار ابتلاء واختبار :
{إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (الكهف 7)﴾ ، وكما خلق الحياة خلق الموت ، ولقد أخبرنا الله بحكمة ذلك ، فاخبرنا أن وجود الشر أمر لازم حتمي حتي يستقيم الاختبار للإنسان{ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (الملك 2)﴾
{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُون (الانبياء 35)﴾
فلا يعقل ابدا أن يكون هناك اختبار ينجح فيه الجميع ، أو أن يكون هناك اختبار بلا أسئلة ! لأن غياب الأسئلة تعني غياب الاختبار من الأساس ؟ والاختبارات في هذه الدنيا هي الصعوبات والابتلاءات ونحو ذلك (الشرور)، أما المذاكرة فهي الايمان والتسليم ، وأداء التكاليف الشرعية كما أمرنا الله بها ، ولا تستقيم المذاكرة الا باختبار حتي يكون هناك معني الثواب والعقاب .
وبسبب خيانة الإنسان للرسالة وتغافله ، وقع الظلم ، وتمايز البشر واختلفوا ،فكانت الحكمة من اختلاف البشر هو الاختبار {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (النحل93)﴾ ، ورد البشر الي غايتهم التي خلقوا من أجلها {وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ﴾
يقول القرطبي : (كل واحد مختبر بصاحبه فالغني ممتحن بالفقير عليه أن يواسيه ولا يسخر منه ، والفقير ممتحن بالغني عليه ألا يحسده ، ولا يأخذ منه إلا ما أعطاه ، وان يصبر كل منهما علي الحق ، كما قال الضحاك في قوله (أتصبرون) اي علي أصحاب الحق ، وأصحاب البلايا يقولون :لما لم نعاف ؟ والاعمي يقول لما لم اجعل كالبصير ؟ وهكذا صاحب كل آفة ... فالفتنة أن يحسد المبتلي المعافى ، ويحقر المعافى المبتلى، والصبر أن يحبس كلاهما نفسه عن هذا البطر ، وذلك أن الضجر).
وقد أخبرنا القرآن أن الصراع الإنساني ضروري حتي يستقيم الاختبار والوجود {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ(البقرة251) ﴾
ولذا لم يأت الاسلام ليعيدنا الي الفردوس الارضي والسلام والراحة الأبدية ، فالإسلام جاء ليتعامل مع الطبيعة البشرية لا ليستعتلي عليها ، ولذلك نجد أن هناك بلاء وجزاء والم ، كما أن هناك عزة وتمكين ونصر وغير ذلك مما هو متعلق بالصراعات البشرية ، لان الإسلام جاء ليرشد الأفعال الإنسانية من حيث هي إنسانية لا من حيث هي سماوية .
الخلاصة لما سبق اقتباس رائع موجز عن الإرادة الحرة وأهميتها من كتاب :
The Divine Reality God, Islam & The Mirage of Atheism :
Free will (الإرادة الحرة)
[God has given us free will, and free will includes the ability to choose to commitevil acts. This explains personal evil, which is evil or suffering committed by ahuman being. One can ask: Why has God given us free will at all? In order for
the tests in life to be meaningful, there must be free will. An exam is pointless ifthe student is obligated or forced to answer correctly on each question. Similarly, in the exam of life, human beings must be given adequate freedom to do as they
please.
Good and evil lose their meaning if God were to always ensure we chose
good. Take the following example into consideration: someone points a loaded
gun to your head and asks you to give to charity. You give the money, but does
it have any moral value? It does not, for it only has value if a free agent choosesto do so ].
الترجمة : الإرادة الحرة
لقد منحنا الله الإرادة الحرة، والإرادة الحرة تشمل القدرة على اختيار ارتكاب أعمال الشر. وهذا يفسر الشر الداخلي، وهو الشر أو المعاناة التي يرتكبها الإنسان. يمكن للمرء أن يتساءل: لماذا منحنا الله الإرادة الحرة من الأساس ؟ لكي تكون الاختبارات في الحياة ذات معنى، يجب أن تكون هناك حرية الإرادة. لا فائدة من الامتحان إذا كان الطالب ملزمًا أو مجبرًا على الإجابة الصحيحة على كل سؤال. وبالمثل، يجب أن يمنح البشر في امتحان الحياة الحرية الكافية ليفعلوا ما يشاؤون.
الخير والشر يفقدان معناهما إذا كان الله يضمن دائما أننا نختار الخير. خذ في الاعتبار المثال التالي: شخص يصوب مسدسا محملا على رأسك ويطلب منك أن تتبرع للأعمال الخيرية. أنت تعطي المال لكن هل لهذا العمل أي قيمة أخلاقية؟ لا فليس له أي قيمة من الناحية الأخلاقية لأنه لا قيمة له إلا إذا اختار الفاعل الحر أن يفعل ذلك.
