تابع تفنيد معضلة الشر الشر الإنساني (2)

تقليص

عن الكاتب

تقليص

Shebl Al Saqar مسلم اكتشف المزيد حول Shebl Al Saqar
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • Shebl Al Saqar
    1- عضو جديد

    • 6 ديس, 2021
    • 73
    • مسلم

    تابع تفنيد معضلة الشر الشر الإنساني (2)

    (الرد علي الملاحدة الجزء الثاني النقطة الثانية من سلسلة سؤال معضلة الشر ) (2) :

    الشر الإنساني : سبب الشر هو الانسان :

    قدر الله أن يمنح للإنسان حرية الإرادة وبامتلاك الإنسان لحرية الاختيار بين الخير والشر علم بالضرورة أنهم سينقسمون الي اخيار يلتزمون منهاج الله ، ويؤدون ما فرض الله عليهم من تكاليف شرعية ، وأشرار يقدم الهوي علي الحق ويرتكب المعاصي والشرك العياذ بالله ،بل أن القسم الذي يختار طاعة الله احيانا يقع في الخطأ والمعصية لأن المخلوق بطبيعته كائن ناقص فلابد أن يعتريه القصور دوما مهما أراد أن يبلغ الكمال.

    فوجود الشر الإنساني ضروري عقلا وشرعا وقدرا وقديم ، قدم امتلاك الإنسان لحرية الإرادة التي ستميزه بالضرورة الي بشر اخيار وبشر اشرار .

    فمعني وجود حرية الاختيار ببساطة معناه أنه يجب أن يكون الاعتبار قائما علي حرية بالفعل اي يستطيع الإنسان أن يختار بكامل حريته بين الخير والشر ، وبين الإصلاح والافساد .

    والله ربط الأسباب بمسبباتها فقد خلق الله كل شئ وكل الأفعال ثم وهب حرية الاختيار للإنسان داخل التاريخ ولو أراد الله الخلق أن يكون مؤمنا بالله متبعا لأوامره { وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ﴾(يونس99) .

    ولكن مفهوم الاختيار يستلزم اصلا ايجاد قدرة الإنسان علي فعل الخير ، والشر حتي يختار ما يشاء
    {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا ﴾(الإنسان 3) .

    مما يعني بالضرورة أن البشر سينقسمون الي جهتين مختلفتين ذات أهداف وعقائد ومتطلبات مختلفة فمنهم من اتبع هواه ،ومنهم من التزم بأوامر الله فالقرار بيد الإنسان وفقا لما علمه وكتبه في اللوح المحفوظ وأراده كونا وقدرا.

    وهذا هو جوهر فهم هذا القسم من الشر الناتج عن التدخل الإنساني فحقيقة الأمر ان الشر المزعوم كالمجاعات والمعاناة الإنسانية والحروب ، إنما هو ناتج عن اختيار الإنسان الحر بأن يقيم الحرب ويهلك الحرث والنسل ويعيث بالأرض فسادا وإفسادا، بل ان مجاعات العالم كله يمكن القضاء عليها بحفنة يسيرة من أموال اثرياء هذا العالم فبينما تجد بعض الشعوب تعاني وتقهر وتموت بردا تجد طبقات الأثرياء تستأثر بأموال لا حصر لها .

    (وقد أثبتت عدة تقارير صحفية بأن فقط اغني (100) شخص بالعالم لو وزعوا جزءا من أموالهم علي العالم لانتهت كل المجاعات في غضون سويعات قليلة ، بل تستطيع ثرواتهم القضاء علي فقر العالم بأربعة أضعاف ).

    ففي الوقت الذي تجد فيه يقتل ملايين من الأطفال بسبب غياب الأدوية ويعاني الملايين من العبودية الجنسية في آسيا بسبب الفقر واستعباد الشعوب .
    تجد اثرياء العالم يتنافسون علي امتلاك اكبر القصور ، وأكثر عدد من السيارات الفارهة كما يتم انفاق مليارات الدولارات علي صالات القمار ، والخمر ، وتجارة المخدرات ، ومستحضرات التجميل ، والافلام الهوليوودية ونحو ذلك لو تم توجيه هذه الأموال التي تصرف عليها علي المعاناة الإنسانية لانتهت كل مجاعات العالم في يوم واحد .

    هذا هو الانسان الكائن المختار الحر المسئول ، الذي اختار بكامل إرادته أن يظلم المستضعفين ، ويعيث في الأرض فسادا وافسادا الي اخره وهذا هو مفهوم الآية { ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ (الروم41) .
    وعليه (فكون الله خلقنا أحرارا فتلك نعمة بحد ذاتها ،ونعمة الاختيار والإرادة من أعظم النعم ، فلو أساء أحدهم استخدام هذه الحرية ، فهي لا تلغي قيمة النعمة ، الملامة يجب أن تكون علي من أساء ).

    فالله تعالي قد خلق للإنسان حرية الاختيار ، وهذا الخلق خير في ذاته ، لأن أفعال الله كلها خير أما المفعول وهو المعاصي والذنوب التي يرتكبها الإنسان فهي تسبب فيها الانسان.

    والاقتباس الأخير النفيس لابن القيم يلخص في كتابه الرائع الشفاء العليل لابن القيم : (فإن هذا التصرف دائر بين العدل والفضل والحكمة والمصلحة لا تخرج عن ذلك وهذا كله خير يحمد عليه الرب ويثنى عليه به كما يحمد ويثني عليه بتنزيهه عن الشر وأنه ليس إليه كما ثبت في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يثني على ربه بذلك في دعاء الاستفتاح في قوله لبيك وسعديك والخير في يديك والشر ليس إليك أنابك وإليك تباركت وتعاليت فتبارك وتعالى عن نسبة الشر إليه بل كل ما نسب إليه فهو خير والشر إنما صار شرا لانقطاع نسبته وإضافته إليه فلو أضيف إليه لم يكن شرا فالشر في بعض مخلوقاته لا في خلقه وفعله وخلقه وفعله وقضاؤه وقدره خير كله ولهذا تنزه سبحانه عن الظلم الذي حقيقته وضع الشيء في غير موضعه كما تقدم فلا يضع الأشياء إلا في مواضعها اللائقة بها وذلك خير كله والشر وضع الشيء في غير محله فإذا وضع في محله لم يكن شرا فعلم أن الشر ليس إليه ه فأسماؤه الحسنى تمنع نسبة الشر والسوء والظلم إليه مع أنه سبحانه الخالق لكل شيء فهو الخالق للعباد وأفعالهم وحركاتهم وأقوالهم والعبد إذا فعل القبيح المنهي عنه كان قد فعل الشر والسوء والرب سبحانه هو الذي جعله فاعلا لذلك وهذا الجعل منه عدل وحكمة وصواب فجعله فاعلا خير والمفعول شر قبيح فهو سبحانه بها الجعل قد وضع الشيء موضعه لما له في ذلك من الحكمة البالغة التي يحمد عليها فهو خير وحكمة ومصلحة وإن كان وقوعه من العبد عيبا ونقصا وشرا وهذا أمر معقول في الشاهد فإن الصانع الخبير إذا أخذ الخشبة العوجاء والحجر المكسور واللبنة الناقصة فوضع ذلك في موضع يليق به ويناسبه كان ذلك منه عدلا وصوابا يمدح به وإن كان في المحل عوج ونقص وعيب يذم به المحل ومن وضع الخبائث في موضعها ومحلها اللائق بها كان ذلك حكمة وعدلا وصوابا وإنما السفه والظلم أن يضعها في غير موضعها فمن وضع العمامة على الرأس والنعل في الرجل والكحل في العين والزبالة في الكناسة فقد وضع الشيء موضعه ولم يظلم النعل والزبالة إذ هذا محلهما ومن أسمائه سبحانه العدل والحكيم الذي لا يضع الشيء الا في موضعه).

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة عبدالحميد حسين سيد أحمد, منذ 6 يوم
ردود 0
19 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة عبدالحميد حسين سيد أحمد
ابتدأ بواسطة أحمد هاني مسعد, منذ 2 أسابيع
ردود 0
23 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة أحمد هاني مسعد
ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, 25 أكت, 2024, 09:42 م
ردود 0
19 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة أحمد الشامي1
بواسطة أحمد الشامي1
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 18 أكت, 2024, 01:29 ص
رد 1
14 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
ابتدأ بواسطة محمد,,, 3 أكت, 2024, 04:46 م
رد 1
38 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة الراجى رضا الله
يعمل...