تكريم النبى وخصائصه البشرية (13)

تقليص

عن الكاتب

تقليص

Shebl Al Saqar مسلم اكتشف المزيد حول Shebl Al Saqar
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • Shebl Al Saqar
    1- عضو جديد

    • 6 ديس, 2021
    • 73
    • مسلم

    تكريم النبى وخصائصه البشرية (13)

    سلسلة نقد المذهب الربوبي (13):

    بشرية النبي وتكريم الإنسان :

    وربّما كان الرأي المذكور المستغرب لإرسال رسل من بني الإنسان منطلقاً من توهم مفاده: أنّ بشرية الرسل فيها انتقاص من مكانتهم الرفيعة، باعتبار أنّهم السفراء الإلهيون بين الأرض والسماء، ومن كان كذلك فلا بدّ أن يكونوا فوق مستوى البشر ولا يعقل أن يتصفوا
    بصفات البشر المشوبة بالضعف والنقص.

    ولكننا نستغرب هذا الكلام ونرفضه رفضاً قاطعاً، لا لما تقدّم فحسب من عدم قيام الحجة على العباد إلا بإرسال رسول من بني الإنسان لا من جنس الملائكة، بل لأنّ صاحب هذا الكلام يتخيّل أنّ البشرّية هي صفة دونية، وتعدّ علامة نقص أو نقطة ضعف في صاحبها، وهذا في الواقع مخالف للتصور الإسلامي القرآني حول الإنسان، وهو تصوّر يبتني على ركيزة أساسية، وهي أنّ البشر هم خلفاء الله على الأرض، {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة –30] ، وقد اختارهم الله وفضلهم على الملائكة للقيام بأشرف مهمة وهي إعمار الأرض عمراناً مادياً ومعنوياً، {هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا} [هود – 61]، وهذا ما جعلهم في موقع التكريم الإلهي، قال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ
    وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} [الإسراء – 70].

    النبي والخصائص البشرية :

    وبشرية النبي تعني أنّه ورغم تميّزه بملاكات روحية وخُلُقيّة عالية تؤهله للوصول إلى أعلى درجات القرب من الله تعالى، فإنّه يبقى في خصائصه وطباعه وعواطفه بشراً، فهو - كسائر النّاس - يتألّم ويمرض ويجوع ويعطش، يبكي ويضحك، يفرح ويحزن، ويعيش كلّ الأحاسيس والانفعالات والخصائص البشريّة، ولن تمنعه بشريته من التسامي والارتقاء إلى أعلى درجات الطهارة الروحيّة.

    وينبغي أن يُعلم أنّ الحكمة الإلهية، كما منعت من أن لا يرسل الله تعالى ملكاً رسولاً أو رسولاً من الجن إلى بني الإنسان فإنها تمنع من أن يكون بشراً مجردًا من خصائص البشرية، بحيث لا يملك غرائز البشر ولا عواطفهم ولا انفعالاتهم! ولهذا فقد أكدّ القرآن الكريم في العديد من الآيات على بشرية النبي ، قال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ} [الكهف – 110]. أنا بشرٌ مثلكم، فيما أحملُه من أحاسيس وعواطف، وأواجه ما تواجهون من حاجات بشريّة، كالحاجة إلى الأكل والشرب والنوم والجنس، ويعتريني ما يعتريكم من عوارض جسمية كالنعاس والتعب والألم والفرح والحزن. إنّ التأكيد على بشرية الأنبياء يرمي – بالإضافة إلى محاولة الحد من نزعات الغلو فيهم - إلى منع تعلل الناس أو تعذرهم عندما يُطلب منهم الاقتداء برسول الله واتباع هديه وسيرته بأنّهم لا يستطيعون أن يقتدوا به، ليبرروا بذلك تقاعسهم عن القيام بالمسؤوليات الشرعية وتهربهم من الالتزام بما أُمِروا به أو نُهوا عنه، فالرسول بشر مثلكم، وقد استطاع أن يمتثل ذلك كله بجهده وسعيه وترويضه الدائم لنفسه، حتى وصل إلى أعلى درجات الكمال والقرب الروحي والمعنوي من الله تعالى.

    إن الالتزام أو الإقرار ببديهة بشرية النبي ، تحتّم الاعتراف بلوازم هذه البشرية أو خصائصها ومتطلّباتها، ومن هذه الخصائص: امتلاكه ذوقاً خاصّاً - كغيره من أفراد الإنسان - بحيث إنّه ينجذب إلى أشياء ويحبّها، ويبغض أشياء ويكرهها .

    وبكلمة:

    إنّ الرسل لم يهبطوا من السماء إلى الأرض، وإنما صعدوا من الأرض إلى السماء، دون أن يقطعهم أو يحجبهم صعودهم هذا عن الواقع، فقد كانوا - وهم المتصلون بالغيب - يعيشون الواقع بكل تحدياته وصعوباته، وقد عملوا على تجسيد آمال الناس وتحقيق طموحاتهم
    وتطلعاتهم، في بناء نظام العدالة الاجتماعية، وتحقيق الاستقرار والأمن في ربوع الأرض. وجاءت تعاليمهم وإرشاداتهم لتكون بمثابة البلسم للأرواح، والدواء لأمراض النفوس والقلوب، ومدّوا أيدي المحبة للناس جميعاً، وقد «لقوا من الناس أهوالاً ومقاومة ومناهضة، وتعرضوا لصنوف من الطرد والاضطهاد وتحملوا من التضحيات ما لا نتصوره ولا نطيقه، وما طلبوا على هدايتهم أجراً ولا حاولوا نفوذاً ولا سلطة».

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة Mohamed Karm, منذ 5 يوم
رد 1
11 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة Mohamed Karm
بواسطة Mohamed Karm
ابتدأ بواسطة الراجى رضا الله, منذ 2 أسابيع
ردود 0
14 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة الراجى رضا الله
ابتدأ بواسطة الراجى رضا الله, منذ 2 أسابيع
ردود 0
12 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة الراجى رضا الله
ابتدأ بواسطة الراجى رضا الله, 3 نوف, 2024, 12:44 ص
ردود 0
19 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة الراجى رضا الله
ابتدأ بواسطة الراجى رضا الله, 10 أكت, 2024, 01:41 ص
رد 1
13 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة الراجى رضا الله
يعمل...