سلسلة نقد المذهب الربوبي (9) :
تشوّه العبادة :
إنّ إشكال البعض حول فاعليّة العبادة ربما يكون لها شيء من الصدقيّة، لجهة أنّ ممارسة العبادة في الأديان ، قد تعرّضت للكثير من التشويه وأخطر تشويه هو تحويل العبادات إلى طقوس جوفاء. والطقوسيّة فرّغت العبادة من مضمونها الفاعل، لتصبح جسداً لا روح فيه، وشكلاً دون مضمون. إنّ العبادة هي حالة انفتاح روحي على الله تعالى، فلا بدّ أن تخترق شغاف القلب لتجعل الإنسان يحلّق في فضاء الروح ويشعر بالاطمئنان والسلام، {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد 28].
والتشويه الآخر هو تفريغها من بعدها الإنساني والاجتماعي، مع أنّ ميزة العبادة خصوصاً في الإسلام أنّها لا تقتصر أبداً على حالة توجه العبد إلى خالقه بالذكر والدعاء، وإنما تمتد إلى كل نشاط اجتماعي وإنساني يعود بالخير والنفع على بني الإنسان، لتشمل مساعدة الفقراء، وزيارة الأرحام والإخوان وطيب الكلام والبِشْر في وجوه الأنام وإزالة الأذى عن الطريق إلى غيرها من أنشطة الخير والأعمال الاجتماعية. ومن هنا، فإنّ الزكاة في الإسلام بما تعبِّر عنه من تكافل اجتماعي هي عبادة لله تعالى، وقد نصّ الفقهاء على أنّها تحتاج إلى نيّة القربة والابتعاد عن الرياء.
والتشوّه الثالث الذي أصابها في بعض الأوساط، هو فهم العبادة على أنّها تساوق العبوديّة الأمر الذي قد يفسّره البعض خطأً باعتباره تدريباً للإنسان العابد على تقبل المهانة والذلة. وذاك الفهم وهذا التفسير خاطئان، لأنّ العبادة في إيحاءاتها المباشرة تعلّم العابد على الانعتاق والتحرر من كل عبوديّات الأرض، فمن يركع لله العزيز المقتدر لا يمكن أن يركع لغيره، وعبوديتنا لله هي حالة الخضوع الوحيدة التي تزيد العبد عزاً وفخراً ولا تشعره بالذلة والمهانة.
تشوّه العبادة :
إنّ إشكال البعض حول فاعليّة العبادة ربما يكون لها شيء من الصدقيّة، لجهة أنّ ممارسة العبادة في الأديان ، قد تعرّضت للكثير من التشويه وأخطر تشويه هو تحويل العبادات إلى طقوس جوفاء. والطقوسيّة فرّغت العبادة من مضمونها الفاعل، لتصبح جسداً لا روح فيه، وشكلاً دون مضمون. إنّ العبادة هي حالة انفتاح روحي على الله تعالى، فلا بدّ أن تخترق شغاف القلب لتجعل الإنسان يحلّق في فضاء الروح ويشعر بالاطمئنان والسلام، {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد 28].
والتشويه الآخر هو تفريغها من بعدها الإنساني والاجتماعي، مع أنّ ميزة العبادة خصوصاً في الإسلام أنّها لا تقتصر أبداً على حالة توجه العبد إلى خالقه بالذكر والدعاء، وإنما تمتد إلى كل نشاط اجتماعي وإنساني يعود بالخير والنفع على بني الإنسان، لتشمل مساعدة الفقراء، وزيارة الأرحام والإخوان وطيب الكلام والبِشْر في وجوه الأنام وإزالة الأذى عن الطريق إلى غيرها من أنشطة الخير والأعمال الاجتماعية. ومن هنا، فإنّ الزكاة في الإسلام بما تعبِّر عنه من تكافل اجتماعي هي عبادة لله تعالى، وقد نصّ الفقهاء على أنّها تحتاج إلى نيّة القربة والابتعاد عن الرياء.
والتشوّه الثالث الذي أصابها في بعض الأوساط، هو فهم العبادة على أنّها تساوق العبوديّة الأمر الذي قد يفسّره البعض خطأً باعتباره تدريباً للإنسان العابد على تقبل المهانة والذلة. وذاك الفهم وهذا التفسير خاطئان، لأنّ العبادة في إيحاءاتها المباشرة تعلّم العابد على الانعتاق والتحرر من كل عبوديّات الأرض، فمن يركع لله العزيز المقتدر لا يمكن أن يركع لغيره، وعبوديتنا لله هي حالة الخضوع الوحيدة التي تزيد العبد عزاً وفخراً ولا تشعره بالذلة والمهانة.