قانونية العهد الجديد - نقد

تقليص

عن الكاتب

تقليص

إبراهيم صالح مسلم اكتشف المزيد حول إبراهيم صالح
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • إبراهيم صالح
    حارس مؤسِّس

    • 25 أكت, 2020
    • 280
    • مسلم

    قانونية العهد الجديد - نقد

    قانونية العهد الجديد - مسودة (1)

    يتكون العهد الجديد في الكتاب المقدس من 27 سفراً أو كتاباً.

    أربعة أناجيل – أعمال الرسل – ثلاث عشر رسالة منسوبة لبولس – الرسالة إلى العبرانيين التي تنسبها بعض الطبعات لبولس – ثلاث رسائل منسوبين ليوحنا – رسالتان منسوبتان لبطرس – رسالة باسم يعقوب – رسالة باسم يهوذا – الرؤيا.

    لم يتم اكتمال القائمة السابقة المتمثلة في 27 كتاباً، والإقرار أنها كتب أو أسفار بالوحي الإلهي إلا في القرن الرابع الميلادي.

    فقد كان عدد الأسفار واختيارها موضع خلاف كبير منذ القرن الثاني الميلادي كما سنبين من كتابات وشهادات آباء الكنيسة في القرون الأربعة الأولى.
    في العام 367 عن طريق رسالة أرسل بها أثناسيوس للكنائس، بالأسفار التي يجب اعتمادها بالعهد الجديد.

    كتب البابا تواضروس الثاني – بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية:
    " ولم يحسم الأمر إلا القديس أثناسيوس الرسولي في رسالته الفصيحة عام 367 م حيث ذكر قائمة بالأسفار الإلهية المعترف بها وهي التي استقرت عليها الكنيسة في جميع أنحاء العالم حتى يومنا هذا" 1

    كتب الدكتور بارت إيرمان:
    " على عكس ما قد يتوقعه المرء، لم يكن حتى عام 367 ميلادي، أي بعد قرنين ونصف تقريبًا من كتابة آخر سفر في العهد الجديد، كان يمكن لأي مسيحي العلم بقائمة أسماء ما لدينا من سبعة وعشرين كتابًا تعتبر أنها الشريعة الموثوقة للكتاب المقدس. مؤلف هذه القائمة هو أثناسيوس، أسقف الإسكندرية القوي بمصر." 2

    ولكن هل وضع أثناسيوس قائمة بالكتب القانونية، أزال الجدل حول قانونية الكتب ووحد الكنائس من فورها؟

    كتب بروس ميتزجر:
    " أخيرًا، بعد سنوات عديدة، جاءت خلالها كتب الكنسية المحلية والمؤقتة وذهبت، تم تحديد حدود قانون العهد الجديد كما نعرفه لأول مرة في رسالة احتفالية مكتوبة 367 م. من قبل أثناسيوس أسقف الإسكندرية. ولكن، كما يتضح من الكتاب اللاحقين، لم يكن الجميع في الكنيسة مستعدين لقبول القانون بدقة كما حدده أثناسيوس، وطوال القرون التالية كانت هناك تقلبات طفيفة في الشرق وكذلك في الغرب." 3

    1- مفتاح العهد الجديد – البابا تواضروس الثاني- جزء 1 – ص 36
    2- The New Testament, Part. D. Ehrman. 6th ed. P. 14
    3- The Canon of the New Testament. 1989. P. 7-8
    التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 1 يون, 2024, 03:55 م.
  • إبراهيم صالح
    حارس مؤسِّس

    • 25 أكت, 2020
    • 280
    • مسلم

    #2
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	253711483_358523325992731_4169314202459196108_n.jpg 
مشاهدات:	786 
الحجم:	59.6 كيلوبايت 
الهوية:	830402

    قانونية العهد الجديد - مسودة (2)

    يتضح من التاريخ المتأخر لاعتماد السبعة وعشرين كتاباً وضمهم للعهد الجديد، أن مراحل عديدة تضمنها اختيارهم وانتقائهم من العديد من الكتابات المبكرة.
    كتب الدكتور فهيم عزيز وهو أستاذ دكتور متخصص في دراسات العهد الجديد تحت عنوان تاريخ القانونية:
    " لكن قانونية أسفار العهد الجديد لم تتم في وقت واحد، ولم يكفها جيل أو جيلان بل استمرت مدة طويلة، ولم تقف الكنائس المختلفة موقفاً موحداً من الأسفار المختلفة، بل اختلفت أراءها من جهة بعض الأسفار، واستمرت في ذلك حقبة طويلة." 1
    ثم يضيف الدكتور فهيم عزيز تاريخ الخلاف حول قانونية الأسفار، فكتب تحت عنوان "الكنيسة الأولى: يوم الخمسين – 100 م" ما يلي:

    " من المعلوم جيداً أنه لم تكن في تلك الفترة كتب مقدسة تسمى العهد الجديد." 2
    يتحدث مبرراً عدم وجود كتب مرجعية للمسيحية بأن الكنيسة كانت تعتمد على العهد القديم والمسيح والرسل.
    أكمل بعد ذلك عن الفترة من 100 إلى 170 م فكتب:
    " كانت أول مجموعة عرفتها الكنيسة من العهد الجديد هي مجموعة رسائل بولس الرسول. فهي أول ما جمع من كل كتب العهد الجديد." 3

    من المعلوم ان رسائل بولس هي أول ما تمت كتابته من العهد الجديد الموجود بين أيدينا.
    كتبت الأناجيل بعد رسائل بولس والرسائل باسم يوحنا بالترتيب التالي: مرقس، متى، لوقا، ثم يوحنا.
    وإن كان العهد الجديد يحتوي على 13 رسالة منسوبة إلى بولس (بالإضافة إلى الرسالة إلى العبرانيين التي تنسبها له بعض طبعات الكتاب المقدس بينما في طبعات وتفسيرات أخرى للكتاب المقدس لا تنسبها إلى بولس وتصرح بأن المؤلف مجهول), إلا أن ستة من تلك الرسائل الثلاث عشر بولس هناك شكوك في نسبتهم إلى بولس كما سنوضح في الصفحات التالية من تعليقات وتفسيرات علماء الكتاب المقدس.
    وضع ج.أ ويلز. البروفيسور في الدراسات التاريخية في جامعة لندن جدولاً بتاريخ الكتابات المسيحية المبكرة كما يلي:
    كتب ج. أ. ويلز: "هذه التواريخ ليست موضع جدال، فلا يكاد أحد يجادل في أن رسائل بولس سابقة للإنجيل." 4
    بذلك يتضح أنه خلال المئة عام الأولى لم تكن هناك كتب خاصة بالعهد الجديد، ولكن كان هناك بعض رسائل بولس الموجهة إلى بعض الكنائس، والتي لم يتم تجميعها أو نسخها وتوزيعها وذلك لأن عملية النسخ والتوزيع والانتشار لم تكن بالسهولة كما في وقتنا الحاضر.
    كذلك فإنه لم يثبت أنه كانت تتم تعاليم الرسائل والأناجيل من العهد الجديد وذلك بحفظها شفاهة وتناقلها كنص حرفي مقدس مثل نصوص القرآن أو الحديث.
    نعود للدكتور فهيم عزيز، فبعد أن ذكر أنه في الفترة التالية من 100 – 170 ميلادي، بدأت كتب ورسائل العهد الجديد في الظهور، وبدء انتشارها البطيء، كتب الدكتور فهيم عزيز تحت عنوان ثالثاً: قائمة موراتوري:
    " في سنة 1749 اكتشف أحد الأثريين "Muratau" بعض القصاصات التي وجد فيها قائمة بالكتب المقدسة في العهد الجديد، ويلوح أنها قائمة كتبت ضد مارسيون، هذه القصاصات تجمع 4 أناجيل وسفر الأعمال (واسمه أعمال كل الرسل) ثم 9 رسائل لبولس للكنائس وأربعة لأشخاص، ويهوذا ورسالتان ليوحنا وسفر الرؤيا ورسالة لبطرس والراعي هرمس" 5
    وبالطبع يتبادر السؤال عمن هو كاتب هذه القصاصات التي تسمى القانون الموراتوري، وما هو تاريخها؟
    فالقانون الموراتوري، لن يخلو كتاب أو تفسير يتحدث عن أصالة وموثوقية إنجيل من الأناجيل او رسالة من الرسائل إلا وذكره باعتباره مرجعاً هاماً لإثبات أصالة الكتاب أو الرسالة وقانونيتها؟
    فمن هو كاتب هذه القصاصات التي تسمى القانون الموراتوري؟ وما هو تاريخها؟

    1- المدخل إلى العهد الجديد – فهيم عزيز– دار الثقافة المسيحية - 1980 – ص 145
    2- المدخل إلى العهد الجديد – فهيم عزيز– دار الثقافة المسيحية - 1980 – ص 146
    3- المدخل إلى العهد الجديد – فهيم عزيز– دار الثقافة المسيحية - 1980 – ص 148
    4 - Can we trust the NT through the reliability of early Christian testimony? G.A. Wells. 2004. P. xi.
    5- المدخل إلى العهد الجديد – فهيم عزيز– دار الثقافة المسيحية - 1980 – ص 153

    تعليق

    • إبراهيم صالح
      حارس مؤسِّس

      • 25 أكت, 2020
      • 280
      • مسلم

      #3
      قانونية العهد الجديد - مسودة (3)
      معايير اختيار وقانونية أسفار العهد الجديد
      بالطبع يتبادر السؤال عن المعايير والمقاييس التي تمت تطبيقها من أجل ضم الكتب إلى قائمة العهد الجديد أو اعتبار كتاب ما أو رسالة ما أنها مقدسة وكتبت بوحي إلهي؟
      كتب جوش ماكدويل في كتابه "كتاب وقرار"
      "الأسفار القانونية هي الكتب التي نستقي منها قوانين إيماننا (على حد تعريف القديس أوريجانوس) وهي الأسفار التي قبِلتها الكنيسة كالكتب الموحى بها من اللّه. وقانونية الأسفار لـم تقررها الكنيسة ولكنها قبلتها واعترفت بها، لأن اللّه هو الذي أوحى بها وأعطاها.
      أولاً - مقياس قانونية السفر:
      كانت هناك خمسة مقاييس لتقرير قبول أي سفر، وهي:
      1 - هل بالسفر سلطان؟ هل جاء من اللّه وهل حوى عبارة "هكذا قال الرب"؟
      2 - هل السفر نبوي، كتبه أحد رجال اللّه؟
      3 - هل السفر موثوق به؟ (وقد قال الآباء: "لو خامرك الشك في سفر فالقه جانباً".
      4 - هل السفر قوي؟ هل فيه قوة إلهية قادرة على تغيير الحياة؟
      5 - هل قبِل رجال اللّه السفر وجمعوه وقرأوه واستعملوه؟ مثلاً: اعترف بطرس بكتابات الرسول بولس باعتبارها مساوية لكتابات العهد القديم (2بطرس 15:3-16)." 1
      بالطبع سنناقش تلك المعايير التي وضعها جوش ماكدويل والتي نقلها منه العديد من علماء وقساوسة الكنيسة كما سنناقش سياق مختلف للمعايير وضعها علماء في الكتاب المقدس غيره. ثم سنطبق تلك المعايير على أسفار العهد الجديد التي بين أيدينا لنرى هل استوفت هذه الأسفار تلك الشروط والمعايير اللازمة لإدراجها بالعهد الجديد واللازمة لإثبات قانونيتها؟
      ولا تختلف المعايير السابقة عن المعايير التي ذكرها حلمي القمص يعقوب حيث كتب:
      " وإذا تساءلنا: ما هو المعيار الذي استخدمته الكنيسة للتمييز بين الأسفار القانونية والأسفار المزيفة؟ نجد أن هناك خمسة معايير استخدمتها الكنيسة للتمييز بين الأسفار القانونية والأسفار المزيفة، وهي:
      1 - أن يكون كاتب السفر أحد رجال الله القديسين سواء من أنبياء العهد القديم، أو أحد رسل العهد الجديد.
      2 - أن يكون للكاتب حياته المقدَّسة، وكثيرون منهم قد أيدهم الله بالمعجزات.
      3 - أن يُعلّم السفر طريق الله بالحق والاستقامة، وأن يكون خاليًا تمامًا من أي تناقض، بعيدًا عن روح الكذب " لا يمكن أن الله يكذب" (عب 6: 18).
      4 - أن يُظهر السفر قوة الله، ويكون له تأثيره على النفس البشرية ...
      5 - قبول المعاصرين للسفر، كما قبل أهل تسالونيكي رسالة معلمنا بولس الرسول لهم " إذ تسلَّمتم منا كلمة خبر من الله قبلتموها لا ككلمة أناس بل كما هي بالحقيقة ككلمة الله التي تعمل أيضًا فيكم أنتم المؤمنين" (1 تس 2: 13) ومثلما قبل معلمنا بطرس الرسول كتابات بولس الرسول كأسفار مقدّسة (2 بط 3: 15، 16) واتبع آباء الكنيسة المبدأ القائل " إذا خامرك الشك في سفر فالقه جانبًا"." 2
      ولا شك أن هناك اتفاق على المعايير التي تحدد قانونية الأسفار، فاقتباسنا الأول من جوش ماكدويل كان أحد مراجع حلمي القمص يعقوب.
      وسريعاً، قبل ان ننتقل لمعايير القانونية من مصدر أخر، يتضح أنه:
      1 – إن كان الكاتب مجهولاً – فبالتالي يسقط الشرطان الأول والثاني لأنه لن يعرف أنه كان من رجال الله أو من انبيائه أو من الرسل وكذلك لن يعلم أنه كان له حياته المقدسة أو أيده الله بالمعجزات – وبالتالي لن تقبل كتاباته ولن تعتبر قانونية.
      2 - إن كان هناك خلاف حول السفر وتعاليمه من قبل المعاصرين له وشهادات الآباء – بذلك يسقط الشرط الخامس – فما هو الحال مع الأسفار التي ظل عليها خلاف لأكثر من 300 عام؟.
      1 - كتاب وقرار – جوش ماكدويل – ترجمة القس منيس عبد النور - هيئة الخدمة الروحية وتدريب القادة – طبعة 3– ص 23.
      2 - مفهوم الوحي والعصمة في الكتاب المقدس – سلسلة اقرأ وافهم إيمان كنيستنا – كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس خاتم الشهداء - الإسكندرية – 2009 – ص 16-17.

      تعليق

      • إبراهيم صالح
        حارس مؤسِّس

        • 25 أكت, 2020
        • 280
        • مسلم

        #4
        قانونية العهد الجديد - مسودة (4)
        ذكر الأب ثيودور معايير وشروط مماثلة تم اعتمادها في تاريخ قانونية الأسفار فكتب:
        " يعزل جامبل Harry Y. Gambleأربعة معايير للقانونية: الرسولية، الجامعية، الأرثوذكسية (صحة الإيمان) والاستعمال التقليدي. بحسب نظرة المؤلف التقليدية، كانت الوثيقة تعتبر رسولية إذا ارتبط مصدرها برسول أو بزمان الرسل. كي تكون الوثيقة جامعة يجب أن تكون معروفة ووثيقة الصلة بالكنيسة الكبرى. كي تكون الوثيقة أرثوذكسية يجب أن تتوافق مع ما تفهمه الكنيسة على انه التعليم الصحيح، والتي تفترض أن العقيدة الصحيحة يمكن ان تعرف بمعزل عن الكتاب وأن الكتاب يجب أن يقاس بتقليد رسمي ولكن غير مكتوب. بحسب جامبل، المعيار الأكثر فعالية، حتى بمعزل عن المعنى الداخلي للكتابة الإنجيلية، كان الاستعمال التقليدي بخاصة في المراكز المسيحية القديمة الكبرى." 1
        الملاحظات على ما نقله الأب ثيودور عن جامبل:
        1- أن هناك توسعة في الشروط، فيكفي لأن تكون الكتابة قانونية أن تكون تمت في زمن الرسل بدلاً من أن يكون كتبها أحد الرسل، فهل كان الوحي الإلهي متاحاً للجميع حتى المجهولين منهم في زمن الرسل؟
        2- الشرط الثاني أن تكون الوثيقة جامعة، أي معروفة ووثيقة الصلة بالكنيسة، هذا الشرط على الأقل سيخرج من القائمة القانونية رسالتا يوحنا الثانية والثالثة ورسالة بطرس الثانية والرؤيا.
        3- الشرط الثالث هو شرط خطير، ففحواه أن العقيدة لا تعرف من الكتب ولكن يتم اختيار الكتب حسب العقيدة المسبقة.
        يدفعنا هذا للتساؤل عن كيفية اختيار الكتب التي توافق العقيدة المسبقة، فلم يكن هناك شكل واحد من أشكال المسيحية في القرن الأول والثاني الميلادي, بل كان هناك تنوعاً كبيراً.
        كتب بارت إيرمان:
        "يمثل المسيحيون "الأرثوذكس الأوليين" أسلاف المجموعة التي أصبحت الشكل السائد للمسيحية في القرون اللاحقة (ومن هنا جاءت البادئة "بروتو" "أو أولي"). عندما حصلت هذه المجموعة في وقت لاحق على المزيد من المتحولين أكثر من أي من الآخرين وخنقت على معارضيها، ادعت أن آراءها كانت دائمًا هي موقف الأغلبية وأن منافسيها كانوا، وكانوا دائمًا، "زنادقة"، الذين "اختاروا" عمدًا (الأصل اليوناني لكلمة " بدعة ") والتي هي عكس" المعتقد الصحيح ". 2
        أضاف بارت إيرمان:
        "يتفق المسيحيون الأرثوذكس البدائيين مع المسيحيين - اليهود الذين قالوا إن يسوع كان إنسانًا بالكامل، لكنهم اختلفوا عندما نفوا أنه إله. اتفقوا مع المرقيونيين الذين قالوا بأن يسوع كان إلهًا بالكامل، لكنهم اختلفوا عندما أنكروا أنه إنسان. اتفقوا مع الغنوصيين الذين قالوا إن يسوع المسيح علّم طريق الخلاص، لكنهم اختلفوا عندما قالوا إنه كائنان وليس واحدًا وعندما زعموا أن تعاليمه الحقيقية كانت سرية، ولا يمكن الوصول إليها إلا لعدد قليل من المختارين.
        باختصار، جادل المسيحيون الأرثوذكس الاوليين بأن يسوع المسيح كان إلهًا وإنسانًا، وأنه كان كائنًا واحدًا بدلاً من اثنين، وأنه علم تلاميذه الحقيقة. لقد زعموا أن الرسل كتبوا تعاليم يسوع وأن الكتب التي تم نقلها من الرسل إلى أتباعهم كشفت الحقيقة الضرورية للخلاص عند تفسيرها بطريقة مباشرة وحرفية." 3
        يضيف بارت إيرمان:
        حاول موقف الأرثوذكس الأوليين، إذن، مواجهة مزاعم الجماعات التي عارضوها. كان هذا يعني جزئيًا أن المجموعة الأرثوذكسية الأولية كان عليها أن ترفض بعض الوثائق التي زعمت أن الرسل كتبها ولكن تلك المعتقدات المتقدمة تتعارض مع معتقداتهم، مثل إنجيل بطرس وإنجيل فيليب وإنجيل توما، يبدو أن جميعها تدعم وجهات نظر بديلة. 4
        "نظرًا لأن المجموعة الأرثوذكسية الأولية كانت تمثل الحزب الذي أصبح مهيمنًا في النهاية في المسيحية (بحلول القرن الرابع على الأقل)، فقد ورث المسيحيون من جميع الأجيال اللاحقة قانونهم الكتابي، بدلاً من الشرائع التي يدعمها خصومهم." 5
        بذلك فإن اختيار الكتب المتضمنة للعهد الجديد كان بناءً على عقيدة الأرثوذكس الأوليين، وتم رفض جميع الكتب الأخرى التي تعارض معتقدهم وتؤيد معتقدات الفرق الأخرى مثل المسيحيون اليهود الذين آمنوا بنبوة يسوع ولم يؤمنوا بألوهيته.
        4 – المعيار الرابع كان الاستعمال التقليدي في المراكز المسيحية الكبرى، وبالطبع شرط الاستعمال التقليدي سيكون متوازياً ومحققاً للشرط الثالث الذي هو اتفاق عقيدة الكتاب مع العقيدة الموجودة سلفاً. هذا المعيار لو تم تطبيقه سيخرج من القانون سفر الرؤيا الذي لم يستعمل إلا متأخراً في الكنائس والرسالة الثانية لبطرس ورسالتا يوحنا وربما يهوذا ويعقوب.
        كما أن هذا المعيار ينطبق على الاستخدام في الكنائس في القرن الثاني والثالث الميلادي، فماذا كان الوضع في السبعين عاماً التي تلت المسيح في الفترة من 30 ميلادي حتى 100 ميلادي؟
        الخلاصة
        مما تم عرضه يتضح ما يلي:
        1 – خلال القرن الأول الميلادي لم تكن هناك أسفار متداولة، إلا بعض رسائل بولس والأناجيل التي كتبت في الربع الثالث من القرن الأول إلا أنه لا توجد شهادات او اقتباسات منها في القرن الأول وذلك لبطء عملية النسخ والتداول والانتشار.
        2 – في القرن الميلادي الثاني، بدأ تجميع الأناجيل التي لا تخالف العقيدة المسبقة لجماعة المسيحيين الأرثوذكس الأوليين وتم رفض أي كتابات أخرى. وفي نهاية القرن كتبت قائمة القانون الموراتوري من قبل مجهول والتي تحتوي على 22 سفراً من الأسفار الموجودة بالعهد الجديد.
        وتعددت اقتباسات الآباء من بعض كتب العهد الجديد الموجود بين أيدينا. وظهر الإنجيل الرباعي (الدياتسرون)
        3 – في القرن الميلادي الثالث، احتد الخلاف حول قانونية بعض الكتب مثل العبرانيين ورسالتا يوحنا الثانية والثالثة ورسالة بطرس والرؤيا.
        4- في القرن الرابع تم ختم القانون عن طريق أثناسيوس باختيار 27 كتاباً للعهد الجديد، وتم قبولهم من باقي الكنائس في أوقات متفاوتة.
        5- الشروط والمعايير التي وضعت لإثبات قانونية أي كتاب من كتب العهد الجديد تتضمن أن يكون الكاتب من الرسل أو من زمن الرسل – وأن تكون له معجزات – وأن تكون مقبولة عقائدياً – وأن يكون السفر معروفاً ومنتشراً ومستخدماً في الكنائس الرئيسية.
        6 – المعايير التي وضعت لو طبقناها على كثير من كتب العهد الجديد (كما سنفعل في الصفحات التالية)، ستخرج العديد من الأسفار من نطاق القانونية. خاصة عندما تتحدث نفس المصادر المسيحية عن جهلهم بهوية واسم كتبة العديد من الأسفار.
        7 – المقياس الخاص بأن يكون السفر مقبول عقائدياً وأن يكون معروفاً، يعتمد في الغالب على الاستشهادات والاقتباسات الموجودة في كتابات الآباء. وكتابات الآباء سنفرد لها فصلاً من الكتاب للحديث عنها. سيتضح تأخر الفترة بين كتابة السفر وبين شهادات الآباء عنه أو اقتباسهم منه والأمر الأخر هو أن المخطوطات التي تحتوي شهادات الآباء مثل رسائل أغناطيوس سنجد أن أقدم مخطوطاتها من القرن العاشر الميلادي وهناك 3 نصوص مختلفة للرسائل. بذلك سيتضح أن شهادات الآباء هو دليل واهي وضعيف لإثبات أصالة السفر، وتحقيق شرط قانونيته.
        8 – أخيراً القواعد أو المعايير التي تم وضعها للقانونية، بنيت على أسس مقتبسة من الرسالة إلى العبرانيين ورسالة بطرس الثانية، وكلا السفرين خاضا طريقاً طويلاً ومضنياً لإثبات قانونيتهما، بالإضافة إلى أنهما مجهولين الكاتب باعتراف الآباء وباعتراف علماء الكتاب المقدس المعاصرين. لذلك فإن أي أسس وقواعد تبنى عليهما فهي باطلة وواهية من أساسها.
        1- العهد الجديد نظرة أرثوذكسية – الأب ثيودور ستيليانوبولوس – تعريب الأب أنطوان ملكي - مطابع ألف باء الأديب – دمشق - 2004 - ص 63
        2 The New Testament, Part. D. Ehrman. 6th ed. P. 10
        3 The New Testament, Part. D. Ehrman. 6th ed. P. 10
        4 The New Testament, Part. D. Ehrman. 6th ed. P. 10
        5 The New Testament, Part. D. Ehrman. 6th ed. P. 10 - 11

        تعليق

        مواضيع ذات صلة

        تقليص

        المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
        ابتدأ بواسطة كريم العيني, 11 يون, 2024, 08:36 م
        ردود 0
        227 مشاهدات
        0 ردود الفعل
        آخر مشاركة كريم العيني
        بواسطة كريم العيني
        ابتدأ بواسطة كريم العيني, 11 يون, 2024, 07:03 م
        ردود 0
        168 مشاهدات
        0 ردود الفعل
        آخر مشاركة كريم العيني
        بواسطة كريم العيني
        ابتدأ بواسطة كريم العيني, 11 يون, 2024, 06:49 م
        ردود 0
        67 مشاهدات
        0 ردود الفعل
        آخر مشاركة كريم العيني
        بواسطة كريم العيني
        ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 21 ماي, 2024, 03:38 ص
        رد 1
        53 مشاهدات
        0 ردود الفعل
        آخر مشاركة *اسلامي عزي*
        بواسطة *اسلامي عزي*
        ابتدأ بواسطة زين الراكعين, 16 مار, 2024, 12:29 م
        ردود 0
        83 مشاهدات
        0 ردود الفعل
        آخر مشاركة زين الراكعين
        يعمل...