بقلم الأخ الكريم و المسيحي السّابق إبراهيم قندلفت
رابط الموضوع الأصلي :
https://www.ebnmaryam.com/vb/showthread.php?t=190534
بسم الله الرحمن الرحيم
أردت أن أخبركم كيف أسلمت..
ولدت في عائلة مسيحية وكانت مدرستي مسيحية وكنت في كشافات مسيحية. وكنت ملتزماً بديني كثيراً. وقد عُرفت بذلك. ولكني لم أكن متعنتاً يؤمن دون تفكير. فقد كنت كثيراً ما أسأل الكهنة عن عقائد في الدين ***
بدأ شكي في قضية الصلاة والسجود لمريم العذراء وهو أمر يجمع عليه الأرثوذكس (بما فيهم الأقباط الأرثوذكس) والكاثوليك. (أما البروتستنت أو الإنجيليون فلا) كنت أسألهم ما حاجتي لمريم العذراء لماذا أصلي إليها؟ أتستطيع أن تتشفع لي إن أراد الله تعالى بي سوءاً؟ ـ كانت الإجابات على النسق التالي: (إذا أردت البحر فعليك بالنبع!) وهو أمر كثير الانتشار لدى المسيحيين فهم يبتدعون صوراً لا علاقة لها بما تسأل ـ لا أدعي أنهم يريدون بذلك التمويه والكذب بل هو داء اعتادوا عليه: تغيير المفاهيم وإيجاد معاني جديدة للكلمات ـ وهذا ما يفعلونه إذا ما سألتهم عن الثالوث المقدس ***
بدأت أشك أيضاً في أخلاق العهد الجديد؟ ما وجه الحكمة في "عدم مقاومة الشر" كما يفترون في نسبه إلى المسيح بن مريم؟ كيف ينسبون إليه أنه قال: "من أراد ان يخاصمك ويأخذ ثوبك فاترك له الرداء أيضاً" أين المروءة والشجاعة لمنع الظلم ونصرة المظلوم وإحقاق الحق؟ فإن نستنكر نحن أن يأمر أي شخص صالح بالخمول والكسل لأن هذا سيؤدي ضرورة لانتشار الإثم؟ فما بالك بالأنبياء؟ ***
مررت بفترة قصيرة تركت فيها الدين والله. ثم عدت للكتاب المقدس وبدأت قراءته من بدايته. مع العهد القديم. وجدت الجرائم المتواصلة والسخافات المستمرة. مرة يأمر إلههم بقتل الأطفال وأخرى بسحق الرضع. ثم لا يتركون فاحشة تخطر ببال أسفه المجّان إلا ويلصقونها بنبي من أنبيائهم. فازداد يقيني بأن هذا الكتاب الذي قدسوه لا يمكنني أن أقدسه! ***
بتّ أقول في نفسي لا بدّ من إله ولكن أين؟ فهناك مئات الأديان أيها الصحيح؟ قرأت بعض الكتب عن الأديان المختلفة ولم أفكر يومها بالتقرب من الإسلام لما هو شائع عنه من الترهات والأكاذيب. ولا أريد أن أتملّق أحداً فالعديد من المسلمين ممن يدّعون العلم ويظهرون على شاشات التلفاز يشوِّهون الإسلام ـ بحسن نية أو بسوئها والله العليم! ***
ثم استعرت القرآن وبدأت الرحلة مع كتاب الله ــ كنت أتخيل أني سأجد تلك القصص التي أُشيعت عن الإسلام ورسوله محمد عليه الصلاة والسلام. أو أن أجد الحروب والمذابح التي التي استقبحتها في العهد القديم. ولكن كل ما وجدته في هذا الكتاب كان مختلفاً. وأبين اختلاف هو أنه ليس سيرة تاريخية لأحد خلْق الله أو شعب من شعوب الأرض. فهو يسمو على كتب التاريخ والسير والقصص ـ والمساكين من المسيحيين وغيرهم يرون في هذا مطعناً في الإسلام ـ وتخطر هنا في بالي هاتان الآيتان الكريمتان ***
وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ [42:32] ***
إِن يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَىٰ ظَهْرِهِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ [42:33] ***
صرت أقرأ كل يوم في القرآن وأستعير الكتب وأبحث عن بعض المواقع في "الشابكة". ولكني لم أتحدث إلى مخلوق بِمَ أفكر. بات إيماني بالله يزداد وإن كنت لم أهتدِ بعد إلى دين القرآن بل كنت أقرأه حباً بقراءته لا تقديساً له. ***
وقد يعجب الكثيرون من ذلك ولكني بدأت بالصيام وصلاة الفجر قبل أن أسلِم! كنت أقول في نفسي إن خالق السماوات والأرض وأياً كان دينه يسمعني ويراني! ***
لن أطيل عليكم أكثر ـ بعدما قرأت القرآن عدة مرات وتصفحت بعض التفاسير لبعض الإشكالات هداني الله جل وعلا للإسلام وما زال إيماني يزداد كلما ازددت تدبّراً للقرآن ***
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ ۚ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۚ إِنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [41:39] ***
وأخيراً أريد أن أنصح كل إنسان يبحث عن خالق الكون أن يقرأ القرآن ـ سيؤمن به! ولمن كان في ريب من دينه المسيحي: اقرأ كتابك المقدس ـ ستعلم يقيناً أنه كتاب لا يقبل التقديس بأي وجه!
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعليق