بسم الله الرحمن الرحيم
بدون ذكر مقدمات لان الشبهة معلومة لدى الجميع و قد تم الرد عليها مئات المرات لكننا سوف نعيد الرد عليها بشيء من التفصيل . سنبدا بذكر الروايات المتعلقة بالموضوع و نبين ضعفها ثم ننقدها متنا .
اولا : بيان ضعف الروايات سندا .
الرواية الاولى
نقرا من اسباب النزول للواحدي رحمه الله لسورة الانعام
((نَزَلَتْ فِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ كَانَ قَدْ تَكَلَّمَ بِالْإِسْلَامِ، فَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذَاتَ يَوْمٍ يَكْتُبُ لَهُ شَيْئًا، فَلَمَّا نَزَلَتِ الْآيَةُ الَّتِي فِي الْمُؤْمِنُونَ: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ} أَمْلَاهَا عَلَيْهِ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى قَوْلِهِ: {ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ} عَجِبَ عَبْدُ اللَّهِ فِي تَفْصِيلِ خَلْقِ الْإِنْسَانِ، فَقَالَ: تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - "هَكَذَا أُنْزِلَتْ عَلَيَّ"، فَشَكَّ عَبْدُ اللَّهِ حِينَئِذٍ وَقَالَ: لَئِنْ كَانَ مُحَمَّدٌ صَادِقًا لَقَدْ أُوحِيَ إِلَيَّ كَمَا أُوحِيَ إِلَيْهِ، وَلَئِنْ كَانَ كَذَّابًا لَقَدْ قُلْتُ كَمَا قَالَ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ: {وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ} وَارْتَدَّ عَنِ الْإِسْلَامِ، وَهَذَا قَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي رِوَايَةِ الْكَلْبِيِّ ))
التحقيق :
الرواية ضعيفة لانها من رواية الكلبي و هو كذاب وضاع اجمع اهل العلم على توهينه و قد اقر على نفسه بالكذب .
نقرا من كتاب المجروحين لابن حبان باب الميم
((خبرنا عبد الملك بن محمد ، قَالَ : حدثنا عمر بن شبه ، قَالَ : حدثنا أبو عاصم ، قَالَ لي سفيان الثوري ، قَالَ : قَالَ لي الكلبي ما سمعته مني عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، فهو كذب.
أخبرنا الثقفي ، قَالَ : سمعت عباس بن محمد ، قَالَ : سمعت يحيى بن معين ، يقول : "الكلبي ليس بشيء".
أخبرنا عبد الملك بن محمد ، قَالَ : حدثنا علي بن المديني ، قَالَ : يحيى بن سعيد القطان ، عن سفيان ، قَالَ : قَالَ لي الكلبي : قَالَ لي أبو صالح : كل ما حدثتك فهو كذب.
قَالَ أبو حاتم :الكلبي هذا مذهبه في الدين ، ووضوح الكذب فيه أظهر من أن يحتاج إلى الإغراق في وصفه يروي عن أبي صالح ، عن ابن عباس التفسير ، وأبو صالح لم ير ابن عباس ، ولا سمع منه شيئا ، ولا سمع الكلبي من أبي صالح إلا الحرف بعد الحرف ، فجعل لما احتيج إليه تخرج له الأرض أفلاذ كبدها. لا يحل ذكره في الكتب ، فكيف الاحتجاج به.))
وقد ضعفها شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله في كتابه الصارم المسلول في قتل شاتم الرسول المسالة الاولى :
(( وذكر بعضهم وجها ثالثا وهو أنه ربما كان يسمع النبي صلى الله عليه وسلم يمله الآية حتى لم يبق منها إلا كلمة أو كلمتان فيستدل بما قرأ منها على باقيها كما يفعله الفطن الذكي فيكتبه ثم يقرأه على النبي صلى الله عليه وسلم فيقول: "كذلك أنزلت" كما اتفق مثل ذلك لعمر في قوله: {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} .وقد روى الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس مثل هذا في هذه القصة وإن كان هذا الإسناد ليس بثقة قال: عن ابن أبي سرح أنه كان تكلم بالإسلام وكان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض الأحايين ....ومما ضعفت به هذه الرواية أن المشهور أن الذي تكلم بهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه. ))
الرواية الثانية :
الطريق الاول
نقرا من تفسير الطبري رحمه الله لسورة الانعام
((13555 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين, قال حدثني حجاج, عن ابن جريج, عن عكرمة قوله: " ومن أظلم ممن افترى على الله كذبًا أو قال أوحي إليّ ولم يوح إليه شيء "، قال: نـزلت في مسيلمة أخي بني عدي بن حنيفة، فيما كان يسجع ويتكهن به =" ومن قال سأنـزل مثل ما أنـزل الله "، نـزلت في عبد الله بن سعد بن أبي سرح, أخي بني عامر بن لؤي, كان كتب للنبي صلى الله عليه وسلم, (31) وكان فيما يملي" عَزِيزٌ حَكِيمٌ", فيكتب " غَفُورٌ رَحِيمٌ", فيغيره, ثم يقرأ عليه " كذا وكذا "، لما حوَّل, فيقول: " نعم، سواءٌ". فرجع عن الإسلام ولحق بقريش وقال لهم: لقد كان ينـزل عليه " عَزِيزٌ حَكِيمٌ" فأحوِّله، ثم أقرأ ما كتبت, (32) فيقول: " نعم سواء " ! ثم رجع إلى الإسلام قبل فتح مكة, إذ نـزل النبي صلى الله عليه وسلم بمرّ. (33)))
التحقيق :
الرواية ضعيفة للعلل الاتية :
1. ععنة الحجاج ابن ارطاة فهو مدلس و قد عنعن
نقرا في تهذيب الكمال للمزي رحمه الله الجزء الثاني :
((وقال أَبُو طالب، عن أَحْمَد بْن حنبل : كَانَ من الحفاظ، قيل: فلم ليس هو عند الناس بذاك ؟ قال: لأن في حديثه زيادة على حديث الناس ليس يكاد له حديث إلا فيه زيادة
وقال أَبُو بَكْرِ بْنُ أبي خيثمة، عن يَحْيَى بْن معين : صدوق ليس بالقوي يدلس عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبيد اللَّه العرزمي، عن عمرو بْن شعيب .
وقال 1 علي بْن المديني، عن يَحْيَى بْن سعيد: الحجاج بْن أرطاة :
ومحمد بْن إِسْحَاقَ عندي سواء، وتركت الحجاج عمدا، ولم أكتب عنه حديثا قط .
وقال أَبُو زرعة : صدوق مدلس .
وقال أَبُو حاتم : صدوق يدلس عن الضعفاء يكتب حديثه، فإذا قال: حَدَّثَنَا فهو صالح لا يرتاب في صدقه وحفظه إذا بين السماع لا يحتج بحديثه، لم يسمع من الزهري، ولا من هشام بْن عروة، ولا من عكرمة . ))
2. عنعنة ابن جريج و هو مدلس هو مدلس
نقرا في ترجمته في سير اعلام النبلاء للامام الذهبي رحمه الله الجزء الخامس الطبقة الخامسة :
((وروى الأثرم ، عن أحمد بن حنبل قال : إذا قال ابن جريج : قال فلان وقال فلان وأخبرت ، جاء بمناكير . وإذا قال : أخبرني وسمعت ، فحسبك به . وروى الميموني عن أحمد : إذا قال ابن جريج : " قال " فاحذره . وإذا قال : " سمعت أو سألت " ، جاء بشيء ليس في النفس منه شيء . كان من أوعية العلم .
ى عثمان بن سعيد ، عن ابن معين ، قال : ابن جريج ليس بشيء في الزهري . وقال أبو زرعة الدمشقي ، عن أحمد بن حنبل قال : روى ابن جريج عن ست عجائز من عجائز المسجد الحرام ، وكان صاحب علم . وقال جعفر بن عبد الواحد ، عن يحيى بن سعيد قال : كان ابن جريج صدوقا . فإذا قال : " حدثني " فهو سماع ، وإذا قال : " أنبأنا ، أو : أخبرني " فهو قراءة ، وإذا قال : " قال " فهو شبه الريح .
قلت : الرجل في نفسه ثقة ، حافظ ، لكنه يدلس بلفظة " عن " و " قال " وقد كان صاحب تعبد وتهجد وما زال يطلب العلم حتى كبر وشاخ . وقد أخطأ من زعم أنه جاوز المائة ، بل ما جاوز الثمانين ، وقد كان شابا في أيام ملازمته لعطاء . ))
3. الارسال من عكرمة رحمه الله فهو تابعي و لم يسند الرواية عن احد من الصحابة .
الطريق الثاني
نقرا من تفسير الطبري رحمه الله لسورة الانعام
((13556 - حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال: حدثنا أسباط, عن السدي: " ومن أظلم ممن افترى على الله كذبًا أو قال أوحي إليّ ولم يوحَ إليه شيء " إلى قوله: تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ . قال: نـزلت في عبد الله بن سعد بن أبي سرح، أسلم, وكان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم, فكان إذا أملى عليه: " سميعًا عليمًا ", كتب هو: " عليمًا حكيمًا "، وإذا قال: " عليمًا حكيمًا " كتب: " سميعًا عليمًا "، فشكّ وكفر, وقال: إن كان محمد يوحى إليه فقد أوحي إليّ, وإن كان الله ينـزله فقد أنـزلت مثل ما أنـزل الله ! قال محمد: " سميعًا عليمًا " فقلت أنا: " عليمًا حكيمًا " ! فلحق بالمشركين, ووشى بعمار وجبير عند ابن الحضرمي، أو لبني عبد الدار. فأخذوهم فعُذِّبوا حتى كفروا، وجُدِعت أذن عمار يومئذ. (34) فانطلق عمار إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بما لقي، والذي أعطاهم من الكفر, فأبى النبي صلى الله عليه وسلم أن يتولاه, فأنـزل الله في شأن ابن أبي سرح وعمار وأصحابه: مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا [سورة النحل :106] ، فالذي أكره: عمار وأصحابه = والذي شرح بالكفر صدرًا، فهو ابن أبي سرح. (35)))
التحقيق :
الرواية ضعيفة لانها مرسلة من السدي رحمه الله فهو لم يدك ايا من الصحابة رضي الله عنهم .
و اسباط بن نصر تكلموا فيه
نقرا من ترجمته من تهذيب التهذيب لابن حجر رحمه الله الجزء الاول :
(( وقال ابن أبي خيثمة عن ابن معين: "ثقة". وقال أبو أحمد أنه أحب إليه من الخفاف وقال أبو حاتم: "صالح" وقال النسائي: "ليس به بأس" وقال يعقوب بن شيبة: "كوفي ثقة صدوق" توفي بالكوفة في المحرم سنة "200". قلت: وقال الدوري عن ابن معين: "ليس به بأس وكان يخطئ عن سفيان" وقال الغلابي عنه: "ثقة والكوفيون يضعفونه" وقال البرقي عنه "الكوفيون يضعفونه وهو عندنا ثبت فيما يروي عن مطرف والشيباني وقد سمعت أنا منه" وقال العقيلي:"ربما يهم في الشيء" وقال العجلي: "لا بأس به" وقال ابن سعد: "كان ثقة صدوقا إلا أن فيه بعض الضعف))
الطريق الثالث
نقرا من مستدرك الحاكم الجزء الثالث كتاب المغازي و السرايا :
((4362 - فَحَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: «نَزَلَتْ فِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ» : {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ} [الأنعام: 93] فَلَمَّا §«دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ فَرَّ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَكَانَ أَخَاهُ مِنَ الرَّضَاعَةِ، فَغَيِّبَهُ عِنْدَهُ حَتَّى اطْمَأَنَّ أَهْلُ مَكَّةَ، ثُمَّ أَتَى بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَأْمَنَ» قَالَ الْحَاكِمُ: «قَدْ صَحَّتِ الرِّوَايَةُ فِي الْكِتَابَيْنَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ قَبْلَ دُخُولِهِ مَكَّةَ بِقَتْلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَطَلٍ، فَمَنْ نَظَرَ فِي مَقْتَلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَجِنَايَاتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ عَلَيْهِ بِمِصْرَ إِلَى أَنْ كَانَ أَمْرُهُ مَا كَانَ عَلِمَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَعْرَفَ بِهِ»))
التحقيق :
الرواية ضعيفة لعلل :
1. شرحبيل بن سعد ضعيف و لا يحتج به .
نقرا من تهذيب التهذيب الجزء الرابع :
((562- "بخ د ق – شرحبيل" بن سعد أبو سعد الخطمي المدني مولى الأنصار روى عن زيد بن ثابت وأبي رافع وأبي هريرة وأبي سعيد والحسن بن علي وعويم بن ساعدة ..... قال بشر بن عمر سألت مالكا عنه فقال ليس بثقة وقال يزيد بن هارون عن ابن أبي ذئب أنا شرحبيل وهو شرحبيل وقد بينا لكم وقال ابن المديني قلت لسفيان بن عيينة كان شرحبيل بن سعد يفتي قال نعم ولم يكن أحد أعلم بالمغازي والبدريين منه فاحتاج فكأنهم اتهموه وقال في موضع آخر عن سفيان لم يكن أحد أعلم بالبدريين منه وأصابته حاجة فكانوا يخافون إذا جاء إلى الرجل فلم يعطه أن يقول لم يشهد أبوك بدر وقال ابن معين ليس بشيء ضعيف وقال أيضا كان أبو جابر البياضي كذابا وشرحبيل خير من ملأ الأرض مثله وقال مرة ضعيف يكتب حديثه وقال عمرو بن علي سمعت يحيى القطان قال قال رجل لابن إسحاق كيف حديث شرحبيل فقال واحد يحدث عن شرحبيل قال يحيى أتعجب من رجل يحدث عن أهل الكتاب وترغب عن شرحبيل وقال ابن سعد كان شيخا قديما روى عن زيد بن ثابت وعامة الصحابة وبقي حتى اختلط واحتاج وله أحاديث وليس يحتج به وقال أبو زرعة لين وقال النسائي ضعيف وقال الدارقطني ضعيف يعتبر به وقال ابن عدي له أحاديث وليست بالكثيرة وفي عامة ما يرويه نكارة وذكره ابن حبان في الثقات وقال مات سنة ثلاث وعشرين ومائة قلت وخرج بن خزيمة وابن حبان حديثه في صحيحيهما وقال حجاج الأعور عن ابن أبي ذئب كان شرحبيل منهما وقال ابن البرقي في باب من كان الأغلب عليه الضعف ويقال أن الرجل الذي روى عنه مالك حديث اصطدت بهسا في كتاب الحج شرحبيل بن سعد وهو يضعف وإنما ترك مالك تسميته لذلك وحكى مضر بن محمد عن ابن معين أنه وثقه ))
2. الارسال من شرحبيل بن سعد فهو لم يسند الرواية الى احد من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
و احمد بن عبد الجبار تكلموا فيه و منهم من وثق روايته في السير عن يونس بن بكير و هذه الرواية عن يونس .
نقرا من ميزان الاعتدال للامام الذهبي رحمه الله الجزء الاول :
(([443 - أحمد بن عبد الجبار العطاردي.]
روى عن أبي بكر بن عياش وطبقته. ضعفه غير واحد.
قال ابن عدي: رأيتهم مجمعين على ضعفه، ولا أرى له حديثا منكرا، إنما ضعفوه لأنه لم يلق الذين يحدث عنهم.
وقال مطين: كان يكذب.
وقال الدارقطني: لا بأس به، قد أثنى عليه أبو كريب، واختلف فيه شيوخنا، ولم يكن من أصحاب الحديث.
وقال أبو حاتم: ليس بالقوي.
وقال ابنه عبد الرحمن: كتبت عنه، وأمسكت عن التحديث عنه لما تكلم الناس فيه.
وقال ابن عدي: كان ابن عقدة لا يحدث عنه.
وذكر أن عنده عنه قمطراً على أنه كان يتورع أن يحدث عن كل أحد. ))
و هذه الطرق الثلاثة قد ضعفها الشيخ عصام الحميدان في تحقيقه لاسباب النزول للواحدي في الهامش حيث قال :
(( (3) - أخرجه الحاكم (المستدرك: 3/45) من طريق أحمد بن عبد الجبار به، وهو مرسل، ضعيف الإسناد، بسبب أحمد بن عبد الجبار العطاردي (تقربب التهديب 1/91 رقم: 75) ، ويشهد له:
1 - ما أخرجه ابن جرير (7/181) وابن أبي حاتم (فتح القدير: 2/141) عن السدّي مطوّلاً، وهو معضل ضعيف الإسناد.
ما أخرجه ابن جرير (7/181) وأبو الشيخ (فتح القدير: 2/141) عن عكرمة مرسلاً، بإسناد ضعيف ))
الطريق الرابع :
نقرا من الصارم المسلول في قتل شاتم الرسول لشيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله تحت المسالة الاولى
(( وقال محمد بن إسحاق في رواية ابن بكير عنه: قال أبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر وعبد الله بن أبي بكر بن حزم: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخل مكة وفرق جيوشه أمرهم أن لا يقتلوا أحدا إلا من قاتلهم إلا نفرا قد سماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: "اقتلوهم وإن وجدتموهم تحت أستار الكعبة " عبد الله بن خطل وعبد الله بابن أبي سرح وإنما أمر بابن أبي سرح لأنه كان قد أسلم فكان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي فرجع مشركا ولحق بمكة فكان يقول: لهم إني لأصرفه كيف شئت أنه ليأمرني أن أكتب له الشيء فأقول له: أو كذا أو كذا فيقول: نعم وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: "عليم حليم" فيقول له: أو أكتب "عزيز حكيم" فيقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلاهما سواء))
التحقيق :
الرواية ضعيفة لانها مرسلة من ابي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر و من عبد الله بن ابي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم و كلاهما لم يدركا صحابة النبي صلى الله عليه وسلم .
الطريق الخامس
نقرا من الصارم المسلول في قتل شاتم الرسول لشيخ الاسلم بن تيمية رحمه الله تحت المسالة الاولى
قال ابن إسحاق عن ابن أبي نجيح قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلى أمرائه من المسلمين حين أمرهم أن يدخلوا مكة ألا يقاتلوا إلا أحدا قاتلهم إلا أنه قد عهد في نفر سماهم أمر بقتلهم وإن وجدوا تحت أستار الكعبة منهم عبد الله بن سعد بن أبي سرح وإنما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله لأنه كان أسلم وكان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي فارتد مشركا راجعا إلى قريش فقال: والله إني لأصرفه حيث أريد إنه ليملي علي فأقول أو كذا أو كذا فيقول: نعم وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يملي عليه فيقول: "عزيز حكيم" أو "حكيم حليم" فكان يكتبها على أحد الحرفين فيقول: "كل صواب"
التحقيق :
الرواية ضعيفة لعلتين :
1. عنعنة ابن اسحاق فهو مدلس و لا يقبل منه الا اذا صرح بالسماع و لم يخالف رواية غيره .
نقرا من فتح الباري شرح صحيح البخاري الجزء الحادي عشر :
((وَتعقبه بن التُّرْكُمَانِيِّ بِأَنَّهُ قَالَ فِي بَابِ تَحْرِيمِ قَتْلِ مَاله روح بعد ذكر حَدِيث فِيهِ بن إِسْحَاقَ الْحُفَّاظُ يَتَوَقَّوْنَ مَا يَنْفَرِدُ بِهِ قُلْتُ وَهُوَ اعْتِرَاضٌ مُتَّجَهٌ لِأَنَّ هَذِهِ الزِّيَادَةَ تَفَرَّدَ بهَا بن إِسْحَاقَ لَكِنْ مَا يَنْفَرِدُ بِهِ وَإِنْ لَمْ يَبْلُغْ دَرَجَةَ الصَّحِيحِ فَهُوَ فِي دَرَجَةِ الْحَسَنِ إِذَا صَرَّحَ بِالتَّحْدِيثِ وَهُوَ هُنَا كَذَلِكَ وَإِنَّمَا يُصَحِّحُ لَهُ مَنْ لَا يُفَرِّقُ بَيْنَ الصَّحِيحِ وَالْحَسَنِ وَيَجْعَلُ كُلَّ مَا يَصْلُحُ لِلْحُجَّةِ صَحِيحًا وَهَذِه طَريقَة بن حِبَّانَ وَمَنْ ذُكِرَ مَعَهُ ))
2. الارسال من عبد الله ابن ابي نجيح .
الطريق السادس
نقرا من فتوح البلدان للبلاذري الجزء الاول تحت باب امر الخط :
((قال الواقدي: وأول من كتب له من قريش عَبْد اللَّهِ بْن سَعْد بْن أَبِي سرح، ثُمَّ ارتد ورجع إِلَى مكة وقال لقريش أنا آتي بمثل ما يأتي به مُحَمَّد، وكان يمل عَلَيْهِ «الظالمين» فيكتب «الكافرين» يمل عَلَيْهِ «سميع عليم» فيكتب «غفور رحيم» وأشباه ذلك، فأنزل اللَّه (وَمن أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمن قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ الله) 6: 93 فلما كان يوم فتح مكة أمر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقتله فكلمه فيه عُثْمَان بْن عَفَّان .... ))
التحقيق :
الرواية ضعيفة لعلتين :
1. محمد بن عمر الواقدي ضعيف كذاب مجمع على ضعفه .
نقرا في سير إعلام النبلاء للأمام الذهبي الجزء التاسع
((المغيرة بن محمد المهلبي : سمعت ابن المديني يقول : الهيثم بن عدي أوثق عندي من الواقدي .
قلت : أجمعوا على ضعف الهيثم .
أحمد بن زهير ، عن ابن معين قال : ليس الواقدي بشيء وقال مرة : لا يكتب حديثه
الدولابي : حدثنا معاوية بن صالح ، قال لي أحمد بن حنبل :الواقدي كذاب
النسائي في " الكنى " : أخبرنا عبد الله بن أحمد الخفاف ، قال : قال إسحاق : هو عندي ممن يضع الحديث - يعني الواقدي
أبو إسحاق الجوزجاني : لم يكن الواقدي مقنعا ، ذكرت لأحمد موته يوم مات ببغداد ، فقال : جعلت كتبه ظهائر للكتب منذ حين
وقال البخاري : ما عندي للواقدي حرف ، وما عرفت من حديثه ، فلا أقنع به
وقال أبو داود : لا أكتب حديثه ، ما أشك أنه كان ينقل الحديث ، لا ينظر للواقدي في كتاب إلا تبين أمره فيه
، روى في فتح اليمن وخبر العنسي أحاديث عن الزهري ليست من حديثه . وكان أحمد لا يذكر عنه كلمة .
قال النسائي : المعروفون بوضع الحديث على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربعة : ابن أبي يحيى بالمدينة ، والواقدي ببغداد ، ومقاتل بن سليمان بخراسان ، ومحمد بن سعيد بالشام))
2. الابهام في الاسناد فلا نعلم من هم شيوخ الواقدي و هذا بحكم المجهول .
الرواية الثالثة
نقرا من الصارم المسلول في قتل شاتم الرسول لشيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله المسالة الاولى
((وروى فيها وجه آخر رواه الإمام أحمد في الناسخ والمنسوخ: حدثنا مسكين ابن بكير ثنا معان قال: وسمعت أبا خلف يقول: كان ابن أبي سرح كتب للنبي صلى الله عليه وسلم القرآن فكان ربما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن خواتم الآي {يَعْمَلُونَ} و {يَفْعَلُونَ} ونحو ذا فيقول له النبي صلى الله عليه وسلم: "اكتب أي ذلك شئت" قال: فيوفقه الله للصواب من ذلك فأتى أهل مكة مرتدا فقالوا: يا ابن أبي سرح كيف كنت تكتب لابن أبي كبشة القرآن؟ قال: أكتبه كيف شئت قال: فأنزل الله في ذلك {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ} الآية كلها.))
التحقيق :
الرواية ضعيفة لعلتين :
1. معان بن رفاعة ضعيف .
نقرا من تهذيب الكمال للامام المزي رحمه الله باب الميم :
((6043 - ق: معان بن رفاعة السلامي (2) ، أَبُو مُحَمَّد الدمشقي ويُقال: الحمصي....
ال مُحَمَّد بْن عوف (1) ، عَن أَحْمَد بْن حَنْبَل: لم يكن بِهِ بأس.وَقَال مهنا بْن يحيى، عَن أَحْمَد بْن حنبل: لا بأس به.
وَقَال علي ابن المديني: ثقة، قد روى الناس عنه.
وَقَال عثمان بْن سَعِيد الدارمي، عَنْ دحيم: ثقة، وَقَال مُحَمَّد بْن عوف: لا بأس به.
وَقَال أبو حاتم (2) : شيخ حمصي يكتب حديثه ولا يحتج به.
وَقَال أبو زُرْعَة الدمشقي، شيخان معناهما واحد: عُثْمَان بْن أَبي العاتكة، ومعان بْن رفاعة، وأخبرني دحيم أَن معانا أرفعهما وأرجحهما.
وَقَال أَبُو عُبَيد الآجُرِّيّ، عَن أبي دَاوُد: ليس بِهِ بأس.
وَقَال عَباس الدُّورِيُّ (3) عن يحيى بن مَعِين: ضعيف.
وَقَال مُحَمَّد بْن عثمان بْن أَبي شَيْبَة: سئل يحيى بْن مَعِين عَنْ عُثْمَان بْن عَطَاء، ومعان بْن رفاعة، وسَعِيد بْن بشير، فقال: كل هؤلاء ضعفى.
وَقَال إبراهيم بْن يعقوب السعدي (1) : ليس بحجة.
وَقَال يعقوب بْن سُفْيَان (2) : لين الحديث.
وَقَال أَبُو حاتم بْن حبان (3) : منكر الحديث، يروي مراسيل كثيرة. ويحدث عَن أقوام مجاهيل لا يشبه حديثه حديث الأثبات، فلما صار الغالب فِي رواياته ما ينكره القلب استحق ترك الاحتجاج به.
وَقَال أبو أحمد بْن عدي (4) : عامة ما يرويه لا يتابع عليه )))
2. ابو خلف مجهول .
نقرا من الاكمال في ذكر من له رواية في مسند الامام احمد لابي المحاسن الحسيني رحمه الله باب الخاء :
((1063 - أَبُو خلف الْمَكِّيّ مولى بني جمح عَن عَائِشَة وَعنهُ إِسْمَاعِيل الْمَكِّيّ لَا يعرف ))
و على هذا لا يثبت سندا ان عبد الله بن سعد بن ابي السرح نزلت فيه هذه الاية بل ما ثبت هو ارتداده ثم توبته رضي الله عنه يوم فتح مكة
نقرا من سنن ابي داود رحمه الله اول كتاب الحدود باب الحكم فيمن ارتد :
(( 4358 - حدَّثنا أحمدُ بنُ محمَّد المروزيُّ، حدَّثنا عليُّ بنُ الحسينِ بنِ واقِدٍ، عن أبيه، عن يزيدَ النحويِّ، عن عكرمة عن ابنِ عباس، قال: كان عبدُ اللهِ بنُ سعْد بن أبي السَّرحِ يكتبُ لرسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلم -، فأزلَّهُ الشيطانُ، فلَحِقَ بالكُفَّار، فأمرَ به رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلم - أن يقتل يومَ الفتحِ، فاستجارَ له عثمانُ بن عفان، فأجاره رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلم - (1))
قال الشيخ شعيب الارنؤوط رحمه الله في تخريجه لسنن ابي داود رحمه الله :
(( (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل علي بن الحُسين بن واقد، فهو صدوق حسن الحديث، وهو متابع.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3518) من طريق علي بن الحسين بن واقد، بهذا الإسناد. ))
ثانيا : بيان تهافت الرواية متنا .
و ذلك من عدة وجوه :
الوجه الاول : ان الثابت ان القصة المذكورة في الرواية الثانية اعلاه وقعت لنصراني كان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم ثم مات فلفظته الارض ثلاث مرات دلالة على كذبه .
نقرا من صحيح البخاري كتاب المناقب باب علامات النبوة في الاسلام
(( 3617 - حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَارِثِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ نَصْرَانِيًّا فَأَسْلَمَ، وَقَرَأَ البَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ، فَكَانَ يَكْتُبُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَادَ نَصْرَانِيًّا، فَكَانَ يَقُولُ: مَا يَدْرِي مُحَمَّدٌ إِلَّا مَا كَتَبْتُ لَهُ فَأَمَاتَهُ اللَّهُ فَدَفَنُوهُ، فَأَصْبَحَ وَقَدْ لَفَظَتْهُ الأَرْضُ، فَقَالُوا: هَذَا فِعْلُ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ لَمَّا هَرَبَ مِنْهُمْ، نَبَشُوا عَنْ صَاحِبِنَا فَأَلْقَوْهُ، فَحَفَرُوا لَهُ فَأَعْمَقُوا، فَأَصْبَحَ وَقَدْ لَفَظَتْهُ الأَرْضُ، فَقَالُوا: هَذَا فِعْلُ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ، نَبَشُوا عَنْ صَاحِبِنَا لَمَّا هَرَبَ مِنْهُمْ -[203]- فَأَلْقَوْهُ، فَحَفَرُوا لَهُ وَأَعْمَقُوا لَهُ فِي الأَرْضِ مَا اسْتَطَاعُوا، فَأَصْبَحَ وَقَدْ لَفَظَتْهُ الأَرْضُ، فَعَلِمُوا: أَنَّهُ لَيْسَ مِنَ النَّاسِ، فَأَلْقَوْهُ ))
و نقرا من مسند الامام احمد مسند انس بن مالك رضي الله عنه
((12215 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَجُلًا كَانَ يَكْتُبُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ كَانَ قَرَأَ: الْبَقَرَةَ، وَآلَ عِمْرَانَ، وَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا قَرَأَ: الْبَقَرَةَ، وَآلَ عِمْرَانَ، جَدَّ فِينَا - يَعْنِي عَظُمَ -، فَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُمْلِي عَلَيْهِ غَفُورًا رَحِيمًا، فَيَكْتُبُ عَلِيمًا حَكِيمًا، فَيَقُولُ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اكْتُبْ كَذَا وَكَذَا، اكْتُبْ كَيْفَ شِئْتَ " وَيُمْلِي عَلَيْهِ عَلِيمًا حَكِيمًا، فَيَقُولُ: أَكْتُبُ سَمِيعًا بَصِيرًا؟ فَيَقُولُ: " اكْتُبْ (1) كَيْفَ شِئْتَ ". فَارْتَدَّ ذَلِكَ الرَّجُلُ عَنِ الْإِسْلَامِ، فَلَحِقَ بِالْمُشْرِكِينَ، وَقَالَ: أَنَا أَعْلَمُكُمْ بِمُحَمَّدٍ إِنْ كُنْتُ لَأَكْتُبُ كَيْفَمَا (2) شِئْتُ، فَمَاتَ ذَلِكَ الرَّجُلُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْأَرْضَ لَمْ تَقْبَلْهُ " وقَالَ أَنَسٌ: فَحَدَّثَنِي أَبُو طَلْحَةَ: " أَنَّهُ أَتَى الْأَرْضَ الَّتِي مَاتَ فِيهَا ذَلِكَ الرَّجُلُ، فَوَجَدَهُ مَنْبُوذًا، فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: مَا شَأْنُ هَذَا الرَّجُلِ؟ قَالُوا: قَدْ دَفَنَّاهُ مِرَارًا فَلَمْ تَقْبَلْهُ الْأَرْضُ " (1) ))
قال الشيخ شعيب الارنؤوط في تحقيقه لمسند الامام احمد رحمه الله :
(( (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.وأخرجه البيهقي في "إثبات عذاب القبر" (54) ، والبغوي (3725) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3212) من طريق يحيي بن أيوب المصري، وابن حبان (744) من طريق معتمر بن سليمان، كلاهما عن حميد، به.))
الوجه الثاني : انه على فرض صحة الرواية الثانية و الثالثة فان هذا لا يعني ان الكاتب كان يكتب من تالفيه و انما كان يكتب احدى الاحرف السبعة التي نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم و لذلك صححها له اذ ان عليم حكيم موحى بها من الله كما ان غفور رحيم موحى بها من الله عز وجل و قد قرا بكلتيهما النبي صلى الله عليه وسلم فلما صادف ان كتب باحدى الاحرف التي قراها النبي صلى الله عليه وسلم امره بتركها كما هي اذ ان كلها شاف واف .
نقرا من سنن ابي داود كتاب الصلاة ابواب فضائل القران :
(( 1477 - حدَّثنا أبو الوليد الطَّيالسي، حدَّثنا هَمامُ بنُ يحيى، عن قتادة، عن يحيي بن يَعمَر، عن سُليمانَ بن صُرَدٍ الخزاعي عن أبي بن كعب، قال: قال النبي - صلَّى الله عليه وسلم -: "يا أبيُّ، إني أُقرئتُ القرآن فقيل لي: على حرفِ أو حرفين؟ فقال المَلَكُ الذي معي: قل: على حرفين، قلت: على حرفين، فقيل لي: على حرفين أو ثلاثة؟ فقال المَلَكُ الذي معي: قل: على ثلاثةٍ، قلت: على ثلاثة، حتى بلغ سبعةَ أحرفٍ، ثم قال: ليس منها إلا شافٍ كافٍ، إن قلت: سميعاً عليماً عزيزاً حكيماً، ما لم تَختِم آيةَ عذابٍ برحمة، أو آيةَ رحمةٍ بعذاب" (2) ))
و نقرا من تفسير الطبري رحمه الله لسورة النحل :
((حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، قال: أخبرني سعيد بن المسيب: أن الذي ذكر الله إنما يعلمه بشر ، إنما افتتن إنه كان يكتب الوحي، فكان يملي عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: سَمِيعٌ عَلِيمٌ أو عَزِيزٌ حَكِيمٌ وغير ذلك من خواتم الآي، ثم يشتغل عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على الوحي، فيستفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقول: أعزيز حكيم، أو سميع عليم، أو عزيز عليم؟ فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيّ ذلك كتبت فهو كذلك ، ففتنه ذلك، فقال: إن محمدا يكل ذلك إليّ، فأكتب ما شئت ، وهو الذي ذكر في سعيد بن المسيب من الحروف السبعة. ))
و لذلك قال شيخ الاسلام رحمه الله في الصارم المسلول في قتل شاتم الرسول تحت المسالة الاولى :
((ففي هذا بيان لأن كلا الحرفين كان قد نزل وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأهما ويقول له: "اكتب كيف شئت من هذين الحرفين فكل صواب" وقد جاء مصرحا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " أنزل القرآن على سبعة أحرف كلها شاف كاف إن قلت عزيز حكيم أو غفور رحيم فهو كذلك ما لم يختم آية رحمة بعذاب أو آية عذاب برحمة " وفي حرف جماعة من الصحابة: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ نَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} والأحاديث في ذلك منتشرة تدل على أن من الحروف السبعة التي نزل عليها القرآن أن تختم الآية الواحدة بعدة أسماء من أسماء الله على سبيل البدل يخير القارئ في القراءة بأيها شاء وكان النبي صلى الله عليه وسلم يخيره أن يكتب ما شاء من تلك الحروف وربما قرأها النبي صلى الله عليه وسلم بحرف من الحروف فيقول له: "أو أكتب كذا وكذا" لكثرة ما سمع النبي صلى الله عليه وسلم يخير بين الحرفين فيقول له النبي صلى الله عليه وسلم: "نعم كلاهما سواء" لأن الآية نزلت بالحرفين وربما كتب هو أحد الحرفين ثم قرأه على النبي صلى الله عليه وسلم فأقره عليه لأنه قد نزل كذلك أيضا وختم الآي بمثل {سَمِيعٌ عَلِيمٌ} و {عَلِيمٌ حَكِيمٌ} و {غَفُورٌ رَحِيمٌ} أو بمثل {سَمِيعٌ بَصِيرٌ} أو {عَلِيمٌ حَكِيمٌ} أو {عَلِيمٌ حَلِيمٌ} كثير في القرآن وكان نزول الآية على عدة من هذه الحروف أمرا معتادا ثم إن الله نسخ بعض تلك الحروف لما كان جبريل يعارض النبي صلى الله عليه وسلم بالقرأن في كل رمضان وكانت العرضة الأخيرة هي حرف زيد بن ثابت الذي يقرأ الناس به اليوم وهو الذي جمع عثمان والصحابة رضي الله عنهم أجمعين عليه الناس ))
الوجه الثالث : ان الرواية الاولى معارضة لما هو معلوم من السيرة اذ ان سورة المؤمنون مكية وكذلك سورة الانعام فانها مدنية ما عدا الايات 151-153.
و نقرا في الاتقان في علوم القران للسيوطي رحمه الله الجزء الاول في معرفة مكيه و مدنيه :
((وقال أبو جعفر النحاس في كتابه " الناسخ والمنسوخ " : حدثني يموت بن المزرع ، حدثنا أبو حاتم سهل بن محمد السجستاني ، أنبأنا أبو عبيدة معمر بن المثنى ، حدثنا يونس بن حبيب : سمعت أبا عمرو بن العلاء يقول : سألت مجاهدا عن تلخيص آي القرآن ، المدني من المكي ، فقال : سألت ابن عباس ، عن ذلك فقال : سورة الأنعام : نزلت بمكة جملة واحدة ، فهي مكية إلا ثلاث آيات منها نزلن بالمدينة : قل تعالوا أتل [ 151 - 153 ] إلى تمام الآيات الثلاث ، وما تقدم من السور مدنيات .
ونزلت بمكة سورة الأعراف ويونس وهود ويوسف والرعد وإبراهيم والحجر والنحل . سوى ثلاث آيات من آخرها فإنهن نزلن بين مكة والمدينة ، في منصرفه من أحد . وسورة بني إسرائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء والحج ، سوى ثلاث آيات هذان خصمانإلى تمام الآيات الثلاث ، فإنهن نزلن بالمدينة - وسورة المؤمنين وَالْفَرْقَانِ وَسُورَةُ الشُّعَرَاءِ -سِوَى خَمْسِ آيَاتٍ مِنْ أخراها نَزَلْنَ بِالْمَدِينَةِ:{وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} إِلَى آخِرِهَا. ...هكذا أخرجه بطوله ، وإسناده جيد ، رجاله كلهم ثقات من علماء العربية المشهورين .)
الوجه الرابع : رويت روايات اخرى تعارض الرواية الاولى و تذكر ان قوله تعالى ((قتبارك الله احسن الخالقين)) من موافقات عمر رضي الله عنه و بعضها ذكرت انها موافقة لمعاذ بن جبل رضي الله عنه و كلها ضعيفة الا انها حجة على من اراد ان يلزمنا بالرواية الاولى الضعيفة اعلاه (رواية الكلبي ).
نقرا من تفسير القرطبي رحمه الله لسورة المؤمنون :
(( الرابعة : قوله تعالى : فتبارك الله أحسن الخالقين يروى أن عمر بن الخطاب لما سمع صدر الآية إلى قوله : خلقا آخر قال فتبارك الله أحسن الخالقين ؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : هكذا أنزلت . وفي مسند الطيالسي : ونزلت ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين الآية ؛ فلما نزلت قلت أنا : تبارك الله أحسن الخالقين ؛ فنزلت فتبارك الله أحسن الخالقين . ويروى أن قائل ذلك معاذ بن جبل . وروي أن قائل ذلك عبد الله بن أبي سرح ، وبهذا السبب ارتد وقال : آتي بمثل ما يأتي محمد ؛ وفيه نزل ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله على ما تقدم بيانه في ( الأنعام ) .))
ثالثا : رمتني بدائها و انسلت !! اوريجانوس يحرف العهد الجديد كيفما يحلو له و يرمي بالتهمة على غباء نساخ العهد الجديد !!!
اوريجانوس يحرف نصا في العهد الجديد حتى يتفادى الخطا الكارثي الذي وقع فيه مؤلفي العهد الجديد ثم يزعم ان عبارته هي الصحيحة لان النساخ اليونانيين كانوا يخطؤون كثيرا !!!!
نقرا من تعليق اوريجانوس على انجيل يوحنا الفصل السادس وهو يتكلم عن نص يوحنا 1/ 28 :
(( These things were done in Bethabara, beyond Jordan, where John was baptizing. John 1:28 We are aware of the reading which is found in almost all the copies, These things were done in Bethany. This appears, moreover, to have been the reading at an earlier time; and in Heracleon we read Bethany. We are convinced, however, that we should not read Bethany, but Bethabara. We have visited the places to enquire as to the footsteps of Jesus and His disciples, and of the prophets. Now, Bethany, as the same evangelist tells us, was the town of Lazarus, and of Martha and Mary; it is fifteen stadia from Jerusalem, and the river Jordan is about a hundred and eighty stadia distant from it. Nor is there any other place of the same name in the neighbourhood of the Jordan, but they say that Bethabara is pointed out on the banks of the Jordan, and that John is said to have baptized there. The etymology of the name, too, corresponds with the baptism of him who made ready for the Lord a people prepared for Him; for it yields the meaning House of preparation, while Bethany means House of obedience. Where else was it fitting that he should baptize, who was sent as a messenger before the face of the Christ, to prepare His way before Him, but at the House of preparation? And what more fitting home for Mary, who chose the good part, Luke 10:41, 43 which was not taken away from her, and for Martha, who was cumbered for the reception of Jesus, and for their brother, who is called the friend of the Saviour, than Bethany, the House of obedience? Thus we see that he who aims at a complete understanding of the Holy Scriptures must not neglect the careful examination of the proper names in it. In the matter of proper names the Greek copies are often incorrect, and in the Gospels one might be misled by their authority. The transaction about the swine, which were driven down a steep place by the demons and drowned in the sea, is said to have taken place in the country of the Gerasenes. Now, Gerasa is a town of Arabia, and has near it neither sea nor lake. And the Evangelists would not have made a statement so obviously and demonstrably false; for they were men who informed themselves carefully of all matters connected with Judوa. But in a few copies we have found, into the country of the Gadarenes; and, on this reading, it is to be stated that Gadara is a town of Judوa, in the neighbourhood of which are the well-known hot springs, and that there is no lake there with overhanging banks, nor any sea. But Gergesa, from which the name Gergesenes is taken, is an old town in the neighbourhood of the lake now called Tiberias, and on the edge of it there is a steep place abutting on the lake, from which it is pointed out that the swine were cast down by the demons. ))
https://www.newadvent.org/fathers/101506.htm
اوريجانوس يتهم النساخ اليونانيين بانهم دائما يخطؤون في كتابة الاسماء !!!!!!
الكارثة الكبرى هنا ان اوريجانوس قد ناقض نفسه اذ فعل نفس الفعل الذي نفاه عن المسيحيين اثناء رده على كلسس
من كتاب ضد الهرطقات لاوريجانوس الكتاب الثاني الفصل ٢٧ ينقل اتهام سلسوس ان المسيحيين حرفو الاناجيل حتى يستطيعوا ان يردوا على الاعتراضات الموجهة على التناقضات في كتابهم
Chapter XXVII.
After this he says, that certain of the Christian believers, like persons who in a fit of drunkenness lay violent hands upon themselves, have corrupted the Gospel from its original integrity, to a threefold, and fourfold, and many-fold degree, and have remodelled it, so that they might be able to answer objections. Now I know of no others who have altered the Gospel, save the followers of Marcion, and those of Valentinus, and, I think, also those of Lucian. But such an allegation is no charge against the Christian system, but against those who dared so to trifle with the Gospels. And as it is no ground of accusation against philosophy, that there exist Sophists, or Epicureans, or Peripatetics, or any others, whoever they may be, who hold false opinions; so neither is it against genuine Christianity that there are some who corrupt the Gospel histories, and who introduce heresies opposed to the meaning of the doctrine of Jesus.
هذا وصلى الله على سيدنا محمد و على اله وصحبه وسلم
بدون ذكر مقدمات لان الشبهة معلومة لدى الجميع و قد تم الرد عليها مئات المرات لكننا سوف نعيد الرد عليها بشيء من التفصيل . سنبدا بذكر الروايات المتعلقة بالموضوع و نبين ضعفها ثم ننقدها متنا .
اولا : بيان ضعف الروايات سندا .
الرواية الاولى
نقرا من اسباب النزول للواحدي رحمه الله لسورة الانعام
((نَزَلَتْ فِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ كَانَ قَدْ تَكَلَّمَ بِالْإِسْلَامِ، فَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذَاتَ يَوْمٍ يَكْتُبُ لَهُ شَيْئًا، فَلَمَّا نَزَلَتِ الْآيَةُ الَّتِي فِي الْمُؤْمِنُونَ: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ} أَمْلَاهَا عَلَيْهِ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى قَوْلِهِ: {ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ} عَجِبَ عَبْدُ اللَّهِ فِي تَفْصِيلِ خَلْقِ الْإِنْسَانِ، فَقَالَ: تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - "هَكَذَا أُنْزِلَتْ عَلَيَّ"، فَشَكَّ عَبْدُ اللَّهِ حِينَئِذٍ وَقَالَ: لَئِنْ كَانَ مُحَمَّدٌ صَادِقًا لَقَدْ أُوحِيَ إِلَيَّ كَمَا أُوحِيَ إِلَيْهِ، وَلَئِنْ كَانَ كَذَّابًا لَقَدْ قُلْتُ كَمَا قَالَ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ: {وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ} وَارْتَدَّ عَنِ الْإِسْلَامِ، وَهَذَا قَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي رِوَايَةِ الْكَلْبِيِّ ))
التحقيق :
الرواية ضعيفة لانها من رواية الكلبي و هو كذاب وضاع اجمع اهل العلم على توهينه و قد اقر على نفسه بالكذب .
نقرا من كتاب المجروحين لابن حبان باب الميم
((خبرنا عبد الملك بن محمد ، قَالَ : حدثنا عمر بن شبه ، قَالَ : حدثنا أبو عاصم ، قَالَ لي سفيان الثوري ، قَالَ : قَالَ لي الكلبي ما سمعته مني عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، فهو كذب.
أخبرنا الثقفي ، قَالَ : سمعت عباس بن محمد ، قَالَ : سمعت يحيى بن معين ، يقول : "الكلبي ليس بشيء".
أخبرنا عبد الملك بن محمد ، قَالَ : حدثنا علي بن المديني ، قَالَ : يحيى بن سعيد القطان ، عن سفيان ، قَالَ : قَالَ لي الكلبي : قَالَ لي أبو صالح : كل ما حدثتك فهو كذب.
قَالَ أبو حاتم :الكلبي هذا مذهبه في الدين ، ووضوح الكذب فيه أظهر من أن يحتاج إلى الإغراق في وصفه يروي عن أبي صالح ، عن ابن عباس التفسير ، وأبو صالح لم ير ابن عباس ، ولا سمع منه شيئا ، ولا سمع الكلبي من أبي صالح إلا الحرف بعد الحرف ، فجعل لما احتيج إليه تخرج له الأرض أفلاذ كبدها. لا يحل ذكره في الكتب ، فكيف الاحتجاج به.))
وقد ضعفها شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله في كتابه الصارم المسلول في قتل شاتم الرسول المسالة الاولى :
(( وذكر بعضهم وجها ثالثا وهو أنه ربما كان يسمع النبي صلى الله عليه وسلم يمله الآية حتى لم يبق منها إلا كلمة أو كلمتان فيستدل بما قرأ منها على باقيها كما يفعله الفطن الذكي فيكتبه ثم يقرأه على النبي صلى الله عليه وسلم فيقول: "كذلك أنزلت" كما اتفق مثل ذلك لعمر في قوله: {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} .وقد روى الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس مثل هذا في هذه القصة وإن كان هذا الإسناد ليس بثقة قال: عن ابن أبي سرح أنه كان تكلم بالإسلام وكان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض الأحايين ....ومما ضعفت به هذه الرواية أن المشهور أن الذي تكلم بهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه. ))
الرواية الثانية :
الطريق الاول
نقرا من تفسير الطبري رحمه الله لسورة الانعام
((13555 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين, قال حدثني حجاج, عن ابن جريج, عن عكرمة قوله: " ومن أظلم ممن افترى على الله كذبًا أو قال أوحي إليّ ولم يوح إليه شيء "، قال: نـزلت في مسيلمة أخي بني عدي بن حنيفة، فيما كان يسجع ويتكهن به =" ومن قال سأنـزل مثل ما أنـزل الله "، نـزلت في عبد الله بن سعد بن أبي سرح, أخي بني عامر بن لؤي, كان كتب للنبي صلى الله عليه وسلم, (31) وكان فيما يملي" عَزِيزٌ حَكِيمٌ", فيكتب " غَفُورٌ رَحِيمٌ", فيغيره, ثم يقرأ عليه " كذا وكذا "، لما حوَّل, فيقول: " نعم، سواءٌ". فرجع عن الإسلام ولحق بقريش وقال لهم: لقد كان ينـزل عليه " عَزِيزٌ حَكِيمٌ" فأحوِّله، ثم أقرأ ما كتبت, (32) فيقول: " نعم سواء " ! ثم رجع إلى الإسلام قبل فتح مكة, إذ نـزل النبي صلى الله عليه وسلم بمرّ. (33)))
التحقيق :
الرواية ضعيفة للعلل الاتية :
1. ععنة الحجاج ابن ارطاة فهو مدلس و قد عنعن
نقرا في تهذيب الكمال للمزي رحمه الله الجزء الثاني :
((وقال أَبُو طالب، عن أَحْمَد بْن حنبل : كَانَ من الحفاظ، قيل: فلم ليس هو عند الناس بذاك ؟ قال: لأن في حديثه زيادة على حديث الناس ليس يكاد له حديث إلا فيه زيادة
وقال أَبُو بَكْرِ بْنُ أبي خيثمة، عن يَحْيَى بْن معين : صدوق ليس بالقوي يدلس عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبيد اللَّه العرزمي، عن عمرو بْن شعيب .
وقال 1 علي بْن المديني، عن يَحْيَى بْن سعيد: الحجاج بْن أرطاة :
ومحمد بْن إِسْحَاقَ عندي سواء، وتركت الحجاج عمدا، ولم أكتب عنه حديثا قط .
وقال أَبُو زرعة : صدوق مدلس .
وقال أَبُو حاتم : صدوق يدلس عن الضعفاء يكتب حديثه، فإذا قال: حَدَّثَنَا فهو صالح لا يرتاب في صدقه وحفظه إذا بين السماع لا يحتج بحديثه، لم يسمع من الزهري، ولا من هشام بْن عروة، ولا من عكرمة . ))
2. عنعنة ابن جريج و هو مدلس هو مدلس
نقرا في ترجمته في سير اعلام النبلاء للامام الذهبي رحمه الله الجزء الخامس الطبقة الخامسة :
((وروى الأثرم ، عن أحمد بن حنبل قال : إذا قال ابن جريج : قال فلان وقال فلان وأخبرت ، جاء بمناكير . وإذا قال : أخبرني وسمعت ، فحسبك به . وروى الميموني عن أحمد : إذا قال ابن جريج : " قال " فاحذره . وإذا قال : " سمعت أو سألت " ، جاء بشيء ليس في النفس منه شيء . كان من أوعية العلم .
ى عثمان بن سعيد ، عن ابن معين ، قال : ابن جريج ليس بشيء في الزهري . وقال أبو زرعة الدمشقي ، عن أحمد بن حنبل قال : روى ابن جريج عن ست عجائز من عجائز المسجد الحرام ، وكان صاحب علم . وقال جعفر بن عبد الواحد ، عن يحيى بن سعيد قال : كان ابن جريج صدوقا . فإذا قال : " حدثني " فهو سماع ، وإذا قال : " أنبأنا ، أو : أخبرني " فهو قراءة ، وإذا قال : " قال " فهو شبه الريح .
قلت : الرجل في نفسه ثقة ، حافظ ، لكنه يدلس بلفظة " عن " و " قال " وقد كان صاحب تعبد وتهجد وما زال يطلب العلم حتى كبر وشاخ . وقد أخطأ من زعم أنه جاوز المائة ، بل ما جاوز الثمانين ، وقد كان شابا في أيام ملازمته لعطاء . ))
3. الارسال من عكرمة رحمه الله فهو تابعي و لم يسند الرواية عن احد من الصحابة .
الطريق الثاني
نقرا من تفسير الطبري رحمه الله لسورة الانعام
((13556 - حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال: حدثنا أسباط, عن السدي: " ومن أظلم ممن افترى على الله كذبًا أو قال أوحي إليّ ولم يوحَ إليه شيء " إلى قوله: تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ . قال: نـزلت في عبد الله بن سعد بن أبي سرح، أسلم, وكان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم, فكان إذا أملى عليه: " سميعًا عليمًا ", كتب هو: " عليمًا حكيمًا "، وإذا قال: " عليمًا حكيمًا " كتب: " سميعًا عليمًا "، فشكّ وكفر, وقال: إن كان محمد يوحى إليه فقد أوحي إليّ, وإن كان الله ينـزله فقد أنـزلت مثل ما أنـزل الله ! قال محمد: " سميعًا عليمًا " فقلت أنا: " عليمًا حكيمًا " ! فلحق بالمشركين, ووشى بعمار وجبير عند ابن الحضرمي، أو لبني عبد الدار. فأخذوهم فعُذِّبوا حتى كفروا، وجُدِعت أذن عمار يومئذ. (34) فانطلق عمار إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بما لقي، والذي أعطاهم من الكفر, فأبى النبي صلى الله عليه وسلم أن يتولاه, فأنـزل الله في شأن ابن أبي سرح وعمار وأصحابه: مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا [سورة النحل :106] ، فالذي أكره: عمار وأصحابه = والذي شرح بالكفر صدرًا، فهو ابن أبي سرح. (35)))
التحقيق :
الرواية ضعيفة لانها مرسلة من السدي رحمه الله فهو لم يدك ايا من الصحابة رضي الله عنهم .
و اسباط بن نصر تكلموا فيه
نقرا من ترجمته من تهذيب التهذيب لابن حجر رحمه الله الجزء الاول :
(( وقال ابن أبي خيثمة عن ابن معين: "ثقة". وقال أبو أحمد أنه أحب إليه من الخفاف وقال أبو حاتم: "صالح" وقال النسائي: "ليس به بأس" وقال يعقوب بن شيبة: "كوفي ثقة صدوق" توفي بالكوفة في المحرم سنة "200". قلت: وقال الدوري عن ابن معين: "ليس به بأس وكان يخطئ عن سفيان" وقال الغلابي عنه: "ثقة والكوفيون يضعفونه" وقال البرقي عنه "الكوفيون يضعفونه وهو عندنا ثبت فيما يروي عن مطرف والشيباني وقد سمعت أنا منه" وقال العقيلي:"ربما يهم في الشيء" وقال العجلي: "لا بأس به" وقال ابن سعد: "كان ثقة صدوقا إلا أن فيه بعض الضعف))
الطريق الثالث
نقرا من مستدرك الحاكم الجزء الثالث كتاب المغازي و السرايا :
((4362 - فَحَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: «نَزَلَتْ فِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ» : {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ} [الأنعام: 93] فَلَمَّا §«دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ فَرَّ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَكَانَ أَخَاهُ مِنَ الرَّضَاعَةِ، فَغَيِّبَهُ عِنْدَهُ حَتَّى اطْمَأَنَّ أَهْلُ مَكَّةَ، ثُمَّ أَتَى بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَأْمَنَ» قَالَ الْحَاكِمُ: «قَدْ صَحَّتِ الرِّوَايَةُ فِي الْكِتَابَيْنَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ قَبْلَ دُخُولِهِ مَكَّةَ بِقَتْلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَطَلٍ، فَمَنْ نَظَرَ فِي مَقْتَلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَجِنَايَاتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ عَلَيْهِ بِمِصْرَ إِلَى أَنْ كَانَ أَمْرُهُ مَا كَانَ عَلِمَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَعْرَفَ بِهِ»))
التحقيق :
الرواية ضعيفة لعلل :
1. شرحبيل بن سعد ضعيف و لا يحتج به .
نقرا من تهذيب التهذيب الجزء الرابع :
((562- "بخ د ق – شرحبيل" بن سعد أبو سعد الخطمي المدني مولى الأنصار روى عن زيد بن ثابت وأبي رافع وأبي هريرة وأبي سعيد والحسن بن علي وعويم بن ساعدة ..... قال بشر بن عمر سألت مالكا عنه فقال ليس بثقة وقال يزيد بن هارون عن ابن أبي ذئب أنا شرحبيل وهو شرحبيل وقد بينا لكم وقال ابن المديني قلت لسفيان بن عيينة كان شرحبيل بن سعد يفتي قال نعم ولم يكن أحد أعلم بالمغازي والبدريين منه فاحتاج فكأنهم اتهموه وقال في موضع آخر عن سفيان لم يكن أحد أعلم بالبدريين منه وأصابته حاجة فكانوا يخافون إذا جاء إلى الرجل فلم يعطه أن يقول لم يشهد أبوك بدر وقال ابن معين ليس بشيء ضعيف وقال أيضا كان أبو جابر البياضي كذابا وشرحبيل خير من ملأ الأرض مثله وقال مرة ضعيف يكتب حديثه وقال عمرو بن علي سمعت يحيى القطان قال قال رجل لابن إسحاق كيف حديث شرحبيل فقال واحد يحدث عن شرحبيل قال يحيى أتعجب من رجل يحدث عن أهل الكتاب وترغب عن شرحبيل وقال ابن سعد كان شيخا قديما روى عن زيد بن ثابت وعامة الصحابة وبقي حتى اختلط واحتاج وله أحاديث وليس يحتج به وقال أبو زرعة لين وقال النسائي ضعيف وقال الدارقطني ضعيف يعتبر به وقال ابن عدي له أحاديث وليست بالكثيرة وفي عامة ما يرويه نكارة وذكره ابن حبان في الثقات وقال مات سنة ثلاث وعشرين ومائة قلت وخرج بن خزيمة وابن حبان حديثه في صحيحيهما وقال حجاج الأعور عن ابن أبي ذئب كان شرحبيل منهما وقال ابن البرقي في باب من كان الأغلب عليه الضعف ويقال أن الرجل الذي روى عنه مالك حديث اصطدت بهسا في كتاب الحج شرحبيل بن سعد وهو يضعف وإنما ترك مالك تسميته لذلك وحكى مضر بن محمد عن ابن معين أنه وثقه ))
2. الارسال من شرحبيل بن سعد فهو لم يسند الرواية الى احد من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
و احمد بن عبد الجبار تكلموا فيه و منهم من وثق روايته في السير عن يونس بن بكير و هذه الرواية عن يونس .
نقرا من ميزان الاعتدال للامام الذهبي رحمه الله الجزء الاول :
(([443 - أحمد بن عبد الجبار العطاردي.]
روى عن أبي بكر بن عياش وطبقته. ضعفه غير واحد.
قال ابن عدي: رأيتهم مجمعين على ضعفه، ولا أرى له حديثا منكرا، إنما ضعفوه لأنه لم يلق الذين يحدث عنهم.
وقال مطين: كان يكذب.
وقال الدارقطني: لا بأس به، قد أثنى عليه أبو كريب، واختلف فيه شيوخنا، ولم يكن من أصحاب الحديث.
وقال أبو حاتم: ليس بالقوي.
وقال ابنه عبد الرحمن: كتبت عنه، وأمسكت عن التحديث عنه لما تكلم الناس فيه.
وقال ابن عدي: كان ابن عقدة لا يحدث عنه.
وذكر أن عنده عنه قمطراً على أنه كان يتورع أن يحدث عن كل أحد. ))
و هذه الطرق الثلاثة قد ضعفها الشيخ عصام الحميدان في تحقيقه لاسباب النزول للواحدي في الهامش حيث قال :
(( (3) - أخرجه الحاكم (المستدرك: 3/45) من طريق أحمد بن عبد الجبار به، وهو مرسل، ضعيف الإسناد، بسبب أحمد بن عبد الجبار العطاردي (تقربب التهديب 1/91 رقم: 75) ، ويشهد له:
1 - ما أخرجه ابن جرير (7/181) وابن أبي حاتم (فتح القدير: 2/141) عن السدّي مطوّلاً، وهو معضل ضعيف الإسناد.
ما أخرجه ابن جرير (7/181) وأبو الشيخ (فتح القدير: 2/141) عن عكرمة مرسلاً، بإسناد ضعيف ))
الطريق الرابع :
نقرا من الصارم المسلول في قتل شاتم الرسول لشيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله تحت المسالة الاولى
(( وقال محمد بن إسحاق في رواية ابن بكير عنه: قال أبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر وعبد الله بن أبي بكر بن حزم: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخل مكة وفرق جيوشه أمرهم أن لا يقتلوا أحدا إلا من قاتلهم إلا نفرا قد سماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: "اقتلوهم وإن وجدتموهم تحت أستار الكعبة " عبد الله بن خطل وعبد الله بابن أبي سرح وإنما أمر بابن أبي سرح لأنه كان قد أسلم فكان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي فرجع مشركا ولحق بمكة فكان يقول: لهم إني لأصرفه كيف شئت أنه ليأمرني أن أكتب له الشيء فأقول له: أو كذا أو كذا فيقول: نعم وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: "عليم حليم" فيقول له: أو أكتب "عزيز حكيم" فيقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلاهما سواء))
التحقيق :
الرواية ضعيفة لانها مرسلة من ابي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر و من عبد الله بن ابي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم و كلاهما لم يدركا صحابة النبي صلى الله عليه وسلم .
الطريق الخامس
نقرا من الصارم المسلول في قتل شاتم الرسول لشيخ الاسلم بن تيمية رحمه الله تحت المسالة الاولى
قال ابن إسحاق عن ابن أبي نجيح قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلى أمرائه من المسلمين حين أمرهم أن يدخلوا مكة ألا يقاتلوا إلا أحدا قاتلهم إلا أنه قد عهد في نفر سماهم أمر بقتلهم وإن وجدوا تحت أستار الكعبة منهم عبد الله بن سعد بن أبي سرح وإنما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله لأنه كان أسلم وكان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي فارتد مشركا راجعا إلى قريش فقال: والله إني لأصرفه حيث أريد إنه ليملي علي فأقول أو كذا أو كذا فيقول: نعم وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يملي عليه فيقول: "عزيز حكيم" أو "حكيم حليم" فكان يكتبها على أحد الحرفين فيقول: "كل صواب"
التحقيق :
الرواية ضعيفة لعلتين :
1. عنعنة ابن اسحاق فهو مدلس و لا يقبل منه الا اذا صرح بالسماع و لم يخالف رواية غيره .
نقرا من فتح الباري شرح صحيح البخاري الجزء الحادي عشر :
((وَتعقبه بن التُّرْكُمَانِيِّ بِأَنَّهُ قَالَ فِي بَابِ تَحْرِيمِ قَتْلِ مَاله روح بعد ذكر حَدِيث فِيهِ بن إِسْحَاقَ الْحُفَّاظُ يَتَوَقَّوْنَ مَا يَنْفَرِدُ بِهِ قُلْتُ وَهُوَ اعْتِرَاضٌ مُتَّجَهٌ لِأَنَّ هَذِهِ الزِّيَادَةَ تَفَرَّدَ بهَا بن إِسْحَاقَ لَكِنْ مَا يَنْفَرِدُ بِهِ وَإِنْ لَمْ يَبْلُغْ دَرَجَةَ الصَّحِيحِ فَهُوَ فِي دَرَجَةِ الْحَسَنِ إِذَا صَرَّحَ بِالتَّحْدِيثِ وَهُوَ هُنَا كَذَلِكَ وَإِنَّمَا يُصَحِّحُ لَهُ مَنْ لَا يُفَرِّقُ بَيْنَ الصَّحِيحِ وَالْحَسَنِ وَيَجْعَلُ كُلَّ مَا يَصْلُحُ لِلْحُجَّةِ صَحِيحًا وَهَذِه طَريقَة بن حِبَّانَ وَمَنْ ذُكِرَ مَعَهُ ))
2. الارسال من عبد الله ابن ابي نجيح .
الطريق السادس
نقرا من فتوح البلدان للبلاذري الجزء الاول تحت باب امر الخط :
((قال الواقدي: وأول من كتب له من قريش عَبْد اللَّهِ بْن سَعْد بْن أَبِي سرح، ثُمَّ ارتد ورجع إِلَى مكة وقال لقريش أنا آتي بمثل ما يأتي به مُحَمَّد، وكان يمل عَلَيْهِ «الظالمين» فيكتب «الكافرين» يمل عَلَيْهِ «سميع عليم» فيكتب «غفور رحيم» وأشباه ذلك، فأنزل اللَّه (وَمن أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمن قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ الله) 6: 93 فلما كان يوم فتح مكة أمر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقتله فكلمه فيه عُثْمَان بْن عَفَّان .... ))
التحقيق :
الرواية ضعيفة لعلتين :
1. محمد بن عمر الواقدي ضعيف كذاب مجمع على ضعفه .
نقرا في سير إعلام النبلاء للأمام الذهبي الجزء التاسع
((المغيرة بن محمد المهلبي : سمعت ابن المديني يقول : الهيثم بن عدي أوثق عندي من الواقدي .
قلت : أجمعوا على ضعف الهيثم .
أحمد بن زهير ، عن ابن معين قال : ليس الواقدي بشيء وقال مرة : لا يكتب حديثه
الدولابي : حدثنا معاوية بن صالح ، قال لي أحمد بن حنبل :الواقدي كذاب
النسائي في " الكنى " : أخبرنا عبد الله بن أحمد الخفاف ، قال : قال إسحاق : هو عندي ممن يضع الحديث - يعني الواقدي
أبو إسحاق الجوزجاني : لم يكن الواقدي مقنعا ، ذكرت لأحمد موته يوم مات ببغداد ، فقال : جعلت كتبه ظهائر للكتب منذ حين
وقال البخاري : ما عندي للواقدي حرف ، وما عرفت من حديثه ، فلا أقنع به
وقال أبو داود : لا أكتب حديثه ، ما أشك أنه كان ينقل الحديث ، لا ينظر للواقدي في كتاب إلا تبين أمره فيه
، روى في فتح اليمن وخبر العنسي أحاديث عن الزهري ليست من حديثه . وكان أحمد لا يذكر عنه كلمة .
قال النسائي : المعروفون بوضع الحديث على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربعة : ابن أبي يحيى بالمدينة ، والواقدي ببغداد ، ومقاتل بن سليمان بخراسان ، ومحمد بن سعيد بالشام))
2. الابهام في الاسناد فلا نعلم من هم شيوخ الواقدي و هذا بحكم المجهول .
الرواية الثالثة
نقرا من الصارم المسلول في قتل شاتم الرسول لشيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله المسالة الاولى
((وروى فيها وجه آخر رواه الإمام أحمد في الناسخ والمنسوخ: حدثنا مسكين ابن بكير ثنا معان قال: وسمعت أبا خلف يقول: كان ابن أبي سرح كتب للنبي صلى الله عليه وسلم القرآن فكان ربما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن خواتم الآي {يَعْمَلُونَ} و {يَفْعَلُونَ} ونحو ذا فيقول له النبي صلى الله عليه وسلم: "اكتب أي ذلك شئت" قال: فيوفقه الله للصواب من ذلك فأتى أهل مكة مرتدا فقالوا: يا ابن أبي سرح كيف كنت تكتب لابن أبي كبشة القرآن؟ قال: أكتبه كيف شئت قال: فأنزل الله في ذلك {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ} الآية كلها.))
التحقيق :
الرواية ضعيفة لعلتين :
1. معان بن رفاعة ضعيف .
نقرا من تهذيب الكمال للامام المزي رحمه الله باب الميم :
((6043 - ق: معان بن رفاعة السلامي (2) ، أَبُو مُحَمَّد الدمشقي ويُقال: الحمصي....
ال مُحَمَّد بْن عوف (1) ، عَن أَحْمَد بْن حَنْبَل: لم يكن بِهِ بأس.وَقَال مهنا بْن يحيى، عَن أَحْمَد بْن حنبل: لا بأس به.
وَقَال علي ابن المديني: ثقة، قد روى الناس عنه.
وَقَال عثمان بْن سَعِيد الدارمي، عَنْ دحيم: ثقة، وَقَال مُحَمَّد بْن عوف: لا بأس به.
وَقَال أبو حاتم (2) : شيخ حمصي يكتب حديثه ولا يحتج به.
وَقَال أبو زُرْعَة الدمشقي، شيخان معناهما واحد: عُثْمَان بْن أَبي العاتكة، ومعان بْن رفاعة، وأخبرني دحيم أَن معانا أرفعهما وأرجحهما.
وَقَال أَبُو عُبَيد الآجُرِّيّ، عَن أبي دَاوُد: ليس بِهِ بأس.
وَقَال عَباس الدُّورِيُّ (3) عن يحيى بن مَعِين: ضعيف.
وَقَال مُحَمَّد بْن عثمان بْن أَبي شَيْبَة: سئل يحيى بْن مَعِين عَنْ عُثْمَان بْن عَطَاء، ومعان بْن رفاعة، وسَعِيد بْن بشير، فقال: كل هؤلاء ضعفى.
وَقَال إبراهيم بْن يعقوب السعدي (1) : ليس بحجة.
وَقَال يعقوب بْن سُفْيَان (2) : لين الحديث.
وَقَال أَبُو حاتم بْن حبان (3) : منكر الحديث، يروي مراسيل كثيرة. ويحدث عَن أقوام مجاهيل لا يشبه حديثه حديث الأثبات، فلما صار الغالب فِي رواياته ما ينكره القلب استحق ترك الاحتجاج به.
وَقَال أبو أحمد بْن عدي (4) : عامة ما يرويه لا يتابع عليه )))
2. ابو خلف مجهول .
نقرا من الاكمال في ذكر من له رواية في مسند الامام احمد لابي المحاسن الحسيني رحمه الله باب الخاء :
((1063 - أَبُو خلف الْمَكِّيّ مولى بني جمح عَن عَائِشَة وَعنهُ إِسْمَاعِيل الْمَكِّيّ لَا يعرف ))
و على هذا لا يثبت سندا ان عبد الله بن سعد بن ابي السرح نزلت فيه هذه الاية بل ما ثبت هو ارتداده ثم توبته رضي الله عنه يوم فتح مكة
نقرا من سنن ابي داود رحمه الله اول كتاب الحدود باب الحكم فيمن ارتد :
(( 4358 - حدَّثنا أحمدُ بنُ محمَّد المروزيُّ، حدَّثنا عليُّ بنُ الحسينِ بنِ واقِدٍ، عن أبيه، عن يزيدَ النحويِّ، عن عكرمة عن ابنِ عباس، قال: كان عبدُ اللهِ بنُ سعْد بن أبي السَّرحِ يكتبُ لرسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلم -، فأزلَّهُ الشيطانُ، فلَحِقَ بالكُفَّار، فأمرَ به رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلم - أن يقتل يومَ الفتحِ، فاستجارَ له عثمانُ بن عفان، فأجاره رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلم - (1))
قال الشيخ شعيب الارنؤوط رحمه الله في تخريجه لسنن ابي داود رحمه الله :
(( (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل علي بن الحُسين بن واقد، فهو صدوق حسن الحديث، وهو متابع.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3518) من طريق علي بن الحسين بن واقد، بهذا الإسناد. ))
ثانيا : بيان تهافت الرواية متنا .
و ذلك من عدة وجوه :
الوجه الاول : ان الثابت ان القصة المذكورة في الرواية الثانية اعلاه وقعت لنصراني كان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم ثم مات فلفظته الارض ثلاث مرات دلالة على كذبه .
نقرا من صحيح البخاري كتاب المناقب باب علامات النبوة في الاسلام
(( 3617 - حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَارِثِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ نَصْرَانِيًّا فَأَسْلَمَ، وَقَرَأَ البَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ، فَكَانَ يَكْتُبُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَادَ نَصْرَانِيًّا، فَكَانَ يَقُولُ: مَا يَدْرِي مُحَمَّدٌ إِلَّا مَا كَتَبْتُ لَهُ فَأَمَاتَهُ اللَّهُ فَدَفَنُوهُ، فَأَصْبَحَ وَقَدْ لَفَظَتْهُ الأَرْضُ، فَقَالُوا: هَذَا فِعْلُ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ لَمَّا هَرَبَ مِنْهُمْ، نَبَشُوا عَنْ صَاحِبِنَا فَأَلْقَوْهُ، فَحَفَرُوا لَهُ فَأَعْمَقُوا، فَأَصْبَحَ وَقَدْ لَفَظَتْهُ الأَرْضُ، فَقَالُوا: هَذَا فِعْلُ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ، نَبَشُوا عَنْ صَاحِبِنَا لَمَّا هَرَبَ مِنْهُمْ -[203]- فَأَلْقَوْهُ، فَحَفَرُوا لَهُ وَأَعْمَقُوا لَهُ فِي الأَرْضِ مَا اسْتَطَاعُوا، فَأَصْبَحَ وَقَدْ لَفَظَتْهُ الأَرْضُ، فَعَلِمُوا: أَنَّهُ لَيْسَ مِنَ النَّاسِ، فَأَلْقَوْهُ ))
و نقرا من مسند الامام احمد مسند انس بن مالك رضي الله عنه
((12215 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَجُلًا كَانَ يَكْتُبُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ كَانَ قَرَأَ: الْبَقَرَةَ، وَآلَ عِمْرَانَ، وَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا قَرَأَ: الْبَقَرَةَ، وَآلَ عِمْرَانَ، جَدَّ فِينَا - يَعْنِي عَظُمَ -، فَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُمْلِي عَلَيْهِ غَفُورًا رَحِيمًا، فَيَكْتُبُ عَلِيمًا حَكِيمًا، فَيَقُولُ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اكْتُبْ كَذَا وَكَذَا، اكْتُبْ كَيْفَ شِئْتَ " وَيُمْلِي عَلَيْهِ عَلِيمًا حَكِيمًا، فَيَقُولُ: أَكْتُبُ سَمِيعًا بَصِيرًا؟ فَيَقُولُ: " اكْتُبْ (1) كَيْفَ شِئْتَ ". فَارْتَدَّ ذَلِكَ الرَّجُلُ عَنِ الْإِسْلَامِ، فَلَحِقَ بِالْمُشْرِكِينَ، وَقَالَ: أَنَا أَعْلَمُكُمْ بِمُحَمَّدٍ إِنْ كُنْتُ لَأَكْتُبُ كَيْفَمَا (2) شِئْتُ، فَمَاتَ ذَلِكَ الرَّجُلُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْأَرْضَ لَمْ تَقْبَلْهُ " وقَالَ أَنَسٌ: فَحَدَّثَنِي أَبُو طَلْحَةَ: " أَنَّهُ أَتَى الْأَرْضَ الَّتِي مَاتَ فِيهَا ذَلِكَ الرَّجُلُ، فَوَجَدَهُ مَنْبُوذًا، فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: مَا شَأْنُ هَذَا الرَّجُلِ؟ قَالُوا: قَدْ دَفَنَّاهُ مِرَارًا فَلَمْ تَقْبَلْهُ الْأَرْضُ " (1) ))
قال الشيخ شعيب الارنؤوط في تحقيقه لمسند الامام احمد رحمه الله :
(( (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.وأخرجه البيهقي في "إثبات عذاب القبر" (54) ، والبغوي (3725) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3212) من طريق يحيي بن أيوب المصري، وابن حبان (744) من طريق معتمر بن سليمان، كلاهما عن حميد، به.))
الوجه الثاني : انه على فرض صحة الرواية الثانية و الثالثة فان هذا لا يعني ان الكاتب كان يكتب من تالفيه و انما كان يكتب احدى الاحرف السبعة التي نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم و لذلك صححها له اذ ان عليم حكيم موحى بها من الله كما ان غفور رحيم موحى بها من الله عز وجل و قد قرا بكلتيهما النبي صلى الله عليه وسلم فلما صادف ان كتب باحدى الاحرف التي قراها النبي صلى الله عليه وسلم امره بتركها كما هي اذ ان كلها شاف واف .
نقرا من سنن ابي داود كتاب الصلاة ابواب فضائل القران :
(( 1477 - حدَّثنا أبو الوليد الطَّيالسي، حدَّثنا هَمامُ بنُ يحيى، عن قتادة، عن يحيي بن يَعمَر، عن سُليمانَ بن صُرَدٍ الخزاعي عن أبي بن كعب، قال: قال النبي - صلَّى الله عليه وسلم -: "يا أبيُّ، إني أُقرئتُ القرآن فقيل لي: على حرفِ أو حرفين؟ فقال المَلَكُ الذي معي: قل: على حرفين، قلت: على حرفين، فقيل لي: على حرفين أو ثلاثة؟ فقال المَلَكُ الذي معي: قل: على ثلاثةٍ، قلت: على ثلاثة، حتى بلغ سبعةَ أحرفٍ، ثم قال: ليس منها إلا شافٍ كافٍ، إن قلت: سميعاً عليماً عزيزاً حكيماً، ما لم تَختِم آيةَ عذابٍ برحمة، أو آيةَ رحمةٍ بعذاب" (2) ))
و نقرا من تفسير الطبري رحمه الله لسورة النحل :
((حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، قال: أخبرني سعيد بن المسيب: أن الذي ذكر الله إنما يعلمه بشر ، إنما افتتن إنه كان يكتب الوحي، فكان يملي عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: سَمِيعٌ عَلِيمٌ أو عَزِيزٌ حَكِيمٌ وغير ذلك من خواتم الآي، ثم يشتغل عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على الوحي، فيستفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقول: أعزيز حكيم، أو سميع عليم، أو عزيز عليم؟ فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيّ ذلك كتبت فهو كذلك ، ففتنه ذلك، فقال: إن محمدا يكل ذلك إليّ، فأكتب ما شئت ، وهو الذي ذكر في سعيد بن المسيب من الحروف السبعة. ))
و لذلك قال شيخ الاسلام رحمه الله في الصارم المسلول في قتل شاتم الرسول تحت المسالة الاولى :
((ففي هذا بيان لأن كلا الحرفين كان قد نزل وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأهما ويقول له: "اكتب كيف شئت من هذين الحرفين فكل صواب" وقد جاء مصرحا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " أنزل القرآن على سبعة أحرف كلها شاف كاف إن قلت عزيز حكيم أو غفور رحيم فهو كذلك ما لم يختم آية رحمة بعذاب أو آية عذاب برحمة " وفي حرف جماعة من الصحابة: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ نَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} والأحاديث في ذلك منتشرة تدل على أن من الحروف السبعة التي نزل عليها القرآن أن تختم الآية الواحدة بعدة أسماء من أسماء الله على سبيل البدل يخير القارئ في القراءة بأيها شاء وكان النبي صلى الله عليه وسلم يخيره أن يكتب ما شاء من تلك الحروف وربما قرأها النبي صلى الله عليه وسلم بحرف من الحروف فيقول له: "أو أكتب كذا وكذا" لكثرة ما سمع النبي صلى الله عليه وسلم يخير بين الحرفين فيقول له النبي صلى الله عليه وسلم: "نعم كلاهما سواء" لأن الآية نزلت بالحرفين وربما كتب هو أحد الحرفين ثم قرأه على النبي صلى الله عليه وسلم فأقره عليه لأنه قد نزل كذلك أيضا وختم الآي بمثل {سَمِيعٌ عَلِيمٌ} و {عَلِيمٌ حَكِيمٌ} و {غَفُورٌ رَحِيمٌ} أو بمثل {سَمِيعٌ بَصِيرٌ} أو {عَلِيمٌ حَكِيمٌ} أو {عَلِيمٌ حَلِيمٌ} كثير في القرآن وكان نزول الآية على عدة من هذه الحروف أمرا معتادا ثم إن الله نسخ بعض تلك الحروف لما كان جبريل يعارض النبي صلى الله عليه وسلم بالقرأن في كل رمضان وكانت العرضة الأخيرة هي حرف زيد بن ثابت الذي يقرأ الناس به اليوم وهو الذي جمع عثمان والصحابة رضي الله عنهم أجمعين عليه الناس ))
الوجه الثالث : ان الرواية الاولى معارضة لما هو معلوم من السيرة اذ ان سورة المؤمنون مكية وكذلك سورة الانعام فانها مدنية ما عدا الايات 151-153.
و نقرا في الاتقان في علوم القران للسيوطي رحمه الله الجزء الاول في معرفة مكيه و مدنيه :
((وقال أبو جعفر النحاس في كتابه " الناسخ والمنسوخ " : حدثني يموت بن المزرع ، حدثنا أبو حاتم سهل بن محمد السجستاني ، أنبأنا أبو عبيدة معمر بن المثنى ، حدثنا يونس بن حبيب : سمعت أبا عمرو بن العلاء يقول : سألت مجاهدا عن تلخيص آي القرآن ، المدني من المكي ، فقال : سألت ابن عباس ، عن ذلك فقال : سورة الأنعام : نزلت بمكة جملة واحدة ، فهي مكية إلا ثلاث آيات منها نزلن بالمدينة : قل تعالوا أتل [ 151 - 153 ] إلى تمام الآيات الثلاث ، وما تقدم من السور مدنيات .
ونزلت بمكة سورة الأعراف ويونس وهود ويوسف والرعد وإبراهيم والحجر والنحل . سوى ثلاث آيات من آخرها فإنهن نزلن بين مكة والمدينة ، في منصرفه من أحد . وسورة بني إسرائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء والحج ، سوى ثلاث آيات هذان خصمانإلى تمام الآيات الثلاث ، فإنهن نزلن بالمدينة - وسورة المؤمنين وَالْفَرْقَانِ وَسُورَةُ الشُّعَرَاءِ -سِوَى خَمْسِ آيَاتٍ مِنْ أخراها نَزَلْنَ بِالْمَدِينَةِ:{وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} إِلَى آخِرِهَا. ...هكذا أخرجه بطوله ، وإسناده جيد ، رجاله كلهم ثقات من علماء العربية المشهورين .)
الوجه الرابع : رويت روايات اخرى تعارض الرواية الاولى و تذكر ان قوله تعالى ((قتبارك الله احسن الخالقين)) من موافقات عمر رضي الله عنه و بعضها ذكرت انها موافقة لمعاذ بن جبل رضي الله عنه و كلها ضعيفة الا انها حجة على من اراد ان يلزمنا بالرواية الاولى الضعيفة اعلاه (رواية الكلبي ).
نقرا من تفسير القرطبي رحمه الله لسورة المؤمنون :
(( الرابعة : قوله تعالى : فتبارك الله أحسن الخالقين يروى أن عمر بن الخطاب لما سمع صدر الآية إلى قوله : خلقا آخر قال فتبارك الله أحسن الخالقين ؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : هكذا أنزلت . وفي مسند الطيالسي : ونزلت ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين الآية ؛ فلما نزلت قلت أنا : تبارك الله أحسن الخالقين ؛ فنزلت فتبارك الله أحسن الخالقين . ويروى أن قائل ذلك معاذ بن جبل . وروي أن قائل ذلك عبد الله بن أبي سرح ، وبهذا السبب ارتد وقال : آتي بمثل ما يأتي محمد ؛ وفيه نزل ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله على ما تقدم بيانه في ( الأنعام ) .))
ثالثا : رمتني بدائها و انسلت !! اوريجانوس يحرف العهد الجديد كيفما يحلو له و يرمي بالتهمة على غباء نساخ العهد الجديد !!!
اوريجانوس يحرف نصا في العهد الجديد حتى يتفادى الخطا الكارثي الذي وقع فيه مؤلفي العهد الجديد ثم يزعم ان عبارته هي الصحيحة لان النساخ اليونانيين كانوا يخطؤون كثيرا !!!!
نقرا من تعليق اوريجانوس على انجيل يوحنا الفصل السادس وهو يتكلم عن نص يوحنا 1/ 28 :
(( These things were done in Bethabara, beyond Jordan, where John was baptizing. John 1:28 We are aware of the reading which is found in almost all the copies, These things were done in Bethany. This appears, moreover, to have been the reading at an earlier time; and in Heracleon we read Bethany. We are convinced, however, that we should not read Bethany, but Bethabara. We have visited the places to enquire as to the footsteps of Jesus and His disciples, and of the prophets. Now, Bethany, as the same evangelist tells us, was the town of Lazarus, and of Martha and Mary; it is fifteen stadia from Jerusalem, and the river Jordan is about a hundred and eighty stadia distant from it. Nor is there any other place of the same name in the neighbourhood of the Jordan, but they say that Bethabara is pointed out on the banks of the Jordan, and that John is said to have baptized there. The etymology of the name, too, corresponds with the baptism of him who made ready for the Lord a people prepared for Him; for it yields the meaning House of preparation, while Bethany means House of obedience. Where else was it fitting that he should baptize, who was sent as a messenger before the face of the Christ, to prepare His way before Him, but at the House of preparation? And what more fitting home for Mary, who chose the good part, Luke 10:41, 43 which was not taken away from her, and for Martha, who was cumbered for the reception of Jesus, and for their brother, who is called the friend of the Saviour, than Bethany, the House of obedience? Thus we see that he who aims at a complete understanding of the Holy Scriptures must not neglect the careful examination of the proper names in it. In the matter of proper names the Greek copies are often incorrect, and in the Gospels one might be misled by their authority. The transaction about the swine, which were driven down a steep place by the demons and drowned in the sea, is said to have taken place in the country of the Gerasenes. Now, Gerasa is a town of Arabia, and has near it neither sea nor lake. And the Evangelists would not have made a statement so obviously and demonstrably false; for they were men who informed themselves carefully of all matters connected with Judوa. But in a few copies we have found, into the country of the Gadarenes; and, on this reading, it is to be stated that Gadara is a town of Judوa, in the neighbourhood of which are the well-known hot springs, and that there is no lake there with overhanging banks, nor any sea. But Gergesa, from which the name Gergesenes is taken, is an old town in the neighbourhood of the lake now called Tiberias, and on the edge of it there is a steep place abutting on the lake, from which it is pointed out that the swine were cast down by the demons. ))
https://www.newadvent.org/fathers/101506.htm
اوريجانوس يتهم النساخ اليونانيين بانهم دائما يخطؤون في كتابة الاسماء !!!!!!
الكارثة الكبرى هنا ان اوريجانوس قد ناقض نفسه اذ فعل نفس الفعل الذي نفاه عن المسيحيين اثناء رده على كلسس
من كتاب ضد الهرطقات لاوريجانوس الكتاب الثاني الفصل ٢٧ ينقل اتهام سلسوس ان المسيحيين حرفو الاناجيل حتى يستطيعوا ان يردوا على الاعتراضات الموجهة على التناقضات في كتابهم
Chapter XXVII.
After this he says, that certain of the Christian believers, like persons who in a fit of drunkenness lay violent hands upon themselves, have corrupted the Gospel from its original integrity, to a threefold, and fourfold, and many-fold degree, and have remodelled it, so that they might be able to answer objections. Now I know of no others who have altered the Gospel, save the followers of Marcion, and those of Valentinus, and, I think, also those of Lucian. But such an allegation is no charge against the Christian system, but against those who dared so to trifle with the Gospels. And as it is no ground of accusation against philosophy, that there exist Sophists, or Epicureans, or Peripatetics, or any others, whoever they may be, who hold false opinions; so neither is it against genuine Christianity that there are some who corrupt the Gospel histories, and who introduce heresies opposed to the meaning of the doctrine of Jesus.
هذا وصلى الله على سيدنا محمد و على اله وصحبه وسلم