بسم الله الرحمن الرحيم
نقلت بعض قنوات الاخبار ووسائل التواصل الاجتماعي خبر تمكن فريق علمي من عمان الدخول الى داخل بئر برهوت في محافظة المهرة و اكتشاف ما بداخله ، و ادعى جماعة من اعداء الدين ان هذا يكذب مزاعم المسلمين تجاه بئر برهوت من كونها مكان تجمع ارواح الكافرين و انها مسكن الجن !!!
و الرد :
نقول ان هذا الخبر مع هذا الزعم احتوى على جملة من الافك و الكذب الذي لا ينطلي الا على السذج و ذلك من خلال ثلاثة امور :
1. ايهامهم الاخرين ان الايمان بكون بئر برهوت المكان الذي تجتمع فيه الجن و ارواح الكفار جزء من العقيدة
2. الايحاء بان كون بئر برهوت هو مكان استقرار ارواح الكفار فيه هو من حديث النبي صلى الله عليه وسلم الثابت عنه
3. الكذب بشان اسم البئر و موقعه .
و نرد على هذا الكذب بالنقاط التالية :
اولا : عدم ثبوت الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا .
لم يصح في خبر بئر برهوت اي حديث مرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم غير الحديث ادناه :
نقرا من معجم الطبراني رحمه الله الجزء الحادي عشر باب العين :
(( 11167 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، وَعَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ الرَّازِيُّ، قَالَا: ثنا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ، ثنا مِسْكِينُ بْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي حَرَّةَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَيْرُ مَاءٍ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ مَاءُ زَمْزَمَ فِيهِ طَعَامٌ مِنَ الطُّعْمِ وَشِفَاءٌ مِنَ السُّقْمِ، وَشَرُّ مَاءٍ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ مَاءٌ بِوَادِي بَرَهُوتٍ بَقِيَّةُ حَضْرَمَوْتَ كَرِجْلِ الْجَرَادِ مِنَ الْهَوَامِّ يُصْبِحُ يَتَدَفَّقُ وَيُمْسِي لَا بَلَالَ بِهَا» ))
نقرا من السلسلة الصحيحة للامام الالباني رحمه الله الجزء الثالث :
(( 1056 - " خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم، فيه طعام من الطعم وشفاء من السقم، وشر ماء على وجه الأرض ماء بوادي برهوت
رواه الطبراني (3 / 112 / 1) وعنه الضياء في " المختارة " (67 / 114 / 2) من طريقين عن الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحراني أنبأنا مسكين بن بكير أنبأنا محمد بن مهاجر عن إبراهيم بن أبي حرة عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا. ومن
هذا الوجه أخرجه في " الأوسط " (1 / 118 / 1) وقال: " لم يروه عن إبراهيم إلا ابن مهاجر ولا عنه إلا مسكين تفرد به الحسن ".
قلت: وهو ثقة من رجال مسلم وكذا من فوقه غير إبراهيم بن أبي حرة قال الذهبي في " الميزان ": " ضعفه الساجي ولكن وثقه ابن معين وأحمد وأبو حاتم وزاد: لا بأس به، رأى ابن عمر يروي عنه معمر وابن معين وهو جزري سكن مكة ".
قلت: فالإسناد حسن على أقل الدرجات. ))
و هذا الحديث هو الوحيد الذي ثبت عن المعصوم فيما يخص بئر برهوت و هو الذي يكفي المسلم ان يعتقد فيه و ليس في الحديث انها المكان التي يجتمع عندها ارواح الكفار او انها مسكن الجن و غير ذلك . و اما بقية الروايات فلا شيء عنه صلي الله عليه وسلم واما ما روي فهو موقوف على الصحابة فمنها ما صح عنهم و منها ما لم يصح عنهم
1. من ذلك ما روي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه موقوفا
نقرا من صحيح ابن حبان رحمه الله الجزء السابع كتاب الجنائز :
(( 3 - أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم قال: "الْمُؤْمِنَ إِذَا حَضَرَهُ الْمَوْتُ حَضَرَتْهُ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ فَإِذَا قُبِضَتْ نَفْسُهُ جُعِلَتْ فِي حَرِيرَةٍ بَيْضَاءَ فَيُنْطَلَقُ بِهَا إِلَى بَابِ السَّمَاءِ فَيَقُولُونَ مَا وَجَدْنَا رِيحًا أَطْيَبَ مِنْ هَذِهِ فَيُقَالَ دَعُوهُ يَسْتَرِيحُ فَإِنَّهُ كَانَ فِي غَمٍّ فَيُسْأَلُ مَا فَعَلَ فُلَانٌ مَا فَعَلَ فُلَانٌ مَا فَعَلَتْ فُلَانَةُ وَأَمَّا الْكَافِرُ فَإِذَا قُبِضَتْ نَفْسُهُ وَذُهِبَ بِهَا إِلَى بَابِ الْأَرْضِ يَقُولُ خَزَنَةُ الْأَرْضِ مَا وَجَدْنَا رِيحًا أَنْتَنَ مِنْ هَذِهِ فَتَبْلُغُ بها إلى الأرض السفلى"
قَالَ قَتَادَةَ: وَحَدَّثَنِي رَجُلٌ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: أَرْوَاحُ الْمُؤْمِنِينَ تُجْمَعُ بِالْجَابِيَتِيْنِ وَأَرْوَاحُ الْكُفَّارِ تُجْمَعُ بِبُرْهُوتَ سَبِخَةٌ بِحَضْرَمَوْتَ1. [70:3]
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رَضِيَ الله تعالى عَنْهُ: هَذَا الْخَبَرُ رَوَاهُ مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ قَسَامَةَ بْنِ زُهَيْرٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ نَحْوَهُ مَرْفُوعًا الْجَابِيَتَانِ2 باليمن وبرهوت: من ناحية اليمن. ))
و هذا الخبر الموقوف عبد الله بن عمرو ضعيف و لا يصح عنه لعلة :
الابهام في السند فالشيخ الذي حدث قتادة رحمه الله مجهول .
وقد ضعفه الالباني رحمه الله في ضعيف موارد الظمان في زوائد بن حبان الجزء الاول كتاب الجنائز :
(( [15 - باب في موت المؤمن وغيره]77 - 732 - عن عبد الله بن عمرو، قال: أرواح المؤمنين تُجَمَّع بالجابيتين، وأرواح الكفار تجمع بـ (برهوت)؛ سَبْخَة (1) بـ (حضرموت).
ضعيف - "التعليق الرغيب" (4/ 187)، والظاهر أَنه من الإسرائيليّات. ))
وقد ضعفه شعيب الارنؤوط رحمه الله في تحقيقه لصحيح بن حبان رحمه الله :
(( 1 الرجل الذي حدث قتادة مجهول، ويغلب على الظن أن هذا الخير مما تلقاه عبد الله بن عمرو عن أهل الكتاب، وانظر مذاهب العلماء في مستقر الأرواح ما بين الموت إلى يوم القيامة في كتاب "الروح" لابن القيم ص125-159". والسبخة: أرض تعلوها الملوحة، ولا تكاد تنبت إلا بعض الشجر.))
و اما تعليق ابي حاتم الرازي رحمه الله فانه يخص حديث ابي الجوزاء عن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا لا حديث حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه الموقوف .
و دليل ذلك اننا رجعنا لكتاب العلل لابي حاتم رحمه الله الجزء الثالث فوجدناه هكذا :
(( 1044 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هَمَّام (1) ، عَنْ قَتادة، عَنْ أَبِي الجَوْزاء (2) ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِذَا حَضَرَ المُؤْمِنَ المَوْتُ، حَضَرَهُ مَلائِكَةُ الرَّحْمَةِ، قَبْضَ نَفْسِهِ فِي حَريرَةٍ بَيضَاءََ (3) ... ، الْحَدِيثَ (4) ؟ قَالَ أَبِي: وَرَوَاهُ مُعَاذُ بنُ هِشَامٍ (5) ، عَنْ أَبِيهِ (6) ، عَنْ قَتادة، عَنْ قَسامَة بْنِ [زُهَير] (1) ، عَنْ أَبِي هريرة، عن (2) النبيِّ (ص) . وَتَابَعَهُ عَلَى هَذِهِ الرِّواية القاسمُ بْنُ الفَضل (3) . قَالَ أَبِي: هَذَا أشبهُ؛ لأنَّ هِشَامَ (4) أحفَظُ مِنْ هَمَّام (5) . ))
فحصل اليقين بان كلام ابي حاتم رحمه الله هو عن حديث ابي هريرة رضي الله عنه المرفوع .
2. من ذلك ما روي عن علي رضي الله عنه موقوفا .
نقرا من مصنف عبد الرزاق كتاب المناسك
(( 9118 - عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ فُرَاتٍ الْقَزَّازِ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: " خَيْرُ وَادِيَيْنِ فِي النَّاسِ ذِي مَكَّةُ، وَوَادٍ فِي الْهِنْدِ هَبَطَ بِهِ آدَمُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ هَذَا الطِّيبُ الَّذِي تَطَّيَّبُونَ بِهِ، وَشَرُّ وَادِيَيْنِ فِي النَّاسِ وَادِي الْأَحْقَافِ، وَوَادٍ بِحَضْرَمَوْتَ يُقَالُ لَهُ: بَرَهَوْتُ، وَخَيْرُ بِئْرٍ فِي النَّاسِ زَمْزَمُ، وَشَرُّ بِئْرٍ فِي النَّاسِ بَلَهَوْتُ، وَهِيَ بِئْرٌ فِي بَرَهَوْتَ تَجْتَمِعُ فِيهِ أَرْوَاحُ الْكُفَّارِ " ))
و هذا موقوف على علي رضي الله عنه و يغلب على الخبر ان يكون اصله من الاسرائيليات التي رواها من اسلم من يهود اليمن ككعب الاحبار ووهب بنت منبه اليمانيين اذ ان اليهودية كانت قبل الاسلام منتشرة في كثير من اقيال حمير في اليمن و الخبر متعلق ببئر في ارض اليمن .
نقرا من كتاب المعارف لابن قتيبة الجزء الاول
((أديان العرب في الجاهلية
كانت النّصرانية في: «ربيعة» ، و «غسّان» ، وبعض «قضاعة» .
وكانت اليهودية في: «حمير» ، و «بنى كنانة» ، و «بنى الحارث بن كعب» ، و «كندة» .
وكانت المجوسية في: «تميم» .
منهم: زرارة بن عدس التميمي، وابنه: حاجب بن زرارة- وكان تزوّج ابنته ثم ندم.
ومنهم: الأقرع بن حابس- وكان مجوسيّا، وأبو سود- جدّ: وكيع ابن حسان- كان مجوسيّا.
وكانت الزندقة في «قريش» ، أخذوها من «الحيرة» .))
و مثل هذا الخبر لا يلزمنا بشيء اذ انه ليس مروي عن النبي صلى الله عليه وسلم و كل ما لم يثبت عنه و لم يقم عليه اجماع فهو قابل للاخذ و الرد .
نقرا من المدخل في سنن البيهقي رحمه الله :
((30 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أبنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا عَبْدُ الْجَبَّارِ، ثنا سَفَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: «لَيْسَ أَحَدٌ إِلَّا يُؤْخَذُ مِنْ قَوْلِهِ وَيُتْرَكُ مِنْ قَوْلِهِ إِلَّا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»31 - وَرُوِّينَا مَعْنَاهُ عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ ))
ثانيا : الحديث يصف بئرا في حضرموت بينما الخبر الذي اذاعته القنوات الاخبارية متعلق ببئر في محافظة المهرة و شتان بين الموقعين .
فالمهرة منطقة تقع بالقرن من الحدود الشرقية لليمن مع عمان و لا علاقة لها تاريخيا بحضرموت وقد اجمعت المصادر التاريخية الذاكرة لجغرافيا الجزيرة العربية ان حضرموت غير المهرة و ان بئر برهوت في حضرموت .
نقرا من معجم البلادان لياقوت الحموي الجزء الاول :
(( بَرَهُوت:
بضم الهاء، وسكون الواو، وتاء فوقها نقطتان: واد باليمن يوضع فيه أرواح الكفار، وقيل: برهوت بئر بحضرموت، وقيل: هو اسم للبلد الذي فيه هذه البئر، ورواه ابن دريد برهوت، بضم الباء وسكون الراء، وقيل: هو واد معروف، وقال محمد بن أحمد: وبقرب حضرموت وادي برهوت، وهو الذي قال فيه النبي، صلى الله عليه وسلم: إن فيه أرواح الكفار والمنافقين، وهي بئر عادية في فلاة واد مظلم، وروي عن عليّ، رضي الله عنه، أنه قال: أبغض بقعة في الأرض إلى الله عز وجل، وادي برهوت بحضرموت فيه أرواح الكفار وفيه بئر ماؤها أسود منتن تأوي إليه أرواح الكفار وعنه أنه قال: شرّ بئر في الأرض بئر بلهوت في برهوت تجتمع فيه أرواح الكفار، وحكى الأصمعي عن رجل من حضرموت قال: إنا نجد من ناحية برهوت الرائحة المنتنة الفظيعة جدّا ))
و نقرا من كتاب صورة الارض لابن حوقل الجزء الاول :
(( وحضر موت «1» فى شرقىّ عدن بقرب البحر ورمالها كثيرة غزيرة تعرف بالأحقاف وهى مدينة صغيرة ولها ناحية وأعمال عريضة وبها قبر هود النّبيّ صلّى الله عليه وبقربها برهوت وهو البئر التى «2» لا يعلم أنّ إنسانا نزلها، «3» وبلاد مهرة «4» فقصبتها تسمّى الشحر وهى» ))
و نقرا من كتاب المسالك و الممالك لابي عبيد البكري الجزء الثاني و هو يصف منطقة المهرة ثم يفرق بينها و بين حضرموت :
(( واختطّ مهرة موضع دار الخيل وما والاها على «1» سفح الجبل الذي يقال له جبل يشكر مما يلي الخندق الى شرقي العسكر الى جنان «2» بني مسكين اليوم، وهناك كان مسجد مهرة وأدخله طريف الخادم في دور الخيل «3» حين بناها. واختطت لخم قبلي ثقيف وانحدروا الى مسجد عبد الله، واختطّت غافق بين مهرة ولخم، ومضوا بخطتهم حتى برزوا الى الصحراء مما يلي الموقف،..... واختطّت الصّدف قبلي مهرة، فمضوا بخطتهم حتى لقوا حضرموت دون الصحراء ولقوا مما يلي القبلة بني سعد من تجيب «12» . واختطت تجيب شرقي))
و من نفس المصدر الجزء الاول نقرا تصريح المؤلف بان برهوت في حضرموت :
(( 296 وعلى هذا البحر ممّا يلي الباب والأبواب الموضع المسمّى باغة، وهي النّفاطة من هنا يحمل النفط «1» الأبيض، وهناك آطام وهي عيون النيران تظهر من الأرض وترى في الليل على مسافات كأطمة صقليّة وأطمة وادي برهوت من بلاد الشحر وحضر موت وأطمة أشك بين بلاد فارس والأهواز ترى بالليل من مسيرة أربعين فرسخا،))
و نقرا من كتاب نزهة المشتاق في اختراق الافاق الجزء الاول الاقليم الثاني للادريسي رحمه الله و هو يصف المهرة :
(( اهل مهرة مستعجم جدا لا يكاد يفهم وهو اللسان الحميري القديم وأكثر هذه الأرض قفر لا يعمرها إلا رواحل مهرة وجل مكاسبهم الإبل والمعز وجملة دوابهم التي في بلادهم تعتلف السمك المعروف بالوزق يصاد في ذلك البحر من بلاد عمان وهو حوت صغير جدا يصاد ويشمس وتعلف به الدواب والإبل وأهل مهرة لا يعرفون الحنطة ولا خبزها ))
و من نفس المصدر الجزء الاول الاقليم الاول وهو يصف حضرموت و موقعها :
((وبأرض حضرموت مدينتان اسم إحداهما شبام والأخرى تريم وبين المدينتين مقدار مرحلة ومن مدن حضرموت مأرب وهي الآن مدينة خراب وكانت مدينة سبا ومنها بلقيس زوجة سليمان عليه السلام ومن حضرموت إلى صداء مائتان وأربعون ميلا ومن صنعاء إلى صداء مائة وعشرون ميلا ومن عدن إلى حضرموت خمس مراحل وهي في شرقي عدن وبها رمال متصلة تعرف بالأحقاف وبلادها بلاد صغار وبها متاجر قليلة ويخرج منها الصبر الحضرمي وهو دون الصبر السقطري وربما سبكه الغشاشون للصبر فغشوا به الصبر السقطري وبمدينة سبا طوائف من أهل اليمن وأهل عمان وبها كان السد المذكور في أخبار العرب ))
و المعلوم للقارئ ان الحديث الذي اخرجه الطبراني رحمه الله ذكر حضرموت و لم يذكر المهرة لا من قريب و لا من بعيد فعلى اي اساس حكموا ان البئر هي نفسها التي في الحديث و متى كانت المهرة هي حضرموت !!!
و هنا رد لاحد الاخوة حيث يشرح لنا سبب الخلط و الغط اليوم بين البئر الموجود في حضرموت و بين البئر المزعوم في المهرة
https://www.facebook.com/10000914401...990249706/?d=n
هذا وصلى الله على سيدنا محمد و على اله وصحبه وسلم
نقلت بعض قنوات الاخبار ووسائل التواصل الاجتماعي خبر تمكن فريق علمي من عمان الدخول الى داخل بئر برهوت في محافظة المهرة و اكتشاف ما بداخله ، و ادعى جماعة من اعداء الدين ان هذا يكذب مزاعم المسلمين تجاه بئر برهوت من كونها مكان تجمع ارواح الكافرين و انها مسكن الجن !!!
و الرد :
نقول ان هذا الخبر مع هذا الزعم احتوى على جملة من الافك و الكذب الذي لا ينطلي الا على السذج و ذلك من خلال ثلاثة امور :
1. ايهامهم الاخرين ان الايمان بكون بئر برهوت المكان الذي تجتمع فيه الجن و ارواح الكفار جزء من العقيدة
2. الايحاء بان كون بئر برهوت هو مكان استقرار ارواح الكفار فيه هو من حديث النبي صلى الله عليه وسلم الثابت عنه
3. الكذب بشان اسم البئر و موقعه .
و نرد على هذا الكذب بالنقاط التالية :
اولا : عدم ثبوت الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا .
لم يصح في خبر بئر برهوت اي حديث مرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم غير الحديث ادناه :
نقرا من معجم الطبراني رحمه الله الجزء الحادي عشر باب العين :
(( 11167 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، وَعَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ الرَّازِيُّ، قَالَا: ثنا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ، ثنا مِسْكِينُ بْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي حَرَّةَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَيْرُ مَاءٍ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ مَاءُ زَمْزَمَ فِيهِ طَعَامٌ مِنَ الطُّعْمِ وَشِفَاءٌ مِنَ السُّقْمِ، وَشَرُّ مَاءٍ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ مَاءٌ بِوَادِي بَرَهُوتٍ بَقِيَّةُ حَضْرَمَوْتَ كَرِجْلِ الْجَرَادِ مِنَ الْهَوَامِّ يُصْبِحُ يَتَدَفَّقُ وَيُمْسِي لَا بَلَالَ بِهَا» ))
نقرا من السلسلة الصحيحة للامام الالباني رحمه الله الجزء الثالث :
(( 1056 - " خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم، فيه طعام من الطعم وشفاء من السقم، وشر ماء على وجه الأرض ماء بوادي برهوت
رواه الطبراني (3 / 112 / 1) وعنه الضياء في " المختارة " (67 / 114 / 2) من طريقين عن الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحراني أنبأنا مسكين بن بكير أنبأنا محمد بن مهاجر عن إبراهيم بن أبي حرة عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا. ومن
هذا الوجه أخرجه في " الأوسط " (1 / 118 / 1) وقال: " لم يروه عن إبراهيم إلا ابن مهاجر ولا عنه إلا مسكين تفرد به الحسن ".
قلت: وهو ثقة من رجال مسلم وكذا من فوقه غير إبراهيم بن أبي حرة قال الذهبي في " الميزان ": " ضعفه الساجي ولكن وثقه ابن معين وأحمد وأبو حاتم وزاد: لا بأس به، رأى ابن عمر يروي عنه معمر وابن معين وهو جزري سكن مكة ".
قلت: فالإسناد حسن على أقل الدرجات. ))
و هذا الحديث هو الوحيد الذي ثبت عن المعصوم فيما يخص بئر برهوت و هو الذي يكفي المسلم ان يعتقد فيه و ليس في الحديث انها المكان التي يجتمع عندها ارواح الكفار او انها مسكن الجن و غير ذلك . و اما بقية الروايات فلا شيء عنه صلي الله عليه وسلم واما ما روي فهو موقوف على الصحابة فمنها ما صح عنهم و منها ما لم يصح عنهم
1. من ذلك ما روي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه موقوفا
نقرا من صحيح ابن حبان رحمه الله الجزء السابع كتاب الجنائز :
(( 3 - أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم قال: "الْمُؤْمِنَ إِذَا حَضَرَهُ الْمَوْتُ حَضَرَتْهُ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ فَإِذَا قُبِضَتْ نَفْسُهُ جُعِلَتْ فِي حَرِيرَةٍ بَيْضَاءَ فَيُنْطَلَقُ بِهَا إِلَى بَابِ السَّمَاءِ فَيَقُولُونَ مَا وَجَدْنَا رِيحًا أَطْيَبَ مِنْ هَذِهِ فَيُقَالَ دَعُوهُ يَسْتَرِيحُ فَإِنَّهُ كَانَ فِي غَمٍّ فَيُسْأَلُ مَا فَعَلَ فُلَانٌ مَا فَعَلَ فُلَانٌ مَا فَعَلَتْ فُلَانَةُ وَأَمَّا الْكَافِرُ فَإِذَا قُبِضَتْ نَفْسُهُ وَذُهِبَ بِهَا إِلَى بَابِ الْأَرْضِ يَقُولُ خَزَنَةُ الْأَرْضِ مَا وَجَدْنَا رِيحًا أَنْتَنَ مِنْ هَذِهِ فَتَبْلُغُ بها إلى الأرض السفلى"
قَالَ قَتَادَةَ: وَحَدَّثَنِي رَجُلٌ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: أَرْوَاحُ الْمُؤْمِنِينَ تُجْمَعُ بِالْجَابِيَتِيْنِ وَأَرْوَاحُ الْكُفَّارِ تُجْمَعُ بِبُرْهُوتَ سَبِخَةٌ بِحَضْرَمَوْتَ1. [70:3]
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رَضِيَ الله تعالى عَنْهُ: هَذَا الْخَبَرُ رَوَاهُ مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ قَسَامَةَ بْنِ زُهَيْرٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ نَحْوَهُ مَرْفُوعًا الْجَابِيَتَانِ2 باليمن وبرهوت: من ناحية اليمن. ))
و هذا الخبر الموقوف عبد الله بن عمرو ضعيف و لا يصح عنه لعلة :
الابهام في السند فالشيخ الذي حدث قتادة رحمه الله مجهول .
وقد ضعفه الالباني رحمه الله في ضعيف موارد الظمان في زوائد بن حبان الجزء الاول كتاب الجنائز :
(( [15 - باب في موت المؤمن وغيره]77 - 732 - عن عبد الله بن عمرو، قال: أرواح المؤمنين تُجَمَّع بالجابيتين، وأرواح الكفار تجمع بـ (برهوت)؛ سَبْخَة (1) بـ (حضرموت).
ضعيف - "التعليق الرغيب" (4/ 187)، والظاهر أَنه من الإسرائيليّات. ))
وقد ضعفه شعيب الارنؤوط رحمه الله في تحقيقه لصحيح بن حبان رحمه الله :
(( 1 الرجل الذي حدث قتادة مجهول، ويغلب على الظن أن هذا الخير مما تلقاه عبد الله بن عمرو عن أهل الكتاب، وانظر مذاهب العلماء في مستقر الأرواح ما بين الموت إلى يوم القيامة في كتاب "الروح" لابن القيم ص125-159". والسبخة: أرض تعلوها الملوحة، ولا تكاد تنبت إلا بعض الشجر.))
و اما تعليق ابي حاتم الرازي رحمه الله فانه يخص حديث ابي الجوزاء عن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا لا حديث حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه الموقوف .
و دليل ذلك اننا رجعنا لكتاب العلل لابي حاتم رحمه الله الجزء الثالث فوجدناه هكذا :
(( 1044 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هَمَّام (1) ، عَنْ قَتادة، عَنْ أَبِي الجَوْزاء (2) ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِذَا حَضَرَ المُؤْمِنَ المَوْتُ، حَضَرَهُ مَلائِكَةُ الرَّحْمَةِ، قَبْضَ نَفْسِهِ فِي حَريرَةٍ بَيضَاءََ (3) ... ، الْحَدِيثَ (4) ؟ قَالَ أَبِي: وَرَوَاهُ مُعَاذُ بنُ هِشَامٍ (5) ، عَنْ أَبِيهِ (6) ، عَنْ قَتادة، عَنْ قَسامَة بْنِ [زُهَير] (1) ، عَنْ أَبِي هريرة، عن (2) النبيِّ (ص) . وَتَابَعَهُ عَلَى هَذِهِ الرِّواية القاسمُ بْنُ الفَضل (3) . قَالَ أَبِي: هَذَا أشبهُ؛ لأنَّ هِشَامَ (4) أحفَظُ مِنْ هَمَّام (5) . ))
فحصل اليقين بان كلام ابي حاتم رحمه الله هو عن حديث ابي هريرة رضي الله عنه المرفوع .
2. من ذلك ما روي عن علي رضي الله عنه موقوفا .
نقرا من مصنف عبد الرزاق كتاب المناسك
(( 9118 - عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ فُرَاتٍ الْقَزَّازِ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: " خَيْرُ وَادِيَيْنِ فِي النَّاسِ ذِي مَكَّةُ، وَوَادٍ فِي الْهِنْدِ هَبَطَ بِهِ آدَمُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ هَذَا الطِّيبُ الَّذِي تَطَّيَّبُونَ بِهِ، وَشَرُّ وَادِيَيْنِ فِي النَّاسِ وَادِي الْأَحْقَافِ، وَوَادٍ بِحَضْرَمَوْتَ يُقَالُ لَهُ: بَرَهَوْتُ، وَخَيْرُ بِئْرٍ فِي النَّاسِ زَمْزَمُ، وَشَرُّ بِئْرٍ فِي النَّاسِ بَلَهَوْتُ، وَهِيَ بِئْرٌ فِي بَرَهَوْتَ تَجْتَمِعُ فِيهِ أَرْوَاحُ الْكُفَّارِ " ))
و هذا موقوف على علي رضي الله عنه و يغلب على الخبر ان يكون اصله من الاسرائيليات التي رواها من اسلم من يهود اليمن ككعب الاحبار ووهب بنت منبه اليمانيين اذ ان اليهودية كانت قبل الاسلام منتشرة في كثير من اقيال حمير في اليمن و الخبر متعلق ببئر في ارض اليمن .
نقرا من كتاب المعارف لابن قتيبة الجزء الاول
((أديان العرب في الجاهلية
كانت النّصرانية في: «ربيعة» ، و «غسّان» ، وبعض «قضاعة» .
وكانت اليهودية في: «حمير» ، و «بنى كنانة» ، و «بنى الحارث بن كعب» ، و «كندة» .
وكانت المجوسية في: «تميم» .
منهم: زرارة بن عدس التميمي، وابنه: حاجب بن زرارة- وكان تزوّج ابنته ثم ندم.
ومنهم: الأقرع بن حابس- وكان مجوسيّا، وأبو سود- جدّ: وكيع ابن حسان- كان مجوسيّا.
وكانت الزندقة في «قريش» ، أخذوها من «الحيرة» .))
و مثل هذا الخبر لا يلزمنا بشيء اذ انه ليس مروي عن النبي صلى الله عليه وسلم و كل ما لم يثبت عنه و لم يقم عليه اجماع فهو قابل للاخذ و الرد .
نقرا من المدخل في سنن البيهقي رحمه الله :
((30 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أبنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا عَبْدُ الْجَبَّارِ، ثنا سَفَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: «لَيْسَ أَحَدٌ إِلَّا يُؤْخَذُ مِنْ قَوْلِهِ وَيُتْرَكُ مِنْ قَوْلِهِ إِلَّا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»31 - وَرُوِّينَا مَعْنَاهُ عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ ))
ثانيا : الحديث يصف بئرا في حضرموت بينما الخبر الذي اذاعته القنوات الاخبارية متعلق ببئر في محافظة المهرة و شتان بين الموقعين .
فالمهرة منطقة تقع بالقرن من الحدود الشرقية لليمن مع عمان و لا علاقة لها تاريخيا بحضرموت وقد اجمعت المصادر التاريخية الذاكرة لجغرافيا الجزيرة العربية ان حضرموت غير المهرة و ان بئر برهوت في حضرموت .
نقرا من معجم البلادان لياقوت الحموي الجزء الاول :
(( بَرَهُوت:
بضم الهاء، وسكون الواو، وتاء فوقها نقطتان: واد باليمن يوضع فيه أرواح الكفار، وقيل: برهوت بئر بحضرموت، وقيل: هو اسم للبلد الذي فيه هذه البئر، ورواه ابن دريد برهوت، بضم الباء وسكون الراء، وقيل: هو واد معروف، وقال محمد بن أحمد: وبقرب حضرموت وادي برهوت، وهو الذي قال فيه النبي، صلى الله عليه وسلم: إن فيه أرواح الكفار والمنافقين، وهي بئر عادية في فلاة واد مظلم، وروي عن عليّ، رضي الله عنه، أنه قال: أبغض بقعة في الأرض إلى الله عز وجل، وادي برهوت بحضرموت فيه أرواح الكفار وفيه بئر ماؤها أسود منتن تأوي إليه أرواح الكفار وعنه أنه قال: شرّ بئر في الأرض بئر بلهوت في برهوت تجتمع فيه أرواح الكفار، وحكى الأصمعي عن رجل من حضرموت قال: إنا نجد من ناحية برهوت الرائحة المنتنة الفظيعة جدّا ))
و نقرا من كتاب صورة الارض لابن حوقل الجزء الاول :
(( وحضر موت «1» فى شرقىّ عدن بقرب البحر ورمالها كثيرة غزيرة تعرف بالأحقاف وهى مدينة صغيرة ولها ناحية وأعمال عريضة وبها قبر هود النّبيّ صلّى الله عليه وبقربها برهوت وهو البئر التى «2» لا يعلم أنّ إنسانا نزلها، «3» وبلاد مهرة «4» فقصبتها تسمّى الشحر وهى» ))
و نقرا من كتاب المسالك و الممالك لابي عبيد البكري الجزء الثاني و هو يصف منطقة المهرة ثم يفرق بينها و بين حضرموت :
(( واختطّ مهرة موضع دار الخيل وما والاها على «1» سفح الجبل الذي يقال له جبل يشكر مما يلي الخندق الى شرقي العسكر الى جنان «2» بني مسكين اليوم، وهناك كان مسجد مهرة وأدخله طريف الخادم في دور الخيل «3» حين بناها. واختطت لخم قبلي ثقيف وانحدروا الى مسجد عبد الله، واختطّت غافق بين مهرة ولخم، ومضوا بخطتهم حتى برزوا الى الصحراء مما يلي الموقف،..... واختطّت الصّدف قبلي مهرة، فمضوا بخطتهم حتى لقوا حضرموت دون الصحراء ولقوا مما يلي القبلة بني سعد من تجيب «12» . واختطت تجيب شرقي))
و من نفس المصدر الجزء الاول نقرا تصريح المؤلف بان برهوت في حضرموت :
(( 296 وعلى هذا البحر ممّا يلي الباب والأبواب الموضع المسمّى باغة، وهي النّفاطة من هنا يحمل النفط «1» الأبيض، وهناك آطام وهي عيون النيران تظهر من الأرض وترى في الليل على مسافات كأطمة صقليّة وأطمة وادي برهوت من بلاد الشحر وحضر موت وأطمة أشك بين بلاد فارس والأهواز ترى بالليل من مسيرة أربعين فرسخا،))
و نقرا من كتاب نزهة المشتاق في اختراق الافاق الجزء الاول الاقليم الثاني للادريسي رحمه الله و هو يصف المهرة :
(( اهل مهرة مستعجم جدا لا يكاد يفهم وهو اللسان الحميري القديم وأكثر هذه الأرض قفر لا يعمرها إلا رواحل مهرة وجل مكاسبهم الإبل والمعز وجملة دوابهم التي في بلادهم تعتلف السمك المعروف بالوزق يصاد في ذلك البحر من بلاد عمان وهو حوت صغير جدا يصاد ويشمس وتعلف به الدواب والإبل وأهل مهرة لا يعرفون الحنطة ولا خبزها ))
و من نفس المصدر الجزء الاول الاقليم الاول وهو يصف حضرموت و موقعها :
((وبأرض حضرموت مدينتان اسم إحداهما شبام والأخرى تريم وبين المدينتين مقدار مرحلة ومن مدن حضرموت مأرب وهي الآن مدينة خراب وكانت مدينة سبا ومنها بلقيس زوجة سليمان عليه السلام ومن حضرموت إلى صداء مائتان وأربعون ميلا ومن صنعاء إلى صداء مائة وعشرون ميلا ومن عدن إلى حضرموت خمس مراحل وهي في شرقي عدن وبها رمال متصلة تعرف بالأحقاف وبلادها بلاد صغار وبها متاجر قليلة ويخرج منها الصبر الحضرمي وهو دون الصبر السقطري وربما سبكه الغشاشون للصبر فغشوا به الصبر السقطري وبمدينة سبا طوائف من أهل اليمن وأهل عمان وبها كان السد المذكور في أخبار العرب ))
و المعلوم للقارئ ان الحديث الذي اخرجه الطبراني رحمه الله ذكر حضرموت و لم يذكر المهرة لا من قريب و لا من بعيد فعلى اي اساس حكموا ان البئر هي نفسها التي في الحديث و متى كانت المهرة هي حضرموت !!!
و هنا رد لاحد الاخوة حيث يشرح لنا سبب الخلط و الغط اليوم بين البئر الموجود في حضرموت و بين البئر المزعوم في المهرة
https://www.facebook.com/10000914401...990249706/?d=n
هذا وصلى الله على سيدنا محمد و على اله وصحبه وسلم