جاء في نسب يسوع عند متى (مع مقارنته بأخبار الأيام الأول): حذف متي لأحد أجداد يسوع "يَهُويَاقِيمَ"
متي :يُوشِيَّا ولد يَكُنْيَا
إنجيل متي 1: 11 وَيُوشِيَّا وَلَدَ يَكُنْيَا وَإِخْوَتَهُ عِنْدَ سَبْيِ بَابِلَ.
أخبار الأيام الأول: يُوشِيَّا ولد يَهُويَاقِيمَ و يَهُويَاقِيمَ ولد يَكُنْيَا (أي أن يوشيا هو جد يكنيا وليس أباه كما ورد في متى).. فهناك حذف لـ "يهوياقيم" بينهما في متى.
سفر أخبار الأيام الأول 3: 15-16
15 وَبَنُو يُوشِيَّا: الْبِكْرُ يُوحَانَانُ، الثَّانِي يَهُويَاقِيمُ، الثَّالِثُ صِدْقِيَّا، الرَّابعُ شَلُّومُ.
16 وَابْنَا يَهُويَاقِيمَ: يَكُنْيَا ابْنُهُ وَصِدْقِيَّا ابْنُهُ.
يقول البروفيسور فيليب كومفورت في كتابه: "التعليق على نص وترجمات العهد الجديد"، ص 3:
" العديد من المخطوطات المتأخرة (M Θ f1 33 syrh، وآخرها تضع علامات للإشارة إلى أن الإقحام ليس أصليًا) تضيف شخصًا آخر إلى النسب – وبالتحديد Ιωακιμ))، (يهوياقيم) – بين يوشيا ويكنيا. وكانت هذه محاولة لمجانسة رواية متى إلى 1أخبار 3: 15-16. لكن نص متى ليس محاولة لإعادة إنتاج سلالة كاملة من الأب إلى الابن. فتم حذف بعض الأفراد، كان يهوياقيم واحدًا منهم."
فيقرر د. كومفورت أن نص متى الوارد في المخطوطات الأبكر والأوثق لم يكن فيه يهوياقيم وحاول بعض النساخ إقحامه لكن ذلك لا يصح.
تفسير دائرة المعارف الكتابية لحذف بعض أجداد يسوع:
فقد أسقط متى أسماء ثلاثة ملوك هم أخزيا ويوآش وأمصيا ، بين يورام وعزيا . والأرجح أن ذلك كان لأن أولئك الملوك الثلاثة ارتبطوا بعثليا ابنة أخآب وامرأته الشريرة إيزابل . وكان ذلك عقاباً لبيت يورام ، تنفيذاً لقول الرب : " أفتقد ذنوب الآباء فى الأبناء في الجيل الرابع من مبغضي " ( خر 20 : 5 ) . كما أسقط اسم يهوياقيم بن يوشيا ، لأنه كان ملكاً شريراً ، كما كان ألعوبة في يد فرعون نخو ملك مصر ( 2 مل 23 : 34 و 35 و 2 أخ 36 : 4 ) .
انتهى كلام دائرة المعارف الكتابية. وخلاصته أن متى أراد الاختصار ولم يورد أسماء الملوك الأشرار أو الذين ارتبطوا بالأشرار.
ولكن هل خلا نسب يسوع عند متى من جميع الأشرار.. فيكون هذا هو فعلا سبب حذف يهوياقيم؟ لنرى
كيف كان حال آحاز ملك يهوذا ؟ هل كان ملكا صالحا ولذلك استحق ان يذكر اسمه في نسب يسوع ؟ كلا ، لقد كان ملكا شريرا بدليل ما جاء في سفر الملوك الثاني أصحاح 16 كما يلي :
آحاز يملك على يهوذا
"مل-16-1 في السنة السابعة عشرة لفقح بن رمليا، ملك آحاز بن يوثام ملك يهوذا.
مل-16-2: كان آحاز ابن عشرين سنة حين ملك، وملك ست عشرة سنة في أورشليم. ولم يعمل المستقيم في عيني الرب إلهه كداود أبيه،
مل-16-3: بل سار في طريق ملوك إسرائيل حتى إنه عبر ابنه في النار حسب أرجاس الأمم الذين طردهم الرب من أمام بني إسرائيل.
مل-16-4: وذبح وأوقد على المرتفعات وعلى التلال وتحت كل شجرة خضراء."
وإذا كان آحاز هذا ليس مستقيما و عمل أعمال الامم التي طردها الرب ، بل كفر وذبح وأوقد للأصنام على المرتفعات ، فأي شر أكبر من ذلك؟ ولماذا لم يحذفه متى من سلسلة النسب؟
وهناك كثير من أسماء الأشرار في نسب يسوع (ليس آحاز فحسب) مثل رحبعام (1 مل 22:14) و أبيا (1 مل 3:15) ويورام (2 مل 18:8) ومنسى (2 مل 2:21) وآمون (2 مل 20:21) وغيرهم كثير.
النتيجة: إذاً، الشر ليس هو معيار الحذف من النسب.
أما السبب الأقوى والأقرب إلى المنطق السليم فهو:
ورد في سفر إرمياء أن الرب قرر ألا يجلس أحد من نسل يهوياقيم ملك يهوذا على عرش داود أبدا :
سفر إرميا 36: 30
"لِذلِكَ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ عَنْ يَهُويَاقِيمَ مَلِكِ يَهُوذَا: لاَ يَكُونُ لَهُ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ، وَتَكُونُ جُثَّتُهُ مَطْرُوحَةً لِلْحَرِّ نَهَارًا، وَلِلْبَرْدِ لَيْلاً."
وعلى ذلك لا يكون من حق يسوع أن يرث ملك داود أو أن يجلس على كرسيه فتسقط النبوءة بذلك.
هل ما فعله متى (حذف يهوياقيم) وما حاوله النساخ من بعده (إقحام يهوياقيم الذي حذفه متى في المخطوطات المتأخرة تاريخيا ووزنا) من عند الله أم من عند البشر؟