تطور علاقة الرب باليهود وتطويرهم للرب شكلا وموضوعا

تقليص

عن الكاتب

تقليص

binyaser اكتشف المزيد حول binyaser
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • binyaser
    1- عضو جديد
    • 21 ينا, 2007
    • 36

    تطور علاقة الرب باليهود وتطويرهم للرب شكلا وموضوعا

    تطور علاقة الرب باليهود وتطويرهم للرب شكلا وموضوعا
    الرب منذ آدم كان واحدا خالقا قادرا فاعلا عليما بصيرا فردا صمد لم يلد ولم يولد وكان يدعى :
    1 - الرب الاله

    تك 2:7 وجبل الرب الاله آدم ترابا من الارض.ونفخ في انفه نسمة حياة.فصار آدم نفسا حيّة.
    تك 2:8 وغرس الرب الاله جنّة في عدن شرقا.ووضع هناك آدم الذي جبله.
    تك 2:15 وأخذ الرب الاله آدم ووضعه في جنة عدن ليعملها ويحفظها.
    تك 2:16 واوصى الرب الاله آدم قائلا من جميع شجر الجنة تأكل اكلا.
    تك 2:18 وقال الرب الاله ليس جيدا ان يكون آدم وحده.فاصنع له معينا نظيره.
    تك 2:19 وجبل الرب الاله من الارض كل حيوانات البرية وكل طيور السماء.فاحضرها الى آدم ليرى ماذا يدعوها.وكل ما دعا به آدم ذات نفس حية فهو اسمها.
    تك 2:21 فاوقع الرب الاله سباتا على آدم فنام.فأخذ واحدة من اضلاعه وملأ مكانها لحما.
    تك 2:22 وبنى الرب الاله الضلع التي اخذها من آدم امرأة واحضرها الى آدم.
    تك 3:8 وسمعا صوت الرب الاله ماشيا في الجنة عند هبوب ريح النهار.فاختبأ آدم وامرأته من وجه الرب الاله في وسط شجر الجنة.
    تك 3:9 فنادى الرب الاله آدم وقال له اين انت.


    2 - الله
    تك 1:1 في البدء خلق الله السموات والارض.
    تك 1:2 وكانت الارض خربة وخالية وعلى وجه الغمر ظلمة وروح الله يرف على وجه المياه.
    تك 1:3 وقال الله ليكن نور فكان نور.
    تك 1:4 وراى الله النور انه حسن.وفصل الله بين النور والظلمة.
    تك 1:5 ودعا الله النور نهارا والظلمة دعاها ليلا.وكان مساء وكان صباح يوما واحدا
    تك 1:6 وقال الله ليكن جلد في وسط المياه.وليكن فاصلا بين مياه ومياه.
    تك 1:7 فعمل الله الجلد وفصل بين المياه التي تحت الجلد والمياه التي فوق الجلد.وكان كذلك.
    تك 1:8 ودعا الله الجلد سماء.وكان مساء وكان صباح يوما ثانيا
    تك 1:9 وقال الله لتجتمع المياه تحت السماء الى مكان واحد ولتظهر اليابسة.وكان كذلك.
    تك 1:10 ودعا الله اليابسة ارضا.ومجتمع المياه دعاه بحارا.ورأى الله ذلك انه حسن.
    تك 1:11 وقال الله لتنبت الارض عشبا وبقلا يبزر بزرا وشجرا ذا ثمر يعمل ثمرا كجنسه بزره فيه على الارض.وكان كذلك.
    تك 1:12 فاخرجت الارض عشبا وبقلا يبزر بزرا كجنسه وشجرا يعمل ثمرا بزره فيه كجنسه.ورأى الله ذلك انه حسن.
    تك 1:14 وقال الله لتكن انوار في جلد السماء لتفصل بين النهار والليل.وتكون لآيات واوقات وايام وسنين.
    تك 1:16 فعمل الله النورين العظيمين.النور الاكبر لحكم النهار والنور الاصغر لحكم الليل.والنجوم.
    تك 1:17 وجعلها الله في جلد السماء لتنير على الارض
    تك 1:18 ولتحكم على النهار والليل ولتفصل بين النور والظلمة.ورأى الله ذلك انه حسن.
    تك 1:20 وقال الله لتفض المياه زحافات ذات نفس حية وليطر طير فوق الارض على وجه جلد السماء.
    تك 1:21 فخلق الله التنانين العظام وكل ذوات الانفس الحية الدبّابة التي فاضت بها المياه كاجناسها وكل طائر ذي جناح كجنسه.ورأى الله ذلك انه حسن.
    تك 1:22 وباركها الله قائلا اثمري واكثري واملإي المياه في البحار.وليكثر الطير على الارض.
    تك 1:24 وقال الله لتخرج الارض ذوات انفس حية كجنسها.بهائم ودبابات ووحوش ارض كاجناسها.وكان كذلك.
    تك 1:25 فعمل الله وحوش الارض كاجناسها والبهائم كاجناسها وجميع دبابات الارض كاجناسها.ورأى الله ذلك انه حسن.
    تك 1:26 وقال الله نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا.فيتسلطون على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى البهائم وعلى كل الارض وعلى جميع الدبابات التي تدب على الارض.
    تك 1:27 فخلق الله الانسان على صورته.على صورة الله خلقه.ذكرا وانثى خلقهم.
    تك 1:28 وباركهم الله وقال لهم اثمروا واكثروا واملأوا الارض واخضعوها وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدبّ على الارض.
    تك 1:29 وقال الله اني قد اعطيتكم كل بقل يبزر بزرا على وجه كل الارض وكل شجر فيه ثمر شجر يبزر بزرا.لكم يكون طعاما.
    تك 1:31 ورأى الله كل ما عمله فاذا هو حسن جدا.وكان مساء وكان صباح يوما سادسا
    تك 2:2 وفرغ الله في اليوم السابع من عمله الذي عمل.فاستراح في اليوم السابع من جميع عمله الذي عمل.
    تك 2:3 وبارك الله اليوم السابع وقدسه.لانه فيه استراح من جميع عمله الذي عمل الله خالقا
    تك 3:1 وكانت الحيّة أحيل جميع حيوانات البرية التي عملها الرب الاله.فقالت للمرأة أحقا قال الله لا تأكلا من كل شجر الجنة.
    تك 3:3 واما ثمر الشجرة التي في وسط الجنة فقال الله لا تأكلا منه ولا تمسّاه لئلا تموتا.
    تك 3:5 بل الله عالم انه يوم تأكلان منه تنفتح اعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر.
    تك 4:25 وعرف آدم امرأته ايضا.فولدت ابنا ودعت اسمه شيثا.قائلة لان الله قد وضع لي نسلا آخر عوضا عن هابيل.لان قايين كان قد قتله.
    تك 5:1 هذا كتاب مواليد آدم.يوم خلق الله الانسان على شبه الله عمله
    تك 5:22 وسار اخنوخ مع الله بعدما ولد متوشالح ثلث مئة سنة وولد بنين وبنات.
    تك 5:24 وسار اخنوخ مع الله ولم يوجد لان الله اخذه
    تك 6:2 ان ابناء الله رأوا بنات الناس انهنّ حسنات.فاتّخذوا لانفسهم نساء من كل ما اختاروا.
    تك 6:4 كان في الارض طغاة في تلك الايام.وبعد ذلك ايضا اذ دخل بنو الله على بنات الناس وولدن لهم اولادا.هؤلاء هم الجبابرة الذين منذ الدهر ذوو اسم
    تك 6:9 هذه مواليد نوح.كان نوح رجلا بارا كاملا في اجياله.وسار نوح مع الله.
    تك 6:11 وفسدت الارض امام الله وامتلأت الارض ظلما.
    تك 6:12 ورأى الله الارض فاذا هي قد فسدت.اذ كان كل بشر قد افسد طريقه على الارض
    تك 6:13 فقال الله لنوح نهاية كل بشر قد أتت امامي.لان الارض امتلأت ظلما منهم.فها انا مهلكهم مع الارض.
    تك 6:22 ففعل نوح حسب كل ما امره به الله.هكذا فعل
    تك 7:9 دخل اثنان اثنان الى نوح الى الفلك ذكرا وانثى.كما امر الله نوحا
    تك 7:16 والداخلات دخلت ذكرا وانثى من كل ذي جسد كما امره الله.واغلق الرب عليه
    تك 7:23 فمحا الله كل قائم كان على وجه الارض.الناس والبهائم والدبّابات وطيور السماء.فانمحت من الارض.وتبقّى نوح والذين معه في الفلك فقط.
    تك 8:1 ثم ذكر الله نوحا وكل الوحوش وكل البهائم التي معه في الفلك.واجاز الله ريحا على الارض فهدأت المياه.
    تك 8:15 وكلم الله نوحا قائلا.
    تك 9:1 وبارك الله نوحا وبنيه وقال لهم اثمروا واكثروا واملأوا الارض.
    تك 9:6 سافك دم الانسان بالانسان يسفك دمه.لان الله على صورته عمل الانسان.
    تك 9:8 وكلم الله نوحا وبنيه معه قائلا.
    تك 9:12 وقال الله هذه علامة الميثاق الذي انا واضعه بيني وبينكم وبين كل ذوات الانفس الحيّة التي معكم الى اجيال الدهر.
    تك 9:16 فمتى كانت القوس في السحاب ابصرها لاذكر ميثاقا ابديا بين الله وبين كل نفس حيّة في كل جسد على الارض.
    تك 9:17 وقال الله لنوح هذه علامة الميثاق الذي انا اقمته بيني وبين كل ذي جسد على الارض
    تك 9:27 ليفتح الله ليافث فيسكن في مساكن سام.وليكن كنعان عبدا لهم
    تك 14:19 وباركه وقال مبارك ابرام من الله العلي مالك السموات والارض
    تك 14:20 ومبارك الله العلي الذي اسلم اعداءك في يدك.فاعطاه عشرا من كل شيء.
    تك 17:1 ولما كان ابرام ابن تسع وتسعين سنة ظهر الرب لابرام وقال له انا الله القدير.سر امامي وكن كاملا.
    تك 17:3 فسقط ابرام على وجهه.وتكلم الله معه قائلا.
    تك 17:9 وقال الله لابراهيم واما انت فتحفظ عهدي.انت ونسلك من بعدك في اجيالهم.
    تك 17:15 وقال الله لابراهيم ساراي امرأتك لا تدعو اسمها ساراي بل اسمها سارة.
    تك 17:19 فقال الله بل سارة امرأتك تلد لك ابنا وتدعو اسمه اسحق.واقيم عهدي معه عهدا ابديا لنسله من بعده.
    تك 17:22 فلما فرغ من الكلام معه صعد الله عن ابراهيم
    تك 17:23 فاخذ ابراهيم اسماعيل ابنه وجميع ولدان بيته وجميع المبتاعين بفضته كل ذكر من اهل بيت ابراهيم وختن لحم غرلتهم في ذلك اليوم عينه كما كلمه الله.
    تك 19:29 وحدث لما اخرب الله مدن الدائرة ان الله ذكر ابراهيم وارسل لوطا من وسط الانقلاب.حين قلب المدن التي سكن فيها لوط
    تك 20:3 فجاء الله الى ابيمالك في حلم الليل وقال له ها انت ميّت من اجل المرأة التي اخذتها فانها متزوجة ببعل.
    تك 20:6 فقال له الله في الحلم انا ايضا علمت انك بسلامة قلبك فعلت هذا.وانا ايضا امسكتك عن ان تخطئ اليّ.لذلك لم ادعك تمسّها.
    تك 20:11 فقال ابراهيم اني قلت ليس في هذا الموضع خوف الله البتة.فيقتلونني لاجل امرأتي.
    تك 20:13 وحدث لما اتاهني الله من بيت ابي اني قلت لها هذا معروفك الذي تصنعين اليّ.في كل مكان نأتي اليه قولي عني هو اخي
    تك 20:17 فصلّى ابراهيم الى الله.فشفى الله ابيمالك وامرأته وجواريه فولدن.
    تك 21:2 فحبلت سارة وولدت لابراهيم ابنا في شيخوخته.في الوقت الذي تكلم الله عنه.
    تك 21:4 وختن ابراهيم اسحق ابنه وهو ابن ثمانية ايام كما امره الله.
    تك 21:6 وقالت سارة قد صنع اليّ الله ضحكا.كل من يسمع يضحك لي.
    تك 21:12 فقال الله لابراهيم لا يقبح في عينيك من اجل الغلام ومن اجل جاريتك.في كل ما تقول لك سارة اسمع لقولها.لانه باسحق يدعى لك نسل.
    تك 21:17 فسمع الله صوت الغلام.ونادى ملاك الله هاجر من السماء وقال لها ما لك يا هاجر.لا تخافي لان الله قد سمع لصوت الغلام حيث هو.
    تك 21:19 وفتح الله عينيها فابصرت بئر ماء.فذهبت وملأت القربة ماء وسقت الغلام.
    تك 21:20 وكان الله مع الغلام فكبر.وسكن في البرية وكان ينمو رامي قوس.
    تك 21:22 وحدث في ذلك الزمان ان ابيمالك وفيكول رئيس جيشه كلما ابراهيم قائلين الله معك في كل ما انت صانع.
    تك 22:1 وحدث بعد هذه الامور ان الله امتحن ابراهيم.فقال له يا ابراهيم.فقال هانذا.
    تك 22:3 فبكّر ابراهيم صباحا وشدّ على حماره واخذ اثنين من غلمانه معه واسحق ابنه وشقّق حطبا لمحرقة وقام وذهب الى الموضع الذي قال له الله.
    تك 22:8 فقال ابراهيم الله يرى له الخروف للمحرقة يا ابني.فذهبا كلاهما معا
    تك 22:9 فلما أتيا الى الموضع الذي قال له الله بنى هناك ابراهيم المذبح ورتب الحطب وربط اسحق ابنه ووضعه على المذبح فوق الحطب.
    تك 22:12 فقال لا تمد يدك الى الغلام ولا تفعل به شيئا.لاني الآن علمت انك خائف الله فلم تمسك ابنك وحيدك عني.
    تك 23:6 اسمعنا يا سيدي انت رئيس من الله بيننا.في افضل قبورنا ادفن ميتك.لا يمنع احد منا قبره عنك حتى لا تدفن ميتك.
    تك 25:11 وكان بعد موت ابراهيم ان الله بارك اسحق ابنه.وسكن اسحق عند بئر لحي رئي
    تك 27:28 فليعطك الله من ندى السماء.ومن دسم الارض.وكثرة حنطة وخمر.
    تك 28:4 ويعطيك بركة ابراهيم لك ولنسلك معك.لترث ارض غربتك التي اعطاها الله لابراهيم.
    تك 28:12 ورأى حلما واذا سلّم منصوبة على الارض وراسها يمسّ السماء.وهوذا ملائكة الله صاعدة ونازلة عليها.
    تك 28:17 وخاف وقال ما ارهب هذا المكان.ما هذا الا بيت الله وهذا باب السماء.
    تك 28:20 ونذر يعقوب نذرا قائلا ان كان الله معي وحفظني في هذا الطريق الذي انا سائر فيه واعطاني خبزا لآكل وثيابا لالبس
    تك 28:22 وهذا الحجر الذي اقمته عمودا يكون بيت الله وكل ما تعطيني فاني اعشّره لك
    تك 30:2 فحمي غضب يعقوب على راحيل وقال ألعلي مكان الله الذي منع عنك ثمرة البطن.
    تك 30:6 فقالت راحيل قد قضى لي الله وسمع ايضا لصوتي واعطاني ابنا.لذلك دعت اسمه دانا.
    تك 30:8 فقالت راحيل مصارعات الله قد صارعت اختي وغلبت.فدعت اسمه نفتالي
    تك 30:17 وسمع الله لليئة فحبلت وولدت ليعقوب ابنا خامسا.
    تك 30:18 فقالت ليئة قد اعطاني الله اجرتي لاني اعطيت جاريتي لرجلي.فدعت اسمه يسّاكر.
    تك 30:20 فقالت ليئة قد وهبني الله هبة حسنة.الآن يساكنني رجلي لاني ولدت له ستة بنين.فدعت اسمه زبولون.
    تك 30:22 وذكر الله راحيل وسمع لها الله وفتح رحمها.
    تك 30:23 فحبلت وولدت ابنا.فقالت قد نزع الله عاري.
    تك 31:7 واما ابوكما فغدر بي وغيّر اجرتي عشر مرات.لكن الله لم يسمح له ان يصنع بي شرا.
    تك 31:9 فقد سلب الله مواشي ابيكما واعطاني.
    تك 31:11 وقال لي ملاك الله في الحلم يا يعقوب.فقلت هانذا.
    تك 31:16 ان كل الغنى الذي سلبه الله من ابينا هو لنا ولاولادنا.فالآن كل ما قال لك الله افعل
    تك 31:24 وأتى الله الى لابان الارامي في حلم الليل.وقال له احترز من ان تكلم يعقوب بخير او شر.
    تك 31:42 لولا ان اله ابي اله ابراهيم وهيبة اسحق كان معي لكنت الآن قد صرفتني فارغا.مشقّتي وتعب يديّ قد نظر الله فوبّخك البارحة
    تك 31:50 انك لا تذلّ بناتي ولا تأخذ نساء على بناتي.ليس انسان معنا.انظر.الله شاهد بيني وبينك.
    تك 32:1 واما يعقوب فمضى في طريقه ولاقاه ملائكة الله.
    تك 32:2 وقال يعقوب اذ رآهم هذا جيش الله.فدعا اسم ذلك المكان محنايم
    تك 32:28 فقال لا يدعى اسمك في ما بعد يعقوب بل اسرائيل.لانك جاهدت مع الله والناس وقدرت.
    تك 32:30 فدعا يعقوب اسم المكان فنيئيل.قائلا لاني نظرت الله وجها لوجه ونجّيت نفسي.
    تك 33:5 ثم رفع عينيه وابصر النساء والاولاد وقال ما هؤلاء منك.فقال الاولاد الذين انعم الله بهم على عبدك.
    تك 33:10 فقال يعقوب لا.ان وجدت نعمة في عينيك تاخذ هديتي من يدي.لاني رأيت وجهك كما يرى وجه الله فرضيت عليّ.
    تك 33:11 خذ بركتي التي أتي بها اليك.لان الله قد انعم عليّ ولي كل شيء.والحّ عليه فاخذ
    تك 35:1 ثم قال الله ليعقوب قم اصعد الى بيت ايل وأقم هناك واصنع هناك مذبحا لله الذي ظهر لك حين هربت من وجه عيسو اخيك.
    تك 35:5 ثم رحلوا.وكان خوف الله على المدن التي حولهم.فلم يسعوا وراء بني يعقوب.
    تك 35:7 وبنى هناك مذبحا ودعا المكان ايل بيت ايل.لانه هناك ظهر له الله حين هرب من وجه اخيه.
    تك 35:9 وظهر الله ليعقوب ايضا حين جاء من فدّان ارام وباركه.
    تك 35:10 وقال له الله اسمك يعقوب.لا يدعى اسمك فيما بعد يعقوب بل يكون اسمك اسرائيل.فدعا اسمه اسرائيل.
    تك 35:11 وقال له الله انا الله القدير.أثمر واكثر.امة وجماعة امم تكون منك.وملوك سيخرجون من صلبك.
    تك 35:13 ثم صعد الله عنه في المكان الذي فيه تكلم معه.
    تك 35:15 ودعا يعقوب اسم المكان الذي فيه تكلم الله معه بيت ايل
    تك 39:9 ليس هو في هذا البيت اعظم مني.ولم يمسك عني شيئا غيرك لانك امرأته.فكيف اصنع هذا الشر العظيم واخطئ الى الله.
    تك 41:16 فاجاب يوسف فرعون قائلا ليس لي.الله يجيب بسلامة فرعون
    تك 41:25 فقال يوسف لفرعون حلم فرعون واحد.قد اخبر الله فرعون بما هو صانع.



    3 - ظل يتبادل الاسمين __ يهوه .. ايل ، حتى أصبح اثنين فثلاث

    نجد الرب غير اسم ابرام الى ابراهيم وظل اسمه الله والرب الإله فى سفر التكوين لأن هناك روايتين مختلفتين فى قصة الخلق
    تك 17 :5 فلا يدعى اسمك بعد ابرام بل يكون اسمك ابراهيم.لاني اجعلك ابا لجمهور من الامم.
    ولم يكن ابراهيم يعرف اسم الله إلا أنه الاله القادر على كل شئ ولم يعرفه باسم يهوه كما أخبر الرب الاله موسى بذلك فى سفر الخروج :
    خر 6 :3 وانا ظهرت لابراهيم واسحق ويعقوب باني الاله القادر على كل شيء.واما باسمي يهوه فلم أعرف عندهم.

    ولكنا نجد ابراهيم يعرف اسم الرب يهوه فى تكوين 22 :14
    ( تك 22 11-16 )

    11 فناداه ملاك الرب من السماء وقال ابراهيم ابراهيم.فقال هانذا.
    12 فقال لا تمد يدك الى الغلام ولا تفعل به شيئا.لاني الآن علمت انك خائف الله فلم تمسك ابنك وحيدك عني.
    13 فرفع ابراهيم عينيه ونظر واذا كبش وراءه ممسكا في الغابة بقرنيه.فذهب ابراهيم واخذ الكبش واصعده محرقة عوضا عن ابنه.
    14 فدعا ابراهيم اسم ذلك الموضع يهوه يرأه.حتى انه يقال اليوم في جبل الرب يرى
    15 ونادى ملاك الرب ابراهيم ثانية من السماء
    16 وقال بذاتي اقسمت يقول الرب.اني من اجل انك فعلت هذا الامر ولم تمسك ابنك وحيدك



    ولكنا نفاجأ أن يعقوب بعد أن تسمى اسرائيل ، سمى المكان الذى رأى فيه الرب ايل .... بيت ايل

    تك 32 : 28 فقال لا يدعى اسمك في ما بعد يعقوب بل اسرائيل.لانك جاهدت مع الله والناس وقدرت.
    تك 32:32 لذلك لا يأكل بنو اسرائيل عرق النّسا الذي على حقّ الفخذ الى هذا اليوم.لانه ضرب حقّ فخذ يعقوب على عرق النّسا
    تك 33 : 20 واقام هناك مذبحا ودعاه ايل اله اسرائيل

    وقد سماه ايل بيت ايل فى تك 35 : 6- 7

    6 فاتى يعقوب الى لوز التي في ارض كنعان وهي بيت ايل.هو وجميع القوم الذين معه.
    7 وبنى هناك مذبحا ودعا المكان ايل بيت ايل.لانه هناك ظهر له الله حين هرب من وجه اخيه.
    ثم نراه فى نفس السفر قد سماه بيت ايل تك 35 : 15
    تك 35 : 15 ودعا يعقوب اسم المكان الذي فيه تكلم الله معه بيت ايل

    بينما كان اسم المكان أو المدينة لوز وسماه يعقوب بيت ايل

    ك 28:19 ودعا اسم ذلك المكان بيت ايل.ولكن اسم المدينة اولا كان لوز.

    ثم نفاجأ ....... بيت ايل مكان كان معروفا لابراهيم قبل أن يولد يعقوب أو اسرائيل

    تك 12:8 ثم نقل من هناك الى الجبل شرقي بيت ايل ونصب خيمته.وله بيت ايل من المغرب وعاي من المشرق.فبنى هناك مذبحا للرب ودعا باسم الرب.
    تك 13 :3 وسار في رحلاته من الجنوب الى بيت ايل.الى المكان الذي كانت خيمته فيه في البداءة بين بيت ايل وعاي.

    ونفاجأ أيضا ..... أن هاجر تعرف اسم الله ايل قبل ميلاد يعقوب
    تك 16 : 11-13
    11 وقال لها ملاك الرب ها انت حبلى فتلدين ابنا.وتدعين اسمه اسماعيل لان الرب قد سمع لمذلّتك.
    12 وانه يكون انسانا وحشيّا.يده على كل واحد ويد كل واحد عليه.وامام جميع اخوته يسكن.
    13 فدعت اسم الرب الذي تكلم معها انت ايل رئي.لانها قالت أههنا ايضا رأيت بعد رؤية.

    وبمراجعة الأعداد التى اشتملت على اسم يهوه نجده فى أسفار التكوين والخروج وما بعدها ، وذلك يعنى وجود الاسم يهوه والاسم ايل معا فى تلك الأسفار على الدوام :تك

    14:22 فدعا ابراهيم اسم ذلك الموضع يهوه يرأه.حتى انه يقال اليوم في جبل الرب يرى
    خر 3:15 وقال الله ايضا لموسى هكذا تقول لبني اسرائيل يهوه اله آبائكم اله ابراهيم واله اسحق واله يعقوب ارسلني اليكم.هذا اسمي الى الابد وهذا ذكري الى دور فدور.
    خر 17:15 فبنى موسى مذبحا ودعا اسمه يهوه نسّي.
    قض 6:24 فبنى جدعون هناك مذبحا للرب ودعاه يهوه شلوم.الى هذا اليوم لم يزل في عفرة الابيعزريين
    مز 83:18 ويعلموا انك اسمك يهوه وحدك العلي على كل الارض
    اش 12:2 هوذا الله خلاصي فاطمئن ولا ارتعب لان ياه يهوه قوتي وترنيمتي وقد صار لي خلاصا.
    ار 16:21 لذلك هانذا اعرّفهم هذه المرة اعرّفهم يدي وجبروتي فيعرفون ان اسمي يهوه
    ار 33:2 هكذا قال الرب صانعها الرب مصورها ليثبتها يهوه اسمه.
    هو 12:5 والرب اله الجنود يهوه اسمه.
    عا 4:13 فانه هوذا الذي صنع الجبال وخلق الريح واخبر الانسان ما هو فكره الذي يجعل الفجر ظلاما ويمشي على مشارف الارض يهوه اله الجنود اسمه
    عا 5:8 الذي صنع الثريا والجبّار ويحوّل ظل الموت صبحا ويظلم النهار كالليل الذي يدعو مياه البحر ويصبها على وجه الارض يهوه اسمه.
    عا 9:6 الذي بنى في السماء علاليه وأسّس على الارض قبّته الذي يدعو مياه البحر ويصبها على وجه الارض يهوه اسمه


    ولكنا نجد اسم الرب عند موسى غير معلوم وهوشئ عجيب ، كيف بنبى اصطفاه الله بالنبوة ولا يعرف من هو الرب ؟!
    كيف يكون غير معلوم له وبنى اسرائيل سوف يسألونه ......
    أنسوه تماما ولم يعد معروفا عندهم .....
    ولكن الرب هنا قد قرر انه يهوه ولسوف يظل يهوة الى الأبد

    خروج 3 : 13-15
    13 فقال موسى لله ها انا آتي الى بني اسرائيل واقول لهم اله آبائكم ارسلني اليكم.فاذا قالوا لي ما اسمه فماذا اقول لهم.
    14 فقال الله لموسى أهيه الذي أهيه.وقال هكذا تقول لبني اسرائيل أهيه ارسلني اليكم
    15 وقال الله ايضا لموسى هكذا تقول لبني اسرائيل يهوه اله آبائكم اله ابراهيم واله اسحق واله يعقوب ارسلني اليكم.هذا اسمي الى الابد وهذا ذكري الى دور فدور.
    الرب يقرر أنه لم يكن معروفا باسم يهوه
    خر 6 :3 وانا ظهرت لابراهيم واسحق ويعقوب باني الاله القادر على كل شيء.واما باسمي يهوه فلم أعرف عندهم.

    4 - المفاجأة الكبرى!الرب اصبح اثنين متعادلين فى العهد الجديد كما يصر الآباء لا كما يقر الكتاب المقدس ذاته بعدم تعادلهما أو تكافأهما..... الله والرب يسوع ( الآب والإبن)
    2بط 2:20 لانه اذا كانوا بعدما هربوا من نجاسات العالم بمعرفة الرب والمخلّص يسوع المسيح يرتبكون ايضا فيها فينغلبون فقد صارت لهم الاواخر اشر من الاوائل.
    2بط 3:2 لتذكروا الاقوال التي قالها سابقا الانبياء القديسون ووصيتنا نحن الرسل وصية الرب والمخلّص
    2يو 1:3 تكون معكم نعمة ورحمة وسلام من الله الآب ومن الرب يسوع المسيح ابن الآب بالحق والمحبة
    2بط 1:1 سمعان بطرس عبد يسوع المسيح ورسوله الى الذين نالوا معنا ايمانا ثمينا مساويا لنا ببر الهنا والمخلص يسوع المسيح.
    رو 1:7 الى جميع الموجودين في رومية احباء الله مدعوين قديسين.نعمة لكم وسلام من الله ابينا والرب يسوع المسيح.
    1كو 1:3 نعمة لكم وسلام من الله ابينا والرب يسوع المسيح
    2كو 1:2 نعمة لكم وسلام من الله ابينا والرب يسوع المسيح
    اف 1:2 نعمة لكم وسلام من الله ابينا والرب يسوع المسيح
    اف 6:23 سلام على الاخوة ومحبة بايمان من الله الآب والرب يسوع المسيح.
    في 1:2 نعمة لكم وسلام من الله ابينا والرب يسوع المسيح
    كو 1:2 الى القديسين في كولوسي والاخوة المؤمنين في المسيح نعمة لكم وسلام من الله ابينا والرب يسوع المسيح
    1تس 1:1 بولس وسلوانس وتيموثاوس الى كنيسة التسالونيكيين في الله الآب والرب يسوع المسيح.نعمة لكم وسلام من الله ابينا والرب يسوع المسيح
    2تس 1:1 بولس وسلوانس وتيموثاوس الى كنيسة التسالونيكيين في الله ابينا والرب يسوع المسيح
    2تس 1:2 نعمة لكم وسلام من الله ابينا والرب يسوع المسيح
    1تي 5:21 اناشدك امام الله والرب يسوع المسيح والملائكة المختارين ان تحفظ هذا بدون غرض ولا تعمل شيئا بمحاباة.
    2تي 4:1 انا اناشدك اذا امام الله والرب يسوع المسيح العتيد ان يدين الاحياء والاموات عند ظهوره وملكوته
    تي 1:4 الى تيطس الابن الصريح حسب الايمان المشترك نعمة ورحمة وسلام من الله الآب والرب يسوع المسيح مخلّصنا
    فل 1:3 نعمة لكم وسلام من الله ابينا والرب يسوع المسيح
    يع 1:1 يعقوب عبد الله والرب يسوع المسيح يهدي السلام الى الاثني عشر سبطا الذين في الشتات


    قرر الرب مباشرة النزول الى اليهود لأنه خاف عليهم التحول للوثنية الرومانية كما تحولوا للوثنية المصرية حتى أنهم كانوا فى حاجة لمعرفة اسم رب أبائهم ،والذى كان يهوه ثم ايل ثم يهوه الى الأبد
    فبنو اسرائيل لم يعد منهم من هو جدير بالنبوة ،وآخرهم يوحنا المعدان .... قتل مقطوع الرأس ، نزل الرب فى حالته الناسوتية فاديا ومخلصا على صورة الإبن يسوع


    مت 14:3 فان هيرودس كان قد امسك يوحنا واوثقه وطرحه في سجن من اجل هيروديا امرأة فيلبس اخيه.
    مت 14:4 لان يوحنا كان يقول له لا يحل ان تكون لك.
    مت 14:8 فهي اذ كانت قد تلقنت من امها قالت أعطيني ههنا على طبق راس يوحنا المعمدان.
    مت 14:10 فارسل وقطع راس يوحنا في السجن.


    5 - ولكن الآباء أصروا على أن تكون المفاجأة أكبر

    قرر الرب النزول بمعجزة تماثل العقائد الوثنية للمصريين والرومان وغيرهم ليؤمن الكل به ويستريح من يهوه وايل وغيرهم .......
    الرب أصبح ثلاثى الأقانيم وأصبح اسمه الآب والإبن والروح القدس ...
    وهكذا تتفق المسيحية مع الوثنية الرومانية..... ولن يعدو الأمر كونه مجرد تغيير أسماء ، ولتكن صور اللمسيح مصلوبا وتماثيله تشبه رب الأرباب لدي الرومان ، ولايمنع أن تكون الديانة الرسمية للإمبراطورية ، فالمسيحية دين صنعناه وطورناه وقررنا كتبه التى يتعبد بها ، ولنقتل كل من يخالفنا وطرقنا كثيرة ووحشية ولنا تاريخ عظيم فى ذلك ، وسيرى العالم منا الكثير تحت لواء الصليب مستقبلا
    مع أن الكتاب المقس حذر من الأنياء الكذبة ...
    الكذبة لم يعودوا أنبياء .... الأن ومن قبل وإلى الأبد .....آباء ....... سماهم الكتاب المقدس ....... معلمون كذبة ..... الذين يدسون بدع هلاك ..... وينكرون الرب ..... الواحد الأحد الفرد الصمد


    2بط 2 : 1 ولكن كان ايضا في الشعب انبياء كذبة كما سيكون فيكم ايضا معلّمون كذبة الذين يدسّون بدع هلاك واذ هم ينكرون الرب الذي اشتراهم يجلبون على انفسهم هلاكا سريعا.

    بينما ....
    ظل الرب فى العهد الجديد وبعد رفع سيدنا عيسى عليه السلام ........... الرب الواحد الفرد الصمد وعيسى نبيه ورسوله لبنى اسرائيل ، وهناك الحاح متواتر فى الأناجيل والرسائل على أنه رسول الله ، والبنوة عامة لعباد الله المؤمنين . ولا يوجد سياق مباشر أو غير مباشر ليعنى البنوة الحقيقية أو غيرها . والنصوص كثيرة وعديدة التى تقطع بذلك :
    المسيح رسول الله :
    يو 17:25 ايها الآب البار ان العالم لم يعرفك.اما انا فعرفتك وهؤلاء عرفوا انك انت ارسلتني.
    كل المؤمني بالله أولاده :
    يو 1:12 واما كل الذين قبلوه فاعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد الله اي المؤمنون باسمه.
    يو 1:13 الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله
    رو 8:14 لان كل الذين ينقادون بروح الله فاولئك هم ابناء الله.
    رو 8:15 اذ لم تأخذوا روح العبودية ايضا للخوف بل اخذتم روح التبني الذي به نصرخ يا أبا الآب.
    رو 8:16 الروح نفسه ايضا يشهد لارواحنا اننا اولاد الله.
    رو 8:17 فان كنا اولادا فاننا ورثة ايضا ورثة الله ووارثون مع المسيح.ان كنا نتألم معه لكي نتمجد ايضا معه
    ساوى المسيح بينه والتلاميذ فى البنوة لله الههم جميعا :

    يو 20-17 قال لها يسوع لا تلمسيني لاني لم اصعد بعد الى ابي.ولكن اذهبي الى اخوتي وقولي لهم اني اصعد الى ابي وابيكم والهي والهكم.
    وكما انى رسول الله أرسلكم أيضا للأمم :

    يو 20 -21 فقال لهم يسوع ايضا سلام لكم.كما ارسلني الآب ارسلكم انا.

    عندما أحيا الميت قال الجميع قد قام فينا نبى عظيم :
    ( لو 7 : 14-16)
    14 ثم تقدم ولمس النعش فوقف الحاملون.فقال ايها الشاب لك اقول قم.
    15 فجلس الميت وابتدأ يتكلم فدفعه الى امه.
    16 فاخذ الجميع خوف ومجدوا الله قائلين قد قام فينا نبي عظيم وافتقد الله شعبه.
    جموع اليهود مجدوا اله اسرائيل تعجبا من معجزات المسيح :

    مت 15:31 حتى تعجب الجموع اذ رأوا الخرس يتكلمون والشل يصحّون والعرج يمشون والعمي يبصرون.ومجدوا اله اسرائيل

    وحتى بولس الذى بشرفى الأممين بألوهية الله الآب وربوبية المسيح الإبن فاديا ومخلصا ومصلوبا تكفيرا عن خطية آدم ويكفى الإيمان بالصلب والفداء للتبرر لاغيا الشريعة متجاوزا بذلك النصوص القاطعة فى كل من العهدين على لسان عيسى وأنبياء اليهود جميعا ، ولكنا نجد فارق واضح بين الآب والإبن والآب هو الله والإبن هو الرب فى صيغة لا تعنى المثلية أو التكافؤ . وليبقى الله لا اله غيره والمسيح عبده ورسوله سيدا ومعلما ونبيا .
    وننقل هنا بحثا رائعا ويفى بالغرض من موسوعة نور الحق للاستاذ سعد رستم بتصرف و لعمقه :




    أقاويل بولـس الصريحة في نفي ألوهية المسيح
    أولاً : أقوال بولـس في توحيد الذات الإلـهية و إفراد الله تعالى بالإلـهية و الربوبية و الخالقية و القدرة المستقلة :

    1 ـ يقول بولس في رسالته الأولى إلى أهل قورنتس ( و في الطبعات البروتستانتية تسمى كورنثوس ) (8 / 4 ـ 6 ) :

    " و أما الأكل من لحم ما ذبح للأوثان فنحن نعلم أن لا وثن في العالم، و أن لا إلـه إلا الله الأحد [2]. و قد يكون في السماء أو في الأرض ما يزعم أنه آلهة، بل هناك كثير من الآلهة و كثير من الأرباب، و أما عندنا نحن فـليس إلا إلـه واحد و هو الآب، منه كل شيء و إليه نحن أيضا نصير. و رب واحد و هو يسوع، به كل شيء و به نحن أيضا "

    فهذا النص صريح في انحصار الإلـهية بالله الآب وحده (لا إله إلا الله الأحد ) ( و أما عندنا فليس إلا إله واحد: وهو الآب، منه كل شيء )، و أما وصف المسيح بالرب فلا يراد به الإلـهية و إلا لانتفى الحصر لها بالآب الذي كرره في كلامه هنا مرتين، بل المراد ـ كما سنوضحه في آخر الموضوع ـ السيد المعلم.

    2 ـ و يقول بولس في رسالته إلى أهل أفسس (4 / 5 ـ 6 ) :

    " و هناك رب واحد و إيمان واحد و معمودية واحدة، و إلــهٌ واحدٌ أبٌ لجميع الخلق و فوقهم جميعا يعمل بهم جميعا و هو فيهم جميعا "

    قلت : فهنا أيضا أكد أن الآب هو وحده الإلــه لجميع الكائنات.

    3ـ و يقول بولس في رسالته الأولى إلى طيموتاوس (2 / 5 ):

    " لأن الله واحد، و الوسيط بين الله و الناس واحد و هو إنسان أي المسيح يسوع "

    وهذه الجملة غاية في الصراحة و الوضوح في إفراد الله تعالى بالألوهية و نفيها عن المسيح إذ هي تؤكد أولا أن الله واحد، و أن المسيح شيء آخر، حيث هو الواسطة بين الله و الناس، و بديهي أن الواسطة غير الموسوط، علاوة على تأكيده أن المسيح، ككلٍّ، إنسانٌ، و بهذا يتم الفصل بين الله و المسيح بكل وضوح، و تخصص الألوهية لله تعالى وحده فقط، فأنى يؤفكون !!

    4 ـ ثم يقول بولس في نفس الرسالة، بعد جملته تلك (6 / 13 ـ 16 ):

    " و أوصيك في حضرة الله الذي يحيي كل شيء و في حضرة يسوع المسيح الذي شهد شهادة حسنة في عهد بنطيوس بيلاطس، أن تحفظ هذه الوصية و أنت بريء من العيب و اللوم إلى أن يظهر ربنا يسوع المسيح فسَــيُظْـهِرُه في الأوقات المحددة له:

    المبارك العزيز الوحيد ملك الملوك و رب الأرباب، الذي وحده له عدم الموت، ساكنا في نور لا يدنى منه، الذي لم يره أحد من الناس و لا يقدر أن يراه، الذي له الكرامة و القدرة الأبدية، آمين." (حسب الترجمة البروتستانتية )

    ذلك السعيد القدير وحده ملك الملوك و رب الأرباب الذي له وحده الخلود و مسكنه نور لا يقترب منه وهو الذي لم يره إنسان و لا يستطيع أن يراه، له الإكرام و العزة الأبدية. آمين."(حسب الترجمة الكاثوليكية للرهبانية ******ية )

    و هذا النص أيضا صريحٌ واضحٌ في توحيد الله و اعتباره وحده ملك الملوك و رب الأرباب، كما هو صريح في المغايرة و التمايز بين الله تعالى في مجده و علاه، الذي وحده لا يموت و لا يُرى، و بين المسيح، الذي سيظهره الله.

    5 ـ و فيما يلي نص خطبة خطبها بولس في أعيان مدينة أثينا، كما جاءت في أعمال الرسل (17 / 22 ـ 32 ):

    " يا أهل أثينة، أراكم شديدي التديّن من كل وجه، فإني و أنا سائر أنظر إلى أنصابكم وجدت هيكلا كتب عليه: إلى الإلـه المجهول!. فَما تعبدونه أنتم و تجهلونه، فذاك ما أبشركم به. إن الله الذي صنع العالم و ما فيه، و هو رب السماء و الأرض، لا يسكن في هياكل صنعتها الأيدي، و لا تخدمه أيدي بشرية، كما لو كان يحتاج إلى شيء. فهو الذي يهب لجميع الخلق الحياة و النفس و كل شيء. فقد صنع جميع الأمم البشرية من أصل واحد، ليسكنوا على وجه الأرض كلها، و جعل لسكناهم أزمنة موقوتة و أمكنة محدودة، ليبحثوا عن الله لعلهم يتحسسونه و يهتدون إليه، مع أنه غير بعيد عن كلٍّ منا. ففيه حياتنا و حركتنا و كياننا، كما قال شعراء منكم: فنحن أيضا من سلالته. فيجب علينا، و نحن من سلالة الله، ألا نحسَبَ اللاهوت يشبه الذهب أو الفضة أو الحجر، إذ مَـثَّـلَه الإنسان بصناعته و خياله. فقد أغضى الله طرفه عن أيام الجهل و هو يعلن الآن للناس أن يتوبوا جميعا و في كل مكان، لأنه حدد يوما يدين فيه العالم دينونة عدل عن يد رجل أقامه لذلك، و قد جعل للناس أجمعين برهانا على الأمر، إذ أقامه من بين الأموات "

    فقد تكلم كلاما جميلا عن الله تعالى و لم يأت بذكر على أن المسيح كان هو ذاك الله الذي تكلم عنه، بل علىالعكس قال أن الله أقام رجلا (أي إنسانا) ليدين العالم عن طريقه و أماته ثم بعثه ليجعله عَلَمَاً و دليلا على يوم القيامة، وهكذا نلاحظ التمايز و الفصل التام بين الله في وحدانيته و المسيح.
    ثانياً: أقوال بولس الواضحة في توحيد الأفعال [3] و في توحيد العبودية أي صرف كل مظاهر العبادة مثل الصلاة و الدعاء و الشكر و الحمد والثناء و الاستغاثة و الالتجاء لله الآب وحده دون غيره :

    1ـ يقول بولس في رسالته إلى أهل فيليبي (4 / 6 ـ 7 ):

    " لا تكونوا في هم من أي شيء كان. بل في كل شيء لترفع طلباتكم إلى الله بالصلاة و الدعاء مع الشكر. فإن سلام الله الذي يفوق كل إدراك يحف قلوبكم و أذهانكم في المسيح يسوع "

    قلت: فطلب الحوائج و الصلاة و الدعاء و الشكر يجب رفعها لله تعالى، لكي ينزل الله سكينته على المؤمنين بواسطة المسيح و لكي يثبت قلوبهم ـ في المصاعب ـ على الإيمان و الثقة بالمسيح و محبته.

    2 ـ و يقول في رسالته إلى أهل أفسس (3 / 14 ـ 20 ) :

    " لهذا أجثو على ركبتي للآب، فمنه تستمد كل أسرة اسمها في السماء و الأرض، و أسأله أن يهب لكم، على مقدار سِـعَة مجده، أن تشتدوا بروحه ليقوى فيكم الإنسان الباطن [4] و أن يقيم المسيح في قلوبكم الإيمان، حتى إذا تأصلتم في المحبة و أسسـتم عليه، أمكنكم أن تدركوا مع جميع القديسين ما هو العرض و الطول و العلو و العمق و تعرفوا محبة المسيح التي تفوق كل معرفة فتمتلئوا بكل ما لله من كمال. ذاك الذي يستطيع بقوته العاملة فينا أن يبلغ ما يفوق كثيرا كل ما نسأله و نتصوره، له المجد في الكنيسة و في المسيح يسوع على مدى الأجيال و الدهور آمين ".

    قلت : فبولس يؤكد أن الصلاة (الجثو على الركبتين )، إنما هي للآب فقط، لأنه منه وحده يستمد كل شيء اسمه و وجوده كما أنه بيده تعالى قلوب العباد و منه تعالى الثبات و التوفيق و الهداية التي ينزلها على من يشاء بواسطة الملائكة و المسيح، فالمسيح هو مَجرَى الفيض و واسطة المدد فحسب، لذا فالتسبيح و المجد لله تعالى المعطي و المفيض، و يا ليت النصارى يأخذون بهذا و يكفون عن عبادة المسيح، و الجثو للصلبان والتماثيل !

    3 ـ و يقول في رسالته الثانية إلى أهل قورنتس (1/ 3 ـ 4 و 9 ـ 10 ):

    " تبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح، أبو الرأفة و إلـه كل عزاء، فهو الذي يعزينا في جميع شدائدنا لنستطيع، بما نتلقى نحن من عزاء من الله أن نعزي الذين هم في أية شدة كانت... لئلا نتكل على أنفسنا بل على الله الذي يقيم الأموات، فهو الذي أنقذنا من أمثال هذا الموت و سـيُـنـقِـذُنا منه: و عليه جَعَـلْـنَا رجاءَنا بأنه سينقذنا منه أيضا. "

    ثم يقول في نفس الرسالة أيضا :

    ".... و إن الذي يثبتنا و إياكم للمسيح، و الذي مسحنا، هو اللــه، و هو الذي ختمنا بختمه و جعل في قلوبنا عربون الروح...

    الشكر لله الذي يستصـحبنا دائما أبدا في نصرِهِ بالمسيح و ينشر بأيدينا في كل مكان شذى معرفته... "

    4 ـ و يقول في رسالته الأولى لأهل قورنتس (1/ 4 ـ 8 ـ 9. و 15 / 57 ):
    " إني أشكر الله دائما في أمركم على ما أوتيتم من نعمة الله في المسيح يسوع... و هو الذي يثبتكم إلى النهاية حتى تكونوا بلا عيب يوم ربنا يسوع المسيح. هو الله أمين دعاكم إلى مشاركة ابنه يسوع المسيح ربنا (ثم يقول ):... فالشكر لله الذي آتانا النصر عن يد ربنا يسوع المسيح ".

    قلت: في كل هذه العبارات ـ و مثلها الكثير في رسائل بولس ـ نلاحظ التأكيد على أن الله تعالى مولى النعم و مصدر الرحمة و الفيض و موضع الرجاء و الثقة، و هو هادي النفوس و مزكيها و مولى المؤمنين و ناصرهم، أما دور المسيح في ذلك، فهو الوسـيلة و الواسطة التي اختارها الله لينزل رحمته بواسطتها و يفيض تخليصه و هدايته و عزاءه و نصره عبرها، فالرحمة و النعمة الآتية من المسيح مصدرها في الحقيقة هو الله الآب الفياض والمنعم ابتداء و ذاتا، لذا نجد بولس يرفع الشكر و الثناء و الصلاة و التمجيد لله تعالى.
    ثالثـاً : أقوال بولـس الصريحة الواضحة في أن اللهَ تعالى إلـهُ المسـيحِ و خالقُهُ و سيدُهُ و أن المسيحَ عبدٌ مخلوقٌ خاضعٌ لسلطان الله :

    1 ـ أما أن المسيح عليه السلام مخلوق لله فقد جاء واضحا في رسالة بولس إلى أهل قولسي (أو كولوسي ) (1 /15 ) حيث قال يصف المسيح:

    " هو صورة الله الذي لا يرى و بكر كل خليقة "

    ومرادنا من العبارة فهو وصف المسيح بأنه " بكر كل خليقة " التي تصرح بأن المسيح هو باكورة خليقة الله أي أول مخلوقات الله المتصدر لعالم الخلق، و بديهي أن المخلوق عبد لخالقه و لا يكون إلـها أبدا.

    2 ـ و أما أن اللهَُ تعالى إلـهُ المسيح فقد جاء صريحا في قول بولس في رسالته إلى أهل أفسس (1 / 16 ـ 17 ):

    " لا أكف عن شكر الله في أمركم، ذاكرا إياكم في صلواتي لكي يهب لكم إلــهُ ربِّنا يسوع المسيحِ، أبو المجد، روحَ حكمة يكشف لكم عنه تعالى لتعرفوه حق المعرفة "

    قلت: فهذا بيان صريح في أن الله تعالى، أبا المجد، هو إلــهُ يسوع، و بالتالي يسوع عبده، و هذا نفي قاطع لإلـهية المسيح لأن الإله لا يكون له إلـه !

    3 ـ و أما أن المسيح يستمد قوته من الله و يخضع في النهاية، ككل المخلوقات، لله تعالى، فقد جاء صريحا في كلام بولس التالي، في رسالته الأولى إلى أهل قورنتس (كورنثوس): (15 / 24ـ 28 ):

    " ثم يكون المنتهى حين يسلِّم (المسيحُ ) المُلْـكَ إلى اللهِ الآبِ بعد أن يكون قد أباد كل رئاسة و سلطان و قوة. فلا بد له (أي للمسيح ) أن يملك حتى (( يجعل جميع أعدائه تحت قدميه ))، و آخر عدو يبيده هو الموت، لأنه (( أخضع كل شيء تحت قدميه )). و عندما يقول: (( قد أخضع له كل شيء )) فمن الواضح أنه يستثني الذي أخضَعَ له كلَّ شيء. و متى أَخضَع له كل شيء، فحينئذ، يخضع الابن نفسه لذاك الذي أَخضَعَ له كلَّ شيء، ليكون اللهُ كل شيء في كل شيء. "

    قلت: تظهر من هذا النص الحقائق التالية:

    ¨ أن المُلْكَ الحقيقيَ الأصيلَ لِلَّهِ الآبِ وحدَه، و أما السلطان و المُلْكُ الذي أوتيه المسيح، فهو من عطاء الله و موهبته، و هو أمانة لأداء رسالة محددة وفق مشيئة الله، ثم يسلم المسيح فيما بعد الأمانة لصاحبها الحقيقي.

    ¨ أن المسيح لم يخـضِع شيئا من قوات الشر في العالم بقوته الذاتية، بل الله تعالى هو الذي أخضعها له.

    ¨ أن المسيح نفسَه، بعد أن ينصره الله على قوى الشر و يجعلها تحت قدميه، سيخضع بنفسه لله ليكون الله تعالى وحده الكل في الكل. و يذكرنا هذا بقوله تعالى في قرآنه المجيد: ((و أن إلى ربك المنتهى )).

    و كل نقطة من هذه النقاط الثلاث تأكيد واضح على عدم إلـهية المسيح و كونه محتاجا لله و خاضعا له سبحانه و تعالى، و على انحصار الإلهية بالله الآب وحده.

    4 ـ و هاك قول آخر لبولس يؤيد أيضا ما قلناه، قال في رسالته الثانية إلى كورنثوس (13 /4 ):

    " أجل، قد صُـلِبَ (أي المسيح ) بضعفه، لكنه حيٌ بقوة الله. و نحن أيضا ضعفاء فيه، و لكننا سنكون أحياء معه بقدرة الله فيكم. "

    قلت: فما أصرح هذه العبارة في تأكيد عبودية المسيح لله و عدم إلـهيته، حيث يقول أنه أي المسيح ضعيف بنفسه لكنه حي بقوة الله تعالى، مثلنا نحن الضعفاء بأنفسنا و لكن الأحياء بقوة الله تعالى.

    5 ـ و أما أن اللهَ تعالى سيدُ المسيح و مولاه الآمرُ له، فجاء واضحا في قول بولس في رسالته الأولى إلى أهل قورنتس أيضا (11 / 3 ):

    " و لكني أريد أن تعلموا أن رأس كل رجل هو المسيح و رأس المرأة هو الرجل و رأس المسيح هو الله ".

    قلت: من الواضح أنه ليس المراد هنا بالرأس، معناه الحقيقي، بل المراد معنىً مجازيٌّ للرأس هو "الرئيس المُطاع و السيد الآمر" [5]. فهذا النص يقول أنه كما أن الرجل هو سيد المرأة و رئيسها القوام عليها و الذي ينبغي عليها إطاعته [6]، فكذلك المسيح عليه السلام سيد الخلق (في عصره) الذي ينبغي على الناس إطاعته و الامتثال لأمره، و الله تعالى سيد المسيح و رئيسه و القوام عليه، الذي يجب على المسيح إطاعته و الامتثال لأمره. أفليس هذا رد صريح للادعاء بأن المسيح هو الله ذاته أو أنه إله مماثل لأبيه؟*****!
    رابعاً: تأكيد بولس الدائم، على الغـيـريـّة الكاملة بين الله تعالى و المسـيح عليه السلام و التعبير عنهما دائما ككائنين اثنين و شخصين منفصلين :

    من أوضح الأدلة على عدم اعتقاد بولس إلـهية المسيح ما يظهر في كل عبارة من عبارات رسائله من فصل و تمييز واضحين بين الله، و الذي يعبر عنه غالبا بالآب أو أبينا، و المسيح الذي يعبر عنه غالبا بالرب أو ربنا، و اعتبارهما شخصين اثنين و كائنين منفصلين. و توضيح ذلك أن بولس يؤكد أن الله واحد أحد لا إله غيره، كما مر، كما يؤكد ألوهية الآب، و يؤكد أن المسيح غير الآب، فبالنتيجة لا يمكن أن يكون المسيح إلـها ـ في نظر بولس ـ لأنه لو كان إلـها لصار هناك إلـهين اثنين، طالما أن المسيح غير الآب، و هذا ما يؤكده بولس عندما يؤكد أن الله واحد لا إله غيره. و أعتقد أن المسألة واضحة لا تحتاج لتأمل كبير! و الشواهد على هذا الموضوع ـ أعني أن الله غير المسيح و أنهما اثنين ـ من كلام بولس، كثيرة جدا، مر بعضها فيما سبق، و نضيف هنا بعض الشواهد الأخرى لمزيد من التوضيح:

    1 ـ الديباجة الدائمة التي يفتتح بها بولس رسائله فيقول:

    " عليكم النعمة و السلام من لدن الله أبينا و الرب يسوع المسيح " [7]

    2 ـ في رسالته الأولى إلى أهل قورنتس (3 / 22 ):

    " كل شيء لكم و أنتم للمسيح و المسيح لله "

    3 ـ و في رسالته الثانية إلى أهل تسالونيقي (2 / 16 ـ 17 ):

    " عسى ربنا يسوع المسيح نفسه، و الله أبونا الذي أحبنا و أنعم علينا بعزاء أبديٍّ و رجاء حسنٍ، أن يعزيا قلوبكم و يثبتاها في كل صالح من عمل و قول "

    4 ـ و في رسالته إلى أهل أفسس (1 / 19 ـ 22 ) يتحدث بولس عن عمل الله الذي عمله في المسيح فيقول:

    "... إذ أقامه من بين الأموات و أجلسه إلى يمينه في السموات فوق كل صاحب رئاسة و سلطان و قوة و سيادة و فوق كل اسم يسمى به مخلوق، لا في هذا الدهر وحده بل في الدهر الآتي أيضا، و جعل كل شيء تحت قدميه و وهبه لنا فوق كل شيء رأسا للكنيسة "

    و هذا الموضوع نفسه تكرر مرارا في رسائل بولس. انظر على سبيل المثال: أعمال الرسل: 13 / 30، و رسالته إلى أهل رومية: 8 / 11 و 10 / 9، و رسالته الأولى إلى أهل تسالونيقي: 1 / 10، و رسالته إلى أهل أفسس: 1 / 20 و رسالته إلى أهل قورنتس: 6 / 14.

    ففي كل هذا تأكيد واضح وضوح الشمس في رابعة النهار على التمييز و الفصل الكامل بين الله و المسيح و أنهما اثنان لا واحد.
    خامساً : بولس يصف المسيح بصفات ينفيها عن الله و يـنـزِّه الله عنها :

    1 ـ بين بولس مراراً موت المسيح و أنه دفن و بقي في قبره ثلاثة أيام إلى أن بعثه الله تعالى حيا: انظر رسالته إلى رومية: 8 / 34 و 14 / 9، و رسالته إلى أهل غلاطية: 2 / 21، و رسالته إلى أهل فيليبي: 2 / 8.. الخ.

    هذا في حين يقول بولس واصفا الله تبارك و تعالى: "..... المبارك العزيز الوحيد، ملك الملوك و رب الأرباب الذي وحده له عدم الموت ساكنا في نور لا يدنى منه، الذي لم يره أحد من الناس و لا يقدر أن يراه، الذي له الكرامة و القدرة الأبدية. آمين. " [8]

    2 ـ كما ذكر بولس في رسائله مرارا أن المسيح تألم و عانى الشدائد، فعلى سبيل المثال نجده يقول في رسالته إلى أهل كولوسي ( / 24): "... أفرح في آلامي لأجلكم و أكمل نقائص شدائد المسيح في جسمي لأجل جسده الذي هو الكنيسة "، أو يقول في رسالته الثانية إلى أهل قورنتس (1 / 5 ): " فكما تفيض علينا آلام المسيح، فكذلك بالمسيح يفيض عزاؤنا أيضا ".

    هذا في حين أن بولس، لما كان يقوم بالتبشير مع برنابا، في منطقة إيقونية، و ظهرت على أيديهما معجزات في مدينة لسترة حيث أقاما رجلا مقعدا خلقة فجعلاه يمشي ـ كما جاء في سفر أعمال الرسل ـ، و هجم وثنيو المدينة عليهما معتقدين أنهما إلهين نزلا من السماء! و أرادوا أن يقدموا لهما ذبائح!! فصاحا (أي بولس و برنابا ) في أولـئك الوثنيين الجهلة قائلين:

    " أيها الرجال! لماذا تفعلون هذا؟ نحن أيضا بشر تحت آلام مثلكم نبشركم أن ترجعوا من هذه الأباطيل إلى الإلـه الحي الذي خلق السموات و الأرض و البحر و كل ما فيها... " أعمال الرسل: 14 / 8 ـ 15.

    فاعتبر بولس أن كونه و زميله بشرا تحت آلام أكبر دليل على أنهما ليسا بآلهة. و بالتالي فانطلاقا من هذا المنطق الصحيح لا يمكن أن يكون المسيح إلـها برأي بولس، لأن المسيح أيضا كان بشرا تحت شدائد و آلام كما مر معنا من أقوال بولس التي سقناها آنفا.
    _____________________________
    شبهة :
    تعبير بولس عن المسيح بـِ " الربّ "

    الرد على هذه الشبهة :

    كلمة " الرب " هي عبارة بولس المفضلة عندما يشير إلى المسيح عليه السلام، و هو يكررها في رسائله كثيرا، خاصة في افتتاحيات رسائله حين يقول مثلا: "عليكم النعمة و السلام من لدن أبينا و الرب يسوع المسيح، تبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح... " (2 قورنتس: 1/2 ـ3)، أو قوله: " و يشهد كل لسان أن يسوع المسيح هو الرب " (فيليبي: 2/1)... الخ.

    و الحقيقة أن وصف المسيح بالربّ أو بربِّنا، لا يقتصر على بولس بل يقول به جميع أصحاب رسائل العهد الجديد الآخرين أيضا، أي القديسون يوحنا و بطرس، و يهوذا و يعقوب أخوا المسيح عليه السلام لأمه.

    و كان هذا مما صدمني جدا لما طالعت العهد الجديد لأول مرة، إذ كنت أتصور أن مرادهم من كلمة الرب ما نعهده نحن المسلمون منها: أي رب العالمين و بارئ الخلائق أجمعين الخالق الرازق سبحانه و تعالى... فكنت أستغرب وأستهجن وصف المسيح الذي هو عبدٌ لله تعالى و محتاج لمدده، بصفة الرب، أي جعله خالقنا و رازقنا مع أنه هو نفسه مخلوق و مرزوق من الله!!

    إلا أني لما تبحرت بمطالعة العهد الجديد و درست مدلولات بعض ألفاظه، خاصة لفظة الرب و مشتقاتها، دراسة مقارنة دقيقة، تأكدت من أن كتَّاب و مؤلفي العهد الجديد لم يكونوا يعنون بكلمة الرب عند إطلاقها على المسيح معنى الله الخالق الرازق أبدا، بل يعنون بها معنى المعلم و السيد المطاع أمره، فكلمة الرب كانت وصفا لمنزلة المسيح الرسالية النبوية التعليمية و مقامه ومنصبه الذي أقامه الله فيه، لا وصفا لطبيعته أو تحديدا لجوهر ذاته.

    و قد سبق و أشرت، في الفصلين الماضيين، لعض الشواهد من الأناجيل التي تدل على ذلك، و فيما يلي إعادة سريعة لها :

    (1) فقد جاء في إنجيل يوحنا أن اليهود كانوا يخاطبون النبي يحيى عليه السلام بعبارة :
    "رابِّـي " (يوحنا: 3/26) ، و من الواضح أن أحدا لم يقصد ألوهية يحيى عليه السلام .

    (2) كما جاء في نفس الإنجيل (يوحنا: 1/38) أيضا ما نصه:

    " فقالا (للمسيح): ربِّـي!، الذي تفسيره يا معلم، أين تمكث؟ "

    [ ملاحظة: جملة: (الذي تفسيره يا معلم) المعترضة، هي ليوحنا نفسه مؤلف الإنجيل و ليست لأحد من الشراح، فهي من متن الإنجيل نفسه وليست مضافة ] .

    (3) و جاء في إنجيل يوحنا كذلك (20 / 16) :

    " قال لها: يا مريم! فالتفتت إليه و قالت له ربوني الذي تفسيره: يا معلم ".

    (4) و جاء أيضا في إنجيل يوحنا (13/ 13 ـ 14)أن المسيح قال لتلامذته:

    " أنتم تدعوني " المعـلِّـم و الـرب " و أصبتم فيما تقولون فهكذا أنا. فإذا كنت أنا الرب و المعلم قد غسلت أقدامكم فيجب عليكم أنتم أيضا أن يغسل بعضكم أقدام بعض ".

    لكن النسخة التقليدية القديمة (البروتستانتية)للعهد الجديد ترجمت نفس تلك الآيات كالتالي:

    " أنتم تدعوني معلماً و ســيـداً و حسنا تقولون لأني أنا كذلك، فإن كنت وأنا الســيـد و المعلم غسلت أرجلكم فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أقدام بعض"

    إذاً ما ترجم بالسـيِّـد في الترجمة التقليدية القديمة، ترجم بالـربّ في الترجمة الحديثة، أي اختيرت لفظة الرب بدلا من السيد لترجمة الأصل اليوناني، مما يؤكد أن المقصود بالأصل من كلمة الرب هو معنى السيد و أنهما مترادفان.

    (5) و جاء في إنجيل لوقا (20 / 41 ـ 44) أن المسيح عليه السلام قال لليهود:

    " كيف يقال للمسيح أنه ابن داود و داود نفسه يقول في كتاب المزامير: "قال الرب لـربـِّي: اجلس عن يميني حتى أجعل أعداءك موطئا لقدميك"؟ فداود نفسه يدعو المسيح ربا، فكيف يكون المسيح ابنه؟ ".

    في هذا النص يستند المسيح عليه السلام لآية في مزامير داود (الزبور) يعتبرها بشارة عنه، فإذا رجعنا لمزامير داود في العهد القديم وجدنا أن البشارة هي الآية الأولى من المزمور رقم 110، و لفظها ـ كما في الترجمة الكاثوليكية الحديثة ـ:

    " قال الرب لسـيّدي اجلس عن يميني حتىأجعل أعداءك موطئا لقدميك" العهد القديم / ص 1269.

    فما عبر عنه المسيح بلفظة ربي هو في الحقيقة بمعنى سيدي و لا حرج فالمقصود واحد.

    لذلك نجد أن الترجمات العربية المختلفة للعهد الجديد، خاصة القديمة منها كانت تستخدم لفظة السيد في مكان لفظة الرب، و لفظة المعلم في مكان لفظة رابِّـي. و فيما يلي أمثلة مقارنة تدل على ما نقول، أخذناها من ثلاث ترجمات مختلفة للعهد الجديد هي التالية (من الأقدم إلى الأحدث):

    • الترجمة البروتستانتية القديمة التي قامت بها: جمعية التوراة البريطانية و الأجنبية، طبع كامبريدج، بريطانيا. و رمزتُ لها بالترجمة البريطانية البروتستانتية.

    • الترجمة المسماة: كتاب الأناجيل المقدسة. طبع المطبعة المرقسية الكاثوليكية بمصر في عهد رئاسة الحبر الجليل الأنبا كيرلِـس الثاني بطريرك المدينة العظمى الإسكندرية و سائر الكرازة المرقسية، سنة 1902 مسيحية. و رمزتُ لها بالترجمة المصرية الكاثوليكية.

    • ترجمة الكتاب المقدس الحديثة التي قامت بها الرهبانية ******ية في بيروت عام 1989 و نشرتها دار المشرق. و رمزتُ لها بالترجمة البيروتية ******ية.
    موضع الشاهد الترجمة البروتستانتية الترجمة الكاثوليكية الترجمة البيروتية
    إنجيل يوحنا: 1/ 49 أجاب نثنائيل و قال له: يا معلم ! أنت ابن الله أنت ملك إسرائيل. أجاب ناثانائيل و قال له: رابي ! أنت هو ابن الله أنت ملك إسرائيل. أجابه نتنائيل: رابي ! أنت ابن الله، أنت ملك إسرائيل.
    إنجيل يوحنا: 3/ 1 ـ 2
    هذا جاء إلى يسوع ليلا و قال له: يا معلم نعلم أنك قد أتيت من الله معلما لأنه ليس أحد يقدر أن يعمل هذه الآيات التي أنت تعمل إن لم يكن الله معه. فجاء إلى يسوع ليلا و قال له: رابي ، نحن نعلم أنك أتيت من الله معلما لأنه ليس يقدر أحد أن يعمل هذه الآيات التي أنت تعمل ما لم يكن الله معه. فجاء إلى يسوع ليلا و قال له: رابي ، نعلم أنك جئت من لدن الله معلما فما من أحد يستطيع أن يأتي بتلك الآيات التي تأتي بها إن لم يكن الله معه.
    إنجيل يوحنا: 4 / 11.
    قالت له: يا ســيـد ! لا دلو لك و البئر عميقة فمن أين لك الماء الحي؟ قالت له الامرأة: يا ســيـدي ! إنه لا مستقى لك و البئر عميق فمن أين لك الماء الحي؟ قالت له المرأة: يا رب ! لا دلو عندك و البئر عميقة، فمن أين لك الماء الحي؟
    إنجيل يوحنا: 4 / 15.
    قالت له المرأة: يا سيد أعطني هذا الماء لكي لا أعطش... قالت له الامرأة: يا سيد أعطني هذا الماء لكي لا أعطش... قالت له المرأة: يا ربّ ، أعطني هذا الماء لكي لا أعطش..
    إنجيل يوحنا:4 / 49.
    فقال له خادم الملك: يا ســيـد! انزل قبل أن يموت ابني. فقال له يسوع: اذهب ابنك حي ! فقال له الرئيس: يا رب ! انزل قبل أن يموت فتاي. فقال له يسوع: امض فابنك حي! فقال له عامل الملك: يا رب ! انزل قبل أن يموت ولدي. فقال له يسوع: اذهب إن ابنك حي!
    إنجيل يوحنا: 5/7
    أجابه المريض: " يا سيد ، ليس لي إنسان يلقيني في البِرْكة متى تحرك الماء أجاب المريض وقال: " يا سيد ليس لي إنسان لكي إذا تحرك الماء يلقيني في البِرْكة أجابه العليل: " يا رب ، ليس ليمن يغطني في البِرْكة عندما يفور الماء ..
    إنجيل يوحنا: 6 / 34. فقالوا له: " يا ســيـد ! أعطنا في كل حين هذا الخبز. فقالوا له: " يا ســيـد ! أعطنا هذا الخبز في كل حين. فقالوا له: " يا رب ! أعطنا هذا الخبز دائما أبداً.
    إنجيل يوحنا: 13 / 36. قال له سمعان بطرس: يا سيد إلى أين تذهب؟ قال يسوع: حيث أذهب لا تقدر أن تتبعني... قال له سمعان بطرس: إلى أين تذهب يا رب؟ أجابه يسوع: حيث أذهب أنا لا تقدر أن تتبعني... فقال له سمعان بطرس: يا رب إلى أين تذهب؟ أجاب يسوع: إلى حيث أنا ذاهب لا تستطيعُ الآن أن تتبعني...
    إنجيل يوحنا: 14 / 5.
    قال له توما: يا ســيـد ! لسنا نعلم أين تذهب فكيف نعرف الطريق؟ قال له توما: يا رب ! لسنا نعرف أين تذهب فكيف نقدر أن نعرف الطريق؟ قال له توما: يا رب ! إننا لا نعرف إلى أين تذهب فكيف نعرف الطريق؟
    إنجيل يوحنا: 14 / 8. فقال له فيليبـس: يا ســيـد ! أرنا الآب و كفانا! قال له فيليبس: يا رب ! أرنا الآب و حسـبنا! قال له فيليبس: يا رب ! أرنا الآب و حسـبنا!

    وأكتفي بهذه الأمثلة، و الحقيقة أن هذا نجده في كل مواضع استخدام لفظة الرب في الترجمات المختلفة و القديمة بشكل خاص، و أعتقد أن ما ذكر يكفي لليقين بأن مراد كاتبي الأناجيل و رسائل العهد الجديد، و منهم بولس، من لفظة الرب، ليس إلا معنى السيد أو المعلم المُطاع أمره.

    ومن ناحية أخرى إذا رجعنا إلى القاموس العبري ـ العربي [16] نرى أن لفظة الرب العبرية تعني: [ حاخام، معلم، وزير، ضابط، سيد ].
    فإذا عرفنا أن اللغة العبرية كانت هي لغة الكتاب المقدس الأصلية ( للعهد القديم ) الذي كان مرجع مؤلفي العهد الجديد، و عرفنا أن السيد المسيح عليه السلام كان بالنسبة إليهم: المعلم الأكبر و الحاخام الأعظم، و السيد الذي تعلو سيادته و سلطانه الروحي كل سيادة في الأرض، عرفنا لماذا كانوا يطلقون عليه لفظ " الرب " و ماذا كانوا يعنون بها.

    و من الجدير ذكره هنا، و هو ما قد يفاجئ القارئ، أنه حتى في اللغة العربية، قد تطلق لفظة الرب، المطلقة من غير أي إضافة، على المـلِك و السيد، كما ذكر صاحب لسان العرب حيث قال أن أهل الجاهلية يسمون الملك: الرب، و أنه كثيرا ما وردت كلمة الرب مطلقةً، في أشعارهم، على معنى غير الله تعالى [17] .
    كما جاء في لسان العرب: " الرب: يطلق في اللغة على المالك، و السيد، و المدبر، و المربي، و القيِّم، و المنعم... و (عن) ابن الأنباري: السيد المطاع، قال تعالى: فيسقي ربه خمرا، أي سيده، و يكون الرب المصلح، ربَّ الشيءَ إذا أصلحه " [18] .

    و قد وردت في القرآن الكريم بهذا المعنى عدة مرات، من ذلك الآيات التالية :

    1. { قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون } يوسف / 23.

    2. { يا صاحبي السجن أما أحدكما فيسقي ربه خمرا... } يوسف / 41.

    3. { و قال للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني عند ربك فأنساه الشيطان ذكر ربه فلبث في السجن بضع سنين } يوسف / 42.

    4. { فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن } يوسف / 50.

    5. و كذلك وردت بهذا المعنى في سورة التوبة في الآية:{ اتخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله و المسيح بن مريم و ما أمروا إلا ليعبدوا إلـها واحدا لا إلـه إلا هو سبحانه و تعالى عما يشركون } التوبة / 31.
    فمن الواضح أنهم لم يتخذوا أحبارهم آلهة خالقين رازقين ! إنما اتخذوهم سادة و أرباب استسلموا لسلطتهم و أطاعوهم طاعة عمياء في كل شيء حتى في تحريم الحلال و تحليل الحرام، و تشريع العقائد الجديدة غير المنزلة،كما ورد تفسيرها في الحديث الشريف عن عدي بن حاتم ـ و كان نصرانيا فأسلم ـ قال للنبي صلى الله عليه وسلم ، لما سمعه يتلو هذه الآية: " إن النصارى لم يعبدوا أحبارهم و رهبانهم! " فأجابه ( صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ): " بلى إنهم حرموا عليهم الحلال و أحلوا لهم الحرام فاتبعوهم فتلك عبادتهم إياهم " [19] .

    6. و في هذا المعنى أيضا قوله تعالى: { قل يا أهل الكتاب تعلوا إلى كلمة سواء بيننا و بينكم ألا نعبد إلا الله و لا نشرك به شيئا و لا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون } آل عمران /64.

    و لا شك أنه ليس المقصود أن لا نتخذ بعضنا بعضا آلهة خالقين رازقين، بل المقصود أن لا نتخذ بعضنا بعضا سادة طغاة متسلطين نركع و نسجد لهم و نطيعهم طاعة عمياء حتى في تحليل حرام الله أو تحريم حلاله أو تقرير عقائد إيمانية غيبية ما أنزل الله بها من سلطان، كما فعل فريق من النصارى في حق الباباوات.

    كل هذه الأمثلة أوردتها للتأكيد على أن لفظة " الرب " لا ينحصر معناها في الله تعالى الخالق الرازق، بل كثيرا ما تأتي بمعنى المالك الآمر و السيد المطاع. و هذا المعنى الأخير هو المراد في لغة العهد الجديد و لغة التلاميذ عندما يطلق على المسيح و هو الذي كان يعنيه بولس من لفظة الرب عندما يطلقها على السيد و المعلم الأكبر المسيح عليه السلام، فليس في هذه اللفظة أي دليل على ألوهيته.

    __________________________________________________ _
    [2] يطابق هذا كلمة التوحيد و شعار الإسلام، الذي هو جميع الرسالات السماوية: لا إلـه إلا الله.

    [3] توحيد الأفعال ـ مصطلح كلامي إسلامي ـ يقصد به إفراد الله تعالى وحده بالقدرة الذاتية المستقلة على الخلق و الإحياء و الإحداث و الإيجاد و الإمداد و الهداية و الضلال...، فما يحصل في الوجود من خلق و إحداث و رزق و إمداد فهو من فعل الله و خلقه و إيجاده، لا موجد غيره و لا فاعل بالاستقلال سواه، فبيده وحده الخلق و الرزق و النفع و الضر و العطاء و المنع و الهداية و الضلال و حتى أفعال العباد تمت بقوته و إرادته و مدده و مشيئته و إذنه، فلا فاعل و لا مؤثر في الوجود إلا هو أو به أي بالاستناد للاستطاعة التي منحها و المشيئة التي قدرها، و كل هذا متضمن في معنى: لا حول و لا قوة إلا بالله.

    [4] يقصد "بالإنسان الباطن " الصفة العقلانية للإنسان، خلافا " للإنسان الظاهر " الذي يشير إلى جسمه الفاني،و عبارة الإنسان الباطن قريبة جدا لمعنى كلمة قلوبكم التي وردت في كلام بولس في الفقرة التي بعدها [مستفاد من حاشية العهد الجديد باختصار].
    و إذا أردنا عبارة مماثلة لذلك في لغة الإسلام أي كلام الله تعالى في القرآن المجيد فهي قوله تعالى مثلا: " إنهم فتية آمنوا بربهم و زدناهم هدى و ربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السموات و الأرض..." الكهف / 14. أو قوله تعالى مثلا: " أولـئك كتب في قلوبهم الإيمان و أيدهم بروح منه.." الآية، المجادلة / 22. أو قوله عز و جل: "هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمـنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم و لله جنود السموات و الأرض و كان الله عليما حكيما " الفتح / 4.

    [5] هذا المجاز يستخدم حتى اليوم في العامية و الفصحى، في كثير من اللغات و منها العربية فنقول مثلا: فلان رأس تلك العصابة، أو رأس القوم، بل كلمة الرئيس إنما اشتقت من الرأس.

    [6] يماثل هذا، المبدأ الإسلامي: " الرجال قوَّامون على النساء ".

    [7] رومية: 1 / 7، و قورنتس الأولى: 1 / 3، و قورنتس الثانية: 1 / 2 ـ 3، و غلاطية: 1 / 3 ـ 4، و فيليبي: 1 / 2 الخ...

    [8] الرسالة الأولى لتيموثاوس: 6 / 15 ـ 16. و العبارة أوردتها من النسخة البروتستانتية لأنها أوضح هنا في بيان الشاهد المطلوب.

    [16] تأليف: ي افوجمان، طبع عام 1980، دار الجيل، بيروت.

    [17] انظر لسان العرب لابن منظور: مادة ربب: ج 1 / ص 399.

    [18] المرجع السابق:، مادة ربب، ج 1 / ص 400.

    [19] تفسير القرآن العظيم لابن كثير: 2 / 362، و قال عن الحديث: رواه الإمام أحمد و الترمذي و ابن جرير (الطبري) من طرق عدة.

    للأستاذ سعد رستم منقول بتصرف .
  • عبد مسلم
    6- عضو متقدم

    حارس من حراس العقيدة
    • 28 أبر, 2008
    • 991
    • ومن احسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من ا
    • عبد مسلم أعمل ان أكون عبدا مؤمنا طاعة لله وديانة له جل وعلا

    #2
    جزاكم الله خيرا
    ما شاء الله لا قوة إلا بالله ــــــ لي عودة لضيق الوقت
    لكن أستبيحك عذرا أن آخذ نسخة منه
    حياكم الله
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 10 نوف, 2020, 09:14 م.
    أستغفرُ اللهَ لِى وللمسلمينَ حتى يرضَى اللهُ وبعدَ رضاه، رضاً برضاه .
    " ... وَ عَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّـى لِتَرْضَى"
    اللَّهُمَّ اجعَل مِصرَ وأَهلَهَا وسَائِرَ بِلادِ المسلِميْنَه فِى ضَمانِكَ وأمانِكَ .

    تعليق

    • محب المصطفى
      مشرف عام

      • 7 يول, 2006
      • 17075
      • مسلم

      #3
      رد: تطور علاقة الرب باليهود وتطويرهم للرب شكلا وموضوعا

      لكن النسخة التقليدية القديمة (البروتستانتية)للعهد الجديد ترجمت نفس تلك الآيات كالتالي:

      " أنتم تدعوني معلماً و ســيـداً و حسنا تقولون لأني أنا كذلك، فإن كنت وأنا الســيـد و المعلم غسلت أرجلكم فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أقدام بعض"

      إذاً ما ترجم بالسـيِّـد في الترجمة التقليدية القديمة، ترجم بالـربّ في الترجمة الحديثة، أي اختيرت لفظة الرب بدلا من السيد لترجمة الأصل اليوناني، مما يؤكد أن المقصود بالأصل من كلمة الرب هو معنى السيد و أنهما مترادفان.
      من معاني السيادة ومقاصدها ..
      شموس في العالم تتجلى = وأنهار التأمور تتمارى , فقلوب أصلد من حجر = وأنفاس تخنق بالمجرى , مجرى زمان يقبر في مهل = أرواح وحناجر ظمئى , وأفئدة تسامت فتجلت = كشموس تفانت وجلى

      سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك ،،، ولا اله الا انت سبحانك إنا جميعا كنا من الظالمين نستغفرك ونتوب إليك
      حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكيلُ
      ،،،
      يكشف عنا الكروب ،، يزيل عنا الخطوب ،، يغفر لنا الذنوب ،، يصلح لنا القلوب ،، يذهب عنا العيوب
      وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
      وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد
      عدد ما خلق الله - وملئ ما خلق - وعدد ما في السماوات وما في الأرض وعدد ما احصى كتابه وملئ ما احصى كتابه - وعدد كل شيء وملئ كل شيء
      وعدد ما كان وعدد ما يكون - وعدد الحركات و السكون - وعدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته




      أحمد .. مسلم

      تعليق

      مواضيع ذات صلة

      تقليص

      المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
      ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 9 ساعات
      ردود 10
      10 مشاهدات
      0 ردود الفعل
      آخر مشاركة *اسلامي عزي*
      بواسطة *اسلامي عزي*
      ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 9 ساعات
      رد 1
      8 مشاهدات
      0 ردود الفعل
      آخر مشاركة *اسلامي عزي*
      بواسطة *اسلامي عزي*
      ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 3 يوم
      رد 1
      4 مشاهدات
      0 ردود الفعل
      آخر مشاركة *اسلامي عزي*
      بواسطة *اسلامي عزي*
      ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 3 يوم
      ردود 0
      5 مشاهدات
      0 ردود الفعل
      آخر مشاركة *اسلامي عزي*
      بواسطة *اسلامي عزي*
      ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 3 يوم
      ردود 0
      6 مشاهدات
      0 ردود الفعل
      آخر مشاركة *اسلامي عزي*
      بواسطة *اسلامي عزي*
      يعمل...