البقرة الحمراء باراه أدوماه פרה אדומה والهيكل المزعوم

تقليص

عن الكاتب

تقليص

المهندس زهدي جمال الدين مسلم اكتشف المزيد حول المهندس زهدي جمال الدين
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • المهندس زهدي جمال الدين
    12- عضو معطاء

    حارس من حراس العقيدة
    عضو شرف المنتدى
    • 3 ديس, 2006
    • 2169
    • مسلم

    #46

    كتبت الباحثة الآثار الإسرائيلية أماندا بورتشل دان ,2017 أكتوبر 25 حول ذلك الاكتشاف والذي أدى إلى خيبة الأمل عند حاخامات يهود.

    (من اليسار إلى اليمين) تيهيلا ليبرمان والدكتور جو عوزيئيل والدكتور آفي سولومن في موقع هيكل روماني قديم يشبه المسرح خفي منذ 1700 سنة متصل بحائط المبكى تحت البلدة القديمة لمدينة القدس في 16 أكتوبر2017.

    عالمة الآثار في السلطة الإسرائيلية للآثار تيهيلا ليبرمان في هيكل المسرح في أنفاق حائط المبكى في القدسארכיאולוגית-רשות-העתיקות-תהילה-ליברמן-במבנה-דמוי-התאטרון-


    يقوم جو عوزيئيل، وهو عالم آثار في سلطة الاثار الإسرائيلية، بتنظيف الحجارة في موقع هيكل روماني قديم يشبه المسرح، كان مخفيا منذ 1700 سنة، ومتصل بشكل مباشر بالجدار الغربي تحت البلدة القديمة في القدس في 16 أكتوبر 2017.
    الهيكل الذي يشبه المسرح في أنفاق حائط المبكى.. המבנה-דמוי-התיאטרון


    منظر عام لحائط المبكى في القدس وأنفاقه


    اكتشاف ثمانية طبقات من حائط المبكى في التنقيب.


    الهيكل الذي يشبه المسرح في أنفاق حائط المبكى.


    علماء الآثار خطوة واحدة أقرب إلى حل لغز ما حدث في القدس بعد تدمير المدينة من قبل الرومان في عام 70 بعد الميلاد. October 16, 2017 | Latest Photo Prev Next
    ما يعتقد المنقبون أنه أول مسرح روماني في القدس تم اكتشافه مؤخرًا تحت الأرض بالقرب من حائط المبكى في المدينة.
    كان اكتشاف البناء الأنيق مفاجأة لعلماء الآثار في سلطة الآثار الإسرائيلية archaeologists with the Israel Antiquities Authority,، الذين بدأوا في الأصل الحفر في المنطقة لمحاولة تحديد تاريخ قوس ويلسون Wilson's Arch، وهو هيكل حجري عثروا عليه سابقًا.


    عمال يرممون سقفًا بالقرب من الموقع الذي اكتشفت فيه سلطة الآثار الإسرائيلية مؤخرًا المسرح الروماني القديم. (الصورة: MENAHEM KAHANA / AFP / Getty Images)
    وقال المنقبون في بيان "لم نتخيل أن نافذة ستفتح لنا على سر مسرح القدس المفقود" ، مضيفين أن الاكتشاف سيؤدي إلى بعض الاستنتاجات المثيرة حول استخدامات وأهداف المسرح.
    يبدو أنه كان قادرًا على استيعاب 200 شخص. قال علماء الآثار إن أجزاء من المسرح كانت مخبأة منذ حوالي 1700 عام. في السابق، كانوا قد كتبوا فقط سجلات للمسارح والنظريات حول مواقعهم، لكن لم يكن لديهم دليل حقيقي عليها. الى الآن.

    عامل من سلطات الآثار الإسرائيلية يشرح المسرح المكتشف حديثاً. (الصورة: MENAHEM KAHANA / AFP / Getty Images) وقالوا "من منظور بحثي، هذا اكتشاف مثير". "كان الاكتشاف مفاجأة حقيقية".
    وقالوا إن عنصر المفاجأة الآخر في الاكتشاف هو أنه يبدو أن المسرح لم يستخدم أبدًا في الواقع. تم العثور على درج غير مكتمل في الموقع، مما يشير إلى أن الهيكل ربما تم التخلي عنه قبل استخدامه.
    "يتيح ذلك إمكانية استخلاص الاستنتاجات على مستوى من الدقة كان من المستحيل في الماضي، تحويل دراسة النتائج في ويلسون آرك إلى أبحاث أثرية دقيقة رائدة ومتطورة"، وفقًا لعلماء الآثار.
    أيكفي هذا أم تريدون المزيد؟..إليكم المزيد


    تعليق

    • المهندس زهدي جمال الدين
      12- عضو معطاء

      حارس من حراس العقيدة
      عضو شرف المنتدى
      • 3 ديس, 2006
      • 2169
      • مسلم

      #47

      الفرع السابع

      تزوير التاريخ الفلسطيني
      نقش الملك التوراتي يهوآش
      كنموذج لتزوير التاريخ الفلسطيني
      د. عصام سخيني
      كلية الآداب - جامعة البترا
      May 11, 2010
      ملخص
      كشف ثلاثة من جيولوجيي مركز "المسح الجيولوجي لإسرائيل" التابع لوزارة البنى التحتية الإسرائيلية (في كانون الثاني 2003) أنهم تأكدوا من صحة لوحة حجرية زعم أنها نقشت في عهد يهوآش الذي جاء ذكره في الروايات التوراتية على أنه ملك يهوذا الذي حكم في القدس في القرن التاسع قبل الميلاد. وفي هذه اللوحة المكونة من 15 سطراً، والمنقوشة باللغة العبرية بأحرف فينيقية قديمة، يكيل يهوآش المدح والتمجيد لأعمال الترميم التي أجراها في "هيكل سليمان" بأسلوب يماثل الأسلوب الذي كتبت به فقرات من التوراة تصف هذه الحادثة.
      وقد أثار النقش عاصفة في الأوساط الأكاديمية، فقد اعتبره جيولوجيو المركز المذكور ومعهم عدد من الباحثين أنه الدليل الأول من نوعه من مصادر غير توراتية الذي يتطابق مع الروايات التوراتية، وبهذا المعنى فقد زعم أنه يؤكد وجود "الهيكل الأول" ويسوغ بالتالي المطالبة اليهودية "بجبل الهيكل" موقع الحرم القدسي الشريف.
      غير أن باحثين آخرين تيقنوا من أن النقش مزور، وقد ضم هؤلاء علماء آثار وخبراء في الكتابات القديمة والنقوش واللغات السامية القديمة، وقد أقاموا حكمهم ذلك على فحوص أجروها على النقش نفسه (مواده ولغته ونقوشه) وعلى تقرير فريق المركز المذكور، وخلصوا من ذلك إلى نتيجة مؤداها أن النقش لا يمكن أن يكون قديماً.
      وتتفحص الدراسة الحالية هذا التزوير بتفصيل ضمن إطار وظيفته في تزييف تاريخ فلسطين القديم.
      الإطار المرجعي للبحث
      نمت عملية كتابة التاريخ القديم لفلسطين على أيدي الغربيين في أحضان التوراة، فهي التي شكلت المرجعية التي تكاد تكون وحيدة لهذه العملية بحيث أسدل ستار كثيف على ماضي فلسطين القديمة فلا يرى إلا من خلال ما تقصه عنه الحكايات التوراتية، وبهذا المعنى فإن تاريخ فلسطين القديم ليس إلا تاريخ اليهود فيها، أما ما يخرج عن الإطار اليهودي فليس له إلا وظيفة واحدة هي أن يكون ملحقاً بهذا الإطار أو حاشية ثانوية للمتن الأصلي دون أن يمتلك الحيثية التي تؤهله للتعامل معه مستقلاً بنفسه، متخلصاً من صفتي الإلحاق والتبعية، وهذه الحالة هي التي ينطبق عليها وصف وليد الخالدي بأنها "اعتقال التاريخ الفلسطيني بالعهد القديم (التوراة)"(1) أو هي في الحقيقة "إسكات التاريخ الفلسطيني" وفق تعبير كيث وايتلام(2).
      وكانت الحالة هي هكذا حتى وقت قريب، إلى مطلع تسعينيات القرن الماضي، عندما حدث ما يشبه الثورة في الدراسات التوراتية نفسها قلبت للتوراة ظهر المجن بعد أن ثبت لأعلام هذه "الثورة" أن هذا الكتاب لا يزيد في حقيقته عن أن يكون كتاب لاهوت من جانب، ومجموعة من الحكايات الأسطورية من جانب آخر. بعضها مختلق بالكامل، وبعضها تكرار بصياغات مختلفة لأساطير أقوام وحضارات قديمة، لفقت معاً لصياغة تاريخ مشتهى لليهود، وهو في كلتا الحالتين (اللاهوتية والأسطورية) لا يصلح أن يكون وثيقة لمعرفة تاريخ فلسطين القديم، وبالتالي لكتابة هذا التاريخ اعتماداً عليه.
      وقد نجم عن هذه "الثورة" صراع بين أعلامها من جهة وبين خصومهم التقليديين من جهة ثانية، وهم الذين تمسكوا بأهمية التوراة كوثيقة أساسية في عملية التاريخ. وفي هذا الصراع أطلق على هؤلاء الأعلام صفة Minimalists التي يمكن اقتراح كلمة عربية مقابلة لها هي لفظة "المهوّنين" في مقابل صفة Maximalists التي أطلقت على الخصوم التقليديين، والتي يمكن اقتراح مقابل عربي لها بلفظة "المغالين"(3).
      وقد توزع أعلام هذه "الثورة" وهم جميعاً أساتذة وباحثون كبار في الدراسات التوراتية، أو علم الآثار، أو اللغات القديمة، على جانبي الأطلسي كليهما، فاشتهر على الجانب الغربي منه توماس طمسن(4)Thomas L. Thompsom الذي لم تتحمل الأوساط "الأكاديمية التوراتية" هناك جرأته في محاولاته كتابة تاريخ لفلسطين مستقل عن التوراة، فـ "هاجر" إلى الدنمارك ملتحقاً بجامعة كوبنهاجن، أما في الجانب الأوروبي فاشتهر من هؤلاء الأعلام نيلز بيتر لمكه(5) Neils Peter Lemche من جامعة كوبنهاجن بالدنمارك، وكيث وايتلام (6) Keith W. Whitelam وفيليب ديفز(7) Philip R. Davies من جامعتي ستيرلنج وشفيلد البريطانيتين على التوالي، وجيوفاني جابريني(8) Giovanni Gabrini من جامعة روما، لنذكر فقط أسماء قليلة، أما عربياً فقد كان مَن شارك في هذه الثورة قلة من الباحثين، وكان في الطليعة منهم الباحث السوري فراس السواح(9) كما كانت للباحث الحالي مساهمة جزئية فيها في دراسة له سابقة(10).
      ومن خلال النتائج التي توصل إليها هؤلاء "المهوّنون" أخذت تتراءى معالم جديدة للتاريخ الفلسطيني القديم قائمة على دعامتين:
      الأولى هدم الأسطورة التوراتية عن ماضي اليهود في فلسطين ووضعها في مكانها الصحيح من حيث هي مجموعة من الحكايات المختلفة لا تثبت للنقد التاريخي وقد ابتدأ محررو التوراة بصياغتها في العصر الفارسي الذي غلب على فلسطين (538 – 332 ق.م) وتوسعت الصياغة واستقرت في العصر الهلينستي (332 – 63 ق.م) حتى عدّ بعض المؤرخين التوراة كتاباً هلنستياً.
      أما الدعامة الثانية: فهي التوجه نحو كتابة تاريخ مستقل لفلسطين القديمة متحرر من ربقة الأخيولة التوراتية ومعتمد على الوثائق المشرقية القديمة، وعلم الإناسة (الأنثروبولوجيا) وتاريخ تطور المناخ الذي يوفر معلومات وافية عن أنماط الاستيطان البشري في المنطقة، ومعطيات علم الآثار.
      غير أن علم الآثار لم يكن في الحقيقة بمنجى عن السطوة التوراتية، فذلك الجانب منه المتصل بالمنطقة أطلق عليه منذ أن نشأ في القرن التاسع عشر اسم علم الآثار التوراتي Biblical Archaeology وقد انحصرت مهمته تحديداً في التنقيب عن الآثار التي تعزز المرويات التوراتية وبالسعي إلى أن يكتشف في باطن الأرض وعلى سطحها ما يمكن أن يدل على شخصية من الشخصيات الوارد ذكرها في التوراة، أو حدث قد سجلته، أو موقع أشارت إليه، وفي هذه الحالات جميعاً أصبحت السمة المجازية لعالم الآثار المنقب في الأرض الفلسطينية هي سمة من يحمل المعول في يمناه والتوراة في يسراه ليكمل بأحدهما الآخر.
      لكن على الرغم من الجهود المضنية التي بذلها "علم الآثار التوراتي" الذي لم يترك حجراً على حجر في فلسطين إلا قلبه ليثبت به صلة ما بين الآثار فيها والحكايات التوراتية، فقد كانت نتائجه مخيبة لآمال أصحابه إذ لم تزد حصيلته في محيط الأرض الفلسطينية عن "أثر" واحد احتفي به لإثبات ادعاء هذه الصلة(11) ذلك "الأثر" هو الذي عرف بنقش تل دان نسبة للمنطقة التي "اكتشف" فيها (تل دان هي تل القاضي العربية في الجليل) وهو مكوّن من كسرتين (إحداهما "اكتشفت" في تموز 1993 والأخرى في حزيران 1994) اعتبرتا نصباً حجرياً يعود لأحد ملوك دمشق الآراميين في القرن التاسع قبل الميلاد وقد سجل عليه بعض انتصاراته في حروبه في المنطقة. وموطن الاحتفاء كان ورود تعبير (ب ي ت د و د) في النقش وقد كتب بالآرامية (ورسم بالأحرف اللاتينية byt dwd وفهم على أنه (بيت داوود) ليستدل منه على الأسرتين الحاكمتين في كل من السامرة ويهوذا المتحدرتين زعماً من الملك داوود.
      واستطراداً لذلك ربط ما بين هذا النقش والحكايتين الواردتين في الإصحاحين 20 و22 من سفر الملوك الأول عن هزيمة آخاب ملك السامرة (أو إسرائيل) ويهوشافاط ملك يهوذا (أورشليم) أمام من يسميه هذان الإصحاحان "بن هدد" ملك دمشق الآرامي، غير أن هذا النقش الذي دخل في "علم الآثار التوراتي" على أنه أول وثيقة من "مصدر مستقل" تثبت الصلة ما بين الرواية التوراتية والآثار لم يستطع أن يقف صامداً أمام النقد الصارم الذي وجه له والذي أظهر في النهاية أنه "مزيف" وقد أثبت الزيف طائفة من علماء الآثار واللاهوت واللغات السامية القديمة والنقوش (الإبيغرافيا) ووصل الحد بجيوفاني غابريني، أستاذ الساميات بجامعة روما، بعد أن درس النقش دراسة معمقة إلى اتهام مكتشفي النقش الإسرائيليين: عالم الآثار أبراهام بيران، والعالم بالنقوش الآرامية جوزيف نافيه، بأنهما هما اللذان كانا وراء التزييف(12).
      كان "نقش تل دان" بالمصير الذي آل إليه هو الوحيد، كما أكدنا، الذي "اكتشف" في فلسطين بهدف تأكيد الصلة ما بين الروايات التوراتية واللقى الآثارية وإثبات إمكانية قراءة تلك الروايات في ضوء تلك اللقى، ومن أجل الوصول في النهاية إلى التسليم بمصداقية التوراة في رواياتها التاريخية، غير أننا نستدرك بالقول بأن نقشاً آخر قد "اكتشف" حديثاً في فلسطين، في القدس هذه المرة، لم يقل الاحتفاء به (منذ أن أعلن عنه في كانون الثاني 2003) عن ذاك الذي استقبل به "نقش تل دان" وقد نسب هذا النقش إلى يهوآش الذي جاء ذكره في الروايات التوراتية بصفته ملكاً على يهوذا (أورشليم) في القرن التاسع قبل الميلاد، لكن على الرغم من كل التبجيل الذي لاقاه هذا النقش الجديد والاستدلالات والمعاني التي استخرجت منه واستنطاقه بالشهادات عن صحة الروايات التوراتية فقد وجد أن حظه من الصدق التاريخي لم يزد عن حظ سلفه المزور نقش تل دان.
      وصف النقش ومحتواه (13)
      النقش عبارة عن لوحة من حجر البازلت المائل إلى السواد على شكل مستطيل بأبعاد 61×30×8سم (انظر صورته في الملحق) وهو يحتوي على نص من 15 سطراً كتب باللغة العبرية القديمة بأحرف فينيقية، الجزء الأعلى من اللوحة مكسور وبذلك سقط منها اسم الملك الذي ينسب إليه النقش وهو يهوآش (وفق ما يرسم الاسم في الترجمة العربية للتوراة، بينما يرسم في اللغة الإنجليزية Jehoash) غير أن أصحاب النقش استدلوا على صاحبه المزعوم من أن السطر الثاني في النقش ابتدأ بكلمة "هزياهو" وهي اسم أبي يهوآش لكن تنقصه الألف في البداية، فالاسم كما يرد في العبرانية هو "اهزياهو" بينما ترسمه الترجمة العربية للتوراة "اخزيا" ويرد في الترجمات الإنجليزية برسم Ahaziah وعلى هذا جرى افتراض أن السطر الأول من النقش الذي ضاع نتيجة الكسر الذي أصاب أعلى اللوحة كان يتضمن "يهوآش بن" وبهذا نسب النقش إلى يهوآش بن أخزيا (وفق رسم الاسم في الترجمة العربية للتوراة) وافترض أنه صنع في القرن التاسع قبل الميلاد.
      يظهر في اللوحة صدع قطري في الحجر ينحدر من الهامش الأيمن قرب السطر الثامن وينتهي بالحرف الأخير من السطر الحادي عشر، عابراً بعشرة أحرف في أربعة سطور، ويغطي اللوحة غشاء تعتيق patina يشمل اللوحة بما فيها من نقوش وصدع، ويظهر في هذا الغشاء ذرات كربونية، وأيضاً ذريرات من الذهب الخالص.
      وقد جاء النص المنقوش في اللوحة بصيغة المتكلم المفرد، بمعنى أن يهوآش كان هو نفسه يتحدث عن العمل الذي قام به وسجله على الحجر، وقد قرئ النقش وترجم على أن يهوآش بسط يده لجمع الفضة من كل مكان في يهوذا لكي يدفع ثمن الحجارة والخشب وقضبان البرنز لترميم البيت المقدس (الهيكل) وهو قد فعل ذلك في البيت نفسه وفي أبوابه وممراته، ويختتم بوعد بالبركة من يهوه، اسم الإله العبراني.
      وسبب الاحتفاء بهذا النقش أنه يأتي في مضمونه مطابقاً للرواية التوراتية عن ترميم الهيكل الأول (هيكل سليمان) الذي قام به الملك يهوآش، ووفق الكرونولوجيا التوراتية ملك هذا في أورشليم ما بين 836 و798 ق.م وفي السنة الثالثة والعشرين لحكمه أمر الكهنة بترميم ما تهدم من البيت فجمع هؤلاء الفضة، وعندما توفرت وحسبوها "دفعوا الفضة المحسوبة إلى أيدي عاملي الشغل الموكلين على بيت الرب وأنفقوها للنجارين والبنائين العاملين في بيت الرب، ولبنائي الحيطان ونحاتي الحجارة ولشراء الأخشاب والحجارة المنحوتة لترميم ما تهدم من بيت الرب ولكل ما ينفق على البيت لترميمه"(14).

      تعليق

      • المهندس زهدي جمال الدين
        12- عضو معطاء

        حارس من حراس العقيدة
        عضو شرف المنتدى
        • 3 ديس, 2006
        • 2169
        • مسلم

        #48
        قصة "العثور" على النقش

        أعلن رسمياً عن النقش في الثالث عشر من كانون الثاني 2003، وكانت الجهة التي أعلنته هي مركز "المسح الجيولوجي لإسرائيل" التابع لوزارة البنى التحتية، وكان المسؤولون عن هذا الإعلان ثلاثة باحثين من المركز هم: شمعون إيلاني Shimon Ilani وأمنون روزنفليد Amnon Rosenfeld ومايكل دفورشيك Michael Dvorchik وهم كانوا قد فحصوا النقش وأجروا عليه الاختبارات العلمية اللازمة وثبت لديهم نتيجة ذلك أنه "موثوق به وأصيل."

        أما كيف وصل النقش إلى هذا المركز فموضوع روي بما يشبه القصص الدرامية التي تحيط بها أستار من الغموض وتتضمن كثيراً من الأسرار، فقيل إن الحجر عثرت عليه دائرة الأوقاف الإسلامية تحت الحرم الشريف في القدس عندما كانت تقوم بالحفريات تحت الحرم في مطلع سنة 2000، وهي ألقته دون وعي منها، في جملة ما ألقت من الركام الناتج عن هذه الحفريات في وادي قدرون القريب، وقد عثر عليه هناك "عربي" باعه من تاجر آثار إسرائيلي، ولا تذكر الروايات اسم هذا التاجر ولا تعرف شيئاً عن هويته، سوى أنه كان يمثله، في مراحل أخرى من تطورات القصة، محام إسرائيلي مشهور هو إسحاق هيرتزوج، وهو نائب سابق في البرلمان الإسرائيلي كما كان مستشاراً لرئيس الحكومة إيهود باراك.

        وتمضي الرواية بالقول إن مالك الحجر المجهول، أو من يمثله، عرضه في صيف 2001 على جوزيف نافيه عالم النقوش المشهور من الجامعة العبرية (وهو نفسه الذي اتهم بتزييف نقش دان، انظر أعلاه) وتصف الرواية هذا الحدث كما يلي:

        "اتصل شخص مجهول بنافيه وطلب منه أن يتأكد من مصداقية النقش، وقد وافق نافيه على أن يراه فأرسل إليه الشخص صورة للنقش، غير أنه بعد أن تفحص الصورة طلب أن يرى الحجر نفسه، وهكذا التقى نافيه، في موعد حدد له، في فندق في القدس مع هذا الشخص الإسرائيلي وشاب عربي ظل صامتاً خلال الاجتماع.. وكان أمام نافيه متسع من الوقت لفحص الحجر.. واستنتج من هذا الفحص أن النقش يمكن جداً أن يكون شيئاً مزوراً(15)، ويبدو أن مالك هذا الحجر المجهول لم يرض بهذا الحكم فقام بعرضه على المتحف الإسرائيلي للنظر في صدقيته، وبالتالي بيعه من المتحف، إلا أن المسؤولين هناك أبلغوه بأنهم لا يستطيعون أن ينفوا إمكانية أن يكون مزوراً(16) غير أن هذا "التاجر" لم يقعده اليأس عن عرض بضاعته فقام من خلال محاميه إسحاق هيرتزوغ- بعرض الحجر (في أيلول 2001) على مركز "المسح الجيولوجي لإسرائيل" حيث تولى العلماء الثلاثة المذكورون آنفاً إجراء الفحص "العلمي" اللازم للتأكد من صدقيته، وأعلنوا بالتالي (في كانون الثاني 2003) النتائج التي توصلوا إليها والتي قالوا فيها إنه ثبت لديهم إن النقش صحيح وموثوق".

        نتائج الفحص المعلنة

        ركز جيولوجيو المركز في فحصهم على ثلاثة أمور: غشاء التعتيقpatina الذي غلف الحجر، وذرات الكربون التي وجدت في الغلاف، وكريات الذهب الصغيرة التي وجدت عليه.

        فقد ذكر تقريرهم(17) أن الحجر مغلف بغشاء بني مصفر مكون من العناصر الكيمائية نفسها التي يتكون منها الحجر بالإضافة إلى عناصر أخرى دخلت عليه جاءته من الأرض التي دفن فيها، ويغطي الغشاء الحجر بكامله بما فيه الجزء المكسور في أعلاه، والصدع الحادث فيه، والحروف المنقوشة عليه، ويستنتج التقرير من ذلك أن هذا الغشاء أصلي وقد تكون بفعل الزمن (معتق) وليس هناك احتمال بأن يكون شخص ما قد حصل على حجر معتق من الأصل وقام بنقش الحروف فيه، كذلك لم ير الجيولوجيون مادة لاصقة على الحجر تفتح مجالاً للقول بأن شخصاً ما أيضاً قام بعمل النقوش والصدع على حجر "نظيف" ثم ألصق عليه الغشاء الدال على القدم، كذلك درس الجيولوجيون الصدع في الحجر واستنتجوا عدم إمكانية نقش الحروف المار بها الصدع، وإلا لكانت اللوحة قد تعرضت للكسر، والنتيجة التي توصلوا إليها من هذا الفحص تذهب إلى أن الغشاء قد تكون بعد نحو من 500 إلى 600 سنة بعد أن تم النقش على الحجر نتيجة فعل الزمن، وأيضاً بسبب دفنه في الأرض مدة طويلة، والخلاصة أن النقش صحيح وهو ليس من صنع مزور.

        أما ذرات الكربون في الغشاء فقد أخضعت للفحص من جانب مختبر أمريكي هوBeta Radiocarbon Dating Laboratory at Miami, Florida وكان الهدف من الفحص هو معرفة عمر هذه الذرات باستخدام تكنولوجيا قياس نسبة الكربون المشع (الكربون 14) فيها، وهي تكنولوجيا مستخدمة في علم الآثار والجيولوجيا لتحديد عمر الأجسام التي تحتوي في تركيبتها عنصر الكربون، ونتيجة الفحص، كما يذكر التقرير، تبين أن عمر هذه الذرات المكربنة العالقة في الغشاء يعود إلى ما بين سنتي 390 و200 ق.م وبذلك يتوصل التقرير إلى الوثوق بصحة النقش بدليل قدم هذه الذرات التي هي بالتأكيد، وفق جيولوجيي المركز، ليست من صنع حديث.

        كذلك فُعل بكريات الذهب الميكروسكوبية التي بين التقرير أنها من الذهب الخالص وهي عالقة في الغشاء فلا يمكن أن تضاف إليه، فهي بذلك دليل آخر على قدم النقش.

        من هذه النتائج تم التوصل إلى الخلاصة التالية: إن النقش القديم يعود إلى القرن التاسع قبل الميلاد، وقد بقيت اللوحة التي حملته سليمة، ربما معلقة على أحد جدران الهيكل الأول (هيكل سليمان) إلى حين تدمير أورشليم على يد البابليين سنة 586ق.م، وفي عملية التدمير هذه دمر الهيكل وأصيب بحريق والذرات المكربنة في الغشاء هي من آثار هذا الحريق، أما كريات الذهب العالقة في الغشاء فهي قد وصلت إلى الحجر من الذهب الذي كان يغشي جدران الهيكل وقد انصهر بفعل الحريق.

        وقبل أن نمضي قدماً في عرض هذه النتائج على محك النقد نلمّ بردود الفعل الاحتفائية التي استقبل بها هذا "الاكتشاف" وبالمعاني والدلالات التي اشتقت منه.

        المعاني والدلالات

        مثل النقش مستنداً لـ "المغالين" لتعزيز دفاعهم عن "تاريخية" التوراة وأداة لسحب البساط من تحت أقدام "المهوّنين" فهو لدى الأوائل أثر ومصدر مستقل يثبت أن الروايات التي جاءت بها التوراة صحيحة، وقد وصف الآثاري الإسرائيلي سيلبرمان هذا الوضع بقوله: "إنه في الوقت الذي أصبح فيه تاريخ تأليف التاريخ التثنوي(18) مسألة خلاف حاد بين المغالين والمهوّنين، يقدم نقش يهوآش إجابة قوية منقوشة في الحجر على أولئك الذين ينكرون أن التاريخ التثنوي يتضمن تسجيلاً معتمداً عليه للحوادث التي وقعت(19).

        وفي التفصيل اعتبر هرشل شانكس، رئيس تحرير مجلة Biblical Archaeology Revieew الصادرة من واشنطن والواسعة الانتشار وعميقة التأثير في الأوساط الأكاديمية التوراتية، أن النقش "تأكيد غير عادي للنص التوراتي" ويؤكد -وهو نفسه من "المغالين"- أن النقش يدعم تاريخية سفر الملوك(20). وفي هذا الاتجاه نفسه ذهب غابرييل باركاي أستاذ الآثار في جامعة بار إيلان (بإسرائيل) الذي رأى أن النقش –في حال إثبات صدقيته- هو أكثر اللقى الآثارية أهمية في القدس وفي إسرائيل فهو "الدليل المادي الأول من نوعه الذي يصف الأحداث بأسلوب متوافق تماماً مع الروايات التوراتية (21)" كذلك ذهب إلى أن هذه هي المرة الأولى التي توثق فيها "السلالة الداوودية" في مراحلها الأولى في مصدر غير توراتي(22).

        غير أنه إلى جانب هذه الأهمية التي أظهرها النقش لفريق "المغالين" في تأكيدهم صحة الحكايات التوراتية التي سوغتها اللوحة "المكتشفة" فقد احتلت مسألة إثبات تاريخية "الهيكل" مكانة أبرز في جملة اهتماماتهم، فوفقاً لبركاي فقد وفر النقش الدليل على وجود "الهيكل" وبذلك ينبغي أن يتاح للعلماء فحصه، وألا يبقى محاطاً بالسرية(23) في إشارة إلى حالة الغموض الدرامي التي لفعت بها قصة "اكتشافه" أما شاتكس فقد أراد من النقش أن يكون محوراً في النزاع القائم حول "جبل الهيكل" أو بتعبير أصح موقع المسجد الأقصى، فهو كتب في المجلة التي يرأس تحريرها: "إذا ثبتت صحة النقش فهو يقدم الدليل على حق مطالبة إسرائيل بجبل الهيكل، أما إذا كان مزوراً فهذا يعني أن إسرائيلياً ما كان يحاول أن يصنع دليلاً على حق إسرائيل بالمطالبة بجبل الهيكل، أو ربما أن فلسطينياً ما كان يحاول أن يغرس شيئاً مزوراً لكي يقوض به حق إسرائيل المفترض في المطالبة بجبل الهيكل"(24) غير أن هذه الاحتمالات التي أوردها شانكس لا تبطل رأيه في ترجيح أن يكون النقش صحيحاً(25).

        أما الأكثر وضوحاً وصراحة من هذه الآراء التي طرحها كل من بركاي وشانكس عن أهمية النقش في إثبات الأسطورة التوراتية عن "الهيكل" فقد كان الحملة التحريضية التي قادتها منظمة "أمناء جبل الهيكل" لترويج أفكارها انطلاقاً من هذا "الاكتشاف" وهذه المنظمة اليهودية المتطرفة التي قامت نواتها الأولى بعد حرب 1967، تقوم أفكارها، من جملة أمور أخرى على ركيزتين: الأولى "تحرير جبل الهيكل من الاحتلال العربي (الإسلامي)" وبذلك فإنه من الواجب هدم المسجد الأقصى وقبة الصخرة وإعادة بنائهما في مكة، والثانية "بناء الهيكل الثالث(26) وفقاً لكلمات جميع الأنبياء العبرانيين(27) وقد تمسكت المنظمة بالنقش "المكتشف" معتقدة اعتقاداً جازماً بصحته وبأنه فعلاً من عمل "الملك" يهوآش وبأنه "أهم الاكتشافات الأثرية في تاريخ أرض إسرائيل والقدس وأكثرها إثارة"(28).

        واستناداً إلى ذلك اعتبرت المنظمة أن هذا الاكتشاف إنما هو "رسالة من الله بعثها إلى جيلنا من خلال الملك يهوآش قائلاً: لقد حان الوقت لبناء بيت للرب.. وبذلك فإن من واجب الشعب في إسرائيل أن يبني بيته (بيت الرب) كما أنه لن يسمح لأي شخص في إسرائيل بل في العالم أجمع بأن يقف موقفاً سلبياً تجاه هذا المشروع الفائق الأهمية على مدى الأزمان"(29).

        وغير ذلك، فقد حذرت المنظمة العرب من أن يقفوا في وجه هذه "الرسالة الإلهية" مبينة "أن جبل الهيكل ما يزال مليئاً ببقايا الهيكل ومواده المقدسة، لذلك نحذر الأعداء العرب المتوحشين الموجودين على جبل الهيكل من محاولة المس بها أو تحطيمها، ذلك بأن أعين "إله إسرائيل" وقلبه وعنايته موجهة، ليل نهار، إلى شعبه وإلى أرضه التي وهبها إلى "إسرائيل" وإلى أورشليم، وإلى جبل الهيكل الذي هو أقدس موقع في الدنيا، وهكذا فإن من الأفضل لهم أن يحذروا ويخشوا غضب الله وحكمه عليهم، "فإله إسرائيل" ينصحهم بأن يتركوا جبل الهيكل وشأنه وينأوا بأنفسهم من موقع الإله المقدس وهيكله، فالله عازم على أن يعيد بناء الهيكل، ولن يسمح لأعدائه بأن يوقفوه عن ذلك(30).

        تعليق

        • المهندس زهدي جمال الدين
          12- عضو معطاء

          حارس من حراس العقيدة
          عضو شرف المنتدى
          • 3 ديس, 2006
          • 2169
          • مسلم

          #49
          التزييف
          منذ أن أعلن عن "اكتشاف" النقش في منتصف كانون الثاني الماضي سال حبر كثير بعضه ليسجل موقفاً مصدقاً بتاريخية النقش، لكن أكثره ليعلن رفضه له رفضاً استند إلى إجراء دراسات معمقة لكل ما يتعلق بالنقش من حيث الشكل واللغة التي كتب بها، والحروف التي استخدمت فيه، وعلى الجانب الأول وقف بالتأكيد فريق مركز "المسح الجيولوجي لإسرائيل" الذي أعلن أنه فحص النقش وتبين له صدقه، وغير هؤلاء دافع عن النقش بدرجات متفاوتة من الحماس، عدد من أساتذة علم الآثار في الجامعات الإسرائيلية، ومجلةBiblical Archaeological Review المتخصصة بـ "الآثار التوراتية" والتي تصدر في واشنطن، ومجلة Forward اليهودية التي تصدر في نيويورك، بالإضافة إلى "منظمة أمناء الهيكل" الإسرائيلية المتطرفة.
          أما في الجانب الآخر فبرزت كثرة من الباحثين الإسرائيليين الذين أثبتوا زيف النقش وبطلان تاريخيته(31) من هؤلاء كان ناداف نعمان Nadav Neeman المؤرخ والأستاذ في جامعة تل أبيب الذي كان في بعض مؤلفاته قد طور "نظرية" تفترض أن محرر بعض الروايات في سفر الملوك كان قد استند إلى "وثائق" تاريخية توفرت لديه أمدّته بأصول هذه الروايات، ومنها ما جاء في هذا السفر عن الترميمات التي أجراها يهوآش في "الهيكل الأول" وكان من المفروض أن يكون ظهور النقش سبباً يدعو نعمان إلى الابتهاج بأنه جاء ليعزز "نظريته" إلا أنه فعل على العكس تماماً إذ ألقى ظلالاً كثيفة من الشك على هذا النقش حتى مال إلى رفضه، وهو يعلل ذلك بما يلي: "أن النقش مثير للشك والجدل، فهو ليس كأي نقش ملكي من الشرق الأدنى القديم أنا على دراية به، فهو وحيد في نوعه في جميع الأحوال، إنه يحتوي على كلمات عديدة لا تظهر في التوراة، وخاصة خاتمة هذا النقش المفترض به أن يكون ملكياً وهي تدعو إلى أن تحل بركة الرب على الشعب، ذلك بأن النقوش الملكية من الشرق الأدنى القديم المعروفة لدينا تنتهي عادة بإنزال اللعنة على أي شخص يصيب النقش بالضرر، أو تنتهي أحياناً باستمطار البركة على الشخص الذي كتب النقش، أما الدعاء بالبركة على الشعب فليس هناك شيء آخر يشبهه"(32) كذلك يرى أن التأكيد الذي جاء في النقش على مساهمة الشعب في يهوذا بأعمال الترميم التي قام بها يهوآش في المعبد هي حالة فريدة لأن العادة جرت في النقوش الملكية على تأكيد الملك على نشاطاته هو شخصياً مع تجاهل تام لجميع الآخرين الذين شاركوا في البناء، ومع هذا فهو يتساءل: أليس من الجائز أن يكون ملوك يهوذا قد كتبوا بأسلوب مغاير لما فعله أندادهم غير اليهود في الشرق الأدنى القديم؟ وهو يجيب بأن الوسيلة الوحيدة لإثبات أو عدم إثبات الزعم بوجود أسلوب كتابة مختلف في يهوذا هي العثور على نقش ملكي يهوذي آخر يمكن أن يشكل أساساً للمقارنة.
          غير أن الشكل الأسلوبي للنقش لم يكن هو موضوع النقد الوحيد، فقد توقف آخرون عند اللغة المستخدمة فيه، وفي هذا الصدد توصل إد جرينشتاين Ed Greenstein خبير اللغات السامية والأستاذ بجامعة تل أبيب، إلى أن هناك استعمالات لغوية وردت في النقش لا تنتمي إلى عبرية القرن التاسع قبل الميلاد، الزمن المفترض للنقش، بل هي استعمالات أخذت دلالاتها بعد ذلك بقرون وأساء أو أخطأ من اختلق هذا النقش عندما أدرجها في النقش على أنها قديمة، ومن هذه الاستعمالات تعبير (ب ي د ك ب ا ي ت) bedek bayit وفق ما رسمه جرينشتاين بالأحرف اللاتينية الذي يعني في العبرية التوراتية "تشققات البيت" وقد ورد في النقش أن يهوآش صنع هذه التشققات ما يعني أنه سبب تصدعات في البناء وخربه وهو خلاف ما قصد من النقش، فقد أراد مختلقه أن يقول أن يهوآش عمل ترميمات في البيت فاستعار تعبير bedek كما تطور في العبرية الحديثة بمعنى "الترميم" دون أن يعرف مدلوله القديم، كذلك استعمل مختلق النقش كلمة (ي د و ت) edut بمعنى الشاهد: "ليكن هذا اليوم شاهداً" على العمل، بينما لم تعرف العبرية التوراتية القديمة هذه الكلمة بهذا المعنى، فقد كانت تشير إلى معنى "الميثاق" أو "الاتفاق" وتطور بعض مشتقاتها في العبرية الحديثة ليعني "الشاهد" فانتزعها المختلق من هذا الاستعمال الحديث واستخدمها في النقش "القديم" ويستخلص جرينشتاين من هذين المثلين وغيرهما أن النقش مزور بالتأكيد(33).
          كذلك تعرضت الأحرف التي كتب بها النص للنقد الشديد وهي قد أظهرت زيف النقش، فروبرت دويتش Robert Deutsch من جامعة حيفا، وهو نفسه تاجر آثار، وجد أن النقش "تزييف هزيل وكائن خرافي هجين، فقد جمع معاً ما بين الأحرف المؤابية والفينيقية والعبرية" كما ذهب إلى هذا الرأي كريستوفر رولستون Christopher Rollston الخبير بالنقوش السامية القديمة ورئيس تحرير مجلة Maarav المتخصصة باللغات والكتابات السامية، الذي رأى أنه "ليس من الصعب فضح التزوير في النقش لأنه ليس متقن الصنع فهو يختلف كلياً عن جميع النقوش المؤكدة التي تعود إلى لغة عصر الحديد العبرية (من حيث الدمج بين أشكال من أزمنة ولغات مختلفة) حتى أنه لا يمكن أن يؤخذ بجدية على أنه قديم"(34).
          لكن ماذا عن أولئك الجيولوجيين من مركز "المسح الجيولوجي لإسرائيل" (إيلاني وروزينفلد ودفورشيك) الذين فحصوا النقش وأعلنوا ثقتهم الكاملة بتاريخيته دون أن ينتابهم أي شك؟ لقد أبدى بعض الباحثين ارتياباً فيهم وإن كان بأدب وكياسة، فناداف نعمان يقول: "إنني لا أشك في الجيولوجيين الذين فحصوا الحجر في مركز المسح الجيولوجي لإسرائيل، إلا أن علينا أن نستمع لآراء إضافية، كما أن هذا النقش، أكان مزوراً أم أصلياً، ينبغي أن يكون عرضة للفحص من أي عالم، ولا يمكن أن يظل مخفياً لدى جامع (للآثار) بصفته الشخصية".
          وذهب إلى مثل هذا الرأي آفي هورفيتزAvi Hurvitz الخبير في تطور اللغة العبرية الذي بدا متردداً في الاعتماد على الجيولوجيين الذين فحصوا النقش، فعلى الرغم من أنه زكاهم إلا أنه طالب بأن يفحص النقش جيولوجيون إضافيون، وربما من مدارس بحث أخرى، ليكون بالإمكان تقرير ما إذا كان صحيحاً(35).
          أكثر من هذين وضوحاً وحسماً كان يوفال غورين Yuval Goren الأستاذ في دائرة الآثار وثقافات الشرق الأدنى القديم بجامعة تل أبيب الذي أوضح "أن النتائج التي توصل إليها باحثو مركز المسح الجيولوجي لإسرائيل متحيزة بإفراط، فالبيانات المعنية والكيميائية التي تشير إلى غشاء التعتيق، والمواد التي تظهر على اللوحة تبين بشكل حاد أشياء شاذة تثير شكوكاً جادة حول صدقيتها، أو على الأقل تجعلها مجال تساؤل كبير، ومن الواضح أنه لو كان لدى هؤلاء معرفة أكثر بتقنيات التزييف العامة فربما كانوا أقل حماساً لنشر هذه القصة المخادعة وكانوا قد توصلوا إلى نتائج مغايرة"(36).
          وقد فحص غورين النتائج التي توصل إليها جيولوجيو المركز المذكور كما أعلنوها في تقريرهم الرسمي(37)، وتوصل إلى عدد من الخلاصات المهمة التي تنقض من الأساس تلك النتائج، فبالنسبة لغشاء التعتيق، وهو ما عوّل عليه الجيولوجيون كثيراً لإثبات قدم اللوحة، بيّن أن تركيبته الكيمياوية المعلنة لا يمكن أن تكون قد تكونت بمنطقة القدس ولا في المنطقة الهضبية جميعاً التي تقع فيها المدينة، وذلك لاختلاف مكونات التربة في هذه المنطقة عن المكونات التي دخلت في تركيبة الغشاء، كذلك عرض لعمر الذرات المكربنة العالقة بالغشاء باعتماد مقياس الكربون المشع (الكربون 14) فأوضح الأخطاء التي وقع فيها الجيولوجيون في طريقة احتسابها، أما ذريرات الذهب الكامنة خلف الغشاء والتي ذهب الجيولوجيون إلى أنها من الذهب الذي كان يغشي جدران "الهيكل" والتي ذابت نتيجة حرق البابليين إياه، فقد سخر غورين منها ومن الجيولوجيين الذين فحصوها، فقال إنه "إذا كانت ذرات الذهب قد نجمت من حريق هيكل سليمان المحترق، فإن النقش عند ذاك يدحض التوراة بدلاً من أن يبرهن عليه، لأن الهيكل وفق سفر الملوك الثاني كان قد انتهبه البابليون بالكامل قبل أن يحرقوه".
          غير أن الأكثر إثارة مما سبق كانت التجربة التي قام بها غورين نفسه وأنتج فيها -باستخدام أدوات وتقنيات مختبريه معينة- نقشاً مماثلاً تماماً بمواصفاته لنقش يهوآش المزعوم، من حيث نوع الحجر المستخدم، وغشاء التعتيق الذي يغلفه، وذرات الذهب الخالص والكربون المشع (الكربون 14) العالقة فيه(38)، فهو قد اختار حجراً من النوع نفسه الذي كتب عليه نقش يهوآش وقام بإضفاء غشاء التعتيق عليه مماثل تماماً لغشاء ذلك النقش، وحمّله بذرات الكربون المشع التي يمكن الحصول عليها من المتاحف الإسرائيلية وهي التي يكون قد حدد عمرها التاريخي من قبل، كما أضاف إلى الغشاء ذريرات الذهب الميكروسكوبية، بحيث بدا النقش الجديد نسخة مادية أخرى لذلك المنسوب ليهوآش. وخلص غورين من هذه التجربة إلى القول: "إنه ينبغي تأكيد أننا لو أخذنا هذا الأثر الفني الذي أنتجناه إلى مركز المسح الجيولوجي لإسرائيل وأخضعناه لمجموعة التحليلات نفسها (التي أجراها المركز) لأعطى النتائج التحليلية نفسها التي أعطاها تحليل نقش يهوآش).
          كشف التزوير إذن وظهر الحجر على حقيقته عارياً من الصحة، وكان على سلطة الآثار الإسرائيلية أن تتدخل وتقول كلمتها، وهي صاحبة الاختصاص، في هذا الذي يجري وينبعث منه ضجيج كبير ساد الأوساط الأكاديمية المهتمة بالآثار والدراسات التوراتية معاً، وقد جاء تدخلها ليس فقط بسبب ما أثاره "نقش يهوآش" من جدل، بل أيضاً بسبب ضجة مماثلة زامنته وقد تسبب بها "اكتشاف" مثير آخر –أعلن عنه مع "اكتشاف" النقش- لصندوق حجري مخصص لدفن عظام الموتى ossuary نقشت عليه عبارة "جيمس بن يوسف أخو المسيح"(39)، وهو الذي اعتبر أول دليل آثاري على الوجود التاريخي للسيد المسيح، ومثلما تصدى علماء عديدون لـ "نقش يهوآش" وأثبتوا زيفه، كذلك فعل آخرون بما أصبح يعرف بـ "بصندوق جيمس" وبينوا زيفه أيضاً مع وجود معارضة شديدة واجهوها من جانب من صدّق بتاريخية هذا الصندوق.
          وفي ظل هذه الأجواء تحركت سلطة الآثار الإسرائيلية للإدلاء برأيها في هذين "الأثريين" ومن أجل ذلك شكلت لجنتين لفحصهما من علماء مختصين وأساتذة جامعات، إحداهما لفحص النقوش عليهما من حيث شكل الحروف وقواعد اللغة وبناء الجمل، والأخرى لفحصهما مادياً (فيزيائياً)(40) وقد أعلنت السلطة نتائج ما توصلت إليه اللجنتان يوم 18 حزيران الماضي، وأكد تقريرها أن "الأثرين" كليهما مزوران استناداً إلى فحص النقوش عليهما، واللغة التي كتبا بها، والمادة التي صنعا منها، وغشاء التعتيق الذي غلفهما(41).
          من هم المزورون؟
          ثبت، إذن، أن "النقش" مختلق، لكن من هم الذين قاموا بعملية التزوير؟ ولماذا هم فعلوا فعلتهم تلك؟ هناك نقاط، وفي الوقت نفسه هي تساؤلات قد تصلح مؤشرات إلى الجهة أو الجهات التي قد تكون وراء ذلك.
          أولاً: لا يمكن أن يكون النقش من اختلاق شخص واحد قد يخطر على الظن بأن يكون تاجر آثار، أو لص آثار، فمن المؤكد أنه من صنع "فريق" يضم متخصصين: بعضهم في الدراسات التوراتية، وآخرون في اللغة العبرية القديمة، وتاريخ الكتابة (الحرف الفينيقي) وعلم الآثار، كما لا يمكن نفي أن يكون قد شارك في هذا "الفريق" متخصصون في الكيمياء وعلوم الأرض والتعدين ليصنعوا غشاء التعتيق ومرفقاته من ذرات الذهب والكربون المشع، مثل هذا "الفريق" الذي لابد أن يكون قد عمل بتناغم واتساق ينبغي أن يكون له "رأس مدبر" على درجة عالية من الكفاءة العلمية مكنته من وضع مخطط لاختلاق أثر تمكن به من أن يخدع عدداً من العلماء الذين اقتنعوا بصحته، فمن هو هذا الرأس؟ الجواب بالقطع إنه "عالم كبير" وليس مزور آثار عادياً.
          ثانياً: حبكت قصة اكتشاف النقش والإعلان عنه إبان اشتداد المعركة ما بين "المهوّنين: و"المغالين" الذين كنا أشرنا إليهم في مطلع هذه الدراسة، فهل احتفاء "المغالين" بالنقش احتفاء لافتاً للنظر يمكن أن يشكل قاعدة لتوجيه إصبع الاتهام لهم، خاصة أنهم الذين ينقصهم الدليل المادي القائم على اللقى الآثارية التي تدعم اعتقادهم بصحة الروايات التوراتية، فكان أن صنعوا هذا النقش ليكون هذا الدليل، وبذلك فإن "الرأس المدبر" نجم من صفوفهم؟
          ثالثاً: كان أشد الناس حماساً للنقش هم الجماعات الدينية اليهودية المتطرفة، ومنهم على وجه الخصوص منظمة "أمناء جبل الهيكل" التي أوردنا ذكرها أعلاه، فمضمون النقش مثل بالنسبة لهم نوعاً من البشارة باقترابهم من أهدافهم في بناء "الهيكل الثالث" فهل كان ذلك العالم الذي أثار الفريق الذي صنع النقش واحداً من صفوفهم، أو مقرباً من أوساطهم؟
          رابعاً: نستذكر أن دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس قامت أواخر العام 1999 ومطلع العام 2000 بأعمال حفريات تحت موقع المسجد الأقصى لفتح باب آخر لما عرف باسم المسجد المرواني (والذي يعرف بالأدبيات الإسرائيلية بإسطبلات سليمان) وقد أثارت هذه الأعمال ضجة كبرى عند ذاك تعرضت فيها الدائرة لحملة إسرائيلية شعواء ركزت –من جملة القضايا التي أثارتها- على أن الدائرة تدمر بعملها "الآثارية التوراتية" الواقعة على "جبل الهيكل" وقد ذكر آنذاك أن الدائرة كانت تلقي بالركام الناتج عن هذه الأعمال في وادي قدرون إلى الشرق من موقع المسجد الأقصى. وقد أثار هذا الركام اهتمام الآثاريين الإسرائيليين لما يمكن أن يجدوا فيه من شواهد تدل على صحة الروايات التوراتية، وخاصة منها تلك المتصلة بـ "أورشليم اليهودية" و"الهيكل" فوفقاً لروني رايخ Ronny Reich من "سلطة الآثار الإسرائيلية" والمتخصص بتاريخ القدس القديمة، فإن المواد التي جرفت من منطقة "جبل الهيكل" يمكن أن تساهم في "المناظرة" القديمة حول ما إذا كانت أورشليم مدينة مهمة في القرن العاشر قبل الميلاد أي في زمن الملك داوود(42) وأهمية المدينة في ذلك العصر، وما إذا كانت فعلاً عاصمة لمملكة كبرى تحت حكم الملكين داوود فسليمان، أم مجرد قرية زراعية صغيرة كما تدل التنقيبات الآثارية التي أجريت في الموقع والتي تنفي وجود تلك المملكة من الأساس، هي إحدى القضايا الرئيسية المثارة بين "المهوّنين" و"المغالين" فهل كان "المغالون" يريدون من هذا الركام المتجمع أن يكون دليلاً على نظرياتهم؟
          خامساً: نشطت "سلطة الآثار الإسرائيلية" نشاطاً منقطع النظير وهي تُعمل معاولها في ثنايا ذلك الركام المحمول من أعمال الحفريات في المسجد المرواني وفحص خبراؤها كل شيء فيه، وفي هذا يقول جون سليجمان Jon Seligman من هذه السلطة، وهو المسؤول عن أعمالها في منطقة القدس: إن سلطته قد تفحصت هذا الركام بدقة، وبشكل رئيسي الكسر الفخارية وقطع النقود حتى بعض المسامير، وقد وجدت أن ما بين 40 و45 بالمئة منها تعود إلى العصر البيزنطي (من القرن الرابع إلى القرن السابع الميلادي) والعصر الإسلامي المبكر (في القرنين السابع والثامن الميلاديين) بينما تعود نسبة اثنين بالمئة منها إلى فترة "الهيكل الأول" المتأخرة (من القرن السابع إلى القرن السادس قبل الميلاد)(43) وفي مثل هذا الوضع من العمل الكثيف الذي قامت به "سلطة الآثار الإسرائيلية كيف حدث أن كل هذه الجهود التي بذلها خبراؤها (التي وصلت حد تفحص المسامير) لم تعثر على النقش وترك أمر العثور عليه إلى ذلك "العربي" المجهول، الذي قيل إنه وجد النقش ليكون له شرف الحصول عليه؟ أم أن ذلك "العقل المدبر" قد استغل الضجة التي أثيرت حول أعمال دائرة الأوقاف الإسلامية واتخذها متكأ له لاختلاق النقش، لكن مع الابتعاد عن جهة رسمية هي "سلطة الآثار الإسرائيلية" لكيلا يقع في الحرج إزاءها فكان أن أدخل في القصة تفصيلة "العربي المجهول" ليحمي نفسه من المساءلة القانونية؟.
          وبإجمال، فإن هذه التساؤلات تؤدي إلى خلاصة تقول: إن طرفين كانت لهما مصلحة في اختلاق هذا النقش، "المغالين" وأصحاب التطرف الديني في إسرائيل، لكن أليس من الجائز القول بأن تياري الطرفين كليهما التقيا عند مصب واحد ما دامت مصالحهما في النهاية متطابقة، فكان النقش هو نقطة التقائهما؟.
          خاتمة:
          تزوير تاريخ فلسطين القديم مسعى شرع به كتبة التوراة في العصر الفارسي الذي ساد فلسطين واستكمل في العصر الهلنستي، عندما أراد هؤلاء أن يكتبوا تاريخاً مشتهى لليهود، فنسجوا الحكايات الأسطورية عن ماض لهم مزعوم، أوقعت حقائق التاريخ في أحبولتها وما لبثت أن أسكتتها، وعلى امتداد قرون عديدة ظلت الأخيولة التوراتية هي المصدر الذي يكاد يكون وحيداً للكتابة عن تاريخ فلسطين القديم، خاصة في أزمنته التي سبقت العصر الهلنستي. أما في العصر الحديث، ومع نشوء علم الآثار وارتقاء سلطته المرجعية للتعرف على التاريخ القديم، فقد بذلت جهود محمومة للعثور على أي أثر مادي في فلسطين يثبت صدق المرويات التوراتية ويمنحها الشرعية التاريخية، وفي هذا الصدد، قرأت بعض هذه الآثار التي اكتشفت -وهي في أي حال قليلة عددها عدد أصابع اليد الواحدة (انظر الحاشية رقم 11)- وبتأويلات وتفسيرات مختلف عليها علمياً ولا تقطع باليقين بتطابق المروية التوراتية مع ما سجل على تلك الآثار من نصوص، إلا أن الأخطر منها كان عملية التزوير المتعمد التي أرادت أن تقدم شهادة مادية منقوشة على الحجر تبرهن صحة ما روته التوراة من أخبار، فكان أولاً ما اشتهر باسم نقش دان (انظر أعلاه) الذي تأكد تزويره، وما لبث أن تلاه ما عرف باسم نقش يهوآش الذي سقط سقوطاً ذريعاً عند فحصه علمياً على الرغم من كثرة المصدقين به.
          وهكذا إذا كانت التوراة قد ثبت أمرها حديثاً على أنها سجل لتزييف تاريخ فلسطين القديم ومصادرته فإن من لا يزالون يؤمنون بمصدقيتها التاريخية -أو يريدون الإيمان بذلك - يقاومون بهدف الإمعان في هذا التزييف، مرة باستنطاق اللقى الأثرية بغير ما قالته، ومرة باستحداث لقى من عدم وتقويلها كلمات وردت في الحكايات التوراتية.

          الحواشي:
          (1) Walid Khaldi. Islam, The west and Jerusalem (London: Hood Books, 1996), p. 22.
          (2) Keith W Whitelam, "Westem Scholarship and the Silencing of Palestinian History", in: Michael prior (ed) Westem Scholarship and tge History of Palestine (London: Melisende, 1998)، p. 11.
          3 - وردت مقارنة معمقة لما بين هذين التيارين والجدل الأخلاقي الدائر بينهما لدى زيوني زيفت، الأستاذ في "جامعة الدراسات اليهودية" في لوس أنجليس الأمريكية كما يلي:
          Ziony Sevit, "Three Debates about Bible and Archaeology", Biblica 83 (2002), pp. 1-27.
          4 - من أعماله:
          Early History of the Israelite People: From the Written and Archaeological Sources (Leiden: Brill, 1992): The Bible in History: How Writers Create a Past (London: Jonathan Cape, 1999).
          وقد ترجم الكتابان إلى العربية هكذا على التوالي: التاريخ القديم للشعب الإسرائيلي، ترجمة صالح علي سوداح (بيروت، بيسان للنشر والتوزيع 1995) الماضي الخرافي: التوراة والتاريخ، ترجمة عدنان حسن (دمشق، قدمس للنشر والتوزيع 2001).
          5 - من أعماله:
          ِAncient Israel: A New History of the Israelite Sociery (Sheffield: Sheffield Academic Press, 1995): The Archaeology of Israel: Constructing the Past, Interpreting the Present (Sheffield: Sheffield Academic Press, 1997).
          6 - من أعماله:
          The Invention if Ancient Israel, The Silencing of Palestinian History (London: Routledge, 1996).
          وقد ترجم الكتاب إلى العربية هكذا، تلفيق إسرائيل التوراتية: طمس التاريخ الفلسطيني، ترجمة ممدوح عدوان (دمشق، قدمس للنشر والتوزيع 2000).
          7 - من أعماله:
          In Search of Ancient Israel (Sheffield: Sheffield Academic Press, 1992).
          8 - من أعماله:
          History and Ideology in Ancient Israel (London: SCM, 1988).
          9 - في كتابيه: آرام دمشق وإسرائيل، في التاريخ والتاريخ التوراتي (دمشق: دار علاء الدين 1995) تاريخ أورشليم والبحث عن مملكة اليهود (دار علاء الدين 2001).
          10 - عصام سخنيني، فلسطين والفلسطينيون: صيرورة تكوين الاسم والوطن والشعب والهوية (بيروت المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 2003) الفصل الأول.
          11 - حصرنا القول هنا في الآثار المكتشفة في فلسطين وحدها، أما خارجها فقد كانت هناك لقى لا يزيد عددها عن عدد أصابع اليد الواحدة أوردت أسماء لشخصيات أو مواقع جرى ربطها بما ورد في الروايات التوراتية عن هذه الأسماء، وهي على كل حال قد اختلف علماء الآثار واللغات القديمة في معانيها ودلالتها الحقيقية وما هو مقصود بها، ويخرج عن نطاق بحثنا هذا التفصيل فيها، لكن نشير هنا إلى بعضها، نصب مرنفتاح (الفرعون المصري 1112-1103ق.م) والذي ورد فيه التعبير الغامض عليه "يسريل" أو "جزريل" والذي فهم على أنه "إسرائيل" والنقش المعروف باسم المسلة السوداء الذي سجل فيه الملك الآشوري شلمنصر الثالث أخبار أعماله العسكرية غرب الفرات، وقد ورد فيه ذكر لآخاب من ملوك السامرة، ويعود النقش إلى 840ق.م واكتشف في منطقة نمرود في العراق سنة 1864، ونصب ميشع ملك مؤاب الذي سجل فيه أخبار انتصاره على عمري ملك السامرة، ويعود النقش إلى حوالي العام 830 ق.م واكتشف في ذبيان بالأردن سنة 1868 ونقش الملك الآشوري سنحاريب بن سرجون الثاني (705-681 ق.م) الذي يرد فيه ذكر لحزقيا ملك يهوذا.
          (12) Giovani Garbini, "The Aramaic Inscription from Tel Dan", translated by Ian Hutchsson, as maintained on server: www. Geocities. Com, while the original article appeared in: Attidella Accadmia Nazionale dei Lincei Rendiconti, Sceinze Morali, vol.s.9 (1994), pp. 461-471.
          13 - وردت أوصاف للنقش في عدد من التقارير منها:
          Hershel Shnks, "Is It or Isn't? King Jehoash Inscription Captives Archaeological World", Biblical Archaeological Review (March/ Apnil 2003): Forward (January 31, 2003): Nadav Shragai, "Sensation or Forgery? Researchers Hail Dramatic First Temple Period Finding", Haaretz (English e-edition, January 13, 3003).
          كذلك نشر النص إلكترونيا بأحرفه الفينيقية وترجمتين له إلى العبرية الحديثة والإنجليزية على الموقع التالي:
          www. Web. Infoave. Net. (The transcription is the work of Jack Kilman).
          14 - الملوك الثاني، 12، 6، 7، 10، 12.
          (15) Shanks, op, cit.
          (16) B.A. Robinson, Jehoash Inscription: 9 th Century BCE Relic or 20 th Century Forgery?" maintained on server: www. Religioustolerace. Org. Originally written January 19. 2003, latest update: March 18, 2003.
          17 - نشر التقرير كما يلي:
          Ilani, S, Rosenfield, A. and Dvora check, K, "A Stone Tablet with an Ancient Hebrew Inscription Attributed to Yehoash, King of Judea- Archaeometry and Epigraphy", Geological Survey of Israel Current Research, 13 (2003), pp. 109-116.
          18 - ينسب التاريخ التثنوي Deuteronomic History إلى سفر التثنية، السفر الخامس من أسفار التوراة، إلا أنه يقصد به الروايات "التاريخية" التي أدرجت في الأحد عشر سفراً بدءاً من السفر الثاني (سفر الخروج) حتى السفر الثاني عشر (سفر الملوك الثاني).
          (19) Neil Asher Siglberman, "On Relics, Forgeries and Biblical Archaeology", in: Religious Studies News/SBL edition, Vol, 4, No. 2 (February 2003) , as maintained on server: www. Sbl-site.org/ Newsletter/ 02- 2003.
          (20) Shanks, op, cit.
          (21) Cited in: Nadav Shragai, op. cit.
          (22) Cited in: Times Online (January 18, 2003).
          (23) Cited in: Shragai, op, cit.
          (24) Shanks, op, cit.
          25 - ظهر هذا الترجيح واضحاً في المرجع نفسه، كذلك فيما كتبه كما يلي:
          Hershel Shanks, "Between Authenticity and Forgery", Religious Studies News/SBL edition, Vol. 4, No. 2 (February 2003), as maintained on server: www. Sbl- site .org /Newsletter/
          26 - وفق الحكايات التوراتية فإن الهيكل الأول هو الذي أقامه سليمان، والثاني هو الذي أقيم في مطلع العهد الفارسي بعد "عودة" اليهود من منفاهم في بابل، أما الهيكل الثالث فهو ما يدعى إلى بنائه على أنقاض المسجد الأقصى.
          27 - تعلن المنظمة أهدافها على الإنترنت كما يلي:
          "Long term Objectives", as maintained on server: www. Templemountfaithful. Org
          (28) "A Major Exciting Event on tge Temple Mount", as maintained on server: www. Templemountfaithful. Org/news/ 200301113 htm.
          29 – نفسه.
          (30) "More Exiting Information about the King Jehoash Inscription Found on the Temple Mount", as maintained on server: www. Templemountfaithful. Org/ News/ 20030114. htm.
          31 - لم نجد ما يهدينا إلى أن النقش لفت انتباه أي من المتخصصين العرب في علم الآثار أو اللغات القديمة ما يمكن أن يشكل مرجعاً لنا للتعرف على زيف النقش، فنرانا مضطرين لحصر البحث في ما عرضه الباحثون الإسرائيليون عن هذا الموضوع.
          (32) Cited in: Nadav Shragai, "There Is Nothing Else Likd It", Haaretz English e- Edition (January 16, 2003).
          (33) Cited in: "More on the King Solomon Stone Tablet", as maintained on server. www mailbox. Univie. As. At/- muehelb9/ kingofs. Html.
          (34) cited in: Hershel Shanks, op. cit.
          (35) Cited in: Nadv Shragai, There is nothing… op. cit.
          (36) Yuval Goren, "An Altemative Interpretation of the Stone Tablet with Ancient Hebrew Inscription Attributed to Jehoash, King of Judah" as maintained on server: www. Bibleinterp Com/ articles/ altemative – interpretation. Htm.
          37 - نشر هذا التقرير في مجلة المركز كما يلي:
          Ilani, S, Rosenfield, A. and Dvora check. K. "A Stone Tablet with an Ancient Heberw Inscription Attributed to Yehoash, King of Judea – Archaeometry and Epigraphy", Geological Survey of Israel Current Research, 13 (2003) pp. 109 -116
          38 - نشر غورين تقريره المفصل عن هذه التجربة والخطوات التي اتبعها والأدوات والمواد التي استخدمها مع صور واضحة تبين النتائج المادية التي توصل إليها على الموقع التالي بشبكة الإنترنت.
          www. Bibleinterp, com/ presentation/ index. Htm.
          39 - في بعض الروايات الدينية أن السيد المسيح كان له أخ من يوسف والسيدة مريم هو جيمس ووفقاً للمؤرخ اليهودي الروماني فلافيوس يوسيفوس Flavius Josephus رُجم جيمس حتى الموت سنة 62 للميلاد.
          40 - ضمت اللجنة الأولى في عضويتها كلاً من: Avigdor Victor Horwitz و Shmuel Ahitov من جامعة بن غوريون في النقب، وRonny Reich من جامعة حيفا، و Amos Kloner وEster Eshel من جامعة بار إيلان، وHagai Misgav من الجامعة العبرية في القدس، وTal Ilan من سلطة الآثار الإسرائيلية، أما اللجنة الثانية فضمت كلاً من: Yuval Goren من جامعة تل أبيب، و Avner Ayalon من مركز المسح الجيولوجي لإسرائيل، وElisabetta Buaretto رئيسة مختبر التاريخ بالكربون المشع في معهد فايتسمان للعلوم، وJaques Neguer رئيس دائرة الترميم في سلطة الآثار الإسرائيلية، وOrna Cohen من خبراء الآثار.
          41 - نشرت خلاصات عن تقرير سلطة الآثار الإسرائيلية في: Archaeology (of Archaeological Instinute of America), June 18, 2003: as maintained on server: www. Archaeology. Org/ magazine.
          (41) Cited in: "Furor over Temple Mount Construction", Biblical Archaeology Review (March/ Apnil 2000).
          42 – نفسه.
          شاهدوا الفيلم كاملاً على الروابط التالية:
          http://rapidshare.com/files/11422500...ykal.part1.exe
          http://rapidshare.com/files/11428193...ykal.part2.rar
          http://rapidshare.com/files/11428525...ykal.part3.rar
          http://rapidshare.com/files/11428703...ykal.part4.rar
          والفيلم يتضمن بعض الصور التالية:







          تعليق

          • المهندس زهدي جمال الدين
            12- عضو معطاء

            حارس من حراس العقيدة
            عضو شرف المنتدى
            • 3 ديس, 2006
            • 2169
            • مسلم

            #50

            الفرع الثامن

            دراسة علماء الآثار الإسرائيليين

            وإليكم ملخص الدراسة التي قام بها ثلاثة من علماء الآثار الإسرائيليين وهم:
            archaeologists, Dr. Gabriel Barkai, Dr. Aren Maeir and Dr. Dan Bahat.
            حيث وجدوا حفرة كبيرة في جبل الهيكل وذلك خلال الأشهر أكتوبر 1999 -- يناير 2000 بطول 50 مترا وعرض 25 مترا وعمق 12 مترا، وقد ظنوا أنها ترجع إلى عهد الملك سليمان وعثروا على بعض القطع الأثرية والتي ظنوا أنها تعود إليه ولكن بالبحث اتضح لهم أنها تعود إلى العهد العثماني. ويجزم الباحث في أن الكثير من القطع مجهولة الهوية والتي تعود إلى الـ 600 سنة الماضية، ويؤكد في أكثر من مرة إلى أن بعض الأواني الفخارية والقطع الأثرية والتي عثروا عليها إنما ترجع إلى العديد من المسلمين في أواخر العصر العثماني.ويشير إلى أن المقصود بإسطبلات سليمان والمشهورة في أدبيات اليهود إنما مرجعها إلى الملك الصليبي. The Crusader King Baldwin بالدوين , وليس مرجعها إلي الملك سليمان وإنما الذي بناها هو الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك. وتكونت هذه الحفرة بعد وقوع الزلزال الكبير في 1033 م..







            تعليق

            • المهندس زهدي جمال الدين
              12- عضو معطاء

              حارس من حراس العقيدة
              عضو شرف المنتدى
              • 3 ديس, 2006
              • 2169
              • مسلم

              #51

              الفصل الثاني
              هيكل سليمان بين النصوص الكتابية والواقع المشهود
              مقدمة
              هيكل سليمان بين النصوص الكتابية (جبل الْمُورِيَّا המוריה) والواقع المشهود (تل عين دارا)
              مع مرور الوقت، وظهور الاكتشافات الأثرية الجديدة التي تشكك في الكثير من النصوص التاريخية والدينية التي تطرحها الفئات الدينية المختلفة والدولة الإسرائيلية تصبح مسألة إثبات الهوية اليهودية - الإسرائيلية أكثر تعقيدا، وهنالك محاولات دائبة من الكثيرين من الباحثين الإسرائيليين في مجالات مختلفة، وخاصة في علم الآثار وعلم الموروثات الجينية الى جانب الأبحاث التاريخية، لإثبات الصلات والروابط التاريخية بين الجمهور اليهودي وبلاد فلسطين - كنعان- التي يكنونها بمصطلح أرض إسرائيل (إيريتس يسرائل ארץ ישראל).
              وضمن تلك المحاولات لإيجاد قرائن ولو مصطنعة وواهية لبلورة قصة "أرض الميعاد" وخلق مسوغات وشواهد على التاريخ الإسرائيلي، وتساهم في ذلك بشكل او بآخر مؤسسات الدولة الحكومية والحقوقية والمحاكم والشرطة التي بدأ موقفها من منع دخول اليهود للصلاة في الحرم القدسي الشريف يتآكل مع مرور الوقت.
              فمن المفترض أن يكون قد تم بناء هيكل سليمان في المكان نفسه الذي وُجد فيه معبد القدس.
              لماذا هيكل سليمان الحكيم؟ أو سليمان النبي عليه السلام، أو سليمان ابن داوُد، أو سليمان الذي امتلك علوم السيطرة والتحكم، أو سليمان الذي احتفظ بصحف إبراهيم وموسى؟ وماذا يعني خاتم سليمان؟ لماذا مرة ثانية يجري البحث عن الهيكل الذي بناه سليمان؟ ومن أجل ماذا تجهد الصهيونية اليهودية العالمية في البحث عنه وإعادة بنائه؟ ولماذا تريد الصهيونية اليهودية العالمية هدم الأقصى وبناء الهيكل الثالث مكانه؟.
              يقتحم قطعان المستوطنين المسجد الاقصى المبارك بحراسة الشرطة الإسرائيلية والجيش الاسرائيلي بحجة مشروخة من كثرة ترديدها وهي ان المسجد الاقصى المبارك.. اولى القبلتين للمسلمين وثالث الحرمين الشريفين مبني على أنقاض هيكل سليمان المزعوم.. بالرغم من ان اسرائيل حفرت القدس الشريف.. كله بحثا عن أثر يهودي فلم تجد. وان قرار اليونسكو (هيئة الامم المتحدة للثقافة والتربية والعلوم) الصادر بتاريخ 13/10/2016 نفى نفيا قاطعا اي علاقة لليهود بالمسجد الاقصى المبارك وبحائط البراق (حائط المبكى) واعتبرت المسجد الاقصى المبارك تراثا اسلاميا خالصا.
              هيكل سليمان الذي ملأت الدعاية الصهيونية.. اجواء السماء في القارات الستة في العالم لا يزيد عن البالونات الملونة.. التي تنطلق في الهواء في اعياد ميلاد الاطفال او المناسبات. وخيال الحاخامات تجاوز الافق المنظور وغير المنظور فملؤوا الهيكل بالأساطير فقد زعموا ان هيكل سليمان لم يكن مجرد معبد عادي لبني اسرائيل او لليهود او للعبرانيين فهو مكان رهيب.. فان من يدخله للصلاة فيه يستطيع ان يصعد الى السماء.. في رحلة ايمانية غير مسبوقة! فان اسرارا كثيرة تغلف هذا الهيكل وتحيط به من كل جانب فالغموض الكثيف الذي يكتنف هذا الهيكل الرهيب يجعل المرء يتساءل هل هذا معبد حقيقي للصلاة...؟ او اننا امام حلقات لا تنتهي من سلسلة المهاترات التي نسجها خيال لا محدود...؟
              فالحاخامات هم اصحاب المصلحة الوحيدون في السيطرة على بني اسرائيل.. وابقاء طائفتهم تتمتع بالنفوذ والسيطرة والذهب الاصفر الذي يعشقه اليهود. فقديما قيل (ان الدين افيون الشعوب) فان اجماعا عالميا لآراء الكتاب والمثقفين والباحثين.. يؤكدون انه ليس لهذا الهيكل وجود الا في خيال حاخامات.. بني اسرائيل ولا تجد له ذكر الا في كتب اليهود فقط. ولا نري من اين احضروها يمكن تكون نزلت عليهم من السماء. كما قال (دافيد بن جوريون) اول رئيس وزراء لدولة اسرائيل.. ان السيف والتوراة نزلا على بني اسرائيل من السماء. (صدق او لا تصدق) ..!
              نحن لا نقول هذا الرأي رأينا فقط..
              بل اراء العالم اجمع فلا تنتهي الاساطير في حياة اليهود الذين اصبحت الاساطير والتنجيم والسحر أحد اعمدة الثقافة اليهودية من قديم الزمان. فان الحاخامات يختلفون عن باقي رجال الدين في العالم ويمتازون بأنهم يستطيعون نسج الاساطير وتصويرها وكأنها حقيقة واقعة.
              يقول الحاخامات ان هيكل سليمان بلغ من الفخامة ما لا عين شاهدت مثله. ولا اذن سمعت عن أضخم منه... فقد بناه ثلاثون الفا من العبيد المسخرين.
              ونتساءل لماذا لم يبنه بنو اسرائيل أنفسهم بدلا من الاستعانة بالعبيد...؟ وهم يزعمون انهم بنوا(الاهرام) في مصر كما قال (مناحيم بيجين) رئيس وزراء اسرائيل في احدى زياراته للقاهرة زمن السادات.
              وقمت بالرد عليه -كاتب الدراسة وهي منشورة في المنتديات المعنية-في حينه وقام بالنشر الأستاذ أحمد بهجت في عموده اليومي في صحيفة الأهرام.
              ولا نعرف مصدر الذهب والاموال الطائلة التي بنى سيدنا سليمان بها هذا الهيكل العجيب، خاصة وان اليهود كانوا قلة من قطاع الطرق.. ومن القبائل التي لا تعرف سوى السلب والنهب. وهم شعب من المحتالين مذ القدم كما وصفتهم(التوراة) نفسها وهي كتابهم المقدس.. فقد ورد فيها ان اليهود سرقوا المصريين عند خروجهم من مصر بالاحتيال والخديعة واخترعوا حجة وهمية وهربوا من مصر تحت جنح الظلام ومعهم الذهب المسروق.
              تقول التوراة: -
              (فحمل الشعب عجينهم قبل ان يختمر ومعاجنهم مصرورة في ثيابهم على اكتافهم وفعل بنوا اسرائيل قول موسى.. طلبوا من المصريين امتعة فضة وامتعة ذهب وثيابا واعطى الرب.. نعمة للشعب في عيون المصريين حتى اعاروهم فسلبوا المصريين) التوراة- سفر الخروج – الاصحاح رقم 12
              الانسان يجد نفسه في حيرة من هذا الشعب.. فان نبيهم يأمرهم بالسرقة وان ربهم يساعدهم على ذلك وكتابهم المقدس يروى ذلك ...وكأن السرقة والاحتيال من المثل العليا والقيم العظيمة سبحان الله ..؟ وهذا يفسر لنا حال اسرائيل في هذا الزمان فهي امتداد لأخلاق اليهود وعاداتهم منذ قديم الزمان فهي سرقت الارض والشجر والحجر .. .
              ولكن لماذا اصرار اليهود على هدم المسجد الاقصى المبارك...؟ اليهود يعتقدون اعتقادا راسخا ان (هيكل سليمان) موجود تحت المسجد الاقصى المبارك.. في (اورشليم) القدس وان هذا الهيكل تم تدميره على يد البابليين.. ثم على يد الرومان.. وهم مصرون على ما ورد في كتبهم التي احضروها من مزابل لتاريخ .فهم مصممون على ان المسجد الاقصى المبارك قد اقيم على أنقاض.. هيكل سليمان دون ذكر دليل واحد على صحة هذا الزعم. انهم اليهود الذين يحبون الحياة في الانفاق المظلمة ويعيشون دائما في المجهول.
              ولكن خبث اليهود يدعو الى العجب فان كل ما يصرحون به ليس له اساس من الصحة.. بل انهم يبحثون عن شيء اخر غير هيكل سليمان ...؟. فديانة اليهود يجب ان تبقى سرية وهذا ما ورد في بروتوكولات حكماء صهيون – البروتوكول الرابع عشر نص على الاتي: -
              (اسرار دين موسى لا يباح بها لغير اليهود.. ولن يسمح بان يطرح ديننا للبحث ابتغاء الوقوف على مقاصده وغاياته.. فعلمه محصور بنا مقصور علينا وحدنا ونحن حريصون على الا نبوح بأسراره.)
              وهذا دعانا الى محاولة معرفة الاسرار.. التي يخفيها اليهود.. عنا وعن العالم اجمع فيما يتعلق بهيكل سليمان. ولكن دخلنا في نفق مظلم فيه سلسلة من اساطير اليهود التي لا تنتهي..
              فلا يمكن معرفة عقلية الحاخامات.. وما ينسجونه من اوهام تفوق افلام هوليوود او قصص ارسين لوبين. فهم لا يريدون (هيكل سليمان) لأنهم يستطيعون بناء هيكل جديد.. في اي مكان في العالم. ان معنى الهيكل باللغة الآرامية التي كانت سائدة في ذلك العصر هو: معبد.
              ولكن اساطير اليهود لا تنتهي فهم يبحثون عن (النار المقدسة) التي كانت في هيكل سليمان. كما سبق وأن أشرنا إليه في الصفحات السابقة.
              إذ أن النار المقدسة عند اليهود بحسب خرافات الحاخامات نزلت على بني اسرائيل من ...السماء ..!! ويقولون ان اليهود كانوا يحملونها معهم من مكان الى اخر.. ويشوون القرابين.. التي يقدمونها الى الرب مشوية على تلك النار. فان الرب لا يقبل القرابين الا إذا كانت مشوية.. بحسب اوامر الحاخامات التي اصبحت ركنا من اركان الديانة اليهودية.
              فهذا ركن من اركان الديانة اليهودية.. اخفوه عن العالم. فان الرب باعتقادهم لا يقبل الا القرابين المشوية. ثم اختفت هذه النار فجأة.. فلم يعد اليهود يعرفون اين هي وان كانوا يعتقدون انها كانت في هيكل سليمان.. فماذا يقدمون الي الرب..؟ النار المقدسة ركن من اركان الديانة اليهودية كما يعتقدون.. والقرابين لا يقبلها الرب الا إذا كانت مشوية. فأصبحت ديانة اليهود فاقدة أحد اهم اركانها...!!!
              اسطورة مثل القنابل العنقودية.. فالأسطورة الواحدة تنشطر الى عدة اساطير وهي مخفية عن اعين العالم.. فلا يحق لغير اليهودي ان يطلع عليها.
              ونقول لهم هنيئا لكم بهذه الاساطير.. المهم ان هيكل سليمان اسطورة من اساطير اليهود التي لا تنتهي.. وهم لا يبحثون عنه بل يبحثون عن (النار المقدسة) التي اختفت.
              ثمة أمر أخر لم يلاحظه أحد.
              لماذا معابد العالم أجمع تُبنى على شكل الجسد؟، حيث يدخل المرء بقدميه ويسير مستقيماً إلى محاريبها أو مذبحها، يسجد أو يركع أو يحني رأسه أو ينبطح، ألا يعني لنا أن هذا هو شكل جسده؟، فالرأس هو المحراب والأقدام هي المدخل إلى أي معبد ندخله بوعي أو دون وعي، هو هيكل جسدي مادي تملؤه الإنسانية بصفائها الروحي؛ مسجداً كان أو كنيسة أو كنيساً أو معبداً بوذياً أو هندوسياً، الغاية واحدة والنظام الروحي واحد، وطريقة الدخول إليها والخروج منها واحدة، تدخل من الأقدام كي تصل الرأس، والرأس يسكنه العقل، والعقل لدى الإنسان نسبيّ غايته من هذا الدخول زيادة نسبته بتقربه إلى العقل الكلي الكوني المحيط، أي: إلى الإله.







              الهيكل بناء ساد مدن الشرق الأوسط، أي: سورية الطبيعية اتخذ شكل المعابد الأخرى، وله آثار في سورية، ومازال معبد بعلبك القائم حتى لحظة كتابة هذه المادة العلمية، التاريخية الروحية، بثلاثية أبعادها القائمة من شكل الجسد المادي. وحينما بناه سليمان الحكيم كان على شكل الجسد بعد استبصار شكله ومحتواه، بمعنى (وفي أنفسكم أفلا تبصرون)، اليهود فهموا الشكل المادي بقوته الظاهرة واشتغلوا عليه، بينما ذلك الحكيم سليمان قصد في بنائه جوهره الروحي، وإيمانه بالاستقامة، والذي ابتعد عنه اليهود كثيراً.
              أختم بالتعريف به، أي: بالهيكل الذي تنادت به اليهودية الصهيونية معرفاً إياه بأنه:
              معبد يهودي، ما هو في الحقيقة إلا دار للعبادة، كان يمارس به سليمان الحكيم عبادة أبيه داوُد التوحيدية، أكمل بناءه في القرن العاشر قبل الميلاد، ثم خُرّب وأعيد بناؤه في القرن الثالث قبل الميلاد، ثم في عام 70ميلادية هُدم نهائياً. وشيد الخلفي الأموي عبد الملك بن مروان مسجد قبة الصخرة عام 72هجري 651 ميلادي وتوضعت الصخرة في داخله ويقال إن النبي العربي محمد عليه الصلاة والسلام عرج منها إلى السماء، إن كتب (المشناه والتلمود) اللذين اختصا بتعاليم اليهود الخطيرة، التي تتعالى على العالم أجمع، والتي تعتبر أن اليهود شعب الله المختار المخلوقين من جوهره، وأن باقي البشر هم من نطفة حمار، يحق لهم سيادة العالم بتعاليم سليمان الحكيم، والذي هو براء من كل ما نسبوه إليه، فالهيكل يتشابه في بنائه مع الكنائس والمساجد، وحينما ننظر إلى الجسد الإنساني؛ الذي تحدثت عنه وشرحته بالتحليل والإيضاح والرسم، هو الجسد الإنساني الذي أدعوكم للتبصّر فيه، والآية الكريمة المذكورة في الكتاب المكنون قالت: (وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ) أي أن حاجة الإنسان الماسة والأولى إلى جوهره، ومن ثم إلى مظهره، فإذا كان جوهره نظيفاً كان هيكله جيداً وطاهراً ومقدساً، فالذي لا يمتلك طهارة الجوهر مياه بحار الأرض مجتمعة لا تُطهّر روحه، لا يغسل البحر روحاً، بل يغسل الجثمان، والمعبد يغسل جسم الإنسان وروحه وجوهره. لا هيكل لليهود لا في الماضي ولا في الحاضر، ولا في المستقبل، إنما هي حالات ادّعاء يحاولون بها ومن خلالها السيطرة على البشرية.

              تعليق

              • المهندس زهدي جمال الدين
                12- عضو معطاء

                حارس من حراس العقيدة
                عضو شرف المنتدى
                • 3 ديس, 2006
                • 2169
                • مسلم

                #52

                الفرع الأول
                النصوص الكتابية (الوهم)
                وهكذا وبشكل بطيء وتدريجي هنالك المزيد من الانتصارات للمجموعات الدينية اليمينية التي تتكئ في ايمانها على موروثات غيبية غالبيتها تقوم على زيف تاريخي وديني وضمن ذلك مسألة ما يسمى جبل الهيكل (هار هبايت הר הבית.) فالقدس لم تذكر بأي شكل من الأشكال في التوراة، ولاحقا فقط ذكرت في الكتابات الدينية اليهودية التي يرجح انها كتبت بعد قرون من الأحداث التي تتحدث بشأنها، ثم ان التوراة منحت لبني اسرائيل في سيناء وليس في القدس الأمر الذي يصعب على رجال الدين اليهود مهمة تفسير مكانة القدس وقدسيتها التي ظهرت لاحقا لأسباب سياسية.
                وقد اكدت الدراسات التاريخية والأثرية ان القدس "اورسالم" هي بالأساس بلدة يبوسية – كنعانية، ولم تكن ابداً ذات اهمية في الديانة اليهودية الا في مراحل متأخرة، وحتى التفسيرات بشأن مكان الهياكل المزعومة هي تفسيرات مبهمة، وبشكل خاص الادعاء بأن الحرم الشريف يقع على جبل " الْمُورِيَّاמוריה " الذي هو جبل الهيكل المزعوم، كما هو في سفر أخبار الأيام الثاني 1 :3: (وَشَرَعَ سُلَيْمَانُ فِي بِنَاءِ بَيْتِ الرَّبِّ فِي أُورُشَلِيمَ، فِي جَبَلِ الْمُورِيَّا حَيْثُ تَرَاءَى لِدَاوُدَ أَبِيهِ، حَيْثُ هَيَّأَ دَاوُدُ مَكَانًا فِي بَيْدَرِ أُرْنَانَ الْيَبُوسِيِّ.).
                ولكن هل هذا الزعم صحيح وأن جبل الْمُرِيَّا מריּה يكتب هكذا بوضع ضمة فوق الميم أم أنه يكتب بوجود حرف الواو بعد الميم هكذا: الْمُورِيَّا מוריּה.
                هناك كتب ومؤلفات ومقالات كُتبت حول جبل الهيكل وحول هيكل اورشليم، لو تمّ احصاءها، ربما كانت كميتها أكثر حجمًا من الجبل نفسه. وما ينافس هذا الحجم الكبير من الكتابات حول جبل الهيكل، حجم وغزارة الحوادث بألوانها البيضاء والسوداء والحمراء التي تمت فيه ومن أجله وبسببه منذ 40 قرنًا ولغاية اليوم، ومن المتوقع أن يحمل المستقبل معه حوادث أكبر وأكثر حول هذا الجبل وهيكله.
                ليس هناك ما يميز هذا الجبل من الناحية الطبيعية عن غيره من عشرات آلاف الجبال في عالمنا، بل يمكن أن تنوجد جبالا كثيرة في العالم أكثر أهمية منه طبيعيًا.
                لكن ربما ما يميز هذا الجبل (وهيكله) تاريخيًا لا يُقارن في أهميته مع أي جبل آخر، حتى لو كان جبل "سينا" مع أهميته هو الآخر في تاريخ الله على الأرض ومع البشر "بني اسرائيل بشكل خاص" . وله مكانة خاصة في كتب التناخ ـ اليهودية، وكذلك في كتب العهد الجديد ـ المسيحية.
                الغرض الذي يهمني هنا هو البحث لغويًا (وليس سياسيًا!) حول تسمية الجبل في العبرية، فكتب التناخ تعتبر المرجع الأول من دون شكّ لهذا الغرض.

                تعليق

                • المهندس زهدي جمال الدين
                  12- عضو معطاء

                  حارس من حراس العقيدة
                  عضو شرف المنتدى
                  • 3 ديس, 2006
                  • 2169
                  • مسلم

                  #53
                  الفرع الثاني
                  الفرق بين الْمُرِيَّا מריה والْمُورِيَّا מוריה
                  أولاً: المُرِيَّا המריה.
                  إن أول ظهور لاسم المُرِيَّا המריה إنما جاء ضمن "أرض الْمُرِيَّا ארץ המריה " وورد لأول مرة في سفر التكوين 2 :22، وذلك في عهد إبراهيم عليه الصلاة والسلام بعد تقديم ابنه ا وليسحق كذبيحة للرب -بحسب زعمهم- ولكن لم يطلق عليه جبل الرب الا بعد بناء هيكل سليمان بما يزيد عن ثمانية قرون.
                  فَقَالَ:» خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ، الَّذِي تُحِبُّهُ، إِسْحَاقَ، وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ الْمُرِيَّا، وَأَصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ الْجِبَالِ الَّذِي أَقُولُ لَكَ. « التكوين 2 :22.
                  وترجمتها الانجليزي
                  (KJV) And he said, take now thy son, thine only son Isaac, whom thou lovest, and get thee into the land of Moriah; and offer him there for a burnt offering upon one of the mountains which I will tell thee of.
                  فهي أرض المُرِيَّا ארץ המריה بالضمة land of Moriah وليست جبل الْمُورِيَّا המוריה بالواو.
                  (HOT) ויאמר קח־נא את־בנך את־יחידך אשׁר־אהבת את־יצחק ולך־לך אל־ארץ המריה והעלהו שׁם לעלה על אחד ההרים אשׁר אמר אליך׃
                  (JPS) And He said: 'Take now thy son, thine only son, whom thou lovest, even Isaac, and get thee into the land of Moriah; and offer him there for a burnt-offering upon one of the mountains which I will tell thee of.'
                  وفي قاموس سترونج يشرح معني الكلمة
                  H4179
                  מריּה
                  môrı̂yâh
                  mo-ree-yaw', mo-ree-yaw'
                  From H7200 and H3050; seen of Jah; Morijah, a hill in Palestine: - Moriah.
                  ولكن شراح الكتاب المقدس قالوا إن المقصود بجبل الْمُورِيَّا בהר המוריה معناه هو "يهوه يِرْأَه יהוה יראה yehôvâh yir’eh".
                  ولست أدرى ما العلاقة بينهما - בהר המוריה وיהוה יראה - والجذر مختلف ولكنه التعسف في ليِّ الحقائق لتتماشى مع المعتقد الباطل الذي به يعتقدون.
                  وهل يستقيم في الذوق العام أن نطلق على جبل الْمُورِيَّا בהר המוריה يهوه يِرْأَه יהוה יראה yehôvâh yir'eh؟..
                  وواقع الأمر أنه يرد ذكر هذا الجبل كتابيًا لأول مرة في سفر التكوين 22: 2 باستخدام تسمية الجبل "موريا" מריה، في رواية تقدمة يتصحاق יצחק (اسحق) في زمنٍ يسبقُ بعدة قرونٍ زمنَ بناء الهيكل في عهد الملك سليمان.
                  ومن التحقيق التاريخي كان إبراهيم عليه السلام عند جبل المروة حينما قدم ابنه إسماعيل יִשְׁמָעֵאל وليس إسحاق יִצְחָק ذبيحة لله سبحانه وتعالى.
                  الذبيح اسماعيل ישמע אל وليس اسحق יצחק
                  وبالمناسبة النصارى لا يتبنون عقيدة الفداء التي يؤمن بها كلا الطرفين اليهود والمسلمين لأن الفادي عندهم هو الرب نفسه.
                  بداية سوف اعرض للنصوص الكتابية والقرآنية والتي تناولت هذه القضية ونتعرض لها بالدرس والتحليل.
                  1- قالوا إن الذبيح هو اسحاق:
                  (1 وَحَدَثَ بَعْدَ هَذِهِ الأُمُورِ أَنَّ اللهَ امْتَحَنَ إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ لَهُ: «يَا إِبْرَاهِيمُ». فَقَالَ: «هَئَنَذَا». 2فَقَالَ: «خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ الَّذِي تُحِبُّهُ إِسْحَاقَ وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ الْمُرِيَّا وَأَصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ الْجِبَالِ الَّذِي أَقُولُ لَكَ».3 ... 6فَأَخَذَ إِبْرَاهِيمُ حَطَبَ الْمُحْرَقَةِ وَوَضَعَهُ عَلَى إِسْحَاقَ ابْنِهِ وَأَخَذَ بِيَدِهِ النَّارَ وَالسِّكِّينَ. فَذَهَبَا كِلاَهُمَا مَعاً. 7وَقَالَ إِسْحَاقُ لإِبْرَاهِيمَ أَبِيهِ: «يَا أَبِي». فَقَالَ: «هَئَنَذَا يَا ابْنِي». فَقَالَ: «هُوَذَا النَّارُ وَالْحَطَبُ وَلَكِنْ أَيْنَ الْخَرُوفُ لِلْمُحْرَقَةِ؟» 8فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: «اللهُ يَرَى لَهُ الْخَرُوفَ لِلْمُحْرَقَةِ يَا ابْنِي». فَذَهَبَا كِلاَهُمَا مَعاً. 9فَلَمَّا أَتَيَا إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي قَالَ لَهُ اللهُ بَنَى هُنَاكَ إِبْرَاهِيمُ الْمَذْبَحَ وَرَتَّبَ الْحَطَبَ وَرَبَطَ إِسْحَاقَ ابْنَهُ وَوَضَعَهُ عَلَى الْمَذْبَحِ فَوْقَ الْحَطَبِ. 10ثُمَّ مَدَّ إِبْرَاهِيمُ يَدَهُ وَأَخَذَ السِّكِّينَ لِيَذْبَحَ ابْنَهُ. 11فَنَادَاهُ مَلاَكُ الرَّبِّ مِنَ السَّمَاءِ وَقَالَ: «إِبْرَاهِيمُ إِبْرَاهِيمُ». فَقَالَ: «هَئَنَذَا»12فَقَالَ: «لاَ تَمُدَّ يَدَكَ إِلَى الْغُلاَمِ وَلاَ تَفْعَلْ بِهِ شَيْئاً لأَنِّي الْآنَ عَلِمْتُ أَنَّكَ خَائِفٌ اللهَ فَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ عَنِّي». 13فَرَفَعَ إِبْرَاهِيمُ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ وَإِذَا كَبْشٌ وَرَاءَهُ مُمْسَكاً فِي الْغَابَةِ بِقَرْنَيْهِ فَذَهَبَ إِبْرَاهِيمُ وَأَخَذَ الْكَبْشَ وَأَصْعَدَهُ مُحْرَقَةً عِوَضاً عَنِ ابْنِهِ) تكوين22 :1- 13
                  حسنا حسنا..
                  الكتاب المقدس يقول أن الذبيح هو إسحاق.
                  2- فماذا عن القرآن الكريم؟.
                  إنه يقول أن الذبيح إسماعيل عليه السلام.
                  أ - (رَبِّ هَبْ لِي مِنْ الصَّالِحِينَ * فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ * فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ الصَّابِرِينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ * وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ * سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ * كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ * وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنْ الصَّالِحِينَ * وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ) سورة الصافات/100-113 .
                  ب - قال الله تعالى : (وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ * فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ * وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ * قَالَتْ يَاوَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ * قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ * فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ * إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ) هود/96-75 .
                  فما هي الحقيقة؟.
                  أولا: مناقشة النص الكتابي:
                  قَالَ: «خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ الَّذِي تُحِبُّهُ إِسْحَاقَ وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ الْمُرِيَّا وَأَصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ الْجِبَالِ الَّذِي أَقُولُ لَكَ» تك 22: 2
                  ولكن عندما نتصفح في الكتاب المقدس نجد الاتي:
                  تكوين 16: 16 (كَانَ أَبْرَامُ ابْنَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ سَنَةً لَمَّا وَلَدَتْ هَاجَرُ إِسْمَاعِيلَ لأَبْرَامَ).
                  تكوين 5:21. (وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ ابْنَ مِئَةِ سَنَةٍ حِينَ وُلِدَ لَهُ إِسْحَاقُ ابْنُهُ).
                  فيتضح من ذلك أن إسماعيل كان أكبر من إسحاق بـ (14 سنه) فكيف يكون إسحاق هو الابن الوحيد في حين أن إسماعيل هو الأكبر؟ إذن إسماعيل ظل وحيداً لمدة (14 عام) إذا أخذنا برواية الكاتب.. فكيف يكون إسحاق هو الوحيد ؟.
                  أن إسماعيل ظل ابنًا وحيدًا لإبراهيم عليه السلام لمدة أربعة عشر عامًا حتى وُلِد إِسْحَاقَ، وبولادة إِسْحَاقَ لم يعد لا إسماعيل ولا إِسْحَاقَ ابنًا وحيدًا.
                  لماذا وُضع إِسْحَاقَ بدلًا من إسماعيل؟ إن أهمية وضع إِسْحَاقَ بدلًا من إسماعيل باعتباره الذبيحة يمثل -في نظر اليهود- اختيار سلالة إِسْحَاقَ كشعب مختار افتداه الله ليرث الأرض الموعودة، وإبعاد أي نسل آخر ينازعها في الميراث..
                  ولنا أن نتساءل وماذا يحدث لو كان الذبيح هو إِسْحَاقَ فعلًا؟
                  الجواب بكل بساطة لكان بنو إسرائيل قد اتخذوا من الفداء سُنة لهم ولذكروها في مناسبات مختلفة، ولكننا نجد الفداء عند بني إسرائيل يرتبط بالخروج من مصر ولا نجد إشارة من قريب أو بعيد لذكرى فداء إِسْحَاقَ (خر 13: 11 – 16).
                  قالوا ولكن هاجر أم إسماعيل كانت جارية في حين أن زوجة إبراهيم هي سارة وعليه فالمبشر به ابن الزوجة الشرعية..
                  بداية نقول: أن الكتاب المقدس يقول بشأن أولاد يعقوب الإثنى عشر (الأسباط) أن منهم أولاد جواري وكانوا أولادا شرعيين ليعقوب … فهل (جاد، دان، نفتالى، أشير) أبناء غير شرعيين ليعقوب؟ إذن أربع أسباط أصبحوا من أولاد غير شرعيين.
                  فهل تقبلوا بذلك.
                  وإذا قبلتوا وحسبتموهم أولادا شرعيين ليعقوب.. إذن إسماعيل ابن الجارية يكون ابن شرعي لإبراهيم أيضاً..
                  وإليكم الدليل:
                  التكوين 30 من عدد 3 إلى 13: (فَقَالَتْ: «هُوَذَا جَارِيَتِي بَلْهَةُ. ادْخُلْ عَلَيْهَا فَتَلِدَ عَلَى رُكْبَتَيَّ وَأُرْزَقُ أَنَا أَيْضاً مِنْهَا بَنِينَ». 4فَأَعْطَتْهُ بَلْهَةَ جَارِيَتَهَا زَوْجَةً فَدَخَلَ عَلَيْهَا يَعْقُوبُ 5فَحَبِلَتْ بَلْهَةُ وَوَلَدَتْ لِيَعْقُوبَ ابْناً 6فَقَالَتْ رَاحِيلُ: «قَدْ قَضَى لِيَ اللهُ وَسَمِعَ أَيْضاً لِصَوْتِي وَأَعْطَانِيَ ابْناً». لِذَلِكَ دَعَتِ اسْمَهُ «دَاناً». 7وَحَبِلَتْ أَيْضاً بَلْهَةُ جَارِيَةُ رَاحِيلَ وَوَلَدَتِ ابْناً ثَانِياً لِيَعْقُوبَ 8فَقَالَتْ رَاحِيلُ: «قَدْ صَارَعْتُ أُخْتِي مُصَارَعَاتِ اللهِ وَغَلَبْتُ». فَدَعَتِ اسْمَهُ «نَفْتَالِي..9وَلَمَّا رَأَتْ لَيْئَةُ أَنَّهَا تَوَقَّفَتْ عَنِ الْوِلاَدَةِ أَخَذَتْ زِلْفَةَ جَارِيَتَهَا وَأَعْطَتْهَا لِيَعْقُوبَ زَوْجَةً 10فَوَلَدَتْ زِلْفَةُ جَارِيَةُ لَيْئَةَ لِيَعْقُوبَ ابْناً. 11فَقَالَتْ لَيْئَةُ: «بِسَعْدٍ». فَدَعَتِ اسْمَهُ «جَاداً». 12وَوَلَدَتْ زِلْفَةُ جَارِيَةُ لَيْئَةَ ابْناً ثَانِياً لِيَعْقُوبَ 13فَقَالَتْ لَيْئَةُ: «بِغِبْطَتِي لأَنَّهُ تُغَبِّطُنِي بَنَاتٌ». فَدَعَتِ اسْمَهُ «أَشِيرَ».
                  وقد حسبوا بالفعل من ابناء يعقوب الشرعيين وكانوا من الأسباط الأثنى عشر وورثوا كما يرث غيرهم من الإبناء:
                  الكوين35 من عدد 22 إلى 26 (وَكَانَ بَنُو يَعْقُوبَ اثْنَيْ عَشَرَ: 23بَنُو لَيْئَةَ: رَأُوبَيْنُ بِكْرُ يَعْقُوبَ وَشَمْعُونُ وَلاَوِي وَيَهُوذَا وَيَسَّاكَرُ وَزَبُولُونُ. 24وَابْنَا رَاحِيلَ؛ يُوسُفُ وَبِنْيَامِينُ. 25وَابْنَا بِلْهَةَ جَارِيَةِ رَاحِيلَ: دَانُ وَنَفْتَالِي. 26وَابْنَا زِلْفَةَ جَارِيَةِ لَيْئَةَ: جَادُ وَأَشِيرُ. هَؤُلاَءِ بَنُو يَعْقُوبَ الَّذِينَ وُلِدُوا لَهُ فِي فَدَّانَِ أَرَامَ.).
                  إذن إسماعيل أيضاً ابن شرعي لإبراهيم...
                  وهاكم الدليل:
                  إسماعيـــل، ابــن أبــرام وهاجـــر
                  (وَأَمَّا سَارَايُ امْرَأَةُ أَبْرَامَ فَلَمْ تَلِدْ لَهُ. وَكَانَتْ لَهَا جَارِيَةٌ مِصْرِيَّةٌ اسْمُهَا هَاجَرُ، فَقَالَتْ سَارَايُ لأَبْرَامَ: «هُوَذَا الرَّبُّ قَدْ أَمْسَكَنِي عَنِ الْوِلاَدَةِ. ادْخُلْ عَلَى جَارِيَتِي لَعَلِّي أُرْزَقُ مِنْهَا بَنِينَ». فَسَمِعَ أَبْرَامُ لِقَوْلِ سَارَايَ. فَأَخَذَتْ سَارَايُ امْرَأَةُ أَبْرَامَ هَاجَرَ الْمِصْرِيَّةَ جَارِيَتَهَا، مِنْ بَعْدِ عَشَرِ سِنِينَ لإِقَامَةِ أَبْرَامَ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ، وَأَعْطَتْهَا لأَبْرَامَ رَجُلِهَا زَوْجَةً لَهُ. فَدَخَلَ عَلَى هَاجَرَ فَحَبِلَتْ. وَلَمَّا رَأَتْ أَنَّهَا حَبِلَتْ صَغُرَتْ مَوْلاَتُهَا فِي عَيْنَيْهَا... فَقَالَ أَبْرَامُ لِسَارَايَ: «هُوَذَا جَارِيَتُكِ فِي يَدِكِ. افْعَلِي بِهَا مَا يَحْسُنُ فِي عَيْنَيْكِ». فَأَذَلَّتْهَا سَارَايُ، فَهَرَبَتْ مِنْ وَجْهِهَا. فَوَجَدَهَا مَلاَكُ الرَّبِّ... وَقَالَ: «يَا هَاجَرُ جَارِيَةَ سَارَايَ، هَا أَنْتِ حُبْلَى، فَتَلِدِينَ ابْنًا وَتَدْعِينَ اسْمَهُ إِسْمَاعِيلَ... وَإِنَّهُ يَكُونُ إِنْسَانًا وَحْشِيًّا، يَدُهُ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ، وَيَدُ كُلِّ وَاحِدٍ عَلَيْهِ، وَأَمَامَ جَمِيعِ إِخْوَتِهِ يَسْكُنُ». ) تكوين 1:16-4، 6-12.

                  تعليق

                  • المهندس زهدي جمال الدين
                    12- عضو معطاء

                    حارس من حراس العقيدة
                    عضو شرف المنتدى
                    • 3 ديس, 2006
                    • 2169
                    • مسلم

                    #54
                    والسؤال الأن هل السيدة هاجر ليست زوجة لإبراهيم؟.
                    الجواب من كاتب الكتاب المقدس الذي يكتب وهو مساق بالروح القدس (وَأَعْطَتْهَا لأَبْرَامَ رَجُلِهَا زَوْجَةً لَهُ) .
                    مما سبق يتضح لنا أن النص التوراتي الذي يقول: (خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ الَّذِي تُحِبُّهُ) هو اسماعيل عليه السلام حيث أن إسماعيل ظل ابنًا وحيدًا لإبراهيم عليه السلام لمدة أربعة عشر عامًا حتى وُلِد إِسْحَاقَ ، وبولادة إِسْحَاقَ لم يعد لا إسماعيل ولا إِسْحَاقَ ابنًا وحيدًا .
                    وتم إقحام اسم إسحاق في النص بدلا من إسماعيل للعلل التي سقناها والله تعالى أعلم.

                    ثانياً: مناقشة النص القرآني والذي يقول أن الذبيح هو إسماعيل عليه السلام:
                    أ - (رَبِّ هَبْ لِي مِنْ الصَّالِحِينَ * فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ * فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ الصَّابِرِينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ * وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ * سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ * كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ * وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنْ الصَّالِحِينَ * وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ) سورة الصافات/100-113 .
                    ب - قال الله تعالى : (وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ * فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ * وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ * قَالَتْ يَاوَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ * قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ * فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ * إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ) هود/96-75 .
                    هذه هي النصوص وهذه هي الأدلة:
                    1-قال ابن كثير أن البشارة كانت لإسماعيل فقال:
                    وَقَدْ ذَهَبَ جَمَاعَة مِنْ أَهْل الْعِلْم إِلَى أَنَّ الذَّبِيح هُوَ إِسْحَاق وَحُكِيَ ذَلِكَ عَنْ طَائِفَة مِنْ السَّلَف حَتَّى نُقِلَ عَنْ بَعْض الصَّحَابَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ أَيْضًا وَلَيْسَ ذَلِكَ فِي كِتَاب وَلَا سُنَّة وَمَا أَظُنّ ذَلِكَ تُلُقِّيَ إِلَّا عَنْ أَحْبَار أَهْل الْكِتَاب وَأُخِذَ ذَلِكَ مُسَلَّمًا مِنْ غَيْر حُجَّة وَهَذَا كِتَاب اللَّه شَاهِد وَمُرْشِد إِلَى أَنَّهُ إِسْمَاعِيل فَإِنَّهُ ذَكَرَ الْبِشَارَة بِغُلَامٍ حَلِيم وَذَكَرَ أَنَّهُ الذَّبِيح ثُمَّ قَالَ بَعْد ذَلِكَ " وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنْ الصَّالِحِينَ ".
                    2-ومن أكثر من أنتصر لهذا الرأي (العلامة الشنقيطي – رحمه الله تعالى- صاحب أضواء البيان) قال: أنه لا يسوغ القول بأنه إسحاق وأن ظاهر القرآن يدل على أنه إسماعيل وأحتج بآيتين.
                    الآية الأولى: أنه قال أن الله قال في الصافات (فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ * فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ - وذكر الذبح كله ثم قال الله بعد أن ذكر الذبح - إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ* وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ * سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ* كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ *وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحِين *) الصافات: 101-112
                    يقول الشنقيطي – رحمه الله – إن قواعد القرآن تقتضي ألا يمكن أن يعيد الله البشارة مرة ثانية، فالمبشر به بالأول غير المبشر به بالثاني لأن الله قال (فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ) ولم يسم.
                    ثم قال بعد الحدث (وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً).
                    قال: لا يمكن أن يكون إعادة للقضية فجعل الواو (واو عطف)، والعطف يقتضي المغايرة.
                    وقال – رحمه الله تعالى – والدليل الثاني: أن الذبيح هو إسماعيل أن الله قال (فَبَشَّرْنَاهَا- يخاطب سارة - بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71).
                    أين وجه الدلالة؟.
                    قالوا وجه الدلالة – هذا قول الشنقيطي وقاله قبله أقوام – قال: أن الله لا يعقل أن يبتلي إبراهيم بذبح إسحاق لأنه عندما بشر الله إبراهيم وسارة بإسحاق عن طريق الملائكة، جاء في البشارة {فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ} هود: 71، مما يعني أن إسحاق سيولد ويكبر ويتزوج ويولد له يعقوب، فهل يعقل بعد الاطمئنان على حياة إسحاق أن يذبحه أبوه؟ إنه لو ذبحه فمن أين يكون يعقوب؟ هذا دليل قوي على أن الذبيح هو إسماعيل.
                    3-أن إبراهيم عليه السلام لما أنجاه الله من النار وهاجر من أرض العراق إلى الشام، "وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ"، وبما تقدمت به السن ولم ينجب طلب من ربه أن يهب له ولدا فاستجاب الله له "رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100) فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101)"، وكان هذا الغلام من هاجر المصرية وهو بالشام، وهو إسماعيل، ولما لم تنجب زوجته الأولى دخلت الغيرة قلبها فأمره الله أن يبعد عنها هاجر وولدها، فأسكنهما في موضع مكة، وامتحنه بذبحه لما بلغ معه السعي وكان ذلك الامتحان في مكة.
                    أما ابنه إسحاق فجاءت البشارة به بعد أن بشره الله بإسماعيل، كما تدل عليه الآيات التي ذكرت الرؤيا والبدء في الذبح ثم افتداء الله إسماعيل بذبح عظيم، وانتهت بمدح إبراهيم ثم ذكرت البشارة بإسحق، والامتحان يكون بذبح الابن البكر الذي جاء بعد شوق طويل، لا بالولد الثاني الذي لا يصل حبه إلى ما وصل إليه حب الأول.
                    4- أن إبراهيم عاش سلسلة من الامتحانات أكثرها يتصل بهاجر وولدها إسماعيل، حيث أسكنهما بواد غير ذي زرع، مسلما أمرهما إلى الله، يعيش بعيدا عنهما في الشام، ويزورهما على فترات، ثم يتصاعد الامتحان بأن يرى في المنام أنه يذبح فلذة كبده، وما ذلك إلا إسماعيل، ولنتصور حال إبراهيم لو تم الذبح كيف يترك هاجر وحيدة في مكان ليس فيه من الأنس ما في الشام حيث يستقر به المقام، إن سلسلة هذه الامتحانات المترابطة تؤكد أن الذبيح هو إسماعيل.
                    5-هناك اختلافا في الظروف التي بشّر بها إبراهيم بكلا ولديه إسماعيل وإسحاق فالبشارة بإسماعيل كانت عند هجرته من أرض العراق وبطلب من الله أما البشارة بإسحق فكانت عندما جاءته الملائكة في طريق مرورها إلى قوم لوط، وهي فترة كان فيها إسماعيل مع أمه هاجر بعيدين عن البيت، الذي لم يكن فيه إلا سارة التي عجبت أن يولد لها وهي عجوز عقيم وبعلها شيخ كبير، ولم يكن هناك طلب منهما لهذا الولد والامتحان بذبح من طلبه وتشوق إليه امتحان أشد.
                    6-الشروع في ذبح إسماعيل صاحبته أحداث تدل على أنه هو المقصود بالذبح وليس إسحاق، ذلك أن الروايات تقول: إن إبراهيم أخذ ولده وخرج به من البيت ليذبحه بعيدا عن أمه فلقيهما الشيطان في الطريق وسول لهما عدم الاستجابة، فرجمه إبراهيم في أكثر من مكان، ومنه كانت شعيرة رمي الجمار من شعائر الحج، وذلك في مكة وليس في الشام.
                    7- البشارة بإسماعيل وصفته بأنه غلام حليم، أما البشارة بإسحاق فوصفته بأنه علام عليم، وصفة الحلم تتناسب مع من أطاع أمر ربه وصدق رؤيا أبيه فلم يغضب ولم يعص، وهو إسماعيل، وصفة العلم غالبة في نسل إسحاق ويعقوب وبني إسرائيل.
                    8-النبي محمد صلى الله عليه وسلم سئل عن الأضاحي فقال "سنة أبيكم إبراهيم"، رواه أحمد وابن ماجه وأبو العرب هو إسماعيل بن إبراهيم، وليس إسحاق ابن إبراهيم، كما هو معروف والقرابين كانت تذبح في مكة وليس في الشام استجابة لدعوة إبراهيم ربه "فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ»،«وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ (28) ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ».
                    9- يقول أهل الكتاب: إن الله أمر إبراهيم أن يذبح ابنه وحيده، وما كان له ابن وحيد إلا إسماعيل، فإن إسحاق لا يقال له وحيد حيث كانت ولادته بعد ولادة إسماعيل، فقد نصت كتبهم على أن إسماعيل ولد ولإبراهيم ست وثمانون سنة، وأن إسحاق ولد ولإبراهيم تسع وتسعون سنة، فأول ولد بشر به هو إسماعيل والوحيد الذي أمر بذبحه هو أيضًا إسماعيل، وهو البكر كما عبر عنه في بعض نسخهم، فأقحموا ها هنا كذبا وبهتانا اسم إسحاق لأنه أبوهم، وإسماعيل أبو العرب فحسدوهم، ذكر هذا ابن كثير في تفسيره لقوله تعالى «فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ» .
                    10- كبار العلماء من السلف قالوا: إن الذبيح هو إسماعيل كما روى ذلك عطاء بن أبى رباح عن ابن عباس، ومجاهد عن ابن عمر، والشعبي يقول: رأيت قرني الكبش في الكعبة (كذلك) وعمر بن عبد العزيز استدعى يهوديا بالشام أسلم وحسن إسلامه فشهد بأن الذبيح إسماعيل. وأبو عمرو بن العلاء سأله الأصمعي عن الذبيح فقال له: أين ذهب عقلك، متى كان إسحاق بمكة؟ إنما كان إسماعيل بمكة وهو الذي بنى البيت مع أبيه والمنحر بمكة.
                    يقول الألوسي بعد أن ساق أقوال العلماء في ذلك: والذي أميل إليه أن الذبيح إسماعيل لأنه المروى عن كثير من أئمة أهل البيت ولم أتيقن صحة حديث مرفوع يقتضي خلاف ذلك، وحال أهل الكتاب لا يخفى على ذوي الألباب.
                    11-كتب السيرة، ومن زاد المعاد لابن القيم وغيره من المصادر، ينتهي إلى أن الذبيح هو إسماعيل، وما سبق في ذلك هو اجتهادات واستنباطات يؤيدها حديث الحاكم عن معاوية بعدم إنكار الرسول صلى الله عليه وسلم على من ناداه بابن الذبيحين، كما يؤيدها ما روى عنه صلى الله عليه وسلم من قوله «أنا ابن الذبيحين».
                    12-الإمام المجدد محمد متولي الشعراوي: «الذبيح هو إسماعيل».
                    يري الإمام المجدد محمد متولي الشعراوي ان الذبيح هو إسماعيل عليه السلام، حيث يقول الله تعالي «وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا« فقوله تعالى» إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الوعد»، ميزة هنا فهناك صفة تبرز في شخص ويتميز بها، وإن كانت موجودة في غيره، فالذي يصدُق في وعد أعطاه، أو كلمة قالها صدق في أمر يملكه ويتعلق به، أما إسماعيل عليه السلام فكان صادق الوعد في أمر حياة أو موت، أمر يتعلق بنفسه، حين قال لأبيه«يا أبت افعل مَا تُؤمَرُ ستجدني إِن شَاءَ الله مِنَ الصابرين» وليت الأمر جاء مباشرة، إنما رآه غيره، وربما كانت المسألة أيسَر لو أن الولد هو الذي رأى أباه يذبحه، لكنها رُؤْيا رآها الأب، والرؤيا لا يثبت بها حكم إلا عند الأنبياء، فكان إسماعيل دقيقًا في إجابته حينما أخبره أبوه كأنه يأخذ رأيه في هذا الأمر«إني أرى فِي المنام أَنِّي أَذْبَحُكَ فانظر مَاذَا ترى»، فخاف إبراهيم عليه السلام أن يُقبل على ذَبْح ولده دون أن يخبره حتى لا تأتي عليه فترة يمتلئ غيظًا من أبيه إذا كان لا يعرف السبب، فأحبَّ إبراهيم أن يكون استسلامُ ولده للذبح قُرْبَى منه لله، له أجْرُها وثوابها، فقال إسماعيل لأبيه إبراهيم«يا أبت افعل مَا تُؤمَرُ»، والوعد الذي صدق فيه قوله«ستجدني إِن شَاءَ الله مِنَ الصابرين» وصدق إسماعيل في وعده، واستسلم للذبح، ولم يتردد ولم يتراجع؛ لذلك استحق أنْ يميزه ربه بهذه الصفة «إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الوعد».
                    وأضاف: لما رأى الحق تبارك وتعالى استسلام إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام لقضاء الله رفع عنه قضاءه وناداه«وَنَادَيْنَاهُ أَن يا إبراهيم قَدْ صَدَّقْتَ الرؤيآ إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي المحسنين إِنَّ هذا لَهُوَ البلاء المبين وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ»، فكانت نتيجة الصبر على هذا الابتلاء أنْ فدى الله الذبيح، وخلَّصه من الذبح، ثم أكرم إبراهيم فوق الولد بولد آخر «وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ»، وهذه لقطة قرآنية تُعلِّمنا أن المسلم إذا استسلم لقضاء الله، ورَضِي بقدره فسوف يجني ثمار هذا الاستسلام، والذي يطيل أمد القضاء على الناس أنهم لا يرضون به، والحق تبارك وتعالى لا يجبره أحد، فالقضاء نافذ نافذ، رضيتَ به أم لم تَرْضَ، وحين تسلم لله وترضى بقضائه يرفعه عنك، أو يُبيّن لك وجه الخير فيه. إذن: عليك أن تحترم القدر وترضى به؛ لأنه من ربك الخالق الحكيم، ولا يُرفع قضاء الله عن الخلق حتى يرضوا به.


                    تعليق

                    • المهندس زهدي جمال الدين
                      12- عضو معطاء

                      حارس من حراس العقيدة
                      عضو شرف المنتدى
                      • 3 ديس, 2006
                      • 2169
                      • مسلم

                      #55
                      والسؤال اين كانت ارض الذبح سواء أكان الذبيح اسحق ام إسماعيل؟..
                      إنها أرض المروة ארץ המריה ولست أدري كيف لشراح الكتاب المقدس يقولون أن الـ מריה معناها يهوه يِرْأَه יהוה יראה yehôvâh yir'eh وزاد التكلف قمته حينما قالوا أن يهوه يري وهو اسم للتعبير عن جبل الْمُرِيَّا.
                      وهذه دراسة كبرى للإمام فرحي، حميد الدين (1 نوفمبر 1995)، بعنوان " التضحية الكبرى (The Great Sacrifice)"، أو "الذبيحة العظيمة". تثبت أن الجبل هو جبل المروة الموجود بمكة..

                      Imam Farahi, Hamiduddin (November 1, 1995). ""The Great Sacrifice" The Great Sacrifice "..
                      Reflections
                      Imam Hamiduddin Farahi
                      Despite the assertion of the Torah (Genesis, Ch 22), this author is convinced, because of the evidence in hand, that Abraham had in fact offered his son Ismail and not Isaac to Allah the Almighty.
                      First Argument: The abode of Abraham and Ismail
                      It is apparent from the context that when Abraham left to offer his son, he was accompanied by Ismail and not Isaac. It was Ismail who was residing with his father. Those who tampered with the text to introduce Isaac's name failed to comprehend this fact and this shows that Isaac's name is indeed a later addition.
                      Bible affirms that after the incident Abraham returned to Beersaba which shows that Abraham was already dwelling at Beersaba. This is explicitly stated in Chapter 21. And this is indeed the truth. Beersaba is the place where Ismail lived with his mother. This fact is further underlined when the Torah relates the event of separation of Ismail and his mother from Isaac and his mother:
                      "So Abraham rose early in the morning, and took bread and a skin of water and putting it on her shoulder, he gave it and the boy to Hagar, and sent her away. Then she departed and wandered in the wilderness of Beersheva ... So God was with the lad and he grew and dwelt in the wilderness." (Genesis, 21:14-19)
                      This passage refers to `wilderness' and `wilderness of Beersheba' because Beersheba was an uninhabited wasteland. Abraham had to bore seven wells and plant trees in it and hence its name. (Beersheba means `seven wells'). This discussion leads to the following conclusions:
                      1. Ismail and her mother Hagar dwelt in Beersheba.
                      2. This place was away from the abode of Isaac and his mother.
                      3. Abraham also lived here because it was from this place that he left for the sacrifice and then returned, after the sacrifice.
                      The abode of Sarah was at a distance from this Beersheba; that is why Abraham had to undertake a journey when he heard of Sarah's death:
                      "So, Sarah died in Kirjath Arba (that is Hebron) in the land of Canaan, and Abraham came to mourn for Sarah and to weep for her." (Genesis, 23:2)
                      This shows that on the day Abraham proceeded to sacrifice his son, he took Ismail with him who was residing with him in Beersheba and not Isaac who was living with Sarah far away in Canaan. This is subject to the presumption that Isaac was born by that time, as claimed by the Jews. Otherwise, we believe that Isaac was not even born by that time. Isaac was born after the event of sacrifice as we will show later on.
                      From the details of the event, it is evident that the son offered in sacrifice was left there by Abraham and was allowed to settle and reside beside the altar. This fact is further confirmed by the words uttered by Abraham on the occasion of the birth of Isaac: `Oh, that Ishmael might live before you. (i.e., remain in the service of Lord's House)', (Genesis 17:18). We have clarified earlier that the phrase, `before the Lord' means `in the service of the house of the Lord'. The Holy Quran also verifies this statement:
                      "Abraham said: "Lord I have settled some of my offspring in a barren valley near Your Sacred House, so that they may observe true worship." (14:37)
                      Now who is referred to as the one `living near the Sacred House of God (Ka'aba)'? He is definitely Ismail, as both the Christians and Muslims agree that Isaac continued to reside in Canaan along with his mother. For himself, Abraham selected a place midway between the abodes of Isaac and Ismail so that he may see his sons frequently and at the same time remain close to the Holy Ka'aba. That is why when he died, both his sons were with him.
                      "And his sons Isaac and Ismail buried him." (Genesis, 25:9)
                      Second Argument: Ismail was the only son of his father
                      We have observed earlier that Abraham had been desired by the God to sacrifice his only son (Genesis, Ch 22). Clearly, the only son was Ismail because he was fourteen years older than Isaac:
                      "Abram was eighty-six years old when Hagar bore Ismail to Abram." (Genesis, 16:16)
                      "Now Abram was one hundred years old when his son Isaac was born to him." (Genesis 21:5)
                      It flows from these two verses that a) Ismail was Abraham's only son till such time that Isaac was born, and b) he was this only son whom Abraham sacrificed even before Isaac was born because after that Ismail could no more be referred to as the only son.
                      Both these conclusions are sufficient evidence from the Old Testament that Abraham offered Ismail in sacrifice. Here it becomes so evident that it gets impossible to be denied. But the Jews and Christians have argued that Ismail had been sent away and Abraham was only left with Isaac, and in a way, Isaac became the only son with Abraham at that time. Thus, Genesis records him to be the only son, in a figurative sense only. This interpretation is not sustainable because:
                      a) In fact, Isaac and not Ismail had been sent away. Ismail was actually living with his parents in Beersaba.
                      b) The figurative interpretation of `the only son' is very far-fetched. The phrase `only son' is used for the son who does not share his parents' love and affection with any other siblings.
                      Actually, it must have been `your first-born son' in Genesis Ch 22 which appears to have been changed over to `your only son'. The change must have been brought about with the motive to exclude Ismail but instead it went to prove that Ismail was sacrificed even before Isaac was born.
                      Third Argument: Ismail was his father's beloved son
                      In Chapter 22, the son to be offered to God was referred to as `your only son whom you love'. This also goes to show that Ismail is meant here because the Old Testament on more than one occasion indicates that Abraham doted on Ismail. Abraham specially prayed to God for him:
                      "But Abram said: Lord God what will you give me seeing I go childless and the heir on my house is Eliezer of Damascus?" Then Abram said: Look You have given me no offspring; indeed, one born in my house is my heir! And behold the word of the Lord came to him saying: This one shall not be your heir, but one who will come from your own body shall be your heir." (Genesis, 15:2-4)
                      That is why when he bore the son, he named him Ishmael which meant Lord has heard your affliction. It is quite imaginable that Ismail must be his father's favourite and blue-eyed son. Let us imagine an old man who has no offspring and feels dejected on this account, beseeches God for an offspring and when he is blessed with a son at an advanced age, names him Ismail which means God has heard the affliction. Then keeps him pressed to his bosom for thirteen long years. He is all he can pin his hopes on for his old age, and sees no chances for another child. In these circumstances, it can be well imagined how the father would dote on his only son!
                      Then again when Lord the God promises the birth of another son (Isaac) to Abraham, he utters words which further bring out his special feelings for Ismail. It appears that after the birth of Ismail he is so indebted to God that he is not harbouring any more desires.
                      "Then Abram fell on his knees and laughed, and said in his heart: shall a child be born to a man who is one hundred years old? And shall Sarah, who is ninety years old, bear a child ? And Abraham said to God: Oh, that Ishmael might live before you!" (Genesis 17:17-18)
                      These feelings are pronounced by Abraham when God is breaking to him the good news of another son. The words, `might live before you' betray a love that is difficult to fathom. The affection is welling in a fashion that it is difficult for him to conceal it even before God.
                      Another instance also illustrates Abraham's love for Ismail. When Sarah wishes to cast out Ismail and his mother and intends to disinherit Ismail, Abraham finds it very displeasing:
                      "And Sarah saw the son of Hagar the Egyptian, whom she had borne to Abraham, scoffing. Therefore, she said to Abraham: Cast out this bondwoman and her son; for the son of this bondwoman shall not be heir with my son, namely with Isaac. And the matter was very displeasing in Abraham's sight because his son." (Genesis 21:9-11)
                      Fourth Argument: The incident occurred at Marwah which is situated by the Ka`ba
                      We have read that when Abraham set out for the sacrifice: `On the third day Abraham lifted his eyes and saw the place afar off', (Genesis 22:4). The Jews deem this place to be the Solomon's Temple in Jerusalem, while Christians consider it to be the place where Christ was crucified. But their own authorities maintain that this idea has no foundation. We quote their differences on this point from J. W. Colenso a biblical scholar. He has summarized the varied viewpoints and then summed up by recording his findings, thereby acknowledging the extent of changes introduced in the Scripture by human hands. He has pointed out that the place Muriah has been referred to in the Old Testament on four different occasions, and every time it is rendered differently in different versions by the Septuagint and Hebrew Bible.
                      Septuagint Hebrew Bible
                      Genesis 22:2 high land the land of Mureh
                      Genesis 12:6 high terebinth tree the plain of Mureh
                      Deuteronomy 11:30 beside the high terebinth beside the plain of Mureh
                      Judges 7:1 by the hill of Mureh by the hill of Mureh
                      Then even the various translations of the Septuagint do not agree. The Septuagint reads Genesis 22:2 as "high land" whereas Aquila puts it as "prominent land" and Symmachus as "The land of the Vision" 1. Moreover, as we shall see later, not only is it interpreted differently but is also transcribed in more than one rendition when it comes to writing it in Hebrew. J. W. Colenso has contested the claim that Moriah is the hill on which Solomon's Temple now stands in Jerusalem on the strength of the following proofs:
                      1. The word Moriah has nowhere been used for the Temple. In the words of Colenso: `The word is not mentioned in any book of the Old Testament which in chronology is later than Solomon's book.2 The hill on which Solomon erected the temple is always recalled as Zion in the books of the Prophets and Psalms. The word Moriah is never used for the Temple.'
                      2. The characteristics of Moriah do not agree with those of the site of Temple.
                      We find the second statement notably cogent. Colinso reasons that the Torah asserts that the place was conspicuous from a distance to which Abraham lifted his eyes, whereas there is no such place at the site of the Temple which suits this description. It is interesting to note that when Mount of the Temple is approached from the east through the Valley of the son of Hinnom, one has to look downhill to behold it, hence the pointlessness of `lifting the eyes' in Genesis 22. Colinso has also drawn strength from an excerpt by Stanley:
                      "In the morning Abraham set out from the camp heading for the place indicated by the Lord. The Jews claim it was a place in Jerusalem on the Hill of Moriah, but I do not agree. The Christians insist it was located near the Church of the Holy Tomb. But this idea is even more flimsy. Muslims believe that it was a place in Mecca on Mount Arafat. This view sounds even more odd and baseless. It would be very plausible to look for this place on Mount Gerizim. Its topography also resembles that of an altar."
                      It is out of ignorance that this author has ascribed to Muslims, the view of placing the scene of this historic sacrifice on Mount Arafat. To my knowledge no Muslim holds this opinion. As goes for Mount Gerizim, it is believed to be the site of the Altar in question, by the Samaritans, a Jewish sect, which proclaims a different Torah and has more affinity with the Christians than any other Jewish sect could have.
                      We have dilated on these views only to show that there are wide differences about determining the exact location of Moreh, the site of the Great Sacrifice. A section of biblical scholars has eliminated the name altogether, substituting it with "high terebinths" or "prominent land" or "the land of vision" in subsequent translations. Others have preserved the name but have corrupted the text by adopting the different pronunciations of Moreh, Muriah and Moriah. This is the same age-old ruse of jumbling up fact and fiction which has been lamented by the Quran:
                      "Do you People of the Scripture! Why do you confound truth with falsehood and knowingly conceal the Truth?" (3:71)
                      The correct word is undoubtedly Marwah (the famous hill near Ka'aba in Mecca) and not Moriah or Moreh. The word means shining smooth stone and is precedented frequently in pre-Islamic Arabic poetry.
                      Now the Hebrew word Moreh is derived either from Yara (fear or wonder) or Yarah (archery or moistening)3. Had the original word been Moreh, as the existing text suggests, the biblical translators would have preferred these meanings instead of "prominent land" or "land of vision". The scribes of Pentateuch appear to have found it originally in the form Marwah but being the proper name of an unknown place situated far away in Arabia, it was difficult for them to translate it. Incidentally, there was a similar Hebrew word Marah which is derived from Ra'ah (Vision). The scribes mistook Marwah for Marah and in their effort to make the word meaningful to their predominantly Hebrew readers, translated it "Vision" and "Prominent". When the translations became canonized with the passage of time, the original word was lost or confused and the Biblical scholars ended up with the word Moreh or Moriah.
                      In translations or versions where the name of the place has not been translated and the original name appears to have been preserved, the various extant forms of the word still suggest that it must have been Marwah.
                      The confusion was spawned by the fact that the classical Hebrew script had no indications of vowels. These were introduced later. In the absence of an oral tradition of transmission where people would commit the text to memory, the original accents and pronunciations could not be preserved. Consequently, the erroneous insertion of vowels sometimes completely changed the form of words and opened a floodgate of textual corruption. The word in question would have been originally written devoid of vowels but of course with a definite pronunciation. It suffered transformation later when vowels were added.4
                      Let us study this transformation in some detail. This transformation took three forms.
                      Original Form Changed Form Possible Pronunciation
                      Marwah Muryah Muriyyah
                      Mooriyah Mooriyaah
                      Mooreh Mooreh
                      The mechanism by which these changes came around needs to be considered. In the first case, the word Marwah was converted to Muryah. This is because the Arabic letter "w" is usually converted into Hebrew letter "y" (Yodh); for example, Jol was turned into Jyl, Khoh into Khyh. This fact becomes more transparent when we find that in all roots which are common in Arabic and Hebrew, the Arabic "w" is changed to the Hebrew "y", for instance we may note the change from Walo to Waly. It is still more evident when a root which is common in Arabic and Hebrew begins with "w", such as the conversion of Arabic Walad to Hebrew Yalad, Ward to Yarad, Waqr to Yaqar and Wa'az to Ya'az. This shifting of syllables occurred either because of the convenience it offered in pronouncing the word, or because of the similarity in the way Hebrew alphabets "Waw" and "Yodh" are written.
                      The second change from Marwah to Moriyah occurred because they presumed that the letter "Mem" carried a vowel (sounding like Hebrew letter "Waw" or English letter O) and carried the presumption too far by replacing the vowel with letter "Waw". This is not unusual in Hebrew and we have other examples such as the transformation of Y'tar to Yotar.
                      In the third case, the word Marwah (Arabic M'rwah) got converted into Morah (Hebrew Mwrah) when letters "Res" (English letter R) and "Waw" were allowed to exchange their places. Either it was in consonance with their habit of making like changes in Arabic words (such as their adoption of Jar ‘was J'wr, Hafi as Yahaf, Alo as Ya'al, Kahal as Kalah) or because of the close resemblance between letters "Res" and "Waw" in Hebrew script. The latter probability is always there, particularly when the scribes deliberately intend to corrupt the text. There are many occasions when the Biblical scribhave actually thrived on this confusion because of similarity in written form of these letters. For instance, they changed B'r's into Bos.
                      It remains to be seen where this venue of the Great Sacrifice is actually located. The Jews consider it to be the place in Jerusalem where the Temple is situated. Christians place it at the Church of Holy Tomb. These claims have been sufficiently rebutted by their own intellectuals. As far as Stanley's claim of identifying Moreh with Mount Gerizim is concerned, it is only based on conjecture. The mountain assumes the form of a table like plateau which strikingly resembles the shape of an altar. This led Stanley to believe that the altar referred to, in Genesis, must be Mount Gerizim. But unfortunately, there are no compelling reasons to believe it. Also, there is hardly anyone in the West who is for Stanley in his unique finding and scholars are hesitant to receive it.
                      We hold that this is exactly the same place in the Arabian Peninsula where the Children of Ismail have lived since earliest times and which has always been known as Marwah. The Book of Judges states:
                      "Then Jerubbaal (that is Gideon) and all the people who were with him rose early and encamped beside the well of Harod so that the camp of the Midianites was on the north side of them by the hill of Moreh in the valley." (Judges, 7:1)
                      This illustrates that the Hill of Moreh was situated by the side of the Midianite camp and it is an established fact that by Midianites the Old Testament means the Arabs. The word is commonly used for the Arabs. Jewish scriptures are quite loud on it that Midianites were in fact the children of Ismail. George Sale, who has to his credit the first English version of the Holy Quran, states:
                      "Midian was one of the cities of Hijaz (Arabia). It was situated in the south east of Sinai on Red Sea. Doubtlessly, this is the same place which is referred to by Ptolemy as Modiana."
                      The Old Testament further asserts:
                      "Then the men of Israel said to Gideon: Rule over us, both you and your son, and your grandson also; for you have delivered us from the hand of Midian.
                      But Gideon said to them: I will not rule over you; the Lord shall rule over you. Then Gideon said to them: I would like to make a request of you, that each of you would give me the ear-rings from his plunder. For they had golden ear-rings, because they were Ishmaelites." (Judges 8:22-23)
                      "And they sat down to eat a meal. Then they lifted their eyes and looked and there was a company of Ishmaelites, coming from Gilead with their camel, bearing spices, balm, and myrrh on their way to carry them on to Egypt. So Judah said to his brothers: What profit is there if we kill our brother and conceal his blood? Come and let us sell him to the Ishmaelites, and let not our hand be upon him, for he is our brother and our flesh. And his brothers listened. Then Midianite traders passed by; so the brothers pulled Joseph up and lifted him out of the pit, and sold him to the Ishmaelite’s for twenty shekels of silver. And they took Joseph to Egypt." (Genesis, 37:25-28)
                      Thus, Moreh was a place in the abode of Midianites and Midianites is only another name for Ishmaelites, and Midian is a town situated in Arabia on the coast of Red Sea. We have also shown that Moreh is in fact the corrupted form of Marwah and there is no place in Palestine or Syria with the name of Moreh. The Jews introduced the name Moreh in their scriptures and tried to identify more than one spots with it, a contention which they could not get accepted even by their own authorities. This leaves the argument that Moreh is actually Mount Jerusalem, devoid of any strength.5
                      There are other reasons to believe that Marwah is actually a hill in Arabia, the land of Children of Ismail. In fact, it is one of the places with which the Arabs were quite familiar and it was the center of their religious rites on the occasion of Haj wherein it was mandatory to rally around it. That is why when the name Marwah is mentioned in the Quran, the details of its geographical location were deemed unnecessary. It has been indicated that it is one of the Signs of God and that the People of the Book tried to conceal it by textual interpolations although Allah had elaborately explained it. The detail of these statements of the Quran will appear in the second chapter.
                      The Holy Prophet Muhammad (SWs), while watching the animals waiting to be sacrificed by Marwah, is reported to have pointed at Marwah and said: `This is The Altar and all roads to Mecca are altars.' On another occasion, he is reported to have said that Mina is also an altar. Here we must note that the Prophet Peace be upon him declares Marwah to be "The Altar" (with a definite article), whereas the other places are referred to as "altars" (with indefinite article) which reduces them to the status of merely being one of the many altars.
                      The Holy Quran illustrates this fact from another angle. Referring to the animals brought for offering on Haj it observes:
                      "In the end, their place of offering is near the ancient house [The Ka'aba]." (22:33)
                      "... the offering brought to the Ka'aba." (5:95)
                      This means that the animals brought for the offering should reach Ka'aba, because The Altar is situated near the "ancient house" which was raised in the beginning for this purpose.
                      "The first house (of worship) ever to be built was that at Bekka, a blessed place and a beacon for nations." (3:96)
                      Now Marwah is situated beside Holy Ka'aba and it is The Altar. However, with the passage of time as the followers of Islam spread through the world, the ambit of The Altar was also expanded around it. The Muslims and People of the Book concur that The Altar of Abraham was in the proximity of the Baitullah (House of Allah) which the Bible terms as Bethel (House of the Lord):
                      "Abraham passed through the land to the place of Shechem as far as Moreh and the Canaanites were then in the land. Then the Lord appeared to Abram and said: To your descendants I will give this land. And there he built an altar to the Lord, who had appeared to him. And he moved from there to the Mountain east of Bethel (House of Lord) and he pitched his tent with Bethel on the west and Ai on the east; there he built an altar to the Lord and called on the name of the Lord."(Genesis, 12:6-8)
                      Other details of the incident as stated in the Old Testament, also conform to the surroundings of Marwah and do not agree with the location of Mount Jerusalem, which is called erroneously as Moreh, Moriyah or Muriyah by the Jews. A comparison of all statements shows that Abraham, in fact, came from the East, left both his slaves on a hill nearby, and zealously marched to Marwah with his only son, Ismail. And as indicated in Genesis 12:1-8, Abraham lived somewhere around Safa. On this occasion the Torah relates yet another version of Abraham's journey to Moreh but the incident of the great sacrifice is not mentioned. (Gen 12:6)
                      These are the reasons which have given birth to the age-old traditions and religious rites and customs among the Arabian tribe of Ismail which have survived to our times6; and such traditional remnants are conspicuously absent in respect of Mount Jerusalem.
                      (Translated by Nadir Aqueel Ansari)
                      http://www.al-mawrid.org/index.php/a...at-sacrifice-3

                      تعليق

                      • المهندس زهدي جمال الدين
                        12- عضو معطاء

                        حارس من حراس العقيدة
                        عضو شرف المنتدى
                        • 3 ديس, 2006
                        • 2169
                        • مسلم

                        #56


                        ثانياً: جبل الْمُورِيَّا בהר המוריה
                        مما سبق فإننا نخلص إلى أنه إذا كان الحديث عن الذبيحة فإن الجبل المستشهد به هو جبل الهيكل الْمُرِيَّا أما إذا كان الحديث عن جبل الهيكل فإن النص المستشهد به يكون من سفر أخبار الأيام الثاني 1: 3.
                        وَشَرَعَ سُلَيْمَانُ فِي بِنَاءِ بَيْتِ الرَّبِّ فِي أُورُشَلِيمَ، فِي جَبَلِ الْمُورِيَّا حَيْثُ تَرَاءَى لِدَاوُدَ أَبِيهِ، حَيْثُ هَيَّأَ دَاوُدُ مَكَانًا فِي بَيْدَرِ أُرْنَانَ الْيَبُوسِيِّ.
                        (HOT) ויחל שׁלמה לבנות את־בית־יהוה בירושׁלם בהר המוריה אשׁר נראה לדויד אביהו אשׁר הכין במקום דויד בגרן ארנן היבוסי׃
                        (JPS) Then Solomon began to build the house of the LORD at Jerusalem in mount Moriah, where the LORD appeared unto David his father; for which provision had been made in the Place of David, in the threshing floor of Ornan the Jebusite.
                        (KJV) Then Solomon began to build the house of the LORD at Jerusalem in mount Moriah, where the LORD appeared unto David his father, in the place that David had prepared in the threshing floor of Ornan the Jebusite.
                        وتصبح الكلمة المترجمة خطأ حيث النص العبري هو מוריּה môrı̂yâh mo-ree-yaw', -
                        From H7200 and H3050; seen of Jah; Morijah, a hill in Palestine: - Moriah.
                        وهكذا فإن النصوص الدقيقة قد تشير الى ان الهيكل اقيم في مكان آخر غير الذي جاء ذكره في في سفر التكوين 2 :22 والذي يشير إلى الذبيحة، في حين أن النص المستشهد به بخصوص بناء الهيكل إنما جاء ذكره في سفر أخبار الأيام الثاني 1: 3 ، وهذا ما يفسر عدم وجود اية دلائل اثرية رغم الحفريات المستمرة في المكان، وتحليلات الباحثين في المجال ومنهم الكثير من الباحثين اليهود تشير الى ان القدس – יְרוּשָׁלַיִם- كانت المكان المخصص لعبادة الآلهة الكنعانية التي اخذ منها الإسرائيليون القدماء الكثير لديانتهم، إضافة الى انهم اقتبسوا منها الكثير للغتهم العبرية التي بقيت لغة الكهنة فقط. ويدعي رجال الدين اليهود ان الله (إلوهيم אלוהים) لم يرغب في منح القدس مكانة القدسية حتى لا ينشغل بها اليهود عن فرائضهم الدينية، ولكون تابوت العهد (ارون هبريت ארון הברית) الذي فيه التعاليم اليهودية غير مستقر المكان وبدلالة التوراة لم يكن مكانه في القدس، وحتى اليوم لا يعرف مكانه الصحيح ان كان موجودا اساساً، وتنتشر ايضا الشائعات بهذا الخصوص ومنها ان تابوت العهد يقبع في مكان ما في الحبشة - أثيوبيا-، وايضا هنالك تفسيرات لبعض رجال الدين اليهود الذين ادعوا بأن الرب لم يرغب في ذكر اسم القدس – اورشليم ְרוּשָׁלַיִם- في التوراة حتى لا تكون هنالك مشكلات بين الأسباط الإسرائيلية للسيطرة عليها، وحتى لا يعرف اعداء الإسرائيليون اهميتها وهذه تفسيرات واهية لا صلة لها بالواقع التاريخي الأرخيولوجي " الأثري" ومؤخرا تم السماح للمجموعات الدينية المتطرفة بتكثيف الزيارات للحرم القدسي الشريف مع بعض التحديدات مثل منع إحضار ادوات الطقوس الدينية وعدم الصلاة بشكل علني بينما يسمح لمن يرغبون الصلاة بالتمتمة ان يفعلوا ذلك، وايضا تم السماح مؤخرا وبموافقة ما يدعى المحكمة العليا الإسرائيلية בית המשפט העליון Beit HaMishpat HaElyon بوضع حجر اساس للهيكل المزعوم قرب باب المغاربة.
                        وفي نظر الفئات الدينية المتطرفة يعتبر مثل هذا الأمر بمثابة انجاز ضخم لأنه بادرة لتغيير وجهة النظر الحكومية بالنسبة لموقفها من السماح لليهود بالصلاة بشكل علني في الحرم الشريف، ويجدر التنويه هنا الى انه بعيّد احتلال القدس العربية عام 1967 قررت الحكومة الإسرائيلية، بتوصيات من وزير الدفاع موشيه دايان، واستنادا الى قرارات دينية هي نوع من الفتاوى (بيسقيّ هالاخاه ביסקאי הלכה)، عدم احتلال الحرم الشريف فعليا، ثم عدم السماح بدخول السكان اليهود للصلاة من منطلقات دينية على ان تناط ادارة شؤون المكان بالأوقاف الإسلامية، وكان المنع المتعلق باليهود هو بالنسبة لصلاتهم كمجموعات (تفيلات منيان) ولكن لم ينص قرار الحكومة بشكل فعلي على منع صلاة الأفراد، ولكن بشكل غير تظاهري وغير استفزازي، ولذلك فالفئات الدينية اليهودية المتطرفة تستند الى هذه الثغرة لتقدم التماساتها المتوالية للمحكمة العليا في كل فرصة مواتية، مع ذلك فرضت الحكومة الإسرائيلية في حينه بعد اعلانها عن "قانون اساس القدس كعاصمة اسرائيل" فرضت ما يسمى قانون الحفاظ على الأماكن المقدسة - لعام 1967 - الذي تتضمن بنوده حرية زيارة الأماكن المقدسة وضمن ذلك الحرم الشريف، ولكن لم يتضمن القانون المذكور حرية العبادة , وهذا ايضا ما تسعى الحركات الدينية المتطرفة لتغييره من خلال اعوانها وموفديها في الحكومة والكنيست الإسرائيلية، وقد تكون الفرصة سانحة في المستقبل القريب لإجراء بعض التغييرات في هذا المضمار، خاصة وان اسرائيل هي دولة دون دستور مما يتيح للكنيست بأي أغلبية ولو عضوي كنيست مقابل واحد ان تتخذ اية قرارات ،ثم ان الحركات المتطرفة، ومؤخرا مجموعة من اعضاء الكنيست، تحاول الاستناد الى الادعاء بان الراب العسكري شلومو جورن سعى هو ومجموعة من رجال الدين- الربانيم - الى السماح لليهود بالصلاة في ساحة الحرم.
                        وكان جورن لاحقا يحضر للحرم للصلاة يومين في السنة، في يوم التاسع من آب اليهودي وهو يوم ذكرى خراب الهيكل، واليوم الآخر يوم صيام الغفران (يوم كيبور יום כיפור)، وكان يقيم صلاته في مبنى "المحكمة" الذي استولت عليه قوات حرس الحدود الإسرائيلية وجزء منه يطل على منطقة الحرم.
                        ويشار ايضا الى ان القائد العسكري للمنطقة الوسطى في حينه الميجور جنرال موشيه ليفي شارك هو الآخر في الصلوات بمبنى المحكمة، وقد حولت بعض غرف المبنى الى كنيس يهودي مؤقت للصلاة.
                        وهنالك ادعاءات بأن بعض اعضاء الكنيست ورؤساء المستوطنين يحضرون للصلاة في المكان بين فترة واخرى وفي نظر البعض ربما يؤدي استمرار المطالبة والضغط الى الاستيلاء نهائيا على منطقة الحرم الشريف واقامة ما يسمى بالهيكل (بيت همقداش בית המקדש) مكان المساجد التي ستؤول الى الزوال، بينما من منظور الكثيرين من الساسة الإسرائيليين وضع حجر الأساس للهيكل الثالث هو نوع من الانتصار المزعوم وربما انتصار سيكولوجي - نفسي لمواجهة خيبات الأمل المتتابعة التي اصطدمت بها كل المحاولات المبذولة منذ عام 1969 لإثبات وجود اية صلات بين منطقة الحرم القدسي وما يسمى بالهيكل واعمال الحفريات والتنقيب التي تستخدم فيها احدث الآلات لا تتوقف منذ تلك الحقبة، وهدفها المعلن ايجاد أي اثبات يؤكد المزاعم والادعاءات حول الروابط الدينية والتاريخية اليهودية بالمكان، وان الحرم القدسي يقوم على انقاض ما يسمى بالهيكل الثاني، وعمليات الحفر التي قد تؤدي الى زعزعة اسس الأماكن المقدسة والبيوت في المنطقة تحظى بدعم الحكومات الإسرائيلية التي تسعى الى فرض سيادتها، ولو على ما هو تحت منطقة الحرم الشريف، بالادعاء ان هنالك " سيادة اسرائيلية تحت الأرض في جبل الهيكل" وهذا ما طرحه الإسرائيليون في مفاوضات سابقة، وقد تطرحه في مفاوضات ممكنة بالمستقبل واقتراحات لتفاهمات حول موضوع القدس بشكل عام ومنطقة الحرم الشريف بشكل خاص.
                        والجدير بالذكر ان ربط منطقة الحرم الشريف بالتاريخ والدين اليهودي يمنح القائمين على تنفيذ الأمر مسوغات مصطنعة للتأكيد للإسرائيليين المشككين، وخاصة العلمانيين منهم، ان هنالك روابط يهودية بالمكان، وفي المستقبل قد يمنح ذلك الحكومات الإسرائيلية وبسياسة "الاستيلاء الزاحف" المستندات القانونية لإحكام الاحتلال في منطقة الحرم القدسي الشريف ووضع أمر واقع يصعّب على المسلمين دخول المكان للصلاة والتعبد.ما زالت هنالك محاولات من جانب المجلس الديني اليهودي الأعلى (موعيتست هرابنوت هرائشيت) – "السنهدرين" ماسيخيت سنهدرين מסכת סנהדרין- حاليا لفحص إمكانية إقامة كنيس يهودي في الحرم الشريف تحت ادعاء ان الحرم الشريف يقع فوق المنطقة التي كان فيها الهيكل الثاني اليهودي، وانه من حق اليهود الصلاة في إطار المكان خاصة، وان التخطيط هو لإقامة حمام خاص للاغتسال والتطهر قبيل دخول المكان للصلاة.
                        والحمام الخاص (ميكفه) الهدف منه تجاوز التحديدات التي وضعها كبار رجال الدين اليهود بالنسبة لدخول اليهود الى منطقة الحرم الشريف، والتحديدات المذكورة حظرت دخول اليهود لمنطقة الحرم الشريف لأسباب دينية تتعلق بالتقاليد الدينية اليهودية، وعلى اعتباران من يدخل المكان عليه ان يتطهر بشكل خاص.
                        الخلاصة
                        الفرق بين أرض الْمُرِيَّا ארץ המריה وجبل الْمُورِيَّا בהר המוריה
                        1- أرض الْمُرِيَّا ארץ המריה
                        إن أول ظهور لاسم جبل الْمُرِيَّا إنما كان في سفر التكوين 2 :22، وذلك في عهد إبراهيم عليه الصلاة والسلام بعد تقديم ابنه اسحق كذبيحة للرب -بحسب زعمهم- ولكن لم يطلق عليه جبل الرب الا بعد بناء هيكل سليمان بما يزيد عن ثمانية قرون.
                        (HOT) ויאמר קח־נא את־בנך את־יחידך אשׁר־אהבת את־יצחק ולך־לך אל־ארץ המריה והעלהו שׁם לעלהד ההרים אשׁר אמר אליך׃
                        فَقَالَ: »خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ، الَّذِي تُحِبُّهُ، إِسْحَاقَ، وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ الْمُرِيَّا، وَأَصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ الْجِبَالِ الَّذِي أَقُولُ لَكَ. « التكوين 2 :22.
                        وترجمتها الانجليزي
                        (KJV) And he said, take now thy son, thine only son Isaac, whom thou lovest, and get thee into the land of Moriah; and offer him there for a burnt offering upon one of the mountains which I will tell thee of.
                        2- جبل الْمُورِيَّا בהר המוריה
                        (HOT) ויחל שׁלמה לבנות את־בית־יהוה בירושׁלם בהר המוריה אשׁר נראה לדויד אביהו אשׁר הכין במקום דויד בגרן ארנן היבוסי׃
                        (وَشَرَعَ سُلَيْمَانُ فِي بِنَاءِ بَيْتِ الرَّبِّ فِي أُورُشَلِيمَ، فِي جَبَلِ الْمُورِيَّا حَيْثُ تَرَاءَى لِدَاوُدَ أَبِيهِ، حَيْثُ هَيَّأَ دَاوُدُ مَكَانًا فِي بَيْدَرِ أُرْنَانَ الْيَبُوسِيِّ.). أخبار الأيام الثاني 1: 3.
                        (KJV) Then Solomon began to build the house of the LORD at Jerusalem in mount Moriah, where the LORD appeared unto David his father, in the place that David had prepared in the threshing floor of Ornan the Jebusite.
                        وللمزيد حول هذا الموضوع تراجع الموضوعات الموجودة على الروابط التالية:
                        http://www.al-mawrid.org/index.php/a...e-of-abraham-1
                        http://www.al-mawrid.org/index.php/a...at-sacrifice-2
                        http://www.al-mawrid.org/index.php/a...at-sacrifice-3
                        http://www.al-mawrid.org/index.php/a...at-sacrifice-4
                        3- من كل ما سبق نجد أنه في زعم اليهود والنصارى ثمة علاقة بين جبل الْمُورِيَّا בהר המוריה والبقرة الحمراء – الصهباء (باراه أدوماه פרה אדומה) والهيكل المزعوم.

                        تعليق

                        • المهندس زهدي جمال الدين
                          12- عضو معطاء

                          حارس من حراس العقيدة
                          عضو شرف المنتدى
                          • 3 ديس, 2006
                          • 2169
                          • مسلم

                          #57
                          الفصل الثالث
                          عين دارا (الحقيقة)


                          يتم النظر لمعبد عين دارا ضمن سياق عمارة وفن الإمبراطورية الحثية والفترة الحثية الحديثة*

                          كاتب المقال: البرفسور الدكتور ميركو نوفاك، معهد علوم الآثار في جامعة بيرن/سويسرا.

                          أهدي هذه الترجمة إلى عفرين التي تحتفل، سنوياً، بالنوروز فوق تل عين دارا، دون أن نعلم فيما إذ كان هذا استمرار لتقليد قديم أم مجرد صدفة؟.
                          موقع عين دارا هو أحد أكبر المواقع الأثرية العائدة لفترة ما قبل العصر الكلاسيكي، في وادي عفرين في شمال غربي سوريا (الشكل 1). يقع بالقرب من الحدود التركية على ضفة لرافدٍ مهمٍ من روافد نهر العاصي. أكتسب الموقع شهرته نسبة للمعبد المؤثر ذو الزخارف الرفيعة المنحوتة على الواجهة الخارجية وعلى الجدران الداخلية. إن هئيات الآلهة والحيوانات المنحوتة بحسب الطراز الحثي، جعلت منه معلماً فريداً في علم الآثار السورية لحين حدوث اكتشاف أحدث ألا وهو معبد إله العاصفة في حلب.
                          تم التعرف على الموقع في عام 1954 عندما تم الكشف عن المنحوتات النافرة.
                          كانت التنقيبات الأثرية قد جرت تحت إدارة المديرية العامة للآثار والمتاحف في دمشق خلال أعوام 1956، 1962 و1964 بإشراف فيصل الصيرفي.
                          وبعد فترة انقطاع طويلة، عادت التنقيبات خلال أعوام 1976، 1978، 1980ـ81 تحت إشراف علي أبو عساف [1]. إضافة لذلك، فقد تم مسح المدينة المنخفضة أثرياً بين أعوام 1982ـ84 من قبل فريق أميركي بإشراف إليزابيت ستون وبول زيمانسكي [2].
                          إن النشر السريع لنتائج التنقيبات ضمن المجلد الأول قد أتاح للباحثين التعرف على عمارة وزخارف المعبد [3]. ما لبثت حتى بدأت، ومازالت مستمرة ليومنا هذا، نقاشات تتناول الخلفية الثقافية والتأريخ الدقيق للمعبد. إن عدم العثور خلال التنقيبات على رقم كتابية في موقع عين دارا نفسه، قد حال دون تحديد تاريخ المعبد والتأكد منه. فهل بنى المعبد من قِبل إحدى الإمارات الآرامية ـ اللوفية التي ظهرت بُعيد انهيار الإمبراطورية الحثية في حوالي 1200 قبل الميلاد؟ أو هل كان المعبد مبنياً مسبقاً خلال سيطرة الإمبراطورية الحثية على شمالي سوريا في فترة عصر البرونز الحديث؟ هل تُؤرخ المنحوتات النافرة على القرنين الثامن والتاسع قبل الميلاد كما أقترح المنقب، أو هل تمثل هذه المنحوتات مرحلة مبكرة من الفن الحثي الحديث كما افترض اورتمان [4]؟ أو هل استمر نحت هذه المنحوتات النافرة خلال كلتا المرحلتين، مرحلة الإمبراطورية الحثية والمرحلة الحثية الحديثة، كما تشير لذلك الأشكال المنحوتة بحسب رأي كولماير [5]؟ إن اكتشاف معبد إله العاصفة في قلعة حلب [6] ذو الزخارف المنحوتة بحسب الطراز نفسه المتبع في منحوتات معبد عين دارا، قد سمح بإلقاء أضواء جديد ليس فقط على تطور الفن الحثي ـ السوري في عصر البرونز الحديث وعصر الحديد المبكر، بل أيضاً سمح بتقديم آراء جديدة حول تأريخ معبد عين دارا.
                          إلى جانب التأريخ، فإن مخطط المعبد والتصاوير المنحوتة قد لفتت أيضاً انتباه المجمع العلمي بسبب التشابهات الواضحة مع هيكل سليمان في أورشاليم القدس بناءً على الوصف الوارد في سفر الملوك الأول، الإصحاح السادس. هذا ما يدفع إلى التساؤل حول العلاقات الثقافية ضمن منطقة المشرق الكبير خلال عصر الحديد المبكر [7].
                          في هذا المقال، أحاول إعطاء لمحة مختصرة عن المكتشفات والنقاشات الرئيسية فيما يتعلق بسياقها وتأريخها.

                          1ـ الموقع

                          الشكل رقم (1).
                          يقع موقع عين دارا حوالي 40 كم شمال غربي حلب، و7 كم الى الجنوب من مدينة عفرين، على الضفة الشرقية لنهر عفرين، أحد روافد نهر العاصي. تتميز هذه المنطقة الهضابية بوفرة المياه وبأرض خصبة، موفرة بذلك لظروف ملائمة من أجل الاستيطان البشري. النبعُ، التي أعطت اسمها للموقع، تتواجد على بعد 800 متر تقريباً إلى الشرق.
                          الموقع نفسه يتألف من تل مرتفع (قلعة) بالقرب من النهر مساحته 125 م طولاً x 60 م عرضاً، وبلدة منخفضة مسطحة مساحتها ما بين 270 م و170 م تمتد إلى الشمال والشمال الشرقي من التل المرتفع.

                          (شكل 2).
                          الشكل العام يشير إلى أن البلدة المنخفضة كانت محصنة بقوة. هذا الصفة المدنية، إضافةً للتل المرتفع (القلعة) على أطراف البلدة وبجانب نهر، هذا يُذكر بعدد من مدن لوفية ـ آرامية مثل كركميش على الفرات وجوزانا على الخابور.
                          العصور الوسطى، تخللتها فترات انقطاع سكن قليلة فقط. من بين الأمور المهمة لبحثنا هنا هو حقيقة أن التل المرتفع والبلدة المنخفضة يُظهران تواجد استيطان متنوع خلال عصر البرونز الحديث و كذلك خلال عصر الحديد المبكر والأوسط (جدول 1)[8]. لقد اُكتشفت فوق الموقع بعض الكسر الفخارية ذات الصلة بمنطقة بحر إيجة، وهذا يعطي محددات تأريخية إضافية موثقةً لعلاقات باتجاه الغرب [9].


                          ما يزال التنظيم المعماري الداخلي للقسم الواقع فوق التل المرتفع غير معروف لنا بشكل جيد. فيما إذ كان محصن ليس فقط من جهة النهر بل أيضاً من جهة المدينة المنخفضة، فهذا أمرٌ لم يتم التحقق منه.
                          على الرغم من ذلك، فإن بعض الأسبار الاختبارية تُظهر دلائلاً لتحصينات في الجانبين الشرقي والشرقي الجنوبي. لكن الأمثلة المعروفة من مواقع لوفية ـ آرامية مثل كونولوا (تل الطعينات)، كركميش، تل برسيب (تل أحمر)، جوزانا (تل حلف) ومواقع أخرى تجعل من هكذا تمييز أمراً محتملاً [10].
                          في معظم هذه الأمثلة، فان التل المرتفع فيها مقسم بالأحرى الى جزء خارجي وآخر داخلي، يفصل بينهما جدار [11].
                          بيدَ أن هكذا تقسيم مازال غير مُؤكد في عين دارا، إلا أننا نستطيع تلمس ذلك من خلال مكان تموضع تمثال الأسد المنحوت، الواقف كحارس بوابة. إنه واقع الى الجنوب من المعبد، في منتصف الحافة الجنوبية الغربية من التل المرتفع، وربما كان يشكل جزءً من مدخل يفصل بين قسمين.

                          تعليق

                          • المهندس زهدي جمال الدين
                            12- عضو معطاء

                            حارس من حراس العقيدة
                            عضو شرف المنتدى
                            • 3 ديس, 2006
                            • 2169
                            • مسلم

                            #58
                            2ـ المعبد

                            تشغل منطقة المعبد الربع الشمالي من مساحة التل المرتفع، بارتفاع يقدر ب 20 م عن مستوى السهل المحيط. المعبد بحد ذاته يتوضع فوق مصطبة مبنية، ارتفاعها 70 سم ومساحتها 38 متراً طولاً و32 متراً عرضاً، متجهة من الجنوب الشرقي إلى الشمال الغربي (لوح 10A).
                            على الأرجح، هذه المصطبة كانت في الأصل جزءً من ساحة مقدسة واسعة، تمتد إلى الجنوب والجنوب الشرقي حيث عثر على آثار لباحة. كانت الباحة مبلطة بشكل متناوب بألواح من حجر البازلت وأخرى من الحجر الكلسي (لوح 10B)، وتحتوي على بئر وحوض من الحجر يتواجدان على بعد 14 م إلى الجنوب من الزاوية الشرقية للمعبد. هذه التجهيزات كانت مخصصة إما للاغتسال أو للتقدِمات السائلة التي كانت تتم أمام مدخل المعبد.
                            يتم الولوج إلى مصطبة المعبد من على حافتها الجنوبية الشرقية الضيقة، عبر مدرج حجري عرضه 11 متراً مُؤلف من أربع أو خمس درجات من الحجر البازلتي (لوح 11A).
                            مدخل المعبد هو عبارة عن كوة واسعة ذو دعامتين. إن القاعدتين الدائرتين البازلتيتين تدلان على أنه كانت تتواجد أعمدة خشبية فيما بين الكوة والسقف مغطيةً بذلك الكوة. كوة المدخل تسمح بالولوج المباشر إلى الغرف الداخلية للمعبد حيث نجد: الصالة الأمامية السابقة للمصلى (مساحتها 15 م و80 سم طولاً x 6 م عرضاً)، ومصلى ملاصق مربع الشكل (مساحته 16 م و70 سم x 16 م و80 سم)، كلاهما مرصوفين بألواح حجرية كلسية.
                            تشغل منطقة المعبد الربع الشمالي من مساحة التل المرتفع، بارتفاع يقدر ب 20 م عن مستوى السهل المحيط. المعبد بحد ذاته يتوضع فوق مصطبة مبنية، ارتفاعها 70 سم ومساحتها 38 متراً طولاً و32 متراً عرضاً، متجهة من الجنوب الشرقي إلى الشمال الغربي (لوح 10A).

                            على الأرجح، هذه المصطبة كانت في الأصل جزءً من ساحة مقدسة واسعة، تمتد إلى الجنوب والجنوب الشرقي حيث عثر على آثار لباحة. كانت الباحة مبلطة بشكل متناوب بألواح من حجر البازلت وأخرى من الحجر الكلسي (لوح 10B)، وتحتوي على بئر وحوض من الحجر يتواجدان على بعد 14 م إلى الجنوب من الزاوية الشرقية للمعبد. هذه التجهيزات كانت مخصصة إما للاغتسال أو للتقدِمات السائلة التي كانت تتم أمام مدخل المعبد.


                            يتم الولوج إلى مصطبة المعبد من على حافتها الجنوبية الشرقية الضيقة، عبر مدرج حجري عرضه 11 متراً مُؤلف من أربع أو خمس درجات من الحجر البازلتي (لوح 11A).
                            مدخل المعبد هو عبارة عن كوة واسعة ذو دعامتين. إن القاعدتين الدائرتين البازلتيتين تدلان على أنه كانت تتواجد أعمدة خشبية فيما بين الكوة والسقف مغطيةً بذلك الكوة. كوة المدخل تسمح بالولوج المباشر إلى الغرف الداخلية للمعبد حيث نجد: الصالة الأمامية السابقة للمصلى (مساحتها 15 م و 80 سم طولاً x 6 م عرضاً)، و مصلى ملاصق مربع الشكل (مساحته 16 م و 70 سم x 16 م و 80 سم)، كلاهما مرصوفين بألواح حجرية كلسية.
                            أما العتبات فقد تم تشكيلها من ألواح حجرية كلسية مسطحة، لوحان في عتبة مدخل الصالة السابقة للمصلى ولوح واحد على عتبة المصلى نفسه. الأول مزين بطبعتين لقدمين ضخمتين بطول متر واحد تقريباً منحوتتين في اللوح الكلسي. واللوح الثاني يحمل طبعة قدم يسرى بنفس القياس، واللوح الثالث يحمل طبعة القدم اليمنى. ليومنا هذا لم يتم العثور في عمارة الشرق الأدنى القديم على مثال مشابه لهذه الميزة الفريدة. ربما قد توجب أن تكون الطريق محددة إلى داخل المعبد، ومسلوكة من قبل صاحب المعبد ذو صفاتٍ خارقة للطبيعة.
                            في منتصف المسافة تقريباً داخل المصلى، يتواجد مدماك حجري منحوت Orthostat يحيط بمحاور المعبد. قد يكون هذا المدماك المنحوت بقايا لمنصة، أو ربما قد شكل جداراً ثانوياً يُقلل من عرض المصلى، كما هو الحال في معبد إله العاصفة في حلب [12].
                            تتألف الجدران الداخلية من كتل حجرية بازلتية كانت تتكئ عليها فيما مضى جدران من اللبن النيئ والتي لم يتبقى منها سوى دلائل قليلة. نلاحظ التباين الكبير بين الأحجار البازلتية وتلك الكلسية المستخدمة في التبليط.
                            في داخل الجدار الخارجي الشرقي، وبالقرب من الجدار الفاصل بين المصلى والغرفة السابقة له، يتواجد درج يسمح بالصعود إلى سطح البناء أو إلى طابق علوي فوق الرواق (اللوح 10A) [13]. يطوق الرواق المعبد في قسمه الخارجي، ويرتكز على توسيعة من المصطبة. يبدو بأن الرواق كان مُقسماً إلى وحدات منتظمة، بواسطة عضادات (نُصب) على الجدار الخارجي، تُماثلها نُصب وأعمدة مُزودةٌ بها كافة حافات المصطبة، الأخيرة هي مترابطة عبر جدار مُؤطِر.
                            لقد ميز المنقبون بين عدة مراحل بنائية [14]. بحسب ملاحظاتهم، فأنه تم بناء معبداً أولياً في المرحلة الأولى وذلك فوق مصطبة أكثر قِدماً. المرحلة الثانية تخص إنشاء المصطبة الجديدة وهيكل المعبد المناسب. أما الرواق الواقع على توسيعة خاصة بالمصطبة، فقد أُضيف خلال المرحلة الثالثة والأخيرة من المراحل المعمارية. في البداية كان المعبد منفتحاً على الخارج بشكل مشابه للمعابد اليونانية المحاطة بالأعمدة، لكن في المرحلة الأخيرة تم تسوير المعبد بسور خارجي.
                            في كلتا مرحلتي التجديد المبكرة والمتأخرة، ينتمي مخطط البناء إلى طراز معروف مسبقاً ألا وهو المعبد ذو الغرفة الأمامية السابقة للمصلى (أو المعبد البيت) [15]، وتواجده موثقٌ في شمالي المشرق وفي شمالي بلاد الرافدين أيضاً منذ المرحلة الثالثة من عصر البرونز القديم (أمثلة: تل خويرة، وتل حلاوة A، تل كبير بالقرب من تل بنات، إبلا [تل مرديخ])، وخلال عصر البرونز المتوسط (مثال: إبلا)، وفي عصر البرونز المتأخر (أمثلة: ايمار [تل مسكنة]، ايكالته [تل منباقة])، وحتى عصر الحديد (أمثلة: كونولوا، كركميش). باعتباره ابتكار سوري ـ مشرقي، فقد استمر هذا الطراز المعماري كأسلوب مميز ضمن العمارة اللوفية ـ الآرامية في عصر الحديد [16]. يختلف المعبد ذو الغرفة الأمامية السابقة للمصلى بشكل كبير عن المعابد الآشورية والبابلية [17]، هذا من جهة، وعن المعابد الإمبراطورية الحثية من جهة ثانية، فهذه المعابد تتميز ببناء داخلي معقد ذو باحة مركزية وعدة غرف إضافية بجانب المصلى. طراز المعبد ذو الغرفة الأمامية السابقة للمصلى لم يظهر على الإطلاق في مناطق بابل وآشور ووسط أناضوليا [18].
                            أفضل الأمثلة المشابهة لمعبد عين دارا المزود بأعمدة نجدها في معابد مدينة كونولوا الغير بعيدة.
                            يمكننا القول إذاً بأن عمارة بناء معبد عين دارا هي ذات أصل محلي سوري وبأنها غير متأثرة بأية تقاليد خارجية. وعلى من ذلك، فمعبد عين دارا لا يساعدنا في الحصول على إشارات فيما يخص تاريخ البناء، وذلك بسبب قِدم واستمرارية طراز المعبد ذو الغرفة الأمامية السابقة للمصلى على مدى عدة العصور.
                            اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	image.png 
مشاهدات:	93 
الحجم:	393.7 كيلوبايت 
الهوية:	827901
                            3ـ الزخارف و مثيلاتها
                            جدران المعبد الداخلية والخارجية مزينة بمداميك وبألواح حجرية بازلتية منحوتة بزخارف نافرة Orthostat. وهذه الزخارف تضم تشكيلة واسعة من المواضيع المنحوتة بأسلوب متجانس نسبياً.
                            لا مجال هنا في هذا المقال للدخول في نقاش مفصل حول المنحوتات النافرة بشكل عام وحول مضامينها بشكل خاص. بدلاً من ذلك، سأقوم بالتركيز على بعض الأمثلة التي من شأنها أن تساعد على فهم السياق الثقافي والإطار الزمني للمعبد.
                            الواجهة الخارجية للمصطبة مزينة بأسود وبتجسيديات لأبو الهول، أجسدها منحوتة بشكل جانبي بينما تدير برؤوسها لتواجه الناظر إليها. إنها تمثل المرحلة الأخيرة من التصاوير المنحوتة في المعبد. بعض التفاصيل تبدو بحيث لا يمكن تأريخها بفترة أقدم من القرن الحادي عشر قبل الميلاد. وذلك بخلاف المنحوتات النافرة المتواجدة في الرواق، كتلك التي تجسد شخص جالس (F 13) وكتصاوير أخرى لأسود ولأبو الهول والعائدة لمرحلة تجديد المعبد في قسمه الأمامي.


                            منحوتات الكائنات المركبة هي مختلفة الطراز، وتتوضع على طرفي المدخل في الواجهة الأمامية للعضادات في قلب المعبد وفي الحواف الداخلية لكوة المدخل. من وجهة نظر الأسلوب والتصاوير، فإنها تتطابق مع الأمثلة الحثية في حاتوشا وفي حلب [19].
                            لذات المرحلة تنتمي بعض الكتل اللوحية المميزة والمزخرفة بجدائل وتتواجد في الغرفة الأمامية السابقة للمصلى. هذه الكتل اللوحية قد تكون تقليد لنوافذ معروفة في معبد حلب [20].
                            من التصاوير ذات الخصوصية، تلك التي تجسد آلهة جبلية والمتواجدة في الغرفة الأمامية السابقة للمصلى وفي المنصة داخل المصلى نفسه.
                            الوجه والجذع منحوتان بشكل مواجه للناظر، بينما القدم والتنورة الطويلة ذات الرموز المشيرة الى الجبال فهي مجسدة بشكل جانبي) لوح 11B).
                            منحوتات الآلهة هذه كانت منتصبة فوق المنصة في صفين متناوبين تُظهران آلهة مجنحة برأس أسد أو نسر، أو كائن الإنسان ـ الثور المركب. هكذا آلهة جبال هي معروفة مسبقاً في فن الإمبراطورية الحثية. نراها في الغرفة A في موقع يازيلقايا مجسدة ضمن صف سواء كآلهة ذكورية مستقلة [21]، أو كآلهة تابعة حاملةً لإله العاصفة ضمن المشهد الرئيسي [22]. بشكل مشابه لهذا، وفي معبد الربيع المكتشف في موقع افلاطون بينار [23]، فإن الآلهة الجبلية تشكل لب التصاوير المجسدة لإله العاصفة وآلهة الشمس.
                            فلو اعتبرنا أن آلهة الجبال في معبد عين دارا لها ذات الدور المُمَارس من قبل آلهة يازيلقايا، دون أن ننسى بإن الأمثلة التي في المنصة ترفع أسلحتها بطريقة أتلانتية، فإنه يمكننا القول بأن إله العاصفة كان مُجسداً فوق قمة المنصة.
                            الأمثلة المشابهة لآلهة الجبال والقابلة للتأريخ تعود لفترة الإمبراطورية الحثية [24]، ربما هو حال الأمثلة الموجودة في حلب [25] وتلك الموجودة في مقلع الحجارة في يسيميك [26]..
                            النحت الأكثر شهرة في عين دارا قد عُثر عليه مُتواجداً في الحافة الجنوبية الغربية للجدار الواقع فيما بين المصلى والغرفة الأمامية السابقة له (لوح 12).
                            يجسد النحت صورة لامرأة مستديرة باتجاه اليمين. مرتدية معطف طويل ذو حزام وذو فتحة في جهته السفلية. بطريقة تشريحية مغلوطة، تم تغطية الساق اليمنى بالقسم الأسفل من المعطف بينما بقيت الساق اليسرى والعانة عاريتين.



                            بالرغم من أن رأسها وكتفيها (الكتف الأيمن) غير محفوظين بشكل جيد، فإن أحد الجناحين قد بقي سليماً ويبدو منطلقاً من الكتف الأيسر.
                            التصوير يُعرفها ويُحددها كعشتار/شاوشجا، ربة الحرب والحب (الجنسي). كمثال قريب لها، لكن العانة مغطاة، نجده في آلهة الموكب في الصالة رقم A في موقع يازيلقايا، ويُؤرخ على القرن الثالث عشر قبل الميلاد [27]. علاوة على تجسيدها كربة مؤنثة ضمن صف يحتوي على أرباب مُذكرة، فقد تمت الإشارة إليها عبر كتابة هيروغليفية. في بوابة الأسود في ملاطيا (موقع أرسلان تبه) نجدها مُجسدة بنفس الهيئة أيضاً، لكنها حاملة لسلاح [28]. في كلا المثالين، يازيلقايا وملاطيا، تم الإشارة الى مواصفتها العدائية كونها آلهة الحرب، بينما لم يتم تجسيد علاماتها الجنسية.
                            في المقابل، فإن تجسيد آلهة عارية في الجدار الطويل المنحوت في كركميش تم الترميز له بشكل صريح للغاية [29]. حيث تظهر لنا وافقة بوضعية مواجهة تسند ثديها بيديها. لها جناحين منطلقين من كتفيها وهذا ما يربطها بتصاوير آلِهات الحرب.
                            يبدو بشكل واضح أن الأمر متعلق بتصاوير عشتار/شاوشگا كربة للحب وللجنس. بشكل مقنع، قام فينفريد اورتمان [30] بتأريخ هذه المنحوتة على الفترة المتأخرة من الإمبراطورية الحثية أو على بدايات الفترة الحثية الحديثة، وقد أعتمد في ذلك على طريقة التجسيد والأسلوب.
                            إن الأسلوب الرفيع يُذكرنا، على الأغلب، بذلك الأسلوب المُتبع في منحوتات البوابة الملكية في حاتوشا، وهذا ما يدعم صحة التأريخ على الفترة الإمبراطورية المتأخرة.
                            إن مكان تموضع المنحوتة ضمن المعبد، يمنعنا من اعتبار عشتار/شاوشگا الربة الرئيسية في المعبد. فلو كانت كذلك، لاحتل تجسيدها مركز لب المعبد فوق المنصة. بسبب الارتباط القوي فيما بين آلهة الجبال وإله العاصفة، كما هو واضح في موقعي يازيلقايا وافلاتون بينار، وبسبب حقيقة أن الآلهة تحمل بوضوح شيئاً ما أو أحداً ما واقفاً في أعلى المنصة، فإن المعبد قد يكون مخصص لإله العاصفة نفسه، بيدَ أن هكذا افتراض بحاجة لدليل مقنع.
                            بشكل عام، فإن تصاوير المنحوتات في معبد عين دارا تجد حاضنتها ضمن فضاء التصاوير الحثية. فمعظم العناصر التصويرية في المعبد هي معروفة في فن الإمبراطورية الحثية، بينما من الصعب العثور على أية عناصر تجعلها سورية الأصل.
                            في المقابل، فإن الزخرفة بالأبيض والأسود والمتمثلة عبر التوظيف المتناوب للحجر الكلسي وللمداميك السفلية البازلتية المنحوتة لا نجد تشابهات لها في أناضوليا، بل فقط في العمارة السورية. فذلك معروف في نحت الجدار الطويل في موقع كركميش وفي الجانب الخلفي من القصر الغربي (هيلاني) في جوزانا، كما إنه موصوف في الهيكل المسمى اي ـ خول ـ خول [luḫـluḫـÉ] العائد للإله سين [Sin] في حران:
                            12ـ هو [نابو نائيد] أنجز عمله من اللبن، شَكل مخططه،13ـ هو ثَبت أساساته، رَفع قممه،14ـ من الجير والقار جَعل واجهته تتلألأ […..]،15ـ وضع ثور متوحش في واجهته كما هو الحال في اسانجيل Esangil [31]...
                            هذا يعني بأن توظيف تناوب الألوان كان معروفاً في العمارة الحثية الحديثة. لكن على عكس هذه الأمثلة، في معبد عين دارا تم تخصيص الحجر البازلتي فقط لأجل الزخرفة التصويرية، بينما اقتصرت وظيفة الحجر الكلسي على تبليط الأرضيات والعتبات. الاستثناءات الوحيدة هي طبعات الاقدام الضخمة المنحوتة في ألواح العتبات الحجرية الكلسية. وعلى الرغم من ذلك، فمعبد عين دارا ما يزال يشكل حالة فريدة لا مثيل لها.
                            إن الألواح والمداميك الحجرية هي معروفة منذ الألف الثانية قبل الميلاد في شمالي غرب سوريا، والأمثلة المعروفة هي عبارة عن أجزاءٍ مكتشفةٍ في قطنا (تل المشرفة)، ألالآخ (السوية السابعة)، إبلا وحلب، هذه الأخيرة عليها بعض التصاوير المنحوتة وتعود لفترة زمنية أقدم. إن تطور أسلوب الألواح الحجرية المنحوتة على الواجهات الخارجية لأبنية ولبوابات كان قد بدأ في وسط أناضوليا منذ عهد الإمبراطورية الحثية (حاتوشا، آلاكاهيوك). أما المداميك الحجرية المنحوتة المخصصة للجدران الداخلية ضمن الغرف، فإن الأمثلة الأقدم متواجدة في معبد إله العاصفة في حلب.
                            لذلك، نستطيع القول بأن المداميك الحجرية المنحوتة، كفن مُستخدم لتزيين الواجهات الخارجية وجدران الغرف، هي ابداع سوري خلال عهد الإمبراطورية الحثية، وأصبحت فيما بعد صفة مميزة للعمارة الحثية المتأخرة في جنوب شرقي أناضوليا وشمالي سوريا، حتى أنها قد أثرت في الفن الآشوري. فمعبدي حلب وعين دارا، قد يمثلان بداية هذا التطور.

                            تعليق

                            • المهندس زهدي جمال الدين
                              12- عضو معطاء

                              حارس من حراس العقيدة
                              عضو شرف المنتدى
                              • 3 ديس, 2006
                              • 2169
                              • مسلم

                              #59
                              4ـ اعتبارات تأريخية و ثقافية
                              فيما لو اعتمدنا فقط على الدلائل المعمارية، فأن الفترة الزمنية التي يؤرخ عليها معبد عين دارا بمراحله الثلاث تبقى غير مؤكدة. أما اللقى الأثرية الصغيرة والكتابات فهي إما نادرة لم يتم العثور على شيء منها في عين دارا، أو أنه لم يتم نشرها بشكل واف، وهي بذلك لا تساعد على تحديد تأريخ دقيق. وبالتالي، فأن زخارف المعبد تبقى المصدر الوحيد للتأريخ. طرازها وتصاويرها تختلف قليلاً عن المنحوتات النافرة الحثية الحديثة المكتشفة في كركميش، شمأل (زنجرلي) وكونولوا. بما أن الموقعين الأخيرين، على الأقل، هما مجاورين لعين دارا، فأنه لا وجود لميزات محلية تساعد في التفسير. لذلك، يبدو أن الأمر متعلق، على أغلب الظن، بفوارق زمنية. كما سبق آنفاً، فإن الأمثلة الأقرب من ناحية الأسلوب والتصاوير نجدها في فن الإمبراطورية الحثية. من وجهة نظر تلك الفكرة، فإنه لا داع لتأريخ المعبد على فترة ما بعد انهيار الإمبراطورية الحثية، مع أنه أمرٌ غير مستبعد. بكل الأحوال، بحسب كاي كولماير [32]، فالزخارف المتواجد في الرواق تشير إلى فترة القرن الحادي عشر قبل الميلاد بالمقارنة مع معبد حلب، أو حتى الى مرحلة أحدث من ذلك، لكن هذا التاريخ قد يكون متأخراً للغاية بحسب رأيي الشخصي. فهناك فروقات طفيفة فقط ضمن طراز عين دارا حيث المنحوتات النافرة متجانسة لحد كبير، وهذا يشير إلى أنه قد تم إنتاجها خلال فترة زمنية قصيرة نسبياً. بما أنه لا يمكننا توقع حصول تأثير فني حثي قوي على سوريا قبل بداية السيطرة الحثية المباشرة [على سوريا]، هذا من جهة، ومن جهة أخرى قد يكون ذلك ذو علاقة بنزوح لوفيين بشكل متزايد نحو مقاطعات أكثر استقراراً في سوريا عقب انهيار القوة الحثية في غربي أناضوليا، فتاريخ عين دارا يجب أن يكون مقدر بالفترة ما بين 1250 و1100 قبل الميلاد.
                              ثم، ماذا عن الحاضنة الثقافية التي ينتمي إليها المعبد ومنحوتاته؟ كما سبق آنفاً، فإن الأسلوب المرصن لمخطط المعبد ينتمي لتقليد إقليمي استمر طويلاً ويُظهر ميزة سورية بحتة. فلا وجود لعناصر أناضولية ضمن المخطط المعماري للبناء. لكن، وبشكل متناقض كلياً لهذا، فإن التصاوير المنحوتة في معظمها هي حصرياً حثية. ذلك يعني بأنها أناضولية وليست سورية الأصل. نادراً ما يختلف الأسلوب عن الأمثلة الأناضولية لكي يُظهر بعض الـتأثيرات السورية. ربما تكون نوعية الحجّارين السوريين الأكثر تطوراً قد أثرت في الفن الحثي بشكل عام خلال الحقبة المتأخرة من الإمبراطورية، كما هو حال بعض المنحوتات النافرة والمتقنة في حاتوشا والتي قد تشير لهكذا تأثير. لكن كيف يمكن تفسير هكذا تناقض بين العمارة والفن؟
                              في حال كانت ملاحظات المنقبين صحيحة فيما يتعلق بمراحل البناء، فذلك قد يدفع إلى ترجيح فكرة أسبقية تواجد المعبد ذو الغرفة الأمامية السابقة للمصلى منذ فترة طويلة قبل أن يتم نحت أولى التصاوير النافرة. قد يكون المعبد، قبل نحت التصاوير، متواجد منذ عصر البرونز الوسيط، بدليل شهرة الطراز المعماري خلال تلك الفترة، وبدليل تواجد كسر فخارية عائدة لتلك الفترة فوق الموقع نفسه. وبذلك قد يكون الموقع قد احتوى على معبد مهم حتى خلال الفترة التي سبقت خضوع الموقع للإمبراطورية الحثية. عندئذ، سواء أكانوا نازحين أناضوليين أو سكان محليين مائلين لتبني الثقافة الحثية، قرر هؤلاء تزين المعبد عبر تزويده بمنحوتات نافرة لآلهة وأسود وكائنات مركبة، تم تجسديها بطريقة تصويرية حثية بحتة، مستلهمين في ذلك من معابد أو هياكل أناضولية متواجدة في الهواء الطلق.
                              من المحتمل أن تكون هكذا مشاريع زخرفية قد نفذت في عدة مواقع، كمعبد حلب الذي يشير بقوة إلى ذلك. لقد نجم عن هذا التواصل فيما بين عدة تقاليد ثقافية مختلفة، ابتكار طراز فني ومعماري جديد، وذلك كتعبير عن الهويات الثقافية الجديدة التكون. وكإحدى أصداء سلسلة الأحداث هذه، هو ما حل بالكتابة المسمارية في شمالي المشرق، حيث توقف استخدامها واُستبدلت بالهيروغليفية اللوفية قبل أن يتم تبني الأبجدية السامية الغربية.
                              من المرجح أن تكون نخب لوفية جديدة التكون أو نخب محلية متبنية للثقافة اللوفية في مدن شمالي المشرق قد حثت على هذه المشاريع بشكل متعمد وواع.
                              5ـ التأثير على العمارة الدينية المشرقية و على هيكل سليمان
                              خلال نهاية عصر البرونز الحديث، ونتيجةٍ للتواصل فيما بين التقاليد الأناضولية والسورية، أخذت مجموعة من المدن بالانبثاق حاملة ثقافة جديدة. لقد انخرطت في هذا التطور الجديد جماعات أثنية عدة، من بينها نازحون/مهاجرون لوفيون وساميون وإغريق. فراحت الفنون الحثية الحديثة تنتشر بشكل سريع خارج المناطق الناطقة باللغة اللوفية، كما هو حال مدينتي شمأل وجوزانا.
                              إن المعابد المكتشفة في كونولوا الغير بعيدة عن عين دارا، في سهل العمق، وكذلك المعبد المكتشف في تل آفس، هي أيضاً تسلك ذات النموذج من المعطيات [33].
                              إن مفهوم الزخرفة النافرة على الألواح الحجرية والمداميك كان قد تم تبنيه في معظم مناطق جنوب شرقي أناضوليا وشمالي المشرق، وشكلت بذلك الميزة الأهم للفن الحثي الحديث. من المحتمل أن يكون هذا الطراز قد ترك تأثيراته حتى على مسيرة تطور المنحوتات النافرة الآشورية الحديثة.
                              حتى في جنوبي المشرق، يمكننا تعقب بعض الدلائل. كمثال على ذلك، لنلقي نظرة على وصف هيكل سليمان (سفر الملوك الأول، الإصحاح السادس) [34]. يرد وصف البناء على إنه ذو غرفة طويلة ذات كوات بعضائد تشكل مدخله. كان محاطاً برواق مع ثلاثة طوابق، ويتم الصعود الى الطابق الثاني عبر درج متواجد في المصلى الداخلي. لم يكن سقف الرواق متصلاً بشكل مباشر مع الجدار الخارجي للهيكل، فالسقف تحمله الأعمدة الواقعة أمام الجدار. كان يوجد داخل المعبد تجسيدات زخرفية لملاكين.
                              لو لم نكن نعلم بأن هذا الوصف مخصص لهيكل سليمان في اورشاليم القدس، لما كان لأحد أن يشكك بان الوصف يخص معبد بناء عين دارا.
                              فتواجُد مدخل مكوي ذو عضادتين، ورواق وطوابق، ويتم الصعود الى الطابق العلوي عبر درج متواجد من الغرفة الأمامية السابقة للمصلى، كلها تشكل عناصر موثقة في ذلك البناء. حتى أن تصاوير الملاكين تذكرنا بالأسد أو بالكائنات المجنحة برأس نسر والواقفة الى جانب بعضها البعض بحضور آلهة الجبال.
                              على العموم، فإنه من غير الممكن التقليل من شأن التأثير الثقافي لعمارة وفن الفترة الحثية الحديثة، بشكلهما الممزوجين لأول مرة في الفترة المتأخرة من الإمبراطورية الحثية في عين دارا وحلب، على مسيرة تطور المشرق خلال عصر الحديد.
                              6ـ الخاتمة
                              بصرف النظر عما إذ كان الفن في عين دارا يعود الى فترة ما قبل أو ما بعد انهيار الإمبراطورية الحثية، فإن المعبد وزخارفه تعبر بوضوح عن العلاقة فيما بين التقاليد الأناضولية والسورية، كما إنها، مع معبد حلب، تشكل إشارة لبداية الفن الحثي الحديث ولطراز العمارة الدينية المشرقية اللاحقة، من ضمنها هيكل سليمان في اورشاليم القدس. وبذلك، فإن معبد عين دارا قد جسد إحدى النقاط الأكثر اكتمالاً لهويةٍ ثقافيةٍ محددةٍ ناشئةٍ، هويةٌ راحت تنبثق في معظم مناطق جنوب شرقي الأناضول وشمالي المشرق، وحتى في مناطق أبعد من ذلك.
                              في نهاية المقال، يقدم البرفسور الدكتور ميركو نوفاك، خلاصة عن المقال نفسه لكن باللغة الألمانية.
                              يمكن الاطلاع على النص الإنجليزي عبر الرابط التالي:
                              https://www.academia.edu/7615393/Novak_AinDara

                              تم نشر النص الإنجليزي ضمن كتاب هو خلاصة ندوة أُقيمت في جامعة توبنجن/المانية ما بين 28 و30 يونيو 2010. حملت الندوة، والكتاب الذي نتج عنها، عنوان: عمارة المعبد ومعبد العبادة: عمارة المعابد وأدوات العبادة في المشرق (خلال الألفيتين الثانية والأولى ق.م). حُرر الكتاب على يد جينس كاملاه بالتعاون مع هينريكه ميشلو. وتم طبعه في فيسبادن عام 2012.
                              الهوامش
                              أود التعبير عن شكري لأليسكاندر أهرينس (دمشق ـ بيرن) لمراجعته النص الإنجليزي. *
                              [1] ABU ASSAF 1990, 1.
                              [2] STONE /ZIMANSKY 1999.
                              [3] ABU ASSAF 1990.
                              [4] ORTHMANN 1971 and 1993. Cf. also ORTHMANN 2002.
                              [5] KOHLMEYER 2008.
                              [6] GONNELLA/KHAYYATA/KOHLMEYER 2005.
                              [7] WEIPPERT 2003, 227.
                              [8] STONE /ZIMANSKY 1999, 10 –14.
                              [9] Cf. LEHMANN 2007, 495, 502 – 503, passim.
                              [10] NOVAK 1999.
                              [11] ORTHMANN 2006.
                              [12] GONNELLA/KHAYYATA/KOHLMEYER 2005, 88ff.
                              [13] ABU ASSAF 1990, 16.
                              [14] ABU ASSAF 1990, 20-21.
                              [15] Cf. WERNER 1994; CASTEL 2010.
                              [16] MAZZONI 2010.
                              [17] Cf. in general HEINRICH 1982.
                              [18] المقارنات الوحيدة خارج شمال المشرق و شمالي بلاد الرافدين تتمثل فيما يسمى بأبنية الميجارون التي تظهر في غربي أناضوليا وهي معاصرة للمعابد ذات الغرفة الأمامية السابقة للمصلى في سوريا خلال عصر البرونز القديم (انظر على سبيل المثال فترة طروادة 2). بحسب ما لدينا من معلومات في الوقت الحالي، فإن هذه المعابد كانت مخصصة فقط للاستعمالات الملكية/القصرية في منطقة بحر إيجة لغاية نهاية عصر البرونز، تظهر بعدها المعابد اليونانية المحاطة بالأعمدة في عصر الحديد.
                              [19] KOHLMEYER 2008, 123.
                              [20] GONNELLA/KHAYYATA/KOHLMEYER 2005, 90 – 91, Abb. 120 and 122.
                              [21] SEEHER 2002, 114, Fig. 2, Gods No. 15, 16a and 17.
                              [22] SEEHER 2002, 116, Fig. 7 and 8.
                              [23] EMRE 2002, 222, Fig. 4.
                              [24] Cf. the overview given in WEIPPERT 2003.
                              [25] GONNELLA/KHAYYATA/KOHLMEYER 2005, 101, Abb. 142.
                              [26] ALKıM 1974.
                              [27] SEEHER 2002, 114, Fig. 2, No. 38.
                              [28] ORTHMANN 1971, Tf. 40 b and d.
                              [29] ORTHMANN 1971, Tf. 24 b.
                              [30] ORTHMANN 1993.
                              [31] SCHAUDIG 2001, 574: P1. Strophengedicht II, 12 –15.
                              [32] KOHLMEYER 2008.
                              [33] Cf. the overview given by MAZZONI 2010.
                              [34] On Solomon’s temple cf. ZWICKEL 1999 and MONSON 2006.

                              المراجع
                              ABU ASSAF, A.
                              1990 Der Tempel von Ain Dara (Damaszener Forschungen 3; Mainz am Rhein).

                              ALKIM, U.B.
                              1974 Yesemek Tasocagi ve Heykel Atelyesinde Yapilan Kazi ve Arastirmalar (Türk Tarih Kurumu Yayınlarından V 32; Ankara).

                              CASTEL, C.
                              2010 The First Temples in antis. The Sanctuary of Tell Al-Rawda in the Context of 3rd Millennium
                              Syria, in: J. BECKER/R. HEMPELMANN/E. REHM (ed.), Kulturlandschaft Syrien. Zentrum
                              und Peripherie. Festschrift für Jan-Waalke Meyer (Alter Orient und Altes Testament 371;
                              Münster), 123 –164.

                              EMRE, K.
                              2002 Felsen, Stelen, Orthostaten. Großplastik als monumentale Form staatlicher und religiöser
                              Repräsentation, in: KUNST- UND AUSSTELLUNGSHALLE DER BUNDESREPUBLIK DEUTSCH-
                              LAND (ed.), Die Hethiter und ihr Reich. Das Volk der 1000 Götter (Stuttgart), 218 – 233.

                              GONNELLA, J. /W. KHAYYATA/K. KOHLMEYER
                              2005 Die Zitadelle von Aleppo und der Tempel des Wettergottes. Neue Forschungen und Entde-
                              ckungen (Münster).

                              HEINRICH, E.
                              1982 Tempel und Heiligtümer im Alten Mesopotamien. Typologie, Morphologie und Geschichte.
                              Unter Mitarbeit von U. SEIDL (Denkmäler antiker Architektur 14; Berlin).

                              KOHLMEYER, K.
                              2008 Zur Datierung der Skulpturen von Ain Dara, in: D. BONATZ /R.M. CZICHON/F. J. KREPP-
                              NER (ed.), Fundstellen. Gesammelte Schriften zur Archäologie und Geschichte Altvorder-
                              asiens ad honorem Hartmut Kühne (Wiesbaden), 119 –130.

                              LEHMANN, G.
                              1996 Untersuchungen zur späten Eisenzeit in Syrien und Libanon. Stratigraphie und Keramikfor-
                              men zwischen ca. 720 bis 300 v. Chr. (Altertumskunde des Vorderen Orients 5; Münster).
                              2007 Decorated Pottery Styles in the Northern Levant during the Early Iron Age and Their Rela-
                              tionship with Cyprus and the Aegean, Ugarit-Forschungen 39, 487– 550.

                              MAZZONI, S.
                              2000 Syria and the Periodization of the Iron Age. A Cross-Cultural Perspective, in: G. BUNNENS
                              (ed.), Essays on Syria in the Iron Age (Ancient Near Eastern Studies. Supplement 7; Louvain et al.), 31– 59.
                              2010 Syro-Hittite Temples and the Traditional in antis Plan, in: J. BECKER/R. HEMPELMANN/E.
                              REHM (ed.), Kulturlandschaft Syrien. Zentrum und Peripherie. Festschrift für Jan-Waalke
                              Meyer (Alter Orient und Altes Testament 371; Münster), 359 – 376.

                              MONSON, J.
                              2006 The Ain Dara Temple and the Jerusalem Temple, in: G.M. BECKMAN/T. J. LEWIS (ed.),
                              Text, Artifact, and Image. Revealing Ancient Israelite Religion (Brown Judaic Studies 346;
                              Providence), 273 – 299.

                              NOVAK, M.
                              1999 Herrschaftsform und Stadtbaukunst. Programmatik im mesopotamischen Residenzstadtbauvon Agade bis Surra-man-raa (Schriften zur Vorderasiatischen Archäologie 7; Saarbrücken).

                              ORTHMANN, W.
                              1971 Untersuchungen zur späthethitischen Kunst (Saarbrücker Beiträge zur Altertumskunde 8;
                              Bonn).
                              1993 Zur Datierung des Istar-Reliefs aus Tell Ain Dara, Istanbuler Mitteilungen 43, 245 – 251.
                              2002 Die Bildkunst am Übergang von der Großreichszeit zur späthethitischen Periode, in: E.A.
                              BRAUN-HOLZINGER/H. MATTHÄUS (ed.), Die nahöstlichen Kulturen und Griechenland an
                              der Wende vom 2. zum 1. Jahrtausend v. Chr. Kontinuität und Wandel von Strukturen und
                              Mechanismen kultureller Interaktion. Kolloquium des Sonderforschungsbereiches 295 „Kul-
                              turelle und sprachliche Kontakte“der Johannes Gutenberg-Universität Mainz, 11. – 12.
                              Dezember 1998 (Möhnesee), 153 –159.
                              2006 Überlegungen zur Siedlungsstruktur von Karkemisˇ, in: P. BUTTERLIN et al. (ed.), Les
                              espaces Syro-Mesopotamiens. Dimensions de l’expérience humaine au Proche Orient ancien. Volume d’hommage offer à Jean-Claude Margueron (Subartu 17; Turnhout), 223 – 230.

                              SCHAUDIG, H.
                              2001 Die Inschriften Nabonids von Babylon und Kyros’ des Großen samt den in ihrem Umfeld
                              entstandenen Tendenzschriften. Textausgabe und Grammatik (Alter Orient und Altes Testament 256; Münster).

                              SEEHER, J.
                              2002 Ein Einblick in das Reichspantheon. Das Felsheiligtum von Yazılıkaya, in: KUNST- UND
                              AUSSTELLUNGSHALLE DER BUNDESREPUBLIK DEUTSCHLAND (ed.), Die Hethiter und ihr
                              Reich. Das Volk der 1000 Götter (Stuttgart), 112 –117. STONE, E.C. / P.E. ZIMANSKY
                              1999 The Iron Age Settlement at Ain Dara, Syria. Survey and Soundings. With Contributions by
                              P.L. CRAWFORD et al. (British Archaeological Reports. International Series 786; Oxford).
                              WEIPPERT, M.
                              2003 Berggötter, Löwen-, Stier- und Vogelmenschen. Rekonstruktion des Sockels G1 aus dem
                              Tempel von Ain Dara in Nordsyrien, in: C.G. DEN HERTOG/U. HÜBNER/S. MÜNGER (ed.),
                              Saxa Loquentur. Studien zur Archäologie Palästinas / Israels. Festschrift für Volkmar Fritz
                              zum 65. Geburtstag (Alter Orient und Altes Testament 302; Münster), 227– 256.
                              WERNER, P.
                              1994 Die Entwicklung der Sakralarchitektur in Nordsyrien und Südostkleinasien vom Neolithi-
                              kum bis in das 1. Jt. v. Chr. (Münchener Vorderasiatische Studien 15; Münchener Univer-
                              sitäts-Schriften. Philosophische Fakultät 12; München, Wien).

                              ZWICKEL, W.
                              1999 Der salomonische Tempel (Kulturgeschichte der Antiken Welt 83; Mainz).

                              تعليق

                              • المهندس زهدي جمال الدين
                                12- عضو معطاء

                                حارس من حراس العقيدة
                                عضو شرف المنتدى
                                • 3 ديس, 2006
                                • 2169
                                • مسلم

                                #60


                                إضافات المترجم:

                                ـ المشرق: كلمة المشرق هنا تعني (بالنسبة لأوربا) مشرق الشمس، وهي الضفة الشرقية للمتوسط والمناطق الواقعة خلفها مباشرة باتجاه البادية. بالنسبة للامتداد الطولي، فهي قد تمتد من لواء إسكندرون الى منطقة بلاد الشام الجنوبية.
                                ـ التل المرتفع والمدينة المنخفضة في تل عين دارا: التل المرتفع هو المكان العالي حيث يتواجد المعبد ومنحوتاته البازلتية. أما المدينة المنخفضة فتتمثل في المكان الذي يجتمع فوقه أهالي عفرين للاحتفال بعيد النيروز.
                                ـ معبد حلب: هو معبد متواجد ضمن سويات التل الأثري الذي تقع في أعلاه قلعة حلب. هذا التل يحتوي على سويات أكثر قِدماً من مبعد إله العاصفة نفسه. وكان يشكل مركز مملكة يمحاض خلال الألف الثاني ق.م.
                                ـ حاتوشا: هي العاصمة الحثية القديمة، و تقع بالقرب من قرية بوجازكوي إلى الشرق من أنقرة، في محافظة جوروم في شمالي وسط أناضوليا. للمزيد:
                                http://www.tayproject.org/TAYmaster.fm$Retrieve?YerlesmeNo=407&html=masteren gdetail.html&layout=web.

                                ـ آلاكاهيوك : موقع أثري مهم فيما يتعلق بالفترة الحثية، لكن أيضاً بفترةٍ أقدم تشمل الألفين الرابع والثالث ق.م. يقع الموقع في ناحية آلاكا، محافظة جوروم، شمالي وسط أناضوليا. للمزيد:
                                http://www.tayproject.org/TAYmaster.fm$Retrieve?YerlesmeNo=113&html=masteren gdetail.html&layout=web.

                                ـ يسيميك: موقع أثري يتواجد بالقرب منه مقلع حجارة، يقع بالقرب من قرية يسيميك، ناحية إصلاحية، محافظة غازي عنتاب. للمزيد:
                                http://www.tayproject.org/TAYmaster.fm$Retrieve?YerlesmeNo=6511&html=mastere ngdetail.html&layout=web.
                                أتلانت: الاسم مأخوذ من اسم الإله الضخم أتلس الذي عاقبه الرب زيوس فارضاً عليه رفع وحمل السماء إلى أن يرضى أحد آخر بحمل السماء نيابة عنه. تماثيل أتلانت تسمى أيضاً كارياتيد بالإغريقية، وتيلامون بالرومانية. وهي عبارة عن تماثيل ذكورية أو أنثوية واقفة أو مقرفصة وترفع يديها لتسند السقف، أو الشرفة، أو الدرج، وبذلك تشكل الساكف.
                                هيلاني أو بيت هيلاني: مصدر اسم هيلاني غير معروف، قد يكون حثي أو حوري. وهو يشير لطراز معماري يعتمد على البوابة الكبيرة ذات الكوة/المدخل العريض والمزود بأعمدة مزخرفة أحياناً، وبأبراج ودرج، هذه البوابة بالطبع تكون ملحقة بكتلة معمارية لقصر أو لمعبد.
                                الاسم يرد مع تعبير بيت خلال الفترة الآرامية والآشورية الحديثة، بيدَ أن الاسم قد يخص البوابة فقط وطرازها ذو الأصل الغير الرافدي، وهذا ما يظهره نص يعود للملك الآشوري صارغون الثاني يصف فيه إحدى البوابات التي أنشائها. اشتهر هذا الطراز المعماري اعتباراً من النصف الثاني من الألف الثاني قبل الميلاد لدى الحثيين والآراميين، فيما بعد تبناه الآشوريين. ونجد أمثلة عنه في جوزانا/تل حلف، وقد وُضع على المدخل الداخلي لمتحف حلب مجسم للبوابة ولتماثيل الأعمدة الحاملة لسقف المدخل. ويظهر الطراز الهيلاني في ألآلآخ/تل عطشانة، وشمأل/زنجرلي وكركميش. للمزيد:
                                https://www.academia.edu/7615296/Novak_Hilani.
                                ـ نابو ـ نائيد أو نبونيد: هو آخر ملوك الدولة البابلية الحديثة، حكم بين 556ـ539 ق.م.
                                luḫـluḫـ É: معناه: البيت الذي يعطي السعادة. هو معبد مخصص للإله سين (إله القمر) مبني في مدينة حران. (أنظر أندرو جورج 1993 ص 99).
                                ونظرا لأهمية الموضوع قمت بالتواصل مع المؤلف " Mirko Novák " عبر البريد الإليكتروني.
                                نص الرسالة:
                                البروفيسور Mirko Novák
                                هذا البحث القيم والذي تناولتم فيه العلاقة بين عين دارا ومعبد سليمان بعنوان(معبد عين دارا في سياق العمارة والفن الإمبراطوري والحثي الجديد "لميركو نوفاك"). في الحقيقة لقد استفدت منه كثيرا وساعدني في الدراسة الخاصة بظهور البقرة الحمراء باراه أدوماه פרה אדומה وعلاقتها بالهيكل الثالث المزعوم.
                                شكرا جزيلا لكم.
                                مهندس
                                زهدي جمال الدين
                                باحث ومتخصص في مقارنة الأديان
                                Professor Mirko Novák
                                This valuable research, in which you dealt with the relationship between Ain Dara and the Temple of Solomon” "The Temple of Ain Dārā in the Context of Imperial and Neo-Hittite Architecture and Art" by Mirko Novák “
                                . In fact, I benefited greatly from it and helped me in the study of the emergence of the red cow Barah Adumah פרה אדומה and its relationship to the alleged Third Temple.
                                Thank you very much.
                                Engineer
                                Zuhdy gamalludeen
                                Researcher and specialist in comparative religions

                                تعليق

                                مواضيع ذات صلة

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                ابتدأ بواسطة المهندس زهدي جمال الدين, 2 يون, 2021, 10:09 ص
                                ردود 90
                                1,075 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة المهندس زهدي جمال الدين
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 21 ينا, 2021, 01:14 ص
                                ردود 0
                                188 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                ابتدأ بواسطة د. نيو, 20 ديس, 2019, 10:20 ص
                                ردود 5
                                297 مشاهدات
                                1 معجب
                                آخر مشاركة د. نيو
                                بواسطة د. نيو
                                ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 2 أكت, 2019, 08:14 ص
                                ردود 7
                                1,701 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة د.أمير عبدالله
                                ابتدأ بواسطة أبو أيوب الغرباوي, 25 سبت, 2019, 07:44 م
                                ردود 0
                                192 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة أبو أيوب الغرباوي
                                يعمل...