الباب الثاني
الهيكل الثالث
بين الحقيقة
والافتراء
`هذه الدراسة كتبت عقب مشاركة السفير الأمريكي (ديفيد فريدمان) نفقاً استيطانياً جديداً يعرف بـ (طريق الحجاج) في إسرائيل ، وفي حضور مبعوث الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) إلى الشرق الأوسط، (جيسون جرينبلات) ، وذلك بتاريخ 2019-07-04م.
الفصل الأول
التحضيرات لبناء الهيكل المزعوم
مقدمة
الكذبة التاريخية الكبرى والمسماة بهيكل سليمان أو ما يُطلق عليه اختصارا الهيكل
ويعرفُ الكثيرون منكم أصل هذه الفرية المزعومة من قبل الصهاينة حيث أنهم يؤمنون ، أو بمعنىً أصح قد ابتدعوا وهماً أمنوا به بعد ذلك كمن كذب الكذبة وصدقها بأنه قد كان في سالف الزمان هيكلٌ ضخمٌ لسليمان عليه الصلاة والسلام موجودٌ مكان المسجد الأقصى المبارك رغم أنه من الثابت تاريخياً أن سليمان لم يعبد الله في معبدٍ قط ، وإن إيمانهم هذا هو ما يدفعهم لإجراء الحفريات تحت المسجد الأقصى بحثاً عن دليلٍ على هذا الهيكل لم يظهر بعد أكثر من قرنٍ كاملٍ من البحث و التنقيب بشتى الطرق و الوسائل ، تمهيداً لهدم المسجد الأقصى وإقامة هذا الهيكل المزعوم مكانه ، وأضع بين أيديكم هذا البحث الشامل و الكامل و المفصل والمدعم بالمصادر و المراجع حول حقيقة هذا الهيكل وتفنيد الادعاءات الصهيونية حياله …
مقدمة
فرية الهيكل من أهم الأخطار المحدقة بالأقصى
موجز تاريخي
ظهر اليهود على مسرح الكون عقب هجرة أبناء يعقوب عليه السلام إلى مصر الفرعونية، وبعد قرون من المعاناة استطاع نبي الله موسى عليه السلام أن يخرج بهم من مصر وسط مخاطر حقيقية، ورافقهم في رحلة الخروج آخرون من شرائح اجتماعية شتى. ولئن نجح موسى عليه السلام في الخروج بهم من مصر إلاّ أنه لم ينجح في دخول الأرض المقدسة. ولئن استطاع تخليص بني إسرائيل من الطغيان الفرعوني إلا انه فشل في تجنيبهم الانحراف الديني، حيث ارتدوا وكفروا وعبدوا العجل وتاهوا وحاروا لفترة طويلة، إلى أن قيض الله لهم النبي داود عليه السلام الذي استطاع بفضل من الله أن يمكن لهم وان يستخلص لهم نصراً، عززه ابنه سليمان الذي أفاض الله عليه من نعمائه وفضله. ولكن خلفه وأحفاده لم يحافظوا ولم يحفظوا النعم، فسلط الله عليهم الفرس والآشوريين لعقود، فاستأصلوا شأفتهم ومحوا وجودهم وعفا أثرُهم.
ومن يرصد حال الأرض المباركة في الألف الأول قبل الميلاد يلاحظ ما يلي:
1- فلسطين كانت عامرة ومزدهرة وبقاعها مأهولة بتشكيلات سكانية متنوعة، انحدر أغلبها من أصول عربية قديمة وبعضها وافد من الجزر كالفلسطينيين.
2- القدس مدينة عربية يبوسية قائمة بقلاعها وحصونها وأسوارها ومعابدها منذ خمسة آلاف سنة.
3-كل الحضارات القديمة حرصت على فتح القدس واشرأبت أعناقها إليها لأنها منصة الكون وسُرة الأرض فمن سيطر عليها خضع له الجميع. أما اليهود فلم تكن لهم حضارة ولا إمبراطورية ولم يدخلوا نادي التاريخ قط. إنما “عاشوا على رصيف الحضارة لتدوسهم عجلات عربات الفاتحين الجدد” بحسب تعبير أحد المؤرخين.
4- تاريخ اليهود حالة عجيبة من المكر والحقد والجحود والتآمر على المحيط الذي عاشوا فيه كطفيليات وبذلك جرّوا على أنفسهم الويلات والكوارث والآلام على الدوام، ولذلك لم يتيسر له استقرار أو قرار في أرض بعينها ليكون لهم نمط حضاري خاص ذا طابع زراعي أو تجاري أو صناعي أو معماري…. الخ.
5-يستثني من ذلك فترة ذهبية في أواخر عهد داود وفي عهد سليمان عليهما السلام وذلك في وضع خاص لجيل خاص وبمجموعة خاصة لعلّة خاصة قدرها رب العزة سبحانه وكان المحيط معادياً تماماً ولم يكتب لها الاستمرار.
6- ومع ذلك ملأ اليهود مكتبات الكون بأساطيرهم المكذوبة وأكاذيبهم المسطورة التي خدمها مئات المؤلفين الذين سطروا الآف الكتب التي تزخر بها أجنحة التاريخ في مكتبات الجامعات العالمية ولا أصل لها ولا دليل عليها. ولا أظن أن مجموعة بشرية استطاعت توظيف التاريخ بشكل سالب مثل اليهود. والمؤسف أن الموسوعات الدينة التاريخية اعتمدت في سردها بشكل رئيس على التوراة المزيفة وشروحاتها التي تتناسخ وتتوالد على نحو متناقض مع الحقيقة تماماً.
7- وان من يزعم أنه كان لديه حضارة أو ازدهار أو هياكل عملاقة يتوجب عليه حكماً أن يكون لديه:
أ-آثار باقية مرئية ومشاهدة تدل عليه، وهو ما لم يحصل لهم بعد قرن ونصف من الحفريات تحت الأقصى.
ب-تواتر غير منقطع في الروايات، وهو منفي بالكامل في حالتهم، فالتوراة ذاتها كتبت بعد وفاة موسى عليه السلام بـسبعة قرون، واستمروا في كتابتها لأربعمائة سنة، وحوت من العجائب والمتناقضات ما لم يوجد في سواها، حتى ترجمات التوراة حرفوا فيها وأحدثوا.
ت-وجود وثائق تاريخية مدونة عن الهيكل المزعوم وغيره من الأساطير وهو الأمر الذي يفتقدونه تماماً.
في المقابل تعج بلادنا بالآثار الفرعونية والآرامية والحثية والنبطية والفارسية والآشورية ونحن لا ننكرها وهي تفرض نفسها. وجميعنا يقر ويعترف بالآثار اليهودية التي لا زالت قائمة في خيبر والمدينة المنورة، ولكن القدس بالذات ليس فيها أي وجود لمروياتهم الأسطورية، وبالذات ما يتعلق بالهيكل الذي وضعوه في رأس هرم اهتماماتهم وطموحاتهم ومخططاتهم، وجعلوه في مركزية المسرح، وصنعوا له رمزية استثنائية جمعت قدراتهم وحشدت جموعهم وكثفت مكرهم وبلورت لهم هدفاً يتفانون جميعاً لتحقيقه، باعتباره منزل الرب “يهوه” الذي لأجله تتحطم الدول ويسجد له كل الناس.
الهيكل الثالث
بين الحقيقة
والافتراء
`هذه الدراسة كتبت عقب مشاركة السفير الأمريكي (ديفيد فريدمان) نفقاً استيطانياً جديداً يعرف بـ (طريق الحجاج) في إسرائيل ، وفي حضور مبعوث الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) إلى الشرق الأوسط، (جيسون جرينبلات) ، وذلك بتاريخ 2019-07-04م.
الفصل الأول
التحضيرات لبناء الهيكل المزعوم
مقدمة
الكذبة التاريخية الكبرى والمسماة بهيكل سليمان أو ما يُطلق عليه اختصارا الهيكل
ويعرفُ الكثيرون منكم أصل هذه الفرية المزعومة من قبل الصهاينة حيث أنهم يؤمنون ، أو بمعنىً أصح قد ابتدعوا وهماً أمنوا به بعد ذلك كمن كذب الكذبة وصدقها بأنه قد كان في سالف الزمان هيكلٌ ضخمٌ لسليمان عليه الصلاة والسلام موجودٌ مكان المسجد الأقصى المبارك رغم أنه من الثابت تاريخياً أن سليمان لم يعبد الله في معبدٍ قط ، وإن إيمانهم هذا هو ما يدفعهم لإجراء الحفريات تحت المسجد الأقصى بحثاً عن دليلٍ على هذا الهيكل لم يظهر بعد أكثر من قرنٍ كاملٍ من البحث و التنقيب بشتى الطرق و الوسائل ، تمهيداً لهدم المسجد الأقصى وإقامة هذا الهيكل المزعوم مكانه ، وأضع بين أيديكم هذا البحث الشامل و الكامل و المفصل والمدعم بالمصادر و المراجع حول حقيقة هذا الهيكل وتفنيد الادعاءات الصهيونية حياله …
مقدمة
فرية الهيكل من أهم الأخطار المحدقة بالأقصى
موجز تاريخي
ظهر اليهود على مسرح الكون عقب هجرة أبناء يعقوب عليه السلام إلى مصر الفرعونية، وبعد قرون من المعاناة استطاع نبي الله موسى عليه السلام أن يخرج بهم من مصر وسط مخاطر حقيقية، ورافقهم في رحلة الخروج آخرون من شرائح اجتماعية شتى. ولئن نجح موسى عليه السلام في الخروج بهم من مصر إلاّ أنه لم ينجح في دخول الأرض المقدسة. ولئن استطاع تخليص بني إسرائيل من الطغيان الفرعوني إلا انه فشل في تجنيبهم الانحراف الديني، حيث ارتدوا وكفروا وعبدوا العجل وتاهوا وحاروا لفترة طويلة، إلى أن قيض الله لهم النبي داود عليه السلام الذي استطاع بفضل من الله أن يمكن لهم وان يستخلص لهم نصراً، عززه ابنه سليمان الذي أفاض الله عليه من نعمائه وفضله. ولكن خلفه وأحفاده لم يحافظوا ولم يحفظوا النعم، فسلط الله عليهم الفرس والآشوريين لعقود، فاستأصلوا شأفتهم ومحوا وجودهم وعفا أثرُهم.
ومن يرصد حال الأرض المباركة في الألف الأول قبل الميلاد يلاحظ ما يلي:
1- فلسطين كانت عامرة ومزدهرة وبقاعها مأهولة بتشكيلات سكانية متنوعة، انحدر أغلبها من أصول عربية قديمة وبعضها وافد من الجزر كالفلسطينيين.
2- القدس مدينة عربية يبوسية قائمة بقلاعها وحصونها وأسوارها ومعابدها منذ خمسة آلاف سنة.
3-كل الحضارات القديمة حرصت على فتح القدس واشرأبت أعناقها إليها لأنها منصة الكون وسُرة الأرض فمن سيطر عليها خضع له الجميع. أما اليهود فلم تكن لهم حضارة ولا إمبراطورية ولم يدخلوا نادي التاريخ قط. إنما “عاشوا على رصيف الحضارة لتدوسهم عجلات عربات الفاتحين الجدد” بحسب تعبير أحد المؤرخين.
4- تاريخ اليهود حالة عجيبة من المكر والحقد والجحود والتآمر على المحيط الذي عاشوا فيه كطفيليات وبذلك جرّوا على أنفسهم الويلات والكوارث والآلام على الدوام، ولذلك لم يتيسر له استقرار أو قرار في أرض بعينها ليكون لهم نمط حضاري خاص ذا طابع زراعي أو تجاري أو صناعي أو معماري…. الخ.
5-يستثني من ذلك فترة ذهبية في أواخر عهد داود وفي عهد سليمان عليهما السلام وذلك في وضع خاص لجيل خاص وبمجموعة خاصة لعلّة خاصة قدرها رب العزة سبحانه وكان المحيط معادياً تماماً ولم يكتب لها الاستمرار.
6- ومع ذلك ملأ اليهود مكتبات الكون بأساطيرهم المكذوبة وأكاذيبهم المسطورة التي خدمها مئات المؤلفين الذين سطروا الآف الكتب التي تزخر بها أجنحة التاريخ في مكتبات الجامعات العالمية ولا أصل لها ولا دليل عليها. ولا أظن أن مجموعة بشرية استطاعت توظيف التاريخ بشكل سالب مثل اليهود. والمؤسف أن الموسوعات الدينة التاريخية اعتمدت في سردها بشكل رئيس على التوراة المزيفة وشروحاتها التي تتناسخ وتتوالد على نحو متناقض مع الحقيقة تماماً.
7- وان من يزعم أنه كان لديه حضارة أو ازدهار أو هياكل عملاقة يتوجب عليه حكماً أن يكون لديه:
أ-آثار باقية مرئية ومشاهدة تدل عليه، وهو ما لم يحصل لهم بعد قرن ونصف من الحفريات تحت الأقصى.
ب-تواتر غير منقطع في الروايات، وهو منفي بالكامل في حالتهم، فالتوراة ذاتها كتبت بعد وفاة موسى عليه السلام بـسبعة قرون، واستمروا في كتابتها لأربعمائة سنة، وحوت من العجائب والمتناقضات ما لم يوجد في سواها، حتى ترجمات التوراة حرفوا فيها وأحدثوا.
ت-وجود وثائق تاريخية مدونة عن الهيكل المزعوم وغيره من الأساطير وهو الأمر الذي يفتقدونه تماماً.
في المقابل تعج بلادنا بالآثار الفرعونية والآرامية والحثية والنبطية والفارسية والآشورية ونحن لا ننكرها وهي تفرض نفسها. وجميعنا يقر ويعترف بالآثار اليهودية التي لا زالت قائمة في خيبر والمدينة المنورة، ولكن القدس بالذات ليس فيها أي وجود لمروياتهم الأسطورية، وبالذات ما يتعلق بالهيكل الذي وضعوه في رأس هرم اهتماماتهم وطموحاتهم ومخططاتهم، وجعلوه في مركزية المسرح، وصنعوا له رمزية استثنائية جمعت قدراتهم وحشدت جموعهم وكثفت مكرهم وبلورت لهم هدفاً يتفانون جميعاً لتحقيقه، باعتباره منزل الرب “يهوه” الذي لأجله تتحطم الدول ويسجد له كل الناس.
تعليق