مُنـَظـِّرُ الثورة الفرنسية
الحلقة الأولى:
بعد أن تحررت فرنسا من الظلم الذي خيم عليها عبر الحكومات التي كانت تضرب الشعب بالكرباج والحديد ، قامت الإحتفالات والأفراح بنجاح الثورة ، وعندما وضع قادة فرنسا بيانا لثورتهم، تفاجأ خطيب الثورة الفرنسية (لافاييه) ، بل صُدم عند قراءته البيان الأول للثورة وقرأ:
"يولد الرجل حرا ولا يجوز استعباده".
فرفع لافييه رأسه وقال:
"أيها الملك العربي العظيم عمر بن الخطاب، أنت الذي حققت العدالة كما هي"...
كيف صار أمير المؤمنين عمر بن الخطاب منظرا للثورة الفرنسية؟
صار منظرا يوم أمر عمر بن الخطاب الشاب القبطي المسيحي بضرب ابن عمرو بن العاص حاكم مصر في حضرة كبار الصحابة وأمام أبيه عمرو بن العاص ، وقال قولته المشهورة:
"اضرب ابن الأكرمين، متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا!!" ..
أليس هذا بيانا للتعايش الحقيقي وإعلانا لحقوق الإنسان واحترام آدميته وإقرار مبدأ العدل والمساواة؟
صار عمر الفاروق منظرا للثورة للفرنسية باقتباسها مقولته الشهيرة، لاكن قادة الثورة أخطأوا في النقل عندما حصروا الحرية في الرجل بينما الفاروق عمم الحرية على الناس ذكرانا كانوا أو إناثا، لأن من علم عمر ودرسه هو قرة عينه عليه الصلاة والسلام المبعوث رحمة للعالمين بدين الحق والحرية والعدل والمساواة!!
وعمر الفاروق صار أيضا منظرا لكل حاكم يحكم بالعدل، ولكل ثورة أو حركة أو هيئة تحاول تحقيق العدل والمساواة بين الناس، وذالك كما قال شاعر النيل في ملحمته الكبرى عن عمر:
يوم اشتهت زوجه الحلوى فقال لها من أين لي ثمن الحلوى فأشريها؟
لا تمتطي شهوات النفس جامحة فكسرة الخبز عن حلواك تجزيهـا
وهل يفي بيت مال المسلمين بما توحي اليك اذا طاوعت موحيهـا؟!
قالت: لك الله ، اني لست ارزؤه مالاً لحاجـة نفـس كنـت أبغيهـا
لكن أٌجنب شيئا من وظيفتنا فـي كـل يـوم علـى حـال أسويهـا
حتى اذا مـا ملكنـا مـا يكافئهـا شريتهـا ‘ ثـم إنـي لا أثنيهـا
قال اذهبي واعلمي إن كنتِ جاهلة أن القناعة تغني نفـس كاسيهـا
وأقبلت بعد خمسٍ وهي حاملة دريهمات .. لتقضـي مـن تشهيهـا
فقال: نبهت مني غافلاً .. فدعي هاذي الدراهم ، اذ لا حق لي فيهـا
ويلي على عمر يرضى بموفيةٍ على الكفاف ، وينهـى مستزيديهـا
ما زاد عن قوتنا فالمسلمين به أولى .. فقومي لبيت المـال رديهـا
لا تمتطي شهوات النفس جامحة فكسرة الخبز عن حلواك تجزيهـا
وهل يفي بيت مال المسلمين بما توحي اليك اذا طاوعت موحيهـا؟!
قالت: لك الله ، اني لست ارزؤه مالاً لحاجـة نفـس كنـت أبغيهـا
لكن أٌجنب شيئا من وظيفتنا فـي كـل يـوم علـى حـال أسويهـا
حتى اذا مـا ملكنـا مـا يكافئهـا شريتهـا ‘ ثـم إنـي لا أثنيهـا
قال اذهبي واعلمي إن كنتِ جاهلة أن القناعة تغني نفـس كاسيهـا
وأقبلت بعد خمسٍ وهي حاملة دريهمات .. لتقضـي مـن تشهيهـا
فقال: نبهت مني غافلاً .. فدعي هاذي الدراهم ، اذ لا حق لي فيهـا
ويلي على عمر يرضى بموفيةٍ على الكفاف ، وينهـى مستزيديهـا
ما زاد عن قوتنا فالمسلمين به أولى .. فقومي لبيت المـال رديهـا
يقول الباحث المسيحي المصري الدكتور نبيل لوقا بباوى في كتابه : (انتشار الإسلام بحد السيف بين الحقيقة والافتراء) يرد فيه على الذين يتهمون الإسلام بأنه انتشر بحد السيف وأجبر الناس على الدخول فيه واعتناقه بالقوة، فيقول:
(إن أعداد المسيحيين الذين قتلوا بالتعذيب في عهد الإمبراطور دقلديانوس يقدر بأكثر من مليون مسيحي إضافة إلى المغالاة في الضرائب التي كانت تفرض على كل شيء حتى على دفن الموتى ، لذلك قررت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر اعتبار ذلك العهد عصر الشهداء ، وأرخوا به التقويم القبطي تذكيرا بالتطرف المسيحي).
ويقول جوستاف لوبون في كتابه (حضارة العرب):
(ولقد أُكرِهت مصر على انتحال النصرانية . ولكنها هبطت بذلك إلى حضيض الانحطاط الذي لم ينتشلها منه سوى الفتح العربي ، وكان البؤس والشقاء مما كانت تعانيه مصر التي كانت مسرحاً للاختلافات الدينية الكثيرة في ذلك الزمن . وكان أهل مصر يقتتلون ويتلاعنون بفعل تلك الاختلافات ، وكانت مصر التي أكلتها الانقسامات الدينية ، وأنهكها استبداد الحكام تحقد أشد الحقد على سادتها الروم . وتنتظر ساعة تحريرها من براثن قياصرة القسطنطينية الظالمين).
والسؤال:
ما الذي دفع هاذا القبطي للسفر من مصر إلى المدينة كي يقول لعمر إن ابن عمرو بن العاص ضربه وقد كان يعيشون في اضطهاد وكرب وبلاء وتكميم أفواه من قِبل الرومان؟
تعليق