الفصل الرابع
الوهية المسيح والتجسد
المبحث الاول
الوهية المسيح ومصادرها عند المسيحيين
أرني أين قال المسيح:”أنا هو الله فاعبدوني“؟
خادم الرب الأخ يوسف رياض
يُعتبَر الإيمان بلاهوت المسيح حجر الزاوية في الإيمان المسيحي، والسجود له - بحسب كلمة الله - هو الطريق الوحيدة للحياة الأبدية. وحيث أن ملايين المسيحيين في العالم اليوم يؤمنون أن المسيح هو الله، وبالتالي فإنهم يتعبدون له، فإننا معرضون لهذا السؤال: ”أرني أين قال المسيح: أنا هو الله فاعبدوني؟“.
، فإن المسيح لم يقل بحصر اللفظ: ”أنا هو الله فاعبدوني“. ولا كان من المنتظر أن يقول ذلك، ولو أنه قال هذا المعنى - كما ذكرنا – مرة ومرات، لا بطريقة واحدة بل بطرق عديدة.
هذا ما قاله المسيح
لاحظ ان اغلب الاقوال عن الوهية المسيح خاصة الصريح منها –كما يزعم – يرجع الى انجيل يوحنا وهذا الانجيل والشكوك حوله قصة نذكرها باذن الله عند الحديث عن مشكلات الكتاب المقدس , وكذلك لاحظ ان الادلة كلها نقل من الكتاب فهى موجهة اساسا للمؤمنين به وليس للعقلاء من الناس الذين قد يكون لديهم تطلع للايمان بتلك العقيدة
قال المسيح: إنه الأزلي، والواجب الوجود:
فلقد قال المسيح لليهود:
«الحق الحق أقول لكم قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن». (يوحنا8: 58و59).
والرد على ذلك هو نفس النص فى الترجمة الكاثوليكية يقول:
58فقالَ لَهم يسوع: (( الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: قَبلَ أَن يَكونَ إِبراهيم، أَنا هو
والنص اليونانى هو
Joh 8:58 ειπεν3004 V-2AAI-3S αυτοις846 P-DPM ο3588 T-NSM ιησους2424 N-NSM αμην281 HEB αμην281 HEB λεγω3004 V-PAI-1S υμιν4771 P-2DP πριν4250 ADV αβρααμ11 N-PRI γενεσθαι1096 V-2ADN εγω1473 P-1NS ειμι1510 V-PA
والكلمات باللون الاخضر تعنى (انا اكون ) وهى فى زمن المضارع وليس الماضى , فلو كان المقصود مايحكيه خادم الرب لوجب ان يكون النص ( انا كنت) , والان يقول خادم الرب اول كلامه ان المسيح لم يعلن صراحة انه الله لان اليهود لن يفهموا وسوف يقتلونه , وفى الاية 59 نجد ان اليهود فهموا-كما يقول خادم الرب- معنى الكلام وحاولوا رجمه, فلماذ لم يقل لهم صراحة ؟ وبعد ذلك ماذا فعل الاله حينما حاولت تلك الحثالة من اليهود رجمه؟ اختفى , لانعتقد ان الالهة تتصرف هكذا فالهروب يقوم به الجبناء وليس الاله القادر.
قال المسيح إن له ذات الكرامة الإلهية
«لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الآب» (يوحنا5: 23)
والتدليس هنا واضح فان بقية الاية باللون الاخضر
(SVD) لِكَيْ يُكْرِمَ الْجَمِيعُ الاِبْنَ كَمَا يُكْرِمُونَ الآبَ. مَنْ لاَ يُكْرِمُ الاِبْنَ لاَ يُكْرِمُ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَهُ.
فالابن مجرد رسول
قال المسيح إنه ابن الله الوحيد:
«لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية. لأن لم يرسل الله ابنه إلى العالم ليدين العالم، بل ليخلص به العالم. الذي يؤمن به لا يدان، والذي لا يؤمن قد دين لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد» (يوحنا3: 16).
انظر النصوص اليونانية الاتية ولاحظ
النص الاول ( رسالة بولس للعبرانيين 11/17)
Heb 11:17 πιστει4102 N-DSF προσενηνοχεν4374 V-2RAI-3S-ATT αβρααμ11 N-PRI τον3588 T-ASM ισαακ2464 N-PRI πειραζομενος3985 V-PPP-NSM και2532 CONJ τον3588 T-ASM μονογενη3439 A-ASM προσεφερεν4374 V-IAI-3S ο3588 T-NSM τας3588 T-APF επαγγελιας1860 N-APF αναδεξαμενος324 V-ADP-NSM
Heb 11:17 بِالإِيمَانِ قَدَّمَ إِبْرَاهِيمُ إِسْحَاقَ وَهُوَ مُجَرَّبٌ - قَدَّمَ الَّذِي قَبِلَ الْمَوَاعِيدَ، وَحِيدَهُ
النص الثانى والذى نعلق عليه الان وهو يوحنا 3/16
Joh 3:16 ουτως3779 ADV γαρ1063 CONJ ηγαπησεν25 V-AAI-3S ο3588 T-NSM θεος2316 N-NSM τον3588 T-ASM κοσμον2889 N-ASM ωστε5620 CONJ τον3588 T-ASM υιον5207 N-ASM αυτου846 P-GSM τον3588 T-ASM μονογενη3439 A-ASM εδωκεν1325 V-AAI-3S ινα2443 CONJ πας3956 A-NSM ο3588 T-NSM πιστευων4100 V-PAP-NSM εις1519 PREP αυτον846 P-ASM μη3361 PRT-N αποληται622 V-2AMS-3S αλλ235 CONJ εχη2192 V-PAS-3S ζωην2222 N-ASF αιωνιον1
Joh 3:16 لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.
والكلمة التى ترجموها ابنه الوحيد باللون الاخضر هى نفس الكلمة التى وردت باللون الاحمر عن اسحاق , انه ابنه الوحيد ومعلوم ان اسحاق ولد بعد اسماعيل فكيف يكون ابنه الوحيد ؟ ان هذا النص ليس مجرد خطأ فى الترجمة وانما هو افتراء على الكتاب المقدس فضلا على انه افتراء على الله, فهناك مئات الايات فى الكتاب عن ابناء الله وهى كلها القاب مجازية كما سبق واوضحنا.كما ان النص العبرى الذى ترجموه خطأ (وحيدك) هو الاتى
(HOT) ויאמר קח־נא את־בנך את־יחידך אשׁר־אהבת את־יצחק ולך־לך אל־ארץ המריה והעלהו שׁם לעלה על אחד ההרים אשׁר אמר אליך׃
والكلمة باللون الاحمر لاتعنى وحيدك وانما تعنى حبيبك وهى فى الترجمة السبعينية كالاتى
(LXX) καὶ εἶπεν Λαβὲ τὸν υἱόν σου τὸν ἀγαπητόν, ὃν ἠγάπησας, τὸν Ισαακ, καὶ πορεύθητι εἰς τὴν γῆν τὴν ὑψηλὴν καὶ ἀνένεγκον αὐτὸν ἐκεῖ εἰς ὁλοκάρπωσιν ἐφ᾿ ἓν τῶν ὀρέων, ὧν ἄν σοι εἴπω
والكلمة باللون الاخضر وتعنى ( حبيبك) كما انه فى معجم (strong) معنى الكلمة كالاتى
H3173
יחיד
yâchîyd
yaw-kheed'
From H3161; properly united, that is, sole; by implication beloved; also lonely; (feminine) the life (as not to be replace): - darling, desolate, only (child, son), solitary.
فالكلمة تعنى حبيبك او عزيزك , وانما ترجمت وحيدك عن قصد وسوء نية لتقترن قصة الذبيح بالفداء المسيحى حتى ولو على حساب الافتراء على الكتاب نفسه.
قال المسيح: ”أنا والآب واحد“:
«قلت لكم ولستم تؤمنون, لأنكم لستم من خرافي, خرافي تسمع صوتي وأنا أعرفها فتتبعني، وأنا أعطيها حياة أبدية، ولن تهلك إلى الأبد, أبي الذي أعطاني إياها هو أعظم من الكل، ولا يقدر أحد أن يخطف من يد أبي. أنا والآب واحد» (يوحنا10: 25-30).
لاحظ الكلمة باللون الاخضر وسبق وذكرنا قول المسيح ابى اعظم منى
قال المسيح إن من رآه رأى الآب
«أنا معكم زمانًا هذه مدته ولم تعرفني يا فيلبس. الذي رآني فقد رأى الآب، فكيف تقول أنت أرنا الآب. أ لست تؤمن أني أنا في الآب والآب في؟» (يوحنا14: 8-10).
وقال ايضا الله لم يره احد وسبق شرح ذلك
قال يسوع إنه مصدر الحياة الأبدية ومعطيها
«الحق الحق أقول لكم تأتي ساعة وهي الآن حين يسمع الأموات صوت ابن الله والسامعون يحيون» (يوحنا5: 25). انظر أيضا يوحنا10: 27، 28؛ 17: 2
والرد على ذلك بعد خمس ايات من تلك الاية حيث يقول
Joh 5:30 أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.
وكذلك فى الاية التى قبلها
Joh 5:24 «اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ
فان المسيح لايعطى حياة ابدية وانما الايمان هو الذى يعطى الحياة الابدية كما فلى الايات
قال المسيح إنه مقيم الموتي ومحيي الرميم:
«الحق الحق أقول لكم تأتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته (صوت المسيح)، فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة، والذين عملوا السيئات إلى قيامة الدينونة» (يوحنا5: 28و29).
احياء الموتى فى الكتاب ليس دليل على الوهية صاحبه فالتلاميذ احيوا الموتى وليسوا الهة, وكذلك موسى عليه السلام حول العصا الخشبية ثعبان حى وهذا اعظم من احياء الموتى لانه يشمل التصوير والحياة معا , ولم يعتبر الها
قال المسيح إنه أتى من السماء إلى الأرض.
«لأني قد نزلت من السماء ليس لأعمل مشيئتي، بل مشيئة الذي أرسلني» (يوحنا6: 38)
ايليا واخنوخ صعدوا الى السماء
قال المسيح إن روحه الإنسانية ملكه وتحت سلطانه:
«ليس أحد يأخذها (نفسي) مني، بل أضعها أنا من ذاتي. لي سلطان أن أضعها ولي سلطان أيضًا أن آخذها» (يوحنا10: 17).
التدليس هنا واضح , فلو افترضنا صحة هذا الفهم العجيب-وهو ليس صحيح- فان بقية الاية تقول
Joh 10:18 لَيْسَ أَحَدٌ يَأْخُذُهَا مِنِّي بَلْ أَضَعُهَا أَنَا مِنْ ذَاتِي. لِي سُلْطَانٌ أَنْ أَضَعَهَا وَلِي سُلْطَانٌ أَنْ آخُذَهَا أَيْضاً. هَذِهِ الْوَصِيَّةُ قَبِلْتُهَا مِنْ أَبِي».
والجزء باللون الاخضر حذفه المؤلف لانه عكس مايدعى, فلو فرضنا ان للمسيح سلطان على نفسه-وهذا غير صحيح- فان هذا السلطان اعطاه الله له اى ليس مطلق كما يدعى المؤلف
قال المسيح إنه ”النور“
«أنا هو نور العالم. من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة» (يوحنا 8: 11)
قال المسيح إنه الراعي الصالح:
«أنا هو الراعي الصالح، والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف» (يوحنا10: 14).
قال المسيح إنه هو القيامة والحياة
فلقد قال لمرثا: «أنا هو القيامة والحياة، من آمن بي ولو مات فسيحيا، وكل من كان حيًا وآمن بي فلن يموت إلى الأبد» (يوحنا11: 24-26).
قال المسيح إنه يستجيب الدعاء
«ومهما سألتم باسمي فذلك أفعله ليتمجد الآب بالابن. إن سألتم شيئا باسمي فإني أفعله» (يوحنا14: 13، 14)
لماذا اذا كان يدعو وهو على الصليب –فى زعمهم- اذا كان هو الذى يجيب الدعاء؟
قال المسيح إن تلاميذه بدونه لا يقدرون أن يفعلوا شيئًا.
«لأنكم بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئًا» (يوحنا15: 5).
قال المسيح إنه هو معطي الروح القدس
«خير لكم أن أنطلق، لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي، ولكن إن ذهبت أرسله إليكم» (يوحنا16: 7).
قال المسيح إن كل ما للآب هو له
«كل ما للآب هو لي» (يوحنا16: 15)،
«كل ما هو لي فهو لك، وما هو لك فهو لي» (يوحنا 17: 10).
قال المسيح إنه صاحب المجد الأزلي
«والآن مجدني أنت أيها الآب عند ذاتك، بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم» (يوحنا17: 4و5).
قال المسيح: إنه هو الرب الديان
«كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم: ”يا رب يا رب: أ ليس باسمك تنبأنا؟ وباسمك أخرجنا شياطين؟ وباسمك صنعنا قوات كثيرة؟“ حينئذ أصرح لهم إني ما أعرفكم» (متى7: 22).
(GNT-BYZ+) πολλοι4183 A-NPM ερουσιν2046 V-FAI-3P μοι1473 P-1DS εν1722 PREP εκεινη1565 D-DSF τη3588 T-DSF ημερα2250 N-DSF κυριε2962 N-VSM κυριε2962 N-VSM
الكلمة اليونانية بمعنى سيد وليس رب وسبق شرح الفرق بين الكلمتين
قال المسيح: إنه المُعين، ومريح كل المتعبين
ففي متى 11: 28 يقول المسيح: «تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم»
وكيف يعنى هذا انه الله؟
قال المسيح إنه رب السبت:
«إن ابن الإنسان هو رب السبت أيضًا» (متى12: 8).
لاحظ العلامة باللون الاخضر, وكلمة رب لها معانى كثيرة ترد فيما بعد
قال المسيح إنه موجود في كل مكان.
«لأنه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم» (متى 18: 20).
معروف لدى العقلاء من الناس ان الله ليس فى مكان فهذا المعنى مجازى ويشرحه الاية قبله حيث تقول
Mat 18:19 وَأَقُولُ لَكُمْ أَيْضاً: إِنِ اتَّفَقَ اثْنَانِ مِنْكُمْ عَلَى الأَرْضِ فِي أَيِّ شَيْءٍ يَطْلُبَانِهِ فَإِنَّهُ يَكُونُ لَهُمَا مِنْ قِبَلِ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ
قال المسيح إنه رب داود.
«ماذا تظنون في المسيح؟ ابن من هو؟ فقالوا ابن داود. فقال لهم يسوع: فكيف يدعوه داود بالروح ربًا قائلا: قال الرب لربي حتى أضع أعداءك موطئا لقدميك؟ فإن كان هو ابنه فكيف يكون ربه؟» (متى22: 42-45).
سبق الرد على هذه الاية
قال المسيح إنه هو الذي يرسل الأنبياء.
«لِذَلِكَ هَا أَنَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ أَنْبِيَاءَ وَحُكَمَاءَ وَكَتَبَةً فَمِنْهُمْ تَقْتُلُونَ وَتَصْلِبُونَ وَمِنْهُمْ تَجْلِدُونَ فِي مَجَامِعِكُمْ وَتَطْرُدُونَ مِنْ مَدِينَةٍ إِلَى مَدِينَةٍ» (متى 23: 34)
يقول كلارك بارنز
Mat 23:34 -
I send unto you prophets ... - Jesus doubtless refers here to the apostles, and other teachers of religion. Prophets, wise men, and scribes were the names by which the teachers of religion were known among the Jews, and he therefore used the same terms when speaking of the messengers which he would send. “I send” has the force of the future, I “will” send.
Some of them ye shall kill - As in the case of Stephen Act_7:59 and James Act_12:1-2.
Crucify - Punish with death on the cross. There are no cases of this mentioned; but few historical records of this age have come down to us. The Jews had not the power of crucifying, but they had power to deliver those whom they condemned to death into the hands of the Romans to do it.
Shall scourge - See the notes at Mat_10:17. This was done, Act_22:19-24; 2Co_11:24-25.
Persecute ... - See the notes at Mat_5:10. This was fulfilled in the case of nearly all the apostles.
وترجمة ذلك( ان المسيح يقصد الحديث عن المستقبل وعن تلاميذه الذين سيرسلهم ...وقد تحقق ماقال , فقد قتلوا ستيفان وجيمس ..... راجع الايات باللون الاخضر) ولا يقصد بالطبع الرسل والانبياء الذين كانوا قبله لان زمن الحديث مضارع , والترجمة اللاتينية هى
(Vulgate) ideo ecce ego mitto ad vos
قال المسيح أن كلامه لا يزول
«السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول» (متى 24: 35).
وهل زال كلام الانبياء قبله؟
قال إنه صاحب كل سلطان في السماء وعلى الأرض:
«دفع إلي كل سلطان في السماء وعلى الأرض» (مت28: 18).
هل يعنى ذلك انه لم يكن له سلطان قبل هذا؟ وهل يعنى ذلك ان صاحب السلطان لم يعد ذى سلطان؟
المسيح قال إنه واحد مع الآب والروح القدس:
«اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس» (متى 28: 20).
سبق الرد على ذلك
قال المسيح إنه الموجود دائما أبدًا
«وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر» (متى 28: 20)
اذا كان كما يقول معهم ابد الدهر يعنى انه ازلى فهل يعنى كذلك انهم ازليون ايضا؟ لقد ماتوا فكيف يكون معهم الى انقضاء الدهر ؟ لاشك ان ذلك امر مجازى
قال المسيح: إنه الرب:
«اذهب إلى بيتك وإلى أهلك واخبرهم كم صنع الرب بك ورحمك» (مرقس 5: 19).
سبق الرد على ذلك ( الرب يعنى السيد وليس الاله) وسيأتى ايضا معنى الرب فى التوراة
قال المسيح: إنه ”ابن الله“:
«قال يسوع: أنا هو (المسيح ابن المبارك)» (مرقس14: 62).
لم ترد كلمة المبارك هذه فى الكتاب كله الا مرة واحدة ولا نعرف المقصود بها , وهنا خلاف بين رواية مرقس ومتى لرد المسيح ففى رواية متى
Mat 26:63 وَأَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ سَاكِتاً. فَسَأَلَهُ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ: «أَسْتَحْلِفُكَ بِاللَّهِ الْحَيِّ أَنْ تَقُولَ لَنَا: هَلْ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ؟»
Mat 26:64 قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنْتَ قُلْتَ! وَأَيْضاً أَقُولُ لَكُمْ: مِنَ الآنَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِساً عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ وَآتِياً عَلَى سَحَابِ السَّمَاءِ».
وفى رواية مرقس
فَسَأَلَهُ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ أَيْضاً: «أَأَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ الْمُبَارَكِ؟»
Mar 14:62 فَقَالَ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ. وَسَوْفَ تُبْصِرُونَ
فاى الروايتين صحيح ؟ ماذا قال المسيح حتى نرد على مانقلوه عنه,
قال المسيح إنه المخلص الوحيد.
«لستما تعلمان من أي روح أنتما لأن ابن الإنسان لم يأت ليهلك أنفس الناس بل ليخلص» (لوقا9: 55، 56).
«لأن ابن الإنسان قد جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك» (لوقا19: 10).
«أنا هو الباب. إن دخل بي أحد فيخلص ويدخل ويخرج ويجد مرعي» (يوحنا10: 9)
هل المخلص يعنى الاله؟
قال المسيح إنه هو الأول والآخر. البداية والنهاية. الألف والياء.
«لا تخف أنا هو الأول والآخر» (رؤيا1: 17)؛
مجمع نيقيه الذى اصدر قانون الايمان لم يعترف بهذا السفر ولا يوجد فى المخطوطة الفاتيكانية
«هذا يقوله الأول والآخر. الذي كان ميتًا فعاش» (رؤيا2: 8)؛
«قال لي قد تم. أنا هو الألف والياء، البداية والنهاية. أنا أعطي العطشان من ينبوع ماء الحياة مجانًا» (رؤيا21: 5و6)
«وها أنا آتي سريعا وأجرتي معي لأجازي كل واحد كما يكون عمله. أنا الألف والياء، البداية والنهاية، الأول والآخر» (رؤيا22: 12و13)
قال المسيح إنه هو الحي إلى أبد الآبدين.
«الحي. وكنت ميتًا، وها أنا حي إلى أبد الآبدين» (رؤيا1: 18)
قال المسيح إن له مفاتيح الموت والهاوية
«ولي مفاتيح الهاوية والموت» (رؤيا1: 18).
قال المسيح أنا فاحص القلوب
فهو قال لملاك كنيسة ثياتيرا: «فستعرف جميع الكنائس أني أنا هو الفاحص الكلى والقلوب، وسأعطي كل واحد منكم بحسب أعماله» (رؤيا2: 23).
قال المسيح إنه أصل داود (أي خالقه)
«أنا أصل وذرية داود، كوكب الصبح المنير» (رؤيا22: 16).
ماذا قالت أعمال المسيح؟
«صدقوني, وإلا فصدقوني بسبب الأعمال نفسها» (يوحنا 10: 37و38).
1- تطهير الأبرص:
2- شفاء المرضى:
3- فتح أعين العميان:
4- إسكات عاصفة البحر:
5- المشي فوق الماء:
6- إخراجه للشياطين.
7- تكثير الخبز:
8- إقامة الموتى
سيتم الرد على ذلك فى مطلب نفى الوهية المسيح, والان مع شاهد اخر
هل آمنت الكنيسة الأولي بأنَّ المسيح هو اللَّه؟
القس عبد المسيح بسيط أبو الخير كاهن كنيسة السيدة العذراء الأثرية بمسطرد
يقول القدِّيس بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس بالروح "
إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُعَلِّمُ تَعْلِيماً آخَرَ، وَلاَ يُوافِقُ كَلِمَاتِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الصَّحِيحَةَ، وَالتَّعْلِيمَ الَّذِي هُوَ حَسَبَ التَّقْوَى فَقَدْ تَصَلَّفَ " (1تي6/3-4)، "
لأَنَّهُ سَيَكُونُ وَقْتٌ لاَ يَحْتَمِلُونَ فِيهِ التَّعْلِيمَ الصَّحِيحَ، بَلْ حَسَبَ شَهَوَاتِهِمُ الْخَاصَّةِ يَجْمَعُونَ لَهُمْ مُعَلِّمِينَ مُسْتَحِكَّةً مَسَامِعُهُمْ
وَلَكِنْ إِنْ بَشَّرْنَاكُمْ نَحْنُ أَوْ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ بِغَيْرِ مَا بَشَّرْنَاكُمْ، فَلْيَكُنْ «أَنَاثِيمَا».
يقول بابياس أسقف هيرابوليس بفرجية في آسيا الصغرى
ولكنني لا أتردَّد أيضًا عن أنْ أضع أمامكم مع تفسيري كلّ ما تعلمته بحرصٍ من الشيوخ ( أي آباء الكنيسة ) 000 وكلَّما أتي أحدٌ ممن كان يتبع المشايخ سألته عن أقوالهم، عمَّا قاله إندراوس أو بطرس، عمَّا قاله فيلبُّس أو توما أو يعقوب أو يوحنَّا أو متَّي، أو أي أحدٍ آخر من تلاميذ الربِّ أو عمَّا قاله أريستون أو القسّ يوحنَّا أو تلاميذ الربِّ. لأنني أعتقد أنَّ ما تحصل عليه من الكتب يُفيدني بقدر ما يصلْ إليّ من الصوت الحيّ الدائم "
ويقول أريناؤس أسقف ليون (120 - 202م)؛
" المعرفة الحقيقيَّة قائمة في تعليم الرُسل وقيام الكنيسة في العالم كلّه، وفي امتياز استعلان جسد المسيح بواسطة تتابع الأساقفة الذين أعطوا الكنيسة القائمة في كلِّ مكان أنْ تكون محروسة ومُصانة دون أي تزييف أو ابتداع في الأسفار بسبب طريقة التعليم الكاملة والمتقنة التي لم تُستهدف لأيّ إضافه أو حذف ،
كما يسجِّل ذلك القدِّيس إكليمندس الإسكندري
(وينقل يوسابيوس عن كتابه "وصف المناظر" أنَّه إستلم التقليد بكلِّ دقَّةٍ من الذين تسلَّموه من الرسل " التقاليد التي سمعها من الشيوخ الأقدمين " وقد حافظ هؤلاء الأشخاص علي التقليد الحقيقيّ للتعليم المبارك، المسلَّم مباشرة من الرسل القدِّيسين بطرس ويعقوب ويوحنَّا وبولس، إذ كان الابن يتسلَّمه عن أبيه 000 حتَّي وصل إلينا بإرادة اللَّه لنحافظ علي هذه البذار الرسوليَّة
فقد سجلوا في كتاب الدياديكية أو تعاليم الرسل الأثني عشر
" وبعد أنْ تعلّموا كلّ ما سبق عمَّدوا كما يأتي " باسم الآب والابن والروح القدس بماء جارٍ (1:7
وجاء في رسالة برنابا (من 90 - 100م تقريبا
" لو لم يأتِ بالجسد لما استطاع البشر أنْ ينظروا خلاصهم. إذا كانوا لا يستطيعون أنْ ينظروا إلي الشمس التي هي من أعمال يديه فهل يمكنهم أنْ يحدِّقوا إليه لو كان قد جاءهم بغير الجسد. إذا كان اِبن اللَّه قد أتي بالجسد فلأنَّه أراد أنْ يضع حدًا لخطيئة أولئك الذين اضطهدوا أنبياءه " (10:4،11) .
" للمرَّة الثانية يظهر يسوع لا كاِبن للبشر بل كاِبن للَّه ظهر بشكل جسديّ وبما أنَّه سيُقال أنَّ المسيح هو اِبن داود فإنَّ داود يُسرع ويتنبَّأ قائلاً " قال الربُّ لربِّي إجلس عن يميني حتَّي أجعل أعداءك موطئا لقدميك
ويتكلم القديس إكليمندس الرومانيّ،
" أنَّ صولجان جلال اللَّه، الربّ يسوع المسيح، لم يأتِ متسربلاً بجلال عظمته - كما كان في استطاعته - بل جاء متواضعًا كما تنبَّأ عنه الروح القدس "
" كلُّ الأجيال من آدم إلي يومنا هذا قد عبرت، أمَّا المتكلِّمون في الحبِّ بالنعمة الإلهيَّة فيجلسون في مجالس القدِّيسين ويظهرون عند إعلان ملكوت المسيح " (ف50) .
" أليس لنا إلهٌ واحدٌ، ومسيحٌ واحدٌ، وروحُ نعمةٍ واحدٍ سُكب علينا " (ف46)، " حيّ هو اللَّه، حيّ هو يسوع المسيح ربنا، وحيّ هو الروح القدس " (ف58) .
ويصف المسيح باِبن اللَّه الحبيب والوحيد " ابنه الحبيب يسوع المسيح 000 بيسوع المسيح ابنك الوحيد 000 أنَّك أنت هو اللَّه ويسوع المسيح هو اِبنك "(ف59) .
ويختم رسالته بنفس أسلوب الرسل " نعمة ربنا يسوع المسيح تكون معكم ومع جميع الذين دعاهم لله في كل موضع بالمسيح الذي له ومعه المجد والكرامة والسلطان والعظمة والعرش الأبدي من جبل إلى جيل ، آمين " .
ويشرح القديس أغناطيوس (35 - 107م)،
" تحيَّة لا شائبة فيها في يسوع المسيح إلهنا ". "وقد أكملت عمل الإخوة حتى النهاية بدم اللَّه " (أفسس1:1). " المسيح يسوع الذي من نسل داود والمولود من مريم، الذي وُلد حقًا وأكل حقًا وشرب حقًا، وصُلب حقًا علي عهد بيلاطس البنطي، ومات حقًا أمام السمائيِّين والأرضيِّين " (ترالس 9)، " أشكر يسوع المسيح الإله 000 الذي وُلد حقًا من نسل داود حسب الجسد " (ازمير1) .
ويؤكِّد علي حقيقة كونه إلهًا وإنسانًا في آنٍ واحدٍ " يُوجد طبيبٌ واحدٌ هو في الوقت نفسه جسدٌ وروحٌ (إنسانٌ وإلهٌ)، مولود وغير
مولود، الله صار جسدًا، حياة حقيقيَّة في الموت، من مريم ومن اللَّه، في البدء كان قابلاً للألم وأصبح الآن غير قابلٍ للألم، هو يسوع المسيح ربُّنا " (أفسس8 : 2)،
ويقول القديس بوليكاربوس أسقف أزمير (65- 155م)،
من لا يعترف بأنَّ يسوع قد جاء في الجسد فهو ضد المسيح " (ف 7 : 7). " أن المسيحيين يعبدون المسيح كاللَّه أو اِبن اللَّه ". وأيضًا " عادة يجتمع المسيحيُّون قبيل الفجر في يوم محدَّد لإكرام المسيح إلههم بالترانيم
يوستينوس الشهيد (100 إلى 165م): فيقول " لأنَّه كما آمن إبراهيم بصوت اللَّه وحُسب له ذلك برًا، ونحن بنفس الطريقة آمنا بصوت اللَّه الذي تحدَّث لنا بواسطة رسل المسيح وأُعلن لنا بواسطة الأنبياء حتَّي الموت لأنَّ إيماننا تبرَّأ بكلِّ ما في العالم "
" مكتوب في مذكرات رسله (أي الأناجيل) أنَّه ابن اللَّه، ولأننا ندعوه الابن، فقد أدركنا أنَّه وُلد من الآب قبل كلِّ الخلائق بقوَّته وإرادته 000 وصار إنسانًا من العذراء لكي يدمِّر العصيان الذي نتج بسبب الحيَّة "
" تعلَّمنا أنَّ الخبز والخمر كانا جسد ودم يسوع الذي صار جسدًا "
" " تُبيَّن الأسماء المختلفة للمسيح، بحسب الطبيعتَين أنَّه، هو اللَّه الذي ظهر للآباء، وقد دُعي مرَّة بملاك المشورة العظيم (ملا 3/1)، ودُعي إنسانًا في حزقيال، ومثل اِبن إنسان في دانيال، ووُلد في أشعياء، ودعاه داود مسيح وإله ومعبود 000 هو اللَّه ابن اللَّه الغير مولود وغير المنطوق به، لأنَّ موسي يقول الآتي في مكان ما في الخروج " وَأنَا ظَهَرْتُ لابْرَاهِيمَ وَاسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ بِانِّي الْالَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. وَامَّا بِاسْمِي «يَهْوَهْ» فَلَمْ اعْرَفْ عِنْدَهُمْو وَأَيْضًا اقَمْتُ مَعَهُمْ عَهْدِي" (خر6/3-4). ويقول أيضًا أنَّ إنسانًا صارع مع يعقوب، ويؤكِّد أنَّه اللَّه، رؤيا اللَّه، فقد قال يعقوب " نَظَرْتُ اللهَ وَجْها لِوَجْهٍ وَنُجِّيَتْ نَفْسِي " (تك32/24-30)، ومكتوب أنَّه دعا اسم المكان الذي صارعه فيه وظهر له وباركه فيه وجه اللَّه " فنيئيل " 000 ودعي بالكلمة لأنَّه يحمل الأخبار من الآب للبشر ولكنه غير منقسم أو منفصل عن الآب أبدًا كما يُقال أنَّ نور الشمس الذي علي الأرض غير مُنقسم وغير مُنفصل عن الشمس في السماء 000 إنَّه مولود من الآب بقوَّته وإرادته ولكن دون انفصال"
وقال عن ناسوته " دعي يسوع نفسه اِبن الإنسان أمَّا بسبب ولادته من خلال عذراء أو لأنَّه جاء من نسل داود والبطاركة).
ايريناؤس (120-202م) أسقف ليون :
" تسلَّمت الكنيسة 000 من الرسل ومن تلاميذهم هذا الإيمان [ فهي تؤمن ] بإلهٍ واحدٍ الآب القدير خالق السماء والأرض والبحر وكلّ ما فيها، وبيسوع المسيح الواحد، ابن اللَّه الذي تجسَّد لأجل خلاصنا ".
" صار الله إنسانًا والرب نفسه خلَّصنا معطيًا لنا علامة العذراء
" كلمة اللَّه ربّنا يسوع المسيح الذي صار إنسانًا بين البشر في الأيام الأخيرة ليُوحِّد النهاية في البداية، أي اللَّه بالإنسان "
" لأجل خلاصنا ، يسوع المسيح ربنا "
" كان الكلمة موجودًا في البدء مع اللَّه، وبه خلق كلّ شيء وكان دائمًا موجودًا مع الجنس البشريّ، وحديثًا جدًا، في لحظة معيَّنة من الآب، اتحد مع صنعة يديه وبه صار إنسانًا خاضعًا للألم "
" وباطل أيضًا الأبيونيين الذين لم يقبلوا الإيمان لنفوسهم في اتحاد اللَّه والإنسان 000 ولم يريدوا أنْ يفهموا أنَّ الروح القدس حلَّ علي العذراء وأنَّ قوة العليّ ظلَّلتها ، ولذا فالذي وُلد هو قدوس وابن اللَّه العليّ أبو الكلِّ ، ونتج التجسُّد "
من لا يتغيَّر، أي ذاك الذي يعلو الزمان والمكان ولا يري ولكن صار مرئيًا لأجلنا، لا يُلمس ولا يتألَّم ولكنه صار ملموسًا ومتألمًا وإحتمل كلِّ شيء لأجلنا "، فقال " أنَّ الربّ يسوع المسيح من أجلنا قبل الحدود الجسديَّة والإنسانيَّة، الذي كان غير مرئي صار مرئيًا، غير المتألِّم صار متألمًا لأجلنا، غير المدرك صار مدركًا لأجلنا"
وكان الخلاف بين آريوس ومن شايعه وبقيَّة آباء الكنيسة ليس في لاهوت المسيح وحقيقة كونه اِبن اللَّه وإله الكون وخالقه ومدبِّره وديانه، وإنما في عبارة " المولود من الآب قبل كلّ الدهور" والتي آمن آباء الكنيسة أنَّها ولادة في ذات اللَّه الآب بلا بداية وبلا نهاية، مثل ولادة النور من النور، كقول الكتاب " اَلاِبْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ" (يو1/18). أمَّا آريوس فقد إعتقد أنَّ هذه الولادة قد بدأت في نقطة ما قبل كلّ الدهور ! قبل الزمن والخليقة! بمعني أنَّه كان هناك وقت لم يكنْ فيه الابن! ثمَّ ولد اللَّه الابن بمعني أوجده قبل الزمان والخليقة ليخلق به الكون ويدبِّره!! مناقضًا بذلك قول المسيح نفسه " أَنَا الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ، الأَوَّلُ وَالآخِرُ" (رؤ22/13).
كان بولس السموساطي أسقفا لإنطاكية (في الفترة من 260إلى 268م) وكان له نفوذ سياسي في الإمبراطورية الرومانية ، كما كان نائبا للملكة زنوبيا ملكة تدمر (بالميرا) والتي كانت تتبعها إنطاكية في ذلك الوقت . وقد نادى بأن المسيح مجرد بشر وقد صار إلهاً ، ولكي يوفق بين قوله هذا وبين آيات الكتاب المقدس التي تؤكد على حقيقة لاهوت المسيح قال أنه صار إلها بالتبني . ويلخص العلماء أفكاره كالآتي :
1 - أن الله واحد وحدانية مطلقة في أقنوم واحد ومع ذلك يمكن أن نميز فيه الكلمة (اللوجوس) والحكمة ، كصفتان أو قوتان مثل العقل والفكر في الإنسان ( Schaff Vol. 2 : 581 )، وأن اللوجوس خرج من الله وهو يعمل في الأنبياء وقد حل في المسيح الإنسان منذ ميلاده ولكن بقوة أكبر من الأنبياء ، وهو هنا يميز بين الكلمة ويسوع .
2 - أن الابن لم يكن موجوداً دائما وأنه أقل من ال- ( Logos- λογος) وأن اتحاد الابن مع الكلمة هو اتحاد عن طريق التعليم وليس اتحادا وجودياOntological ، كما أن الابن وجد قبل الأزمنة في علم الله السابق ، وأن الآب وحده هو الله أما الابن فإله بالنعمة ، وبالتبني لأن الله تبناه
لن نتحدث الان عن اريوس وبولس السمساطى وانما نؤجل ذلك عند الحديث حول تاريخ العقيدة الميسيحية, والان يقول القس ان تأليه المسيح وتجسده هو تعليم الاباء ورثوه عن الرسل وعلى رأسهم بولس , والان نناقش ماقاله بولس مع مراعاة مانقله القس عنه الان وهو يقول وَلَكِنْ إِنْ بَشَّرْنَاكُمْ نَحْنُ أَوْ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ بِغَيْرِ مَا بَشَّرْنَاكُمْ، فَلْيَكُنْ
وقبل ان نسهب فى الحديث عن بولس ننقل للقارىء المتعجل بعض ايات من رسائل بولس تدل على وحدانية الله وعبودية المسيح وهى
النص الاول , رسالة كورنثيوس الاولى 8/4-6 , والنص العربىهو
1Co 8:4 فَمِنْ جِهَةِ أَكْلِ مَا ذُبِحَ لِلأَوْثَانِ نَعْلَمُ أَنْ لَيْسَ وَثَنٌ فِي الْعَالَمِ وَأَنْ لَيْسَ إِلَهٌ آخَرُ إِلاَّ وَاحِداً.
1Co 8:5 لأَنَّهُ وَإِنْ وُجِدَ مَا يُسَمَّى آلِهَةً سِوَاءٌ كَانَ فِي السَّمَاءِ أَوْ عَلَى الأَرْضِ كَمَا يُوجَدُ آلِهَةٌ كَثِيرُونَ وَأَرْبَابٌ كَثِيرُونَ.
1Co 8:6 لَكِنْ لَنَا إِلَهٌ وَاحِدٌ: الآبُ الَّذِي مِنْهُ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ وَنَحْنُ لَهُ. وَرَبٌّ وَاحِدٌ: يَسُوعُ الْمَسِيحُ الَّذِي بِهِ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ وَنَحْنُ بِهِ.
والنص اليونانى (الاصلى ) هو
1Co 8:4 περι4012 PREP της3588 T-GSF βρωσεως1035 N-GSF ουν3767 CONJ των3588 T-GPN ειδωλοθυτων1494 A-GPN οιδαμεν1492 V-RAI-1P οτι3754 CONJ ουδεν3762 A-NSN-N ειδωλον1497 N-NSN εν1722 PREP κοσμω2889 N-DSM και2532 CONJ οτι3754 CONJ ουδεις3762 A-NSM-N θεος2316 N-NSM ετερος2087 A-NSM ει1487 COND μη3361 PRT-N εις1520 A-NSM
1Co 8:5 και2532 CONJ γαρ1063 CONJ ειπερ1512 COND εισιν1510 V-PAI-3P λεγομενοι3004 V-PPP-NPM θεοι2316 N-NPM ειτε1535 CONJ εν1722 PREP ουρανω3772 N-DSM ειτε1535 CONJ επι1909 PREP | γης1093 N-GSF | [γης]1093 N-GSF VAR: της3588 T-GSF γης1093 N-GSF :END | ωσπερ5618 ADV εισιν1510 V-PAI-3P θεοι2316 N-NPM πολλοι4183 A-NPM και2532 CONJ κυριοι2962 N-NPM πολλοι4183 A-NPM
1Co 8:6 αλλ235 CONJ ημιν1473 P-1DP εις1520 A-NSM θεος2316 N-NSM ο3588 T-NSM πατηρ3962 N-NSM εξ1537 PREP ου3739 R-GSM τα3588 T-NPN παντα3956 A-NPN και2532 CONJ ημεις1473 P-1NP εις1519 PREP αυτον846 P-ASM και2532 CONJ εις1520 A-NSM κυριος2962 N-NSM ιησους2424 N-NSM χριστος5547 N-NSM δι1223 PREP ου3739 R-GSM τα3588 T-NPN παντα3956 A-NPN και2532 CONJ ημεις1473 P-1NP δι1223 PREP αυτου846 P-GSM
لاحظ كلمة الهة, اله,باللون الاحمر وهى التى كتبت عن الاب, اما عن المسيح فاستعملت الكلمة باللون الاخضر وتعنى سيد
النص الثانى تيموثاوس الاولى
1Ti 2:5 لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ،
1Ti 2:5 εις1520 A-NSM γαρ1063 CONJ θεος2316 N-NSM εις1520 A-NSM και2532 CONJ μεσιτης3316 N-NSM θεου2316 N-GSM και2532 CONJ ανθρωπων444 N-GPM ανθρωπος444 N-NSM χριστος5547 N-NSM ιησους2424 N-NSM
نعتقد ان القارىء حفظ تلك الكلمات اليونانية من كثرة ماكررناها ولم يحتاج ترجمة , والان نتحدث عن بولس
عبارات بولس التي يظن عادة أنها نص منه على تأليه المسيح، لا تخرج عن أحد ثلاثة أمور:
ـ إما هي ترجمة احتمالية مرجوحة للنص اليوناني الأصلي، الذي يمكن أن يترجم بصورة أخرى، تبعا للتغُّير المحتمل للموضع، المشكوك به، للفاصلة أو النقطة في النص الأصلي، مما يجعل العبارة تتغير تغيرا تاما من نص على إلهية المسيح إلى كلام عن إلهية الله تعالى الآب!.
ـ أو هي عبارات مجازية، من الخطأ فهمها على معناها الحرفي الظاهر، و ذلك بدلالة سياق الكلام، و بدلالة القرائن الأخرى، كملاحظة موارد استعمال بولس لنفس هذه الألفاظ في المواضع الأخرى من رسائله، مما يبين أن المراد الحقيقي لبولس من هذه الألفاظ هو معنى مجازي استعاري و ليس المعنى الحرفي.
ـ أو هي عبارة تتضمن وصف المسيح بلفظة مشتركة، مثل لفظة: " الربّ "، التي أحد معانيها هو الله، لكن لها معنى آخر هو: السيد، مع وجود قرائن تؤكد أن بولس يريد منها هذا المعنى الثاني غير التأليهي.
لا توجد في رسائل بولس أي عبارة أو نص صريح قاطع في تأليه للمسيح، بمعنى اعتباره الله تعالى نفسه الذي تجسد و نزل لعالم الدنيا، بل على العكس، نجد في رسائل بولس، نصوص واضحة و محكمة لا تحتمل أي تأويل، تؤكد أن عقيدة الرجل كانت توحيدية محضة، حيث يؤكد على تفرّد الله تعالى (الآب) بالإلـهية و الربوبية و الخالقية و استحقاق العبادة، و أنه وحده الإلـه الخالق الحكيم القدير بذاته، الذي لم يُرَ و لا يُرَى، الذي أبدع المخلوقات لوحده و أوجد جميع الكائنات بمن فيهم المسيح نفسه، الذي يعتبره بولس بكر كل خليقة، أي أول مخلوقات الله عز و جل، و يصرح بولس بأن الله تعالى إله المسيح و سيده.
نعم يعتقد بولس أن الله تعالى، خلق بالمسيح و فيه سائر الكائنات، أي ينظر للمسيح بمنظار اللوجوس في الفلسفة الأفلوطينية الحديثة التي ترى ـ حسب نظرية الفيض ـ أن اللوجوس (العقل الكلي) هو أول ما فاض عن المبدأ الأول (الله ) و به و فيه وجدت سائر الكائنات، فبولس يرى أن المسيح هو ذلك الكائن الروحي الوسيط الذي فاض عن الله و به و فيه خلق الله سائر الكائنات، و اتخذه الله ابنا حبيبا و جعله الواسطة بينه و بين خلقه، ثم صيره في آخر الزمن، في الميعاد المقرر أزلا، إنسانا بشرا، و أرسله لخلاص بني الإنسان، بعمله التكفيري العظيم، الذي تجلى ـ حسب قول بولس ـ بآلامه و سفك دمه و موته على الصليب، تكفيرا لخطايا البشر و فداء لهم بنفسه، فكرمه الله تعالى لأجل ذلك، و مجَّده و رفع قدره فوق كل الكائنات و أجلسه عن يمينه فوق عرشه (يتفق النصارى هنا على تنزيه الله تعالى عن حدود المكان و الزمان و يفهمون هذه العبارات على نحو غير تجسيمي ) و جعله شفيعا للمؤمنين و قاضيا و حاكما بينهم يوم الدين، ثم ليخضع في النهاية لأبيه الروحي و خالقه و إلهه: الله تعالى الذي هو ـ حسب تعبير بولس ـ الكل في الكل.
أقاويل بولـــس الصريحة في نفي إلـــهية المســيح و إفراد الله تعالى وحده بالألوهية
" و هناك رب واحد و إيمان واحد و معمودية واحدة، و إلــهٌ واحدٌ أبٌ لجميع الخلق و فوقهم جميعا يعمل بهم جميعا و هو فيهم جميعا "
Eph 4:5 εις1520 A-NSM κυριος2962 N-NSM μια1520 A-NSF πιστις4102 N-NSF εν1520 A-NSN βαπτισμα908 N-NSN
Eph 4:6 εις1520 A-NSM θεος2316 N-NSM και2532 CONJ πατηρ3962 N-NSM παντων3956 A-GPM ο3588 T-NSM επι1909 PREP παντων3956 A-GPM και2532 CONJ δια1223 PREP παντων3956 A-GPM και2532 CONJ εν1722 PREP πασιν3956 A-DPM
يقول بولس في رسالته إلى أهل فيليبي (4 / 6 ـ 7 ):
" لا تكونوا في هم من أي شيء كان. بل في كل شيء لترفع طلباتكم إلى الله بالصلاة و الدعاء مع الشكر. فإن سلام الله الذي يفوق كل إدراك يحف قلوبكم و أذهانكم في المسيح يسوع "
فطلب الحوائج و الصلاة و الدعاء و الشكر يجب رفعها لله تعالى، لكي ينزل الله سكينته على المؤمنين بواسطة المسيح و لكي يثبت قلوبهم ـ في المصاعب ـ على الإيمان و الثقة بالمسيح و محبته.
و يقول في رسالته إلى أهل أفسس (3 / 14 ـ 20 ) :
" لهذا أجثو على ركبتي للآب، فمنه تستمد كل أسرة اسمها في السماء و الأرض، و أسأله أن يهب لكم، على مقدار سِـعَة مجده، أن تشتدوا بروحه ليقوى فيكم الإنسان الباطن [4] و أن يقيم المسيح في قلوبكم الإيمان، حتى إذا تأصلتم في المحبة و أسسـتم عليه، أمكنكم أن تدركوا مع جميع القديسين ما هو العرض و الطول و العلو و العمق و تعرفوا محبة المسيح التي تفوق كل معرفة فتمتلئوا بكل ما لله من كمال. ذاك الذي يستطيع بقوته العاملة فينا أن يبلغ ما يفوق كثيرا كل ما نسأله و نتصوره، له المجد في الكنيسة و في المسيح يسوع على مدى الأجيال و الدهور آمين
فبولس يؤكد أن الصلاة (الجثو على الركبتين )، إنما هي للآب فقط، لأنه منه وحده يستمد كل شيء اسمه و وجوده كما أنه بيده تعالى قلوب العباد و منه تعالى الثبات و التوفيق و الهداية التي ينزلها على من يشاء بواسطة الملائكة و المسيح، فالمسيح هو مَجرَى الفيض و واسطة المدد فحسب، لذا فالتسبيح و المجد لله تعالى المعطي و المفيض، و يا ليت النصارى يأخذون بهذا و يكفون عن عبادة المسيح، و الجثو للصلبان و التماثيل !
و يقول في رسالته الثانية إلى أهل قورنتس (1/ 3 ـ 4 و 9 ـ 10 ):
" تبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح، أبو الرأفة و إلـه كل عزاء، فهو الذي يعزينا في جميع شدائدنا لنستطيع، بما نتلقى نحن من عزاء من الله أن نعزي الذين هم في أية شدة كانت... لئلا نتكل على أنفسنا بل على الله الذي يقيم الأموات، فهو الذي أنقذنا من أمثال هذا الموت و سـيُـنـقِـذُنا منه: و عليه جَعَـلْـنَا رجاءَنا بأنه سينقذنا منه أيضا. "
2Co 1:2 χαρις5485 N-NSF υμιν4771 P-2DP και2532 CONJ ειρηνη1515 N-NSF απο575 PREP θεου2316 N-GSM πατρος3962 N-GSM ημων1473 P-1GP και2532 CONJ κυριου2962 N-GSM ιησου2424 N-GSM χριστου5547 N-GSM
أما أن المسيح عليه السلام مخلوق لله فقد جاء واضحا في رسالة بولس إلى أهل قولسي (أو كولوسي ) (1 /15 ) حيث قال يصف المسيح:
" هو صورة الله الذي لا يرى و بكر كل خليقة "
Col 1:15 ος3739 R-NSM εστιν1510 V-PAI-3S εικων1504 N-NSF του3588 T-GSM θεου2316 N-GSM του3588 T-GSM αορατου517 A-GSM πρωτοτοκος4416 A-NSM-S πασης3956 A-GSF κτισεως2937 N-
أما عبارة صورة الله الذي لا يرى، فسأتكلم عنها مفصلا عندما سنتعرض بعد قليل لتفنيد الشبهات التي يتمسك بها المؤلهون للمسيح من كلمات بولس، أما مرادنا من العبارة فهو وصف المسيح بأنه " بكر كل خليقة " التي تصرح بأن المسيح هو باكورة خليقة الله أي أول مخلوقات الله المتصدر لعالم الخلق، و بديهي أن المخلوق عبد لخالقه و لا يكون إلـها أبدا.
و أما أن اللهَُ تعالى إلـهُ المسيح فقد جاء صريحا في قول بولس في رسالته إلى أهل أفسس (1 / 16 ـ 17 ):
" لا أكف عن شكر الله في أمركم، ذاكرا إياكم في صلواتي لكي يهب لكم إلــهُ ربِّنا يسوع المسيحِ، أبو المجد، روحَ حكمة يكشف لكم عنه تعالى لتعرفوه حق المعرفة "
Eph 1:17 ινα2443 CONJ ο3588 T-NSM θεος2316 N-NSM του3588 T-GSM κυριου2962 N-GSM ημων1473 P-1GP ιησου2424 N-GSM
فهذا بيان صريح في أن الله تعالى، أبا المجد، هو إلــهُ يسوع، و بالتالي يسوع عبده، و هذا نفي قاطع لإلـهية المسيح لأن الإله لا يكون له إلـه !
و أما أن المسيح يستمد قوته من الله و يخضع في النهاية، ككل المخلوقات، لله تعالى، فقد جاء صريحا في كلام بولس التالي، في رسالته الأولى إلى أهل قورنتس (كورنثوس): (15 / 24ـ 28 ):
" ثم يكون المنتهى حين يسلِّم (المسيحُ ) المُلْـكَ إلى اللهِ الآبِ بعد أن يكون قد أباد كل رئاسة و سلطان و قوة. فلا بد له (أي للمسيح ) أن يملك حتى ((يجعل جميع أعدائه تحت قدميه ))، و آخر عدو يبيده هو الموت، لأنه ((أخضع كل شيء تحت قدميه )). و عندما يقول: ((قد أخضع له كل شيء )) فمن الواضح أنه يستثني الذي أخضَعَ له كلَّ شيء. و متى أَخضَع له كل شيء، فحينئذ، يخضع الابن نفسه لذاك الذي أَخضَعَ له كلَّ شيء، ليكون اللهُ كل شيء في كل شيء. "
1Co 15:28 وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.
تظهر من هذا النص الحقائق التالية:
¨ أن المُلْكَ الحقيقيَ الأصيلَ لِلَّهِ الآبِ وحدَه، و أما السلطان و المُلْكُ الذي أوتيه المسيح، فهو من عطاء الله و موهبته، و هو أمانة لأداء رسالة محددة وفق مشيئة الله، ثم يسلم المسيح فيما بعد الأمانة لصاحبها الحقيقي.
¨ أن المسيح لم يخـضِع شيئا من قوات الشر في العالم بقوته الذاتية، بل الله تعالى هو الذي أخضعها له.
¨ أن المسيح نفسَه، بعد أن ينصره الله على قوى الشر و يجعلها تحت قدميه، سيخضع بنفسه لله ليكون الله تعالى وحده الكل في الكل.
و كل نقطة من هذه النقاط الثلاث تأكيد واضح على عدم إلـهية المسيح و كونه محتاجا لله و خاضعا له سبحانه و تعالى، و على انحصار الإلهية بالله الآب وحده.
و هاك قول آخر لبولس يؤيد أيضا ما قلناه، قال في رسالته الثانية إلى كورنثوس (13 /4 ):
" أجل، قد صُـلِبَ (أي المسيح ) بضعفه، لكنه حيٌ بقوة الله. و نحن أيضا ضعفاء فيه، و لكننا سنكون أحياء معه بقدرة الله فيكم. "
فما أصرح هذه العبارة في تأكيد عبودية المسيح لله و عدم إلـهيته، حيث يقول أنه أي المسيح ضعيف بنفسه لكنه حي بقوة الله تعالى، مثلنا نحن الضعفاء بأنفسنا و لكن الأحياء بقوة الله تعالى.
و أما أن اللهَ تعالى سيدُ المسيح و مولاه الآمرُ له، فجاء واضحا في قول بولس في رسالته الأولى إلى أهل قورنتس أيضا (11 / 3 ):
" و لكني أريد أن تعلموا أن رأس كل رجل هو المسيح و رأس المرأة هو الرجل و رأس المسيح هو الله ".
من الواضح أنه ليس المراد هنا بالرأس، معناه الحقيقي، بل المراد معنىً مجازيٌّ للرأس هو "الرئيس المُطاع و السيد الآمر" [5]. فهذا النص يقول أنه كما أن الرجل هو سيد المرأة و رئيسها القوام عليها و الذي ينبغي عليها إطاعته [6]، فكذلك المسيح عليه السلام سيد الخلق (في عصره) الذي ينبغي على الناس إطاعته و الامتثال لأمره، و الله تعالى سيد المسيح و رئيسه و القوام عليه، الذي يجب على المسيح إطاعته و الامتثال لأمره. أفليس هذا رد صريح للادعاء بأن المسيح هو الله ذاته أو أنه إله مماثل لأبيه؟! والترجمة الفرنسية تؤيد ذلك
(FLS) Je veux cependant que vous sachiez que Christ est le chef de tout homme, que l'homme est le chef de la femme, et que Dieu est le chef de Christ.
تأكيد بولس الدائم، على الغـيـريـّة الكاملة بين الله تعالى و المسـيح عليه السلام و التعبير عنهما دائما ككائنين اثنين و شخصين منفصلين :
من أوضح الأدلة على عدم اعتقاد بولس إلـهية المسيح ما يظهر في كل عبارة من عبارات رسائله من فصل و تمييز واضحين بين الله، و الذي يعبر عنه غالبا بالآب أو أبينا، و المسيح الذي يعبر عنه غالبا بالرب أو ربنا، و اعتبارهما شخصين اثنين و كائنين منفصلين. و توضيح ذلك أن بولس يؤكد أن الله واحد أحد لا إله غيره، كما مر، كما يؤكد ألوهية الآب، و يؤكد أن المسيح غير الآب، فبالنتيجة لا يمكن أن يكون المسيح إلـها ـ في نظر بولس ـ لأنه لو كان إلـها لصار هناك إلـهين اثنين، طالما أن المسيح غير الآب، و هذا ما يؤكده بولس عندما يؤكد أن الله واحد لا إله غيره. و أعتقد أن المسألة واضحة لا تحتاج لتأمل كبير! و الشواهد على هذا الموضوع ـ أعني أن الله غير المسيح و أنهما اثنين ـ من كلام بولس، كثيرة جدا، مر بعضها فيما سبق، و نضيف هنا بعض الشواهد الأخرى لمزيد من التوضيح:
الديباجة الدائمة التي يفتتح بها بولس رسائله فيقول:
" عليكم النعمة و السلام من لدن الله أبينا و الرب يسوع المسيح " [7]
في رسالته الأولى إلى أهل قورنتس (3 / 22 ):
" كل شيء لكم و أنتم للمسيح و المسيح لله "
شبهات المؤلهين للمسيح من عبارات بولـــس و الرد عليها
الشبهة الأولى
قول بولس عن المسيح: " و هو فوق كل شيء إلـهٌ مباركٌ أبد الدهور ". الرسالة إلى أهل رومة: 9/ 3 ـ 5.
الرد على هذه الشبهة:
في البداية ننقل تمام الفقرة التي جاءت ضمنها تلك الجملة. يقول بولس:
" لقد وددت لو كنت أنا نفسي محروما و منفـصلا عن المسيح في سبيل أخوتي بين قومي باللحم و الدم، أولـئك الذين هم بنو إسرائيل و لهم التبني و المجد و العهود و التشريع و العبادة و المواعيد و الآباء، و منهم المسيح من حيث إنه بشر، و هو فوق كل شيء إلـه مبارك أبد الدهور. آميــن ".
و الآن أقول: إن العبارة التي وضعتُ تحتها خط، عبارةٌ مختلف في ترجمتها. أي أن الأصل اليوناني للعبارة يمكن قراءته على نحو آخر، كما أشارت لذلك الترجمة الفرنسية الحديثة المراجعة للعهد الجديد في حاشيتها فقالت ما نصه:
" On peu traduire aussi: De qui est issue le Christ
selon la chair. Que le Dieu qui est au-dessus de toute choses soit beni eternellment. Amen " [9] a
و ترجمته : " نستطيع أن نترجم أيضا (على النحو التالي ): و منهم المسيح حسب الجسد. تبارك الله الذي هو فوق كل شيء أبد الدهور. آميـن."
في هذه القراءة نلاحظ أن الكلام من عند: و منهم المسيح... ينتهي بعبارة: بحسب الجسد." ثم نقطة. ثم تبدأ جملة مستأنفة جديدة هي: " تبارك الله الذي هو فوق كل شيء.. الخ."، و عليه فالكلام، في هذه القراءة، ليس فيه أي تأليه للمسيح.
هذا و لقد أحسَـنَت الترجمة الإنجليزية العصرية المراجَعة للعهد الجديد، حيث لم تذكر هذه القراءة الثانية في الحاشية، بل جعلتها هي الأصل و هي الترجمة الصحيحة المختارة فترجمت العبارة في المتن كالتالي:
“ And Christ , as a human being , belongs to their race. May God , who rules over all , be praised for ever. Amen“ [10
و ترجمته: " و المسيح، ككائن بشري ينتمي لعرقهم. ليتبارك الله الذي يحكم فوق الجميع للأبد. آمين. ".
(GNT-BYZ+) ων3739 R-GPM οι3588 T-NPM πατερες3962 N-NPM και2532 CONJ εξ1537 PREP ων3739 R-GPM ο3588 T-NSM χριστος5547 N-NSM το3588 T-NSN κατα2596 PREP σαρκα4561 N-ASF ο3588 T-NSM ων1510 V-PAP-NSM επι1909 PREP παντων3956 A-GPN θεος2316 N-NSM ευλογητος2128 A-NSM εις1519 PREP τους3588 T-APM αιωνας165 N-APM αμην281 HEB
ويمكن ترجمة النص اليونانى كذلك ( والذى فوق ذلك عليه بركات الله الى الابد)
الشبهة الثانية
قول بولـس: ".... منتظرين الرجاء المبارك و ظهور مجد الله العظيم و مخلصنا يسوع المسيح". رسالته إلى تيطس (2/13) بحسب النسخة البروتستانتية.
الرد على هذه الشبهة:
أولاً: العبارة، حتى في صورتها الحالية، لا تدل على ألوهية المسيح، لأن جملة: " و مخلصنا يسوع المسيح " معطوفة على الله العظيم بواو العطف التي تقتضي المغايرة، و العامل في الجملتين هو المصدر: ظهور، أي أن العبارة معناها كالتالي: منتظرين ظهور مجد الله و ظهور مخلصنا المسيح.
ثم ينبغي أن نلاحظ أن الظهور سيكون لمجد الله لا لذات الله، و لا شك أن ظهور نبي الله و سيادته على العالم هو ظهور لمجد الله في الواقع،
و ثانياً: ذكرت حاشية الترجمة العربية الحديثة الكاثوليكية للعهد الجديد، بإشراف الرهبانية ******ية تعليقا على هذه الفقرة، ما يلي:
" منهم من يترجم: مجد إلـهنا العظيم. و مجد مخلصنا يسوع المسيح ". ثم حاول المحشي أن يثبت رجحان الترجمة الأولى التي في المتن و التي تؤكد حسب زعمه لاهوت المسيح. و كلا الادعائين خطأ. أما كون الترجمة الأولى تؤكد لاهوت المسيح فقد تبين بطلانه، و أما الدليل على عدم رجحان الترجمة الأولى فهو أن كل ما ذكرناه في الفصل السابق من نصوص عن بولـس يؤكد فيها تفرد الآب بالألوهية و أنه إلـه المسيح و خالقه، و أن المسيح عبده الطائع الخاضع لسلطانه، يوجب حمل كل عبارة لبولـس تحتمل معنيين ( أحدهما يجعل المسيح هو الله و الآخر لا يجعله الله ) على المعنى الذي لا يؤله المسيح لكي يبقى كلام بولـس متسقا مع بعضه منسجما غير متناقض. و بتعبير آخر، إن نصوص بولـس الصريحة المحكمة في نفي إلهية المسيح و إفراد الله الآب بالإلـهية، تحكم على النصوص المتشابهة، فتفسر المعنى المراد منها، و هذا ما يعبر عنه في علم التفسير الإسلامي بـرد المتشابه إلى المحكم.
هذا و من المفيد أن نذكر أن الترجمة الإنجليزية العصرية المراجعة للعهد الجديد أوردت في حاشية هذا النص تعليقا يبين هذا الاحتمال الثاني لترجمة العبارة من الأصل اليوناني فقالت:
“ Or: (The Glory of ) the Great God and our Savior Jesus Christ “
أي: " أو (مجد ) الله العظيم و (مجد) مخلصنا يسوع المسيح ".
ولذلك شاهد هو
Mat 16:27 فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ سَوْفَ يَأْتِي فِي مَجْدِ أَبِيهِ مَعَ مَلاَئِكَتِهِ وَحِينَئِذٍ يُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ عَمَلِهِ.
الشبهة الثالثة
قول بولـس: " الله ظهر في الجسد، تبرر في الروح، تراءى للملائكة، كُرِزَ به بين الأمم، أومِنَ به في العالم، رُ فِـع في المجد ". رسالته إلى تيموثاوس (3/ 16 ) كما في الترجمة التقليدية البروتستانتية.
الرد على هذه الشبهة:
سبق شرح ان هذا النص غير موجود وتم حذفه
الشبهة الرابعة
وصف بولس للمسيح بأنه " صورة الله ".
الرد على هذه الشبهة :
قبل تفنيد هذه الشبهة، يجدر بنا أن نذكر الفقرات التي جاء تعبير بولس هذا ضمنها. فالأول جاء في رسالته الثانية إلى أهل كورنثوس (4 / 3 ـ 4) كما يلي :
" فإذا كانت بشارتنا محجوبة، فهي محجوبة عن السائرين في طريق الهلاك. (محجوبة ) عن غير المؤمنين، الذين أعمى أبصارهم إلـه هذه الدنيا لئلا يبصروا نور بشارة مجد المسيح و هو صورة الله ".
و الموضع الثاني جاء في رسالته إلى أهل فيليبي (2 / 5 ـ 8 ) :
" فليكن فيما بينكم الشعور الذي هو أيضا في المسيح يسوع، فمع أنه في صورة الله لم يعد مساواته لله غنيمة بل تجرد من ذاته متخذا صورة العبد و صار مثال البشر و ظهر في هيئة إنسان فوضع نفسه و أطاع حتى الموت موت الصليب
و الآن نقول: إن وصف بولس للمسيح بأنه " صورة الله "، ليس فيه أي تأليه للمسيح، لأن هذه الصفة تكررت بعينها مرات عديدة نجد بولس يعبر عن الرجل ـ كل رجل ـ بأنه " صورة الله " فيقول مثلا في رسالته الأولى إلى أهل قورنتس (11 / 7 ):
" و أما الرجل فما عليه أن يغطي رأسه لأنه صورة الله و مجده "
" أما الآن فألقوا عنكم أنتم أيضا كل ما فيه غضب و سخط و خبث و شتيمة. لا تنطقوا بقبيح الكلام و لا يكذب بعضكم بعضا، فقد خلعتم الإنسان القديم و خلعتم معه أعماله، و لبستم الإنسان الجديد ذاك الذي يجدد على صورة خالقه ليصل إلى المعرفة " رسالة بولس إلى أهل قولسي: 3 / 8 ـ 10.
فإذا كانت صفة " صورة الله" تقتضي الألوهية، فبمقتضى كلام بولس نفسه ينبغي أن يكون جميع القديسين بل جميع الرجال آلهة! و هذا ما لا يتفوه به عاقل و لا يشك في بطلانه أحد.
هذا أولا، و ثانيا: إذا نظرنا إلى تتمة كلام بولس، ظهر لنا بكل وضوح انتفاء قصد إلـهية المسيح و استحالة كون المسيح هو الله في نظر بولس، حيث قال: " فوضع نفسه و أطاع حتى الموت موت الصليب، لذلك رفعه الله إلى العلى و وهب له الاسم الذي يفوق جميع الأسماء..." فيليبي: 2 / 8 ـ 9.
فعبارات أنه مات ثم رفعه الله إلى العلا و وهب له الاسم... تصيح بأعلى صوتها أن المسيح ليس الله بل عبد لله، محتاج له، و ليس بإلـه، لأن الإلـه لا يموت و لا يحتاج لمن يرفعه للعلا، و لا لمن يهبه أي شيء !
الشبهة الخامسة
قول بولس عن المسيح: " فقد حسن لدى الله أن يحل به الكمال كله "، ثم قوله: " فـفـيه (أي في المسيح) يحل جميع كمال الألوهية حلولا جسديا "
الرد على هذه الشبهة:
إذا رجعنا لرسائل بولس، عرفنا أن مقصوده من حلول الكمال الإلـهي في شخص ما، ليس معناه أبدا حلول الذات الإلـهية فيه أو اتحادها به و تحول الشخص لله!!:
" أما أنتم فلستم تحيون بالجسد، بل في الروح لأن روح الله حال فيكم "
و يقول أيضا في رسالته إلى أهل أفسس:
"... و تعرفوا محبة المسيح التي تفوق كل معرفة، فتمتلئوا بكل ما في الله من كمال "
و من الواضح أن بولـس لا يدعو مسيحيي أفسس أن يصبحوا الله و لا بأن ذات الإلـه حالة في المؤمنين من أهل رومية! و إنما يريد بعباراته: " حلول الكمال الإلـهي " أو " حل به كمال الله " أو " روح الله حال فيه " التعبير عن التأييد الإلـهي للمؤمنين و أن روح الله بمعنى المحبة و القداسة و الأناة و الشفقة و العدل و الحكمة و... الكمالات الإلهية صارت إليهم و معهم و بهم، فصاروا مع الله منقطعين عن أنفسهم و ذواتهم و أهوائهم و عن سائر الأغيار، فانين بكليتهم في الله و إرادته.
الشبهة السادسة
تعبير بولس عن المسيح بـ "ابن الله"
الرد على هذه الشبهة:
لعل ما ذكرناه سابقا في الفصل الماضي من بيان مقصود لغة الكتاب المقدس من عبارة ابن الله يكفي لتفنيد هذه الشبهة [15] ، حيث يستخدم بولس نفس لغة و تعبيرات الكتاب المقدس، و لكن لمزيد من الإيضاح نورد هنا أقوال لبولس نفسه يعبر فيها عن المؤمنين البارين القديسين بأنهم أبناء الله، فقد قال مثلا في رسالته إلى أهل رومية (8 / 13 ـ 17):
"... لأنكم إذا حييتم حياة الجسد تموتون أما إذا أمتم بالروح أعمال الجسد فستحيون. إن الذين ينقادون لروح الله يكونون أبناء الله حقا. لم تتلقوا روح عبودية لتعودوا إلى الخوف بل روح تَـبَـنٍّ به ننادي: أبا، يا أبـتِ ! و هذا الروح نفسه يشهد مع أرواحنا بأننا أبناء الله. فإذا كنا أبناء الله فنحن ورثة: ورثة الله و شركاء المسيح في الميراث لأننا إذا شاركناه في آلامه نشاركه في مجده أيضا ".
و قال في رسالته إلى أهل غلاطية (3 / 26):
" لأنكم جميعا أبناء الله بالإيمان بالمسيح يسوع ".
فالتعبير عن الشخص بابن الله إشارة لمرتبة روحية لا لطبيعة تكوينية. ولو كان مقصود بولس من بنوة المسيح لله شيء آخر، أي طبيعة تكوينية، لما أجاز مشاركة المؤمنين الصالحين للمسيح فيها حين قال: و شركاء المسيح في الميراث، إذ من المسلَّم به قطعا أن بولس لا يزعم أن الصالحين يصيرون بصلاحهم آلهة!!، فلا يبقى إلا المشاركة في المرتبة الروحية و الدنو من الله و الاختصاص التام به حتى يكونوا فعلا كمنزلة الابن من أبيه.
الشبهة السابعة
تعبير بولس عن المسيح بـِ " الربّ "
الرد على هذه الشبهة :
كلمة " الرب " هي عبارة بولس المفضلة عندما يشير إلى المسيح عليه السلام، و هو يكررها في رسائله كثيرا، خاصة في افتتاحيات رسائله حين يقول مثلا: "عليكم النعمة و السلام من لدن أبينا و الرب يسوع المسيح، تبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح... " (2 قورنتس: 1/2 ـ3)، أو قوله: " و يشهد كل لسان أن يسوع المسيح هو الرب " (فيليبي: 2/1)... الخ.
و الحقيقة أن وصف المسيح بالربّ أو بربِّنا، لا يقتصر على بولس بل يقول به جميع أصحاب رسائل العهد الجديد الآخرين أيضا، أي القديسون يوحنا و بطرس، و يهوذا و يعقوب يعنون بها معنى المعلم و السيد المطاع أمره، فكلمة الرب كانت وصفا لمنزلة المسيح الرسالية النبوية التعليمية و مقامه ومنصبه الذي أقامه الله فيه، لا وصفا لطبيعته أو تحديدا لجوهر ذاته.
فقد جاء في إنجيل يوحنا أن اليهود كانوا يخاطبون النبي يحيى عليه السلام بعبارة :"رابِّـي " (يوحنا: 3/26) ، و من الواضح أن أحدا لم يقصد ألوهية يحيى عليه السلام .
كما جاء في نفس الإنجيل (يوحنا: 1/38) أيضا ما نصه:
" فقالا (للمسيح): ربِّـي!، الذي تفسيره يا معلم، أين تمكث؟ "
[ ملاحظة: جملة: (الذي تفسيره يا معلم) المعترضة، هي ليوحنا نفسه مؤلف الإنجيل و ليست لأحد من الشراح، فهي من متن الإنجيل نفسه وليست مضافة] .
و جاء في إنجيل يوحنا كذلك (20 / 16) :
" قال لها: يا مريم! فالتفتت إليه و قالت له ربوني الذي تفسيره: يا معلم ".
و جاء أيضا في إنجيل يوحنا (13/ 13 ـ 14)أن المسيح قال لتلامذته:
" أنتم تدعوني " المعـلِّـم و الـرب " و أصبتم فيما تقولون فهكذا أنا. فإذا كنت أنا الرب و المعلم قد غسلت أقدامكم فيجب عليكم أنتم أيضا أن يغسل بعضكم أقدام بعض ".
لكن النسخة التقليدية القديمة (البروتستانتية)للعهد الجديد ترجمت نفس تلك الآيات كالتالي:
" أنتم تدعوني معلماً و ســيـداً و حسنا تقولون لأني أنا كذلك، فإن كنت وأنا الســيـد و المعلم غسلت أرجلكم فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أقدام بعض"
إذاً ما ترجم بالسـيِّـد في الترجمة التقليدية القديمة، ترجم بالـربّ في الترجمة الحديثة، أي اختيرت لفظة الرب بدلا من السيد لترجمة الأصل اليوناني، مما يؤكد أن المقصود بالأصل من كلمة الرب هو معنى السيد و أنهما مترادفان.
و جاء في إنجيل لوقا (20 / 41 ـ 44) أن المسيح عليه السلام قال لليهود:
" كيف يقال للمسيح أنه ابن داود و داود نفسه يقول في كتاب المزامير: "قال الرب لـربـِّي: اجلس عن يميني حتى أجعل أعداءك موطئا لقدميك"؟ فداود نفسه يدعو المسيح ربا، فكيف يكون المسيح ابنه؟ ".
في هذا النص يستند المسيح عليه السلام لآية في مزامير داود (الزبور) يعتبرها بشارة عنه، فإذا رجعنا لمزامير داود في العهد القديم وجدنا أن البشارة هي الآية الأولى من المزمور رقم 110، و لفظها ـ كما في الترجمة الكاثوليكية الحديثة ـ:
" قال الرب لسـيّدي اجلس عن يميني حتىأجعل أعداءك موطئا لقدميك" العهد القديم / ص 1269.
فما عبر عنه المسيح بلفظة ربي هو في الحقيقة بمعنى سيدي و لا حرج فالمقصود واحد.
لذلك نجد أن الترجمات العربية المختلفة للعهد الجديد، خاصة القديمة منها كانت تستخدم لفظة السيد في مكان لفظة الرب، و لفظة المعلم في مكان لفظة رابِّـي. و فيما يلي أمثلة مقارنة تدل على ما نقول، أخذناها من ثلاث ترجمات مختلفة للعهد الجديد هي التالية (من الأقدم إلى الأحدث):
• الترجمة البروتستانتية القديمة التي قامت بها: جمعية التوراة البريطانية و الأجنبية، طبع كامبريدج، بريطانيا. و رمزتُ لها بالترجمة البريطانية البروتستانتية.
• الترجمة المسماة: كتاب الأناجيل المقدسة. طبع المطبعة المرقسية الكاثوليكية بمصر في عهد رئاسة الحبر الجليل الأنبا كيرلِـس الثاني بطريرك المدينة العظمى الإسكندرية و سائر الكرازة المرقسية، سنة 1902 مسيحية. و رمزتُ لها بالترجمة المصرية الكاثوليكية.
ومن ناحية أخرى إذا رجعنا إلى القاموس العبري ـ العربي [16] نرى أن لفظة الرب العبرية تعني: [[ حاخام، معلم، وزير، ضابط، سيد ]].
موضع الشاهد الترجمة البريطانية البروتستانتية الترجمة المصرية الكاثوليكية الترجمة البيروتية ******ية
إنجيل يوحنا: 1/ 49 أجاب نثنائيل و قال له: يا معلم ! أنت ابن الله أنت ملك إسرائيل. أجاب ناثانائيل و قال له: رابي ! أنت هو ابن الله أنت ملك إسرائيل. أجابه نتنائيل: رابي ! أنت ابن الله، أنت ملك إسرائيل.
إنجيل يوحنا: 3/ 1 ـ 2
هذا جاء إلى يسوع ليلا و قال له: يا معلم نعلم أنك قد أتيت من الله معلما لأنه ليس أحد يقدر أن يعمل هذه الآيات التي أنت تعمل إن لم يكن الله معه. فجاء إلى يسوع ليلا و قال له: رابي ، نحن نعلم أنك أتيت من الله معلما لأنه ليس يقدر أحد أن يعمل هذه الآيات التي أنت تعمل ما لم يكن الله معه. فجاء إلى يسوع ليلا و قال له: رابي ، نعلم أنك جئت من لدن الله معلما فما من أحد يستطيع أن يأتي بتلك الآيات التي تأتي بها إن لم يكن الله معه.
إنجيل يوحنا: 4 / 11.
قالت له: يا ســيـد ! لا دلو لك و البئر عميقة فمن أين لك الماء الحي؟ قالت له الامرأة: يا ســيـدي ! إنه لا مستقى لك و البئر عميق فمن أين لك الماء الحي؟ قالت له المرأة: يا رب ! لا دلو عندك و البئر عميقة، فمن أين لك الماء الحي؟
هذا بعض مما قاله بولس , فلماذا لم يذكره الاباء ولو حتى للتعليق عليه؟ وربما كان هذا الفهم لبولس هو مافهمه اريوس والنسطوريون وغيرهم , وسنفصل ذلك عند الحديث عن تاريخ المسيحية, والان مع شاهد اخر يتحدث عن بولس
الخديعة الكبرى
تأليف د. روبرت كيل تسلر
التناقض بين عيسى وبولس لدى قادة الفكر وكبار رجال اللاهوت وبعض أهل الإختصاص
1-ما يثير العجب العجاب هو كيفية ثبات رجال اللاهوت على هذا الدين رغم وجود الهوة السحيقة بين تعاليم عيسى وبولس،
وهذا أمر مؤكد منذ بزوغ فجر المسيحية الأولى، الأمر الذي يعرفه جيداً كل رجل دين إلا أنه يخفي عن شعب الكنيسة وطوائفها، على الرغم من إدراك معظم قراء الكتاب المقدس لوجود تناقضات به، ومع ذلك يفضلون إضطرابات الفكر وتصدعاته عن الإعتراف بتناقض واحد، ثم تحمُّل نتائج هذه العاقبة.
2- لذلك كان لزاماً علينا هنا أن نشير بكل وضوح إلى التناقض الحاد بين أفكار عيسى وتعاليمه وبين مثيلتها عند بولس، الأمر الذي أقره أكبر المفكرين وأبرزوه جيداً .
3- بدأت سلسلة هؤلاء الكتاب المناهضين لبولس منذ وقت الإصلاح الديني، فظهر حينئذ: فيلكيف، ويعقوب ليفر، ورويشليكن، وإيرازموس وكارلشتات، وبيترو بمبو .
4- لاحظ بولينجبروك Bolingbroke 1678 - 1751) وجود ديانتين في العهد الجديد : ديانة عيسى وديانة بولس
5- أما رجل الدين والفلسفة المربى باول يبرلين
في كتابه الإنجيل واللاهوت "Das Evangelium und die Theologie" صفحات 57 -67 ما يلي:
" إن تعاليم بولس الشريرة المارقة عن المسيحية لتزداد سوءً بربطها موت المسيح عيسى فداءً برحمة الله التي إقتضت فعل ذلك مع البشرية الخاطئة. فكم يعرف الإنجيل نفسه عن ذلك !
فهو ينادي برحمة الله وبرِّه الإجباري، الأمر الذي لا يمتد بصلة إلى مقومات البر، ولا إلى الرحمة نفسها، حيث لا تجتمع الرحمة والبر الإجبارى. كما نرى أن إدخال الشيطان في العلاقة بين الله والإنسان لها مكانة خاصة في تعاليم بولس بشأن الخلاص، فنجدها ترتبط عنده بآدم، ومرةأخرى بواقع "الشريعة اليهودية" . .(وسنعود لهذا الموضوع بإستفاضة فيما بعد)
"إن أفكار بولس عن الفداء لتصفع بشارة الإنجيل على وجهها. فمسيح الإنجيل هو الفادي، ولكن ليس له علاقة بذلك الفداء الذي يفهمه بولس والذي أصبح مفهوماً بسبب خصائصه المطلقة. أما مَن يعتنقها فيكون بذلك قد ابتعد عن رسالة المسيح عيسى .
فالإنسان لا يمكن أن يتقبل رسالة الله المتعلقة بالرحمة الإجبارية، ويؤمن في نفس الوقت أنها شيطانية، الأمر الذي تنادي به تعاليم بولس بشأن العلاقة بين أهمية المسيح عيسى وبين آدم .
وليس للمرء أن يفهم إرسال المسيح عيسى بصورة غير مسيحية أي كوحي منزل من الله ليزيل الخطيئة التي ارتكبها آدم في حق الله، وليس للمرء أيضاً أن يتعلق بفكرة الفداء هذه، لأن من يقترف مثل هذا الذنب يكون مصراً على اتباع الخطيئة الشيطانية ." " ونؤكد مرة أخرى أن تعاليم بولس الشيطانية هذه - تلك التي تبْرَأ منها المسيحية والتي تنادي بالخلاص من خطيئة آدم - لن تخفَّ حدتها، بل ستزداد بتعاليمه عن الرحمة . ".
"وأقوى التعاليم عن اللاهوت الشيطاني وآخرها هي نظرية بولس بشأن اختيار الرحمة، وليس مهماً أن يختلف معها النشاط التبشيري للرسول، بل تكمن الأهمية في أنها تعارض الإنجيل نفسه . فإذا ما كانت رحمة الله إجبارية، فلابد لها إذن أن تشمل البشرية كلها، فلو لم يتنصر كل الناس في المستقبل، فسيرهق هذا المسيحي دائماً بدافع الحب في أن يكسب غير الأبرار إلى هذا البر، وإذا ما فشل فسيعتبر هذا قضاء الله، ولكنه سوف يراه بمثابة واقع إلهي."
"وهذا يعني أنه سوف يؤمن برحمة الله. ولكنه سيتألم لأنه ليس كل المؤمنين بها من الأبرار، ويزداد هذا الألم عند إيمانه بأن كل شيء جميل أمام الله، سواء كان هذا كائناً موجوداً أو سيحدث هذا فيما بعد فهو حسن عند الله، فكيف لنا أن نصدر حكماً ضد ذلك."
"أما تعاليم بولس فتقضي بالنقيض من ذلك
6- وكتب كذلك رجل اللاهوت الذي يتمتع بشهرة خاصة أدولف هارنك في كتابه تاريخ العقائد Die Dogmengeschichte صفحة (93) موضحاً أن: "الديانة البولسية لا تتطابق مع الإنجيل الأساسي".
7- كذلك انتهى رجل الدين إيمانويل هارتمان Emanuel Hartmann إلى أن مسيحية اليوم (وخاصة تعاليم الفداء) لا علاقة لها بالمسيح عيسى بن مريم ، ولكن ترجع أصولها إلى مؤسسها بولس .
8- ويوضح بروفسور اللاهوت هاوسرات Hausrat في كتابه (بولس الحواري) " Der Apostel Paulus " أنه لو كان بولس قد بشر فعلاً بتعاليم المسيح عيسى ، لكان وضع أيضاً ملكوت الله في مركز بشارته . فهو يبدأ ديانته التي اخترعها بمفهوم كبش الفداء، فهو يرى أن الله قد أنزل شريعته لتزداد البشرية إثماً على آثامها .
فما تقدره حق تقديره عند عيسى لا تراه يمثل شيئاً مطلقاً عند بولس، الذي تهبط الأخلاق عنده تحت مستوى الشريعة، بدلاً من أن يكملها، كما أراد عيسى ، لأن بولس كان يكره في الحقيقة كل جهد ذاتي .
والأسوأ من ذلك أن تعاليم بولس قد صدقها الناس في الوقت الذي فعل فيه المسيح عيسى كل شيء من أجلنا .
9- أما البروفسور دكتور كارل هيلتي Carl Hilty - فيلسوف ومحامي سويسري شهير- قد لفظ تعاليم بولسس عن الفداء الدموي نهائياً، ووصف تعاليمه عن " اختيار الرحمة " أنها " أحد أكثر أجزاء العقيدة المسيحية ظلاماً " ارجع إلى كتابه ( السعادة : Das Glück الجزء الثالث صفحات 167، 363 ) .
10- ويؤكد بروفسور اللاهوت الشهير يوليشر Jülicher في كتابه ( بولس وعيسى Paulus und Jesus إصدار عام 1907 صفحات 52 / 72 ) أن الشعب البسيط لا يفهم تخريفات بولس الفنية ( اقرأها " التحايل والســفـســطة " ) ولا المتاهات التي تدخــلنا في أفكاره،
فلم يعتبر عيسى نفسه مطلقاً أحد صور العبيد، ولم يتكلم البتة عن قوة تأثير موته : أي موته فداءً، ولم يشغله غير فكرة وجود أرواح طاهرة قبل موته (وقد تبنى بولس هذه الفكرة أيضاً).
11- كذلك لاحظ يوليشر من القرائن التاريخية أن النقض كان موجها دائماً إلى بولس (ص13). ويضيف أيضا - وهو مُحِقٌ في ذلك - أنه كان من المتوقع أن نُعطي لعيسى الأولوية في ظل هذه التناقضات، إلا أن الكنيسة قد فعلت العكس تماماً، أي أنها فضلت بولس عن عيسى .
12- كذلك توصل سورين كيركيجارد Sören Kierkegaard إلى أن السيادة التي نالتها ديانة بولس، ولم يتساءل عنها أحد (للأسف) هي التي غيرت العقيدة المسيحية الحقة من أساسها، وجعلتها غير مؤثرة بالمرة (إقتباس من المرجع السابق لــ Ragaz صفحة 19).
13-كذلك وجد يواخيم كال Joachim Kahl - وهو أيضاً من رجال الدين - أن كل ما يسيء المسيحية فترجع أصوله إلى بولس .أما الكاتب يوحنا ليمان31أ Johnnes Lehmann فقد قال فىنهاية بحثه إن بولس قد قلب تعاليم عيسى رأساً على عقب (ص151 من كتابه Jesus Roport).
كما ذكر في كتيب ( المسيحية ليست ديناً جديداً Das Christentum war nichts Neues) أن تعاليم بولس عن الفداء بل وديانته نفسها ليست إلا نسخة متطابقة مع الأديان الوثنية التي سبقت المسيحية ( مثل ديانات : أنيس، وديونيس، ومترا وغيرهم ) . وتمثل تعاليمه هذه قلب رسالته .
14- وأكثر الناس معرفةً لهذه القرائن هو رجل الدين الكاثوليكي السابق والباحث الديني ألفريد لوازي Alfred Loisy، وهو قد ساق لنا التناقض الصارخ بين رسالة عيسى وتعاليم الفداء البولسية في أعماله الشاملة : le sacrifice Essai historique sur إصدار باريس عام 1920 وأيضاً Les mystères païens et le mystère chrètien إصدار باريس عام 1930.
وقد صرح لوازي في أعماله المذكورة أن عيسى لم يكن لديه أدنى فكرة عن مثل هذا الدين الوثني الغامض، الذي أبدله بولس برسالته وعيسى منها بريء (وهو هنا يتكلم عن تحوُّل، وإبعاد، وتغيير).
فقد أقام بولس المسيحية على قاعدة تختلف تماماً عن تلك التي بنيت عليها رسالة عيسى ، لذلك تحولت رسالة عيسى إلى ديانة من ديانات الخرافات الأسطورية، فقد جعل بولس عيسى في صورة المخلّص الفادي التي تعرفها الأديان الأخرى الوثنية، وفيما بعد سيطرت أسطورة الفداء هذه على إنجيل عيسى الذي لم يعتنقه العالم القديم، واعتنق بدلاً منه خرافة أخرى لا علاقة لعيسى بها .
كذلك تحدث لوازي عن تحول بولس وإنسلاخه، وأكد أن فكرة هذه الديانة الوثنية الغامضة لم تكن فكرة عيسى ، الأمر الذي أبدل روح الإنجيل بروح أخرى تماماً.
15- وقال القس البروتستانتي كورت مارتي Kurt Marti ؛ إن بولس قد غيّر رسالة عيسى تماماً (Exlibris Heft إصدار ديسمبر 1973 - صفحة 5) .
16- وقال بروفسور اللاهوت الشهير فرانتس فون أوفربيك Franz Von Overbeck : "إن كل الجوانب الحسنة في المسيحية ترجع إلى عيسى ، أما كل الجوانب السيئة فهي من عند بولس " إقتباس من Ragaz من كتاب ( هل هذا إصلاح أم تقهقر ؟ Reformation vorwärts oder rükwärts? " صفحة 18 .
17- ويرى بفيســترفي كتابه (المسيحية والخوف Das Christentum und die Angst صفحة 400) أن الإصلاح الديني هذا فضَل التمسك بتعاليم بولس عن الرسالة الحقة لعيسى .
18- كما لاحظ بروفسور اللاهوت الشهير بفلايدرر O. Pfleiderer- بجانب العديد من الرسائل الأخرى المتعلقة بالموضوع - أن وجهة نظر بولس عن عملية الفداء الأسطورية بموت عيسى كانت غريبة تماماً عن الأمة المسيحية الأولى ( كما كانت غريبة أيضاً عن عيسى عليه السلام) (إرجع إلى نشأة المسيحية Die Entstehung des Christentums صفحة 146) .
"إن وجهة النظر الغريبة التي تتعلق بموت المسيح عيسى تقضي بموت المسيحين ونشورهم بطريقة غامضة لم تكن معروفة عند الأمة المسيحية الأولى لذلك لم يَشتق مصطلح الفداء من كلمة التضحية .
19- أما رينان Renan فقد وجد في عصره أن تعاليم عيسى مختلفة تماماً عن تعاليم بولس (ارجــع إلى كتــابه "الحــواريون" "Die Apostel" صفحة 193 طبعة Reclam).
20- وكذلك تحدث بروفسور اللاهوت رينجلينج Ringeling في كتابه " الأخلاق " "Ethik" عن سفسطة بولس المتحايلة (صفحة 15).
21- أما الكاتب الكاثوليكي ألفونس روزنبرج Alfons Rosenberg مؤلف في علم النفس واللاهوت - فقد تناول في كتابه (تجربة المسيحية Experiment Christentum" إصدار عام 1969) موضوع بولــس وأفرد له فصــلاً بعنوان "من يقذف بولس إلى خارج الكتاب المقدس؟ " وقد قال فيه :
"وهكذا أصبحت مسيحية بولس أساس عقيدة الكنيسة، وبهذا أصبح من المستحيل تخيل صورة عيسى بمفرده داخل الفكر الكنسي إلا عن طريق هذا الوسيط .
وهذا لا يثبت فقط مقدار الحجم الكبير لهذا الحواري ( بولس ) بل وخطورته أيضاً. فإن كان بولس قد نشر تعاليمه فقط دون تعاليم عيسى ، فإلى أين كانت إذن وجهتنا؟ فربما لا نكون مسيحيين بالمرة بل بولسيين؟
كما يشهد بأهمية بولس الذي أصبح دون قصد مؤسس العقيدة المسيحية وذلك من خلال خطابات الإرشاد التي أرسلها إلى الطوائف المختلفة التي أسسها هو نفسه، وتُعَد رسالته إلى سَالونيكي هي أقدم ما نملكه له من أعمال .
ومن اراد البقية فليرجع للكتاب الاصلى ,وما يعنينا من كل هذا هو ان نبرهن على ان مافهمه بولس ونقله عنه الاباء كما قال القس عبد المسيح ليس هو الفهم الوحيد للمسيحية –فضلا عن ان يكون الفهم الصحيح- وانما هناك فهم اخر على العكس منه تماما, فهمه من قبل اريوس وذكره الان من تحدثنا عنهم فى الخديعة الكبرى وكلهم علماء مسيحين متخصصين فى اللاهوت, وقد برهنا عليه من رسائل بولس نفسه.
المبحث الثانى
التجسد
الله طرق اعلانه عن ذاته
عوض سمعان
الحاجة إلى ظهور الله للبشر
يجب ان يلاحظ القارىء ان اسلوب الاستاذ سمعان بعيد كل البعد عن المنطق, فهو يفترض فروضا ويتبعها باستنتاجات ليوهم القارىء انه يستخدم المنطق ولكن الحقيقة غير ذلك, فقبل ان نقول( بما ان) اى نفترض, يجب ان نبرهن صحة الفرض الذى نبنى عليه الاستنتاج والا تهافت الاثنين معا, وفى استنتاجه الاول نوضح لك تلك الخديعة حيث يقول الاستاذ
بما أن آدم، بسقوطه في الخطيئة، فقد حياة الاستقامة التي كان قد خُلق عليها أولاً، وفقد تبعاً لذلك امتياز الاتصال الروحي بالله ومعرفة ذاته ومقاصده معرفة صحيحة (لأنه ليست هناك علاقة بين الخطيئة والبر، أو الظلمة والنور)،
من اين جاء ذلك الافتراض ؟ ومادليل صحته؟لم يقدم الاستاذ اى تبرير من العقل او من الكتاب ليدل على صحة افتراضه هذاورغم ذلك نجده يبنى عليه افتراضات باعتباره نتيجة بالمخالفة لكل قواعد المنطق المتعارف عليها
وبما أننا بوصفنا نسل آدم، قد ورثنا بحكم قانون الوراثة،
اى قوانين الوراثة ؟ قوانين علم الاحياء( التى درسناها فى كلية الطب ) تدل على وراثة الصفات الجسدية ولا يوجد قانون – على حد علمنا-لوراثة روحية, كان جديرا بالاستاذ ان يوضح لنا هذا القانون
طبيعته الخاطئة، وعَجزْنا مثله عن الاتصال بالله، ومعرفة ذاته ومقاصده بهذه المعرفة،
وبما أن الله وإن كان لقداسته يكره الخطيئة، لكن لمحبته يعطف علينا ويهتم بنا (لأنه سبق وخلقنا على صورته كشبَهه) فقد قال قبل أن يخلق الإنسان: نعمل الإنسان على صورتنا كشَبَهنا . (تكوين 1: 26
كان من البديهي( اى بديهية) ألاّ يتركنا وشأننا بعد سقوطنا، بل أن يتولّى هدايتنا وإرشادنا إلى الحالة السامية التي كان قد خلقنا عليها أولاً. وبما أننا لا نستطيع أن نفيد من هدايته وإرشاده، طالما كان في معزل عنا، فقد كان من البديهي أيضاً أن يتفضَّل ويظهر لنا، بأي وجه من الوجوه التي تتفق مع جوده وصلاحه.
هكذا ترى مقدمات لاتدرى من اين جاءت ونتائج لاتدرى كيف تم اشتقاقها, فلماذا- مثلا- تركنا الله للخطيئة ؟ لماذا ترك الحية تدخل الجنة وتغوى المرأة كما يقول الكتاب؟.... هناك المئات من علامات الاستفهام ولكننا سنستمر فى الرحلة مع الاستاذ ونعلق على مفاهيمه من الكتاب المقدس الذى هو مصدر عقائده.
كيفية ظهور الله للأنبياء، في العهد القديم
ظهوره بهيئة غير منظورة
بما أن الله منزَّه عن الزمان والمكان، ولا يُرى في ذاته على الإطلاق، لأنه ليس له شكل أو أعضاء، كان من البديهي أنه عندما يعلن لنا ذاته أو مقاصده، أن يكون ذلك بطريقة غير منظورة،
1- ( لاحظ ان بديهية الاستاذ هذه تدل على ان الله غير منظور يعنى لايمكن رؤيته, وهذا ينسف دعوى التجسد من اساسها اذ كيف يصبح غير المنظور جسد , والجسد مرئى ؟ وبقواعد المنطق حسب بديهية الاستاذ نقول
الله غير منظور, الله تجسد, ( والجسد منظور) اذا الله منظور
هل هذا منطق ؟ )
فيُسمعنا صوتاً دون أن نرى منه شيئاً. ظهر لآدم (تكوين 3: 8) وصموئيل (1صموئيل 3: 4) وإشعياء وإرميا وغيرهما من الأنبياء. فقد قال موسى النبي لبني إسرائيل: وكلّمكم الرب من وسط النار، وأنتم سامعون صوت كلام، ولكن لم تروا صورة بل صوتاً (تثنية 4: 12-16).
2-( هذه الاية دليل صريح ان الله لايتصور)
والآن وقد عرفنا أن الله كان يظهر لبني اسرائيل في صوت أو كلام، لنسأل أنفسنا:
1 - هل كان من الممكن لبني إسرائيل أن يصدّقوا أن الله هو الذي كان يتكلّم أمامهم، لو أنه كان يُسمعهم صوتاً عادياً، في ظروف عادية، بدلاً من النار المرعبة التي كان يتكلم معهم منها؟
الجواب: أكبر الظن( المسألة اذا مجرد ظن) أنهم لم يكونوا ليصدقوا، لأنه ليس كل صوت لا يُعرف مصدره، يكون صادراً من الله.( وهل وجود النار مع الصوت يدل على انه صوت الله)
2 - هل يتوافق مع عطف الله على البشر من جهة، وضعف البشر وقصورهم من جهة أخرى، أن يظهر لهم في نار، كلما أراد أن يعلن لهم ذاته أو مقاصده؟
الجواب: أكبر الظن أنه لا يفعل ذلك، لأن النار مرعبة ومخيفة، وبما أن الله لكماله لا يريد أن يرعبنا أو يخيفنا، بل أن يمنحنا سلاماً واطمئناناً، كان من البديهي أن يكلّمنا في جو هادئ لا يُرعب أو يُخيف.
3 - قد يسأل سائل: إذا كان الأمر كذلك، فلماذا كان الله يظهر في نار لبني إسرائيل؟
الجواب: أكبر الظن أنه كان يظهر لهم في نار، لأنهم كانوا وقتئذ شعباً بدائياً، والشعب البدائي لا يفهم الواجب عليه بصوت النعمة بقدر ما يفهمه بصوت القوة. ولكن عندما يسمو روحياً، يستطيع أن يفهم النعمة ويفيد منها،
3-لاحظ العلامة باللون الاصفر, هل كان موسى النبى بدائيا؟ لماذا ظهر الله له بنفس الصورة؟
هل يتوافق مع محبة الله للبشر، أن يقتصر في معاملته معهم على الظهور لهم في كلام يُسمعهم إياه؟
الجواب: أكبر الظن أنه لا يقتصر على ذلك، لأنه من شأن المحب أن يُفسح المجال أمام من يحبهم، ليقتربوا منه ويتوافقوا معه. وإذا كان الأمر كذلك، كان من البديهي أن يظهر لهم في هيئة واضحة يمكنهم إدراكها،
(يعنى ذلك انها ليست حقيقية وانما على قدر ادراكهم)
وعن طريقها يمكنهم الاتصال به والتوافق معه. وبما أننا لا نستطيع أن نتصل أو نتوافق إلا مع إنسان نظيرنا، لأننا لم نألف العيش إلا معه، ولا نفهم إلا لغته، كان من البديهي أن يتنازل الله ويظهر لنا، أو لأكثر الناس استعداداً منا للاتصال به، في هيئة إنسانية أو قريبة من الإنسانية.
4- ( لماذا ليس على شكل ملاك كما ظهر للانبياء؟)
لاحظ ان الكلام هنا عكس السابق فى رقم (1) فبعد ان كان الله لايتصور اصبح هنا يجب ان يتصور
لذلك لا غرابة إذا طالعنا الكتاب المقدس في مواضع أخرى منه، بأنه كان يظهر أيضاً للأنبياء والقديسين، تارة في هيئة ملاك، و أخرى في هيئة إنسان،
5- نرتب كلام الاستاذ
الله لايتصور لذلك اعلن عن ذاته فى شكل صوت , لكى يصدق بنى اسرائيل انه صوت الله ظهر مع الصوت نار, النار مرعبة, الله لايريد ان يرعبنا, الله يظهر فى شكل غير مرعب
فى اى قواعد المنطق تعلم الاستاذ هذا؟ اقل مايوصف به هذا انه تخريف لان نتيجة منطق الاستاذ هذا عكس فروضه فاذا كان الله فى النهاية يظهر فى شكل غير مرعب لكى يؤكد صحة الصوت فلماذا لم يكتفى من البداية بالشكل دون الصوت؟
ظهوره بهيئة منظورة
1 - عندما كانت هاجر في البرية، قيل بالوحي إنه ظهر لها ملاك الله، وقال لها: تكثيراً أُكثِّر نسلك فدعت اسم الرب الذي تكلّم معها أنت إيل رئي أي أنت إله رؤية أو بتعبير آخر أنت إله حقيقي يمكن رؤيته (تكوين 16: 10-13).
وكلمة الرب هنا، ترد في الأصل العبري يهوه أي الكائن بذاته وهو اسم الجلالة الذي يتفرد به، ولذلك قال لهاجر: تكثيراً أكثّر نسلك بينما لو كان ملاكاً عادياً، لكان قد قال لها مثلاً: الرب يكثر نسلك تكثيراً .
النص العبرى
Gen 16:7 וימצאה4672 מלאך4397 יהוה3068 על5921 עין5869 המים4325 במדבר4057 על5921 העין5869 בדרך1870 שׁור׃7793
وباللون الاصفر (ملاك يهوه) اى ملاك الرب فكيف تعنى ملاك الرب , الرب نفسه , لايتوافق هذا مع اللغة فضلا عن المنطق, فالذى ظهر هنا ملاك وليس اله و لو كان الرب لماذا قال ملاك الرب ولم يقل وظهر لها الرب , وقال لها الرب
2 - وعندما كان إبراهيم الخليل جالساً مرة عند باب خيمته، رأى ثلاثة رجال واقفين، فركض إليهم وتحدَّث معهم. فاتضح له أثناء الحديث أن اثنين منهما كانا ملاكين، وأن الثالث كان هو الرب نفسه. وقد تحقق إبراهيم من شخصية الثالث هذا تحقّقاً كاملاً،
( لم يقل لنا الاستاذ كيف تم هذا التحقق)
ولذلك كان يدعوه تارة المولى وتارة أخرى ديَّان كل الأرض (تكوين 18: 25 و 27). كما قيل بالوحي عن هذا الشخص في خمس آيات متتالية إنه الرب يهوه (تكوين 18: 13، 17، 20، 26، 33).
النص العبرى هوتكوين 18/1-2
Gen 18:1 וירא7200 אליו413 יהוה3068 באלני436 ממרא4471 והוא1931 ישׁב3427 פתח6607 האהל168 כחם2527 היום׃3117
Gen 18:2 וישׂא5375 עיניו5869 וירא7200 והנה2009 שׁלשׁה7969 אנשׁים376 נצבים5324 עליו5921 וירא7200 וירץ7323 לקראתם7125 מפתח6607 האהל168 וישׁתחו7812 ארצה׃776
Gen 18:3 ויאמר559 אדני113 אם518 נא
لاحظ انه رأى الرب اولا( باللون الاحمر) ثم
وباللون الاصفر ( شلشيم انسيم ) اى ثلاثة بشر
وباللون الاصفر( ادوناى )
وانظر تلك الاية
Gen 18:22 وَانْصَرَفَ الرِّجَالُ مِنْ هُنَاكَ وَذَهَبُوا نَحْوَ سَدُومَ وَامَّا ابْرَاهِيمُ فَكَانَ لَمْ يَزَلْ قَائِما امَامَ الرَّبِّ.
انصرف الرجال وبقى الرب اى ان الرجال كانوا غير الرب
وانظر تلك الاية
Gen 18:8 ثُمَّ اخَذَ زُبْدا وَلَبَنا وَالْعِجْلَ الَّذِي عَمِلَهُ وَوَضَعَهَا قُدَّامَهُمْ. وَاذْ كَانَ هُوَ وَاقِفا لَدَيْهِمْ تَحْتَ الشَّجَرَةِ اكَلُوا.
هل يأكل الرب
وانظر الايات
Gen 18:22 وَانْصَرَفَ الرِّجَالُ مِنْ هُنَاكَ وَذَهَبُوا نَحْوَ سَدُومَ وَامَّا ابْرَاهِيمُ فَكَانَ لَمْ يَزَلْ قَائِما امَامَ الرَّبِّ.
Gen 18:25 حَاشَا لَكَ انْ تَفْعَلَ مِثْلَ هَذَا الامْرِ انْ تُمِيتَ الْبَارَّ مَعَ الاثِيمِ فَيَكُونُ الْبَارُّ كَالاثِيمِ. حَاشَا لَكَ! ادَيَّانُ كُلِّ الارْضِ لا يَصْنَعُ عَدْلا؟»
لاحظ ان ابراهيم كان يدعو من يكلمه ديان كل الارض( باللون الاحمر) بعدما انصرف الرجال( باللون الاصفر)
ارأيت هذا الخلط والتدليس عند الاستاذ
والقصة الكاملة كالاتى
Gen 18:1 وَظَهَرَ لَهُ الرَّبُّ عِنْدَ بَلُّوطَاتِ مَمْرَا وَهُوَ جَالِسٌ فِي بَابِ الْخَيْمَةِ وَقْتَ حَرِّ النَّهَارِ
Gen 18:2 فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ وَاذَا ثَلاثَةُ رِجَالٍ وَاقِفُونَ لَدَيْهِ. فَلَمَّا نَظَرَ رَكَضَ لِاسْتِقْبَالِهِمْ مِنْ بَابِ الْخَيْمَةِ وَسَجَدَ الَى الارْضِ
Gen 18:3 وَقَالَ: «يَا سَيِّدُ انْ كُنْتُ قَدْ وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ فَلا تَتَجَاوَزْ عَبْدَكَ.
Gen 18:4 لِيُؤْخَذْ قَلِيلُ مَاءٍ وَاغْسِلُوا ارْجُلَكُمْ وَاتَّكِئُوا تَحْتَ الشَّجَرَةِ
Gen 18:5 فَاخُذَ كِسْرَةَ خُبْزٍ فَتُسْنِدُونَ قُلُوبَكُمْ ثُمَّ تَجْتَازُونَ لانَّكُمْ قَدْ مَرَرْتُمْ عَلَى عَبْدِكُمْ». فَقَالُوا: «هَكَذَا تَفْعَلُ كَمَا تَكَلَّمْتَ».
Gen 18:6 فَاسْرَعَ ابْرَاهِيمُ الَى الْخَيْمَةِ الَى سَارَةَ وَقَالَ: «اسْرِعِي بِثَلاثِ كَيْلاتٍ دَقِيقا سَمِيذا. اعْجِنِي وَاصْنَعِي خُبْزَ مَلَّةٍ».
Gen 18:7 ثُمَّ رَكَضَ ابْرَاهِيمُ الَى الْبَقَرِ وَاخَذَ عِجْلا رَخْصا وَجَيِّدا وَاعْطَاهُ لِلْغُلامِ فَاسْرَعَ لِيَعْمَلَهُ.
Gen 18:8 ثُمَّ اخَذَ زُبْدا وَلَبَنا وَالْعِجْلَ الَّذِي عَمِلَهُ وَوَضَعَهَا قُدَّامَهُمْ. وَاذْ كَانَ هُوَ وَاقِفا لَدَيْهِمْ تَحْتَ الشَّجَرَةِ اكَلُوا.
Gen 18:9 وَقَالُوا لَهُ: «ايْنَ سَارَةُ امْرَاتُكَ؟» فَقَالَ: «هَا هِيَ فِي الْخَيْمَةِ».
Gen 18:10 فَقَالَ: «انِّي ارْجِعُ الَيْكَ نَحْوَ زَمَانِ الْحَيَاةِ وَيَكُونُ لِسَارَةَ امْرَاتِكَ ابْنٌ». وَكَانَتْ سَارَةُ سَامِعَةً فِي بَابِ الْخَيْمَةِ وَهُوَ وَرَاءَهُ -
Gen 18:11 وَكَانَ ابْرَاهِيمُ وَسَارَةُ شَيْخَيْنِ مُتَقَدِّمَيْنِ فِي الايَّامِ وَقَدِ انْقَطَعَ انْ يَكُونَ لِسَارَةَ عَادَةٌ كَالنِّسَاءِ.
Gen 18:12 فَضَحِكَتْ سَارَةُ فِي بَاطِنِهَا قَائِلَةً: «ابَعْدَ فَنَائِي يَكُونُ لِي تَنَعُّمٌ وَسَيِّدِي قَدْ شَاخَ!»
Gen 18:13 فَقَالَ الرَّبُّ لابْرَاهِيمَ: «لِمَاذَا ضَحِكَتْ سَارَةُ قَائِلَةً: افَبِالْحَقِيقَةِ الِدُ وَانَا قَدْ شِخْتُ؟
Gen 18:14 هَلْ يَسْتَحِيلُ عَلَى الرَّبِّ شَيْءٌ؟ فِي الْمِيعَادِ ارْجِعُ الَيْكَ نَحْوَ زَمَانِ الْحَيَاةِ وَيَكُونُ لِسَارَةَ ابْنٌ».
Gen 18:15 فَانْكَرَتْ سَارَةُ قَائِلَةً: «لَمْ اضْحَكْ». (لانَّهَا خَافَتْ). فَقَالَ: «لا! بَلْ ضَحِكْتِ».
Gen 18:16 ثُمَّ قَامَ الرِّجَالُ مِنْ هُنَاكَ وَتَطَلَّعُوا نَحْوَ سَدُومَ. وَكَانَ ابْرَاهِيمُ مَاشِيا مَعَهُمْ لِيُشَيِّعَهُمْ.
Gen 18:17 فَقَالَ الرَّبُّ: «هَلْ اخْفِي عَنْ ابْرَاهِيمَ مَا انَا فَاعِلُهُ
Gen 18:18 وَابْرَاهِيمُ يَكُونُ امَّةً كَبِيرَةً وَقَوِيَّةً وَيَتَبَارَكُ بِهِ جَمِيعُ امَمِ الارْضِ؟
Gen 18:19 لانِّي عَرَفْتُهُ لِكَيْ يُوصِيَ بَنِيهِ وَبَيْتَهُ مِنْ بَعْدِهِ انْ يَحْفَظُوا طَرِيقَ الرَّبِّ لِيَعْمَلُوا بِرّا وَعَدْلا لِكَيْ يَاتِيَ الرَّبُّ لابْرَاهِيمَ بِمَا تَكَلَّمَ بِهِ».
Gen 18:20 وَقَالَ الرَّبُّ: «انَّ صُرَاخَ سَدُومَ وَعَمُورَةَ قَدْ كَثُرَ وَخَطِيَّتُهُمْ قَدْ عَظُمَتْ جِدّا.
Gen 18:21 انْزِلُ وَارَى هَلْ فَعَلُوا بِالتَّمَامِ حَسَبَ صُرَاخِهَا الْاتِي الَيَّ وَالَّا فَاعْلَمُ».
Gen 18:22 وَانْصَرَفَ الرِّجَالُ مِنْ هُنَاكَ وَذَهَبُوا نَحْوَ سَدُومَ وَامَّا ابْرَاهِيمُ فَكَانَ لَمْ يَزَلْ قَائِما امَامَ الرَّبِّ.
Gen 18:23 فَتَقَدَّمَ ابْرَاهِيمُ وَقَالَ: «افَتُهْلِكُ الْبَارَّ مَعَ الاثِيمِ؟
Gen 18:24 عَسَى انْ يَكُونَ خَمْسُونَ بَارّا فِي الْمَدِينَةِ. افَتُهْلِكُ الْمَكَانَ وَلا تَصْفَحُ عَنْهُ مِنْ اجْلِ الْخَمْسِينَ بَارّا الَّذِينَ فِيهِ؟
Gen 18:25 حَاشَا لَكَ انْ تَفْعَلَ مِثْلَ هَذَا الامْرِ انْ تُمِيتَ الْبَارَّ مَعَ الاثِيمِ فَيَكُونُ الْبَارُّ كَالاثِيمِ. حَاشَا لَكَ! ادَيَّانُ كُلِّ الارْضِ لا يَصْنَعُ عَدْلا؟»
Gen 18:26 فَقَالَ الرَّبُّ: «انْ وَجَدْتُ فِي سَدُومَ خَمْسِينَ بَارّا فِي الْمَدِينَةِ فَانِّي اصْفَحُ عَنِ الْمَكَانِ كُلِّهِ مِنْ اجْلِهِمْ».
Gen 18:27 فَقَالَ ابْرَاهِيمُ: «انِّي قَدْ شَرَعْتُ اكَلِّمُ الْمَوْلَى وَانَا تُرَابٌ وَرَمَادٌ.
Gen 18:28 رُبَّمَا نَقَصَ الْخَمْسُونَ بَارّا خَمْسَةً. اتُهْلِكُ كُلَّ الْمَدِينَةِ بِالْخَمْسَةِ؟» فَقَالَ: «لا اهْلِكُ انْ وَجَدْتُ هُنَاكَ خَمْسَةً وَارْبَعِينَ».
Gen 18:29 فَعَادَ يُكَلِّمُهُ ايْضا وَقَالَ: « عَسَى انْ يُوجَدَ هُنَاكَ ارْبَعُونَ». فَقَالَ: «لا افْعَلُ مِنْ اجْلِ الارْبَعِينَ».
Gen 18:30 فَقَالَ: «لا يَسْخَطِ الْمَوْلَى فَاتَكَلَّمَ. عَسَى انْ يُوجَدَ هُنَاكَ ثَلاثُونَ». فَقَالَ: «لا افْعَلُ انْ وَجَدْتُ هُنَاكَ ثَلاثِينَ».
Gen 18:31 فَقَالَ: «انِّي قَدْ شَرَعْتُ اكَلِّمُ الْمَوْلَى. عَسَى انْ يُوجَدَ هُنَاكَ عِشْرُونَ». فَقَالَ: «لا اهْلِكُ مِنْ اجْلِ الْعِشْرِينَ».
Gen 18:32 فَقَالَ: «لا يَسْخَطِ الْمَوْلَى فَاتَكَلَّمَ هَذِهِ الْمَرَّةَ فَقَطْ. عَسَى انْ يُوجَدَ هُنَاكَ عَشَرَةٌ». فَقَالَ: «لا اهْلِكُ مِنْ اجْلِ الْعَشَرَةِ».
Gen 18:33 وَذَهَبَ الرَّبُّ عِنْدَمَا فَرَغَ مِنَ الْكَلامِ مَعَ ابْرَاهِيمَ وَرَجَعَ ابْرَاهِيمُ الَى مَكَانِهِ.
هناك قصتان احدهما عن الرجال الثلاثة باللون الاخضر والاخرى عن الرب باللون الاحمر وقد خلطهما الاستاذ عن سوء نية لانه لايعقل انه لم يفهم الكتاب , والكلام واضح فقد تكلم الرب مع ابراهيم بعد ان انصرف الرجال ثم انصرف بعد ذلك ولم توضح القصة كيف ظهر الرب لابراهيم
كما ان الرب لايأكل وقد اكل الرجال
ولا ندرى لماذا لم يذكر الاستاذ القصة التالية
Gen 32:24 فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ. وَصَارَعَهُ انْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ.
Gen 32:25 وَلَمَّا رَاى انَّهُ لا يَقْدِرُ عَلَيْهِ ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِهِ فَانْخَلَعَ حُقُّ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِهِ مَعَهُ.
Gen 32:26 وَقَالَ: «اطْلِقْنِي لانَّهُ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ». فَقَالَ: «لا اطْلِقُكَ انْ لَمْ تُبَارِكْنِي».
Gen 32:27 فَسَالَهُ: «مَا اسْمُكَ؟» فَقَالَ: «يَعْقُوبُ».
Gen 32:28 فَقَالَ: «لا يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ اسْرَائِيلَ لانَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدِرْتَ».
Gen 32:29 وَسَالَهُ يَعْقُوبُ: «اخْبِرْنِي بِاسْمِكَ». فَقَالَ: «لِمَاذَا تَسْالُ عَنِ اسْمِي؟» وَبَارَكَهُ هُنَاكَ.
Gen 32:30 فَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ «فَنِيئِيلَ» قَائِلا: «لانِّي نَظَرْتُ اللهَ وَجْها لِوَجْهٍ وَنُجِّيَتْ نَفْسِي».
هل تعنى القصة ان الله تجسد ليعقوب وان يعقوب هزمه فى المصارعة؟
4 - وعند خروج بني إسرائيل من مصر، قيل بالوحي وكان الرب يهوه يسير أمامهم (خروج 13: 21)، ولما اقترب فرعون بجيوشه منهم قيل بالوحي: فانتقل ملاك الله السائر أمام عسكر اسرائيل، وسار وراءهم (خروج 14: 19).
والرد على كل ذلك من كتاب اظهار الحق
(الأمر الثالث) في الآيات الكثيرة الغير المحصورة من العهد العتيق إشعار بالجسمية والشكل والأعضاء للّه تعالى مثلاً في الآية 26 و 27 من الباب الأول من سفر التكوين والآية 6 من الباب التاسع من السفر المذكور إثبات الشكل والصورة للّه، وفي الآية 17 من الباب التاسع والخمسين من كتاب أشعياء إثبات الرأس، وفي الآية 9 من الباب السابع من كتاب دانيال إثبات الرأس والشعر، وفي الآية 3 من الزبور الثالث والأربعين إثبات الوجه واليد والعضد، وفي الآية 22 و 23 من الباب الثالث والثلاثين من كتاب الخروج إثبات الوجه والقفا، وفي الآية 15 من الباب الثالث والثلاثين إثبات العين والأذن، وكذا في الآية 18 من الباب التاسع من كتاب دانيال إثبات العين والأذن، وفي الآية 29 و 52 من الباب الثامن من سفر الملوك الأول وفي الآية 17 من الباب السادس عشر والآية 19 من الباب الثاني والثلاثين من كتاب أرمياء والآية 21 من الباب الرابع والثلاثين من كتاب أيوب، والآية 21 من الباب الخامس والآية 3 من الباب الخامس عشر من كتاب الأمثال إثبات العين، وفي الآية 4 من الزبور العاشر إثبات العين والأجفان، وفي الآية 6 و 8 و 9 و 15 من الزبور السابع عشر إثبات الأذن والرجل والأنف والنفس والفم، وفي الآية 27 من الباب الثلاثين من كتاب أشعياء إثبات الشَّفة واللسان، وفي الباب الثالث والثلاثين من سفر الاستثناء إثبات اليد والرجل، وفي الآية 18 من الباب الحادي والثلاثين من سفر الخروج إثبات الأصابع، وفي الآية 19 من الباب الرابع من كتاب أرمياء إثبات البطن والقلب، وفي الآية 3 من الباب الحادي والعشرين من كتاب أشعياء إثبات الظهر، وفي الآية 7 من الزبور الثاني إثبات الفرج، وفي الآية 28 من الباب العشرين من أعمال الحواريين إثبات الدم، وللتنزيه في التوراة آيتان وهما الآية الثانية عشرة والآية الخامسة عشرة من الباب الرابع من سفر الاستثناء وهما هكذا: 12 "فكلمكم الرب من جوف النار فسمعتم صوت كلامه ولم تروا الشبه ألبتة" 15 "فاحفظوا أنفسكم بحرص فإنكم لم تروا شبيهاً يوماً كلمكم الرب في حوريب من جوف النار" ولما كان مضمون هاتين الآيتين مطابقاً للبرهان العقلي، وجب تأويل الآيات الغير المحصورة لا [عدم] تأويلهما، وأهل الكتاب ههنا أيضاً يوافقوننا ولا يرجحون الآيات الغير المحصورة على هاتين الآيتين، وكما يوجد الإشعار بالجسمية للّه تعالى فكذا يوجد بإثبات المكان للّه تعالى في الآيات الغير محصورة من العهد العتيق والجديد مثل الآية 8 باب 25، والآية 45 و 46 من باب 29 من سفر الخروج، وفي الآية 3 باب 5 و 34 باب 35 من سفر العدد، وفي الآية 15 من الباب السادس والعشرين من سفر الاستثناء، وفي الآية 5 و 6 من الباب السابع من سفر صموئيل الثاني، وفي الآية 30 و 32 و 34 و 36 و 39 و 45 و 49 من الباب الثامن من سفر الملوك الأول، وفي الآية 11 من الزبور التاسع، وفي الآية 4 من الزبور العاشر، وفي الآية 8 من الزبور الخامس والعشرين، وفي الآية 16 من الزبور السابع والستين، وفي الآية 2 من الزبور الثالث والسبعين وفي الآية 2 من الزبور الخامس والسبعين وفي الآية 1 من الزبور الثامن والتسعين وفي الآية 21 من الزبور المائة والرابع والثلاثين، وفي الآية 17 و 21 من الباب الثالث من كتاب يوتيل، وفي الآية 2 من الباب الثامن من كتاب زكريا وفي الآية 45 و 48 باب 5 و 1 و 9 و 14 و 26 باب 6 و 11 و 21 باب 7 و 32 و 33 باب 10 و 50 باب 2 و 13 باب 15 و 17 باب 16 و 10 و 14 و 19 و 35 باب 18 و 19 و 22 باب 23 من إنجيل متى، ولا توجد في العهد العتيق والجديد الآيات الدالة على تنزيه اللّه عن المكان إلا قليلة مثل الآية 1 و 2 من الباب السادس والستين من كتاب أشعياء، والآية 48 من الباب السابع من أعمال الحواريين، لكن لما كان مضمون هذه الآيات القليلة موافقاً للبراهين أولت الآيات الكثيرة الغير المحصورة المشعرة بالمكان للّه تعالى لا هذه الآيات القليلة، وأهل الكتاب أيضاً يوافقوننا في هذا التأويل، فقد ظهر من هذا الأمر الثالث أن الكثير إذا كان مخالفاً للبرهان يجب إرجاعه إلى القليل الموافق له، ولا يعتد بكثرته فكيف إذا كان الكثير موافقاً والقليل مخالفاً فإن التأويل فيه ضروري ببداهة العقل.
(الأمر الرابع) قد علمت في الأمر الثالث أنه ليس للّه شبه وصورة وقد صرح به في العهد الجديد أيضاً في مواضع عديدة أن رؤية اللّه في الدنيا غير واقعة، في الآية الثامنة عشرة من الباب الأول من إنجيل يوحنا هكذا: "اللّه لم يره أحد قط" وفي الآية السادسة عشرة من الباب السادس من الرسالة الأولى إلى تيموثاوس: "لم يره أحد من الناس ولا يقدر أن يراه" وفي الآية الثانية عشرة من الباب الرابع من رسالة يوحنا الأولى: "اللّه لم ينظره أحد قط" فثبت من هذه الآيات أن من كان مرئياً لا يكون إلهاً قط، ولو أطلق عليه في كلام اللّه أو الأنبياء أو الحواريين لفظ اللّه ومثله فلا يغتر أحدٌ بمجرد إطلاق مثل لفظ اللّه، ولا يدعي أن التأويل مجاز فكيف يرتكب لأن المصير إلى المجاز يجب عند القرينة المانعة عن إرادة الحقيقة سيما إذا دل البرهان القطعي على المنع، نعم يكون لإطلاق مثل هذه الألفاظ على غير اللّه وجه مناسب لكل محل، مثلاً إن إطلاقها في الكتب الخمسة المنسوبة إلى موسى عليه السلام على بعض الملائكة لأجل ظهور جلال اللّه فيه أزيد من الغير، وفي الباب الثالث والعشرين من سفر الخروج قول اللّه سبحانه هكذا: 20 "أنا أرسل ملاكي أمامك ليحفظك في الطريق ويدخلك إلى المكان الذي أن استعديت 21 فاحتفظ به وأطع أمره ولا تشاقّه، إنه لا يغفر إذا أخطأت، إن اسمي معه 23 وينطلق ملاكي أمامك فيدخلك على الأموريين والحيثانيين والفرزانيين والكنعانيين والحوايين واليانوسانيين الذين أنا أخرجهم" فقوله: أرسل ملاكي أمامك، وكذا قوله ينطلق ملاكي، نصان على أن الذي كان يسير مع بني إسرائيل في عمود سحاب في النهار وعمود نار في الليل كان ملكاً من الملائكة وقد أطلق عليه مثل هذه الألفاظ كما ستطّلع عليه لأجل ما قلت، كما يظهر من قوله إن اسمي معه، وقد جاء إطلاقها في مواضع غير محصورة على الملك والإنسان الكامل، بل على آحاد الناس، بل على الشيطان الرجيم، بل على غير ذوي العقول أيضاً، وقد علم من بعض المواضع تفسير بعض هذه الألفاظ، وفي بعض المواضع يدل سوق الكلام بحيث لا يشتبه على الناظر في بادئ الرأي، وها أنا أورد عليك شواهد هذا الباب وأنقل في هذا الباب عبارة كتب العهد العتيق عن الترجمة العربية التي طبعت في لندن سنة 1844 من الميلاد وعبارة العهد الجديد، إما من الترجمة المذكورة وإما من الترجمة العربية التي طبعت في بيروت سنة 1860 ولا أنقل جميع عبارة الموضع المستشهد به بل أنقل الآيات التي يتعلق الغرض بها في هذا المقام وأترك الآيات الغير المقصودة، في الباب السابع عشر من سفر التكوين هكذا: 1 "ولما صار أبرام ابن تسعة وتسعين سنة تراءى له الرب وقال أنا اللّه ضابط الكل فسر أمامي وكن تاماً" 4 " وقال له اللّه أنا هو وعهدي معك وستكون أباً لأمم كثيرة" 7 "وأقيم ميثاقي بيني وبينك وبين نسلك من بعدك بأجيالهم ميثاقاً أبدياً لأكون إلهاً لك ولنسلك من بعدك" 8 "وسأعطي لك ولنسلك أرض غُربتك جميع أرض كنعان مِلْكاً إلى الدهر، وأكون لهم إلهاً" 9 "فقال اللّه لإبراهيم ثانية الخ" 15 وقال "اللّه أيضاً لإبراهيم الخ" 18 "وقال اللّه الخ" 22 "ولما فرغ اللّه من خطابه صعد عن إبراهيم" وكان هذا المتكلم المرئي ملكاً لما علمت، ولقوله صعد عن إبراهيم، ففي هذه العبارة أطلق عليه لفظ اللّه والرب والإله، وأطلق هو على نفسه "أنا اللّه ضابط الكل لأكون إلهك ولنسلك من بعدك وأكون إلهاً لهم" وكذا أطلق أمثال هذه الألفاظ في الباب الثامن عشر من سفر التكوين على الملك الذي ظهر على إبراهيم عليه السلام مع الملكين الآخرين، وبشره بولادة إسحاق وأخبر بأن قرى لوط ستخرب في أزيد من أربعة عشر موضعاً، وفي الباب الثامن والعشرين من السفر المذكور في حال يعقوب عليه السلام إذ سافر إلى بلد حاله هكذا: 10 "وخرج يعقوب من بير سبع ماضياً إلى حرّان" 11 "وأتى إلى موضع وبات هناك فأخذ حجراً من حجارة ذلك الموضع ووضعه تحت رأسه ونام هناك" 12 "فنظر في الحلم سلماً قائماً على الأرض ورأسه يصل إلى السماء وملائكة اللّه يصعدون ويهبطون فيه" 13 "والرب كان ثابتاً على رأس السلم، وقال أنا هو اللّه إله إبراهيم أبيك وإله إسحاق فالأرض التي أنت عليها راقد أعطيكها لك ولنسلك" 14 "ويكون نسلك مثل رمل الأرض، ويتسع إلى المغرب والمشرق، ويتيمن ويتبارك بك وبزرعك جميع قبائل الأرض" 15 "وأحفظك حيثما انطلقت، وأعيدك إلى هذه الأرض ولا أخليك حتى أعمل ما قلته لك" 16 "فاستيقظ يعقوب من نومه وقال حقاً إن الرب في هذا المكان وأنا لم أكن أعلم" 17 " وخاف وقال ما أخوف هذا الموضع ما هذا إلا بيت اللّه وباب السماء" 18 "وقام يعقوب بالغداة وأخذ الحجر الذي كان توسد به وأقامه نصبة وسكب عليه دهناً" 19 "ودعا اسم المدينة بين إيل التي كانت أولاً لوزاً" 20 "ونذر نذراً قائلاً إن كان اللّه يكون معي ويحفظني في الطريق الذي أنا سائر به ويرزقني خبزاً آكل وكسوة ألبس" 21 "ورجعت بسلام إلى بيت أبي فالرب يكون لي إلهاً" 22 "وهذا الحجر الذي أقمته نصبة يدعى بيت اللّه وكل ما أعطيتني أديت إليك عشوره".
وفي الباب الحادي والثلاثين من السفر المذكور قول يعقوب عليه السلام في خطاب زوجته لِيَا وراحيل هكذا: 11 "فقال لي ملاك اللّه في الحلم يا يعقوب فقلت هو ذا أنا" 12 "فقال لي الخ" 13 "أنا إله بيت إيل حيث مسحت قائمة الحجر ونذرت لي نذراً والآن قم فاخرج من هذه الأرض وارجع إلى أرض ميلادك" وفي الباب الثاني والثلاثين من السفر المذكور هكذا: 9 "وقال يعقوب يا إله أبي إبراهيم وإله أبي إسحاق أيها الرب الذي قلت لي ارجع إلى أرضك وإلى مكان ميلادك وأباركك" 12 "فأنت تكلمت وقلت إنك تحسن إلي وتوسع نسلي مثل رمل البحر الذي لا يحصى لكثرته" وفي الباب الخامس والثلاثين من السفر المذكور هكذا: "وقال اللّه ليعقوب قم فاصعد إلى بيت إيل واسكن هناك، وانصب هناك مذبحاً للّه الذي ظهر لك وأنت هارب من وجه عيصو أخيك" 2 "وقال يعقوب لأهله الخ" 3 "نصعد إلى بيت إيل لنصنع هناك مذبحاً للّه الذي استجاب لي في ضيقتي وكان معي في طريقي" 6 "فجاء يعقوب إلى لوزا التي في أرض كنعان هذه بيت إيل الخ" 7 "وبنى هناك مذبحاً ودعا اسم المكان بيت اللّه لأن هناك ظهر له اللّه الخ" وفي الباب الثامن والأربعين من السفر المذكور هكذا: 3 "إن اللّه الضابط الكل استعلن عليّ في لوزا بأرض كنعان وباركني" 4 "وقال لي أني منميك وجاعلك بجماعة الشعوب وأعطيك هذه الأرض ولنسلك من بعدك ميراثاً إلى الدهر" فظهر من الآية الحادية عشرة والثالثة عشرة من الباب الحادي والثلاثين أن الذي ظهر على يعقوب عليه السلام، ووعده وعهد ونذر يعقوب عليه السلام معه كان ملكاً، وجاء إطلاق لفظ مثل اللّه عليه في العبارات المذكورة في أزيد من ثمانية عشر موضعاً وقال هذا الملك: "أنا هو الرب إله إبراهيم أبيك وإله إسحاق، وقال يعقوب عليه السلام في حقه "يا إله أبي إبراهيم وإله أبي إسحاق أيها الرب وإن اللّه ضابط الكل استعلن عليّ" وفي الباب الثاني والثلاثين من السفر المذكور هكذا: 24 "وتخلف هو وحده وهو ذا رجل فكان يصارعه إلى الفجر" 25 "وحين نظر أنه لا يقوى به فجس عرق وركه ولساعته ذبل" 26 "وقال له أطلقني لأنه قد أسفر الصبح وقال له لا أطلقك أو تباركني" 27 "فقال له ما اسمك فقال يعقوب" 28 "قال لا يدعي اسمك يعقوب بل إسرائيل من أجل أنك إن كنت قويت مع اللّه فكم بالحري لك قوة في الناس" 19 "فسأله يعقوب عرفني ما اسمك فقال له لم تسأل عن اسمي وباركه فيذلك المكان" 30 "فدعا يعقوب اسم ذلك المكان فنوائل قائلاً رأيت اللّه وجهاً لوجه وتخلصت نفسي" وهذا المصارع كان ملكاً لما عرفت ولأنه يلزم أن يكون إله بني إسرائيل في غاية العجز والضعف حيث صارع يعقوب عليه السلام إلى الفجر، ولم يغلب عليه بدون الحيلة، ولأن كلام هوشع نص في هذا الباب في الباب الثاني عشر من كتابه هكذا: 3 "في البطن عقب أخاه وفي جبروته أفلح معه الملاك" 4 "وغلب الملك وتقوّى وبكى وسأله ووجده في بيت إيل وهناك كلمنا" فأطلق عليه لفظ اللّه في الموضعين وفي الباب الخامس والثلاثين من سفر التكوين هكذا: 9 "فظهر اللّه ليعقوب أيضاً من بعد ما رجع من بين نهري سورية وباركه" 10 "قائلاً لا يدعي اسمك بعدها يعقوب بل يكون اسمك إسرائيل ودعا اسمه إسرائيل" 11 "وقال له أنا اللّه الضابط الكل أتم وأكثر الأمم ومجامع الشعوب تكون منك والملوك من صلبك يخرجون 12 والأرض التي أعطيت إبراهيم وإسحاق فلك أعطيها وأعطي نسلك هذه الأرض من بعدك 13 وارتفع اللّه عنه 14 ونصب يعقوب حجراً في الموضع الذي كلمه فيه اللّه قائمة حجرية ودفق عليه مدفوقاً وصب عليه دهناً 15 ودعا اسم الموضع الذي كلمه اللّه هناك بيت إيل" وهذا الذي ظهر هو الملك المذكور فأطلق عليه لفظ اللّه في خمسة مواضع وقال هو "أنا اللّه الضابط الكل" وفي الباب الثالث من سفر الخروج 2 "وتراءى له الرب بلهيب النار من وسط العليقة فنظر إلى العليقة تتوقد فيها النار، وهي لم تحترق 3 ورأى اللّه أنه جاء الخ 6، وقال له إني أنا اللّه إله آبائك إله إبراهيم وإله إسحاق وإله يعقوب، فغطى موسى وجهه من أجل أنه خشي أن ينظر نحو اللّه 7 فقال له الرب الخ 11 فقال موسى للّه الخ 12 فقال له اللّه أنا أكون معك وهذه علامة لك أني أنا أرسلتك إذا أخرجت شعبي من مصر يعملون ذبيحة قدّام اللّه على هذا الجبل 13 فقال موسى للّه هو ذا أنا أذهب إلى بني إسرائيل، وأقول لهم إله آبائكم أرسلني إليكم، فإن قالوا لي ما اسمه ماذا أقول لهم؟ 14 فقال اللّه لموسى اهية اشراهيه، وقال له: هكذا تقول لبني إسرائيل اهية أرسلني إليكم 15 وقال اللّه أيضاً لموسى هكذا تقول لبني إسرائيل الرب إله آبائكم إله إبراهيم وإله إسحاق وإله يعقوب أرسلني إليكم هكذا اسمي إلى الدهر، وهذا هو ذكري إلى جيل الأجيال 16 فاذهب اجمع شيوخ بني إسرائيل وقل لهم الرب إله آبائكم استعلن عليّ إله إبراهيم وإله يعقوب الخ".
فالذي ظهر على موسى وكلمه قال في حقه "إني أنا اللّه إله آبائك إله إبراهيم وإله إسحاق وإله يعقوب" ثم قال "اهية اشراهية" ثم أمر موسى عليه السلام أن يقول لبني إسرائيل "اهية أرسلني والرب إله آبائكم إله إبراهيم وإله إسحاق وإله يعقوب أرسلني إليكم" وقال "هذا اسمي إلى الدهر وهذا هو ذكري إلى جيل الأجيال" وأطلق عليه في هذه العبارة لفظ اللّه والرب وأمثالهما في أزيد من خمسة وعشرين موضعاً، وأطلق عليه المسيح عليه السلام أيضاً لفظ اللّه كما نقل مرقس في الباب الثاني عشر، ومتى في الباب الثاني والعشرين، ولوقا في الباب العشرين قول المسيح عليه السلام في خطاب الصدوقيين هكذا: "أفما قرأتم في كتاب موسى في أمر العليقة كيف كلمه اللّه قائلاً أنا إله إبراهيم وإله إسحاق وإله يعقوب" انتهى بعبارة مرقس، وهذا كان مَلكاً لما عرفت، ولذلك في أكثر التراجم الهندية والفارسية بدل لفظ اللّه لفظ فرشته الذي هو ترجمة الملك، والآية الأولى من الباب السابع من سفر الخروج هكذا: "فقال الرب لموسى انظر فإني قد جعلتك إلهاً لفرعون وهارون أخوك يكون لك نبياً" والآية السادسة عشرة من الباب الرابع من سفر الخروج هكذا: "هو يتكلم مع الشعب عوضك، وهو يكون لك وأنت تكون له في أمور اللّه" فوقع لفظ الإله واللّه في حق موسى عليه السلام، ومن ههنا يظهر ترجيح اليهود على المسيحيين في هذه العقيدة لأنهم مع ادعاء محبتهم لموسى وترجيحه على سائر الأنبياء ما أوصلوه إلى رتبة الألوهية متمسكين بمثل هذه الأقوال، وفي الباب الثالث عشر من سفر الخروج هكذا: 21 "وكان الرب يسير أمامهم ليريهم الطريق في النهار بعمود سحاب وفي الليل بعمود نار ليهديهم الطريق نهاراً وليلاً 22 لم يزل قط عمود السحاب نهاراً ولا عمود النار ليلاً من قدام الشعب" ثم في الباب الرابع عشر من السفر المذكور هكذا: 19 "فانطلق ملاك اللّه الذي كان يسير قدّام عسكر إسرائيل، ومشى خلفهم وعمود الغمام أيضاً معه فتحوّل من قدام وجوههم إلى ورائهم 24 فلما كان عند محرس السحر نظر الرب إلى محلة المصريين بعمود النار والغمامة وقتل عسكرهم"، وهذا السائر كان ملكاً كما صرح به في الآية 19 وأطلق عليه لفظ الرب على وفق الترجمة العربية ولفظ يَهُواه على وفق الهندية الموجودة عندي، وفي الباب الأول من سفر الاستثناء هكذا: 30 "فإن الرب الإله الذي يسير أمامكم فهو يقاتل عنكم كما عمل في مصر، والكل ينظرون 31 وفي البرية أنت رأيت بعينيك، حملك الرب إلهك كما أنه يحمل الرجل ولده الخ" 32 "ولم تؤمنوا في ذلك بالرب إلهكم 33 الذي سار أمامكم في الطريق، وحدد لكم المكان الذي كان فيه يجب أن تنصبوا الخيام، في الليل يريكم الطريق بالنار، وفي النهار بعمود الغمام، فجاء إطلاق لفظ الرب الإله في ثلاثة مواضع على الملك المذكور، لأنه كان سائراً أمامهم وقاتلاً لعسكر المصريين. وفي الباب الحادي والثلاثين من السفر المذكور هكذا: 3 "فالرب إلهك هو يعبر قدامك الخ" 4 "فيصنع الرب الخ" 5 "فإذا أمكنكم الرب الخ" 6 فاجترءوا عليهم وتقووا ولا تخافوا ولا ترهبوا إذا نظرتموهم "إن الرب إلهك فهو يسير أمامك الخ 8 والرب الذي هو السائر أمامكم فهو يكون معك الخ" ففي هذه العبارة أيضاً إطلاق لفظ الرب إلهك والرب على الملك المذكور: والآية 22 من الباب الثالث عشر من كتاب القضاة في حق الذي تكلم مع نوح وامرأته وبشرهما بالولد هكذا: "فقال منوح لامرأته بموت نموت لأننا عاينا اللّه" وصرح به في الآية 3 و 9 و 13 و 15 و 16 و 18 و 21 من هذا الباب أنه كان ملكاً فأطلق عليه لفظ اللّه، وكذا جاء هذا الإطلاق على الملك في الباب السادس من كتاب أشعياء، والباب الثالث من سفر صموئيل الأول، والباب الرابع والتاسع من كتاب حزقيال، والباب السابع من كتاب عاموص والآية السادسة من الزبور الحادي والثمانين على وفق الترجمة العربية، ومن الزبور الثاني والثمانين على وفق التراجم الأخر هكذا: "أنا قلت إنكم آلهة وبنو العلى كلكم" فجاء ههنا إطلاق الآلهة وأبناء اللّه على العوام فضلاً عن الخواص، وفي الباب الرابع من الرسالة الثانية إلى أهل قورنيثوس هكذا: 3 "ولكن إن كان إنجيلنا مكتوماً فإنما هو مكتوم في الهالكين 4 الذين فيهم إله هذا الدهر قد أعمى أذهان الغير المؤمنين لئلا تضيء لهم نارة إنجيل مجد المسيح" والمراد بإله الدهر الشيطان على ما زعم علماء البروتستنت، فجاء مثل هذا الإطلاق على الشيطان الرجيم على زعمهم فضلاً عن الإنسان، وإنما قلت على زعمهم لأنهم يريدونه ههنا لئلا يلزم نسبة الإعماء إلى اللّه تعالى، فيلزم كون اللّه خالق الشر، وهذا هو هوس من هوساتهم لأن خالق الشر على وفق كتبهم المقدسة يقيناً هو اللّه تعالى، وأنقل ههنا شاهدين وستطلع على شواهد أخر أيضاً في موضعه.
الآية السابعة من الباب الخامس والأربعين من كتاب أشعياء هكذا: "المصور النور والخالق الظلمة الصانع السلام والخالق الشر أنا الرب الصانع هذه جميعاً" وقال مقدسهم بولس في الباب الثاني من الرسالة الثانية إلى أهل تسالو نيقي: "سيرسل إليهم اللّه عمل الضلال حتى يصدقوا الكذب لكي يدان جميع الذين لم يصدقوا الحق بل سروا بالإثم" ولما كان زعمهم كما ذكرنا والمقصود النقل على سبيل الإلزام فالمقصود حاصل، وهو أن إطلاق إله الدهر جاء على الشيطان والآية 16 من الباب الثالث من رسالة بولس إلى أهل فيلبس هكذا: "الذين نهايتهم الهلاك الذين إلههم بطنهم ومجدهم في خزيهم" فأطلق مقدسهم على البطن لفظ الإله، وفي الباب الرابع من الرسالة الأولى ليوحنا هكذا: 8 "ومن لا يحب لم يعرف اللّه لأن اللّه محبة 16، ونحن قد عرفنا وصدقنا المحبة التي للّه فينا اللّه محبة ومن يثبت في المحبة يثبت في اللّه واللّه فيه" فيوحنا أثبت اتحاد المحبة باللّه، وقال في الموضعين اللّه محبة ثم أثبت التلازم هكذا من يثبت في المحبة يثبت في اللّه واللّه فيه، وإطلاق الآلهة على الأصنام كثير جداً في الكتب السماوية، فلا حاجة إلى نقل شواهد. وكذا إطلاق الرب بمعنى المخدوم والمعلم كثير جداً يعني عن نقل شواهده. التفسير الواقع في الآية 38 من الباب الأول من إنجيل يوحنا هكذا: "فقال ربي تفسيره يا معلم" إذا علمت ما ذكرت فقد حصلت لك البصيرة التامة أنه لا يجوز لعاقل أن يستدل بإطلاق بعض هذه الألفاظ على بعض الحوادث التي حدوثها وتغيرها وعجزها من الحسيات أنه إله أو ابن اللّه، وينبذ جميع البراهين العقلية القطعية، وكذا البراهين النقلية وراءه.
(الأمر الخامس) إن وقوع المجاز في غير المواضع التي مرّ ذكرها في الأمر الثالث والرابع كثير: مثلاً وعد اللّه إبراهيم عليه السلام في تكثير أولاده هكذا الآية السادسة عشرة من الباب الثالث عشر من سفر التكوين: "وأجعل نسلك مثل تراب الأرض فإن استطاع أحد من الناس أن يحصي تراب الأرض فإنه يستطيع أن يحصي نسلك" والآية السابعة عشرة من الباب الثاني والعشرين من السفر المذكور: "أباركك وأكثر نسلك كنجوم السماء ومثل الرمل الذي على شاطئ البحر الخ" وهكذا وعد يعقوب عليه السلام بأن نسلك يكون مثل رمل الأرض كما عرفت في الأمر الرابع، وأولادهما لم يبلغ مقدارهم عدد رطل رمل في الدنيا في وقت من الأوقات فضلاً عن مقدار رمل شاطئ البحر أو رمل الأرض، ووقع في مدح الأرض التي كان وعد اللّه إعطاءها في الآية الثامنة من الباب الثالث من سفر الخروج وغيرها من الآيات بأنه يسيل فيها اللبن والعسل ولا أرض في الدنيا كذلك، ووقع في الباب الأول من سفر الاستثناء هكذا: "والقرى عظيمة محصّنة إلى السماء" ووقع في الباب التاسع من السفر المذكور هكذا: "وأشد منك مدناً كبيرة حصينة مشيدة إلى السماء" وفي الزبور السابع والسبعين هكذا: 65: "واستيقظ الرب كالنائم مثل الجبار المفيق من الخمر 66 فضرب أعداءه في الوراء وجعلهم عاراً إلى الدهر"، والآية الثالثة من الزبور المائة والثالث في وصف اللّه هكذا: "والمسقف بالمياه علاليه الذي جعل السحاب مركبه الماشي على أجنحة الرياح" وكلام يوحنا مملوء من المجاز قلما تخلو فقرة لا يحتاج فيها إلى تأويل كما لا يخفى على ناظر إنجيله ورسائله ومشاهداته، وأكتفي ههنا على نقل عبارة واحدة من عبارته قال في الباب الثاني عشر من المشاهدات هكذا: 1 "وظهرت آية عظيمة في السماء: امرأة متسربلة بالشمس، والقمر تحت رجليها، وعلى رأسها إكليل من اثني عشر كوكباً 2 وهي حبلى تصرخ متمخضة ومتوجعة لتلده 3 وظهرت آية أخرى في السماء هو ذا تنين عظيم أحمر له سبعة رؤوس وعشرة قرون، وعلى رؤوسه سبعة تيجان 4 وذنبه يجر ثلث نجوم السماء، فطرحها إلى الأرض، والتنين وقف أمام المرأة العتيدة أن تلد حتى يبتلع ولدها متى ولدت 5 فولدت ابناً ذكراً أن يرعى جميع الأمم بعصى من حديد واختطف ولدها إلى اللّه وإلى عرشه 6 والمرأة هربت إلى البرية حيث لها موضع معد من اللّه لكي يعولوها هناك ألفاً ومائتين وستين يوماً 7 وحدثت حرب في السماء ميخائيل وملائكته حاربوا التنين وحارب التنين وملائكته" إلى آخر كلامه وهذا الكلام في الظاهر كلام المجاذيب فلو لم يؤول فمستحيل قطعاً، وتأويله أيضاً يكون بعيداً لا سهلاً وأهل الكتاب يؤوّلون الآيات المذكورة وأمثالها يقيناً ويعترفون بكثرة وقوع المجاز في الكتب السماوية قال صاحب (مرشد الطالبين إلى الكتاب المقدس الثمين) في الفصل الثالث عشر من كتابه: "وأما اصطلاح الكتاب المقدس فإنه ذو استعارات وافرة غامضة وخاصة العهد العتيق" ثم قال: "واصطلاح العهد الجديد أيضاً هو استعاري جداً وخاصة مسامرات مخلصنا وقد اشتهرت آراء كثيرة فاسدة لكون بعض معلمي النصارى شرحوها شرحاً حرفياً، ولأجل ذلك نقدم بعض أمثال لنرى بها أن تأويل الاستعارات حرفياً ليس صواباً، وذلك كقول المسيح عن هيرودس اذهبوا وقولوا لذلك الثعلب، فمن المعلوم أن المراد بلفظة الثعلب في هذه العبارة جبار ظالم لأن ذلك الحيوان المدعو هكذا معروف بالحيلة والغدر أيضاً، قال ربنا لليهود: أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء فكل من أكل من هذا الخبز يحيا إلى الأبد، والخبز الذي أنا أعطيه هو جسدي سوف أعطيه لحياة العالم، يوحنا ص 6 عدد 15، فاليهود الشهوانيون فهموا هذه العبارة بالمعنى الحرفي وقالوا كيف يقدر هذا الرجل أن يعطينا جسده لنأكله؟ آية 52 ولم يلاحظوا أنه عني بذلك ذبيحته التي وهبها كفارة لخطايا العالم، وقد قال مخلصنا أيضاً عن الخبز عند تعيينه العشاء السري: هذا هو جسدي، وعن الخمر هذا هو دمي، متّى ص 26 عدد 26، فمنذ الدهر الثاني عشر جعلت الرومانيون الكاثوليكيون لهذا القول معنى آخر معكوساً ومغايراً لشواهد أخرى في الكتب المقدسة وللدليل الصحيح، وحتموا أن ينتجوا من ذلك تعليمهم عن الاستحالة أي تحويل الخبز والخمر إلى جسد المسيح ودمه الجوهريين عندما يلفظ الكاهن بكلمات التقديس الموهوم، مع أنه قد يظهر لكل الحواس الخمسة أن الخبز والخمر باقيان على جوهرهما ولم يتغيرا، فأما التأويل الصحيح لقول ربنا فهو أن الخبز بمثل جسده والخمر بمثل دمه" انتهى كلامه بلفظه. فاعترافه بين لا خفاء فيه لكن لا بد من النظر في قوله فمنذ الدهر الثاني عشر إلى آخره فإنه رد على الرومانيين في اعتقاد استحالة الخبز والخمر إلى جسد المسيح عليه السلام ودمه بشهادة الحس، وأوّلَ قول المسيح عليه السلام بحذف المضاف وإن كان ظاهر القول كما فهموا لأنه هكذا: 26 "وفيم هم يأكلون أخذ يسوع الخبز وبارك وكسر وأعطى التلاميذ قال خذوا كلوا هذا هو جسدي 27 وأخذ الكأس وشكر وأعطاهم قائلاً اشربوا منها كلكم 28 لأن هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا"، فقالوا: إن لفظ هذا يدل على جوهر الشيء الحاضر كله، ولو كان جوهر الخبز باقياً لما صح هذا الإطلاق، وإنهم كانوا قبل ظهور فرقة البروتستنت أكثر المسيحيين في العالم وأنهم كثيرون من هذه الفرقة إلى هذا الحين أيضاً. فكما أن هذه العقيدة غلط بشهادة الحس عند هذه الفرقة فكذلك عقيدة التثليث غلط، ولو فرضنا دلالة بعض الأقوال المتشابهة بحسب الظاهر عليها بل محال بالأدلة القطعية، فإن قالوا ألسنا من ذوي العقول فكيف نعترف بها لو كانت محالاً؟ قلنا أليس الرومانيون من ذوي العقول مثلكم، وفي المقدار أكثر منكم إلى هذا الحين فضلاً عن سالف الزمان، فكيف اعترفوا وأجمعوا على ما هو غير صحيح عندكم ويشهد ببطلانه الحس أيضاً؟ وهو باطل في نفس الأمر أيضاً بوجوه:
(الأول) أن الكنيسة الرومانية تزعم أن الخبز وحده يستحيل جسد المسيح ودمه ويصير مسيحاً كاملاً، فأقول إذا استحال مسيحاً كاملاً حياً بلاهوته وناسوته الذي أخذه من مريم عليهما السلام، فلا بد أن يشاهد فيه عوارض الجسم الإنساني ويوجد فيه الجلد والعظام والدم وغيرها من الأعضاء لكنها لا توجد فيه بل جميع عوارض الخبز باقية الآن كما كانت فإذا نظره أحد أو لمسه أو ذاقه لا يحس شيئاً غير الخبز، وإذا حفظه يطرأ عليه الفساد الذي يطرأ على الخبز لا الفساد الذي يطرأ على الجسم الإنساني، فلو ثبتت الاستحالة تكون استحالة المسيح خبزاً لا استحالة الخبز مسيحاً، فلو قالوا إن المسيح استحال خبزاً لكان أقل بعداً من هذا، وإن كان هو أيضاً باطلاً ومصادماً للبداهة.
(الثاني) إن حضور المسيح بلاهوته في أمكنة متعددة في آن واحد وإن كان ممكناً في زعمهم لكنه باعتبار ناسوته غير ممكن لأنه بهذا الاعتبار كان مثلنا حتى كان يجوع ويأكل ويشرب وينام ويخاف من اليهود ويفر وهلم جرّا، فكيف يمكن تعدده بهذا الاعتبار بالجسم الواحد في أمكنة غير محصورة في آن واحد حقيقة؟ والعجب أنه ما وُجد قبل عروجه إلى السماء بهذا الاعتبار في مكانين أيضاً فضلاً عن الأمكنة الغير المتناهية وكذا بعد عروجه إلى السماء فكيف يوجد بعد القرون بعد اختراع هذا الاعتقاد الفاسد بالاعتبار المذكور في أمكنة غير محصورة في آن واحد.
(الثالث) إذا فرضنا أن مليونات من الكهنة في العالم قدسوا في آن واحد واستحالت تقدمة كل إلى المسيح الذي تولد من العذراء، فلا يخلو إمّا أن يكون كل من هؤلاء المسيحيين الحادثين عين الآخر أو غيره، والثاني باطل على زعمهم والأول باطل في نفس الأمر لأن مادة كل غيرُ مادة الآخر.
(الرابع) إذا استحال الخبز مسيحاً كاملاً تحت يد الكاهن فكسر هذا الكاهن هذا الخبز كسرات كثيرة وأجزاء صغيرة فلا يخلوا إمّا أن يتقطع المسيح قطعة قطعة على عدد الكسرات والأجزاء أو يستحيل كل كسرة وجزء مسيحاً كاملاً أيضاً فعلى الأول لا يكون المتناول متناول مسيح كامل، وعلى الثاني من أين جاءت هؤلاء المسحاء لأنه ما حصل بالتقدمة إلا المسيح الواحد؟.
(الخامس) لو كان العشاء الرباني الذي كان قبل صلبه بيسير نفس الذبيحة التي حصلت على الصليب لزم أن يكون كافياً لخلاص العالم، فلا حاجة إلى أن يصلب على الخشبة من أيدي اليهود مرة أخرى لأن المسيح ما جاء إلى العالم في زعمهم إلا ليخلص الناس بذبيحة مرة واحدة، وما أنى لكي يتألم مراراً كما يدل عليه عبارة آخر الباب التاسع من الرسالة العبرانية صراحة.
(السادس) لو صح ما ادعوه لزم أن يكون المسيحيون أخبث من اليهود لأن اليهود ما آلموه إلا مرة واحدة فتركوا وما أكلوا لحمه، وهؤلاء يؤلمونه ويذبحونه كل يوم في أمكنة غير محصورة، فإن كان القاتل مرة واحدة كافراً وملعوناً فما بال الذين يذبحونه مرات غير محصورة ويأكلون لحمه ويشربون دمه؟ نعوذ باللّه من الذين يأكلون إلههم ويشربون دمه حقيقة فإذا لم ينج من أيدي هؤلاء إلههم الضعيف المسكين فمن ينجو، بعّدنا اللّه من ساحتهم، ولنعم ما قيل "دوستي نادان سراسَر دُشمني ست " (توضع على الهامش: ) يتضمن معنى المثل العربي: عدو عاقل خير من صديق جاهل والترجمة الحرفية: الصديق الجاهل مثل العدو. .
(السابع) وقع في الباب الثاني والعشرين من لوقا قول المسيح في العشاء الرباني هكذا: "اصنعوا هذا لذكري" فلو كان هذا العشاء هو نفس الذبيحة لما صح أن يكون تذكرة لأن الشيء لا يكون تذكرة لنفسه، فالعقلاء الذين عقولهم السليمة تحكم بأمثال هذه الأوهام في الحسيات لو وهموا في ذات اللّه أو في العقليات فأي استبعاد منهم؟ لكني أقطع النظر عن هذا وأقول في مقابلة علماء البروتستنت: إنه كما اجتمع هؤلاء العقلاء عندكم على هذه العقيدة المخالفة للحس والعقل تقليداً للآباء أو لغرض آخر فكذلك اجتماعهم واجتماعكم في عقيدة التثليث المخالفة للحس والبراهين، والأناس الكثيرون الذين تسمونهم ملاحدة ومقدارهم في هذا الزمان أزيد من مقدار فرقتكم بل من فرقة الرومانيين أيضاً وهم عقلاء مثلكم ومن أبناء أصنافكم ومن أهل دياركم وكانوا مسيحيين مثلكم فتركوا هذا المذهب لاشتماله على أمثال هذه الأمور يستهزؤون بها استهزاء بليغاً لا يستهزؤون بشيء آخر مثلها، كما لا يخفى على من طالع كتبهم، وفرقة يوني نيرين من فرق المسيحيين أيضاً ينكرونها والمسلمون واليهود سلفاً وخلفاً يفهمونها من جنس أضغاث الأحلام.
ويتحدث الاستاذ بعد ذلك عن الموضوعات الاتية (الأقنوم الذي كان يظهر للأنبياء في العهد القديم) ولانجد ضرورة لبحث الاقنوم الذى ظهر وقد اوضحنا انه لم يحدث ظهور كما يدعى الاستاذ ولايعقل ان نرد على ادلة شىء نفينا وجوده , ونكتفى فى بقية الكتاب بمناقشة باقى ادلة الاستاذ
1 - سجَّل داود النبي مزمور 40: 6-8 خطاباً وجَّهه الابن بصفته الناسوتية التي كان عتيداً أن يظهر بها في العالم، إلى الله، جاء فيه: بذبيحة وتقدمة لم تُسرّ. أذنيَّ فتحْتَ. محرقة وذبيحة خطية لم تطلب. حينئذ قلت هأنذا جئت، (لأنه) بدرج الكتاب مكتوب عني: أن أفعل مشيئتك يا إلهي سُررت . وقد اقتبس هذه الآية كاتب الرسالة إلى العبرانيين سنة 70 م، فقال بالوحي: لا يمكن أن دم ثيران وتيوس يرفع خطايا. لذلك عند دخوله (المسيح) إلى العالم، يقول: ذبيحة وقرباناً لم ترد، لكن هيّأت لي جسداً، لأنه بمحرقات وذبائح للخطية لم تُسرّ. ثم قلت هأنذا أجيء، (لأنه) في درج الكتاب مكتوب عني، لأفعل مشيئتك يا الله (عبرانيين 10: 4-9).
ولاندرى كيف يفهم الاستاذ هذا الفهم العجيب , يقول بارنز
Thou didst not desire - The word here rendered desire means to incline to, to be favorably disposed, as in reference to doing anything; that is, to will, to desire, to please. The meaning here is, that he did not will this or wish it; he would not be pleased with it in comparison with obedience, or as a substitute for obedience. He preferred obedience to any external rites and forms; to all the rites and forms of religion prescribed by the law. They were of no value without obedience; they could not be substituted in the place of obedience. This sentiment often occurs in the Old Testament, showing that the design of all the rites then prescribed was to bring men to obedience, and that they were of no value without obedience..
وترجمة ذلك ( ان الذبائح والقرابين لاتغنى عن طاعة الله ولافائدة منها بدون الطاعة) واذا كان بولس فى رسالته للعبرانين يعتبر ان دم المسيح هو افضل ذبيحة لتكفير الخطايا فان هذا الفهم لا يتوافق مع الكتاب المقدس فى الزبور الذى نقله الاستاذ ولا يتوافق مع فهم كثير من المسيحيين حيث يقول مؤلف الخديعة الكبرى
ويوضح بروفسور اللاهوت هاوسرات Hausrat في كتابه (بولس الحواري) " Der Apostel Paulus " أنه لو كان بولس قد بشر فعلاً بتعاليم المسيح عيسى ، لكان وضع أيضاً ملكوت الله في مركز بشارته . فهو يبدأ ديانته التي اخترعها بمفهوم كبش الفداء، فهو يرى أن الله قد أنزل شريعته لتزداد البشرية إثماً على آثامها .
أما البروفسور دكتور كارل هيلتي Carl Hilty - فيلسوف ومحامي سويسري شهير- قد لفظ تعاليم بولسس عن الفداء الدموي نهائياً،
وفى الكتاب تفاصيل كثيرة عن التعارض بين اعتبار المسيح كبش فداء لغفران الخطايا كما يدعى بولس وبين مافى الاناجيل من رحمة وتسامح
2 - وقال إشعياء النبي قبل ظهور المسيح بسبعمائة وخمسين سنة: ها العذراء تحبل وتلد ابناً، وتدعو اسمه عمَّانوئيل (اشعياء 7: 14)، وقد اقتبس متى الرسول هذه الآية بالوحي، بعد المسيح بأربعين سنة تقريباً، فقال بعد تسجيله لحديث الملاك مع العذراء: وهذا كله ليتم ما قيل بالنبي القائل، هوذا العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعو اسمه عمَّانوئيل، الذي تفسيره الله معنا (متى 1: 22 و 23).
سبق الرد على ذلك
3 - وقال على لسان اشعياء النبي أيضاً: لأنه يولد لنا ولد، ونُعطى ابناً، وتكون الرياسة على كتفه، ويُدعى اسمه عجيباً، مشيراً، إلهاً قديراً، أباً أبدياً، رئيس السلام (اشعياء 9: 6 و 7).
سبق الرد على ذلك
1 - قال بولس الرسول: ولكن لما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولوداً من امرأة، مولوداً تحت الناموس، ليفتدي الذين تحت الناموس، لننال التبنّي (غلاطية 4: 4 و5). وملء الزمان اصطلاح ديني، يُراد به الزمن المعيَّن عند الله، الذي تتم فيه مقاصده الأزلية. فالمسيح هو ابن الله قبل مجيئه إلى العالم، أو قبل ولادته من العذراء. ومع أنه فوق الناموس، إلا أنه رضي أن يُولد تحت الناموس، ليفتدينا نحن الذين بحكم مركزنا، كنا تحت الناموس، لأن مهمّة الفادي هي أن يضع نفسه موضع الذين يريد أن يفديهم، حتى تكون فديته حقيقية.
نحن نتحدث عن التجسد فهل نسى الاستاذ؟
اذا كان يقصد من تلك الاية ان المسيح ابن الله فقد سبق الرد على ذلك وسيأتى مطلب كامل فى الرد , واذا كان يتحدث عن فداء فان النص ليس فيه اى اشارة للتجسد , والنص اليونانى
Gal 4:4 οτε3753 ADV δε1161 CONJ ηλθεν2064 V-2AAI-3S το3588 T-NSN πληρωμα4138 N-NSN του3588 T-GSM χρονου5550 N-GSM εξαπεστειλεν1821 V-AAI-3S ο3588 T-NSM θεος2316 N-NSM τον3588 T-ASM υιον5207 N-ASM αυτου846 P-GSM γενομενον1096 V-2ADP-ASM εκ1537 PREP γυναικος1135 N-GSF γενομενον1096 V-2ADP-ASM υπο5259 PREP νομον3551 N-ASM
Gal 4:5 ινα2443 CONJ τους3588 T-APM υπο5259 PREP νομον3551 N-ASM εξαγοραση1805 V-AAS-3S ινα2443 CONJ την3588 T-ASF υιοθεσιαν5206 N-ASF απολαβωμεν618 V-2AAS-1P
والكلمات باللون الاخضر ( الاولىارسل الرب ابنه) ( والثانية لنصبح ابناء الله) فليس فى النص خصوصية للمسيح بالتأله,
وبقية الايات
Gal 4:6 ثُمَّ بِمَا أَنَّكُمْ أَبْنَاءٌ، أَرْسَلَ اللهُ رُوحَ ابْنِهِ إِلَى قُلُوبِكُمْ صَارِخاً: «يَا أَبَا الآبُ».
Gal 4:7 إِذاً لَسْتَ بَعْدُ عَبْداً بَلِ ابْناً، وَإِنْ كُنْتَ ابْناً فَوَارِثٌ لِلَّهِ بِالْمَسِيحِ.
لاحظ العلامات باللون الاخضر( ابناء من؟ ابنا لمن ؟ فهم ايضا ابناء الله كما ورد فى اكثر من مناسبة النص –الستم ابناء الله )
يقول بارنز
That we might receive the adoption of sons - Be adopted as the sons or the children of God; see Joh_1:12, note; Rom_8:15, note.
2 - وقال أيضاً: وبالإجماع عظيم هو سرّ التقوى، الله ظهر في الجسد، تبرر في الروح، تراءى لملائكة، كُرز به بين الأمم، أومن به في العالم، رُفع في المجد (1تيموثاوس 3: 16).
سبق الرد على ذلك
3 - وقال كذلك: وإذ قد تشارك الأولاد في اللحم والدم، اشترك هو أيضاً (أي الابن) كذلك فيهما، لكي يبيد بالموت، ذاك الذي له سلطان الموت، أي إبليس (العبرانيين 2: 14) والأولاد هنا، هم المؤمنون بالله في العهد القديم.
والرد على ذلك فى نفس الرسالة قبل بضعة اسطر يقول
Heb 2:9 وَلَكِنَّ الَّذِي وُضِعَ قَلِيلاً عَنِ الْمَلاَئِكَةِ، يَسُوعَ، نَرَاهُ مُكَلَّلاً بِالْمَجْدِ وَالْكَرَامَةِ، مِنْ أَجْلِ أَلَمِ الْمَوْتِ، لِكَيْ يَذُوقَ بِنِعْمَةِ اللهِ الْمَوْتَ لأَجْلِ كُلِّ وَاحِدٍ.
يسوع اقل من الملائكة , والاستاذ يتحدث عن الوهيته وتجسده, اليس هذا تخريف؟
4 - وقال يوحنا الرسول: والكلمة صار جسداً، وحلَّ بيننا، ورأينا مجده، مجداً كما لوحيد من الآب مملوءاً نعمة وحقاً (يوحنا 1: 14).
والرد كذلك فى الاية قبلها
Joh 1:13 اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ بَلْ مِنَ اللَّهِ.
هؤلاء الذين ولدوا من الله مباشرة وليس من دم ولا جسد هم اولى بالالوهية من الذى ولد من الجسد لو اننا اخذنا كلام الاستاذ بمعناه الحرفى , ولكن الامر مجرد مجاز فى اللغة كما قلنا ويدل على ذلك الاية التالية فى نفس السياق من نفس الاصحاح
Joh 1:18 اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ..
كما ترى الاستاذ يجتزىء الكلمات ليلفق ادلة
5 - وقال أيضاً: بهذا تعرفون روح الله: كل روح يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد، فهو من الله. وكل روح لا يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد، فليس من الله (1يوحنا 4: 2 و 3).
الوهية المسيح والتجسد
المبحث الاول
الوهية المسيح ومصادرها عند المسيحيين
أرني أين قال المسيح:”أنا هو الله فاعبدوني“؟
خادم الرب الأخ يوسف رياض
يُعتبَر الإيمان بلاهوت المسيح حجر الزاوية في الإيمان المسيحي، والسجود له - بحسب كلمة الله - هو الطريق الوحيدة للحياة الأبدية. وحيث أن ملايين المسيحيين في العالم اليوم يؤمنون أن المسيح هو الله، وبالتالي فإنهم يتعبدون له، فإننا معرضون لهذا السؤال: ”أرني أين قال المسيح: أنا هو الله فاعبدوني؟“.
، فإن المسيح لم يقل بحصر اللفظ: ”أنا هو الله فاعبدوني“. ولا كان من المنتظر أن يقول ذلك، ولو أنه قال هذا المعنى - كما ذكرنا – مرة ومرات، لا بطريقة واحدة بل بطرق عديدة.
هذا ما قاله المسيح
لاحظ ان اغلب الاقوال عن الوهية المسيح خاصة الصريح منها –كما يزعم – يرجع الى انجيل يوحنا وهذا الانجيل والشكوك حوله قصة نذكرها باذن الله عند الحديث عن مشكلات الكتاب المقدس , وكذلك لاحظ ان الادلة كلها نقل من الكتاب فهى موجهة اساسا للمؤمنين به وليس للعقلاء من الناس الذين قد يكون لديهم تطلع للايمان بتلك العقيدة
قال المسيح: إنه الأزلي، والواجب الوجود:
فلقد قال المسيح لليهود:
«الحق الحق أقول لكم قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن». (يوحنا8: 58و59).
والرد على ذلك هو نفس النص فى الترجمة الكاثوليكية يقول:
58فقالَ لَهم يسوع: (( الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: قَبلَ أَن يَكونَ إِبراهيم، أَنا هو
والنص اليونانى هو
Joh 8:58 ειπεν3004 V-2AAI-3S αυτοις846 P-DPM ο3588 T-NSM ιησους2424 N-NSM αμην281 HEB αμην281 HEB λεγω3004 V-PAI-1S υμιν4771 P-2DP πριν4250 ADV αβρααμ11 N-PRI γενεσθαι1096 V-2ADN εγω1473 P-1NS ειμι1510 V-PA
والكلمات باللون الاخضر تعنى (انا اكون ) وهى فى زمن المضارع وليس الماضى , فلو كان المقصود مايحكيه خادم الرب لوجب ان يكون النص ( انا كنت) , والان يقول خادم الرب اول كلامه ان المسيح لم يعلن صراحة انه الله لان اليهود لن يفهموا وسوف يقتلونه , وفى الاية 59 نجد ان اليهود فهموا-كما يقول خادم الرب- معنى الكلام وحاولوا رجمه, فلماذ لم يقل لهم صراحة ؟ وبعد ذلك ماذا فعل الاله حينما حاولت تلك الحثالة من اليهود رجمه؟ اختفى , لانعتقد ان الالهة تتصرف هكذا فالهروب يقوم به الجبناء وليس الاله القادر.
قال المسيح إن له ذات الكرامة الإلهية
«لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الآب» (يوحنا5: 23)
والتدليس هنا واضح فان بقية الاية باللون الاخضر
(SVD) لِكَيْ يُكْرِمَ الْجَمِيعُ الاِبْنَ كَمَا يُكْرِمُونَ الآبَ. مَنْ لاَ يُكْرِمُ الاِبْنَ لاَ يُكْرِمُ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَهُ.
فالابن مجرد رسول
قال المسيح إنه ابن الله الوحيد:
«لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية. لأن لم يرسل الله ابنه إلى العالم ليدين العالم، بل ليخلص به العالم. الذي يؤمن به لا يدان، والذي لا يؤمن قد دين لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد» (يوحنا3: 16).
انظر النصوص اليونانية الاتية ولاحظ
النص الاول ( رسالة بولس للعبرانيين 11/17)
Heb 11:17 πιστει4102 N-DSF προσενηνοχεν4374 V-2RAI-3S-ATT αβρααμ11 N-PRI τον3588 T-ASM ισαακ2464 N-PRI πειραζομενος3985 V-PPP-NSM και2532 CONJ τον3588 T-ASM μονογενη3439 A-ASM προσεφερεν4374 V-IAI-3S ο3588 T-NSM τας3588 T-APF επαγγελιας1860 N-APF αναδεξαμενος324 V-ADP-NSM
Heb 11:17 بِالإِيمَانِ قَدَّمَ إِبْرَاهِيمُ إِسْحَاقَ وَهُوَ مُجَرَّبٌ - قَدَّمَ الَّذِي قَبِلَ الْمَوَاعِيدَ، وَحِيدَهُ
النص الثانى والذى نعلق عليه الان وهو يوحنا 3/16
Joh 3:16 ουτως3779 ADV γαρ1063 CONJ ηγαπησεν25 V-AAI-3S ο3588 T-NSM θεος2316 N-NSM τον3588 T-ASM κοσμον2889 N-ASM ωστε5620 CONJ τον3588 T-ASM υιον5207 N-ASM αυτου846 P-GSM τον3588 T-ASM μονογενη3439 A-ASM εδωκεν1325 V-AAI-3S ινα2443 CONJ πας3956 A-NSM ο3588 T-NSM πιστευων4100 V-PAP-NSM εις1519 PREP αυτον846 P-ASM μη3361 PRT-N αποληται622 V-2AMS-3S αλλ235 CONJ εχη2192 V-PAS-3S ζωην2222 N-ASF αιωνιον1
Joh 3:16 لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.
والكلمة التى ترجموها ابنه الوحيد باللون الاخضر هى نفس الكلمة التى وردت باللون الاحمر عن اسحاق , انه ابنه الوحيد ومعلوم ان اسحاق ولد بعد اسماعيل فكيف يكون ابنه الوحيد ؟ ان هذا النص ليس مجرد خطأ فى الترجمة وانما هو افتراء على الكتاب المقدس فضلا على انه افتراء على الله, فهناك مئات الايات فى الكتاب عن ابناء الله وهى كلها القاب مجازية كما سبق واوضحنا.كما ان النص العبرى الذى ترجموه خطأ (وحيدك) هو الاتى
(HOT) ויאמר קח־נא את־בנך את־יחידך אשׁר־אהבת את־יצחק ולך־לך אל־ארץ המריה והעלהו שׁם לעלה על אחד ההרים אשׁר אמר אליך׃
والكلمة باللون الاحمر لاتعنى وحيدك وانما تعنى حبيبك وهى فى الترجمة السبعينية كالاتى
(LXX) καὶ εἶπεν Λαβὲ τὸν υἱόν σου τὸν ἀγαπητόν, ὃν ἠγάπησας, τὸν Ισαακ, καὶ πορεύθητι εἰς τὴν γῆν τὴν ὑψηλὴν καὶ ἀνένεγκον αὐτὸν ἐκεῖ εἰς ὁλοκάρπωσιν ἐφ᾿ ἓν τῶν ὀρέων, ὧν ἄν σοι εἴπω
والكلمة باللون الاخضر وتعنى ( حبيبك) كما انه فى معجم (strong) معنى الكلمة كالاتى
H3173
יחיד
yâchîyd
yaw-kheed'
From H3161; properly united, that is, sole; by implication beloved; also lonely; (feminine) the life (as not to be replace): - darling, desolate, only (child, son), solitary.
فالكلمة تعنى حبيبك او عزيزك , وانما ترجمت وحيدك عن قصد وسوء نية لتقترن قصة الذبيح بالفداء المسيحى حتى ولو على حساب الافتراء على الكتاب نفسه.
قال المسيح: ”أنا والآب واحد“:
«قلت لكم ولستم تؤمنون, لأنكم لستم من خرافي, خرافي تسمع صوتي وأنا أعرفها فتتبعني، وأنا أعطيها حياة أبدية، ولن تهلك إلى الأبد, أبي الذي أعطاني إياها هو أعظم من الكل، ولا يقدر أحد أن يخطف من يد أبي. أنا والآب واحد» (يوحنا10: 25-30).
لاحظ الكلمة باللون الاخضر وسبق وذكرنا قول المسيح ابى اعظم منى
قال المسيح إن من رآه رأى الآب
«أنا معكم زمانًا هذه مدته ولم تعرفني يا فيلبس. الذي رآني فقد رأى الآب، فكيف تقول أنت أرنا الآب. أ لست تؤمن أني أنا في الآب والآب في؟» (يوحنا14: 8-10).
وقال ايضا الله لم يره احد وسبق شرح ذلك
قال يسوع إنه مصدر الحياة الأبدية ومعطيها
«الحق الحق أقول لكم تأتي ساعة وهي الآن حين يسمع الأموات صوت ابن الله والسامعون يحيون» (يوحنا5: 25). انظر أيضا يوحنا10: 27، 28؛ 17: 2
والرد على ذلك بعد خمس ايات من تلك الاية حيث يقول
Joh 5:30 أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.
وكذلك فى الاية التى قبلها
Joh 5:24 «اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ
فان المسيح لايعطى حياة ابدية وانما الايمان هو الذى يعطى الحياة الابدية كما فلى الايات
قال المسيح إنه مقيم الموتي ومحيي الرميم:
«الحق الحق أقول لكم تأتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته (صوت المسيح)، فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة، والذين عملوا السيئات إلى قيامة الدينونة» (يوحنا5: 28و29).
احياء الموتى فى الكتاب ليس دليل على الوهية صاحبه فالتلاميذ احيوا الموتى وليسوا الهة, وكذلك موسى عليه السلام حول العصا الخشبية ثعبان حى وهذا اعظم من احياء الموتى لانه يشمل التصوير والحياة معا , ولم يعتبر الها
قال المسيح إنه أتى من السماء إلى الأرض.
«لأني قد نزلت من السماء ليس لأعمل مشيئتي، بل مشيئة الذي أرسلني» (يوحنا6: 38)
ايليا واخنوخ صعدوا الى السماء
قال المسيح إن روحه الإنسانية ملكه وتحت سلطانه:
«ليس أحد يأخذها (نفسي) مني، بل أضعها أنا من ذاتي. لي سلطان أن أضعها ولي سلطان أيضًا أن آخذها» (يوحنا10: 17).
التدليس هنا واضح , فلو افترضنا صحة هذا الفهم العجيب-وهو ليس صحيح- فان بقية الاية تقول
Joh 10:18 لَيْسَ أَحَدٌ يَأْخُذُهَا مِنِّي بَلْ أَضَعُهَا أَنَا مِنْ ذَاتِي. لِي سُلْطَانٌ أَنْ أَضَعَهَا وَلِي سُلْطَانٌ أَنْ آخُذَهَا أَيْضاً. هَذِهِ الْوَصِيَّةُ قَبِلْتُهَا مِنْ أَبِي».
والجزء باللون الاخضر حذفه المؤلف لانه عكس مايدعى, فلو فرضنا ان للمسيح سلطان على نفسه-وهذا غير صحيح- فان هذا السلطان اعطاه الله له اى ليس مطلق كما يدعى المؤلف
قال المسيح إنه ”النور“
«أنا هو نور العالم. من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة» (يوحنا 8: 11)
قال المسيح إنه الراعي الصالح:
«أنا هو الراعي الصالح، والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف» (يوحنا10: 14).
قال المسيح إنه هو القيامة والحياة
فلقد قال لمرثا: «أنا هو القيامة والحياة، من آمن بي ولو مات فسيحيا، وكل من كان حيًا وآمن بي فلن يموت إلى الأبد» (يوحنا11: 24-26).
قال المسيح إنه يستجيب الدعاء
«ومهما سألتم باسمي فذلك أفعله ليتمجد الآب بالابن. إن سألتم شيئا باسمي فإني أفعله» (يوحنا14: 13، 14)
لماذا اذا كان يدعو وهو على الصليب –فى زعمهم- اذا كان هو الذى يجيب الدعاء؟
قال المسيح إن تلاميذه بدونه لا يقدرون أن يفعلوا شيئًا.
«لأنكم بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئًا» (يوحنا15: 5).
قال المسيح إنه هو معطي الروح القدس
«خير لكم أن أنطلق، لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي، ولكن إن ذهبت أرسله إليكم» (يوحنا16: 7).
قال المسيح إن كل ما للآب هو له
«كل ما للآب هو لي» (يوحنا16: 15)،
«كل ما هو لي فهو لك، وما هو لك فهو لي» (يوحنا 17: 10).
قال المسيح إنه صاحب المجد الأزلي
«والآن مجدني أنت أيها الآب عند ذاتك، بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم» (يوحنا17: 4و5).
قال المسيح: إنه هو الرب الديان
«كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم: ”يا رب يا رب: أ ليس باسمك تنبأنا؟ وباسمك أخرجنا شياطين؟ وباسمك صنعنا قوات كثيرة؟“ حينئذ أصرح لهم إني ما أعرفكم» (متى7: 22).
(GNT-BYZ+) πολλοι4183 A-NPM ερουσιν2046 V-FAI-3P μοι1473 P-1DS εν1722 PREP εκεινη1565 D-DSF τη3588 T-DSF ημερα2250 N-DSF κυριε2962 N-VSM κυριε2962 N-VSM
الكلمة اليونانية بمعنى سيد وليس رب وسبق شرح الفرق بين الكلمتين
قال المسيح: إنه المُعين، ومريح كل المتعبين
ففي متى 11: 28 يقول المسيح: «تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم»
وكيف يعنى هذا انه الله؟
قال المسيح إنه رب السبت:
«إن ابن الإنسان هو رب السبت أيضًا» (متى12: 8).
لاحظ العلامة باللون الاخضر, وكلمة رب لها معانى كثيرة ترد فيما بعد
قال المسيح إنه موجود في كل مكان.
«لأنه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم» (متى 18: 20).
معروف لدى العقلاء من الناس ان الله ليس فى مكان فهذا المعنى مجازى ويشرحه الاية قبله حيث تقول
Mat 18:19 وَأَقُولُ لَكُمْ أَيْضاً: إِنِ اتَّفَقَ اثْنَانِ مِنْكُمْ عَلَى الأَرْضِ فِي أَيِّ شَيْءٍ يَطْلُبَانِهِ فَإِنَّهُ يَكُونُ لَهُمَا مِنْ قِبَلِ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ
قال المسيح إنه رب داود.
«ماذا تظنون في المسيح؟ ابن من هو؟ فقالوا ابن داود. فقال لهم يسوع: فكيف يدعوه داود بالروح ربًا قائلا: قال الرب لربي حتى أضع أعداءك موطئا لقدميك؟ فإن كان هو ابنه فكيف يكون ربه؟» (متى22: 42-45).
سبق الرد على هذه الاية
قال المسيح إنه هو الذي يرسل الأنبياء.
«لِذَلِكَ هَا أَنَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ أَنْبِيَاءَ وَحُكَمَاءَ وَكَتَبَةً فَمِنْهُمْ تَقْتُلُونَ وَتَصْلِبُونَ وَمِنْهُمْ تَجْلِدُونَ فِي مَجَامِعِكُمْ وَتَطْرُدُونَ مِنْ مَدِينَةٍ إِلَى مَدِينَةٍ» (متى 23: 34)
يقول كلارك بارنز
Mat 23:34 -
I send unto you prophets ... - Jesus doubtless refers here to the apostles, and other teachers of religion. Prophets, wise men, and scribes were the names by which the teachers of religion were known among the Jews, and he therefore used the same terms when speaking of the messengers which he would send. “I send” has the force of the future, I “will” send.
Some of them ye shall kill - As in the case of Stephen Act_7:59 and James Act_12:1-2.
Crucify - Punish with death on the cross. There are no cases of this mentioned; but few historical records of this age have come down to us. The Jews had not the power of crucifying, but they had power to deliver those whom they condemned to death into the hands of the Romans to do it.
Shall scourge - See the notes at Mat_10:17. This was done, Act_22:19-24; 2Co_11:24-25.
Persecute ... - See the notes at Mat_5:10. This was fulfilled in the case of nearly all the apostles.
وترجمة ذلك( ان المسيح يقصد الحديث عن المستقبل وعن تلاميذه الذين سيرسلهم ...وقد تحقق ماقال , فقد قتلوا ستيفان وجيمس ..... راجع الايات باللون الاخضر) ولا يقصد بالطبع الرسل والانبياء الذين كانوا قبله لان زمن الحديث مضارع , والترجمة اللاتينية هى
(Vulgate) ideo ecce ego mitto ad vos
قال المسيح أن كلامه لا يزول
«السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول» (متى 24: 35).
وهل زال كلام الانبياء قبله؟
قال إنه صاحب كل سلطان في السماء وعلى الأرض:
«دفع إلي كل سلطان في السماء وعلى الأرض» (مت28: 18).
هل يعنى ذلك انه لم يكن له سلطان قبل هذا؟ وهل يعنى ذلك ان صاحب السلطان لم يعد ذى سلطان؟
المسيح قال إنه واحد مع الآب والروح القدس:
«اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس» (متى 28: 20).
سبق الرد على ذلك
قال المسيح إنه الموجود دائما أبدًا
«وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر» (متى 28: 20)
اذا كان كما يقول معهم ابد الدهر يعنى انه ازلى فهل يعنى كذلك انهم ازليون ايضا؟ لقد ماتوا فكيف يكون معهم الى انقضاء الدهر ؟ لاشك ان ذلك امر مجازى
قال المسيح: إنه الرب:
«اذهب إلى بيتك وإلى أهلك واخبرهم كم صنع الرب بك ورحمك» (مرقس 5: 19).
سبق الرد على ذلك ( الرب يعنى السيد وليس الاله) وسيأتى ايضا معنى الرب فى التوراة
قال المسيح: إنه ”ابن الله“:
«قال يسوع: أنا هو (المسيح ابن المبارك)» (مرقس14: 62).
لم ترد كلمة المبارك هذه فى الكتاب كله الا مرة واحدة ولا نعرف المقصود بها , وهنا خلاف بين رواية مرقس ومتى لرد المسيح ففى رواية متى
Mat 26:63 وَأَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ سَاكِتاً. فَسَأَلَهُ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ: «أَسْتَحْلِفُكَ بِاللَّهِ الْحَيِّ أَنْ تَقُولَ لَنَا: هَلْ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ؟»
Mat 26:64 قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنْتَ قُلْتَ! وَأَيْضاً أَقُولُ لَكُمْ: مِنَ الآنَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِساً عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ وَآتِياً عَلَى سَحَابِ السَّمَاءِ».
وفى رواية مرقس
فَسَأَلَهُ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ أَيْضاً: «أَأَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ الْمُبَارَكِ؟»
Mar 14:62 فَقَالَ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ. وَسَوْفَ تُبْصِرُونَ
فاى الروايتين صحيح ؟ ماذا قال المسيح حتى نرد على مانقلوه عنه,
قال المسيح إنه المخلص الوحيد.
«لستما تعلمان من أي روح أنتما لأن ابن الإنسان لم يأت ليهلك أنفس الناس بل ليخلص» (لوقا9: 55، 56).
«لأن ابن الإنسان قد جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك» (لوقا19: 10).
«أنا هو الباب. إن دخل بي أحد فيخلص ويدخل ويخرج ويجد مرعي» (يوحنا10: 9)
هل المخلص يعنى الاله؟
قال المسيح إنه هو الأول والآخر. البداية والنهاية. الألف والياء.
«لا تخف أنا هو الأول والآخر» (رؤيا1: 17)؛
مجمع نيقيه الذى اصدر قانون الايمان لم يعترف بهذا السفر ولا يوجد فى المخطوطة الفاتيكانية
«هذا يقوله الأول والآخر. الذي كان ميتًا فعاش» (رؤيا2: 8)؛
«قال لي قد تم. أنا هو الألف والياء، البداية والنهاية. أنا أعطي العطشان من ينبوع ماء الحياة مجانًا» (رؤيا21: 5و6)
«وها أنا آتي سريعا وأجرتي معي لأجازي كل واحد كما يكون عمله. أنا الألف والياء، البداية والنهاية، الأول والآخر» (رؤيا22: 12و13)
قال المسيح إنه هو الحي إلى أبد الآبدين.
«الحي. وكنت ميتًا، وها أنا حي إلى أبد الآبدين» (رؤيا1: 18)
قال المسيح إن له مفاتيح الموت والهاوية
«ولي مفاتيح الهاوية والموت» (رؤيا1: 18).
قال المسيح أنا فاحص القلوب
فهو قال لملاك كنيسة ثياتيرا: «فستعرف جميع الكنائس أني أنا هو الفاحص الكلى والقلوب، وسأعطي كل واحد منكم بحسب أعماله» (رؤيا2: 23).
قال المسيح إنه أصل داود (أي خالقه)
«أنا أصل وذرية داود، كوكب الصبح المنير» (رؤيا22: 16).
ماذا قالت أعمال المسيح؟
«صدقوني, وإلا فصدقوني بسبب الأعمال نفسها» (يوحنا 10: 37و38).
1- تطهير الأبرص:
2- شفاء المرضى:
3- فتح أعين العميان:
4- إسكات عاصفة البحر:
5- المشي فوق الماء:
6- إخراجه للشياطين.
7- تكثير الخبز:
8- إقامة الموتى
سيتم الرد على ذلك فى مطلب نفى الوهية المسيح, والان مع شاهد اخر
هل آمنت الكنيسة الأولي بأنَّ المسيح هو اللَّه؟
القس عبد المسيح بسيط أبو الخير كاهن كنيسة السيدة العذراء الأثرية بمسطرد
يقول القدِّيس بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس بالروح "
إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُعَلِّمُ تَعْلِيماً آخَرَ، وَلاَ يُوافِقُ كَلِمَاتِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الصَّحِيحَةَ، وَالتَّعْلِيمَ الَّذِي هُوَ حَسَبَ التَّقْوَى فَقَدْ تَصَلَّفَ " (1تي6/3-4)، "
لأَنَّهُ سَيَكُونُ وَقْتٌ لاَ يَحْتَمِلُونَ فِيهِ التَّعْلِيمَ الصَّحِيحَ، بَلْ حَسَبَ شَهَوَاتِهِمُ الْخَاصَّةِ يَجْمَعُونَ لَهُمْ مُعَلِّمِينَ مُسْتَحِكَّةً مَسَامِعُهُمْ
وَلَكِنْ إِنْ بَشَّرْنَاكُمْ نَحْنُ أَوْ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ بِغَيْرِ مَا بَشَّرْنَاكُمْ، فَلْيَكُنْ «أَنَاثِيمَا».
يقول بابياس أسقف هيرابوليس بفرجية في آسيا الصغرى
ولكنني لا أتردَّد أيضًا عن أنْ أضع أمامكم مع تفسيري كلّ ما تعلمته بحرصٍ من الشيوخ ( أي آباء الكنيسة ) 000 وكلَّما أتي أحدٌ ممن كان يتبع المشايخ سألته عن أقوالهم، عمَّا قاله إندراوس أو بطرس، عمَّا قاله فيلبُّس أو توما أو يعقوب أو يوحنَّا أو متَّي، أو أي أحدٍ آخر من تلاميذ الربِّ أو عمَّا قاله أريستون أو القسّ يوحنَّا أو تلاميذ الربِّ. لأنني أعتقد أنَّ ما تحصل عليه من الكتب يُفيدني بقدر ما يصلْ إليّ من الصوت الحيّ الدائم "
ويقول أريناؤس أسقف ليون (120 - 202م)؛
" المعرفة الحقيقيَّة قائمة في تعليم الرُسل وقيام الكنيسة في العالم كلّه، وفي امتياز استعلان جسد المسيح بواسطة تتابع الأساقفة الذين أعطوا الكنيسة القائمة في كلِّ مكان أنْ تكون محروسة ومُصانة دون أي تزييف أو ابتداع في الأسفار بسبب طريقة التعليم الكاملة والمتقنة التي لم تُستهدف لأيّ إضافه أو حذف ،
كما يسجِّل ذلك القدِّيس إكليمندس الإسكندري
(وينقل يوسابيوس عن كتابه "وصف المناظر" أنَّه إستلم التقليد بكلِّ دقَّةٍ من الذين تسلَّموه من الرسل " التقاليد التي سمعها من الشيوخ الأقدمين " وقد حافظ هؤلاء الأشخاص علي التقليد الحقيقيّ للتعليم المبارك، المسلَّم مباشرة من الرسل القدِّيسين بطرس ويعقوب ويوحنَّا وبولس، إذ كان الابن يتسلَّمه عن أبيه 000 حتَّي وصل إلينا بإرادة اللَّه لنحافظ علي هذه البذار الرسوليَّة
فقد سجلوا في كتاب الدياديكية أو تعاليم الرسل الأثني عشر
" وبعد أنْ تعلّموا كلّ ما سبق عمَّدوا كما يأتي " باسم الآب والابن والروح القدس بماء جارٍ (1:7
وجاء في رسالة برنابا (من 90 - 100م تقريبا
" لو لم يأتِ بالجسد لما استطاع البشر أنْ ينظروا خلاصهم. إذا كانوا لا يستطيعون أنْ ينظروا إلي الشمس التي هي من أعمال يديه فهل يمكنهم أنْ يحدِّقوا إليه لو كان قد جاءهم بغير الجسد. إذا كان اِبن اللَّه قد أتي بالجسد فلأنَّه أراد أنْ يضع حدًا لخطيئة أولئك الذين اضطهدوا أنبياءه " (10:4،11) .
" للمرَّة الثانية يظهر يسوع لا كاِبن للبشر بل كاِبن للَّه ظهر بشكل جسديّ وبما أنَّه سيُقال أنَّ المسيح هو اِبن داود فإنَّ داود يُسرع ويتنبَّأ قائلاً " قال الربُّ لربِّي إجلس عن يميني حتَّي أجعل أعداءك موطئا لقدميك
ويتكلم القديس إكليمندس الرومانيّ،
" أنَّ صولجان جلال اللَّه، الربّ يسوع المسيح، لم يأتِ متسربلاً بجلال عظمته - كما كان في استطاعته - بل جاء متواضعًا كما تنبَّأ عنه الروح القدس "
" كلُّ الأجيال من آدم إلي يومنا هذا قد عبرت، أمَّا المتكلِّمون في الحبِّ بالنعمة الإلهيَّة فيجلسون في مجالس القدِّيسين ويظهرون عند إعلان ملكوت المسيح " (ف50) .
" أليس لنا إلهٌ واحدٌ، ومسيحٌ واحدٌ، وروحُ نعمةٍ واحدٍ سُكب علينا " (ف46)، " حيّ هو اللَّه، حيّ هو يسوع المسيح ربنا، وحيّ هو الروح القدس " (ف58) .
ويصف المسيح باِبن اللَّه الحبيب والوحيد " ابنه الحبيب يسوع المسيح 000 بيسوع المسيح ابنك الوحيد 000 أنَّك أنت هو اللَّه ويسوع المسيح هو اِبنك "(ف59) .
ويختم رسالته بنفس أسلوب الرسل " نعمة ربنا يسوع المسيح تكون معكم ومع جميع الذين دعاهم لله في كل موضع بالمسيح الذي له ومعه المجد والكرامة والسلطان والعظمة والعرش الأبدي من جبل إلى جيل ، آمين " .
ويشرح القديس أغناطيوس (35 - 107م)،
" تحيَّة لا شائبة فيها في يسوع المسيح إلهنا ". "وقد أكملت عمل الإخوة حتى النهاية بدم اللَّه " (أفسس1:1). " المسيح يسوع الذي من نسل داود والمولود من مريم، الذي وُلد حقًا وأكل حقًا وشرب حقًا، وصُلب حقًا علي عهد بيلاطس البنطي، ومات حقًا أمام السمائيِّين والأرضيِّين " (ترالس 9)، " أشكر يسوع المسيح الإله 000 الذي وُلد حقًا من نسل داود حسب الجسد " (ازمير1) .
ويؤكِّد علي حقيقة كونه إلهًا وإنسانًا في آنٍ واحدٍ " يُوجد طبيبٌ واحدٌ هو في الوقت نفسه جسدٌ وروحٌ (إنسانٌ وإلهٌ)، مولود وغير
مولود، الله صار جسدًا، حياة حقيقيَّة في الموت، من مريم ومن اللَّه، في البدء كان قابلاً للألم وأصبح الآن غير قابلٍ للألم، هو يسوع المسيح ربُّنا " (أفسس8 : 2)،
ويقول القديس بوليكاربوس أسقف أزمير (65- 155م)،
من لا يعترف بأنَّ يسوع قد جاء في الجسد فهو ضد المسيح " (ف 7 : 7). " أن المسيحيين يعبدون المسيح كاللَّه أو اِبن اللَّه ". وأيضًا " عادة يجتمع المسيحيُّون قبيل الفجر في يوم محدَّد لإكرام المسيح إلههم بالترانيم
يوستينوس الشهيد (100 إلى 165م): فيقول " لأنَّه كما آمن إبراهيم بصوت اللَّه وحُسب له ذلك برًا، ونحن بنفس الطريقة آمنا بصوت اللَّه الذي تحدَّث لنا بواسطة رسل المسيح وأُعلن لنا بواسطة الأنبياء حتَّي الموت لأنَّ إيماننا تبرَّأ بكلِّ ما في العالم "
" مكتوب في مذكرات رسله (أي الأناجيل) أنَّه ابن اللَّه، ولأننا ندعوه الابن، فقد أدركنا أنَّه وُلد من الآب قبل كلِّ الخلائق بقوَّته وإرادته 000 وصار إنسانًا من العذراء لكي يدمِّر العصيان الذي نتج بسبب الحيَّة "
" تعلَّمنا أنَّ الخبز والخمر كانا جسد ودم يسوع الذي صار جسدًا "
" " تُبيَّن الأسماء المختلفة للمسيح، بحسب الطبيعتَين أنَّه، هو اللَّه الذي ظهر للآباء، وقد دُعي مرَّة بملاك المشورة العظيم (ملا 3/1)، ودُعي إنسانًا في حزقيال، ومثل اِبن إنسان في دانيال، ووُلد في أشعياء، ودعاه داود مسيح وإله ومعبود 000 هو اللَّه ابن اللَّه الغير مولود وغير المنطوق به، لأنَّ موسي يقول الآتي في مكان ما في الخروج " وَأنَا ظَهَرْتُ لابْرَاهِيمَ وَاسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ بِانِّي الْالَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. وَامَّا بِاسْمِي «يَهْوَهْ» فَلَمْ اعْرَفْ عِنْدَهُمْو وَأَيْضًا اقَمْتُ مَعَهُمْ عَهْدِي" (خر6/3-4). ويقول أيضًا أنَّ إنسانًا صارع مع يعقوب، ويؤكِّد أنَّه اللَّه، رؤيا اللَّه، فقد قال يعقوب " نَظَرْتُ اللهَ وَجْها لِوَجْهٍ وَنُجِّيَتْ نَفْسِي " (تك32/24-30)، ومكتوب أنَّه دعا اسم المكان الذي صارعه فيه وظهر له وباركه فيه وجه اللَّه " فنيئيل " 000 ودعي بالكلمة لأنَّه يحمل الأخبار من الآب للبشر ولكنه غير منقسم أو منفصل عن الآب أبدًا كما يُقال أنَّ نور الشمس الذي علي الأرض غير مُنقسم وغير مُنفصل عن الشمس في السماء 000 إنَّه مولود من الآب بقوَّته وإرادته ولكن دون انفصال"
وقال عن ناسوته " دعي يسوع نفسه اِبن الإنسان أمَّا بسبب ولادته من خلال عذراء أو لأنَّه جاء من نسل داود والبطاركة).
ايريناؤس (120-202م) أسقف ليون :
" تسلَّمت الكنيسة 000 من الرسل ومن تلاميذهم هذا الإيمان [ فهي تؤمن ] بإلهٍ واحدٍ الآب القدير خالق السماء والأرض والبحر وكلّ ما فيها، وبيسوع المسيح الواحد، ابن اللَّه الذي تجسَّد لأجل خلاصنا ".
" صار الله إنسانًا والرب نفسه خلَّصنا معطيًا لنا علامة العذراء
" كلمة اللَّه ربّنا يسوع المسيح الذي صار إنسانًا بين البشر في الأيام الأخيرة ليُوحِّد النهاية في البداية، أي اللَّه بالإنسان "
" لأجل خلاصنا ، يسوع المسيح ربنا "
" كان الكلمة موجودًا في البدء مع اللَّه، وبه خلق كلّ شيء وكان دائمًا موجودًا مع الجنس البشريّ، وحديثًا جدًا، في لحظة معيَّنة من الآب، اتحد مع صنعة يديه وبه صار إنسانًا خاضعًا للألم "
" وباطل أيضًا الأبيونيين الذين لم يقبلوا الإيمان لنفوسهم في اتحاد اللَّه والإنسان 000 ولم يريدوا أنْ يفهموا أنَّ الروح القدس حلَّ علي العذراء وأنَّ قوة العليّ ظلَّلتها ، ولذا فالذي وُلد هو قدوس وابن اللَّه العليّ أبو الكلِّ ، ونتج التجسُّد "
من لا يتغيَّر، أي ذاك الذي يعلو الزمان والمكان ولا يري ولكن صار مرئيًا لأجلنا، لا يُلمس ولا يتألَّم ولكنه صار ملموسًا ومتألمًا وإحتمل كلِّ شيء لأجلنا "، فقال " أنَّ الربّ يسوع المسيح من أجلنا قبل الحدود الجسديَّة والإنسانيَّة، الذي كان غير مرئي صار مرئيًا، غير المتألِّم صار متألمًا لأجلنا، غير المدرك صار مدركًا لأجلنا"
وكان الخلاف بين آريوس ومن شايعه وبقيَّة آباء الكنيسة ليس في لاهوت المسيح وحقيقة كونه اِبن اللَّه وإله الكون وخالقه ومدبِّره وديانه، وإنما في عبارة " المولود من الآب قبل كلّ الدهور" والتي آمن آباء الكنيسة أنَّها ولادة في ذات اللَّه الآب بلا بداية وبلا نهاية، مثل ولادة النور من النور، كقول الكتاب " اَلاِبْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ" (يو1/18). أمَّا آريوس فقد إعتقد أنَّ هذه الولادة قد بدأت في نقطة ما قبل كلّ الدهور ! قبل الزمن والخليقة! بمعني أنَّه كان هناك وقت لم يكنْ فيه الابن! ثمَّ ولد اللَّه الابن بمعني أوجده قبل الزمان والخليقة ليخلق به الكون ويدبِّره!! مناقضًا بذلك قول المسيح نفسه " أَنَا الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ، الأَوَّلُ وَالآخِرُ" (رؤ22/13).
كان بولس السموساطي أسقفا لإنطاكية (في الفترة من 260إلى 268م) وكان له نفوذ سياسي في الإمبراطورية الرومانية ، كما كان نائبا للملكة زنوبيا ملكة تدمر (بالميرا) والتي كانت تتبعها إنطاكية في ذلك الوقت . وقد نادى بأن المسيح مجرد بشر وقد صار إلهاً ، ولكي يوفق بين قوله هذا وبين آيات الكتاب المقدس التي تؤكد على حقيقة لاهوت المسيح قال أنه صار إلها بالتبني . ويلخص العلماء أفكاره كالآتي :
1 - أن الله واحد وحدانية مطلقة في أقنوم واحد ومع ذلك يمكن أن نميز فيه الكلمة (اللوجوس) والحكمة ، كصفتان أو قوتان مثل العقل والفكر في الإنسان ( Schaff Vol. 2 : 581 )، وأن اللوجوس خرج من الله وهو يعمل في الأنبياء وقد حل في المسيح الإنسان منذ ميلاده ولكن بقوة أكبر من الأنبياء ، وهو هنا يميز بين الكلمة ويسوع .
2 - أن الابن لم يكن موجوداً دائما وأنه أقل من ال- ( Logos- λογος) وأن اتحاد الابن مع الكلمة هو اتحاد عن طريق التعليم وليس اتحادا وجودياOntological ، كما أن الابن وجد قبل الأزمنة في علم الله السابق ، وأن الآب وحده هو الله أما الابن فإله بالنعمة ، وبالتبني لأن الله تبناه
لن نتحدث الان عن اريوس وبولس السمساطى وانما نؤجل ذلك عند الحديث حول تاريخ العقيدة الميسيحية, والان يقول القس ان تأليه المسيح وتجسده هو تعليم الاباء ورثوه عن الرسل وعلى رأسهم بولس , والان نناقش ماقاله بولس مع مراعاة مانقله القس عنه الان وهو يقول وَلَكِنْ إِنْ بَشَّرْنَاكُمْ نَحْنُ أَوْ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ بِغَيْرِ مَا بَشَّرْنَاكُمْ، فَلْيَكُنْ
وقبل ان نسهب فى الحديث عن بولس ننقل للقارىء المتعجل بعض ايات من رسائل بولس تدل على وحدانية الله وعبودية المسيح وهى
النص الاول , رسالة كورنثيوس الاولى 8/4-6 , والنص العربىهو
1Co 8:4 فَمِنْ جِهَةِ أَكْلِ مَا ذُبِحَ لِلأَوْثَانِ نَعْلَمُ أَنْ لَيْسَ وَثَنٌ فِي الْعَالَمِ وَأَنْ لَيْسَ إِلَهٌ آخَرُ إِلاَّ وَاحِداً.
1Co 8:5 لأَنَّهُ وَإِنْ وُجِدَ مَا يُسَمَّى آلِهَةً سِوَاءٌ كَانَ فِي السَّمَاءِ أَوْ عَلَى الأَرْضِ كَمَا يُوجَدُ آلِهَةٌ كَثِيرُونَ وَأَرْبَابٌ كَثِيرُونَ.
1Co 8:6 لَكِنْ لَنَا إِلَهٌ وَاحِدٌ: الآبُ الَّذِي مِنْهُ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ وَنَحْنُ لَهُ. وَرَبٌّ وَاحِدٌ: يَسُوعُ الْمَسِيحُ الَّذِي بِهِ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ وَنَحْنُ بِهِ.
والنص اليونانى (الاصلى ) هو
1Co 8:4 περι4012 PREP της3588 T-GSF βρωσεως1035 N-GSF ουν3767 CONJ των3588 T-GPN ειδωλοθυτων1494 A-GPN οιδαμεν1492 V-RAI-1P οτι3754 CONJ ουδεν3762 A-NSN-N ειδωλον1497 N-NSN εν1722 PREP κοσμω2889 N-DSM και2532 CONJ οτι3754 CONJ ουδεις3762 A-NSM-N θεος2316 N-NSM ετερος2087 A-NSM ει1487 COND μη3361 PRT-N εις1520 A-NSM
1Co 8:5 και2532 CONJ γαρ1063 CONJ ειπερ1512 COND εισιν1510 V-PAI-3P λεγομενοι3004 V-PPP-NPM θεοι2316 N-NPM ειτε1535 CONJ εν1722 PREP ουρανω3772 N-DSM ειτε1535 CONJ επι1909 PREP | γης1093 N-GSF | [γης]1093 N-GSF VAR: της3588 T-GSF γης1093 N-GSF :END | ωσπερ5618 ADV εισιν1510 V-PAI-3P θεοι2316 N-NPM πολλοι4183 A-NPM και2532 CONJ κυριοι2962 N-NPM πολλοι4183 A-NPM
1Co 8:6 αλλ235 CONJ ημιν1473 P-1DP εις1520 A-NSM θεος2316 N-NSM ο3588 T-NSM πατηρ3962 N-NSM εξ1537 PREP ου3739 R-GSM τα3588 T-NPN παντα3956 A-NPN και2532 CONJ ημεις1473 P-1NP εις1519 PREP αυτον846 P-ASM και2532 CONJ εις1520 A-NSM κυριος2962 N-NSM ιησους2424 N-NSM χριστος5547 N-NSM δι1223 PREP ου3739 R-GSM τα3588 T-NPN παντα3956 A-NPN και2532 CONJ ημεις1473 P-1NP δι1223 PREP αυτου846 P-GSM
لاحظ كلمة الهة, اله,باللون الاحمر وهى التى كتبت عن الاب, اما عن المسيح فاستعملت الكلمة باللون الاخضر وتعنى سيد
النص الثانى تيموثاوس الاولى
1Ti 2:5 لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ،
1Ti 2:5 εις1520 A-NSM γαρ1063 CONJ θεος2316 N-NSM εις1520 A-NSM και2532 CONJ μεσιτης3316 N-NSM θεου2316 N-GSM και2532 CONJ ανθρωπων444 N-GPM ανθρωπος444 N-NSM χριστος5547 N-NSM ιησους2424 N-NSM
نعتقد ان القارىء حفظ تلك الكلمات اليونانية من كثرة ماكررناها ولم يحتاج ترجمة , والان نتحدث عن بولس
عبارات بولس التي يظن عادة أنها نص منه على تأليه المسيح، لا تخرج عن أحد ثلاثة أمور:
ـ إما هي ترجمة احتمالية مرجوحة للنص اليوناني الأصلي، الذي يمكن أن يترجم بصورة أخرى، تبعا للتغُّير المحتمل للموضع، المشكوك به، للفاصلة أو النقطة في النص الأصلي، مما يجعل العبارة تتغير تغيرا تاما من نص على إلهية المسيح إلى كلام عن إلهية الله تعالى الآب!.
ـ أو هي عبارات مجازية، من الخطأ فهمها على معناها الحرفي الظاهر، و ذلك بدلالة سياق الكلام، و بدلالة القرائن الأخرى، كملاحظة موارد استعمال بولس لنفس هذه الألفاظ في المواضع الأخرى من رسائله، مما يبين أن المراد الحقيقي لبولس من هذه الألفاظ هو معنى مجازي استعاري و ليس المعنى الحرفي.
ـ أو هي عبارة تتضمن وصف المسيح بلفظة مشتركة، مثل لفظة: " الربّ "، التي أحد معانيها هو الله، لكن لها معنى آخر هو: السيد، مع وجود قرائن تؤكد أن بولس يريد منها هذا المعنى الثاني غير التأليهي.
لا توجد في رسائل بولس أي عبارة أو نص صريح قاطع في تأليه للمسيح، بمعنى اعتباره الله تعالى نفسه الذي تجسد و نزل لعالم الدنيا، بل على العكس، نجد في رسائل بولس، نصوص واضحة و محكمة لا تحتمل أي تأويل، تؤكد أن عقيدة الرجل كانت توحيدية محضة، حيث يؤكد على تفرّد الله تعالى (الآب) بالإلـهية و الربوبية و الخالقية و استحقاق العبادة، و أنه وحده الإلـه الخالق الحكيم القدير بذاته، الذي لم يُرَ و لا يُرَى، الذي أبدع المخلوقات لوحده و أوجد جميع الكائنات بمن فيهم المسيح نفسه، الذي يعتبره بولس بكر كل خليقة، أي أول مخلوقات الله عز و جل، و يصرح بولس بأن الله تعالى إله المسيح و سيده.
نعم يعتقد بولس أن الله تعالى، خلق بالمسيح و فيه سائر الكائنات، أي ينظر للمسيح بمنظار اللوجوس في الفلسفة الأفلوطينية الحديثة التي ترى ـ حسب نظرية الفيض ـ أن اللوجوس (العقل الكلي) هو أول ما فاض عن المبدأ الأول (الله ) و به و فيه وجدت سائر الكائنات، فبولس يرى أن المسيح هو ذلك الكائن الروحي الوسيط الذي فاض عن الله و به و فيه خلق الله سائر الكائنات، و اتخذه الله ابنا حبيبا و جعله الواسطة بينه و بين خلقه، ثم صيره في آخر الزمن، في الميعاد المقرر أزلا، إنسانا بشرا، و أرسله لخلاص بني الإنسان، بعمله التكفيري العظيم، الذي تجلى ـ حسب قول بولس ـ بآلامه و سفك دمه و موته على الصليب، تكفيرا لخطايا البشر و فداء لهم بنفسه، فكرمه الله تعالى لأجل ذلك، و مجَّده و رفع قدره فوق كل الكائنات و أجلسه عن يمينه فوق عرشه (يتفق النصارى هنا على تنزيه الله تعالى عن حدود المكان و الزمان و يفهمون هذه العبارات على نحو غير تجسيمي ) و جعله شفيعا للمؤمنين و قاضيا و حاكما بينهم يوم الدين، ثم ليخضع في النهاية لأبيه الروحي و خالقه و إلهه: الله تعالى الذي هو ـ حسب تعبير بولس ـ الكل في الكل.
أقاويل بولـــس الصريحة في نفي إلـــهية المســيح و إفراد الله تعالى وحده بالألوهية
" و هناك رب واحد و إيمان واحد و معمودية واحدة، و إلــهٌ واحدٌ أبٌ لجميع الخلق و فوقهم جميعا يعمل بهم جميعا و هو فيهم جميعا "
Eph 4:5 εις1520 A-NSM κυριος2962 N-NSM μια1520 A-NSF πιστις4102 N-NSF εν1520 A-NSN βαπτισμα908 N-NSN
Eph 4:6 εις1520 A-NSM θεος2316 N-NSM και2532 CONJ πατηρ3962 N-NSM παντων3956 A-GPM ο3588 T-NSM επι1909 PREP παντων3956 A-GPM και2532 CONJ δια1223 PREP παντων3956 A-GPM και2532 CONJ εν1722 PREP πασιν3956 A-DPM
يقول بولس في رسالته إلى أهل فيليبي (4 / 6 ـ 7 ):
" لا تكونوا في هم من أي شيء كان. بل في كل شيء لترفع طلباتكم إلى الله بالصلاة و الدعاء مع الشكر. فإن سلام الله الذي يفوق كل إدراك يحف قلوبكم و أذهانكم في المسيح يسوع "
فطلب الحوائج و الصلاة و الدعاء و الشكر يجب رفعها لله تعالى، لكي ينزل الله سكينته على المؤمنين بواسطة المسيح و لكي يثبت قلوبهم ـ في المصاعب ـ على الإيمان و الثقة بالمسيح و محبته.
و يقول في رسالته إلى أهل أفسس (3 / 14 ـ 20 ) :
" لهذا أجثو على ركبتي للآب، فمنه تستمد كل أسرة اسمها في السماء و الأرض، و أسأله أن يهب لكم، على مقدار سِـعَة مجده، أن تشتدوا بروحه ليقوى فيكم الإنسان الباطن [4] و أن يقيم المسيح في قلوبكم الإيمان، حتى إذا تأصلتم في المحبة و أسسـتم عليه، أمكنكم أن تدركوا مع جميع القديسين ما هو العرض و الطول و العلو و العمق و تعرفوا محبة المسيح التي تفوق كل معرفة فتمتلئوا بكل ما لله من كمال. ذاك الذي يستطيع بقوته العاملة فينا أن يبلغ ما يفوق كثيرا كل ما نسأله و نتصوره، له المجد في الكنيسة و في المسيح يسوع على مدى الأجيال و الدهور آمين
فبولس يؤكد أن الصلاة (الجثو على الركبتين )، إنما هي للآب فقط، لأنه منه وحده يستمد كل شيء اسمه و وجوده كما أنه بيده تعالى قلوب العباد و منه تعالى الثبات و التوفيق و الهداية التي ينزلها على من يشاء بواسطة الملائكة و المسيح، فالمسيح هو مَجرَى الفيض و واسطة المدد فحسب، لذا فالتسبيح و المجد لله تعالى المعطي و المفيض، و يا ليت النصارى يأخذون بهذا و يكفون عن عبادة المسيح، و الجثو للصلبان و التماثيل !
و يقول في رسالته الثانية إلى أهل قورنتس (1/ 3 ـ 4 و 9 ـ 10 ):
" تبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح، أبو الرأفة و إلـه كل عزاء، فهو الذي يعزينا في جميع شدائدنا لنستطيع، بما نتلقى نحن من عزاء من الله أن نعزي الذين هم في أية شدة كانت... لئلا نتكل على أنفسنا بل على الله الذي يقيم الأموات، فهو الذي أنقذنا من أمثال هذا الموت و سـيُـنـقِـذُنا منه: و عليه جَعَـلْـنَا رجاءَنا بأنه سينقذنا منه أيضا. "
2Co 1:2 χαρις5485 N-NSF υμιν4771 P-2DP και2532 CONJ ειρηνη1515 N-NSF απο575 PREP θεου2316 N-GSM πατρος3962 N-GSM ημων1473 P-1GP και2532 CONJ κυριου2962 N-GSM ιησου2424 N-GSM χριστου5547 N-GSM
أما أن المسيح عليه السلام مخلوق لله فقد جاء واضحا في رسالة بولس إلى أهل قولسي (أو كولوسي ) (1 /15 ) حيث قال يصف المسيح:
" هو صورة الله الذي لا يرى و بكر كل خليقة "
Col 1:15 ος3739 R-NSM εστιν1510 V-PAI-3S εικων1504 N-NSF του3588 T-GSM θεου2316 N-GSM του3588 T-GSM αορατου517 A-GSM πρωτοτοκος4416 A-NSM-S πασης3956 A-GSF κτισεως2937 N-
أما عبارة صورة الله الذي لا يرى، فسأتكلم عنها مفصلا عندما سنتعرض بعد قليل لتفنيد الشبهات التي يتمسك بها المؤلهون للمسيح من كلمات بولس، أما مرادنا من العبارة فهو وصف المسيح بأنه " بكر كل خليقة " التي تصرح بأن المسيح هو باكورة خليقة الله أي أول مخلوقات الله المتصدر لعالم الخلق، و بديهي أن المخلوق عبد لخالقه و لا يكون إلـها أبدا.
و أما أن اللهَُ تعالى إلـهُ المسيح فقد جاء صريحا في قول بولس في رسالته إلى أهل أفسس (1 / 16 ـ 17 ):
" لا أكف عن شكر الله في أمركم، ذاكرا إياكم في صلواتي لكي يهب لكم إلــهُ ربِّنا يسوع المسيحِ، أبو المجد، روحَ حكمة يكشف لكم عنه تعالى لتعرفوه حق المعرفة "
Eph 1:17 ινα2443 CONJ ο3588 T-NSM θεος2316 N-NSM του3588 T-GSM κυριου2962 N-GSM ημων1473 P-1GP ιησου2424 N-GSM
فهذا بيان صريح في أن الله تعالى، أبا المجد، هو إلــهُ يسوع، و بالتالي يسوع عبده، و هذا نفي قاطع لإلـهية المسيح لأن الإله لا يكون له إلـه !
و أما أن المسيح يستمد قوته من الله و يخضع في النهاية، ككل المخلوقات، لله تعالى، فقد جاء صريحا في كلام بولس التالي، في رسالته الأولى إلى أهل قورنتس (كورنثوس): (15 / 24ـ 28 ):
" ثم يكون المنتهى حين يسلِّم (المسيحُ ) المُلْـكَ إلى اللهِ الآبِ بعد أن يكون قد أباد كل رئاسة و سلطان و قوة. فلا بد له (أي للمسيح ) أن يملك حتى ((يجعل جميع أعدائه تحت قدميه ))، و آخر عدو يبيده هو الموت، لأنه ((أخضع كل شيء تحت قدميه )). و عندما يقول: ((قد أخضع له كل شيء )) فمن الواضح أنه يستثني الذي أخضَعَ له كلَّ شيء. و متى أَخضَع له كل شيء، فحينئذ، يخضع الابن نفسه لذاك الذي أَخضَعَ له كلَّ شيء، ليكون اللهُ كل شيء في كل شيء. "
1Co 15:28 وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.
تظهر من هذا النص الحقائق التالية:
¨ أن المُلْكَ الحقيقيَ الأصيلَ لِلَّهِ الآبِ وحدَه، و أما السلطان و المُلْكُ الذي أوتيه المسيح، فهو من عطاء الله و موهبته، و هو أمانة لأداء رسالة محددة وفق مشيئة الله، ثم يسلم المسيح فيما بعد الأمانة لصاحبها الحقيقي.
¨ أن المسيح لم يخـضِع شيئا من قوات الشر في العالم بقوته الذاتية، بل الله تعالى هو الذي أخضعها له.
¨ أن المسيح نفسَه، بعد أن ينصره الله على قوى الشر و يجعلها تحت قدميه، سيخضع بنفسه لله ليكون الله تعالى وحده الكل في الكل.
و كل نقطة من هذه النقاط الثلاث تأكيد واضح على عدم إلـهية المسيح و كونه محتاجا لله و خاضعا له سبحانه و تعالى، و على انحصار الإلهية بالله الآب وحده.
و هاك قول آخر لبولس يؤيد أيضا ما قلناه، قال في رسالته الثانية إلى كورنثوس (13 /4 ):
" أجل، قد صُـلِبَ (أي المسيح ) بضعفه، لكنه حيٌ بقوة الله. و نحن أيضا ضعفاء فيه، و لكننا سنكون أحياء معه بقدرة الله فيكم. "
فما أصرح هذه العبارة في تأكيد عبودية المسيح لله و عدم إلـهيته، حيث يقول أنه أي المسيح ضعيف بنفسه لكنه حي بقوة الله تعالى، مثلنا نحن الضعفاء بأنفسنا و لكن الأحياء بقوة الله تعالى.
و أما أن اللهَ تعالى سيدُ المسيح و مولاه الآمرُ له، فجاء واضحا في قول بولس في رسالته الأولى إلى أهل قورنتس أيضا (11 / 3 ):
" و لكني أريد أن تعلموا أن رأس كل رجل هو المسيح و رأس المرأة هو الرجل و رأس المسيح هو الله ".
من الواضح أنه ليس المراد هنا بالرأس، معناه الحقيقي، بل المراد معنىً مجازيٌّ للرأس هو "الرئيس المُطاع و السيد الآمر" [5]. فهذا النص يقول أنه كما أن الرجل هو سيد المرأة و رئيسها القوام عليها و الذي ينبغي عليها إطاعته [6]، فكذلك المسيح عليه السلام سيد الخلق (في عصره) الذي ينبغي على الناس إطاعته و الامتثال لأمره، و الله تعالى سيد المسيح و رئيسه و القوام عليه، الذي يجب على المسيح إطاعته و الامتثال لأمره. أفليس هذا رد صريح للادعاء بأن المسيح هو الله ذاته أو أنه إله مماثل لأبيه؟! والترجمة الفرنسية تؤيد ذلك
(FLS) Je veux cependant que vous sachiez que Christ est le chef de tout homme, que l'homme est le chef de la femme, et que Dieu est le chef de Christ.
تأكيد بولس الدائم، على الغـيـريـّة الكاملة بين الله تعالى و المسـيح عليه السلام و التعبير عنهما دائما ككائنين اثنين و شخصين منفصلين :
من أوضح الأدلة على عدم اعتقاد بولس إلـهية المسيح ما يظهر في كل عبارة من عبارات رسائله من فصل و تمييز واضحين بين الله، و الذي يعبر عنه غالبا بالآب أو أبينا، و المسيح الذي يعبر عنه غالبا بالرب أو ربنا، و اعتبارهما شخصين اثنين و كائنين منفصلين. و توضيح ذلك أن بولس يؤكد أن الله واحد أحد لا إله غيره، كما مر، كما يؤكد ألوهية الآب، و يؤكد أن المسيح غير الآب، فبالنتيجة لا يمكن أن يكون المسيح إلـها ـ في نظر بولس ـ لأنه لو كان إلـها لصار هناك إلـهين اثنين، طالما أن المسيح غير الآب، و هذا ما يؤكده بولس عندما يؤكد أن الله واحد لا إله غيره. و أعتقد أن المسألة واضحة لا تحتاج لتأمل كبير! و الشواهد على هذا الموضوع ـ أعني أن الله غير المسيح و أنهما اثنين ـ من كلام بولس، كثيرة جدا، مر بعضها فيما سبق، و نضيف هنا بعض الشواهد الأخرى لمزيد من التوضيح:
الديباجة الدائمة التي يفتتح بها بولس رسائله فيقول:
" عليكم النعمة و السلام من لدن الله أبينا و الرب يسوع المسيح " [7]
في رسالته الأولى إلى أهل قورنتس (3 / 22 ):
" كل شيء لكم و أنتم للمسيح و المسيح لله "
شبهات المؤلهين للمسيح من عبارات بولـــس و الرد عليها
الشبهة الأولى
قول بولس عن المسيح: " و هو فوق كل شيء إلـهٌ مباركٌ أبد الدهور ". الرسالة إلى أهل رومة: 9/ 3 ـ 5.
الرد على هذه الشبهة:
في البداية ننقل تمام الفقرة التي جاءت ضمنها تلك الجملة. يقول بولس:
" لقد وددت لو كنت أنا نفسي محروما و منفـصلا عن المسيح في سبيل أخوتي بين قومي باللحم و الدم، أولـئك الذين هم بنو إسرائيل و لهم التبني و المجد و العهود و التشريع و العبادة و المواعيد و الآباء، و منهم المسيح من حيث إنه بشر، و هو فوق كل شيء إلـه مبارك أبد الدهور. آميــن ".
و الآن أقول: إن العبارة التي وضعتُ تحتها خط، عبارةٌ مختلف في ترجمتها. أي أن الأصل اليوناني للعبارة يمكن قراءته على نحو آخر، كما أشارت لذلك الترجمة الفرنسية الحديثة المراجعة للعهد الجديد في حاشيتها فقالت ما نصه:
" On peu traduire aussi: De qui est issue le Christ
selon la chair. Que le Dieu qui est au-dessus de toute choses soit beni eternellment. Amen " [9] a
و ترجمته : " نستطيع أن نترجم أيضا (على النحو التالي ): و منهم المسيح حسب الجسد. تبارك الله الذي هو فوق كل شيء أبد الدهور. آميـن."
في هذه القراءة نلاحظ أن الكلام من عند: و منهم المسيح... ينتهي بعبارة: بحسب الجسد." ثم نقطة. ثم تبدأ جملة مستأنفة جديدة هي: " تبارك الله الذي هو فوق كل شيء.. الخ."، و عليه فالكلام، في هذه القراءة، ليس فيه أي تأليه للمسيح.
هذا و لقد أحسَـنَت الترجمة الإنجليزية العصرية المراجَعة للعهد الجديد، حيث لم تذكر هذه القراءة الثانية في الحاشية، بل جعلتها هي الأصل و هي الترجمة الصحيحة المختارة فترجمت العبارة في المتن كالتالي:
“ And Christ , as a human being , belongs to their race. May God , who rules over all , be praised for ever. Amen“ [10
و ترجمته: " و المسيح، ككائن بشري ينتمي لعرقهم. ليتبارك الله الذي يحكم فوق الجميع للأبد. آمين. ".
(GNT-BYZ+) ων3739 R-GPM οι3588 T-NPM πατερες3962 N-NPM και2532 CONJ εξ1537 PREP ων3739 R-GPM ο3588 T-NSM χριστος5547 N-NSM το3588 T-NSN κατα2596 PREP σαρκα4561 N-ASF ο3588 T-NSM ων1510 V-PAP-NSM επι1909 PREP παντων3956 A-GPN θεος2316 N-NSM ευλογητος2128 A-NSM εις1519 PREP τους3588 T-APM αιωνας165 N-APM αμην281 HEB
ويمكن ترجمة النص اليونانى كذلك ( والذى فوق ذلك عليه بركات الله الى الابد)
الشبهة الثانية
قول بولـس: ".... منتظرين الرجاء المبارك و ظهور مجد الله العظيم و مخلصنا يسوع المسيح". رسالته إلى تيطس (2/13) بحسب النسخة البروتستانتية.
الرد على هذه الشبهة:
أولاً: العبارة، حتى في صورتها الحالية، لا تدل على ألوهية المسيح، لأن جملة: " و مخلصنا يسوع المسيح " معطوفة على الله العظيم بواو العطف التي تقتضي المغايرة، و العامل في الجملتين هو المصدر: ظهور، أي أن العبارة معناها كالتالي: منتظرين ظهور مجد الله و ظهور مخلصنا المسيح.
ثم ينبغي أن نلاحظ أن الظهور سيكون لمجد الله لا لذات الله، و لا شك أن ظهور نبي الله و سيادته على العالم هو ظهور لمجد الله في الواقع،
و ثانياً: ذكرت حاشية الترجمة العربية الحديثة الكاثوليكية للعهد الجديد، بإشراف الرهبانية ******ية تعليقا على هذه الفقرة، ما يلي:
" منهم من يترجم: مجد إلـهنا العظيم. و مجد مخلصنا يسوع المسيح ". ثم حاول المحشي أن يثبت رجحان الترجمة الأولى التي في المتن و التي تؤكد حسب زعمه لاهوت المسيح. و كلا الادعائين خطأ. أما كون الترجمة الأولى تؤكد لاهوت المسيح فقد تبين بطلانه، و أما الدليل على عدم رجحان الترجمة الأولى فهو أن كل ما ذكرناه في الفصل السابق من نصوص عن بولـس يؤكد فيها تفرد الآب بالألوهية و أنه إلـه المسيح و خالقه، و أن المسيح عبده الطائع الخاضع لسلطانه، يوجب حمل كل عبارة لبولـس تحتمل معنيين ( أحدهما يجعل المسيح هو الله و الآخر لا يجعله الله ) على المعنى الذي لا يؤله المسيح لكي يبقى كلام بولـس متسقا مع بعضه منسجما غير متناقض. و بتعبير آخر، إن نصوص بولـس الصريحة المحكمة في نفي إلهية المسيح و إفراد الله الآب بالإلـهية، تحكم على النصوص المتشابهة، فتفسر المعنى المراد منها، و هذا ما يعبر عنه في علم التفسير الإسلامي بـرد المتشابه إلى المحكم.
هذا و من المفيد أن نذكر أن الترجمة الإنجليزية العصرية المراجعة للعهد الجديد أوردت في حاشية هذا النص تعليقا يبين هذا الاحتمال الثاني لترجمة العبارة من الأصل اليوناني فقالت:
“ Or: (The Glory of ) the Great God and our Savior Jesus Christ “
أي: " أو (مجد ) الله العظيم و (مجد) مخلصنا يسوع المسيح ".
ولذلك شاهد هو
Mat 16:27 فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ سَوْفَ يَأْتِي فِي مَجْدِ أَبِيهِ مَعَ مَلاَئِكَتِهِ وَحِينَئِذٍ يُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ عَمَلِهِ.
الشبهة الثالثة
قول بولـس: " الله ظهر في الجسد، تبرر في الروح، تراءى للملائكة، كُرِزَ به بين الأمم، أومِنَ به في العالم، رُ فِـع في المجد ". رسالته إلى تيموثاوس (3/ 16 ) كما في الترجمة التقليدية البروتستانتية.
الرد على هذه الشبهة:
سبق شرح ان هذا النص غير موجود وتم حذفه
الشبهة الرابعة
وصف بولس للمسيح بأنه " صورة الله ".
الرد على هذه الشبهة :
قبل تفنيد هذه الشبهة، يجدر بنا أن نذكر الفقرات التي جاء تعبير بولس هذا ضمنها. فالأول جاء في رسالته الثانية إلى أهل كورنثوس (4 / 3 ـ 4) كما يلي :
" فإذا كانت بشارتنا محجوبة، فهي محجوبة عن السائرين في طريق الهلاك. (محجوبة ) عن غير المؤمنين، الذين أعمى أبصارهم إلـه هذه الدنيا لئلا يبصروا نور بشارة مجد المسيح و هو صورة الله ".
و الموضع الثاني جاء في رسالته إلى أهل فيليبي (2 / 5 ـ 8 ) :
" فليكن فيما بينكم الشعور الذي هو أيضا في المسيح يسوع، فمع أنه في صورة الله لم يعد مساواته لله غنيمة بل تجرد من ذاته متخذا صورة العبد و صار مثال البشر و ظهر في هيئة إنسان فوضع نفسه و أطاع حتى الموت موت الصليب
و الآن نقول: إن وصف بولس للمسيح بأنه " صورة الله "، ليس فيه أي تأليه للمسيح، لأن هذه الصفة تكررت بعينها مرات عديدة نجد بولس يعبر عن الرجل ـ كل رجل ـ بأنه " صورة الله " فيقول مثلا في رسالته الأولى إلى أهل قورنتس (11 / 7 ):
" و أما الرجل فما عليه أن يغطي رأسه لأنه صورة الله و مجده "
" أما الآن فألقوا عنكم أنتم أيضا كل ما فيه غضب و سخط و خبث و شتيمة. لا تنطقوا بقبيح الكلام و لا يكذب بعضكم بعضا، فقد خلعتم الإنسان القديم و خلعتم معه أعماله، و لبستم الإنسان الجديد ذاك الذي يجدد على صورة خالقه ليصل إلى المعرفة " رسالة بولس إلى أهل قولسي: 3 / 8 ـ 10.
فإذا كانت صفة " صورة الله" تقتضي الألوهية، فبمقتضى كلام بولس نفسه ينبغي أن يكون جميع القديسين بل جميع الرجال آلهة! و هذا ما لا يتفوه به عاقل و لا يشك في بطلانه أحد.
هذا أولا، و ثانيا: إذا نظرنا إلى تتمة كلام بولس، ظهر لنا بكل وضوح انتفاء قصد إلـهية المسيح و استحالة كون المسيح هو الله في نظر بولس، حيث قال: " فوضع نفسه و أطاع حتى الموت موت الصليب، لذلك رفعه الله إلى العلى و وهب له الاسم الذي يفوق جميع الأسماء..." فيليبي: 2 / 8 ـ 9.
فعبارات أنه مات ثم رفعه الله إلى العلا و وهب له الاسم... تصيح بأعلى صوتها أن المسيح ليس الله بل عبد لله، محتاج له، و ليس بإلـه، لأن الإلـه لا يموت و لا يحتاج لمن يرفعه للعلا، و لا لمن يهبه أي شيء !
الشبهة الخامسة
قول بولس عن المسيح: " فقد حسن لدى الله أن يحل به الكمال كله "، ثم قوله: " فـفـيه (أي في المسيح) يحل جميع كمال الألوهية حلولا جسديا "
الرد على هذه الشبهة:
إذا رجعنا لرسائل بولس، عرفنا أن مقصوده من حلول الكمال الإلـهي في شخص ما، ليس معناه أبدا حلول الذات الإلـهية فيه أو اتحادها به و تحول الشخص لله!!:
" أما أنتم فلستم تحيون بالجسد، بل في الروح لأن روح الله حال فيكم "
و يقول أيضا في رسالته إلى أهل أفسس:
"... و تعرفوا محبة المسيح التي تفوق كل معرفة، فتمتلئوا بكل ما في الله من كمال "
و من الواضح أن بولـس لا يدعو مسيحيي أفسس أن يصبحوا الله و لا بأن ذات الإلـه حالة في المؤمنين من أهل رومية! و إنما يريد بعباراته: " حلول الكمال الإلـهي " أو " حل به كمال الله " أو " روح الله حال فيه " التعبير عن التأييد الإلـهي للمؤمنين و أن روح الله بمعنى المحبة و القداسة و الأناة و الشفقة و العدل و الحكمة و... الكمالات الإلهية صارت إليهم و معهم و بهم، فصاروا مع الله منقطعين عن أنفسهم و ذواتهم و أهوائهم و عن سائر الأغيار، فانين بكليتهم في الله و إرادته.
الشبهة السادسة
تعبير بولس عن المسيح بـ "ابن الله"
الرد على هذه الشبهة:
لعل ما ذكرناه سابقا في الفصل الماضي من بيان مقصود لغة الكتاب المقدس من عبارة ابن الله يكفي لتفنيد هذه الشبهة [15] ، حيث يستخدم بولس نفس لغة و تعبيرات الكتاب المقدس، و لكن لمزيد من الإيضاح نورد هنا أقوال لبولس نفسه يعبر فيها عن المؤمنين البارين القديسين بأنهم أبناء الله، فقد قال مثلا في رسالته إلى أهل رومية (8 / 13 ـ 17):
"... لأنكم إذا حييتم حياة الجسد تموتون أما إذا أمتم بالروح أعمال الجسد فستحيون. إن الذين ينقادون لروح الله يكونون أبناء الله حقا. لم تتلقوا روح عبودية لتعودوا إلى الخوف بل روح تَـبَـنٍّ به ننادي: أبا، يا أبـتِ ! و هذا الروح نفسه يشهد مع أرواحنا بأننا أبناء الله. فإذا كنا أبناء الله فنحن ورثة: ورثة الله و شركاء المسيح في الميراث لأننا إذا شاركناه في آلامه نشاركه في مجده أيضا ".
و قال في رسالته إلى أهل غلاطية (3 / 26):
" لأنكم جميعا أبناء الله بالإيمان بالمسيح يسوع ".
فالتعبير عن الشخص بابن الله إشارة لمرتبة روحية لا لطبيعة تكوينية. ولو كان مقصود بولس من بنوة المسيح لله شيء آخر، أي طبيعة تكوينية، لما أجاز مشاركة المؤمنين الصالحين للمسيح فيها حين قال: و شركاء المسيح في الميراث، إذ من المسلَّم به قطعا أن بولس لا يزعم أن الصالحين يصيرون بصلاحهم آلهة!!، فلا يبقى إلا المشاركة في المرتبة الروحية و الدنو من الله و الاختصاص التام به حتى يكونوا فعلا كمنزلة الابن من أبيه.
الشبهة السابعة
تعبير بولس عن المسيح بـِ " الربّ "
الرد على هذه الشبهة :
كلمة " الرب " هي عبارة بولس المفضلة عندما يشير إلى المسيح عليه السلام، و هو يكررها في رسائله كثيرا، خاصة في افتتاحيات رسائله حين يقول مثلا: "عليكم النعمة و السلام من لدن أبينا و الرب يسوع المسيح، تبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح... " (2 قورنتس: 1/2 ـ3)، أو قوله: " و يشهد كل لسان أن يسوع المسيح هو الرب " (فيليبي: 2/1)... الخ.
و الحقيقة أن وصف المسيح بالربّ أو بربِّنا، لا يقتصر على بولس بل يقول به جميع أصحاب رسائل العهد الجديد الآخرين أيضا، أي القديسون يوحنا و بطرس، و يهوذا و يعقوب يعنون بها معنى المعلم و السيد المطاع أمره، فكلمة الرب كانت وصفا لمنزلة المسيح الرسالية النبوية التعليمية و مقامه ومنصبه الذي أقامه الله فيه، لا وصفا لطبيعته أو تحديدا لجوهر ذاته.
فقد جاء في إنجيل يوحنا أن اليهود كانوا يخاطبون النبي يحيى عليه السلام بعبارة :"رابِّـي " (يوحنا: 3/26) ، و من الواضح أن أحدا لم يقصد ألوهية يحيى عليه السلام .
كما جاء في نفس الإنجيل (يوحنا: 1/38) أيضا ما نصه:
" فقالا (للمسيح): ربِّـي!، الذي تفسيره يا معلم، أين تمكث؟ "
[ ملاحظة: جملة: (الذي تفسيره يا معلم) المعترضة، هي ليوحنا نفسه مؤلف الإنجيل و ليست لأحد من الشراح، فهي من متن الإنجيل نفسه وليست مضافة] .
و جاء في إنجيل يوحنا كذلك (20 / 16) :
" قال لها: يا مريم! فالتفتت إليه و قالت له ربوني الذي تفسيره: يا معلم ".
و جاء أيضا في إنجيل يوحنا (13/ 13 ـ 14)أن المسيح قال لتلامذته:
" أنتم تدعوني " المعـلِّـم و الـرب " و أصبتم فيما تقولون فهكذا أنا. فإذا كنت أنا الرب و المعلم قد غسلت أقدامكم فيجب عليكم أنتم أيضا أن يغسل بعضكم أقدام بعض ".
لكن النسخة التقليدية القديمة (البروتستانتية)للعهد الجديد ترجمت نفس تلك الآيات كالتالي:
" أنتم تدعوني معلماً و ســيـداً و حسنا تقولون لأني أنا كذلك، فإن كنت وأنا الســيـد و المعلم غسلت أرجلكم فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أقدام بعض"
إذاً ما ترجم بالسـيِّـد في الترجمة التقليدية القديمة، ترجم بالـربّ في الترجمة الحديثة، أي اختيرت لفظة الرب بدلا من السيد لترجمة الأصل اليوناني، مما يؤكد أن المقصود بالأصل من كلمة الرب هو معنى السيد و أنهما مترادفان.
و جاء في إنجيل لوقا (20 / 41 ـ 44) أن المسيح عليه السلام قال لليهود:
" كيف يقال للمسيح أنه ابن داود و داود نفسه يقول في كتاب المزامير: "قال الرب لـربـِّي: اجلس عن يميني حتى أجعل أعداءك موطئا لقدميك"؟ فداود نفسه يدعو المسيح ربا، فكيف يكون المسيح ابنه؟ ".
في هذا النص يستند المسيح عليه السلام لآية في مزامير داود (الزبور) يعتبرها بشارة عنه، فإذا رجعنا لمزامير داود في العهد القديم وجدنا أن البشارة هي الآية الأولى من المزمور رقم 110، و لفظها ـ كما في الترجمة الكاثوليكية الحديثة ـ:
" قال الرب لسـيّدي اجلس عن يميني حتىأجعل أعداءك موطئا لقدميك" العهد القديم / ص 1269.
فما عبر عنه المسيح بلفظة ربي هو في الحقيقة بمعنى سيدي و لا حرج فالمقصود واحد.
لذلك نجد أن الترجمات العربية المختلفة للعهد الجديد، خاصة القديمة منها كانت تستخدم لفظة السيد في مكان لفظة الرب، و لفظة المعلم في مكان لفظة رابِّـي. و فيما يلي أمثلة مقارنة تدل على ما نقول، أخذناها من ثلاث ترجمات مختلفة للعهد الجديد هي التالية (من الأقدم إلى الأحدث):
• الترجمة البروتستانتية القديمة التي قامت بها: جمعية التوراة البريطانية و الأجنبية، طبع كامبريدج، بريطانيا. و رمزتُ لها بالترجمة البريطانية البروتستانتية.
• الترجمة المسماة: كتاب الأناجيل المقدسة. طبع المطبعة المرقسية الكاثوليكية بمصر في عهد رئاسة الحبر الجليل الأنبا كيرلِـس الثاني بطريرك المدينة العظمى الإسكندرية و سائر الكرازة المرقسية، سنة 1902 مسيحية. و رمزتُ لها بالترجمة المصرية الكاثوليكية.
ومن ناحية أخرى إذا رجعنا إلى القاموس العبري ـ العربي [16] نرى أن لفظة الرب العبرية تعني: [[ حاخام، معلم، وزير، ضابط، سيد ]].
موضع الشاهد الترجمة البريطانية البروتستانتية الترجمة المصرية الكاثوليكية الترجمة البيروتية ******ية
إنجيل يوحنا: 1/ 49 أجاب نثنائيل و قال له: يا معلم ! أنت ابن الله أنت ملك إسرائيل. أجاب ناثانائيل و قال له: رابي ! أنت هو ابن الله أنت ملك إسرائيل. أجابه نتنائيل: رابي ! أنت ابن الله، أنت ملك إسرائيل.
إنجيل يوحنا: 3/ 1 ـ 2
هذا جاء إلى يسوع ليلا و قال له: يا معلم نعلم أنك قد أتيت من الله معلما لأنه ليس أحد يقدر أن يعمل هذه الآيات التي أنت تعمل إن لم يكن الله معه. فجاء إلى يسوع ليلا و قال له: رابي ، نحن نعلم أنك أتيت من الله معلما لأنه ليس يقدر أحد أن يعمل هذه الآيات التي أنت تعمل ما لم يكن الله معه. فجاء إلى يسوع ليلا و قال له: رابي ، نعلم أنك جئت من لدن الله معلما فما من أحد يستطيع أن يأتي بتلك الآيات التي تأتي بها إن لم يكن الله معه.
إنجيل يوحنا: 4 / 11.
قالت له: يا ســيـد ! لا دلو لك و البئر عميقة فمن أين لك الماء الحي؟ قالت له الامرأة: يا ســيـدي ! إنه لا مستقى لك و البئر عميق فمن أين لك الماء الحي؟ قالت له المرأة: يا رب ! لا دلو عندك و البئر عميقة، فمن أين لك الماء الحي؟
هذا بعض مما قاله بولس , فلماذا لم يذكره الاباء ولو حتى للتعليق عليه؟ وربما كان هذا الفهم لبولس هو مافهمه اريوس والنسطوريون وغيرهم , وسنفصل ذلك عند الحديث عن تاريخ المسيحية, والان مع شاهد اخر يتحدث عن بولس
الخديعة الكبرى
تأليف د. روبرت كيل تسلر
التناقض بين عيسى وبولس لدى قادة الفكر وكبار رجال اللاهوت وبعض أهل الإختصاص
1-ما يثير العجب العجاب هو كيفية ثبات رجال اللاهوت على هذا الدين رغم وجود الهوة السحيقة بين تعاليم عيسى وبولس،
وهذا أمر مؤكد منذ بزوغ فجر المسيحية الأولى، الأمر الذي يعرفه جيداً كل رجل دين إلا أنه يخفي عن شعب الكنيسة وطوائفها، على الرغم من إدراك معظم قراء الكتاب المقدس لوجود تناقضات به، ومع ذلك يفضلون إضطرابات الفكر وتصدعاته عن الإعتراف بتناقض واحد، ثم تحمُّل نتائج هذه العاقبة.
2- لذلك كان لزاماً علينا هنا أن نشير بكل وضوح إلى التناقض الحاد بين أفكار عيسى وتعاليمه وبين مثيلتها عند بولس، الأمر الذي أقره أكبر المفكرين وأبرزوه جيداً .
3- بدأت سلسلة هؤلاء الكتاب المناهضين لبولس منذ وقت الإصلاح الديني، فظهر حينئذ: فيلكيف، ويعقوب ليفر، ورويشليكن، وإيرازموس وكارلشتات، وبيترو بمبو .
4- لاحظ بولينجبروك Bolingbroke 1678 - 1751) وجود ديانتين في العهد الجديد : ديانة عيسى وديانة بولس
5- أما رجل الدين والفلسفة المربى باول يبرلين
في كتابه الإنجيل واللاهوت "Das Evangelium und die Theologie" صفحات 57 -67 ما يلي:
" إن تعاليم بولس الشريرة المارقة عن المسيحية لتزداد سوءً بربطها موت المسيح عيسى فداءً برحمة الله التي إقتضت فعل ذلك مع البشرية الخاطئة. فكم يعرف الإنجيل نفسه عن ذلك !
فهو ينادي برحمة الله وبرِّه الإجباري، الأمر الذي لا يمتد بصلة إلى مقومات البر، ولا إلى الرحمة نفسها، حيث لا تجتمع الرحمة والبر الإجبارى. كما نرى أن إدخال الشيطان في العلاقة بين الله والإنسان لها مكانة خاصة في تعاليم بولس بشأن الخلاص، فنجدها ترتبط عنده بآدم، ومرةأخرى بواقع "الشريعة اليهودية" . .(وسنعود لهذا الموضوع بإستفاضة فيما بعد)
"إن أفكار بولس عن الفداء لتصفع بشارة الإنجيل على وجهها. فمسيح الإنجيل هو الفادي، ولكن ليس له علاقة بذلك الفداء الذي يفهمه بولس والذي أصبح مفهوماً بسبب خصائصه المطلقة. أما مَن يعتنقها فيكون بذلك قد ابتعد عن رسالة المسيح عيسى .
فالإنسان لا يمكن أن يتقبل رسالة الله المتعلقة بالرحمة الإجبارية، ويؤمن في نفس الوقت أنها شيطانية، الأمر الذي تنادي به تعاليم بولس بشأن العلاقة بين أهمية المسيح عيسى وبين آدم .
وليس للمرء أن يفهم إرسال المسيح عيسى بصورة غير مسيحية أي كوحي منزل من الله ليزيل الخطيئة التي ارتكبها آدم في حق الله، وليس للمرء أيضاً أن يتعلق بفكرة الفداء هذه، لأن من يقترف مثل هذا الذنب يكون مصراً على اتباع الخطيئة الشيطانية ." " ونؤكد مرة أخرى أن تعاليم بولس الشيطانية هذه - تلك التي تبْرَأ منها المسيحية والتي تنادي بالخلاص من خطيئة آدم - لن تخفَّ حدتها، بل ستزداد بتعاليمه عن الرحمة . ".
"وأقوى التعاليم عن اللاهوت الشيطاني وآخرها هي نظرية بولس بشأن اختيار الرحمة، وليس مهماً أن يختلف معها النشاط التبشيري للرسول، بل تكمن الأهمية في أنها تعارض الإنجيل نفسه . فإذا ما كانت رحمة الله إجبارية، فلابد لها إذن أن تشمل البشرية كلها، فلو لم يتنصر كل الناس في المستقبل، فسيرهق هذا المسيحي دائماً بدافع الحب في أن يكسب غير الأبرار إلى هذا البر، وإذا ما فشل فسيعتبر هذا قضاء الله، ولكنه سوف يراه بمثابة واقع إلهي."
"وهذا يعني أنه سوف يؤمن برحمة الله. ولكنه سيتألم لأنه ليس كل المؤمنين بها من الأبرار، ويزداد هذا الألم عند إيمانه بأن كل شيء جميل أمام الله، سواء كان هذا كائناً موجوداً أو سيحدث هذا فيما بعد فهو حسن عند الله، فكيف لنا أن نصدر حكماً ضد ذلك."
"أما تعاليم بولس فتقضي بالنقيض من ذلك
6- وكتب كذلك رجل اللاهوت الذي يتمتع بشهرة خاصة أدولف هارنك في كتابه تاريخ العقائد Die Dogmengeschichte صفحة (93) موضحاً أن: "الديانة البولسية لا تتطابق مع الإنجيل الأساسي".
7- كذلك انتهى رجل الدين إيمانويل هارتمان Emanuel Hartmann إلى أن مسيحية اليوم (وخاصة تعاليم الفداء) لا علاقة لها بالمسيح عيسى بن مريم ، ولكن ترجع أصولها إلى مؤسسها بولس .
8- ويوضح بروفسور اللاهوت هاوسرات Hausrat في كتابه (بولس الحواري) " Der Apostel Paulus " أنه لو كان بولس قد بشر فعلاً بتعاليم المسيح عيسى ، لكان وضع أيضاً ملكوت الله في مركز بشارته . فهو يبدأ ديانته التي اخترعها بمفهوم كبش الفداء، فهو يرى أن الله قد أنزل شريعته لتزداد البشرية إثماً على آثامها .
فما تقدره حق تقديره عند عيسى لا تراه يمثل شيئاً مطلقاً عند بولس، الذي تهبط الأخلاق عنده تحت مستوى الشريعة، بدلاً من أن يكملها، كما أراد عيسى ، لأن بولس كان يكره في الحقيقة كل جهد ذاتي .
والأسوأ من ذلك أن تعاليم بولس قد صدقها الناس في الوقت الذي فعل فيه المسيح عيسى كل شيء من أجلنا .
9- أما البروفسور دكتور كارل هيلتي Carl Hilty - فيلسوف ومحامي سويسري شهير- قد لفظ تعاليم بولسس عن الفداء الدموي نهائياً، ووصف تعاليمه عن " اختيار الرحمة " أنها " أحد أكثر أجزاء العقيدة المسيحية ظلاماً " ارجع إلى كتابه ( السعادة : Das Glück الجزء الثالث صفحات 167، 363 ) .
10- ويؤكد بروفسور اللاهوت الشهير يوليشر Jülicher في كتابه ( بولس وعيسى Paulus und Jesus إصدار عام 1907 صفحات 52 / 72 ) أن الشعب البسيط لا يفهم تخريفات بولس الفنية ( اقرأها " التحايل والســفـســطة " ) ولا المتاهات التي تدخــلنا في أفكاره،
فلم يعتبر عيسى نفسه مطلقاً أحد صور العبيد، ولم يتكلم البتة عن قوة تأثير موته : أي موته فداءً، ولم يشغله غير فكرة وجود أرواح طاهرة قبل موته (وقد تبنى بولس هذه الفكرة أيضاً).
11- كذلك لاحظ يوليشر من القرائن التاريخية أن النقض كان موجها دائماً إلى بولس (ص13). ويضيف أيضا - وهو مُحِقٌ في ذلك - أنه كان من المتوقع أن نُعطي لعيسى الأولوية في ظل هذه التناقضات، إلا أن الكنيسة قد فعلت العكس تماماً، أي أنها فضلت بولس عن عيسى .
12- كذلك توصل سورين كيركيجارد Sören Kierkegaard إلى أن السيادة التي نالتها ديانة بولس، ولم يتساءل عنها أحد (للأسف) هي التي غيرت العقيدة المسيحية الحقة من أساسها، وجعلتها غير مؤثرة بالمرة (إقتباس من المرجع السابق لــ Ragaz صفحة 19).
13-كذلك وجد يواخيم كال Joachim Kahl - وهو أيضاً من رجال الدين - أن كل ما يسيء المسيحية فترجع أصوله إلى بولس .أما الكاتب يوحنا ليمان31أ Johnnes Lehmann فقد قال فىنهاية بحثه إن بولس قد قلب تعاليم عيسى رأساً على عقب (ص151 من كتابه Jesus Roport).
كما ذكر في كتيب ( المسيحية ليست ديناً جديداً Das Christentum war nichts Neues) أن تعاليم بولس عن الفداء بل وديانته نفسها ليست إلا نسخة متطابقة مع الأديان الوثنية التي سبقت المسيحية ( مثل ديانات : أنيس، وديونيس، ومترا وغيرهم ) . وتمثل تعاليمه هذه قلب رسالته .
14- وأكثر الناس معرفةً لهذه القرائن هو رجل الدين الكاثوليكي السابق والباحث الديني ألفريد لوازي Alfred Loisy، وهو قد ساق لنا التناقض الصارخ بين رسالة عيسى وتعاليم الفداء البولسية في أعماله الشاملة : le sacrifice Essai historique sur إصدار باريس عام 1920 وأيضاً Les mystères païens et le mystère chrètien إصدار باريس عام 1930.
وقد صرح لوازي في أعماله المذكورة أن عيسى لم يكن لديه أدنى فكرة عن مثل هذا الدين الوثني الغامض، الذي أبدله بولس برسالته وعيسى منها بريء (وهو هنا يتكلم عن تحوُّل، وإبعاد، وتغيير).
فقد أقام بولس المسيحية على قاعدة تختلف تماماً عن تلك التي بنيت عليها رسالة عيسى ، لذلك تحولت رسالة عيسى إلى ديانة من ديانات الخرافات الأسطورية، فقد جعل بولس عيسى في صورة المخلّص الفادي التي تعرفها الأديان الأخرى الوثنية، وفيما بعد سيطرت أسطورة الفداء هذه على إنجيل عيسى الذي لم يعتنقه العالم القديم، واعتنق بدلاً منه خرافة أخرى لا علاقة لعيسى بها .
كذلك تحدث لوازي عن تحول بولس وإنسلاخه، وأكد أن فكرة هذه الديانة الوثنية الغامضة لم تكن فكرة عيسى ، الأمر الذي أبدل روح الإنجيل بروح أخرى تماماً.
15- وقال القس البروتستانتي كورت مارتي Kurt Marti ؛ إن بولس قد غيّر رسالة عيسى تماماً (Exlibris Heft إصدار ديسمبر 1973 - صفحة 5) .
16- وقال بروفسور اللاهوت الشهير فرانتس فون أوفربيك Franz Von Overbeck : "إن كل الجوانب الحسنة في المسيحية ترجع إلى عيسى ، أما كل الجوانب السيئة فهي من عند بولس " إقتباس من Ragaz من كتاب ( هل هذا إصلاح أم تقهقر ؟ Reformation vorwärts oder rükwärts? " صفحة 18 .
17- ويرى بفيســترفي كتابه (المسيحية والخوف Das Christentum und die Angst صفحة 400) أن الإصلاح الديني هذا فضَل التمسك بتعاليم بولس عن الرسالة الحقة لعيسى .
18- كما لاحظ بروفسور اللاهوت الشهير بفلايدرر O. Pfleiderer- بجانب العديد من الرسائل الأخرى المتعلقة بالموضوع - أن وجهة نظر بولس عن عملية الفداء الأسطورية بموت عيسى كانت غريبة تماماً عن الأمة المسيحية الأولى ( كما كانت غريبة أيضاً عن عيسى عليه السلام) (إرجع إلى نشأة المسيحية Die Entstehung des Christentums صفحة 146) .
"إن وجهة النظر الغريبة التي تتعلق بموت المسيح عيسى تقضي بموت المسيحين ونشورهم بطريقة غامضة لم تكن معروفة عند الأمة المسيحية الأولى لذلك لم يَشتق مصطلح الفداء من كلمة التضحية .
19- أما رينان Renan فقد وجد في عصره أن تعاليم عيسى مختلفة تماماً عن تعاليم بولس (ارجــع إلى كتــابه "الحــواريون" "Die Apostel" صفحة 193 طبعة Reclam).
20- وكذلك تحدث بروفسور اللاهوت رينجلينج Ringeling في كتابه " الأخلاق " "Ethik" عن سفسطة بولس المتحايلة (صفحة 15).
21- أما الكاتب الكاثوليكي ألفونس روزنبرج Alfons Rosenberg مؤلف في علم النفس واللاهوت - فقد تناول في كتابه (تجربة المسيحية Experiment Christentum" إصدار عام 1969) موضوع بولــس وأفرد له فصــلاً بعنوان "من يقذف بولس إلى خارج الكتاب المقدس؟ " وقد قال فيه :
"وهكذا أصبحت مسيحية بولس أساس عقيدة الكنيسة، وبهذا أصبح من المستحيل تخيل صورة عيسى بمفرده داخل الفكر الكنسي إلا عن طريق هذا الوسيط .
وهذا لا يثبت فقط مقدار الحجم الكبير لهذا الحواري ( بولس ) بل وخطورته أيضاً. فإن كان بولس قد نشر تعاليمه فقط دون تعاليم عيسى ، فإلى أين كانت إذن وجهتنا؟ فربما لا نكون مسيحيين بالمرة بل بولسيين؟
كما يشهد بأهمية بولس الذي أصبح دون قصد مؤسس العقيدة المسيحية وذلك من خلال خطابات الإرشاد التي أرسلها إلى الطوائف المختلفة التي أسسها هو نفسه، وتُعَد رسالته إلى سَالونيكي هي أقدم ما نملكه له من أعمال .
ومن اراد البقية فليرجع للكتاب الاصلى ,وما يعنينا من كل هذا هو ان نبرهن على ان مافهمه بولس ونقله عنه الاباء كما قال القس عبد المسيح ليس هو الفهم الوحيد للمسيحية –فضلا عن ان يكون الفهم الصحيح- وانما هناك فهم اخر على العكس منه تماما, فهمه من قبل اريوس وذكره الان من تحدثنا عنهم فى الخديعة الكبرى وكلهم علماء مسيحين متخصصين فى اللاهوت, وقد برهنا عليه من رسائل بولس نفسه.
المبحث الثانى
التجسد
الله طرق اعلانه عن ذاته
عوض سمعان
الحاجة إلى ظهور الله للبشر
يجب ان يلاحظ القارىء ان اسلوب الاستاذ سمعان بعيد كل البعد عن المنطق, فهو يفترض فروضا ويتبعها باستنتاجات ليوهم القارىء انه يستخدم المنطق ولكن الحقيقة غير ذلك, فقبل ان نقول( بما ان) اى نفترض, يجب ان نبرهن صحة الفرض الذى نبنى عليه الاستنتاج والا تهافت الاثنين معا, وفى استنتاجه الاول نوضح لك تلك الخديعة حيث يقول الاستاذ
بما أن آدم، بسقوطه في الخطيئة، فقد حياة الاستقامة التي كان قد خُلق عليها أولاً، وفقد تبعاً لذلك امتياز الاتصال الروحي بالله ومعرفة ذاته ومقاصده معرفة صحيحة (لأنه ليست هناك علاقة بين الخطيئة والبر، أو الظلمة والنور)،
من اين جاء ذلك الافتراض ؟ ومادليل صحته؟لم يقدم الاستاذ اى تبرير من العقل او من الكتاب ليدل على صحة افتراضه هذاورغم ذلك نجده يبنى عليه افتراضات باعتباره نتيجة بالمخالفة لكل قواعد المنطق المتعارف عليها
وبما أننا بوصفنا نسل آدم، قد ورثنا بحكم قانون الوراثة،
اى قوانين الوراثة ؟ قوانين علم الاحياء( التى درسناها فى كلية الطب ) تدل على وراثة الصفات الجسدية ولا يوجد قانون – على حد علمنا-لوراثة روحية, كان جديرا بالاستاذ ان يوضح لنا هذا القانون
طبيعته الخاطئة، وعَجزْنا مثله عن الاتصال بالله، ومعرفة ذاته ومقاصده بهذه المعرفة،
وبما أن الله وإن كان لقداسته يكره الخطيئة، لكن لمحبته يعطف علينا ويهتم بنا (لأنه سبق وخلقنا على صورته كشبَهه) فقد قال قبل أن يخلق الإنسان: نعمل الإنسان على صورتنا كشَبَهنا . (تكوين 1: 26
كان من البديهي( اى بديهية) ألاّ يتركنا وشأننا بعد سقوطنا، بل أن يتولّى هدايتنا وإرشادنا إلى الحالة السامية التي كان قد خلقنا عليها أولاً. وبما أننا لا نستطيع أن نفيد من هدايته وإرشاده، طالما كان في معزل عنا، فقد كان من البديهي أيضاً أن يتفضَّل ويظهر لنا، بأي وجه من الوجوه التي تتفق مع جوده وصلاحه.
هكذا ترى مقدمات لاتدرى من اين جاءت ونتائج لاتدرى كيف تم اشتقاقها, فلماذا- مثلا- تركنا الله للخطيئة ؟ لماذا ترك الحية تدخل الجنة وتغوى المرأة كما يقول الكتاب؟.... هناك المئات من علامات الاستفهام ولكننا سنستمر فى الرحلة مع الاستاذ ونعلق على مفاهيمه من الكتاب المقدس الذى هو مصدر عقائده.
كيفية ظهور الله للأنبياء، في العهد القديم
ظهوره بهيئة غير منظورة
بما أن الله منزَّه عن الزمان والمكان، ولا يُرى في ذاته على الإطلاق، لأنه ليس له شكل أو أعضاء، كان من البديهي أنه عندما يعلن لنا ذاته أو مقاصده، أن يكون ذلك بطريقة غير منظورة،
1- ( لاحظ ان بديهية الاستاذ هذه تدل على ان الله غير منظور يعنى لايمكن رؤيته, وهذا ينسف دعوى التجسد من اساسها اذ كيف يصبح غير المنظور جسد , والجسد مرئى ؟ وبقواعد المنطق حسب بديهية الاستاذ نقول
الله غير منظور, الله تجسد, ( والجسد منظور) اذا الله منظور
هل هذا منطق ؟ )
فيُسمعنا صوتاً دون أن نرى منه شيئاً. ظهر لآدم (تكوين 3: 8) وصموئيل (1صموئيل 3: 4) وإشعياء وإرميا وغيرهما من الأنبياء. فقد قال موسى النبي لبني إسرائيل: وكلّمكم الرب من وسط النار، وأنتم سامعون صوت كلام، ولكن لم تروا صورة بل صوتاً (تثنية 4: 12-16).
2-( هذه الاية دليل صريح ان الله لايتصور)
والآن وقد عرفنا أن الله كان يظهر لبني اسرائيل في صوت أو كلام، لنسأل أنفسنا:
1 - هل كان من الممكن لبني إسرائيل أن يصدّقوا أن الله هو الذي كان يتكلّم أمامهم، لو أنه كان يُسمعهم صوتاً عادياً، في ظروف عادية، بدلاً من النار المرعبة التي كان يتكلم معهم منها؟
الجواب: أكبر الظن( المسألة اذا مجرد ظن) أنهم لم يكونوا ليصدقوا، لأنه ليس كل صوت لا يُعرف مصدره، يكون صادراً من الله.( وهل وجود النار مع الصوت يدل على انه صوت الله)
2 - هل يتوافق مع عطف الله على البشر من جهة، وضعف البشر وقصورهم من جهة أخرى، أن يظهر لهم في نار، كلما أراد أن يعلن لهم ذاته أو مقاصده؟
الجواب: أكبر الظن أنه لا يفعل ذلك، لأن النار مرعبة ومخيفة، وبما أن الله لكماله لا يريد أن يرعبنا أو يخيفنا، بل أن يمنحنا سلاماً واطمئناناً، كان من البديهي أن يكلّمنا في جو هادئ لا يُرعب أو يُخيف.
3 - قد يسأل سائل: إذا كان الأمر كذلك، فلماذا كان الله يظهر في نار لبني إسرائيل؟
الجواب: أكبر الظن أنه كان يظهر لهم في نار، لأنهم كانوا وقتئذ شعباً بدائياً، والشعب البدائي لا يفهم الواجب عليه بصوت النعمة بقدر ما يفهمه بصوت القوة. ولكن عندما يسمو روحياً، يستطيع أن يفهم النعمة ويفيد منها،
3-لاحظ العلامة باللون الاصفر, هل كان موسى النبى بدائيا؟ لماذا ظهر الله له بنفس الصورة؟
هل يتوافق مع محبة الله للبشر، أن يقتصر في معاملته معهم على الظهور لهم في كلام يُسمعهم إياه؟
الجواب: أكبر الظن أنه لا يقتصر على ذلك، لأنه من شأن المحب أن يُفسح المجال أمام من يحبهم، ليقتربوا منه ويتوافقوا معه. وإذا كان الأمر كذلك، كان من البديهي أن يظهر لهم في هيئة واضحة يمكنهم إدراكها،
(يعنى ذلك انها ليست حقيقية وانما على قدر ادراكهم)
وعن طريقها يمكنهم الاتصال به والتوافق معه. وبما أننا لا نستطيع أن نتصل أو نتوافق إلا مع إنسان نظيرنا، لأننا لم نألف العيش إلا معه، ولا نفهم إلا لغته، كان من البديهي أن يتنازل الله ويظهر لنا، أو لأكثر الناس استعداداً منا للاتصال به، في هيئة إنسانية أو قريبة من الإنسانية.
4- ( لماذا ليس على شكل ملاك كما ظهر للانبياء؟)
لاحظ ان الكلام هنا عكس السابق فى رقم (1) فبعد ان كان الله لايتصور اصبح هنا يجب ان يتصور
لذلك لا غرابة إذا طالعنا الكتاب المقدس في مواضع أخرى منه، بأنه كان يظهر أيضاً للأنبياء والقديسين، تارة في هيئة ملاك، و أخرى في هيئة إنسان،
5- نرتب كلام الاستاذ
الله لايتصور لذلك اعلن عن ذاته فى شكل صوت , لكى يصدق بنى اسرائيل انه صوت الله ظهر مع الصوت نار, النار مرعبة, الله لايريد ان يرعبنا, الله يظهر فى شكل غير مرعب
فى اى قواعد المنطق تعلم الاستاذ هذا؟ اقل مايوصف به هذا انه تخريف لان نتيجة منطق الاستاذ هذا عكس فروضه فاذا كان الله فى النهاية يظهر فى شكل غير مرعب لكى يؤكد صحة الصوت فلماذا لم يكتفى من البداية بالشكل دون الصوت؟
ظهوره بهيئة منظورة
1 - عندما كانت هاجر في البرية، قيل بالوحي إنه ظهر لها ملاك الله، وقال لها: تكثيراً أُكثِّر نسلك فدعت اسم الرب الذي تكلّم معها أنت إيل رئي أي أنت إله رؤية أو بتعبير آخر أنت إله حقيقي يمكن رؤيته (تكوين 16: 10-13).
وكلمة الرب هنا، ترد في الأصل العبري يهوه أي الكائن بذاته وهو اسم الجلالة الذي يتفرد به، ولذلك قال لهاجر: تكثيراً أكثّر نسلك بينما لو كان ملاكاً عادياً، لكان قد قال لها مثلاً: الرب يكثر نسلك تكثيراً .
النص العبرى
Gen 16:7 וימצאה4672 מלאך4397 יהוה3068 על5921 עין5869 המים4325 במדבר4057 על5921 העין5869 בדרך1870 שׁור׃7793
وباللون الاصفر (ملاك يهوه) اى ملاك الرب فكيف تعنى ملاك الرب , الرب نفسه , لايتوافق هذا مع اللغة فضلا عن المنطق, فالذى ظهر هنا ملاك وليس اله و لو كان الرب لماذا قال ملاك الرب ولم يقل وظهر لها الرب , وقال لها الرب
2 - وعندما كان إبراهيم الخليل جالساً مرة عند باب خيمته، رأى ثلاثة رجال واقفين، فركض إليهم وتحدَّث معهم. فاتضح له أثناء الحديث أن اثنين منهما كانا ملاكين، وأن الثالث كان هو الرب نفسه. وقد تحقق إبراهيم من شخصية الثالث هذا تحقّقاً كاملاً،
( لم يقل لنا الاستاذ كيف تم هذا التحقق)
ولذلك كان يدعوه تارة المولى وتارة أخرى ديَّان كل الأرض (تكوين 18: 25 و 27). كما قيل بالوحي عن هذا الشخص في خمس آيات متتالية إنه الرب يهوه (تكوين 18: 13، 17، 20، 26، 33).
النص العبرى هوتكوين 18/1-2
Gen 18:1 וירא7200 אליו413 יהוה3068 באלני436 ממרא4471 והוא1931 ישׁב3427 פתח6607 האהל168 כחם2527 היום׃3117
Gen 18:2 וישׂא5375 עיניו5869 וירא7200 והנה2009 שׁלשׁה7969 אנשׁים376 נצבים5324 עליו5921 וירא7200 וירץ7323 לקראתם7125 מפתח6607 האהל168 וישׁתחו7812 ארצה׃776
Gen 18:3 ויאמר559 אדני113 אם518 נא
لاحظ انه رأى الرب اولا( باللون الاحمر) ثم
وباللون الاصفر ( شلشيم انسيم ) اى ثلاثة بشر
وباللون الاصفر( ادوناى )
وانظر تلك الاية
Gen 18:22 وَانْصَرَفَ الرِّجَالُ مِنْ هُنَاكَ وَذَهَبُوا نَحْوَ سَدُومَ وَامَّا ابْرَاهِيمُ فَكَانَ لَمْ يَزَلْ قَائِما امَامَ الرَّبِّ.
انصرف الرجال وبقى الرب اى ان الرجال كانوا غير الرب
وانظر تلك الاية
Gen 18:8 ثُمَّ اخَذَ زُبْدا وَلَبَنا وَالْعِجْلَ الَّذِي عَمِلَهُ وَوَضَعَهَا قُدَّامَهُمْ. وَاذْ كَانَ هُوَ وَاقِفا لَدَيْهِمْ تَحْتَ الشَّجَرَةِ اكَلُوا.
هل يأكل الرب
وانظر الايات
Gen 18:22 وَانْصَرَفَ الرِّجَالُ مِنْ هُنَاكَ وَذَهَبُوا نَحْوَ سَدُومَ وَامَّا ابْرَاهِيمُ فَكَانَ لَمْ يَزَلْ قَائِما امَامَ الرَّبِّ.
Gen 18:25 حَاشَا لَكَ انْ تَفْعَلَ مِثْلَ هَذَا الامْرِ انْ تُمِيتَ الْبَارَّ مَعَ الاثِيمِ فَيَكُونُ الْبَارُّ كَالاثِيمِ. حَاشَا لَكَ! ادَيَّانُ كُلِّ الارْضِ لا يَصْنَعُ عَدْلا؟»
لاحظ ان ابراهيم كان يدعو من يكلمه ديان كل الارض( باللون الاحمر) بعدما انصرف الرجال( باللون الاصفر)
ارأيت هذا الخلط والتدليس عند الاستاذ
والقصة الكاملة كالاتى
Gen 18:1 وَظَهَرَ لَهُ الرَّبُّ عِنْدَ بَلُّوطَاتِ مَمْرَا وَهُوَ جَالِسٌ فِي بَابِ الْخَيْمَةِ وَقْتَ حَرِّ النَّهَارِ
Gen 18:2 فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ وَاذَا ثَلاثَةُ رِجَالٍ وَاقِفُونَ لَدَيْهِ. فَلَمَّا نَظَرَ رَكَضَ لِاسْتِقْبَالِهِمْ مِنْ بَابِ الْخَيْمَةِ وَسَجَدَ الَى الارْضِ
Gen 18:3 وَقَالَ: «يَا سَيِّدُ انْ كُنْتُ قَدْ وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ فَلا تَتَجَاوَزْ عَبْدَكَ.
Gen 18:4 لِيُؤْخَذْ قَلِيلُ مَاءٍ وَاغْسِلُوا ارْجُلَكُمْ وَاتَّكِئُوا تَحْتَ الشَّجَرَةِ
Gen 18:5 فَاخُذَ كِسْرَةَ خُبْزٍ فَتُسْنِدُونَ قُلُوبَكُمْ ثُمَّ تَجْتَازُونَ لانَّكُمْ قَدْ مَرَرْتُمْ عَلَى عَبْدِكُمْ». فَقَالُوا: «هَكَذَا تَفْعَلُ كَمَا تَكَلَّمْتَ».
Gen 18:6 فَاسْرَعَ ابْرَاهِيمُ الَى الْخَيْمَةِ الَى سَارَةَ وَقَالَ: «اسْرِعِي بِثَلاثِ كَيْلاتٍ دَقِيقا سَمِيذا. اعْجِنِي وَاصْنَعِي خُبْزَ مَلَّةٍ».
Gen 18:7 ثُمَّ رَكَضَ ابْرَاهِيمُ الَى الْبَقَرِ وَاخَذَ عِجْلا رَخْصا وَجَيِّدا وَاعْطَاهُ لِلْغُلامِ فَاسْرَعَ لِيَعْمَلَهُ.
Gen 18:8 ثُمَّ اخَذَ زُبْدا وَلَبَنا وَالْعِجْلَ الَّذِي عَمِلَهُ وَوَضَعَهَا قُدَّامَهُمْ. وَاذْ كَانَ هُوَ وَاقِفا لَدَيْهِمْ تَحْتَ الشَّجَرَةِ اكَلُوا.
Gen 18:9 وَقَالُوا لَهُ: «ايْنَ سَارَةُ امْرَاتُكَ؟» فَقَالَ: «هَا هِيَ فِي الْخَيْمَةِ».
Gen 18:10 فَقَالَ: «انِّي ارْجِعُ الَيْكَ نَحْوَ زَمَانِ الْحَيَاةِ وَيَكُونُ لِسَارَةَ امْرَاتِكَ ابْنٌ». وَكَانَتْ سَارَةُ سَامِعَةً فِي بَابِ الْخَيْمَةِ وَهُوَ وَرَاءَهُ -
Gen 18:11 وَكَانَ ابْرَاهِيمُ وَسَارَةُ شَيْخَيْنِ مُتَقَدِّمَيْنِ فِي الايَّامِ وَقَدِ انْقَطَعَ انْ يَكُونَ لِسَارَةَ عَادَةٌ كَالنِّسَاءِ.
Gen 18:12 فَضَحِكَتْ سَارَةُ فِي بَاطِنِهَا قَائِلَةً: «ابَعْدَ فَنَائِي يَكُونُ لِي تَنَعُّمٌ وَسَيِّدِي قَدْ شَاخَ!»
Gen 18:13 فَقَالَ الرَّبُّ لابْرَاهِيمَ: «لِمَاذَا ضَحِكَتْ سَارَةُ قَائِلَةً: افَبِالْحَقِيقَةِ الِدُ وَانَا قَدْ شِخْتُ؟
Gen 18:14 هَلْ يَسْتَحِيلُ عَلَى الرَّبِّ شَيْءٌ؟ فِي الْمِيعَادِ ارْجِعُ الَيْكَ نَحْوَ زَمَانِ الْحَيَاةِ وَيَكُونُ لِسَارَةَ ابْنٌ».
Gen 18:15 فَانْكَرَتْ سَارَةُ قَائِلَةً: «لَمْ اضْحَكْ». (لانَّهَا خَافَتْ). فَقَالَ: «لا! بَلْ ضَحِكْتِ».
Gen 18:16 ثُمَّ قَامَ الرِّجَالُ مِنْ هُنَاكَ وَتَطَلَّعُوا نَحْوَ سَدُومَ. وَكَانَ ابْرَاهِيمُ مَاشِيا مَعَهُمْ لِيُشَيِّعَهُمْ.
Gen 18:17 فَقَالَ الرَّبُّ: «هَلْ اخْفِي عَنْ ابْرَاهِيمَ مَا انَا فَاعِلُهُ
Gen 18:18 وَابْرَاهِيمُ يَكُونُ امَّةً كَبِيرَةً وَقَوِيَّةً وَيَتَبَارَكُ بِهِ جَمِيعُ امَمِ الارْضِ؟
Gen 18:19 لانِّي عَرَفْتُهُ لِكَيْ يُوصِيَ بَنِيهِ وَبَيْتَهُ مِنْ بَعْدِهِ انْ يَحْفَظُوا طَرِيقَ الرَّبِّ لِيَعْمَلُوا بِرّا وَعَدْلا لِكَيْ يَاتِيَ الرَّبُّ لابْرَاهِيمَ بِمَا تَكَلَّمَ بِهِ».
Gen 18:20 وَقَالَ الرَّبُّ: «انَّ صُرَاخَ سَدُومَ وَعَمُورَةَ قَدْ كَثُرَ وَخَطِيَّتُهُمْ قَدْ عَظُمَتْ جِدّا.
Gen 18:21 انْزِلُ وَارَى هَلْ فَعَلُوا بِالتَّمَامِ حَسَبَ صُرَاخِهَا الْاتِي الَيَّ وَالَّا فَاعْلَمُ».
Gen 18:22 وَانْصَرَفَ الرِّجَالُ مِنْ هُنَاكَ وَذَهَبُوا نَحْوَ سَدُومَ وَامَّا ابْرَاهِيمُ فَكَانَ لَمْ يَزَلْ قَائِما امَامَ الرَّبِّ.
Gen 18:23 فَتَقَدَّمَ ابْرَاهِيمُ وَقَالَ: «افَتُهْلِكُ الْبَارَّ مَعَ الاثِيمِ؟
Gen 18:24 عَسَى انْ يَكُونَ خَمْسُونَ بَارّا فِي الْمَدِينَةِ. افَتُهْلِكُ الْمَكَانَ وَلا تَصْفَحُ عَنْهُ مِنْ اجْلِ الْخَمْسِينَ بَارّا الَّذِينَ فِيهِ؟
Gen 18:25 حَاشَا لَكَ انْ تَفْعَلَ مِثْلَ هَذَا الامْرِ انْ تُمِيتَ الْبَارَّ مَعَ الاثِيمِ فَيَكُونُ الْبَارُّ كَالاثِيمِ. حَاشَا لَكَ! ادَيَّانُ كُلِّ الارْضِ لا يَصْنَعُ عَدْلا؟»
Gen 18:26 فَقَالَ الرَّبُّ: «انْ وَجَدْتُ فِي سَدُومَ خَمْسِينَ بَارّا فِي الْمَدِينَةِ فَانِّي اصْفَحُ عَنِ الْمَكَانِ كُلِّهِ مِنْ اجْلِهِمْ».
Gen 18:27 فَقَالَ ابْرَاهِيمُ: «انِّي قَدْ شَرَعْتُ اكَلِّمُ الْمَوْلَى وَانَا تُرَابٌ وَرَمَادٌ.
Gen 18:28 رُبَّمَا نَقَصَ الْخَمْسُونَ بَارّا خَمْسَةً. اتُهْلِكُ كُلَّ الْمَدِينَةِ بِالْخَمْسَةِ؟» فَقَالَ: «لا اهْلِكُ انْ وَجَدْتُ هُنَاكَ خَمْسَةً وَارْبَعِينَ».
Gen 18:29 فَعَادَ يُكَلِّمُهُ ايْضا وَقَالَ: « عَسَى انْ يُوجَدَ هُنَاكَ ارْبَعُونَ». فَقَالَ: «لا افْعَلُ مِنْ اجْلِ الارْبَعِينَ».
Gen 18:30 فَقَالَ: «لا يَسْخَطِ الْمَوْلَى فَاتَكَلَّمَ. عَسَى انْ يُوجَدَ هُنَاكَ ثَلاثُونَ». فَقَالَ: «لا افْعَلُ انْ وَجَدْتُ هُنَاكَ ثَلاثِينَ».
Gen 18:31 فَقَالَ: «انِّي قَدْ شَرَعْتُ اكَلِّمُ الْمَوْلَى. عَسَى انْ يُوجَدَ هُنَاكَ عِشْرُونَ». فَقَالَ: «لا اهْلِكُ مِنْ اجْلِ الْعِشْرِينَ».
Gen 18:32 فَقَالَ: «لا يَسْخَطِ الْمَوْلَى فَاتَكَلَّمَ هَذِهِ الْمَرَّةَ فَقَطْ. عَسَى انْ يُوجَدَ هُنَاكَ عَشَرَةٌ». فَقَالَ: «لا اهْلِكُ مِنْ اجْلِ الْعَشَرَةِ».
Gen 18:33 وَذَهَبَ الرَّبُّ عِنْدَمَا فَرَغَ مِنَ الْكَلامِ مَعَ ابْرَاهِيمَ وَرَجَعَ ابْرَاهِيمُ الَى مَكَانِهِ.
هناك قصتان احدهما عن الرجال الثلاثة باللون الاخضر والاخرى عن الرب باللون الاحمر وقد خلطهما الاستاذ عن سوء نية لانه لايعقل انه لم يفهم الكتاب , والكلام واضح فقد تكلم الرب مع ابراهيم بعد ان انصرف الرجال ثم انصرف بعد ذلك ولم توضح القصة كيف ظهر الرب لابراهيم
كما ان الرب لايأكل وقد اكل الرجال
ولا ندرى لماذا لم يذكر الاستاذ القصة التالية
Gen 32:24 فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ. وَصَارَعَهُ انْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ.
Gen 32:25 وَلَمَّا رَاى انَّهُ لا يَقْدِرُ عَلَيْهِ ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِهِ فَانْخَلَعَ حُقُّ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِهِ مَعَهُ.
Gen 32:26 وَقَالَ: «اطْلِقْنِي لانَّهُ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ». فَقَالَ: «لا اطْلِقُكَ انْ لَمْ تُبَارِكْنِي».
Gen 32:27 فَسَالَهُ: «مَا اسْمُكَ؟» فَقَالَ: «يَعْقُوبُ».
Gen 32:28 فَقَالَ: «لا يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ اسْرَائِيلَ لانَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدِرْتَ».
Gen 32:29 وَسَالَهُ يَعْقُوبُ: «اخْبِرْنِي بِاسْمِكَ». فَقَالَ: «لِمَاذَا تَسْالُ عَنِ اسْمِي؟» وَبَارَكَهُ هُنَاكَ.
Gen 32:30 فَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ «فَنِيئِيلَ» قَائِلا: «لانِّي نَظَرْتُ اللهَ وَجْها لِوَجْهٍ وَنُجِّيَتْ نَفْسِي».
هل تعنى القصة ان الله تجسد ليعقوب وان يعقوب هزمه فى المصارعة؟
4 - وعند خروج بني إسرائيل من مصر، قيل بالوحي وكان الرب يهوه يسير أمامهم (خروج 13: 21)، ولما اقترب فرعون بجيوشه منهم قيل بالوحي: فانتقل ملاك الله السائر أمام عسكر اسرائيل، وسار وراءهم (خروج 14: 19).
والرد على كل ذلك من كتاب اظهار الحق
(الأمر الثالث) في الآيات الكثيرة الغير المحصورة من العهد العتيق إشعار بالجسمية والشكل والأعضاء للّه تعالى مثلاً في الآية 26 و 27 من الباب الأول من سفر التكوين والآية 6 من الباب التاسع من السفر المذكور إثبات الشكل والصورة للّه، وفي الآية 17 من الباب التاسع والخمسين من كتاب أشعياء إثبات الرأس، وفي الآية 9 من الباب السابع من كتاب دانيال إثبات الرأس والشعر، وفي الآية 3 من الزبور الثالث والأربعين إثبات الوجه واليد والعضد، وفي الآية 22 و 23 من الباب الثالث والثلاثين من كتاب الخروج إثبات الوجه والقفا، وفي الآية 15 من الباب الثالث والثلاثين إثبات العين والأذن، وكذا في الآية 18 من الباب التاسع من كتاب دانيال إثبات العين والأذن، وفي الآية 29 و 52 من الباب الثامن من سفر الملوك الأول وفي الآية 17 من الباب السادس عشر والآية 19 من الباب الثاني والثلاثين من كتاب أرمياء والآية 21 من الباب الرابع والثلاثين من كتاب أيوب، والآية 21 من الباب الخامس والآية 3 من الباب الخامس عشر من كتاب الأمثال إثبات العين، وفي الآية 4 من الزبور العاشر إثبات العين والأجفان، وفي الآية 6 و 8 و 9 و 15 من الزبور السابع عشر إثبات الأذن والرجل والأنف والنفس والفم، وفي الآية 27 من الباب الثلاثين من كتاب أشعياء إثبات الشَّفة واللسان، وفي الباب الثالث والثلاثين من سفر الاستثناء إثبات اليد والرجل، وفي الآية 18 من الباب الحادي والثلاثين من سفر الخروج إثبات الأصابع، وفي الآية 19 من الباب الرابع من كتاب أرمياء إثبات البطن والقلب، وفي الآية 3 من الباب الحادي والعشرين من كتاب أشعياء إثبات الظهر، وفي الآية 7 من الزبور الثاني إثبات الفرج، وفي الآية 28 من الباب العشرين من أعمال الحواريين إثبات الدم، وللتنزيه في التوراة آيتان وهما الآية الثانية عشرة والآية الخامسة عشرة من الباب الرابع من سفر الاستثناء وهما هكذا: 12 "فكلمكم الرب من جوف النار فسمعتم صوت كلامه ولم تروا الشبه ألبتة" 15 "فاحفظوا أنفسكم بحرص فإنكم لم تروا شبيهاً يوماً كلمكم الرب في حوريب من جوف النار" ولما كان مضمون هاتين الآيتين مطابقاً للبرهان العقلي، وجب تأويل الآيات الغير المحصورة لا [عدم] تأويلهما، وأهل الكتاب ههنا أيضاً يوافقوننا ولا يرجحون الآيات الغير المحصورة على هاتين الآيتين، وكما يوجد الإشعار بالجسمية للّه تعالى فكذا يوجد بإثبات المكان للّه تعالى في الآيات الغير محصورة من العهد العتيق والجديد مثل الآية 8 باب 25، والآية 45 و 46 من باب 29 من سفر الخروج، وفي الآية 3 باب 5 و 34 باب 35 من سفر العدد، وفي الآية 15 من الباب السادس والعشرين من سفر الاستثناء، وفي الآية 5 و 6 من الباب السابع من سفر صموئيل الثاني، وفي الآية 30 و 32 و 34 و 36 و 39 و 45 و 49 من الباب الثامن من سفر الملوك الأول، وفي الآية 11 من الزبور التاسع، وفي الآية 4 من الزبور العاشر، وفي الآية 8 من الزبور الخامس والعشرين، وفي الآية 16 من الزبور السابع والستين، وفي الآية 2 من الزبور الثالث والسبعين وفي الآية 2 من الزبور الخامس والسبعين وفي الآية 1 من الزبور الثامن والتسعين وفي الآية 21 من الزبور المائة والرابع والثلاثين، وفي الآية 17 و 21 من الباب الثالث من كتاب يوتيل، وفي الآية 2 من الباب الثامن من كتاب زكريا وفي الآية 45 و 48 باب 5 و 1 و 9 و 14 و 26 باب 6 و 11 و 21 باب 7 و 32 و 33 باب 10 و 50 باب 2 و 13 باب 15 و 17 باب 16 و 10 و 14 و 19 و 35 باب 18 و 19 و 22 باب 23 من إنجيل متى، ولا توجد في العهد العتيق والجديد الآيات الدالة على تنزيه اللّه عن المكان إلا قليلة مثل الآية 1 و 2 من الباب السادس والستين من كتاب أشعياء، والآية 48 من الباب السابع من أعمال الحواريين، لكن لما كان مضمون هذه الآيات القليلة موافقاً للبراهين أولت الآيات الكثيرة الغير المحصورة المشعرة بالمكان للّه تعالى لا هذه الآيات القليلة، وأهل الكتاب أيضاً يوافقوننا في هذا التأويل، فقد ظهر من هذا الأمر الثالث أن الكثير إذا كان مخالفاً للبرهان يجب إرجاعه إلى القليل الموافق له، ولا يعتد بكثرته فكيف إذا كان الكثير موافقاً والقليل مخالفاً فإن التأويل فيه ضروري ببداهة العقل.
(الأمر الرابع) قد علمت في الأمر الثالث أنه ليس للّه شبه وصورة وقد صرح به في العهد الجديد أيضاً في مواضع عديدة أن رؤية اللّه في الدنيا غير واقعة، في الآية الثامنة عشرة من الباب الأول من إنجيل يوحنا هكذا: "اللّه لم يره أحد قط" وفي الآية السادسة عشرة من الباب السادس من الرسالة الأولى إلى تيموثاوس: "لم يره أحد من الناس ولا يقدر أن يراه" وفي الآية الثانية عشرة من الباب الرابع من رسالة يوحنا الأولى: "اللّه لم ينظره أحد قط" فثبت من هذه الآيات أن من كان مرئياً لا يكون إلهاً قط، ولو أطلق عليه في كلام اللّه أو الأنبياء أو الحواريين لفظ اللّه ومثله فلا يغتر أحدٌ بمجرد إطلاق مثل لفظ اللّه، ولا يدعي أن التأويل مجاز فكيف يرتكب لأن المصير إلى المجاز يجب عند القرينة المانعة عن إرادة الحقيقة سيما إذا دل البرهان القطعي على المنع، نعم يكون لإطلاق مثل هذه الألفاظ على غير اللّه وجه مناسب لكل محل، مثلاً إن إطلاقها في الكتب الخمسة المنسوبة إلى موسى عليه السلام على بعض الملائكة لأجل ظهور جلال اللّه فيه أزيد من الغير، وفي الباب الثالث والعشرين من سفر الخروج قول اللّه سبحانه هكذا: 20 "أنا أرسل ملاكي أمامك ليحفظك في الطريق ويدخلك إلى المكان الذي أن استعديت 21 فاحتفظ به وأطع أمره ولا تشاقّه، إنه لا يغفر إذا أخطأت، إن اسمي معه 23 وينطلق ملاكي أمامك فيدخلك على الأموريين والحيثانيين والفرزانيين والكنعانيين والحوايين واليانوسانيين الذين أنا أخرجهم" فقوله: أرسل ملاكي أمامك، وكذا قوله ينطلق ملاكي، نصان على أن الذي كان يسير مع بني إسرائيل في عمود سحاب في النهار وعمود نار في الليل كان ملكاً من الملائكة وقد أطلق عليه مثل هذه الألفاظ كما ستطّلع عليه لأجل ما قلت، كما يظهر من قوله إن اسمي معه، وقد جاء إطلاقها في مواضع غير محصورة على الملك والإنسان الكامل، بل على آحاد الناس، بل على الشيطان الرجيم، بل على غير ذوي العقول أيضاً، وقد علم من بعض المواضع تفسير بعض هذه الألفاظ، وفي بعض المواضع يدل سوق الكلام بحيث لا يشتبه على الناظر في بادئ الرأي، وها أنا أورد عليك شواهد هذا الباب وأنقل في هذا الباب عبارة كتب العهد العتيق عن الترجمة العربية التي طبعت في لندن سنة 1844 من الميلاد وعبارة العهد الجديد، إما من الترجمة المذكورة وإما من الترجمة العربية التي طبعت في بيروت سنة 1860 ولا أنقل جميع عبارة الموضع المستشهد به بل أنقل الآيات التي يتعلق الغرض بها في هذا المقام وأترك الآيات الغير المقصودة، في الباب السابع عشر من سفر التكوين هكذا: 1 "ولما صار أبرام ابن تسعة وتسعين سنة تراءى له الرب وقال أنا اللّه ضابط الكل فسر أمامي وكن تاماً" 4 " وقال له اللّه أنا هو وعهدي معك وستكون أباً لأمم كثيرة" 7 "وأقيم ميثاقي بيني وبينك وبين نسلك من بعدك بأجيالهم ميثاقاً أبدياً لأكون إلهاً لك ولنسلك من بعدك" 8 "وسأعطي لك ولنسلك أرض غُربتك جميع أرض كنعان مِلْكاً إلى الدهر، وأكون لهم إلهاً" 9 "فقال اللّه لإبراهيم ثانية الخ" 15 وقال "اللّه أيضاً لإبراهيم الخ" 18 "وقال اللّه الخ" 22 "ولما فرغ اللّه من خطابه صعد عن إبراهيم" وكان هذا المتكلم المرئي ملكاً لما علمت، ولقوله صعد عن إبراهيم، ففي هذه العبارة أطلق عليه لفظ اللّه والرب والإله، وأطلق هو على نفسه "أنا اللّه ضابط الكل لأكون إلهك ولنسلك من بعدك وأكون إلهاً لهم" وكذا أطلق أمثال هذه الألفاظ في الباب الثامن عشر من سفر التكوين على الملك الذي ظهر على إبراهيم عليه السلام مع الملكين الآخرين، وبشره بولادة إسحاق وأخبر بأن قرى لوط ستخرب في أزيد من أربعة عشر موضعاً، وفي الباب الثامن والعشرين من السفر المذكور في حال يعقوب عليه السلام إذ سافر إلى بلد حاله هكذا: 10 "وخرج يعقوب من بير سبع ماضياً إلى حرّان" 11 "وأتى إلى موضع وبات هناك فأخذ حجراً من حجارة ذلك الموضع ووضعه تحت رأسه ونام هناك" 12 "فنظر في الحلم سلماً قائماً على الأرض ورأسه يصل إلى السماء وملائكة اللّه يصعدون ويهبطون فيه" 13 "والرب كان ثابتاً على رأس السلم، وقال أنا هو اللّه إله إبراهيم أبيك وإله إسحاق فالأرض التي أنت عليها راقد أعطيكها لك ولنسلك" 14 "ويكون نسلك مثل رمل الأرض، ويتسع إلى المغرب والمشرق، ويتيمن ويتبارك بك وبزرعك جميع قبائل الأرض" 15 "وأحفظك حيثما انطلقت، وأعيدك إلى هذه الأرض ولا أخليك حتى أعمل ما قلته لك" 16 "فاستيقظ يعقوب من نومه وقال حقاً إن الرب في هذا المكان وأنا لم أكن أعلم" 17 " وخاف وقال ما أخوف هذا الموضع ما هذا إلا بيت اللّه وباب السماء" 18 "وقام يعقوب بالغداة وأخذ الحجر الذي كان توسد به وأقامه نصبة وسكب عليه دهناً" 19 "ودعا اسم المدينة بين إيل التي كانت أولاً لوزاً" 20 "ونذر نذراً قائلاً إن كان اللّه يكون معي ويحفظني في الطريق الذي أنا سائر به ويرزقني خبزاً آكل وكسوة ألبس" 21 "ورجعت بسلام إلى بيت أبي فالرب يكون لي إلهاً" 22 "وهذا الحجر الذي أقمته نصبة يدعى بيت اللّه وكل ما أعطيتني أديت إليك عشوره".
وفي الباب الحادي والثلاثين من السفر المذكور قول يعقوب عليه السلام في خطاب زوجته لِيَا وراحيل هكذا: 11 "فقال لي ملاك اللّه في الحلم يا يعقوب فقلت هو ذا أنا" 12 "فقال لي الخ" 13 "أنا إله بيت إيل حيث مسحت قائمة الحجر ونذرت لي نذراً والآن قم فاخرج من هذه الأرض وارجع إلى أرض ميلادك" وفي الباب الثاني والثلاثين من السفر المذكور هكذا: 9 "وقال يعقوب يا إله أبي إبراهيم وإله أبي إسحاق أيها الرب الذي قلت لي ارجع إلى أرضك وإلى مكان ميلادك وأباركك" 12 "فأنت تكلمت وقلت إنك تحسن إلي وتوسع نسلي مثل رمل البحر الذي لا يحصى لكثرته" وفي الباب الخامس والثلاثين من السفر المذكور هكذا: "وقال اللّه ليعقوب قم فاصعد إلى بيت إيل واسكن هناك، وانصب هناك مذبحاً للّه الذي ظهر لك وأنت هارب من وجه عيصو أخيك" 2 "وقال يعقوب لأهله الخ" 3 "نصعد إلى بيت إيل لنصنع هناك مذبحاً للّه الذي استجاب لي في ضيقتي وكان معي في طريقي" 6 "فجاء يعقوب إلى لوزا التي في أرض كنعان هذه بيت إيل الخ" 7 "وبنى هناك مذبحاً ودعا اسم المكان بيت اللّه لأن هناك ظهر له اللّه الخ" وفي الباب الثامن والأربعين من السفر المذكور هكذا: 3 "إن اللّه الضابط الكل استعلن عليّ في لوزا بأرض كنعان وباركني" 4 "وقال لي أني منميك وجاعلك بجماعة الشعوب وأعطيك هذه الأرض ولنسلك من بعدك ميراثاً إلى الدهر" فظهر من الآية الحادية عشرة والثالثة عشرة من الباب الحادي والثلاثين أن الذي ظهر على يعقوب عليه السلام، ووعده وعهد ونذر يعقوب عليه السلام معه كان ملكاً، وجاء إطلاق لفظ مثل اللّه عليه في العبارات المذكورة في أزيد من ثمانية عشر موضعاً وقال هذا الملك: "أنا هو الرب إله إبراهيم أبيك وإله إسحاق، وقال يعقوب عليه السلام في حقه "يا إله أبي إبراهيم وإله أبي إسحاق أيها الرب وإن اللّه ضابط الكل استعلن عليّ" وفي الباب الثاني والثلاثين من السفر المذكور هكذا: 24 "وتخلف هو وحده وهو ذا رجل فكان يصارعه إلى الفجر" 25 "وحين نظر أنه لا يقوى به فجس عرق وركه ولساعته ذبل" 26 "وقال له أطلقني لأنه قد أسفر الصبح وقال له لا أطلقك أو تباركني" 27 "فقال له ما اسمك فقال يعقوب" 28 "قال لا يدعي اسمك يعقوب بل إسرائيل من أجل أنك إن كنت قويت مع اللّه فكم بالحري لك قوة في الناس" 19 "فسأله يعقوب عرفني ما اسمك فقال له لم تسأل عن اسمي وباركه فيذلك المكان" 30 "فدعا يعقوب اسم ذلك المكان فنوائل قائلاً رأيت اللّه وجهاً لوجه وتخلصت نفسي" وهذا المصارع كان ملكاً لما عرفت ولأنه يلزم أن يكون إله بني إسرائيل في غاية العجز والضعف حيث صارع يعقوب عليه السلام إلى الفجر، ولم يغلب عليه بدون الحيلة، ولأن كلام هوشع نص في هذا الباب في الباب الثاني عشر من كتابه هكذا: 3 "في البطن عقب أخاه وفي جبروته أفلح معه الملاك" 4 "وغلب الملك وتقوّى وبكى وسأله ووجده في بيت إيل وهناك كلمنا" فأطلق عليه لفظ اللّه في الموضعين وفي الباب الخامس والثلاثين من سفر التكوين هكذا: 9 "فظهر اللّه ليعقوب أيضاً من بعد ما رجع من بين نهري سورية وباركه" 10 "قائلاً لا يدعي اسمك بعدها يعقوب بل يكون اسمك إسرائيل ودعا اسمه إسرائيل" 11 "وقال له أنا اللّه الضابط الكل أتم وأكثر الأمم ومجامع الشعوب تكون منك والملوك من صلبك يخرجون 12 والأرض التي أعطيت إبراهيم وإسحاق فلك أعطيها وأعطي نسلك هذه الأرض من بعدك 13 وارتفع اللّه عنه 14 ونصب يعقوب حجراً في الموضع الذي كلمه فيه اللّه قائمة حجرية ودفق عليه مدفوقاً وصب عليه دهناً 15 ودعا اسم الموضع الذي كلمه اللّه هناك بيت إيل" وهذا الذي ظهر هو الملك المذكور فأطلق عليه لفظ اللّه في خمسة مواضع وقال هو "أنا اللّه الضابط الكل" وفي الباب الثالث من سفر الخروج 2 "وتراءى له الرب بلهيب النار من وسط العليقة فنظر إلى العليقة تتوقد فيها النار، وهي لم تحترق 3 ورأى اللّه أنه جاء الخ 6، وقال له إني أنا اللّه إله آبائك إله إبراهيم وإله إسحاق وإله يعقوب، فغطى موسى وجهه من أجل أنه خشي أن ينظر نحو اللّه 7 فقال له الرب الخ 11 فقال موسى للّه الخ 12 فقال له اللّه أنا أكون معك وهذه علامة لك أني أنا أرسلتك إذا أخرجت شعبي من مصر يعملون ذبيحة قدّام اللّه على هذا الجبل 13 فقال موسى للّه هو ذا أنا أذهب إلى بني إسرائيل، وأقول لهم إله آبائكم أرسلني إليكم، فإن قالوا لي ما اسمه ماذا أقول لهم؟ 14 فقال اللّه لموسى اهية اشراهيه، وقال له: هكذا تقول لبني إسرائيل اهية أرسلني إليكم 15 وقال اللّه أيضاً لموسى هكذا تقول لبني إسرائيل الرب إله آبائكم إله إبراهيم وإله إسحاق وإله يعقوب أرسلني إليكم هكذا اسمي إلى الدهر، وهذا هو ذكري إلى جيل الأجيال 16 فاذهب اجمع شيوخ بني إسرائيل وقل لهم الرب إله آبائكم استعلن عليّ إله إبراهيم وإله يعقوب الخ".
فالذي ظهر على موسى وكلمه قال في حقه "إني أنا اللّه إله آبائك إله إبراهيم وإله إسحاق وإله يعقوب" ثم قال "اهية اشراهية" ثم أمر موسى عليه السلام أن يقول لبني إسرائيل "اهية أرسلني والرب إله آبائكم إله إبراهيم وإله إسحاق وإله يعقوب أرسلني إليكم" وقال "هذا اسمي إلى الدهر وهذا هو ذكري إلى جيل الأجيال" وأطلق عليه في هذه العبارة لفظ اللّه والرب وأمثالهما في أزيد من خمسة وعشرين موضعاً، وأطلق عليه المسيح عليه السلام أيضاً لفظ اللّه كما نقل مرقس في الباب الثاني عشر، ومتى في الباب الثاني والعشرين، ولوقا في الباب العشرين قول المسيح عليه السلام في خطاب الصدوقيين هكذا: "أفما قرأتم في كتاب موسى في أمر العليقة كيف كلمه اللّه قائلاً أنا إله إبراهيم وإله إسحاق وإله يعقوب" انتهى بعبارة مرقس، وهذا كان مَلكاً لما عرفت، ولذلك في أكثر التراجم الهندية والفارسية بدل لفظ اللّه لفظ فرشته الذي هو ترجمة الملك، والآية الأولى من الباب السابع من سفر الخروج هكذا: "فقال الرب لموسى انظر فإني قد جعلتك إلهاً لفرعون وهارون أخوك يكون لك نبياً" والآية السادسة عشرة من الباب الرابع من سفر الخروج هكذا: "هو يتكلم مع الشعب عوضك، وهو يكون لك وأنت تكون له في أمور اللّه" فوقع لفظ الإله واللّه في حق موسى عليه السلام، ومن ههنا يظهر ترجيح اليهود على المسيحيين في هذه العقيدة لأنهم مع ادعاء محبتهم لموسى وترجيحه على سائر الأنبياء ما أوصلوه إلى رتبة الألوهية متمسكين بمثل هذه الأقوال، وفي الباب الثالث عشر من سفر الخروج هكذا: 21 "وكان الرب يسير أمامهم ليريهم الطريق في النهار بعمود سحاب وفي الليل بعمود نار ليهديهم الطريق نهاراً وليلاً 22 لم يزل قط عمود السحاب نهاراً ولا عمود النار ليلاً من قدام الشعب" ثم في الباب الرابع عشر من السفر المذكور هكذا: 19 "فانطلق ملاك اللّه الذي كان يسير قدّام عسكر إسرائيل، ومشى خلفهم وعمود الغمام أيضاً معه فتحوّل من قدام وجوههم إلى ورائهم 24 فلما كان عند محرس السحر نظر الرب إلى محلة المصريين بعمود النار والغمامة وقتل عسكرهم"، وهذا السائر كان ملكاً كما صرح به في الآية 19 وأطلق عليه لفظ الرب على وفق الترجمة العربية ولفظ يَهُواه على وفق الهندية الموجودة عندي، وفي الباب الأول من سفر الاستثناء هكذا: 30 "فإن الرب الإله الذي يسير أمامكم فهو يقاتل عنكم كما عمل في مصر، والكل ينظرون 31 وفي البرية أنت رأيت بعينيك، حملك الرب إلهك كما أنه يحمل الرجل ولده الخ" 32 "ولم تؤمنوا في ذلك بالرب إلهكم 33 الذي سار أمامكم في الطريق، وحدد لكم المكان الذي كان فيه يجب أن تنصبوا الخيام، في الليل يريكم الطريق بالنار، وفي النهار بعمود الغمام، فجاء إطلاق لفظ الرب الإله في ثلاثة مواضع على الملك المذكور، لأنه كان سائراً أمامهم وقاتلاً لعسكر المصريين. وفي الباب الحادي والثلاثين من السفر المذكور هكذا: 3 "فالرب إلهك هو يعبر قدامك الخ" 4 "فيصنع الرب الخ" 5 "فإذا أمكنكم الرب الخ" 6 فاجترءوا عليهم وتقووا ولا تخافوا ولا ترهبوا إذا نظرتموهم "إن الرب إلهك فهو يسير أمامك الخ 8 والرب الذي هو السائر أمامكم فهو يكون معك الخ" ففي هذه العبارة أيضاً إطلاق لفظ الرب إلهك والرب على الملك المذكور: والآية 22 من الباب الثالث عشر من كتاب القضاة في حق الذي تكلم مع نوح وامرأته وبشرهما بالولد هكذا: "فقال منوح لامرأته بموت نموت لأننا عاينا اللّه" وصرح به في الآية 3 و 9 و 13 و 15 و 16 و 18 و 21 من هذا الباب أنه كان ملكاً فأطلق عليه لفظ اللّه، وكذا جاء هذا الإطلاق على الملك في الباب السادس من كتاب أشعياء، والباب الثالث من سفر صموئيل الأول، والباب الرابع والتاسع من كتاب حزقيال، والباب السابع من كتاب عاموص والآية السادسة من الزبور الحادي والثمانين على وفق الترجمة العربية، ومن الزبور الثاني والثمانين على وفق التراجم الأخر هكذا: "أنا قلت إنكم آلهة وبنو العلى كلكم" فجاء ههنا إطلاق الآلهة وأبناء اللّه على العوام فضلاً عن الخواص، وفي الباب الرابع من الرسالة الثانية إلى أهل قورنيثوس هكذا: 3 "ولكن إن كان إنجيلنا مكتوماً فإنما هو مكتوم في الهالكين 4 الذين فيهم إله هذا الدهر قد أعمى أذهان الغير المؤمنين لئلا تضيء لهم نارة إنجيل مجد المسيح" والمراد بإله الدهر الشيطان على ما زعم علماء البروتستنت، فجاء مثل هذا الإطلاق على الشيطان الرجيم على زعمهم فضلاً عن الإنسان، وإنما قلت على زعمهم لأنهم يريدونه ههنا لئلا يلزم نسبة الإعماء إلى اللّه تعالى، فيلزم كون اللّه خالق الشر، وهذا هو هوس من هوساتهم لأن خالق الشر على وفق كتبهم المقدسة يقيناً هو اللّه تعالى، وأنقل ههنا شاهدين وستطلع على شواهد أخر أيضاً في موضعه.
الآية السابعة من الباب الخامس والأربعين من كتاب أشعياء هكذا: "المصور النور والخالق الظلمة الصانع السلام والخالق الشر أنا الرب الصانع هذه جميعاً" وقال مقدسهم بولس في الباب الثاني من الرسالة الثانية إلى أهل تسالو نيقي: "سيرسل إليهم اللّه عمل الضلال حتى يصدقوا الكذب لكي يدان جميع الذين لم يصدقوا الحق بل سروا بالإثم" ولما كان زعمهم كما ذكرنا والمقصود النقل على سبيل الإلزام فالمقصود حاصل، وهو أن إطلاق إله الدهر جاء على الشيطان والآية 16 من الباب الثالث من رسالة بولس إلى أهل فيلبس هكذا: "الذين نهايتهم الهلاك الذين إلههم بطنهم ومجدهم في خزيهم" فأطلق مقدسهم على البطن لفظ الإله، وفي الباب الرابع من الرسالة الأولى ليوحنا هكذا: 8 "ومن لا يحب لم يعرف اللّه لأن اللّه محبة 16، ونحن قد عرفنا وصدقنا المحبة التي للّه فينا اللّه محبة ومن يثبت في المحبة يثبت في اللّه واللّه فيه" فيوحنا أثبت اتحاد المحبة باللّه، وقال في الموضعين اللّه محبة ثم أثبت التلازم هكذا من يثبت في المحبة يثبت في اللّه واللّه فيه، وإطلاق الآلهة على الأصنام كثير جداً في الكتب السماوية، فلا حاجة إلى نقل شواهد. وكذا إطلاق الرب بمعنى المخدوم والمعلم كثير جداً يعني عن نقل شواهده. التفسير الواقع في الآية 38 من الباب الأول من إنجيل يوحنا هكذا: "فقال ربي تفسيره يا معلم" إذا علمت ما ذكرت فقد حصلت لك البصيرة التامة أنه لا يجوز لعاقل أن يستدل بإطلاق بعض هذه الألفاظ على بعض الحوادث التي حدوثها وتغيرها وعجزها من الحسيات أنه إله أو ابن اللّه، وينبذ جميع البراهين العقلية القطعية، وكذا البراهين النقلية وراءه.
(الأمر الخامس) إن وقوع المجاز في غير المواضع التي مرّ ذكرها في الأمر الثالث والرابع كثير: مثلاً وعد اللّه إبراهيم عليه السلام في تكثير أولاده هكذا الآية السادسة عشرة من الباب الثالث عشر من سفر التكوين: "وأجعل نسلك مثل تراب الأرض فإن استطاع أحد من الناس أن يحصي تراب الأرض فإنه يستطيع أن يحصي نسلك" والآية السابعة عشرة من الباب الثاني والعشرين من السفر المذكور: "أباركك وأكثر نسلك كنجوم السماء ومثل الرمل الذي على شاطئ البحر الخ" وهكذا وعد يعقوب عليه السلام بأن نسلك يكون مثل رمل الأرض كما عرفت في الأمر الرابع، وأولادهما لم يبلغ مقدارهم عدد رطل رمل في الدنيا في وقت من الأوقات فضلاً عن مقدار رمل شاطئ البحر أو رمل الأرض، ووقع في مدح الأرض التي كان وعد اللّه إعطاءها في الآية الثامنة من الباب الثالث من سفر الخروج وغيرها من الآيات بأنه يسيل فيها اللبن والعسل ولا أرض في الدنيا كذلك، ووقع في الباب الأول من سفر الاستثناء هكذا: "والقرى عظيمة محصّنة إلى السماء" ووقع في الباب التاسع من السفر المذكور هكذا: "وأشد منك مدناً كبيرة حصينة مشيدة إلى السماء" وفي الزبور السابع والسبعين هكذا: 65: "واستيقظ الرب كالنائم مثل الجبار المفيق من الخمر 66 فضرب أعداءه في الوراء وجعلهم عاراً إلى الدهر"، والآية الثالثة من الزبور المائة والثالث في وصف اللّه هكذا: "والمسقف بالمياه علاليه الذي جعل السحاب مركبه الماشي على أجنحة الرياح" وكلام يوحنا مملوء من المجاز قلما تخلو فقرة لا يحتاج فيها إلى تأويل كما لا يخفى على ناظر إنجيله ورسائله ومشاهداته، وأكتفي ههنا على نقل عبارة واحدة من عبارته قال في الباب الثاني عشر من المشاهدات هكذا: 1 "وظهرت آية عظيمة في السماء: امرأة متسربلة بالشمس، والقمر تحت رجليها، وعلى رأسها إكليل من اثني عشر كوكباً 2 وهي حبلى تصرخ متمخضة ومتوجعة لتلده 3 وظهرت آية أخرى في السماء هو ذا تنين عظيم أحمر له سبعة رؤوس وعشرة قرون، وعلى رؤوسه سبعة تيجان 4 وذنبه يجر ثلث نجوم السماء، فطرحها إلى الأرض، والتنين وقف أمام المرأة العتيدة أن تلد حتى يبتلع ولدها متى ولدت 5 فولدت ابناً ذكراً أن يرعى جميع الأمم بعصى من حديد واختطف ولدها إلى اللّه وإلى عرشه 6 والمرأة هربت إلى البرية حيث لها موضع معد من اللّه لكي يعولوها هناك ألفاً ومائتين وستين يوماً 7 وحدثت حرب في السماء ميخائيل وملائكته حاربوا التنين وحارب التنين وملائكته" إلى آخر كلامه وهذا الكلام في الظاهر كلام المجاذيب فلو لم يؤول فمستحيل قطعاً، وتأويله أيضاً يكون بعيداً لا سهلاً وأهل الكتاب يؤوّلون الآيات المذكورة وأمثالها يقيناً ويعترفون بكثرة وقوع المجاز في الكتب السماوية قال صاحب (مرشد الطالبين إلى الكتاب المقدس الثمين) في الفصل الثالث عشر من كتابه: "وأما اصطلاح الكتاب المقدس فإنه ذو استعارات وافرة غامضة وخاصة العهد العتيق" ثم قال: "واصطلاح العهد الجديد أيضاً هو استعاري جداً وخاصة مسامرات مخلصنا وقد اشتهرت آراء كثيرة فاسدة لكون بعض معلمي النصارى شرحوها شرحاً حرفياً، ولأجل ذلك نقدم بعض أمثال لنرى بها أن تأويل الاستعارات حرفياً ليس صواباً، وذلك كقول المسيح عن هيرودس اذهبوا وقولوا لذلك الثعلب، فمن المعلوم أن المراد بلفظة الثعلب في هذه العبارة جبار ظالم لأن ذلك الحيوان المدعو هكذا معروف بالحيلة والغدر أيضاً، قال ربنا لليهود: أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء فكل من أكل من هذا الخبز يحيا إلى الأبد، والخبز الذي أنا أعطيه هو جسدي سوف أعطيه لحياة العالم، يوحنا ص 6 عدد 15، فاليهود الشهوانيون فهموا هذه العبارة بالمعنى الحرفي وقالوا كيف يقدر هذا الرجل أن يعطينا جسده لنأكله؟ آية 52 ولم يلاحظوا أنه عني بذلك ذبيحته التي وهبها كفارة لخطايا العالم، وقد قال مخلصنا أيضاً عن الخبز عند تعيينه العشاء السري: هذا هو جسدي، وعن الخمر هذا هو دمي، متّى ص 26 عدد 26، فمنذ الدهر الثاني عشر جعلت الرومانيون الكاثوليكيون لهذا القول معنى آخر معكوساً ومغايراً لشواهد أخرى في الكتب المقدسة وللدليل الصحيح، وحتموا أن ينتجوا من ذلك تعليمهم عن الاستحالة أي تحويل الخبز والخمر إلى جسد المسيح ودمه الجوهريين عندما يلفظ الكاهن بكلمات التقديس الموهوم، مع أنه قد يظهر لكل الحواس الخمسة أن الخبز والخمر باقيان على جوهرهما ولم يتغيرا، فأما التأويل الصحيح لقول ربنا فهو أن الخبز بمثل جسده والخمر بمثل دمه" انتهى كلامه بلفظه. فاعترافه بين لا خفاء فيه لكن لا بد من النظر في قوله فمنذ الدهر الثاني عشر إلى آخره فإنه رد على الرومانيين في اعتقاد استحالة الخبز والخمر إلى جسد المسيح عليه السلام ودمه بشهادة الحس، وأوّلَ قول المسيح عليه السلام بحذف المضاف وإن كان ظاهر القول كما فهموا لأنه هكذا: 26 "وفيم هم يأكلون أخذ يسوع الخبز وبارك وكسر وأعطى التلاميذ قال خذوا كلوا هذا هو جسدي 27 وأخذ الكأس وشكر وأعطاهم قائلاً اشربوا منها كلكم 28 لأن هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا"، فقالوا: إن لفظ هذا يدل على جوهر الشيء الحاضر كله، ولو كان جوهر الخبز باقياً لما صح هذا الإطلاق، وإنهم كانوا قبل ظهور فرقة البروتستنت أكثر المسيحيين في العالم وأنهم كثيرون من هذه الفرقة إلى هذا الحين أيضاً. فكما أن هذه العقيدة غلط بشهادة الحس عند هذه الفرقة فكذلك عقيدة التثليث غلط، ولو فرضنا دلالة بعض الأقوال المتشابهة بحسب الظاهر عليها بل محال بالأدلة القطعية، فإن قالوا ألسنا من ذوي العقول فكيف نعترف بها لو كانت محالاً؟ قلنا أليس الرومانيون من ذوي العقول مثلكم، وفي المقدار أكثر منكم إلى هذا الحين فضلاً عن سالف الزمان، فكيف اعترفوا وأجمعوا على ما هو غير صحيح عندكم ويشهد ببطلانه الحس أيضاً؟ وهو باطل في نفس الأمر أيضاً بوجوه:
(الأول) أن الكنيسة الرومانية تزعم أن الخبز وحده يستحيل جسد المسيح ودمه ويصير مسيحاً كاملاً، فأقول إذا استحال مسيحاً كاملاً حياً بلاهوته وناسوته الذي أخذه من مريم عليهما السلام، فلا بد أن يشاهد فيه عوارض الجسم الإنساني ويوجد فيه الجلد والعظام والدم وغيرها من الأعضاء لكنها لا توجد فيه بل جميع عوارض الخبز باقية الآن كما كانت فإذا نظره أحد أو لمسه أو ذاقه لا يحس شيئاً غير الخبز، وإذا حفظه يطرأ عليه الفساد الذي يطرأ على الخبز لا الفساد الذي يطرأ على الجسم الإنساني، فلو ثبتت الاستحالة تكون استحالة المسيح خبزاً لا استحالة الخبز مسيحاً، فلو قالوا إن المسيح استحال خبزاً لكان أقل بعداً من هذا، وإن كان هو أيضاً باطلاً ومصادماً للبداهة.
(الثاني) إن حضور المسيح بلاهوته في أمكنة متعددة في آن واحد وإن كان ممكناً في زعمهم لكنه باعتبار ناسوته غير ممكن لأنه بهذا الاعتبار كان مثلنا حتى كان يجوع ويأكل ويشرب وينام ويخاف من اليهود ويفر وهلم جرّا، فكيف يمكن تعدده بهذا الاعتبار بالجسم الواحد في أمكنة غير محصورة في آن واحد حقيقة؟ والعجب أنه ما وُجد قبل عروجه إلى السماء بهذا الاعتبار في مكانين أيضاً فضلاً عن الأمكنة الغير المتناهية وكذا بعد عروجه إلى السماء فكيف يوجد بعد القرون بعد اختراع هذا الاعتقاد الفاسد بالاعتبار المذكور في أمكنة غير محصورة في آن واحد.
(الثالث) إذا فرضنا أن مليونات من الكهنة في العالم قدسوا في آن واحد واستحالت تقدمة كل إلى المسيح الذي تولد من العذراء، فلا يخلو إمّا أن يكون كل من هؤلاء المسيحيين الحادثين عين الآخر أو غيره، والثاني باطل على زعمهم والأول باطل في نفس الأمر لأن مادة كل غيرُ مادة الآخر.
(الرابع) إذا استحال الخبز مسيحاً كاملاً تحت يد الكاهن فكسر هذا الكاهن هذا الخبز كسرات كثيرة وأجزاء صغيرة فلا يخلوا إمّا أن يتقطع المسيح قطعة قطعة على عدد الكسرات والأجزاء أو يستحيل كل كسرة وجزء مسيحاً كاملاً أيضاً فعلى الأول لا يكون المتناول متناول مسيح كامل، وعلى الثاني من أين جاءت هؤلاء المسحاء لأنه ما حصل بالتقدمة إلا المسيح الواحد؟.
(الخامس) لو كان العشاء الرباني الذي كان قبل صلبه بيسير نفس الذبيحة التي حصلت على الصليب لزم أن يكون كافياً لخلاص العالم، فلا حاجة إلى أن يصلب على الخشبة من أيدي اليهود مرة أخرى لأن المسيح ما جاء إلى العالم في زعمهم إلا ليخلص الناس بذبيحة مرة واحدة، وما أنى لكي يتألم مراراً كما يدل عليه عبارة آخر الباب التاسع من الرسالة العبرانية صراحة.
(السادس) لو صح ما ادعوه لزم أن يكون المسيحيون أخبث من اليهود لأن اليهود ما آلموه إلا مرة واحدة فتركوا وما أكلوا لحمه، وهؤلاء يؤلمونه ويذبحونه كل يوم في أمكنة غير محصورة، فإن كان القاتل مرة واحدة كافراً وملعوناً فما بال الذين يذبحونه مرات غير محصورة ويأكلون لحمه ويشربون دمه؟ نعوذ باللّه من الذين يأكلون إلههم ويشربون دمه حقيقة فإذا لم ينج من أيدي هؤلاء إلههم الضعيف المسكين فمن ينجو، بعّدنا اللّه من ساحتهم، ولنعم ما قيل "دوستي نادان سراسَر دُشمني ست " (توضع على الهامش: ) يتضمن معنى المثل العربي: عدو عاقل خير من صديق جاهل والترجمة الحرفية: الصديق الجاهل مثل العدو. .
(السابع) وقع في الباب الثاني والعشرين من لوقا قول المسيح في العشاء الرباني هكذا: "اصنعوا هذا لذكري" فلو كان هذا العشاء هو نفس الذبيحة لما صح أن يكون تذكرة لأن الشيء لا يكون تذكرة لنفسه، فالعقلاء الذين عقولهم السليمة تحكم بأمثال هذه الأوهام في الحسيات لو وهموا في ذات اللّه أو في العقليات فأي استبعاد منهم؟ لكني أقطع النظر عن هذا وأقول في مقابلة علماء البروتستنت: إنه كما اجتمع هؤلاء العقلاء عندكم على هذه العقيدة المخالفة للحس والعقل تقليداً للآباء أو لغرض آخر فكذلك اجتماعهم واجتماعكم في عقيدة التثليث المخالفة للحس والبراهين، والأناس الكثيرون الذين تسمونهم ملاحدة ومقدارهم في هذا الزمان أزيد من مقدار فرقتكم بل من فرقة الرومانيين أيضاً وهم عقلاء مثلكم ومن أبناء أصنافكم ومن أهل دياركم وكانوا مسيحيين مثلكم فتركوا هذا المذهب لاشتماله على أمثال هذه الأمور يستهزؤون بها استهزاء بليغاً لا يستهزؤون بشيء آخر مثلها، كما لا يخفى على من طالع كتبهم، وفرقة يوني نيرين من فرق المسيحيين أيضاً ينكرونها والمسلمون واليهود سلفاً وخلفاً يفهمونها من جنس أضغاث الأحلام.
ويتحدث الاستاذ بعد ذلك عن الموضوعات الاتية (الأقنوم الذي كان يظهر للأنبياء في العهد القديم) ولانجد ضرورة لبحث الاقنوم الذى ظهر وقد اوضحنا انه لم يحدث ظهور كما يدعى الاستاذ ولايعقل ان نرد على ادلة شىء نفينا وجوده , ونكتفى فى بقية الكتاب بمناقشة باقى ادلة الاستاذ
1 - سجَّل داود النبي مزمور 40: 6-8 خطاباً وجَّهه الابن بصفته الناسوتية التي كان عتيداً أن يظهر بها في العالم، إلى الله، جاء فيه: بذبيحة وتقدمة لم تُسرّ. أذنيَّ فتحْتَ. محرقة وذبيحة خطية لم تطلب. حينئذ قلت هأنذا جئت، (لأنه) بدرج الكتاب مكتوب عني: أن أفعل مشيئتك يا إلهي سُررت . وقد اقتبس هذه الآية كاتب الرسالة إلى العبرانيين سنة 70 م، فقال بالوحي: لا يمكن أن دم ثيران وتيوس يرفع خطايا. لذلك عند دخوله (المسيح) إلى العالم، يقول: ذبيحة وقرباناً لم ترد، لكن هيّأت لي جسداً، لأنه بمحرقات وذبائح للخطية لم تُسرّ. ثم قلت هأنذا أجيء، (لأنه) في درج الكتاب مكتوب عني، لأفعل مشيئتك يا الله (عبرانيين 10: 4-9).
ولاندرى كيف يفهم الاستاذ هذا الفهم العجيب , يقول بارنز
Thou didst not desire - The word here rendered desire means to incline to, to be favorably disposed, as in reference to doing anything; that is, to will, to desire, to please. The meaning here is, that he did not will this or wish it; he would not be pleased with it in comparison with obedience, or as a substitute for obedience. He preferred obedience to any external rites and forms; to all the rites and forms of religion prescribed by the law. They were of no value without obedience; they could not be substituted in the place of obedience. This sentiment often occurs in the Old Testament, showing that the design of all the rites then prescribed was to bring men to obedience, and that they were of no value without obedience..
وترجمة ذلك ( ان الذبائح والقرابين لاتغنى عن طاعة الله ولافائدة منها بدون الطاعة) واذا كان بولس فى رسالته للعبرانين يعتبر ان دم المسيح هو افضل ذبيحة لتكفير الخطايا فان هذا الفهم لا يتوافق مع الكتاب المقدس فى الزبور الذى نقله الاستاذ ولا يتوافق مع فهم كثير من المسيحيين حيث يقول مؤلف الخديعة الكبرى
ويوضح بروفسور اللاهوت هاوسرات Hausrat في كتابه (بولس الحواري) " Der Apostel Paulus " أنه لو كان بولس قد بشر فعلاً بتعاليم المسيح عيسى ، لكان وضع أيضاً ملكوت الله في مركز بشارته . فهو يبدأ ديانته التي اخترعها بمفهوم كبش الفداء، فهو يرى أن الله قد أنزل شريعته لتزداد البشرية إثماً على آثامها .
أما البروفسور دكتور كارل هيلتي Carl Hilty - فيلسوف ومحامي سويسري شهير- قد لفظ تعاليم بولسس عن الفداء الدموي نهائياً،
وفى الكتاب تفاصيل كثيرة عن التعارض بين اعتبار المسيح كبش فداء لغفران الخطايا كما يدعى بولس وبين مافى الاناجيل من رحمة وتسامح
2 - وقال إشعياء النبي قبل ظهور المسيح بسبعمائة وخمسين سنة: ها العذراء تحبل وتلد ابناً، وتدعو اسمه عمَّانوئيل (اشعياء 7: 14)، وقد اقتبس متى الرسول هذه الآية بالوحي، بعد المسيح بأربعين سنة تقريباً، فقال بعد تسجيله لحديث الملاك مع العذراء: وهذا كله ليتم ما قيل بالنبي القائل، هوذا العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعو اسمه عمَّانوئيل، الذي تفسيره الله معنا (متى 1: 22 و 23).
سبق الرد على ذلك
3 - وقال على لسان اشعياء النبي أيضاً: لأنه يولد لنا ولد، ونُعطى ابناً، وتكون الرياسة على كتفه، ويُدعى اسمه عجيباً، مشيراً، إلهاً قديراً، أباً أبدياً، رئيس السلام (اشعياء 9: 6 و 7).
سبق الرد على ذلك
1 - قال بولس الرسول: ولكن لما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولوداً من امرأة، مولوداً تحت الناموس، ليفتدي الذين تحت الناموس، لننال التبنّي (غلاطية 4: 4 و5). وملء الزمان اصطلاح ديني، يُراد به الزمن المعيَّن عند الله، الذي تتم فيه مقاصده الأزلية. فالمسيح هو ابن الله قبل مجيئه إلى العالم، أو قبل ولادته من العذراء. ومع أنه فوق الناموس، إلا أنه رضي أن يُولد تحت الناموس، ليفتدينا نحن الذين بحكم مركزنا، كنا تحت الناموس، لأن مهمّة الفادي هي أن يضع نفسه موضع الذين يريد أن يفديهم، حتى تكون فديته حقيقية.
نحن نتحدث عن التجسد فهل نسى الاستاذ؟
اذا كان يقصد من تلك الاية ان المسيح ابن الله فقد سبق الرد على ذلك وسيأتى مطلب كامل فى الرد , واذا كان يتحدث عن فداء فان النص ليس فيه اى اشارة للتجسد , والنص اليونانى
Gal 4:4 οτε3753 ADV δε1161 CONJ ηλθεν2064 V-2AAI-3S το3588 T-NSN πληρωμα4138 N-NSN του3588 T-GSM χρονου5550 N-GSM εξαπεστειλεν1821 V-AAI-3S ο3588 T-NSM θεος2316 N-NSM τον3588 T-ASM υιον5207 N-ASM αυτου846 P-GSM γενομενον1096 V-2ADP-ASM εκ1537 PREP γυναικος1135 N-GSF γενομενον1096 V-2ADP-ASM υπο5259 PREP νομον3551 N-ASM
Gal 4:5 ινα2443 CONJ τους3588 T-APM υπο5259 PREP νομον3551 N-ASM εξαγοραση1805 V-AAS-3S ινα2443 CONJ την3588 T-ASF υιοθεσιαν5206 N-ASF απολαβωμεν618 V-2AAS-1P
والكلمات باللون الاخضر ( الاولىارسل الرب ابنه) ( والثانية لنصبح ابناء الله) فليس فى النص خصوصية للمسيح بالتأله,
وبقية الايات
Gal 4:6 ثُمَّ بِمَا أَنَّكُمْ أَبْنَاءٌ، أَرْسَلَ اللهُ رُوحَ ابْنِهِ إِلَى قُلُوبِكُمْ صَارِخاً: «يَا أَبَا الآبُ».
Gal 4:7 إِذاً لَسْتَ بَعْدُ عَبْداً بَلِ ابْناً، وَإِنْ كُنْتَ ابْناً فَوَارِثٌ لِلَّهِ بِالْمَسِيحِ.
لاحظ العلامات باللون الاخضر( ابناء من؟ ابنا لمن ؟ فهم ايضا ابناء الله كما ورد فى اكثر من مناسبة النص –الستم ابناء الله )
يقول بارنز
That we might receive the adoption of sons - Be adopted as the sons or the children of God; see Joh_1:12, note; Rom_8:15, note.
2 - وقال أيضاً: وبالإجماع عظيم هو سرّ التقوى، الله ظهر في الجسد، تبرر في الروح، تراءى لملائكة، كُرز به بين الأمم، أومن به في العالم، رُفع في المجد (1تيموثاوس 3: 16).
سبق الرد على ذلك
3 - وقال كذلك: وإذ قد تشارك الأولاد في اللحم والدم، اشترك هو أيضاً (أي الابن) كذلك فيهما، لكي يبيد بالموت، ذاك الذي له سلطان الموت، أي إبليس (العبرانيين 2: 14) والأولاد هنا، هم المؤمنون بالله في العهد القديم.
والرد على ذلك فى نفس الرسالة قبل بضعة اسطر يقول
Heb 2:9 وَلَكِنَّ الَّذِي وُضِعَ قَلِيلاً عَنِ الْمَلاَئِكَةِ، يَسُوعَ، نَرَاهُ مُكَلَّلاً بِالْمَجْدِ وَالْكَرَامَةِ، مِنْ أَجْلِ أَلَمِ الْمَوْتِ، لِكَيْ يَذُوقَ بِنِعْمَةِ اللهِ الْمَوْتَ لأَجْلِ كُلِّ وَاحِدٍ.
يسوع اقل من الملائكة , والاستاذ يتحدث عن الوهيته وتجسده, اليس هذا تخريف؟
4 - وقال يوحنا الرسول: والكلمة صار جسداً، وحلَّ بيننا، ورأينا مجده، مجداً كما لوحيد من الآب مملوءاً نعمة وحقاً (يوحنا 1: 14).
والرد كذلك فى الاية قبلها
Joh 1:13 اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ بَلْ مِنَ اللَّهِ.
هؤلاء الذين ولدوا من الله مباشرة وليس من دم ولا جسد هم اولى بالالوهية من الذى ولد من الجسد لو اننا اخذنا كلام الاستاذ بمعناه الحرفى , ولكن الامر مجرد مجاز فى اللغة كما قلنا ويدل على ذلك الاية التالية فى نفس السياق من نفس الاصحاح
Joh 1:18 اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ..
كما ترى الاستاذ يجتزىء الكلمات ليلفق ادلة
5 - وقال أيضاً: بهذا تعرفون روح الله: كل روح يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد، فهو من الله. وكل روح لا يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد، فليس من الله (1يوحنا 4: 2 و 3).
تعليق