اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،،
نقرأ من صموئيل الأول ، أصحاح 21 :
11 -فَقَالَ عَبِيدُ أَخِيشَ لَهُ: «أَلَيْسَ هذَا دَاوُدَ مَلِكَ الأَرْضِ؟ أَلَيْسَ لِهذَا كُنَّ يُغَنِّينَ فِي الرَّقْصِ قَائِلاَتٍ: ضَرَبَ شَاوُلُ أُلُوفَهُ وَدَاوُدُ رِبْوَاتِهِ؟».
12-فَوَضَعَ دَاوُدُ هذَا الْكَلاَمَ فِي قَلْبِهِ وَخَافَ جِدًّا مِنْ أَخِيشَ مَلِكِ جَتَّ.
13 -فَغَيَّرَ عَقْلَهُ فِي أَعْيُنِهِمْ، وَتَظَاهَرَ بِالْجُنُونِ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ، وَأَخَذَ يُخَرْبِشُ عَلَى مَصَارِيعِ الْبَابِ وَيُسِيلُ رِيقَهُ عَلَى لِحْيَتِهِ
بقلم المفسّر تادرس يعقوب نقرأ :
هرب داود إلى جت مدينة جليات الجبار الذي قتله، وها هو قادم يحمل سيف بطلهم، فثاروا ليقتلوه. لقد وجد أرامل وأيتامًا ترملن وتيتموا بسبب داود ولم يكن ممكنًا أن يستضيفوا داود كطريد شاول، إنما حسبوه جاسوسًا خبيثًا ومتهورًا. قُدم لأخيش (أحد ألقاب الملوك الفلسطينيين) فلم يجد وسيلة للخلاص إلا بالتظاهر بالجنون، فقد تمتع المجانين ببعض الامتيازات، منها عدم معاقبتهم على تصرفاتهم، كما حسب البعض أن بهم روحًا يخافونه ويرهبونه.
يا له من منظر يمثل منتهى البؤس! إذ نرى داود الجبار، رجل الله التقي، المتكل على الله، يخور في إيمانه ليتظاهر بالجنون. فيخربش أي يكتب كتابة غير واضحة على الباب، وبحسب الترجمة السبعينية كان يطبل على الباب، وكان يريقه يسيل على لحيته [13]، وهذه كانت تعتبر بعض علامات الجنون في الشرق، لا سيما ما للحية من إكرام.
يا له من منظر يمثل منتهى البؤس! إذ نرى داود الجبار، رجل الله التقي، المتكل على الله، يخور في إيمانه ليتظاهر بالجنون. فيخربش أي يكتب كتابة غير واضحة على الباب، وبحسب الترجمة السبعينية كان يطبل على الباب، وكان يريقه يسيل على لحيته [13]، وهذه كانت تعتبر بعض علامات الجنون في الشرق، لا سيما ما للحية من إكرام.
المصدر المسيحي هُنا
بقلم المفسّر و ليم ماكدونالد نقرأ أيضاً :
وغادر داود أرض إسرائيل وهرب إلي مدينة جت، مسقط رأس جليات. وهناك، وهو الملك الممسوح لإسرائيل، طلب اللجوء بين أعداء شعب الله. وعندما تشكك الفلسطينيون في نواياه، إضطر أن يدعي الجنون لكي يُنقذ حياته. ويُعلّق دي روتشيلد De Rothschild “كان داود يعرف جيدًا أن المجانين لا يُحاسبون، لأنهم يُعتبرون قد ضُربوا من الله، ولكن تحت حمايته”. وهكذا، أخذ كاتب مزامير إسرائيل يُخربش علي مصاريع الباب، ويُسّيل ريقه علي لحيته. وبسبب القساوة في شعب الله، وتدهور إيمان داود نفسه، تدنى داود إلي هذا السلوك المَهين.