٧حِينَئِذٍ دَعَا هِيرُودُسُ الْمَجُوسَ سِرًّا، وَتَحَقَّقَ مِنْهُمْ زَمَانَ النَّجْمِ الَّذِي ظَهَرَ.
٨ثُمَّ أَرْسَلَهُمْ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ، وَقَالَ:«اذْهَبُوا وَافْحَصُوا بِالتَّدْقِيقِ عَنِ الصَّبِيِّ. وَمَتَى وَجَدْتُمُوهُ فَأَخْبِرُونِي، لِكَيْ آتِيَ أَنَا أَيْضًا وَأَسْجُدَ لَهُ».
٩فَلَمَّا سَمِعُوا مِنَ الْمَلِكِ ذَهَبُوا. وَإِذَا النَّجْمُ الَّذِي رَأَوْهُ فِي الْمَشْرِقِ يَتَقَدَّمُهُمْ حَتَّى جَاءَ وَوَقَفَ فَوْقُ، حَيْثُ كَانَ الصَّبِيُّ.
١٠فَلَمَّا رَأَوْا النَّجْمَ فَرِحُوا فَرَحًا عَظِيمًا جِدًّا.
١١وَأَتَوْا إِلَى الْبَيْتِ، وَرَأَوْا الصَّبِيَّ مَعَ مَرْيَمَ أُمِّهِ. فَخَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ. ثُمَّ فَتَحُوا كُنُوزَهُمْ وَقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا: ذَهَبًا وَلُبَانًا وَمُرًّا.


من خلال تفنيدنا لهذه الإعداد سنخرج منها بعدة استنتاجات نقديه وهي :-
1:-حقيقة رؤية النجم الذي رأوه المجوس المره الثانيه
2:-الحوار حول الثلاث هدايا التي قدمت ليسوع

أولا:-حقيقة رؤية النجم الذي رأه اليهود المره الثانيه، قد أخرت الحديث عن هذا النجم ورؤية المجوس له حتي عدد 10 حيث يكون قد رأي المجوس النجم مرتين
وهذا ما يخالف لسبب
وهو:-موقع فلسطين الجغرافي حيث أن فلسطين تعتبر بين صحراء سيناء، وصحراء الأردن، وساحل البحر الأبيض المُتوسِّط الشرقيّ، دور كبير في تنوُّع المناخ فيها؛ حيث إنّها تتعرَّض لتأثير الصحراء والبحر في آن واحد، كما تتعرَّض للإشعاع الشمسيّ بدرجة كبيرة، ففيها المناخ المداريّ، والمناخ الصحراويّ، والمناخ شبه الصحراويّ،
ولو نظرنا إلي موقع بيت لحم من أورشليم سنجده يحده شرقا البحر الميت ويقترب جزئيا من البحر المتوسط من جهة الغرب مما يؤدي إلي تواجد سحب وغيامه بشكل ملحوظ في فصول السنه وخاصه الشتاء
مما يجعلنا ننفي تماما ولادة المسيح في فصل الشتاء فلو ولد في فصل الشتاء يصعب علي المجوس رؤية النجم لمرتين!
ومما يؤيد كلامنا هو لوقا[ 8 وَكانَ فِي تِلكَ المِنطَقَةِ بَعضُ الرُّعاةِ ساهِرِيْنَ فِي الحُقُولِ يَحْرُسُونَ قُطعانَهُمْ أثناءَ اللَّيلِ.]
فوجود الرعاه في يوم ولادة يسوع تؤكد تأكيدا تاما بعدم ولادته في فصل الشتاء فأي رعي هذا الذي يكون بدون عشب وفي عز الصقيع في التلال؟
ونضيف استشهادا من دائرة المعارف الكتابيه ص257
[{لكن سهرة الرعاه المبتدين علي حراستهم لقطعانهم علي تلال يهوديه #يتعارض مع احتمال ولادة المسيح #في_الشتااااااء}

ومن هنا تظهر الهيمنه القرءانيه حيث خبر الله عز وجل في كتابه العزيز عن ولادة المسيح في فصل الشتاء فقال الحق تبارك وتعالي [(فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا * فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا * وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا * فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا)]
[مريم: 23-26].
فأي رطب هذا الذي في فصل الشتاء.

ولنا في هذا مقال طويل نحيلكم إليه وهو بعنوان (هدية الكريسماس)
قد تكلمنا عن الاستشهادات النصرانيه والتضارب في يوم الميلاد وما شابه نحيلكم له من باب الإضافه والمعرفه في الموضوع https://2u.pw/wAcWt

ثانيا:-الحوار حول الثلاث هدايا التي قدمت ليسوع؛ أيها الساده الأفاضل في تفنيدنا لهذا العدد [ ١١وَأَتَوْا إِلَى الْبَيْتِ، وَرَأَوْا الصَّبِيَّ مَعَ مَرْيَمَ أُمِّهِ. فَخَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ. ثُمَّ فَتَحُوا كُنُوزَهُمْ وَقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا: ذَهَبًا وَلُبَانًا وَمُرًّا]
رأينا العجب العجاب من خلال التفسيرات الكنسيه والتأليفات الوارده في مسألة الهدايا
فمثلا نجد في كتاب [كتاب سلسلة محاضرات تبسيط الإيمان - الأنبا بيشوي مطران دمياط]يقول:-
(إن اختيار عدد الهدايا ثلاثة هي إشارة إلى أن هذا المولود واحد من الأقانيم الثلاثة التي لإله واحد في الجوهر مثلث الأقانيم. فعدد الهدايا رمز وإشارة إلى السيد المسيح، ونوع الهدايا ذهب يرمز إلى أن السيد المسيح هو ملك، واللبان يرمز إلى إن السيد المسيح هو كاهن، والمر يرمز إلى أن السيد المسيح سوف يتألم من أجل خلاص العالم.)!!!!

ونجد مثلا في تفسير وليم ماكدونلد انجيل متي 11/2
يقول:-(وإنّ الكنوز التي قدّموها مليئة بالمعاني: فالذهب يرمز إلى الألوهيّة والمجد. وهو يشير إلى الكمال المشرق لشخصه الإلهي. واللبان دهن أو عطر، وهو يوحي بالعبير الذي يفيح من حياة الطهر والكمال. والمرّ هو عشبة مرّة)!!!

الفراء لا دين له والله
نجد القساوسه أغلبهم فسروا هذه الهدايا بمعاني روحيه ولكن هل يوجد دليل كتابي علي ما فسروا؟
نقول لا بل هي مجرد كذبات ليزيدوا بها مجد الرب ليس إلا
ومن خلال تفسيراتهم نجد التناقض
فمنهم القائل بأن الذهب يرمز بالالوهيه ومنهم القائل يرمز بالملك فقط
ولنضرب هذا وذاك
نستدل من سفر الملوك الأول 2/10 [2 فَأَتَتْ إِلَى أُورُشَلِيمَ بِمَوْكِبٍ عَظِيمٍ جِدًّا، بِجِمَال حَامِلَةٍ أَطْيَابًا وَذَهَبًا كَثِيرًا جِدًّا وَحِجَارَةً كَرِيمَةً. وَأَتَتْ إِلَى سُلَيْمَانَ وَكَلَّمَتْهُ بِكُلِّ مَا كَانَ بِقَلْبِهَا.]
يخبرنا هذا النص من العهد القديم أن بلقيس عندما جائت إلى سليمان أتت معها بالُلبان(أي الطيب) والذهب والأحجار الكريمه
فعلي ذلك نقول إذا سليمان أيضا إله حيث الذهب يشير للولوهيه والطيب يشير إلي كهنوت سليمان
فلا فرق إذا بينه وبين يسوع حسب تفسيراتكم يا ساده
بل ونضيف استدلالا من أشعياء 60 :6 [6 تُغَطِّيكِ كَثْرَةُ الْجِمَالِ، بُكْرَانُ مِدْيَانَ وَعِيفَةَ كُلُّهَا تَأْتِي مِنْ شَبَا. تَحْمِلُ ذَهَبًا وَلُبَانًا، وَتُبَشِّرُ بِتَسَابِيحِ الرَّبِّ.]
يخبرنا الرب هنا بأنه في المستقبل سيرجع اليهود إلي بلادهم بل ويجعل الأمم تقدم لهم الذهب واللبان
فإذا أردتم أيها المفسرون جعل يسوع إله بما قدم إليه من هدايا فنصبوا كل إسرائيل آلهه تعالي الله عما تقولون علوا كبيرا
وإصر ذلك يقول المفسر (بنيامين بنكرتن) في تفسير إنجيل متي الإصحاح11:2[وقد ظن البعض أن المجوس فهموا ما لتلك الهدايا من مدلولات روحية، ولكنى لست أرى أساسًا لهذا الظن لأن الكتاب يذكر بصريح اللفظ أنهم إنما استدلوا عليه فقط كملك اليهود. يحتمل أن الله عاد وأعطاهم نورًا أكثر فيما بعد]
ضاربا بتفسيرات الآباء عرض الحائط.

#ملحوظه :-
نرفض الإحتجاج بالنجم علي إنه خاص بالإله يسوع بل هذا النجم ظهر فعلا معلنا عن غيره :-
1:-داوود النبي :-اقتباسا من العدد 17/24[١٧أَرَاهُ وَلكِنْ لَيْسَ الآنَ. أُبْصِرُهُ وَلكِنْ لَيْسَ قَرِيبًا. يَبْرُزُ كَوْكَبٌ مِنْ يَعْقُوبَ، وَيَقُومُ قَضِيبٌ مِنْ إِسْرَائِيلَ، فَيُحَطِّمُ طَرَفَيْ مُوآبَ، وَيُهْلِكُ كُلَّ بَنِي الْوَغَى.]
فهذا النجم الذي رآه يعقوب المقصود به داوود النبي بقوله
فَيُحَطِّمُ طَرَفَيْ مُوآبَ، وَيُهْلِكُ كُلَّ بَنِي الْوَغَى
والشاهد تفسير وليم ماكدونلد العدد 17/24[القول الرابع بخصوص ملك (“كوكب” أو “صولجان أو قضيب”) سيقوم في إسرائيل ليغلب موآب وكل بني الوغى (ع17، قارن مع إر 48: 45). أدوم أيضًا سيُخضعه هذا الملك. هذه النبوة تمت جزئيًا في داود الملك. ولكنها ستتمتع بإتمامها الكامل عند مجيء المسيح ثانية.]
أما كونها لداوود فلا نبالي وهو الصحيح أما كونها للمسيح فقد عالجنا ذلك فيما سبق من هذا الإصحاح عالجنا ذلك.

2:-نجم موسى النبي:-
نقلا من قاموس الكتاب المقدس/ دائرة المعارف الكتابيه
شرح كلمة (نجم المجوس) :-[وقد أدى النجم مهمته وقاد المجوس من موطنهم إلى بلاد لفرس إلى القدس إلى بيت لحم. ويعتقد آخرون أن النجم له معنى آخر. وكان اليهود يؤمنون أن مثل هذا الاقتران قد حصل يوم مولد موسى، وإنه لابد سيحصل يوم مولد المسيح.]
https://st-takla.org/Full-Free-Copti...4_M/M_059.html

ومن هنا نستنبط أن ليس يسوع وحده من اعتقد أتباعه بوجود نحم يرشد لولادته بل كذلك موسي وغيره وغيره فالنجم يرشد إلي نبي لا إلي إله كما أشار بعض المفسرين.