- 5- ملاك الرب أم الرب الذي كان يسير أمام بني إسرائيل أم أن ملاك الرب هو أيضا يهو :-
هناك نص في سفر الخروج نجد به أن ملاك الله هو الذى يسير أمام بني إسرائيل في عمود السحاب و لكن توجد نصوص أخرى توضح أن من كان يسير أمام بني إسرائيل هو الله ، يعني إذا جمعنا النصان معا سوف نفهم أن الله عز وجل كان يهدى بني إسرائيل الطريق عن طريق ملاك أرسله لهم ، ولكن الاشكالية في هذا الكتاب هو أنه لا يوجد النص الذي يوضح ذلك بشكل صريح مثل الذي نقرأه في القرآن الكريم في سورة الشورى - آية 51 والتي توضح الطرق التي يتكلم بها الله عز وجل مع البشر ، وعدم وجود مثل هذه الآية في الأسفار الخمسة الأولى سيجعل هناك تخبط في أفكار القارئ فيتوهم أحدهم أن الملاك هو الله (وأعوذ بالله من ذلك) ، وهذا هو ما أراده الصدوقيين من حذف النصوص التي توضح طبيعة الملائكة ، وتوسعة دلالة الكلمة
على العموم سنرى ان شاء الله بالتفصيل هذا الأمر :-
فنقرأ من سفر الخروج :-
14 :19 فانتقل ملاك الله (ملاك الوهيم) السائر امام عسكر اسرائيل و سار وراءهم و انتقل عمود السحاب من امامهم و وقف وراءهم
ونقرأ أيضا من سفر الخروج :-
32 :33 فقال الرب (يهو) لموسى من اخطا الي امحوه من كتابي
32 :34 و الان اذهب اهد الشعب الى حيث كلمتك هوذا ملاكي يسير امامك و لكن في يوم افتقادي افتقد فيهم خطيتهم
و هناك نصوص أخرى من سفر التثنية وسفر الخروج توضح أن من كان يسير أمام بني إسرائيل في عمود السحاب هو الرب
فنقرأ من سفر الخروج :-
13 :21 و كانالرب(يهو)يسير امامهم نهارافي عمود سحاب ليهديهمفي الطريق و ليلا في عمود نار ليضيء لهم لكي يمشوا نهارا و ليلا
مع العلم بأن الكلمة العبرية التي تم ترجمتها الرب هنا هي (يهو) וַֽיהוָ֡ה توافق لغوى 3068
و هذه الكلمة كانت تأتى فقط مع الله يعني المقصود أن الله بنفسه يسير أمامهم
راجع هذا الرابط :-
و أيضا نقرأ :-
16 :10 فحدث اذ كان هرون يكلم كل جماعة بني اسرائيل انهم التفتوا نحو البرية و اذا مجد الرب قد ظهر في السحاب
وأيضا :-
33 :9 و كان عمود السحاب اذا دخل موسى الخيمة ينزل و يقف عند باب الخيمة و يتكلم الرب مع موسى
33 :10 فيرى جميع الشعب عمود السحاب واقفا عند باب الخيمة و يقوم كل الشعب و يسجدون كل واحد في باب خيمته
و كذلك في (خروج 24: 16 ، 24: 17 ، 34: 5 ، 40: 34 ، 40: 35)
و نقرأ من سفر التثنية :-
1 :30 الرب الهكم السائر امامكم هو يحارب عنكم حسب كل ما فعل معكم في مصر امام اعينكم
1 :31 و في البرية حيث رايت كيف حملك الرب الهك كما يحمل الانسان ابنه في كل الطريق التي سلكتموها حتى جئتم الى هذا المكان
1 :32 و لكن في هذا الامر لستم واثقين بالرب الهكم
1 :33 السائر امامكم في الطريق ليلتمس لكم مكانا لنزولكم في نار ليلا ليريكم الطريق التي تسيرون فيها و في سحاب نهارا
ومن الترجمة اليسوعية :-
1: 33 السائر أمامكم في الطريق ليبحث لكم عن مكان تخيمون فيه، بالنار ليلا ليريكم الطريق الذي تسلكونه وبالغمام نهارا.
ومن ترجمة الأخبار السارة :-
1: 33 السائر أمامكم في الطريق ليجد لكم مكانا تنزلون به. فبالنار ليلا وبالسحاب نهارا يريكم الطريق الذي به تسلكون)).
يعني الرب كان يسير أمامهم
المشكلة هي أن عدم وجود النص الشامل الذي يوضح كيف يكلم الله عز وجل البشر (مثل الموجود في القرآن الكريم - سورة الشورى - آية 51) يعني أن وجود النصوص أعلاه معا سيتيح الفرصة لعقول ضالة أن توهم الناس أن الملاك هو نفسه الله (أعوذ بالله من ذلك) وهذا ما تعمده الصدوقيين
خصوصا مع وضعهم نص يقول بأن ملاك الرب (الذي كان يسير مع بني إسرائيل ويوجههم أثناء رحلة الخروج) له عدم الصفح
فنقرأ من سفر الخروج :-
23 :20 ها أنا مرسل ملاكا أمام وجهك ليحفظك في الطريق و ليجيء بك إلى المكان الذي اعددته
23 :21 احترز منه و اسمع لصوته و لا تتمرد عليه لانه لا يصفح عن ذنوبكم لان اسمي فيه
هذا النص هو الذي أشار إليه الزنديق في Sanhedrin 38b بالتلمود ليؤكد على فكرة أن ميتاترون (ملاك الرب) هو إله يعبد
وهذا الخلط الذي تعمده الصدوقيين بين ملاك الرب وبين الرب ، هو ما استغله بعدهم آباء الكنيسة في محاولتهم ايهام أتباعهم أن هذه ظهورات الابن الاله
وعلى سبيل المثال نرى في تفسير القمص / أنطونيوس فكرى ، للنص (خروج 14: 19) عن ملاك الرب السائر أمام بني إسرائيل ، فيقول هذا القمص :-
(ملاك الله هو الرب، كلمة الله الأقنوم الثانى. وعمود السحاب هو الروح القدس الذي يعطي ماءً للإثمار)
انتهى
هذا نتيجة لتفكير ضال ورثه من قوم ضالين ، لم يفهم أن المقصود أن الله عز وجل هدى بني إسرائيل عن طريق مخلوقاته من الملائكة فهم رسل الله عز وجل ، والذى ساعد هذا الفكر الضال هو إخفاء الصدوقيين للنص الذي يوضح كيف يكلم الله عز وجل البشر ، ومن ضمنها رسله من الملائكة المخلوقات النورانية
ولكن إلى هؤلاء هذا السؤال :-
إن كانت هذه هي ظهورات الابن الاله كما تزعمون ، فأين هو الملاك المخلوق الناقل للرسالة بالأسفار الخمسة الأولى ، والذي نراه في العهد الجديد ؟
الصدوقيين لم يؤمنوا بوجود الملائكة المخلوقات النورانية (أعمال الرسل 23: 8) ، ولذلك سيكون النص بالنسبة لهم لا إشكالية فيه ، فالملاك هو نفسه يهو ، ولكن المشكلة بالنسبة لكم يا من تؤمنوا بوجود الملائكة المخلوقات النورانية ، فأنتم رددتم كالببغاوات الكفر الذي سبقكم إليه الصدوقيين
قال الله تعالى :- (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ (15)) (سورة المائدة)
قال الله تعالى :- (وَمَا قَدَرُواْ اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُواْ أَنتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (91)) (سورة الأنعام)
تعليق