قصتان مختلفتان في نص مقابلة سيدنا يعقوب لله عز وجل بسفر التكوين
المقدمة :-
سبق وأن كتبت عن تعدد المصادر في الكتاب المقدس وعلى نظريات العلماء بشأنها ، فيعتقد العلماء أن النصوص الحالية التي نقرأها في الأسفار الخمسة الأولى فإن بعضها عبارة عن أكثر من شكل للقصة كانت متداولة في بني إسرائيل وعندما أرادت طوائف بني إسرائيل الاتفاق على كتاب مقدس مشترك تم جمع هذه الأشكال معا ، بعضها تم مزجهم معا ، والبعض تم فصلهم
للمزيد راجع :-
اقتناع عدد كبير من دارسي الكتاب المقدس وعلمائه على تعدد مصادر الكتاب المقدس بشكله الحالى
التعددية النصية للكتاب المقدس في الفترة الهلنستية مثبتة من خلال المخطوطات
و أحد النصوص التي يعتقد العلماء أنها دليل على التعددية النصية هي النصوص في الاصحاح 28 من سفر التكوين هو نتيجة لدمج قصتين مختلفين في نص مقابلة سيدنا يعقوب لله عز وجل
و ان شاء الله في هذا الموضوع سوف أوضح ما كتبه البروفيسور / باروخ ج. شوارتز (Baruch J. Schwartz) أستاذ الدراسات التوراتية في الجامعة العبرية في القدس في مقالة بموقع the torah حول تلك القصة ، بعنوان :-
Did Jacob Meet Yhwh by the Stairway to Heaven in Beth-El?
هل قابل يعقوب (يهوه) على سلم السماء في بيت إيل ؟في هذا الرابط :-
فنقرأ القصة بسفر التكوين :-
28 :10 فخرج يعقوب من بئر سبع و ذهب نحو حاران
28 :11 و صادف مكانا و بات هناك لان الشمس كانت قد غابت و اخذ من حجارة المكان و وضعه تحت راسه فاضطجع في ذلك المكان
28 :12 و راى حلما و اذا سلم منصوبة على الارض و راسها يمس السماء و هوذا ملائكة الله صاعدة و نازلة عليها
28 :13 و هوذا الرب واقف عليها فقال انا الرب اله ابراهيم ابيك و اله اسحق الارض التي انت مضطجع عليها اعطيها لك و لنسلك
28 :14 و يكون نسلك كتراب الارض و تمتد غربا و شرقا و شمالا و جنوبا و يتبارك فيك و في نسلك جميع قبائل الارض
28 :15 و ها انا معك و احفظك حيثما تذهب و اردك الى هذه الارض لاني لا اتركك حتى افعل ما كلمتك به
28 :16 فاستيقظ يعقوب من نومه و قال حقا ان الرب في هذا المكان و انا لم اعلم
28 :17 و خاف و قال ما ارهب هذا المكان ما هذا الا بيت الله و هذا باب السماء
28 :18 و بكر يعقوب في الصباح و اخذ الحجر الذي وضعه تحت راسه و اقامه عمودا و صب زيتا على راسه
28 :19 و دعا اسم ذلك المكان بيت ايل و لكن اسم المدينة اولا كان لوز
28 :20 و نذر يعقوب نذرا قائلا ان كان الله معي و حفظني في هذا الطريق الذي انا سائر فيه و اعطاني خبزا لاكل و ثيابا لالبس
28 :21 و رجعت بسلام الى بيت ابي يكون الرب لي الها
28 :22 و هذا الحجر الذي اقمته عمودا يكون بيت الله و كل ما تعطيني فاني اعشره لك
النص يقول بأنه بعد أن خرج سيدنا يعقوب من بئر سبع وهو في طريقه إلى حاران ، قرر أن يبيت الليل في مكان ما ، فأخذ حجارة ووضعها تحت رأسه ، وبينما هو نائم رأى حلم بأن هناك سلم منصوبة بين السماء والأرض وأن الملائكة تصعد وتهبط عليها ، وأن الرب يقف و يكلمه ووعده بأنه سيعطيه الأرض التي يضجع عليها (نائم عليها) و أن نسله سيكون كتراب الأرض ويمتد في كل اتجاه وتتبارك فيه جميع قبائل الأرض فأستيقظ سيدنا يعقوب و أطلق على هذا المكان اسم (بيت إيل) و نذر أن كان الله معه وحفظه فسوف يقيم بيت الله في هذا المكان و سوف يعطى العشور
ولكن البروفيسور/ باروخ شوارتز يقول أن النص بهذا الشكل به بعض المشاكل والتي تؤكد أنه كان عبارة عن قصتين مختلفتين تم دمجهما معا في فترة ما
فكانت القصة الأولى بها الحلم حيث يشاهد سيدنا يعقوب الملائكة على الدرج و لم يكن الرب موجود في تلك القصة وبالتالي لم يكن هناك حوار بين سيدنا يعقوب وبين الرب وجها لوجه
أما القصة الثانية فكان سيدنا يعقوب مستيقظ وليس نائم ولا مضطجع حيث يقابل الرب وجها لوجه و يكلمه ويحدث بينهما حوار
على العموم فإنه في يقينى أن القصتين لم يكونا في كتب الأنبياء أصلا و إنما هي قصص محرفة تم اضافتها للكتاب بعد اعادة كتابته وتحريفه بغرض إظهار أفكار معينة تخدم مصالح خاصة لبعض الطوائف ، وان شاء الله سوف أعرض ما قاله البروفيسور / باروخ مع اضافات منى
تعليق