اخفاء نصوص بداية الخلق التي تتكلم عن الملائكة وخلقتهم بالكتاب المقدس كان بسبب إنكار الصدوقيين للملائكة وشركهم بالله عز وجل
المقدمة :-
- استكمالا لمواضيع (كيف حرف اليهود الهلينستيين و الكهنة الصدوقيين الأسفار الخمسة الأولى)
ومجموعة المواضيع عن تحريف الأسفار الخمسة الأولى من أجل تقنين و نشر فكرة الكهنوت بمساعدة الملوك ، والتى كان آخرها :- (هكذا حرف الصدوقيين الأسفار الخمسة (7) : اختراع شخصية ملكي صادق لتوطيد سلطة الملوك الكهنة المكابيين)
وكذلك مجموعة المواضيع عن تحريف الأسفار الخمسة الأولى من أجل اخفاء أي نص يتكلم عن الحياة بعد الموت وعن الثواب والعقاب في الآخرة حتى ينشروا بين بني إسرائيل تلك الأفكار فجعلوا عقاب سيدنا آدم موتا تموت (أى الموت الأبدى بلا حياة) وكان هذا بالطبع يزيد من أهمية الثواب والعقاب الدنيوى لأعمال الانسان ، والذى جعلوه فى أيديهم (أى الكهنة) بناء على نصوص محرفةعن صناعة الكهنوت
وكان آخر هذه المواضيع :- (هكذا حرف الصدوقيين الأسفار الخمسة (14) :اخفاء إحياء الميت في قصة سيدنا موسى)
المبحث الرابع :- اليهودية الهلنستية و المصالح المشتركة كانت سبب الاتفاق في بعض القصص بين طوائف اليهود والمسيحيين :-
- وان شاء سوف أبدأ المجموعة الثالثة لمواضيع تدول حول :-
- ومواضيع هذه المجموعة هي :-
المطلب السادس عشر (16 - 6) :- اقحام كلمة (ملاك) في بعض النصوص لاحداث خلط بينه وبين الله عز وجل ، تمهيدا للشرك بالله عز وجل
المطلب السابع عشر (17 - 6) :- أين الملاك المخلوق ناقل الرسالة الذى نجده فى العهد الجديد ؟!
المطلب الثامن عشر (18-6) :- اخفاء تفاصيل قصة سقوط الشيطان ودوره في دخول الموت إلى العالم بالأسفار الخمسة الأولى
المطلب التاسع عشر (19 -6 ) :- تحريف سبب عرض الحيوانات على آدم ومعرفته للأسماء هو انكار الملائكة الأرواح
هكذا حرف الصدوقيين الأسفار الخمسة (20) : الزج بقصة الحية النحاسية لمقاومة فكرة شفاء الناس عن طريق الملائكة السماويين
- فسبق وأن ذكر كاتب سفر أعمال الرسل بأن الصدوقيين (الذين ظهروا في آخر القرن الثالث قبل الميلاد وهم امتداد لليهود الهلنستيين) ينكرون الملائكة والأرواح (أعمال 23: 8) ، وفى نفس الوقت نعرف أنهم اعتمدوا الأسفار الخمسة الأولى ككتاب مقدس لهم ، ولكن هذه مشكلة ، فكيف يكون الصدوقيين منكرين للملائكة والأرواح ومع ذلك نرى كلمة (ملاك) في الأسفار الخمسة الأولى ؟؟!!!
- ولهذا فإن السؤال هو :- ما الذي حدث بالضبط لتلك الأسفار ؟؟
والإجابة ببساطة هى :-
أن كاتب سفر أعمال الرسل لم يخطئ عندما أخبرنا بعدم ايمان الصدوقيين بالملائكة والأرواح ، فبالفعل كان هذا هو السبب في التحريف الذي نراه في الأسفار الخمسة الأولى
حيث قام الصدوقيين بالآتى :-
1- حذف النصوص التي تتكلم عن الملائكة والشياطين كمخلوقات عاقلة وعباد لله عز وجل تختلف عنا في التكوين ، فالملائكة من نور والشياطين من نار ، ولكن لم يعد هذا موجود في الأسفار الخمسة الأولى ولذلك لم نرى (الشيطان أو ابليس) في قصة آدم وزوجته وتم استبداله بالأفعى تشبها بقصص الأمم التي سبقتهم للكفر والإنكار
2- ثم إعطاء أكثر من معنى لكلمة (ملاك) ، فكلمة ملاك في الكتاب المقدس للمسيحيين تختلف مدلولتها عن الموجودة في القرآن الكريم ، ففى الكتاب المقدس تطلق على أي رسول ، حيث تم اطلاقها على البشر و على الكهنة ، يعني هناك كلمة (ملاك) في الأسفار الخمسة الأولى المقصود بها البشر و ليس الكائنات المختلفة عنا
3- وفى بعض النصوص قاموا باحداث خلط بين (ملاك الرب) وبين الرب نفسه (يهو) بحيث يصبح ملاك الرب هو اله يتم عبادته مع الله عز وجل ، فقد كان (ملاك الرب) هو نفسه ما أطلق عليه التلمود (ميتاترون) وأخبرنا أن اليهود عبدوه مع الله عز وجل في فترة من الفترات ، ولكن الاشكالية أن التلمود لم يخبرنا بالاسم العبري لميتاترون هذا ، وسبق وأن كتب هذا فى موضوع :- الرد على شبهة (قالت اليهود عزير ابن الله)
يعني ملاك الرب ليس كائن مختلف بل هو اله مع يهو و مساعد له ، ولهذا السبب لا نجد في الأسفار الخمسة الأولى (الملائكة) كمخلوقات نورانية و رسل ينقلون فقط كلمة الله عز وجل مثل الذين نراهم في العهد الجديد ، بل سنجد ملاك الرب الذي يتكلم وكأنه هو (يهو) أي الإله الخالق الذي يتم عبادته ، وهذا هو ما كان يقصده كاتب سفر أعمال الرسل (أعمال 23: 8) بإنكار الصدوقيين للأرواح ، لأنهم لا يعتقدون أن ملاك الرب مخلوق نورانى بل يعتقدون أنه إله ، وحتى الاله يعتقدون أنه يأكل ويشرب مثلنا ولذلك حرفوا الأسفار الخمسة الأولى
لقد قاموا بذلك لأنهم فى الأصل جسموا الاله ، فكيف بعد ذلك لا يجسمون الملائكة ، لا بد وأن يجسموا أيضا الملائكة و يحولونهم لبشر ، وبالتالى تزيد أهمية الكهنة كمساعدين للاله ، فهم الملائكة ، وان شاء الله سوف نرى نصوص فى العهد الجديد والقديم كيف كان يتم اطلاق كلمة ملاك على الكهنة و الرسل ، يعنى وضع الكاهن نفسه مكان الملاك فهو مساعد الرب على الأرض وناقل كلمته للناس ، فهو ممثل الاله ولذلك يتم استبدالهم بالكائنات النورانية ، وفى نفس الوقت هم لا يؤمنوا بما لا تراه أعينهم ، فهم يريدون كل شئ مجسم
ولذلك فالسؤال لمن يؤمن بقدسية العهد القديم وهو :-
إذا كنت تؤمن بالأسفار الخمسة الأولى (كما كان يفعل الصدوقيين) ، فهل يمكن من خلال تلك الأسفار فقط معرفة من هم الملائكة وما هي طبيعتهم ، هل هم مثلنا مخلوقات تأكل وتشرب أم آلهة ، أم كائنات بطبيعة مختلفة ؟؟!!!!
واذا قلت يا مسيحي أن هناك أسفار أو عهد جديد يخبرنا عنهم
فسوف يكون الرد هو :- (من المفروض أن الفترة الزمنية بين الأسفار الخمسة الأولى التي كتبها سيدنا موسى (كما تزعمون) وبين أي سفر آخر أشار إلى طبيعة الملائكة آلاف السنين ، فهل كان بني إسرائيل يجهلون طبيعة الملائكة آلاف السنين أم ماذا ؟؟!!!)
يا مسيحي أن كتابك ليس كتاب مقدس ولكنه عبارة عن تجميع لكتب طوائف مختلفة من بني إسرائيل في الفترة الهلينستية ، فالأسفار الخمسة الأولى بشكلها الحالي ليست بعيدة زمنيا عن باقي الأسفار بل أن جميعها تم تشكيلها في الفترة الهلينستية
- إن هذا التحريف (الذي قام به الصدوقيين) جعل البعض وخاصة الملحدين يتحججون بتلك النصوص على إنكار وجود الملائكة والشيطان ويقولون أنها أفكار متأخرة تم الزج بها على النصوص و أن الأصل عدم وجودهم
إلا أن الحقيقة غير ذلك ، فالخطأ الذي وقع فيه هؤلاء هو تجاهلهم لتاريخ تلك الأسفار وتاريخ بني إسرائيل في الفترة التي وجد فيها أقدم مخطوطات تلك الأسفار ، فهناك بالفعل نصوص أخرى في أسفار أخرى تتكلم صراحة عن الملائكة الكائنات النورانية وكذلك عن الشيطان هي في أصل القصص ، وفى نفس الوقت لا يمكن اعتبار أن الأسفار الخمسة الأولى بشكلها الحالي أقدم في الكتابة من الأسفار الأخرى التي تناولت فكرة وجود الشيطان والملائكة ككائنات نورانية لأن أقدم مخطوطات تلك الأسفار جميعها جاءت من الفترة الهلينستية التي نشر فيها اليونانيين أفكارهم الوثنية المادية بني إسرائيل وحرق كتب الأنبياء ، و لذلك فنحن لا نعرف الشكل الأصلي للأسفار الخمسة الأولى قبل نشر اليونانيين أفكارهم الوثنية ، ولا يمكن الاستدلال من الشكل الحالي لهذا الكتاب على معرفة أصل المعتقدات التي كانت لدى بني إسرائيل ، فالأكيد أن سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام لم يكن هو كاتب هذا الشكل الذي نراه حاليا لتلك الأسفار
حيث نقرأ من سفر التثنية :-
34 :7 و كان موسى ابن مئة و عشرين سنة حين مات و لم تكل عينه و لا ذهبت نضارته
34 :8 فبكى بنو اسرائيل موسى في عربات مواب ثلاثين يوما فكملت ايام بكاء مناحة موسى
34 :9 و يشوع بن نون كان قد امتلا روح حكمة اذ وضع موسى عليه يديه فسمع له بنو اسرائيل و عملوا كما اوصى الرب موسى
34 :10 و لم يقم بعد نبي في اسرائيل مثل موسى الذي عرفه الرب وجها لوجه
من الواضح أن هذه النصوص تم كتابتها بعد موت سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام بفترة طويلة
بالإضافة إلى عدم معقولية شكل قصة سيدنا آدم في سفر التكوين ، حيث نجد أن الحية غارت من البشر وأرادت وقوعهم في الخطيئة وكأنها كائن عاقل على نفس مستوى الندية بالبشر هو أمر يبعث على التعجب ، و التأكد من أن القصة الحقيقية لم تكن بهذا الشكل الموجود بسفر التكوين ، وأن من أراد بالبشر الوقوع في الخطيئة كان كائن آخر ولكن كانت هناك يد ترفض اعتناق فكرة وجود الشياطين قامت باستبداله بحية ، فأصل القصة كان الشيطان وليس الحية
للمزيد راجع :-
أهواء طوائف بني إسرائيل هي من شكلت الكتاب المقدس
على العموم ان شاء الله سوف أتكلم عن كل هذا بالتفصيل والأدلة في هذا الموضوع
و يشمل هذا الموضوع على النقاط الآتية :-
الفرع الأول (1- 15 - 6) :- كاتب سفر أعمال الرسل كان يقصد بالفعل إنكار الصدوقيين للملائكة والأرواح وليس ممارسات طائفة
الفرع الثانى (2 - 15 - 6) :- كلمة ملاك في الكتاب المقدس يتم إطلاقها على البشر
الفرع الثالث (3 - 15 - 6) :- إيهام القارئ بأن الرب ورسله الذين جاءوا معه إلى سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام كانوا يأكلون طعام البشر هو أحد الأدلة على صحة ما ذكره كاتب سفر أعمال الرسل (أعمال 23: 8)
تعليق