- 4 - اكتساب الإنسان الخلود عن طريق أكل أو شرب شيء ما كانت كذبة الشيطان التي خدع بها آدم وحواء ثم صنعت منها الأمم الوثنية قصص ظنت بصحتها :-
سبق وأن تحدثت عن أن أصل كل قصة نقرأها هو واقع حدث بالفعل لأن الإنسان لا يستطيع أن يخترع شئ من العدم ولا حتى الفكرة
ولكن ما يقوم به الإنسان هو تكييف في الوضع حسب رغباته وأهوائه
وهذا هو ما فعلته الأمم الوثنية في القصص الحقيقي عندما بدلته وغيرته لتتناسب مع أهوائهم
للمزيد راجع :-
الإنسان لا يخترع شئ من العدم ولا حتى الفكرة
وفكرة أن الأكل من شجرة الحياة تعطى للإنسان الخلود كانت كذبة الشيطان التي حولتها الأمم الوثنية فى قصصهم إلى حقيقة (لأنهم اتبعوا ما تتلوا الشياطين عليهم من أكاذيب) ، ثم أخذها الصدوقيين في محاولة لإثبات صحة معتقدهم بعدم وجود حياة بعد الموت وذلك باقناع الناس بأن مصدر الخلود هو أكل من شجرة وأن عدم أكل آدم من شجرة الحياة أفقد البشرية الخلود ولذلك فلا حياة بعد الموت
فالقصة الأصلية كانت تتحدث عن أمر الله عز وجل لسيدنا آدم وزوجته بألا يأكلا من شجرة وكان هذا اختبار لطاعة سيدنا أدم عليه الصلاة والسلام ولذلك لا نجد في القرآن الكريم تحديد لنوع الشجر
ولكن الصدوقيين حرفوا القصة و تشبهوا بالأساطير اليونانية التي سبقتهم إلى التحريف خدمة لإيهام الناس بصحة معتقدهم
فأخذوا من كذبة الشيطان عقيدة يؤمنون بها
حيث نجد فى تلك الأساطير أن طعام الآلهة Ambrosia الذي إذا أكله الإنسان فإنه يكتسب الخلود
راجع هذا الرابط :-
ولكن الحقيقة أن الخلود لا نحصل عليه من خلال الأكل أو الشرب من شئ ما وإنما بأمر من رب العالمين الذي يقول للشئ كن فيكون و الذي يحيى الموتى
والصدوقيين لم يحرفوا فقط في قصة سيدنا آدم عليه الصلاة والسلام بسفر التكوين ولكنهم حرفوا عندما حذفوا نصوص دعوة الأنبياء بين باقي الأمم حتى يوهموا بني إسرائيل أن الله عز وجل لم يبعث أنبياء لغيرهم من الأمم ، وهم كاذبون
فرب العالمين بعث أنبياء للأمم الأخرى تعرفهم الحق ولكن بعد وفاة الأنبياء بفترة من الزمان كان ملوك وكهنة هذه الأمم تحرف التعاليم والقصص الحقيقي و تزيف العقيدة للناس (راجع سورة البقرة - الآية 213 ، سورة يونس الآية 19) ، مثلما فعل الكهنة الصدوقيين ببنى إسرائيل
فلا يجب أن نثق في صحة ما تركته الأمم الأخرى من نصوص عن عقيدتهم ودينهم على جدران معابدهم أو في أوراقهم ، فهذا لم يكن الأصل وانما كان التحريف الذي أحدثوه على ما كان لديهم قبل ذلك ولهذا كان يبعث الله عز وجل الأنبياء تصحيح هذا التحريف
فعلى سبيل المثال :- نعرف أن المصريين القدماء في فترة ما كانوا يعبدون اله كانوا يقولون عنه أمون (أي الخفى) الذي لا تراه العيون و لم يكن متجسد ، ولكنهم في مراحل بعد ذلك جسدوه وصنعوا له التماثيل وزوجوه ثم ربطوه باله آخر أسموه رع
هذا ما ترك على جدران المعابد ولكن الحقيقة الكاملة لا نعرفها ، فكان ملوك مصر القديمة يمحون أسماء الملوك السابقين على أعمالهم واستبدالها بأسمائهم لإيهام من سيأتي بعد ذلك أنهم هم من صنعوا تلك الأعمال
على العموم ان شاء الله في موضوع منفصل سوف أتكلم بالتفصيل عن تحريف الصدوقيين وحذفهم لدعوة الأنبياء بين الأمم الأخرى غير بني إسرائيل حتى نشروا هذه الفكرة الضالة بين بني إسرائيل ولم يتبقى بينهم إلا سفر يونان الذي بقى على استحياء وبدون وجود اشارت اليه في كتبهم الأخرى وهذا ما لاحظه العلماء ،وربما يرجع سبب بقاءه أن الطائفة التي تمسكت به كانت لا تزال تعتنق فكرة دعوة الوثنيين لعبادة رب العالمين ، بخلاف ما كان منتشر بين بني إسرائيل بسبب تحريف الصدوقيين و المعروف عنهم تقنينهم للأسفار الخمسة الأولى ورفضهم باقي الأسفار يعني سفر يونان بالنسبة لهم كان مرفوض وغير قانونى
تعليق