إنكار الكهنة الصدوقيين ليوم القيامة السبب في تحريف الحكم على سيدنا آدم في سفر التكوين الى (موتا تموت) أى بمعنى الموت الأبدي الذي لا حياة بعده (فقد الخلود)
المقدمة :-
- استكمالا لمواضيع (كيف حرف اليهود الهلينستيين و الكهنة الصدوقيين الأسفار الخمسة الأولى)
هكذا حرف الصدوقيين الأسفار الخمسة (8) :اخفاء أى نص يتكلم عن قيامة الآخرة والحساب والعقاب الأخروي
حيث عرفنا في الموضوع السابق أنه لا يوجد نص في الأسفار الخمسة الأولى التي اعتمدها الكهنة الصدوقيين ككتاب مقدس يتحدث عن قيامة الآخرة والبعث بعد الموت ، وكذلك لا يوجد فى الأسفار القانونية للعهد القديم التى اعتمدتها طائفة القرائين اليهودية والتى اشتركت مع الصدوقيين على فكرة انكار يوم القيامة والحساب والعقاب الأخروى
كما أوضحت أن انكار يوم القيامة كان يتفق مع مصالح وأهواء طائفة الصدوقيين الذين جعلوا الثواب والعقاب فقط فى الدنيا ومن يحدد تكفير الخطايا والصفح هو الكاهن (لاويين 5: 6 ،، 5: 13 ،، 15: 30) ، ولذلك يجب على كل اسرائيلى أن ينال رضا الكاهن الصدوقى و يغدق عليه بالأموال حتى ينوله الثواب فى الدنيا ، فرضا الكاهن من رضا الرب
و في هذا الموضوع ان شاء الله أوضح ما معنى موتا تموت التي وردت كحكم على سيدنا آدم في سفر التكوين ، فكان هذا الحكم هو تحريف الصدوقيين
فجعلوا الحكم على سيدنا آدم عليه الصلاة والسلام بعد أكله من الشجرة هو موتا تموت أي الموت الأبدي الذي لا حياة بعده (فقد الخلود) ، وعمل الكهنة الصدوقيين على نشر تلك الأفكار بين بني إسرائيل حتى استطاعوا اقناع الغالبية العظمى من بني إسرائيل بها مستغلين قيام يوحنا هركانوس بتعطيل مبادئ الفريسيين وتقنين العمل بأفكار ومبادئ الصدوقيين ثم جاء الاسكندر جنايوس وقام بالتنكيل بالفريسيين ، مما جعل بني إسرائيل ينسون الكثير من الحق و لذلك بعث الله عز وجل سيدنا زكريا وسيدنا يحيى (يوحنا المعمدان) والمسيح عليهم صلوات الله وسلامه
للمزيد راجع :-
طائفة الصدوقيين
طائفة الفريسيين
و نقرأ وصف المسيح لهم بإنجيل مرقس :-
12 :18 و جاء اليه قوم من الصدوقيين الذين يقولون ليس قيامة و سالوه قائلين
12 :19 يا معلم كتب لنا موسى ان مات لاحد اخ و ترك امراة و لم يخلف اولادا ان ياخذ اخوه امراته و يقيم نسلا لاخيه
ثم نقرأ :-
12 :26 و اما من جهة الاموات انهم يقومون افما قراتم في كتاب موسى في امر العليقة كيف كلمه الله قائلا ((انا اله ابراهيم و اله اسحق و اله يعقوب))
12 :27 ليس هو اله اموات بل اله احياء ((فانتم اذا تضلون كثيرا))
وهؤلاء الكهنة الصدوقيين كانوا من اليهود الهلينستيين الذين مزجوا ما ورثوه عن أجدادهم مع ما تأثروا به من معتقدات يونانية وثنية ، وعرف عنهم اعتمادهم الأسفار الخمسة الأولى فقط ككتاب مقدس و التحريف وأنهم غيروا الفهم اليهودي للتوراة للفهم الهليني ، فقاموا بحذف أي نص يتكلم عن القيامة والثواب والعقاب في الآخرة
للمزيد راجع :-
اليهودية الهلينستية
و يشمل هذا الموضوع على النقاط الآتية :-
الفرع الأول (1-9-6) :- الأدلة على أن معنى (موتا تموت) في تكوين 2: 17 بمعنى الموت الأبدي الذي لا حياة بعده لأن المحرف أراد أن يبث هذه الأفكار بين بني إسرائيل
الفرع الثاني (2-9-6) :- وهذا النص عن الموت الأبدي في سفر التكوين يؤكد لنا أنه من المستحيل أن الفريسيين (قبل فسادهم) فى الأزمان القديمة كانوا يعتقدون بقدسية تلك النصوص التي تتعارض مع معتقداتهم
تعليق