- 2- من سفر (المكابيين الأول 3: 48) فإن اليهود عبدوا شخصية موجودة في كتابهم متشبهين بعبادات الوثنيين الزائفة :-
شرك اليهود بالله عز وجل بدأ قبل القرن الأول الميلادي ، حيث كان مع احتلال اليونانيين لفلسطين
من المعروف أن اليونانيين جعلوا من بعض البشر آلهة و أبناء للآلهة وعبدوها
وكانوا يقولون أن زيوس أنجب أبناء من بشريات فكانوا أنصاف آلهة مثل هرقل وبيرسيوس
وكان اليونانيون في عصر سيطرتهم على العالم يحاولون نشر أفكارهم الوثنية بين بنى إسرائيل
ويخبرنا سفري المكابيين الأول والثاني بمسايرة بعض من بنى إسرائيل هذا التوجه (مكابيين الأول 1: 10 الى 1: 16 ) فنتج عن ذلك مزج للأفكار الوثنية مع المعتقدات اليهودية والتي أسماها المؤرخون بـــ (اليهودية الهلينستية) فكان هذا التشبه يتم بطرق عديدة
للمزيد راجع :-
اليهودية الهلينستية
ومن ضمن هذا التشبه باليونانيين كانت محاولة اليونانيين وأتباعهم من بنى أسرائيل البحث فى كتب اليهود عن شخصية يجعلون منها ابن للإله ويعبدونها
والدليل على ذلك ما نقرأه من سفر المكابيين الأول :-
3: 48 و نشروا (( كتاب الشريعة الذي كانت الامم تبحث فيه عن مثال لاصنامها ))
والنص اليوناني طبقا للترجمة السبعينية هو :-
3 :48 καὶ ἐξεπέτασαν τὸ βιβλίον τοῦ νόμου περὶ ὧν ἐξηρεύνων τὰ ἔθνη τὰ (( ὁμοιώματα τῶν εἰδώλων αὐτῶν ))
راجع هذا الرابط :-
- والكلمة اليونانية المستخدمة بمعنى (الشريعة أو الناموس ) هي :- νόμου
meton: of the books which contain the law, the Pentateuch, the Old Testament scriptures in general.
راجع هذا الرابط :-
ونفس هذه الكلمة جاءت في النص اليوناني لرسالة كورنثوس الأولى (14: 21)
راجع هذا الرابط :-
ونقرأ من تفسير القس أنطونيوس فكرى لرسالة كورنثوس الأولى :-
(مكتوب في الناموس = لفظ الناموس يشير لكل العهد القديم)
انتهى
راجع هذا الرابط :-
وأيضا من تفسير القمص تادرس يعقوب :-
(يقصد بالناموس هنا العهد القديم ككل)
انتهى
راجع هذا الرابط :-
كما أن في سفر المكابيين الأول أشار إلى حرق اليونانيين لأسفار الشريعة ، فنقرأ:-
1: 59 و ما وجدوه من اسفار الشريعة مزقوه واحرقوه بالنار
ثم أوضح لنا سفر المكابيين الثاني أن يهوذا المكابي قام بعمل مكتبة ليجمع فيها كل ما فقدوه من كتب اليهود بسبب الحرب ، فنقرأ :-
2: 13 و قد شرح ذلك في السجلات والتذاكر التي لنحميا وكيف انشا مكتبة جمع فيها اخبار الملوك والانبياء وكتابات داود ورسائل الملوك في التقادم
2: 14 و كذلك جمع يهوذا كل ما فقد منا في الحرب التي حدثت لنا وهو عندنا
أي أن كاتب سفر المكابيين كان يقصد بأسفار الشريعة هي جميع كتب السابقين من بني إسرائيل
فكل أسفار العهد القديم كانت تؤكد على تنفيذ الشريعة وتوضحها ، لذلك عمل اليونانيين على حرقها وتدميرها
- والكلمة اليونانية التي تم ترجمتها (الأوثان ) هي :- εἰδώλων
وهى تعنى وثن أو إله زائف
راجع هذا الرابط :-
- أما الكلمة اليونانية المستخدمة بمعنى (مثال) هي :- ὁμοιώματα
وطبقا لــــ HELPS Word-studies :-
, 3667 (homoíōma) refers to a basic analogy (resemblance), not an exact copy
والمقصود بالكلمة أنها تعني التشابة وليس أن يكون صورة طبق الأصل
راجع هذا الرابط :-
وهذا المعنى لكلمة (ὁμοιώματα) يعنى أن الوثنيين لم يبحثوا عن آلهتهم بعينها ولكنهم كانوا يبحثون عن شبيه
- وهذا يعنى أن تفسير النص من سفر المكابيين هو :-
على أن تكون هذه الشخصية التي يبحث عنها اليونانيين وأتباعهم من بني إسرائيل قد أحبها اليهود وامتازت بالكرامات والأعمال الصالحة والبطولية ليجعلوا من هذه الشخصية ((اله زائف يكون شبه ألهتهم الزائفة )) يقنعوا عامة اليهود بها
مثل شخصيات آلهة اليونانيين الزائفة كزيوس وغيره ، ومثل الآلهة الزائفة التي عبدها قوم سيدنا نوح عليه الصلاة والسلام والذين كانوا فى الأصل شخصيات حقيقية أحبها الناس في ذلك الزمان وبعد موتهم صنعوا لهم التماثيل والصور
وكل ذلك حتى تكون العقيدة الجديدة التي سيتم بناؤها على هذه الشخصية سببا فى إقناعهم بترك الشريعة فلا يكون هناك فرق بين بني إسرائيل وبين اليونانيين
وبالفعل ساير البعض من بني إسرائيل وخاصة الموجودين في الشتات، تلك الأفكار وقاموا بهذا المزج فى المعتقدات
فمعنى ذكر سفر المكابيين لهذا الأمر أن اليونانيين وأتباعهم من بنى إسرائيل كانوا قد اختاروا بالفعل الشخصية التي حاولوا إقناع عامة اليهود بأنه ابن الإله وأنهم أعلنوا ذلك وحاولوا نشره والا ماكان ذكر سفر المكابيين هذا الأمر
ولكن سفر المكابيين لم يخبرنا بهذه الشخصية
مع العلم بأن سفر المكابيين الأول تم كتابته قبل سنة 63 ق.م ، يعني عبادة اليهود لشخص بشر كان يسبق هذا التاريخ بالتأكيد
فنقرأ عن الفترة التاريخية لسفرا المكابيين الأول والثاني من تفسير الأنبا مكاريوس :-
(يغطّى سفر المكابيين الأول الفترة الزمنية ما بين (مُلك أنطيوخس سنة 175 وموت سمعان سنة 135 ق.م.) ويعد أول تاريخ يهودي يؤرخ للأحداث من نقطة ثابتة, وهي بدء تولى السلوقيون للحكم (أي منذ عام 312 ق.م.) هذا ويظهر كاتب السفر كشخص قريب من الأحداث, فمن المؤكد أن السفر كُتب قبل سنة 63 ق.م.)
انتهى
راجع هذا الرابط :-
تعليق