الدياثة والإيمان
رسل يسوع وزوجة نيقولاوس ، الدياثة، وحكمة الروح القدس !
وتبرير الاباء الكنسيين بالايمان !
رسل يسوع وزوجة نيقولاوس ، الدياثة، وحكمة الروح القدس !
وتبرير الاباء الكنسيين بالايمان !
بسم الله
من ثمارهم تعرفونهم، فهذا ما سطرته كُتُبُهم، وآباء كنيستهم والتي منهم كما زعموا أخذوا التقليد والاناجيل!
جاء في أعمال الرسل الاصحاح السادس (6: 1- 7): " 1 وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ إِذْ تَكَاثَرَ التَّلاَمِيذُ، حَدَثَ تَذَمُّرٌ مِنَ الْيُونَانِيِّينَ عَلَى الْعِبْرَانِيِّينَ أَنَّ أَرَامِلَهُمْ كُنَّ يُغْفَلُ عَنْهُنَّ فِي الْخِدْمَةِ الْيَوْمِيَّةِ. 2 فَدَعَا الاثْنَا عَشَرَ جُمْهُورَ التَّلاَمِيذِ وَقَالُوا: «لاَ يُرْضِي أَنْ نَتْرُكَ نَحْنُ كَلِمَةَ اللهِ وَنَخْدِمَ مَوَائِدَ. 3 فَانْتَخِبُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ سَبْعَةَ رِجَال مِنْكُمْ، مَشْهُودًا لَهُمْ وَمَمْلُوِّينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَحِكْمَةٍ، فَنُقِيمَهُمْ عَلَى هذِهِ الْحَاجَةِ. 4 وَأَمَّا نَحْنُ فَنُواظِبُ عَلَى الصَّلاَةِ وَخِدْمَةِ الْكَلِمَةِ». 5 فَحَسُنَ هذَا الْقَوْلُ أَمَامَ كُلِّ الْجُمْهُورِ، فَاخْتَارُوا اسْتِفَانُوسَ، رَجُلًا مَمْلُوًّا مِنَ الإِيمَانِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ، وَفِيلُبُّسَ، وَبُرُوخُورُسَ، وَنِيكَانُورَ، وَتِيمُونَ، وَبَرْمِينَاسَ، وَنِيقُولاَوُسَ الانطاكي المتهود. 6 اَلَّذِينَ أَقَامُوهُمْ أَمَامَ الرُّسُلِ، فَصَلُّوا وَوَضَعُوا عَلَيْهِمِ الأَيَادِيَ. 7 وَكَانَتْ كَلِمَةُ اللهِ تَنْمُو."
فكما نرى من الفقرات السابقة فإن هؤلاء الشمامسة السبعة اليونانيين - مع تحفظنا على كلمة شمامسة فلم تكن قد ظهرت بعد - ومنهم نيقولاوس، قد تمت رِسامتهم (وضع اليد/شرطونية) كما زعم لوقا، وذلك بوضع الرسل الاثنى عشر (الحواريبن) ايديهم عليهم، فامتلأوا بالروح القدس، والحكمة!.
ماهي أثر الحكمة وختم الروح القدس على نيقولاوس ورسل المسيح؟
ينقل لنا يوسابيوس القيصري، اسقف قيصرية في القرن الرابع الميلادي، وهو أحد من استمات لاثبات اصالة الاناجيل الاربعة الحالية، ويعتمد على تاريخه كل كنائس المسيحية الى اليوم، فإنه ينقل لنا من كتابات القديس كليمندوس السكندري، حال نيقولاوس، وذلك تحت عنوان : " نيقولاوس والشيعة المسماة باسمه" (تاريخ الكنيسة، الكتاب الثالث، الفصل 29- مكتبة المحبة، ترجمة القمص مرقس داود):
" ويخبرنا عنه ما يأتى اكليمنضس الاسكندرى فى الكتاب الثالث من مؤلفه المسمى استروماتا : «يقولون أنه كانت له زوجة جميلة» وإذ اتهمه الرسل بالغيرة والحسد بعد صعود المخلص؛ أخذها ووضعها فى وسطهم وسمح لأى واحد أن يتزوج بها لأنه يقال أن هذا كان يتفق مع القول المعروف عنه أن المرء يجب أن يذل (abuse يغتصب ويهين) الجسد. أما الذين اتبعوا هرطقته وقلدوا بحماقة كل ما فعله وقاله تقليدا أعمى فإنهم يرتكبون الزنى بلا خجل أو حياء. «ولكنى علمت أن نيقولاوس لم يعرف أمرأة أخرى غير تلك التى تزوجها، وأن بناته استمرين فى حالة العذراوية حتى سن الشيخوخة» وأما أبنه فلم يتدنس، أن صح هذا فأنه عندما أحضر زوجته (التى كان غيورا فى محبتها) وسط الرسل كان واضحا أنه ينبذ شهوته؛ وعندما استخدم «اذلال الجسد» كان يشهر سيف ضبط النفس فى وجه تلك الملذات التى تقتفى البشرية أثرها بالحاح ٠ لأننى أعتقد أنه؛ إتماما لوصية المخلص» لم يشأ أن يعبد سيدين: الشهوة والرب"
فنلاحظ من هذه الشهادة ما يلي:
1- أن الرسل اتهموه بالغيرة والحسد، وهذه شهوات جسدية كما يقول بولس في رسالة غلاطية: " وأعمال الجسد (الإنسان العتيق) ظاهرة التي هي: زنى، عهارة، نجاسة، دعارة، عبادة الأوثان، سحر، عداوة، خصام، غيرة، سخط، تحزب، شقاق، بدعة، حسد،
2- وحين يتهمه الرسل بالغيرة، فيتبين ما نوع هذا الاتهام واي غيرة يعنون، حين يشرح اكليمندوس ان زوجته جميلة، وانه (كان غيورا في محبته)، فهل كانت عين الرسل المساقون بالروح القدس، على زوجة من اختاره الروح القدس؟
3- ويظهر أنه أراد أن يُثبت أنه لا غيرة عنده، ولا شهوة، وأن ايمانه بالروح لا بالجسد، و سيبرهن على انه وهب نفسه للمسيح، كما يقول بولس في رسالة غلاطية: : "وأما ثمر الروح فهو: محبة، فرح، سلام، طول أناة، لطف، صلاح، إيمان، وداعة، تعفف. ضد أمثال هذه ليس ناموس. ولكن الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات. أن كنا نعيش بالروح فلنسلك أيضاً بحسب الروح"
4- اكليمندوس يفهم تعاليم الرب: و يبرر اكليمندوس ايمان نيقولاوس القويم، كيف انه فهم تعاليم المسيح بالايمان، فهو لن يزني، ولم يزني واكتفى بهذه الزوجة، وبناته ظلوا عذروات، وابنه كذلك لم يتدنس مثله، إذن هو انسان مؤمن جدا، كما يقول اكليمندس، " لاني اعتقد انه اتماما لوصية المخلص لم يشأ ان يعبد سيدين الشهوة والرب !"
5- ونيقولاوس ينفذ عمليا تعاليم الرب: ونلاحظ كذلك شواهد على قمة ايمان نيقولاوس : انه لا مانع ان يعطي زوجته الجميلة لغيره، ولا مانع ان يأتي ويضعها وسط الرسل!
6- والرسل يقبلون فهم نيقولاوس حسب الرب: ونلاحظ كذلك أنه لا مانع عند الرسل ان ينبههوه على الغيرة، وان يقبلوا الهدية ويقبلوا بوضعها في وسطهم !!
وكتابات اكليمندوس والذي عاش في النصف الثاني من القرن الثاني الميلادي موجودة الان، وإن كانت اقدم مخطوطاته تعود الى القرن الثاني عشر، إلا انها قد ترجمت الى الانجليزية، وفيها ما أشار اليه يوسابيوس أعلاه، ولكن اعتمدنا على ما كتب يوسابيوس بالعربية اولا حتى يقرأها من لا يعرف الانجليزية من الكتاب المطبوع - ترجمة مكتبة المحبة. وننقل الان ما قاله اكليمندوس السكندري بنفسه من كتابه:
براءة الرسل (الحواريون)
لماذا اقحم لوقا قصة استيفانوس ونيقولاوس؟
لماذا اقحم لوقا قصة استيفانوس ونيقولاوس؟
أود ان اؤكد على أن كاتب الفقرات السابقة هو لوقا تلميذ بولس الرسول، والذي كتب سفر الأعمال ليُحاول اظهار بولس وكأنه رفيق درب الاثنى عشر، وكأن بينهما وئام ومحبة والتاريخ يلفظ ويُنكر ذلك ويشهد بتزوير لوقا للتاريخ، من أجل بولسة الرسل، وبطرسة بولس!. وهذا الإصحاح كله وُضع لأجل تلميع بولس والحط من الرسل، انتصارا في طعن بولس في رسل المسيح، كما في رسالته لاهل غلاطية.
فلوقا يجعل من استفانوس ونيقولاوس مجرد ايقونات يبدـأ بها تقديم بولس للمسرح والحط من الرسل من طرف خفي، في فصول مسرحية هزلية مخالفة للتاريخ .
وطبعا كل ما سبق ألفه لوقا في اعماله، ليطعن في الرسل، ويحاول ان يبين توافقهم مع ايمان بولس ، لأن هذه في الحقيقة تعاليم بولس وثمرته.. يقول بولس الرسول في رسالته الى غلاطية والتي اتهم فيها الرسل بالنفاق والرياء والكذب .. 5: 13 – 25 :
"وإنما أقول اسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوة الجسد. لأن الجسد يشتهي ضد الروح والروح ضد الجسد وهذان يقاوم أحدهما الآخر حتى تفعلون ما لا تريدون. ولكن إذا انقدتم بالروح فلستم تحت الناموس. وأعمال الجسد (الإنسان العتيق) ظاهرة التي هي: زنى، عهارة، نجاسة، دعارة، عبادة الأوثان، سحر، عداوة، خصام، غيرة، سخط، تحزب، شقاق، بدعة، حسد، قتل، سُكر، بطر، وأمثال هذه التي اسبق فأقول لكم عنها كما سبقت فقلت أيضاً، أن الذين يفعلون مثل هذه لا يرثون ملكوت الله. وأما ثمر الروح فهو: محبة، فرح، سلام، طول أناة، لطف، صلاح، إيمان، وداعة، تعفف. ضد أمثال هذه ليس ناموس. ولكن الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات. أن كنا نعيش بالروح فلنسلك أيضاً بحسب الروح."
وكما رأينا فإن الرسل لم ترفض نيقولاوس، بل ودافع عنه وعن فعله اباء الكنيسة في القرون الثلاثة الاولى مبررين الدياثة بالايمان !، وانما رفضوا من أتى فيما بعد وحاول ان يبرر الزنا بتعاليم نيقولاوس، ولذا لا يتعارض هذا مع ما جاء في رؤيا يوحنا في أول القرن الثاني، تلك الرؤيا التي اختلفت حولها الكنيسة ولم تقبلها الا متأخرا وعلى مضض ..يحاول ان يتهم كاتبها من استنوا ومشوا على سنة نيقولاوس، وأسماهم النيقولاويين "2 :14 و لكن عندي عليك قليل ان عندك هناك قوما متمسكين بتعليم بلعام الذي كان يعلم بالاق ان يلقي معثرة أمام بني إسرائيل ان ياكلوا ما ذبح للاوثان و يزنوا 2 :15 هكذا عندك أنت أيضا قوم متمسكين بتعاليم النقولاويين الذي ابغضه 2 :16 فتب و الا فاني اتيك سريعا و احاربهم بسيف فمي"
التقليد والانجيل كما زعموا لم ينقل الا بامانة عن كلمندوس السكندري هذا ويستشهدون به على الانجيل وان احد الذين تسلموا منه الانجيل والتقليد!
هذه كتابتهم وهذه ثمرة تعاليمهم .. وهذا اهداء لمن اذلهم الله وحاول التطاول على دين الله بما لم يصح.