تاريخ اللوغس عبر الثقافة اليونانية واثر ذلك على كاتب انجيل يوحنا

تقليص

عن الكاتب

تقليص

E/hossam_abdo اكتشف المزيد حول E/hossam_abdo
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 1 (0 أعضاء و 1 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • E/hossam_abdo
    1- عضو جديد
    • 13 أغس, 2007
    • 68

    تاريخ اللوغس عبر الثقافة اليونانية واثر ذلك على كاتب انجيل يوحنا

    من المفيد ان نطلع على تاريخ اللوغوس لكى نوضح بصورة جيدة انها ليست فكرة جديدة اتى بها كاتب انجيل يوحنا بل فكرة فلسفية سائدة قبل كاتب يوحنا بقرون :

    تاريخ اللوغوس

    نستطيع ان نميز بوضوح ثلاث مراحل لفهم اللوغوس ادى فى النهاية الى تجسدة متمثلا فى بداية انجيل يوحنا و ما تبعها من اعداد فيه فدعونا نتتبع هذة المراحل :

    اولا : مرحلة فكرة اللوغوس فى الفلسفة اليونانية
    ثانيا : مرحلة فهم اليهود للوغوس من خلال العهد القديم
    ثالثا : جمع فيلو بين هذين المفهومين و التمهيد لتجسيد اللوغوس .



    اولا : نظرية اللوغوس في الفلسفة اليونانية القديمة


    يوجد نوعان من اللوغوس :
    1. اللوغوس باعتبار الكلمة الملفوظة او المنطوقة التي تصدر من الفعل وتعني به الكلمة او الكلام او الحوار او الجدل " المعني الخارجي "
    2. اللوغوس باعتبار الكلمة الباطنة او الكائنة في العقل ونقصد به العقل او الفهم او الرأي او القوة الفكرية " المعني الباطني " .

    وعادة اللوغوس تعني اللفظ أو الصوت اللفظي لكن ارتباط هذا الصوت بكينونة عليا يجعلها صفة تختص بقوى التحكم بالكون في الموروث الإغريقي وتخص الذات الإلهية في الثقافة المسيحيه . و لكن فى هذة الثقافة انتقلت فكرة اللوغوس إلى مرحلة اخرى و هي مرحلة الخلق المتجسد وقد اقتبست الثقافة المسيحية مفهوم اللوغوس الإغريقي بمعانيه كعقل خلاق (أفلاطون) والمعرفة الإلهية ليصبح بذلك اللوغوس معادلاً للعقل الإلهي ومبدأ الخلق الأول في الكون و هكذا تحول اللوغوس من قوة غير مرئية تدير نظام الكون عند الاغريق الى مرحلة (الحلول) والظهور فى الجسد عند رجال العقيدة المسيحية أي أصبح كينونة متجسدة لحماً ودماً في ذات يسوع الذى هو المسيا و بذلك توحدت الفكرة المسيانية اليهودية للخلاص مع فكرة اللوغوس الاغريقية و تكونت عقيدة الخلاص بالظهور فى الجسد لتحقيق الفداء فى العقيدة المسيحية .

    اللوغوس عند هيراقليطس (576 و480قم)



    ولد هيراقليطس في مدينة افسس بأسيا الصغري ولكن سرعان ما ترك هذه المدينة الي قرية قريبة من معبد ارطاميس تاركاً الناس ليختلي بنفسه ويتوفر علي التأمل والتفكير وقد احتقر عامه الناس وعادتهم واظهر كراهية شديدة نحو هوريموس وهزيوت لانهما نشرا الاساطير والاباطيل بين الناس كما احتقر فلسفة فيثاغورث واكسانوفان وذلك لاهتمامهم بالعلم الجزئي"عديم الاهمية في نظره " وإهمالهم المعاني الكلية التي تمثل علمه العلم الحقيقي .

    لقب هيراقليطس بالغامض لانه كان يستخدم الرموز والتشبيهات ولكن عميقة وكان لها اثر بعيداً فيما بعد وهي التي خلدت اسمه . والشذارات 139 التي بنيت لنا من كتابه في الطبيعة تشهد بعمق فلسفه .

    تتجلى حكمة هيرقليطس فى القول بان الوجود يحمل الاضداد ، وان الاشياء تنتقل من ضد الى الاخر . الانسان يولد طفلا ثم يصير شابا ورجلا وشيخا وكهلا ، ثم تتقلب الحياة الى الموت . الماء السائل يتحول الى بخار وثلج جامد والنهار يعقبه الليل ، والشتاء يعقبه الربيع والصيف ، والساخن يصبح باردا والبارد ساخنا ... الخ . وهذه الصيرور becomming او هذا التغيير هو طبيعة الوجود والتنازع يقوم بين الاضداد ، وهى حاله حرب وصراع وتنازع مستمر وكان هيرقلبطس يقول : ان الحرب polemos هى اب لجميع الاشياء وهذا النزاع هو علة الحركة الطبيعة الموجودة فى العالم ويدونه تظل الاشياء ثابته على حالها وساكنه .

    يعتبر هيراقليطس اول مفكر يوناني قال بنظرية اللوغوس ويقصد هيراقليطس قانوناً كلياً يدبر العالم وجوهراً ينبث في اجزاء الكون المتغيرة ، تعتبر شذارات هيراقليطس اقدم نصوص فلسفة يعبر فيها لأول مرة في تاريخ الفكر اليوناني القديم عن اللوغوس مبيناً ان لوغوس العالم او اللوغوس الكلي هو المبدأ العاقل في الوجود وهو قانون التغير .

    وقد عرف هيراقليطس اللوغوس الكلي عن طريق الالهام لا السمع لانه كان كاهناً في معبد ارطاميس وكان شائعاً لدي اليونانيين ان الكهنة يتصلون بالآلهة الوثنية ويعرفون الحاضر والمستقبل عن طريق ما يوحون به اليه و قد قال بأن اللوغوس هو الحقيقة والجوهر الواحد للعالم المحسوس المتغير .

    لقد نادي هيراقليطس بنظرية في اللوغوس ليضع حقيقة مطلقة فوق التغير المحسوس فقد امن بوحدة الوجود وبالتغير المتصل او الصيرورة إذ قال بذلك فأنه امن بالمبدأ الواحد وان ما عداه هو مظاهر وظواهر له ، واللوغوس هو المبدأ الواحد والجوهر الاوحد وهو الوثاق الذي يربط الظواهر المختلفة بعضها ببعض واساس كل شيء .

    ومذهب الوحدة وهو المذهب الذي اعتبر ان هناك جوهراً وحداً ومبدأ واحداً لجميع الاشياء ، هو اقدم مذهب ميتافيزيقا فنجد طاغيس يرجع جميع الأشياء الي اصل واحد هو الماء .

    زانكسمدريس ينادي بجوهر غير متعين هو اللامتناهي " أي ليس له نهاية " وانكسمدريس جعله أي المبدأ هو الهواء واللوغوس الازلي هو الذي يدبر العالم كما انه هو اللانهائي هو موضوع تأمل الفلاسفة والحقيقة الازلية مطلب الحكماء . والحكمة في ان يدرك الانسان اللوغوس الكلي وان ينصب اليه وان يتبعه .

    و يقول ايضا ان اللوغوس هو المبدأ للوجود وهو يشمل جميع الكائنات والكل به صنع وبواسطته تحدث جميع احداث العالم كما انه الواحد ، وما الكثرة الي نراها في العالم إلا اشكالا مختلفه له . ولا تنعدم هذه الاشكال المختلفة من الوجود إلا بانعدام الواحد نفسه .

    وقد ميز هيراقليطس بين اللوغوس باعتباره الواحد وبين الآلهه الاخري التقليدية الكثيرة التي عرفها عامة الناس . فتكلم عن الواحد باعتباره الكائن الإلهي او الحكمة او زيوس والواحد عند هيراقليطس يمثل الحقيقة افضل مما يمثلها الكثرة بالرغم من انه الواحد والكثرة لانه نادي بأن الحقيقي هو الواحد والكثرة معاً .



    اللوغوس ونظرية التغير المتصل :

    يمثل هيراقليطس الحقيقة التغير الدائم للاشياء بصورتين من واقع الحياة اليومية :

    الصورة الاولي : هي جريان الماء
    ويعتبر هيرقليطس اول من اكد طبيعة التغير فى الوجود وقال عبارته المشهورة : الانسان لا ينزل النهر مرتين ، لان المياه تتجدد باستمرار .ولكن لماذا يتغير الموجود والاشياء ؟


    الصورة الثانية : اضطرام النار .

    والصورة الثانية احب اليه من الصورة الاولي لان النار اسرع في الحركة واكثر دلاله علي التغير ولانه يري في النار المبدأ الاول في الوجود وتصدر عن الاشياء وتعود اليه ويقول في ذلك :

    " هناك تبادل بين جميع الاشياء والنار والعكس " فالتغير عند هيراقليطس هو حقيقة الوجود لانه القانون الذي يسير بوصية العالم وينادي هيراقليطس بان العالم في تغير مستمر والثبات ما هو الا حقيقة التغير ووحدة الكل هي وحدة التوافق والاتلاف الذي يوجد للاضداد " الاشياء التي ضد بعضها "

    - يقول في شذره من شذراته " الناس لا يفهمون كيف ان الشيء الذي يختلف مع نفسه يكون متوافقاً مع نفسه "

    فتوافق أو اختلاف العالم يعتمد علي ما فيه من تضاد كالحال مع القوس والقيثارة وعنده ان كل الاشياء انما تصدر من النار الاصلية التي تحرق بطبيعتها والاحتراق في حقيقة ما هو الا تغير وبهذه الوسيله يتحول الشيء باستمرار الي الاخر .

    والنار الأصلية هي نار لطيفة اثيريه ونسمة حارة عاقله ازلية هذه النار الصلية تخبو فتصير ناراً محسوسة ويتكاثف بعض البحر فيصير ارضاً وترتفع من الارض والبحر ابخره تتراكم فتصبح سحباً تلتهب وتنقدح منها البروق فتعود ناراً او تنطفيء هذه السحب فتكون الاعاصير وتعود النار الي البحر وتتكرر هذه الظاهرة الي ما لا نهاية ومن تقابل هذان التياران يتولد النبات والحيوان علي وجه الارض غير ان الناس تتخلص شيئاً فشيئاً مما تحولت اليه فيأتي وقت لا يوجد فيه سوي النار ويتكرر ذلك الي ما لا نهاية حسب اللوغوس الكلي باعتباره قانون العالم . وعند هيراقليطس النار هي الله وتتخذ صوراً مختلفة والقاباً مختلفة مثلها في ذلك الزهور تسمي بالعطر الذي يفوح منه والتغير صراع بين الاضداد يحل بعضها محل بعض والتغير او الصراع بين الاضداد عند هيراقليطس هو ضرورى للحياة فلولا التغير او الصراع المستمر ما وجد شيء فان الاستقرار من وجه نظره هو موت وعدم .


    نلخص من كل ذلك ان النار الالهية هى الحياة او الوجود او التغير او الصيرورة وان اللوغوس ممتد بالتغير او الصراع بين الاضداد او قل ان لوغوس العالم هو قانون التغير المتصل او الصيرورة الدائمة .


    اللوغوس هو النار الاصلية :

    لقد نادي هيراقليطس بأن النار الاصلية هي المبدأ الاول ، والمبدأ العاقل للوجود وهي الجوهر الذي تصدر عنه ، وترجع اليه جميع الاشياء وهي فعاليه حارة عاقله ازلية وعنده ان نظام العالم ازلي لأزلية النار الخالدة وان هذه النار في الحقيقة هي جميع الاشياء في حالة امتداد متصل وصراع مستمر احتراق كامل ، وهكذا علم الفثاغوريون بخصوص النار فنادوا بوجود النار المركزية في وسط العالم وقد مجدوها ولقبوها بموقد العالم والمصدر الاول للحياة وكل حركة كما ان هذه النار عند هيراقليطس ، هي حياة وقانون العالم وهي التغير والصراع بين الاضداد والصيرورة بل هي الإله وهي تنير الحياة والعالم . ولكن ينبغي لنا ان نلاحظ ان هيراقليطس لم ينظر الي النار علي انها إله شخص او ذاتي بل علي انها مجرد مبدأ باطني للعالم او قانون كلي منظم لكل الاشياء وقد دعا هيراقليطس هذه النار بعده القاب منها البرق والحاجة والامتلاء او الشبع والقانون . ولكن ما هي الاسباب التي دعت هيراقليطس ان يجعل النار الاصلية او الخالدة المبدء الاول للعالم

    هناك باعثان لذلك :
    1. لان النار في تغير مستمر إذ الاشياء تخرج من النار ( المبدأ الأول) وتعود مره اخري .
    2. لان النار في وجودها وحياتها تعتمد علي الصراع والامتداد ، فهي اسرع حركة من جميع الاشياء اذن في النار تظهر الحياة والتغير الصيروري بأقصي وضوح من أي شيء اخر .



    اللوغوس هو قانون العالم :

    لابد ان نعرف اولا وقبل كل شيء ان هيراقليطس كما تكلم عن التغير والصراع بين الاضداد فقد تكلم بصراحة عن اللوغوس باعتباره قانون العالم ، انه يقصد بقانون العالم مبدأ الحياة والارادة الالهية التي يخضع لها كل ما في الوجود بل هي القوة العاقلة التي تدبر العالم والانسان بقواه العقلية المفطورة فيه يعرف اللوغوس لسببين :
    1. لان اللوغوس هو قانون العالم الضروري للوجود .
    2. لان هذا القانون موجوداً في داخلنا .


    والقانون الإلهي يحكم هذا العالم الذي يعيش فيه ، والذي يتركب من الاضداد كما انه يسود جميع المخلوقات وفي هذا الصدد يقول هيراقليطس :
    • الحمير تؤثر التبن علي الذهب .
    • يشرب السمك ماء البحر فيحيا به ويهلك الانسان اذا شربها
    • تساقي الاغنام بالضرب
    وخلاصة القول
    هرقليطس، أول من قال بـ اللوغوس، في أنه "القانون الكلي للكون". يقول هرقليطس : " كل القوانين الإنسانية تتغذى من قانون إلهي واحد : لأن هذا يسود كل من يريد، ويكفي للكل، ويسيطر على الكل" و اللوغوس الكلي عند هيراقليطس ليست قوة عاقلة مفارقه للعالم ولكنة موجود في العالم بل انه والعالم شيء واحد ، وانه موجود في كل مكان وفي كل انسان ومشترك بين جميع الخلق وما نفوسنا وعقولنا الا قبس منه ، ومنه نلنا قوة عقلية فلترفع نفوسنا اليه ونتأمل فيه لانه الحق والحقيقة الازلية إن جميع الاحداث والاشياء تحدث وفقاً لهذا الالهي سواء كانت إنسانية ام طبيعية يقول هرقليطس في شذرته الاولي ( ومع ان اللوغوس حقيقة ازلية الا ان الناس اغبياء يعجزون عن فهمه ليس فقط قبل سماعهم به بل حتي بعد سماعهم له لاول مرة ومع ان كل الاشياء تحدث وفقاً لهذا اللوغوس يبدو للناس كما لم تكن لهم به أي خبره ولان القانون الالهي منبث في كل الاشياء فانه يربط كل الاشياء بعضها ببعض ويوحدها حتي ان التغير نفسه يسير طبقاً لهذا القانون كما يسري هذا القانون في النار فتشتعل بمقدار وتخبو بمقدار كما يسري في صور الناس المختلفة التي تتحول اليها ) وقد فصل هيراقليطس عمل القانون الإلهي في كل ناحية من نواحي الوجود لان القوانين الطبيعية والانسانية مستمدة من القانون الالهي ، ويوصي هيراقليطس الناس ان يطيعوا هذا القانون الإلهي بل ويأمر جميع الناس ان يقوموا بالدفاع عن القانون الإلهي مثلما يدافعون عن اسوار مدنهم لانه هو اعظم واقدس من جميع القوانين الاخري وينادي هيراقليطس بأن اللوغوس هو القانون الالهي وانه قانون الحياة الانسانية بهذا يضع الأساسي الفلسفى لاتجاهاته الاخلاقية وهو يصرح بانه ينبغي ان يعمل الانسان علي ان يكتسب الحكمة من طريق معرفة القانون الإلهي و لذلك يقول هيراقليطس «دعونا نصغي لحكمة اللوغوس» .
    التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 25 يول, 2021, 09:37 م.
  • E/hossam_abdo
    1- عضو جديد
    • 13 أغس, 2007
    • 68

    #2
    تأثير فكر هيراقليطس على كاتب انجيل يوحنا


    الدكتور على سامي النشار ( في كتابه : هيراقليطس فيلسوف التغير ) يقول :

    ظهر الأثر الهيراقليطي واضحا في فيلون فيلسوف اليهودية الكبير ، فقد اخذ بفكرة اللوغوس كما وضعها هيراقليطس . وقد أثر فيلون فى القديس يوحنا الإنجيلي أثرا كبيرا . بل المقارنة الدقيقة بين إنجيل يوحنا وبين أقوال فيلون ، وبالتالي أقوال هيراقليطس ، لتثبت كيف سيطر هيراقليطس واتباعه الرواقيون على القديس يوحنا وإنجيله ، وبهذا نصل إلى أكبر أثر لهيراقليطس فيمن بعده وأعني المسيحية ممثلة في يوحنا . كأن فيلون قريب العهد من المسيحية وقد بشر بأغلب مذاهبها ثم أتى القديس يوحنا فاعتنق آراء هيراقليطس . أن نظرية هيراقليطس في اللوغوس أقرب ما تكون إلى عقيدة الحكمة أو المسيح . بل أنهم ذهبوا إلى أنه كان مسيحيا قبل المسيح نفسه . ولقد بدأ القديس يوحنا إنجيله كما هو معروف " في البدء كان الكلمة ( اللوغوس ) ، كل به كون وبغيره لم يكن شئ مما كون . فيه كانت الحياة " . وهذا تعبير هيراقليطي أخذه يوحنا الإنجيلي من هيراقليطس حقا أن يوحنا حاول بعد ذلك ان يصبغ نظرية هيراقليطس بصبغة مأخوذة من فيلون ، فقال : والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله " أن انه أضفي على نظرية اللوغوس مسحة خاصة . ولكن حتى هذه المسحة الخاصة لا تختلف أبدا عن نظرية هيراقليطس في اللوغوس وان اللوغوس عند هيراقليطس " هو حقيقة أيضا مطلقة فوق التغير المحسوس " وهو العلم التعيني فى جوهر الأوحد " ولم يقل يوحنا بأكثر من هذا ، ويستمر أثر هيراقليطس فى المسيحيين الأوائل ، فنرى القديس يوستينوس ( 103 – 167 ) يعرض لفكرة اللوغوس أو " الكلمة في ألفاظ رواقية ، أو بمعني أدق فى ألفاظ هيراقليطس . ومن الخطأ ان نقول بأنه يختلف عن هيراقليطس بأن اللوغوس عند هيراقليطس مبدأ مادى منبثة فى العالم متحد به ، وعنده هو موجود روحى مفارق للعالم مسيطر عليه تجسد البشرية من نير الخطية ، كما كان عند يوحنا الإنجيلي شخصا تاريخيا تجسدت فيه الكلمة . ان هيراقليطس يذهب أيضا إلى القول بأن الكلمة منبثة في الآراء المتغيرة ولكنها أيضا مفارقة ، كما ان هيراقليطس كان يذهب أيضا إلى أن الكلمة تجسدت فيه هو . فالمذهب المسيحي في الكلمة ، إنما هو كل تفسير واضح مؤكد للمذهب الهيراقليطس . وانتقل أثر هيراقليطس خلال الرواقية في كل من اكليمنضس الاسكندري ( 150 – 217 ) كما اثر أكبر الأثر في اوريجين الاسكندري ( 158 – 254 ) ص 273 – 275 .

    اللوغوس عند سقراط (469 ـ 399 ق.م)


    فيلسوف ومعلم يوناني جعلت منه حياته وآراؤه وطريقة موته الشجاعة، أحد أشهر الشخصيات التي نالت الإعجاب في التاريخ. صرف سقراط حياته تمامًا للبحث عن الحقيقة والخير. لم يترك أن سقراط أية مؤلفات، وقد عُرِفت معظم المعلومات عن حياته وتعاليمه من تلميذيه المؤرخ زينفون والفيلسوف أفلاطون، بالإضافة إلى ما كتبه عنه أرسطوفانيس وأرسطو. وُلد سقراط وعاش في أثينا. وكان ملبسه بسيطًا. وعُرف عنه تواضعه في المأكل والمشرب. وتزوج من زانْثِب التي عُرف عنها حسب الروايات أنها كانت حادة الطبع ويصعب العيش معها. وقد أنجبت له طفلين على الأقل. كان سقراط يعلم الناس في الشوارع والأسواق والملاعب. وكان أسلوب تدريسه يعتمد على توجيه أسئلة إلى مستمعيه، ثم يُبين لهم مدى عدم كفاية أجوبتهم. قُدّمَ سقراط للمحاكمة وُوجهت إليه تهمة إفساد الشباب والإساءة إلى التقاليد الدينية. وكان سقراط يُلمحُ إلى أن الحكام يجب أن يكونوا من أولئك الرجال الذين يعرفون كيف يحكمون، وليس بالضرورة أولئك الذين يتم انتخابهم. وقد قضت هيئة المحلَّفين بثبوت التهمة على سقراط وأصدرت حكمها عليه بإلإعدام. ونفذ الحكم بكلِّ هدوء متناولاً كوبًا من سم الشوكران.

    وكان سقراط يؤمن بأن الأسلوب السليم لاكتشاف الخصائص العامة هو الطريقة الاستقرائية المسماة بالجدلية؛ أي مناقشة الحقائق الخاصة للوصول إلى فكرة عامة. وقد أخذت هذه العملية شكل الحوار الجدلي الذي عرف فيما بعد باسم الطريقة السقراطية. و قد سعي سقراط لتغليب اللوغوس على الميثوس

    اللوغوس عند افلاطون (427 ق.م - 347 ق.م)



    http://ar.wikipedia.org/wiki/أفلاطون
    http://www.allaboutphilosophy.org/greek-philosopher-plato.htm

    أفلاطون (باليونانية: ΠλάτωνPlátōn) ( عاش بين 427 ق.م - 347 ق.م ) هو أرسطوقليس، الملقَّب بأفلاطون بسبب ضخامة جسمه، وأشهر فلاسفة اليونان على الإطلاق. ولد في أثينا في عائلة أرسطوقراطية. أطلق عليه بعض شارحيه لقب "أفلاطون الإلهيإستعملَ أفلاطون مصطلح اللوغوس ليس فقط بمعنى الكلمة المنطوقة ولكن أيضاً استخدم بمعنى الكلمة الغير منطوقه، الكلمة التى ما زالت في لعقلِ – السبب و عندما طبق اليونانيون هذا المفهوم على الكون كانوا يتكلموا على المبدأ العقلانى الذى يحكم الاشياء .

    قال أفلاطون«علينا أن نساير العقل إلى حيث يذهب بنا».

    أفلاطون قال بوجود الإله المتعالي الذي "ليس كمثله شيء"، والإلهالصانع الخالق. وذلك كي يحل مشكلة العلاقة بين الله والعالم المتمثلة فيما يلي: إزاء وحدانية الله هناك التعدد في العالم! والله موجِد العالم أو خالقه فكيف نفهمالعلاقة بين تلك الوحدانية وهذا التعدد ؟ وبعبارة أخرى: كيف نفهم صدور الكثرة عنالواحد ؟

    يقول أفلاطون في محاورةبارمنيدس:" والآنإذا كان الواحد غير موجود،فإنّه لا يمكن أن نتصوّر أيّ شيء من الأشياء الأخرى لا بوصفه واحدا ولا بوصفهكثيرا؛ إذ أنّه دون الواحد، يستحيل أن نتصوّر الكثرة"

    اللوغوس عند ارسطو ( 322ق.م – 384 ق.م)




    أرسطو (384- 322 قبل الميلاد) فيلسوف يوناني قديم كان أحد تلاميذ أفلاطون و معلم الإسكندر الأكبر. كتب في مواضيع متعددة تشمل الفيزياء، و الشعر، و المنطق، و عبادة الحيوان، و الأحياء، و أشكال الحكم.ارسطوطاليس ثاني أكبر فلاسفة الغرب بعد افلاطون . مؤسس علم المنطق ، وصاحب الفضل الأول في دراستنا اليوم للعلوم الطبيعية ، والفيزياء الحديثة .
    افكاره حول ( الميتافيزيقيا ) لازالت هي محور النقاش الأول بين النقاشات الفلسفية في مختلف العصور ، وهو مبتدع علم الاخلاق الذي لازال من المواضيع التي لم يكف البشر عن مناقشتها مهما تقدمت العصور . ويمتد تأثير ارسطو لأكثر من النظريات الفلسفية ، فهو مؤسس علم البيولوجيا ( الأحياء ) بشهادة داروين نفسه ، وهو المرجع الاكبر في هذا المجال .


    Logos و ethos و pathosهذة الثلاث عناصر هى وسائل الاقناع عند ارسطو ويدعوهم the three appeals ( ثلاث طرق لاقناع الجمهور )

    ُlogos عند ارسطو تشير إلى الأنظمة المختلفة من التفكير، الكلمة تدفع الاخرين للاقتناع عن طريق قوة الحجة
    ethos تعنى عند ارسطو الأخلاقياتُ درجةَ المصداقية أَو الجدارة بالثقة التي يؤسسها المؤلفين مع الجمهورِ من خلال كتابتهم
    Pathos تدعى ايضا pathetic و تعنى المحرك الشعورى الذى من خلاله يقنع الجمهور عن طريق اثارة عواطفهم

    يقدم ارسطو المولود في مستعمرة يونانية في تراقيا صورة عن العقلية اليونانية بمثله الأعلى الثلاثي ( القياس ، العقل ، الجمال ) تفوق في دقتها - كما لوحظ غالبا - تلك التي يقدمها الأثيني افلاطون ، فليس لدى ارسطو شيء من ذلك المزيج الفريد الذى اختصت به الأفلاطونية أي مزيج الشاعرية الصوفية بعض الشيء والتصلب الأخلاقي ( هذا ما جعل افلاطون يبدو احيانا وكانه يتحدث منذئذ اللغة المسيحية وجعل من السهل بالتالي على آباء الكنيسة الأوائل تقبله ) ، وكانت الخطوة الأولى في ميتافيزيائه إلغاء مفهوم سماء "المثل" الصوفية

    لوجوس تعنى الكلمة باليونانى وتشير الى قوة تماسك الرساله وهذا مايوضح الزعم ومنطقيه الاسباب وفاعليه مساندتها لاسبابها و تأثير الكلمات على المتلقيين يمكن التعبير عنه بقول استئناف الجدال العقلى و معنى "العقل" عند ارسطو لا يقل تعبيرا عن معنى الكلي أيضا. وبرغم أنّنا صرنا نردد بعد هيدغر أنّ المعنى الأصليللتعريف ليس "الحيوان العاقل" بل "الحيوان الذي يملك القدرة على الكلام" الوجود والزمان فإنّ الترجمة اللاتينية "animal rationale" وربيباتها الحديثة لم تكن عبثا بل تعبيرا عن فهم معيّن للتداخل العميقبين اللوغوس- العبارة (الذي استعاده هيدغر) وبين اللوغوس-التصوّر (الذي أعرض عنههيدغر) وفي الحقيقة فانه قد تبين اليوم أن أرسطو مثلا ليس فقط يأخذ اللوغوس علىمعان عدة، بل هو يردف مثلا بين "اللوغوس" و"التعريف"، وبين اللوغوس والتصور أوالمعنى العقلي، وبين اللوغوس والماهية. بذلك تعني صفة "logon" / "عاقل" فيمعنىأنّ ماهية "الإنسان" هو أنّه "حيوان –عاقل ". هذا يسمى لدى أرسطو "لوغوس الإنسان" أي "حدّ الإنسان"و "ماهية الإنسان" و"القول العقلي عن الإنسان". بيد أن المهم هنا هو أن أرسطو ينبهنا إلى أن "اللوغوس" فيمعنى ما به نحد ماهية موجود ما، هو كونه لا يقال إلاّ عن "موضوع" أي عن موجودأول، وليس عن عرض أو صفة. ولايقال له ماهية إلاّ عن "صور نوعية داخلة في الجنس الذي تنضوي تحته" (ما بعد الطبيعة، الزاي 4). وبالمعنىالأنطولوجي لا يقال "لوغوس" إلاّ عن "جوهر" أي موضوع تُحمل عليه المحمولات ولايُحمل على شيء .

    و النقطة التي يجب أن ندركها أن أرسطو إنما يقدم حقا ما يراه من تحليل مفصل لكيفية عمل اللغة، ولكن هذا التحليل هو ما ندعوه الآن بـ" المنطق" . فاللغة بالنسبة لأرسطو إنما هي ببساطة مظهر للوغوس (logos) الذي هو القدرة العقلية المميزة التي تجعل من الإنسان (حيوانا عاقلا) .

    ويعتقد ارسطو ام كل لوغوس له معنى ليس بصفته أداة من أدوات الطبيعة ولكن بوساطة العرف، وعلى أية حال ليس ممكنا أن يسمى كل شيء فرضا يحتمل الصدق والكذب في ذاته. فنحن نسمي، فرضا، تلك الأشياء التي تمتلك الصدق والكذب في ذاتها. وهنا، كما هو واضح ، فإنه يرغب في التفريق بين اللوغوس (القول) من مثل "دعنا نذهب إلى أثينا" الذي يعبر عن رغبة مجردة، و اللوغوس (القول) من مثل " ذهبنا إلى أثينا" الذي يعبر عن تقرير والذي بناءا على ذلك ، من وجهة نظره، يجب أن يكون إما صادقا أو كاذبا، ولكن لم يجسد متسعا للتفريق بين جملة (من مثل "ذهبنا إلى أثينا")، بكلمة أخرى أي بوصفها تشكيلا من الكلمات ليس صادقا أو كاذبا بحد ذاته، ولكنها تنطوي على إمكانية أن يجري استخدامها في مناسبات مختلفة من أناس مختلفين لإنشاء التوكيدات التي، واعتمادا على الظروف، ربما يحكم عليها بعد ذلك بالصدق أو الكذب. وإحدى الطرق لوضع ذلك بلغة حديثة هو القول أن أرسطو لم ير ضرورة للتفريق بين اللوغوس بوصفه جملة (أو بنية جملة) و اللوغوس بوصفه قولا أو تفوها ( أو بصفته رسالة تحتمل الصدق والكذب) ، أو بين اللوغوس بوصفه سمة مميزة و اللوغوس بوصفه علامة . وهذا يصدم القارئ الحديث لأن كل ما هو أكثر جدارة بالملاحظة في ذلك النص الأرسطي هو أنها "حافلة" بالأمثلة (بمعنى أن الجمل المكتوبة بين فوا رز مقلوبة أو بوساطة المدرس على السبورة إنما هي أمثلة ) إن الأمثلة اللسانية من هذا النوع مسلم بأنها تنطوي على معنى وإلا فإنه سيكون من الحماقة أن يتم إيرادها كأمثلة، ولكن ليس من الواضح أن الأمر يؤدي إلى كثير من المعنى إذا ما عزونا الصدق أو الكذب إلى الكلمات "ذهبنا إلى أثينا" عندما تكتب على اللوح في الفصل الدراسي؛ أو لحدث كتابتها، أو لأية فرضية ( ما هي هذه الفرضية؟) يزعم أنها تعبر عنها.


    اللوغوس عند الرواقيين (333 ق.م. - 264 ق.م.)


    الرواقية مدرسة فلسفية تعتمد على تعاليم زينون الرواقي (333 ق.م. - 264 ق.م.) وهو زينون ابن أمناسياس المتحدر من عائلة فينيقية كانت تسكن في مدينة أكتيوم في جزيرةقبرص ، اختلف المؤرخون في سبب ذهابه إلى اليونان ، فمنهم من اعتقد بأنه كان تاجراًبحاراً وغرقت سفينته هناك ، فاستهوته الفلسفة وبقي هناك، ومنهم من قال أن أباه كان تاجراً و كانيشتري لأبنه الكتب و بعد الإطلاع قرر الذهاب إلى هناك و الاجتماع بكبار الفلاسفة آنذاك ، ولكن ما هو مؤكد أنه سوري من جزيرة قبرص و من هناك اتجه إلى اليونان . قرأزينون كثيراً و فهم وأدرك بعد الفلسفة اليونانية عن الحقيقة ، فاتخذ لنفسه مكاناًفي رواق في منتدى الأدباء والفنانين و علم به من غيرنه على الحقيقة ، ومن هناك شاعتالفلسفة باسم الفلسفة الرواقية و انطلقت إلى طول البلاد وجوارها لحقب طويلة تزعم الرواقية أن التحكم الذاتي، الثبات وعدم الالتهاء بالعواطف، التي قد تفسّر باللامبالاة بالمتعة والألم، تجعل الإنسان مفكرا سليما، متزن التفكير وموضوعي. أحد جوانب الرواقية الأساسية هي تحسين رفاهة الفرد الروحية الفضيلة، المنطق والقوانين الطبيعية هي تعليمات أساسية.

    الرواقيون قالوا أن العقل أو اللوغوس هو المبدأ الفعال في العالم، وهو الذي يشيع في العالم الحياة، وأنه الذي ينظم ويرشد العنصر السلبي في العالم ويعنون "المادة".

    وقال ذيوجانس اللائرسي عن مذهب الرواقيين : "يقول الرواقيون أن اللوغوس هو المبدأ الفعال في الهيولي، إنه الله، وهو سرمديّ، وهو الفعال لكل شيء من خلال المادة".

    وقد استخدمت تعبير ( اللوغوس سبرماتيكوس ) أيضاً في الفلسفة الرواقية في عبارة «لوجوس سبرماتيكوس logosspermaticus» بمعنى «الكلمة التي تعطي الحياة»، وهي عبارة تعني أن الكلمة بمنزلة البذرة أو المنيّ أو سائل الحياة الذي يُنثَر في العالم بأسره فيسبب الولادة والنمو والتغيُّر في كل الأشياء (وهنا تظهر واحدة من أهم مفردات الحلولية). وإذا كان العالم من منظور اللوغوس أورثوس يشبه الآلة التي تُدار من الخارج، فهو هنا يشبه الكائن الحي. وتحوي اللوغوس سبرماتيكوس سائل الحياة الذي يحوي بدوره عدداً غير متناه من الحيوانات المنوية تقوم كل واحدة منها بخلق أو توليد كيانات، لكلٍّ منها هدف مستقل، ومع هذا فهي جميعاً متناغمة متساوية.

    وقد استخدم الرواقيون (من اليونانيين والرومان) العبارة اللاتينية «ريكتا راتيو rectaratio» للإشارة إلى النظام أو القانون السليم أو الضرورة التي يجب أن تمتثل لها أفعال الإنسان والعنصر العاقل الكامن في كل الأشياء. فكأن اللوجوس هنا هو الراتيو (التي اشتُّقت منها كلمة «راشيوناليزم rationalism» أي «العقلانية»).

    و حتى مصطلح الارثوزوكس و الذى يعنى «العقيدة السليمة»او «العقل السليم» أو «الحجة السليمة» و الذى يحوة المقطع «أورثو» فقد استخدم السفسطائيون اصطلاح «لوجوس أورثوس» للإشارة إلى المبادئ والقواعد المنطقية التي ينبغي اتباعها للوصول إلى الاستنتاجات السليمة التي يمكن استخدامها لتقديم وجهة نظر ما بطريقة سليمة و هكذا تفوح رائحة الوجبات الفلسفية فى جوانب هذة العقيدة .

    يلخص الدكتور حليم اسمر فكر الرواقيين فى اللوغوس قائلا :

    وإذا عرجنا على الفلسفة الرواقية، والتي يمتزج نسيجها بنسيج الشرق ووعيه لمكنونات روحه الحضارية، نجد أن اللوغوس يتجلّى من خلال :
    • ـ النظام والغائية في العالم .
    • ـ اللوغوس يعادل مفهوم الله .
    • ـ اللوغوس يعادل مفهوم العناية والقدر
    • ـ اللوغوس يعادل زيوس .
    • ـ اللوغوس هو المبدأ الذي خلق العالم .
    • ـ اللوغوس هو القوة التي تنشئ وتشكّل المادة وتعطي النمو للنبات والحركة للحيوان .
    • ـ اللوغوس يعطي للإنسان قوة المعرفة وقوة العمل الأخلاقي .
    • ـ جميع القوى تخرج من اللوغوس وكلها تعود إليه .
    • ـ العقل الخاص بالإنسان هو جزء من العقل العام .
    • ـ اللوغوس هو العقل الإلهي الإنساني المشترك وبحسبه يعيش الإنسان حسب الطبيعة ويتحقق هذا عند الفيلسوف .
    • ـ ثنائية اللوغوس : الفعل الباطني والكلام الذي يعبّر عنه ظاهرياً .
    • ـ موافقة الطبيعة عند الإنسان هي عبارة عن الحياة وفقاً للعقل .
    • واللوغوس هو سر الوحدة مع الإله ... السر أو الاحتفال . واللوغوس : صلاة، وهو الوسيلة الوحيدة للاتصال بالله .

    تأثير فكر الرواقيين على كاتب انجيل يوحنا


    الدكتور عثمان أمين فى كتابه الفلسفة الرواقية يقيم مقارنه بين المسيحية والرواقية حيث يقول فى الباب الرابع " الرواقية والمسيحية " ص 286 ـ 293 :

    إذا رجعنا إلى بعض آراء الباحثين المسيحيين وجدنا منهم من يرى فى المذاهب الرواقية " تمهيدًا للإنجيل " بل لقد ظهر باللغة الألمانية كتاب ذهب فيه صاحبه إلى أبعد من هذا ، فقرر أن " الرواقية أصل المسيحية " وجعل هذه العبارة نفسها عنوان كتابه .... من المشهور لدى الباحثين فى الإلهيات المسيحية أن رسائل " بولس الرسول " هى فى لهجتها ومضمونها قريبة الشبه برسائل " سنكا " ومقالات " ابكتيتوس " . وتعليل ذلك ما هو معلوم من نشأة بولس الرسول ببلاد " طرسوس " فى وسط قد شاعت فيه الأفكار الرواقية . فبولس الرسول مثلاً يرى رأى الرواقيين فى عدم الاكتراث بما يحيط الإنسان من ظروف خارجية إذ لا دخل لها عنده فى نجاة الإنسان وسلامة روحه . ثم أن " أبكتيتوس " و " بولس" كانا كلاهما ينشدان فى الثقة بالله مصدر قوتهما ، وقد وجد كلاهما من نتائج هذه الثقة إيمانًا وهدوءًا فى كافة ظروف الحياة . ويمكن مقارنة صورة " الحكيم " التى رسمها " أبكتيتوس " بصورة " الرسول " الذى بعثه الله على الأرض . وإذا تأملنا استعمال " بولس الرسول " للفظ " الجسم " مثلاً وجدناه استعمالاً رواقيًا بحتًا . وكذلك طريقته فى تحليل الأجسام وأنواعها من أرضية وحيوانية وسماوية . وقس على ذلك تحليل بولس " للطبيعة البشرية " فنحن نرى إنه بنى نظريته على أساس رواقى ، إذ يرى أن الإنسان وحدة جوهرية ، وموضوع هذه الوحدة أشياء ثلاثة : " الروح والحياة الحيوانية والجسد " . فالنفس يشترك فيها الإنسان والحيوان. والروح يشترك فيها الله والإنسان. وبهذه النظرية يصبح الله والإنسان شريكين فى ناحية من نواحى العالم يخرج فيها الحيوان والنبات والجماد، وناحية المشاركة هى الطبيعة الروحية . ولقد قال الرواقيون بهذا .

    ويقول دكتور عثمان أمين ان النظرية المسيحية التى تذهب إلى أن الله واحد ومتعدد فى وقت واحد ، هى نظرة تمت إلى الفلسفة الرواقية بسبب وثيق ، وأن أصولها مبسوط فيما كتبه " سنكا " فإن سنكا يدعو القوة العظمى التى أبدعت الكون تارة " الله المسيطر " وتارة " الحكمة اللاجسمانية " التى تخلق جليل الأعمال ، وتارة أخرى يسميها "الروح الإلهية " التى تجوس خلال الأشياء عظيمها وحقيرها "

    و يحتج بعض اهل الكتاب بكلمات الدكتور يوسف كرم فى كتابه تاريخ الفلسفة اليونانية عاقدا مقارنة بين المسيحين و الرواقيين حيث قال فى صفحة 254:

    " وأما الرواقية فكان المسيحيون ينكرون منها قولها بوحدة الوجود ، والمادية المطلقة ، والضرورة العاتية ، وفناء الشخصية بالموت ، وجواز الانتحار . وكانوا يأخذون على أصحابها تناقضهم فى تقواهم وهم لا يعترفون لله بوجود مفارق وشخصية مستقلة .. )

    و بالطبع نحن لا ندعى ان كاتب يوحنا تبنى الفلسفة الرواقية بكل ما فيها و لكنه تبنى فكرة وجود اللوغوس و كينونته علاقته بالالوهية .
    التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 25 يول, 2021, 09:25 م.

    تعليق

    • E/hossam_abdo
      1- عضو جديد
      • 13 أغس, 2007
      • 68

      #3
      المرحلة الثانية : مرحلة فهم اليهود للوغوس فى العهد القديم






      الكلمة المقابلة للوغوس فى ترجمة HNT العبرية هى הדבר و هذا اللفظ نستخدم فى العهد القديم للتعبير عن :

      نطق الله و كلامه و وحيه للانبياء كما فى تثنية 9: 5 ( وليفي بالكلام - הדבר -الذي أقسم الرب عليه لآبائك إبراهيم وإسحاق ويعقوب ) و كما فى تثنية 4: 2 ( لا تزيدوا على الكلام- הדבר - الذي أنا أوصيكم به )و تثنية 12: 32 ( كل الكلام – הדבר - الذي أوصيكم به احرصوا لتعملوه. لا تزد عليه ولا تنقص منه ) و حجى 2: 8 ( حسب الكلام - הדבר - الذي عاهدتكم به عند خروجكم من مصر )

      و كما فى تكوين 16: 13 ( فدعت اسم الرب الذي تكلم -הדבר- معها ) و كلام ملاك الرب كما فى عدد 22: 35 ( وإنما تتكلم بالكلام – הדבר - الذي أكلمك – הדבר - به فقط ) و زكريا 6: 4 ( فسألت الملاك الذي كلمني – הדבר - ما هذه يا سيدي؟ ) و زكريا 1: 9 و 1: 13 و 1: 14 و 1: 19 و 2: 3 و 4: 1 و 4: 4 و 4: 5 و 5: 5 و 5: 10

      و مستخدم ايضا للتعبير عن نطق الناس و كلامهم فى تكوين 24: 50 ( لا نقدر ان نكلمك - הדבר- بشر او خير ) و عن كلام يوسف لفرعون مصر فى تكوين 41: 28 (هو الامر الذي كلمت - הדבר - به فرعون ) و كذلك كلام بنى اسرائيل لموسى فى خروج 14: 12 ( اليس هذا هو الكلام - הדבר -الذي كلمناك به في مصر ) و الكلام القاسى او الكلام السؤ فى خروج 33: 4 ( فلما سمع الشعب هذا الكلام – הדבר - السوء )

      و استخدم للتعبير عن الشىء او الامر او الحدث كما فى تكوين 20: 10 و تكوين 21: 11 و تكوين 21: 26 و تكوين 22: 16 و تكوين 24: 9 و خروج 18: 22 .....

      و لكى نستوضح فهم و فكر اليهود للوغوس فى اليونانية و طرقية استخدام هذة اللفظة دعونا نستعرض فهم شيوخ السبعينية المفترضين لنوضح ذلك :

      عبروا بها عن كلام الله كما فى عدد 11: 23 ( فقال الرب لموسى: «هل تقصر يد الرب؟ الآن ترى أيوافيك كلامي - ο λογος - أم لا» )
      و للتعبير عن كلام ملاك الرب الذى ظهر لزوجة منوح كما فى قضاة 13: 12 ( فقال منوح: «عند مجيء كلامك - ο λογος - ماذا يكون حكم الصبي ومعاملته؟ )

      و للتعبير عن احد كلمات الرب كما فى هوشع 23: 14 ( وتعلمون بكل قلوبكم وكل أنفسكم أنه لم تسقط كلمة - ο λογος - واحدة من جميع الكلام الصالح الذي تكلم به الرب عنكم )

      و للتعبير عن كلمة نبوخذنصر كما فى دانيال 2: 5 ( فقال الملك للكلدانيين: [قد خرج مني القول - ο λογος - : إن لم تنبئوني بالحلم وبتعبيره تصيرون إربا إربا وتجعل بيوتكم مزبلة )

      و للتعبير عن كلام عبيد داوود كما فى صموئيل الاول 18: 26 ( فأخبر عبيده داود بهذا الكلام, فحسن الكلام - ο λογος - في عيني داود أن يصاهر الملك )

      و للتعبير عن كلام دااود كما فى صموئيل الثانى 14: 13 ( ويتكلم الملك بهذا الكلام - ο λογος - كمذنب ) و كما فى صموئيل الثانى 14: 17 ( فقالت جاريتك ليكن كلام- ο λογος - سيدي الملك عزاء )

      و الكلمة ( نبؤة ) التى صارت لارميا النبى الى باروخ كما فى ارميا 45: 1 ( الكلمة- ο λογος - التي تكلم بها إرميا النبي إلى باروخ بن نيريا ) و التى صارت له على اليهود ارميا 44: 1 ( الكلمة- ο λογος - التي صارت إلى إرميا من جهة كل اليهود الساكنين في أرض مصر ) الكلمة التى صارت اليه من الرب ارميا 40: 1 ( الكلمة- ο λογος - التي صارت إلى إرميا من الرب )

      و للتعبير عن الخبر او الامر كما فى يونان 3: 6 ( وبلغ الأمر- ο λογος - ملك نينوى فقام عن كرسيه وخلع رداءه عنه ) و كما فى دنيال 2: 11 ( والأمر - ο λογος -الذي يطلبه الملك عسر )

      و هكذا نرى ان فهم اليهود كان بعيدا تماما عن تجسيد اللوغوس بصورة صريحة او واقعية كجسد سواء فى السبعينية او فى الاسفار العبرية. و لكن اسلوب الشعر العبرى و الذى استخدم للتعبير عن الحكمة (σοφία ) استدعى بعض التشبيهات كما نرى فى الاعداد التالية : سفر الحكمة 1: 1- 11 (احبوا العدل يا قضاة الارض و اعتقدوا في الرب خيرا و التمسوه بقلب سليم* 2 فانما يجده الذين لا يجربونه و يتجلى للذين لا يكفرون به* 3 لان الافكار الزائغة تقصي من الله و اختبار قدرته يثقف الجهال* 4 ان الحكمة لا تلج النفس الساعية بالمكر و لا تحل في الجسد المسترق للخطيئة* 5 لان روح التاديب القدوس يهرب من الغش و يتحول عن الافكار السفيهة و ينهزم اذا حضر الاثم* 6 ان روح الحكمة محب للانسان فلا يبرئ المجدف مما نطق لان الله ناظر لكليتيه و رقيب لقلبه لا يغفل و سامع لفمه* 7 لان روح الرب ملا المسكونة و واسع الكل عنده علم كل كلمة* 8 فلذلك لا يخفى عليه ناطق بسوء و لا ينجو من القضاء المفحم* 9 لكن سيفحص عن افكار المنافق و كل ما سمع من اقواله يبلغ الى الرب فيحكم على اثامه* 10 لان الاذن الغيرى تسمع كل شيء و صياح المتذمرين لا يخفى عليها* 11 فاحترزوا من التذمر الذي لا خير فيه و كفوا السنتكم عن الثلب فان المنطوق به في الخفية لا يذهب سدى و الفم الكاذب يقتل النفس* ) سفر الحكمة 18 : 15- 16 (هجمت كلمتك القديرة من السماء من العروش الملكية على ارض الخراب بمنزلة مبارز عنيف* 16 و سيف صارم يمضي قضاءك المحتوم فوقف و ملا كل مكان قتلا و كان راسه في السماء و قدماه على الارض*)



      يشوع بن سيراخ 1: 1- 17 ( 1 كل حكمة فهي من الرب و لا تزال معه الى الابد* 2 من يحصي رمل البحار و قطار المطر و ايام الدهر و من يمسح سمك السماء و رحب الارض و الغمر* 3 و من يستقصي الحكمة التي هي سابقة كل شيء* 4 قبل كل شيء حيزت الحكمة و منذ الازل فهم الفطنة* 5 ينبوع الحكمة كلمة الله في العلى و مسالكها الوصايا الازلية* 6 لمن انكشف اصل الحكمة و من علم دهاءها* 7 لمن تجلت معرفة الحكمة و من ادرك كثرة خبرتها* 8 واحد هو حكيم عظيم المهابة جالس على عرشه* 9 الرب هو حازها و راها و احصاها* 10 و افاضها على جميع مصنوعاته فهي مع كل ذي جسد على حسب عطيته و قد منحها لمحبيه* 11 مخافة الرب مجد و فخر و سرور و اكليل ابتهاج* 12 مخافة الرب تلذ للقلب و تعطي السرور و الفرح و طول الايام* 13 المتقي للرب يطيب نفسا في اواخره و ينال حظوة يوم موته* 14 محبة الرب هي الحكمة المجيدة* 15 و الذين تتراءى لهم يحبونها عند رؤيتهم لها و تاملهم لعظائمها* 16 راس الحكمة مخافة الله انها تولدت في الرحم مع المؤمنين و جعلت عشها بين الناس مدى الدهر و ستسلم نفسها الى ذريتهم* 17 مخافة الرب هي عبادته عن معرفة* )

      ايوب 28: 12 ( أما الحكمة فمن أين توجد وأين هو مكان الفهم؟ )
      امثال 1: 20 ( الحكمة تنادي في الخارج. في الشوارع تعطي صوتها. )
      امثال 2: 2 (حتى تميل أذنك إلى الحكمة وتعطف قلبك على الفهم )
      امثال 2: 10 (إذا دخلت الحكمة قلبك ولذت المعرفة لنفسك )
      امثال 8: 1 ( ألعل الحكمة لا تنادي والفهم ألا يعطي صوته؟ )
      امثال 8: 12 ( أنا الحكمة أسكن الذكاء وأجد معرفة التدابير. )
      امثال 8: 22 ( الرب قناني أول طريقه من قبل أعماله منذ القدم. )
      امثال 8: 23 ( منذ الأزل مسحت منذ البدء منذ أوائل الأرض )
      امثال 9: 1 ( الحكمة بنت بيتها. نحتت أعمدتها السبعة )


      و هكذا نرى ان كل التعبيرات الحسية التى أخذتها الحكمة فى العهد القديم هى تعبيرات مجازية تطلبها اسلوب الشعر العبرى و لكنها مهدت الطريق للفيلسوف اليهودى الذى يجيد اليونانية و لا يجيد العبرية ان يخلط تشبيهات الكتاب مع الافكار الفلسفية اليونانية و الميثولوجيا العبرية منتجا خليط دينى فلسفى جديد مهد الطريق لكاتب يوحنا لتطوير هذة الافكار .]

      المرحلة الثالثة : مرحلة الدمج و فهم اللوغوس عند فيلون (20 قبل الميلاد الى50 بعد الميلاد )





      يعدُّ فيلون أشهر ممثِّلٍ للفكر (سنة 20 قبل الميلاد الى 50 بعد الميلاد ) وقد عاش فى الإسكندرية ، وكان من رجال اليهود البارزين .. فكان أحد الذين ذهبوا إلى الإمبراطور الرومانى كاليجولا يشكون له سوءَ معاملة الحاكم الرومانى فى مصر لليهود . ولم يكن فيلون على ارتفاع مكانته عند أهل مِلَّته ، يعرف اللغة العبرية ، وإنما كان يقرأ التوراة فى نَصِّها اليونانى المعروف بعنوان : الترجمة السبعينية ، وهى الترجمة التى أنجزها سبعون عالماً يهوديّاً فى الإسكندرية ، بدعوةٍ من بطليموس فيلادلفوس الذى أخذ بنصيحة ديمتريوس الفاليرى و لم يكن فيلون يقرأ نصوصَ دينه فى لغتِها الأصلية ، وهى مسألةٌ تشير إلى ضَعف البنيةِ العامة للثقافة اليهودية آنذاك .بدت فلسفة فيلون كانعكاسٍ وصدى للفلسفة اليونانية التى كانت سائدةً فى عصره ، ولم يكن فيها من اليهودية الأصلية شئ يؤهِّلها لأن تكون فلسفةً يهوديةً حقة .. فكان الأمرُ كما وصفه ول ديورانت فى كتابه: قصة الحضارة ، حين قال : لقد أحسَّ فيلون العالم المتضلِّع فى البحوث العقلية اليونانية ، بالحاجة إلى صياغةٍ للعقائد اليهودية من جديد ، كى توائم عقلية اليونانى ذوى النزعة الفلسفية . وعند هذا الحد -لا أكثر- وقفت جهود فيلون وتحدَّدت مكانته فى التاريخ .

      كل اعمال فيلو تستطيع الحصول عليها من خلال الروابط التالية :





      و تستطيع استخلاص فكر فيلو عن اللوغوس من خلال هذا الرابط : http://www.socinian.org/philo.html

      اللوغوس فى مؤلفات فيلو :

      المذهب المحورى والأكثر تطوراً في كتابات فيلو و الذي يَتمحور حوله كامل نظامه الفلسفيِ، هو مذهبه عن اللوغوس . بتَطوير هذا المذهب دمج مفاهيم فلسفية يونانية بالفكر الدينيِ العبرى و زودت بهذا الفكر المؤسسة المسيحية ، أولا في تطوير أسطورة بولين المسيحية وتكهنات يوحنا، ولاحقاً في مذاهب اللوغوس المسيحية الهيلينية والمذاهبِ المعرفية من القرن الثاني . كل المذاهب الأخرى التى اعتمد عليها فيلو فى تفسيرِه لوجودِ وفعل الاله . كان مصطلح اللوغوس كثير الاستخدام في الثقافة الاغريقيه الرومانية وفي اليهودية أكثر مدارس الفلسفة الإغريقية ، كانت تستخدم هذا المصطلح لتحديد العقلانيه والذكاء وهكذا تنشيط مبدأ الكون هذا المبدأ استنتج من فهم الكونِ كحقيقة حية وبمقارنتها بمخلوق حى .

      استخدمت اللوغوس هنا فقط كشكل مِنْ الخطابِ الخاص بفعل أَو عملَ الله . في ما يسمّى بأدبِ الحكمةِ اليهوديِ نَجِدُ مفهومَ الحكمةِ (hokhmah and sophia) التى يُمْكِنُ إلى حدّ ما ترجمَتها الى فصل الجسد أَو التمييز (الاقنوميه)، لكنه متغاير في أغلب الأحيان بالغباءِ الإنسانيِ. في القافة العبرية كَان يعتبر جزء من اللغة المجازية الشعريه التى تصف الحكمة الالهيه كصفه لله وهي تشير بشكل واضح الى الشخصية الإنسانية ضمن سياق وجود دنيويِ إنسانيِ.

      ان المفهوم الغيبى اليونانى للوغوس يعتبر تناقض صارخِ لمفهومِ الله كشخص يتصف بصفات تشبيهيه طبقا للمعتقد اليهودى.
      فيلو دمج النظامين وحاول تَوضيح الفكرِ اليهودى من خلال الفلسفة الإغريقيةِ بادخال المفهومِ الرواقّيِ للوغوس فى اليهودية . في هذة العملية، تحولت اللوغوس من كيان غيبي إلى إمتدد شبيهي الهى متسام وكينونه شبيهه أو وسيطَ بين الله و الناس .
      كتب Martin McNamara قائلا " بالرغم من مراعاة فيلو للمعنى الحرفى للنصوص فى كتابه 'Questions and Answers كان اهتمامه الاساسى ينصب على التفسير المجازى للكتب المقدسه و توضح عناوين اعماله ان فكرته تتمحور و تنبع من النص المقدس على أية حال قام فيلو بدراساته على اساس كونه فليسوفا ومفسر للكتاب المقدس

      ملخص اللوغوس عند فيلو
      محور دراسة فيلو مبنى على العلاقة بين الله والعالم من خلال مذهبه فى اللوغوس و مذهب فيلو فى اللوغوس يمثل بشكل واضح الاقتوم الثانى في الإله الواحد مثل اقنومية قوة الله المبدعة الحكمة . إنّ الخالق الأعظم الله و ما يليه هو الحكمة أَو كلمة الله (Op. 24) .
      اللوغوس لها العديد من الاسماء كما كان زيوس (LA 1.43,45,46), ولها وظائف متعددة .
      اللوغوس الالهيه لا تمتزج بالأشياءِ المخلوقه والتى قدّر لها الموت .
      إنّ مصطلح لوغوس ظهر مراراً وتكراراً في أعماله و بالرغم من ذلك هذا المصطلح لم يضع له تعريف و لكنه فى في
      Who is Heir of Things Divine?, chapter 42 (§ 206) يجعل اللوغوس تتحدث و تقول عن نفسها: ( اقف بين الله وبينك انا لست غير مخلوقة مثل الله ولا خلقت مثلك، ولكنى فى وسط الطريق بين الطرفين , رهينة فى كلا من الجانبينِ.)
      قال
      فيلون عن اللوغوس أنه أول القوى الصادرة عن الله، وأنه محل الصور، والنموذج الأول لكل الأشياء . وهو القوة الباطنة التي تحيي الاشياء وتربط بينها وهو يتدخل في تكوين العالم لكنه ليس خالقاً . وهو الوسيط بين الله والناس وهو الذي يرشد بني الإنسان ويمكنهم من الارتفاع إلى رؤية الله . ولكن دوره هو دائماً دور الوسيط . ويقينه بأنه " إلهي " θέος .
      و رغم اننا نلاحظ انه ترجم العدد تكوين 1: 27 (فخلق الله الانسان على صورته. على صورة الله خلقه ) كالتالى ( جعل رجالا قبالة صورة الله ) و صورة الله الموجودة هذة التى هى مثال لكل الاشياء الاخرى تمثل فكرة الطراز البدائى لافلاطون و هكذا اصبحت اللوغوس نوع من الظل القاه الله الا ان فكرة هل اعتبر فيلو اللوغوس حقيقية كذات متميزة لها وجود حقيقى او اعتبرها فكرة تجريديه (غير واقعيه) ليس اكثر من ذلك فهى فكرة تحتاج الى نقاش .
      التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 25 يول, 2021, 09:30 م.

      تعليق

      • E/hossam_abdo
        1- عضو جديد
        • 13 أغس, 2007
        • 68

        #4
        تأثير فيلون على كاتب انجيل يوحنا



        تقول الدكتور أميرة حلمى مطر :
        لقد أثرت نظرية فيلون فى العقيدة المسيحية وظهرت آثارها فى إنجيل يوحنا ، وهو الإنجيل الرابع الذى يُرجح أن يكون قد كُتب فى القرن الثانى الميلادى وتأثر كاتبه بفيلون .

        ايضا الدكتور على سامي النشار ( في كتابه : هيراقليطس فيلسوف التغير ) يقول :
        ( ظهر الأثر الهيراقليطي واضحا في فلسفة فيلون فيلسوف اليهودية الكبير ، فقد اخذ بفكرة اللوغوس كما وضعها هيراقليطس . وقد أثر فيلون فى القديس يوحنا الإنجيلي أثرا كبيرا .... )

        و الى هنا يكون الطريق ممهدا لكاتب يوحنا ان يتناول اللوغوس الذى تناوله الفلاسفة قبله و الذى مهد له الصهر الذى قام به فيلو و الذى هو موضوع بحثنا .

        اما تأثير هذة الفلسفة اليونانية على اباء الكنيسة و تناولهم للوغوس فسوف نختار مثال واحد حتى لا نطيل اكثر مما اطلنا و سوف نختار مثال لفيلسوف حديث نوعا ما لان تأثير الفلاسفة القدام قد تم ابرازه بالفعل فى السطور السابقة


        أفلوطين plotinus (204م – 269م)



        تأثير الفلسفة اليونانية و أفلوطين على أَوغسطينوس :

        البروفسير ميشال فتّال (وهو الأستاذ في جامعة غرونوبل الفرنسيّة، وعضو "الجمعيّة الأفلاطونيّة الدَوليّة") تناول فى كتابه دراستين تناول فيهما الفيلسوف اليونانيّ أفلوطين Plotinus الذي ولد في مصر وأقام في الإسكندريّة (205 ـ 270)وتوفي في روما عام 270 بعد الميلاد، عن عمر ناهز الستة والستين .

        تحمل الدراسة الأولى العنوان الآتي: "أفلوطين عند أَوغسطينوس"، وفيها كلامٌ على ما يجمع بين القدّيس أَوغسطينوس (354 ـ 430) وأفلوطين وما يفصل بينهما (من صفحة 11 إلى 121). أمّا الدراسة الثانية، فقد انعقدت على "أفلوطين بمواجهة أهل العرفان" أو على "أفلوطين بمواجهة النَزْعتَين القائمتَين عند أهل العرفان والمضادّتَين للهلّينيّة وللأفلاطونيّة"، وفيها بحثٌ في الخلاف الفلسفيّ والكوزمولوجيّ الذي يباعد بين أفلوطين وأهل العرفان (من صفحة 123 إلى 142).

        عرف أَوغسطينوس أفلوطين من خلال "مواعظ" القدّيس أمبروسيوس (340 ـ 397) و"كُتُب الأفلاطونيّين". وبعد أن قرأ "التساعيّات" عند أفلوطين، أَدرَكَ ما يجمعه به وما يفصله عنه. فقد انشغل بالمواضيع عينها التي تناولها أفلوطين، إلاّ أنّه اختبرها وحوّلها في ضوء ما حدسه بنفسه بعد إطّلاعه على "رسائل" القدّيس بولس، ووقوفه على مسألة الـ"لوغُس" عند القدّيس يوحنّا الإنجيليّ.

        وعليه، بدا للمؤلِّف أنّ "الاهتداء" أو "الانعطاف"(conversio) عند أَوغسطينوس (من صفحة 19 إلى 43) يختلف عن "العَود" (?pistroph?) عند أفلوطين: إنّ المقصود في الحالتين هو عودة الكائن إلى مصدره. لكنّ "العَود" الأفلوطينيّ هو عودة المخلوق إلى خالقه، بسعي من المخلوق عينه، فيما "الاهتداء" الأَوغسطينيّ هو عودة الإنسان إلى "العهد" المعقود بين الله والبشر، وهي العودة التي تتمّ بدفعٍ من اللطف الإلهيّ. الواضح، بحسب المؤلِّف، أنّ أَوغسطينوس يتمثّل العودة إلى حضن الله من طريق محبّة الله اللامتناهية، والجود الإلهيّ الذي لا يحدّه حدّ. وقد زاد أَوغسطينوس على ذلك مفاهيم مسيحيّة من مثل الخطيئة والتوبة، والحاجة العقلانيّة إلى الإيمان (صفحة 41 و42).

        وعن "الصدمة" (ictus) التي يشعر بها الكائن ذاته حين يختبر الله، فإنّ أَوغسطينوس يصفها بـ"النار" التي تهبّ فيه فتدفعه إلى الفراغ إلى ذاته لمعاينة النور الدائم (صفحة 47)، نور الله الثالوث والمتجسّد، فيما يلازم هذا النور، عند أفلوطين، النفس البشريّة. وفي الاختبار الثاني، يقول أَوغسطينوس إنّ هذه الصدمة هي بمثابة "الزلزال" (ictus) الذي يتيح له أن يرى ما لا يُرى في الله من خلال الخليقة (صفحة 50)، فيما تتماثل النفس العاقلة، عند أفلوطين، بالعقل الأقنوم (no?s). أمّا الاختبار الثالث الذي عاشه أَوغسطينوس ووالدته القدّيسة مونيكا، ففيه يتوقان إلى الله الذي يبلغانه مباشرةً باندفاعٍ نقيّ من القلب (صفحة 61). وعلى الرغم من ذلك، يبدو العجز عن إنعام النظر في الله وفي نوره البهيّ الباهر مخيّبًا للآمال. وعند أفلوطين، يباغتُ الوجودُ (الجمال) أو الواحدُ (الخير) النفس البشريّة حين يقوم فيها ويقوّمها بحيث يصيران واحداً (صفحة 68).

        وفي الصفحتين 74 و75، يستعرض المؤلِّف ما يبدو له من فوارق في ما يتعلّق بـ"المِثال" الأفلوطينيّ (أو الواحد من حيث كان لاوجوداً) والإله الشخصانيّ الأَوغسطينيّ. فعند أفلوطين، إنّما "العقل الكلّيّ" هو الله (theos) الذي ولَّدَ الكون بحيث اتّصل الوالدُ بالمولود. أمّا بالنسبة إلى أَوغسطينوس، فالله خلق الكون من لا شيء(ex nihilo) بحيث انفصل الخالق عن الخليقة (صفحة 77 و78 و79). فالولادة (genn?sis) تمّت، عند أَوغسطينوس، بين الله الآب والله الابن. وهو ما يقابل التمييز الذي أقامه اللاهوتيّون العرب المسيحيّون في القرون الوسطى بين الـ"مفعول" (أي الكون من حيث كان مختلفاً بالطبع عن العلّة الأولى، العلّة الفاعلة) والـ"المعلول" (أي الابن والروح من حيث كانا وليدَي العلّة الأولى ومتساويَين لها في الجوهر).

        ويُثبت المؤلِّف ما استنتجه أَوغسطينوس بخصوص الـ"لوغُس" logos عند يوحنّا الإنجيليّ (من حيث كان أقنوماً ولَّده الله) والـ"نوس" no?sعند أفلوطين (من حيث كان أقنومًا ولَّده الواحد)، علماً أنّ الواحد الأفلوطينيّ مختلف عن الـ"نوس" وأسمى منه، فيما الـ"لوغُس" عند يوحنّا وأَوغسطينوس مساوٍ لله الآب في الجوهر (صفحة 84 و85 ). وبعد أن يرى الأستاذ فتّال أنّ الثالوث الذي صاغه فورفوريوس وهو تلميذ أفلوطين وجامع تعاليمه وشارحها)، والمكوَّن من "الوجود" و"الحياة" و"العقل" يختلف عن الثالوث عند أفلوطين والمكوَّن من "الواحد" و"العقل" و"النفس"، يسأل: هل يكون هذان الثالوثان مقابلَين للثالوث الذي كان فيثاغوراس قد صاغه والمكوَّن من "المبدإ" arkh? و"الوسط" meson و"الغاية" teleut? (صفحة 99 و100 و101)؟

        أمّا بخصوص الثالوث المسيحيّ، فإنّ المؤلِّف يرى أنّ أَوغسطينوس اعتبرَ المبدأ الأوحد أو الجوهر الإلهيّ في ثلاثة أقانيم متساوية، علماً أنّ هذا الجوهر أكبر من أن يُعَبَّر عنه بلسان البشر، مَثَله كمَثَل الواحد عند أفلوطين (صفحة 106 و107). وينقل المؤلِّف عن أَوغسطينوس قوله إنّه ينظر إلى الله منعكساً في مرآة، كما لو كان ينظر إلى "لغز"، على ما ذهب إليه القدّيس بولس في رسالته الأولى إلى الكورنتيّين (12: 13).

        اللوغوس عند آريوس


        ظل الخلاف الفلسفى و تأجج فى الكنيسة و وصل مبلغة عندما نادى اريوس أن الكلمة كائن متوسط يعبر الهوة التى لا تعبر بين ايلوهيم والعالم .. خلق ايلوهيم الكلمة ليخلق به العالم والمادة

        و قال آريوس عن المسيح " أنه خالق ومخلوق .. خالق الكون , ومخلوق من الإله "

        و كان بأنّ الكلمة ليس بإله،بل بما أنه "مولود" من الله الآب فهو لا يُشاركه طبيعتهِ، بل تقوم بينهما علاقة "تبنّي"، فالكلمة إذاً ليس بأزليّ بل هو مجرد خليقة ثانويّة أو خاضعة.

        و بما ان هذا يخالف عقيدة الكنيسة التى هى
        " أن المسيح مولــــــــود .. غير مخلـــــــــــوق , وهو كان بأقنومه الأزلى قبل أن يولد من العذراء مريم بل قبل الدهور ,, ومنذ الأزل , وهو من ذات جــــوهر الآب , ومن طبعه , وأنه لم تمر لحظة من الزمان من الزمن كان الآب موجودا من دون اللوغوس ( الكلمة) , وهو المسيح قبــــل التجـســــــد "

        فقد اشتعل الخلاف و رغم حرمان اريوس و انصارة فى المجمع المسكونى النيقاوى عام 325 م و من ثم تم نفيه و مع ذلك استمرت دعوة اريوس فى الانتشار .

        و يقول العلامة اللاهوتى الأنبا غريغوريوس عن فكر اريوس " تعليم آريوس نادى بإمكانية التغيير الأخلاقى عند المسيح , وأنه لهذا كان الكلمة قابل للنمو أو التطور الخلقى , وأنه عندما كان يفعل الخير كان يصنعة بإرادة حرة كان يمكنها أيضاً أن تختار فعل الشر , وعلى ذلك يكون الخلاص الذى صنعة المسيح عملاً قام به كائن محدود , أقام ذاته مخلصاً بفعل إرادته الحرة , ومن ثم فلا تكون كفارته خلاصاً للجنس البشرى كله إلا من قبيل إظهار أمكانية كسب الخلاص , وليست هناك نفس بشرية واحدة يمكن أن تكون بريئة كل البراءة من وصمة الضعف البشرى .

        ويقول أيضاً : " لقد علم آريوس بأنه كان فى المسيح امكانية لأختيار الخير أو الشر , وحرية الأختيار تقوم فى العقل أو الروح أو النفس الأنسانية الناطقة العاقلة , النفس الأنسانية الناطقة العاقلة هى العنصر الهام المسيطر على الطبيعة البشرية المفروض فيها بالضرورة القدرة على عمل الشر وبفضلها يكون النمو فى الخير أو الشر ممكناً وزيادة على ذلك فإن هذه النفس هى التى بها يتميز شخص عن غيره , فهى مقر أو مركز قوة تقرير المصير وهى القوة التى تتميز بها الشخصية الحقيقية لكل أنسان والتى تتكون بها شخصيته المستقلة عن كل أنسان آخر .

        و تتهم الكنيسة اريوس انه تأثر بفكر الفلاسفة و دعونى انقل لحضراتكم هذة الكلمات من موقع معروف بالعداء للاسلام فى هذا الصدد :
        وإيلوهيم الإله الحقيقى فى نظر فيلون عال عن المادة ولا يمكن أن يتصل بها مياشرة من غير وسيط .. هذا الوسيط هو المسيح الكلمة .

        ولم يكن فيلون هو فقط الذى تأثر به آريوس ولكنه تأثر أيضاً بـ أفلوطين فى نظريته فى النوس Nous ومركز الكلمة المتوسط بين الإله أو " الواحد" وبين العالم .

        وفى الحقيقة أن آريوس لم يأتى بفكراً جديداً ولكن أستهوته الفكر الفلسفى اليهودى الأصل الناتج من فكر فيلون اليهودى عن اللوغس , والفكر الوثنى القادم من أفلوطين فى "النوس" ومزج هاتين النظريتين وألبسهما لباساً مسيحياً بإستغلال آيات من الإنجيل لتأييد فكره بنصوص من الكتاب المقدس وأعتقد أنه ساندت رأيه وكان تعليق البابا أثناسيوس عن آراء آريوس " أنها آراء وثنية "

        و هكذا نجد ان رائحة هذة الفلسفات تفوح من جوانب الفكر الكنسى سواء هذا الذى يوصف انه فكر كنسى سليم ( ارثوزوكسى ) او هذا الذى يتهمونه بالهرطقة الكنسية


        البابا بيندكت السادس


        قال البابا بندكت السادس فى احد خطاباته الاتى :

        "لقد اقتبس يوحنا Jean الآية الأولى من سفر التكوين -وهي أول آية في التوراة كلها- فاستهل بها مقدمة إنجيله فقال: "في البدء كانت الكلمة ("اللوغوس ( logos إنه بالضبطاللفظ الذي استعمله الإمبراطور: "الله يفعل باللوغوس. واللوغوس يعني: العقل، كمايعني في ذات الوقت الكلمة، أي أنه خالق وقادر على التعبير والتواصل، وبالتحديد هويفعل ذاك بوصفه عقلاً". ويضيف البابا: "هكذا قدم يوحنا القول الفصل المعبر عنالمفهوم الإنجيلي لـ"الله"، القول الذي تجد فيه جميع معارج العقيدة الإنجيلية،المتشعبة الشاقة في معظم الحالات، التركيب الذي يجمعها. في البدء كان اللوغوس،واللوغوس هو الله. ذلك: ما قاله (يوحنا) الإنجيلي".

        و قال ايضا :

        "على أن اللقاء بين الرسالة الإنجيلية والعقل اليوناني لم يحصل بمجرد المصادفة. إن رؤيا القديس بولس الذي انسدت دونه طرق آسيا، والذي رأى في المنام رجلا من مقدونية يناديه: "تعال ساعدنا" (أعمال الرسل 16: 6- 10)، إن هذه الرؤيا يمكن تأويلها كتكثيف للقاء الداخلي الضروري بين العقيدة الإنجيلية والبحث (العقلي) اليوناني"

        و قال ايضا :

        "والواقع أن هذا اللقاء قد بدأ قبل وقت طويل. إن اسم "لله" المليء بالأسرار الذي كشفت عنه شجرة "العليقة المحترقة"، والذي به يتميز هذا الإله عن جميع الآلهة الأخرى المتعددة أسماؤها والذي صرح بكل بساطة قائلا "أنا هو"، يشكل تحديا لمفهوم الأسطورة، ويحمل بين طياته مماثلة داخلية مع محاولات سقراط تجاوز الأسطورة والتغلب عليها".

        و قال ايضا :

        "وهكذا فعلى الرغم من الصراع المرير مع الحكام اليونانيين الذين كانوا يريدون الحصول بالقوة على انخراط الناس في نمط الحياة اليونانية وفي العبادة الوثنية الإغريقية، فإن العقيدة الإنجيلية، في المرحلة الإغريقية قد التقت مع ما كان يمثل الأفضل في الفكر الإغريقي على مستوى عميق جدا، فنتج عنه تعايش سلمي ومتبادل، تجلى بوضوح في أدب الحكمة الذي ظهر بعد".

        و اعتقد انه بعد ما وضحنا و ما سوف نوضح قد اصبح جلى للقارىء الفكر الظنى لهذة العقيدة و التى بدئت من فلاسفة الاغريق و انتهت بخطاب البابا بيندكت السادس التى تفوح منه رائحة الفلسفة اليونانية بصورة قد تكون فجه احيانا و قد تكون تجميل للقائد التى سبق حياكتها من نصوص سبق نسجها على اساس الحاجة الى عقائد سابقة التجهيز .



        و هكذا يكون لا وجود للكلمة فى نص يوحنا 1: 1 و ما يتبعه من اعداد و لا مصداقية لتجسد اللوغوس الذى مهد له الفيلسوف فيلو و تجسيد اللوغوس هو فكرة فلسفية جاءت نتيجة تطور مفهوم اللوغوس عبر ازمان طويله و نستطيع ان ندرك المشكله عندما نعلم ان الانسان دائما ابدأ يحاول ان يلمس الهه و ان يدركه بحواسه و العقائد تتطور بمدى ادراك معتنقيها لسمو هذة العقائد فوق الحواس ففى العقائد البدائية لا يرضى الشخص إلا بلمس و رؤية بل احيانا و تزوق الهه يتطور الحال الى الحلول فى شىء من المادة الموجوده فى الحياة مثل بقرة او شجرة او اب و هو ما يسمى بالطوطمية ثم يتطور الحال الى حلول او ظهور الاله فى مادة و لكنها تخصه و هذا هو الحال فى حالة تجسيد اللوغوس فى الجسد و هنا نلاحظ ان الاب ليس هو الذى تجسد بل اللوغوس و هنا نجد خلط الفلسفة بالدين واضح الاثر حتى بعد مرور الازمان اما قمة التطور الانسانى فهى توحيد الله و تنزيهه سبحانه و تعالى عن كل ما يعترى المادة لانه خالق المادة و لا يجرى عليه زمن فهو خالق الزمن و لا يجرى عليه المكان فهو خالق المكان هو الله ليس كمثله شىء كل ما مر فى خاطرك عنه فهو هالك كل تصور هو رد على صاحبه هو الكامل الذى لا يعتريه نقص هو الله و كفى و هو حسبنا و نعم الوكيل .

        فتعالو الى كلمة سواء الا نعبد الا الله كما قال عز و جل :
        {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ }


        و اخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين




        هذا البحث ملك لكل انسان مسلم و غير مسلم و يستطيع نقل جزء او كل البحث بدون الاشاره لمنتدى او شخص و كل ما نطلبه منكم الدعاء بظهر الغيب


        الشيخ عرب
        التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 25 يول, 2021, 09:17 م.

        تعليق

        • صفي الدين
          مشرف المنتدى

          • 29 سبت, 2006
          • 2596
          • قانُوني
          • مُسْلِم حُرٍ لله

          #5
          السلام عليكم
          بَحث و لا أروع
          بارك الله فيك و جزاك كُل خير
          التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 10 نوف, 2020, 06:09 م.
          مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ. كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ

          تعليق

          • مهاد على
            1- عضو جديد
            • 11 أبر, 2008
            • 83

            #6
            ماشاء الله بارك الله فيك اخى الكريم
            التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 10 نوف, 2020, 06:09 م.

            تعليق

            • حارس العقيده
              0- عضو حديث
              • 17 أبر, 2008
              • 14

              #7
              السلام عليكم
              بحث أكثر من رائع خصوصا إذا علمنا أن بولس مان من تلاميذ الفلسفه اليونانيه و لابد ان يكون تعرض لمبدأ اللوجوس في قرائته او دراسته .صراحه نريد بحوث أكثر في علوم ما قبل المسيحيه و ثقافه الشعوب قبل و بعد دخول المسيحيه شكرا علي البحث الرائع
              التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 10 نوف, 2020, 06:09 م.
              يقول الله تعالي
              بالحق أنزلناه و بالحق نزل
              و يقول
              بل نقذف بالحق علي الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق

              تعليق

              • شريف السيد
                1- عضو جديد
                • 4 ماي, 2008
                • 59
                • مهندس مساحة
                • مسلم موحد بالله

                #8
                السلام عليكم ورحمة الله
                بارك الله فيك
                التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 10 نوف, 2020, 06:08 م.

                تعليق

                مواضيع ذات صلة

                تقليص

                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ أسبوع واحد
                ردود 0
                11 مشاهدات
                0 ردود الفعل
                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                بواسطة *اسلامي عزي*
                ابتدأ بواسطة Mohamed Karm, منذ 2 أسابيع
                رد 1
                51 مشاهدات
                0 ردود الفعل
                آخر مشاركة Mohamed Karm
                بواسطة Mohamed Karm
                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 21 سبت, 2024, 12:45 ص
                ردود 2
                35 مشاهدات
                0 ردود الفعل
                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                بواسطة *اسلامي عزي*
                ابتدأ بواسطة fares_273, 14 يول, 2024, 06:53 م
                ردود 0
                107 مشاهدات
                0 ردود الفعل
                آخر مشاركة fares_273
                بواسطة fares_273
                ابتدأ بواسطة fares_273, 14 يول, 2024, 06:52 م
                ردود 0
                64 مشاهدات
                0 ردود الفعل
                آخر مشاركة fares_273
                بواسطة fares_273
                يعمل...