الوحي ومصدرية القرآن الكريم ج3 - المحاضرة الرابعة في علوم القرآن

تقليص

عن الكاتب

تقليص

د.أمير عبدالله مسلم اكتشف المزيد حول د.أمير عبدالله
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 2 (0 أعضاء و 2 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د.أمير عبدالله
    حارس مؤسِّس

    • 10 يون, 2006
    • 11252
    • طبيب
    • مسلم

    الوحي ومصدرية القرآن الكريم ج3 - المحاضرة الرابعة في علوم القرآن


    الثاني عشر: اللجوء الى التزوير بعد اليأس:

    عرفنا فيما سبق كيف تكون المحاولات مستميته في الطعن في مصدرية الوحي، وحين لا يجد الحيارى الدليل على كذب الوحي، وكل ما يفعلونه ينقلب عليهم، فماذا يفعلون؟، يلجأون الى التزوير بعد اليأس، تزوير الحقائق، إما بمغالطات فكرية، او ارساليات ظاهرها علمية، او بطعن مباشر مجرد، او تلفيقات مادية: يختلقون لها ادلة كاذبة مفضوحة.

    1) نفيهم لأمية النبي محمد صلى الله عليه وسلم
    2) اتهامه بالصرع
    3) والتزوير في المستندات.

    فمن محاولاتهم:

    نفي أمية النبي صلى الله عليه وسلم وبلا دليل، فبعد أن عجزوا عن اثبات تلقي الوحي عن غيره، لجأوا إلى اعتبار انه كان يقرأ ويكتب، إذن فهو نقل القرآن من الكتب، وهو فيلسوف مطلع على عقائد اهل الكتاب كاليهودية والنصرانية وفرقها، ومطلع على تراث الامم وحضارات اليونان والفرس والعرب. وأميته صلى الله عليه وسلم من أكبر الأدلة على صدقه، لذا حاولوا إنكارها بشتى السبل، وراموا نفيها بكل الحيل، لذلك أخذوا يتأوَّلون الآيات الصريحة التي تدل على أميته، وينكرون السنة الصحيحة التي تثبت هذه الأمية، وتبعهم بعض العاطفيين من المسلمين، وإن كان عن حسن نيةٍ إلا أنه يتم عن تخبط في المنهج وجهل بالأصول، فاذا قال المستشرق هذه صفة نقص، هرولوا يثبتون انه غير امي لكي يثبتون انه كامل. هؤلاء المستشرقون استثمروا قرونا كاملة لمعرفة سر قوة المسلمين ومواطن القوة في وحي النبي، ودرسوها ووضعوا الآليات في كيفية التشكيك فيها وإن لزم الامر تفريغ المسلمين منها وحثهم على النفور وكراهتها، تمسك باسلحة عزتك يُعزك الله، لا تخجل من اي شيء في دينك فأنت منصور حتما ويقينا رغم انفك.

    الادلة على أميته:
    1- ومنذ 1400 عام يرد الله على مستشرقيهم، فيقول تعالى "الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ" وقد عرفنا ان هذه من ادلة النبوة وموجودة في كتبهم,

    2- وكذلك قوله تعالى: " وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الْكَافِرُونَ (47) وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48) بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ (49)"

    3- وَقوله تعالى: "هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ"

    4- فِي الْحَدِيثِ: إنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لَا نَكْتُب وَلَا نَحْسُب

    5- وفي الحديث عن اول الوحي وهو في غار حراء: "فقال: اقرأ، قال: ما أنا بقارئ، فقال لي اقرأ، قال: قلت ما أنا بقارئ، قال: فأخذني فغطَّني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال: اقرأ باسم ربك الذي خلق" فالحديث يظهر بما لا يدع مجالًا للشك أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان لا يقرأ ولا يكتب، بدليل قوله لجبريل: ما أنا بقارئ؛ أي: لا أعرف القراءة ولا أجيدها، فكيف أقرأ؟ ولو كان النبي صلى الله عليه وسلم قارئًا، لقال لجبريل: ماذا أقرأ؟"

    6- أجمع علماء اللغة العربية ان الأمي هو من لا يعرف الكتابة.

    7- واجمع المفسرون على ان الأمي هو من لا يعرف القراءة والكتابة.

    8- فلو كان محمد صلى الله عليه وسلم يقرأ ويكتب لاشتَهر بين الناس بذلك، ولعرَفوا أنه قارئ وكاتب، وخاصة في أمة أمية مثل العرب؛ حيث كان من يقرأ ويكتب فيها رجالًا قلائلَ جدًّا، ففي مثل هذه البيئة الأمية يكون القارئ والكاتب فيها معروفًا لدى الكافة، مشهورًا عند العامة، وخاصة إذا كان يعمل بالتجارة مثل النبي صلى الله عليه وسلم الذي عمل في تجارة خديجة ردحًا من الزمن

    9- الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن البراء بن عازب عن صلح الحديبة؛ حيث قال: "إنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَعْتَمِرَ أَرْسَلَ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ يَسْتَأْذِنُهُمْ لِيَدْخُلَ مَكَّةَ، فَاشْتَرَطُوا عَلَيْهِ أَنْ لاَ يُقِيمَ بِهَا إِلَّا ثَلاَثَ لَيَالٍ، وَلاَ يَدْخُلَهَا إِلَّا بِجُلُبَّانِ السِّلاَحِ، وَلاَ يَدْعُوَ مِنْهُمْ أَحَدًا، قَالَ: فَأَخَذَ يَكْتُبُ الشَّرْطَ بَيْنهُمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَكَتَبَ هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، فَقَالُوا: لَوْ عَلِمْنَا أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ لَمْ نَمْنَعْكَ وَلَبَايَعْنَاكَ، وَلكِنِ اكْتُبْ هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، فَقَالَ: «أَنَا وَاللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَنَا وَاللَّهِ رَسُولُ اللَّهِ»، قَالَ: وَكَانَ لاَ يَكْتُبُ، قَالَ: فَقَالَ لِعَلِيٍّ: «امْحَ رَسُولَ اللَّهِ» فَقَالَ عَلِيٌّ: وَاللَّهِ لاَ أَمْحَاهُ أَبَدًا، قَالَ: «فَأَرِنِيهِ»، قَالَ: فَأَرَاهُ إِيَّاهُ فَمَحَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ

    10- لَمَّا نَزَلَتْ: ﴿ لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [النساء: 95]، دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْدًا، فَجَاءَ بِكَتِفٍ فَكَتَبَهَا، وكان اولى ان يكتبها بنفسه، بدلا من تكرار الايات عند مزول الوحي وان يحرك بها لسانه حتى لا ينساها، وبدلا من ان ينادي غيره يكتبها.


    ومن دعاواهم كذلك: دعوى صرع النبي محمدٍ صلى الله عليه وسلم،

    وجوه إبطال الشبهة:

    1) تنتهي الشبهة دائما عند المطالبة بالدليل، حتى تتعرف على مغالطاته في الاستدلال.
    2) دحض الشبهة وابراز المغالطات بما صح من الروايات، والتي تبين تناقض حاله في الوحي مع حالة المصروع علميا:
    وكانت تحصل مع النبي صلى الله عليه وسلم بنزول الوحي عليه أحوال ، يراها ويسمعها ويشعر بها من حوله من أصحابه رضي الله عنهم
    .
    1- المصروع يسقط ويفقد الوعي ونبيكم كان يغط ساعة ويتربد عند الوحي: وينسف ما تقول بطلان استدلالك، فيتربد الوجه أي يتغير لونه من الغطِّ، والغط يعني العصر: فلا يوجد قد اي فقدان وعي او نوم او غير ذلك مما يصيب المصروع. فجاء في الحديث عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ : " كَانَ نبي اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ الوحي كُرِبَ لِذَلِكَ وَتَرَبَّدَ وَجْهُهُ - تغير لونه كلون الغبرة مع الحمرة- " . والغط اي العصر كما جاء في الحديث في صحيح البخاري، عن بدء الوحي حيث قال: " فأخذني ـ جبريل ـ فغطني، أي ضمني وعصرني: حتى بلغ مني الجهد ". وأما ما ينسف هذا نسفا ويبين سقوط الشبهة بالكلية هو في نفس الرواية التي استشهدت بها حين وصفه الصحابي الجليل يعلى بن أمية بقوله " فَإِذَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مُحْمَرُّ الْوَجْهِ يَغِطُّ سَاعَةً ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ فَقَالَ ( أَيْنَ الَّذِي سَأَلَنِي عَنْ الْعُمْرَةِ آنِفًا ) ، فكيف لمن يُصرع صرعا كاملا Complex أن يتذكر الاحداث ثم يحكي فيها بابلغ ما يكون ويحكم؟. بل كيف يعي ما يوحى إليه، دون لبس ولا خفاء، ومن غير شك ولا ارتياب، فيجد ما أوحي به إليه حاضراً في ذاكرته، كأنما كتب في قلبه. ففي اي لغة في لغات الدنيا يُسمى هذا صرعا؟.

    2- قد لا يكون صرع كامل ويكون صرع جزئي، فالمصروع قد يسمع اصواتا ونبيكم كان يسمع اصواتا: وينسفه أنه حتى الحاضرون ربما سمعوا صوتًا عند وجه الرسول كأنه دوي النحل، لكنهم لا يفقهون كلاماً، فجاء في الحديث عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أنزل عليه الوحي سُمع عند وجهه كدوي النحل" ، فباعتبار سمع الصحابة له، وأما هو في مقامه صلى الله عليه وسلم فيسمعه كصلصلة الجرس، فإما انهم جميعا يُصرعون في نفس الوقت وهذا غير معقول فيكون أمرا خارقا للعلم والعادة، وإما ان يكون هو من يُصدر هذا الصوت مدعيا الوحي، وفي كلا الحالين لن يكون هناك صرع، ويكون القضية حول اثبات صدقه او كذبه.

    3- من المحتمل انه كان يُصدر ذلك ويتعمده، ليظهر انه يوحى اليه فقد كان كذلك يضغط بجسده على فخذ الصحابي : حسنا، إذن هذا ينسف الصرع، ومرة اخرى ينسف هذه الدعوى كذلك أنه كان يثقل وزنه صلى الله عليه وسلم جدّاً فيظهر اثر ذلك على دابته، حتى إن البعير الذي يكون عليه يكاد يبرك إن جاءه الوحي وهو عليها، فهل يُثقل وزنه على البعير كذلك، فلا يستطيع حمله؟، ويتحكم في الحيوان فيضرب بجراءه؟وقد جاء في الحديث عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ : " إِنْ كَانَ لَيُوحَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ -ناقته- فَتَضْرِبُ بِجِرَانِهَا - أي باطن عنقها-" . بل وحتى خشي زيد بن ثابت على فخذه أن ترضَّ والنبي يوحى اليه، وقد كانت فخذه رضي الله عنه تحت فخذ النبي صلى الله عليه وسلم فجاء في الحديث عن زيد بْنَ ثابتٍ قال : " ... فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفَخِذُهُ عَلَى فَخِذِي فَثَقُلَتْ عَلَيَّ حَتَّى خِفْتُ أَنَّ تَرُضَّ فَخِذِي " . رواه البخاري. بل كيف يدعي ذلك وقد كان جبينه وجبهته الشريفة تفيض بالعَرَق: حتى في اليوم الشديد البرد . وهذه فسيولوجية، فهل تحكم في فسيولوجيته ليدّعي كذبا على الله؟ فيعينه الله بمعجزة كهذه وهو يكذب؟، قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : " وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْوَحْيُ فِي الْيَوْمِ الشَّدِيدِ الْبَرْدِ فَيَفْصِمُ عَنْهُ-اي ينقطع- وَإِنَّ جَبِينَهُ لَيَتَفَصَّدُ - اي يسيل- عَرَقًا " . رواه البخاري، وعنها كذلك: " حَتَّى إِنَّهُ لَيَتَحَدَّرُ مِنْهُ مِثْلُ الْجُمَانِ -كاللؤلؤ- مِنَ الْعَرَقِ فِى الْيَوْمِ الشَّاتِ مِنْ ثِقَلِ الْقَوْلِ الذي أُنْزِلَ عَلَيْهِ . رواه مسلم. وهذا فيه دلالة على كثرة معاناة التعب والكرب عند نزول الوحي لما فيه من مخالفة العادة وهو كثرة العرق في شدة البرد ، فإنه يشعر بوجود أمر طارئ زائد على الطباع البشرية، من ثقل ما يُلقيه عليه الملاك من القول. وكذلك يمكن سوق ادلة صدق النبوة لان القضية الان خرجت عن كونها صرع الى كوتنها اتهام في الصدق.

    4- بل وينسف كل أنواع الصرع، أنه صلى الله عليه وسلم كان لديه التحكم الكامل 1) فينكس رأسه ، ويغطيه بثوب: فعن عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ : " كَانَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ الْوَحْىُ نَكَسَ رَأْسَهُ وَنَكَسَ أَصْحَابُهُ رُءُوسَهُمْ فَلَمَّا أُتْلِىَ عَنْهُ - أي ارتفع عنه الوحى- رَفَعَ رَأْسَهُ ) . رواه مسلم . وعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : " ... وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ اشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ وَعَرَفْنَا ذَلِكَ فِيهِ فَتَنَحَّى مُنْتَبِذًا خَلْفَنَا قَالَ فَجَعَلَ يُغَطِّي رَأْسَهُ بِثَوْبِهِ وَيَشْتَدُّ ذَلِكَ عَلَيْهِ حَتَّى عَرَفْنَا أَنَّهُ قَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ فَأَتَانَا فَأَخْبَرَنَا أَنَّهُ قَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ ( إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا ) . رواه أحمد ( 7 / 426 ، 427 )، وهو مع ذلك يتنبأ بالنصر لاصحابه وينتصرون. بل ومن دلائل تحكمه الكامل أنه 2) كان يحرك لسانه قراءة بالوحي والتعجل به: كان صلى الله عليه وسلم يحرِّك لسانه بسرعة وشدة ليحفظ عن جبريل حتى نهاه الله عن ذلك وطمأنه أنه سيجمع القرآن له في صدره . عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : ( لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ ) قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَالِجُ مِنْ التَّنْزِيلِ شِدَّةً ، وَكَانَ مِمَّا يُحَرِّكُ بِهِ شَفَتَيْهِ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى : ( لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُقَالَ : جَمْعُهُ لَه فِي صَدْرِكَ وَتَقْرَأَهُ ( فَإِذَا قَرَأْنَاهُ -أي إذا فرغ جبريل من قراءته- فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ) قَالَ : فَاسْتَمِعْ لَهُ وَأَنْصِتْ (ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا أَنْ تَقْرَأَهُ ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ إِذَا أَتَاهُ جِبْرِيلُ اسْتَمَعَ ، فَإِذَا انْطَلَقَ جِبْرِيلُ قَرَأَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا قَرَأَهُ. رواه البخاري ( 5 ) ومسلم ( 448 ) .

    يتضح من هذه الأنواع أن الوحي حَدَثٌ مفاجئ يطرأ على النبي صلى الله عليه وسلم دون أن يتوقعه أو يتطلع إليه، وانه مع ذلك واعٍ به متحكم فيه شاعر به، فيحرك به لسانه ثم يمنع ان يحركه فلا يحركه، ويغطي بيديه وجهه بثوبه، فهو في تحكم كامل، لا فيه نوم او سقوط، و لم يثبت قط أنه كان يحنق عند فمه ، ولا أنه يتمدد على الأرض عندما يأتيه الوحي ، ولا أنه كان يعض على شفتيه ، ولا أنه يغلق عينيه، فكلها دعاوى مغرضة باطلة روج لها بعض المستشرقين مغالطين لنسبة الصرع الى النبي صلى الله عليه وسلم، بل ومع التفصيل فيما سبق، فانه يضحد الشبهة بالكلية.






    3) كمال عقله: إن سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - تشهد بكمال عقله - صلى الله عليه وسلم - وبسلامة حواسه وبقوة بنيانه الجسدي.
    4) بل كيف يقنعهم بما جاء به فيصدقونه ويسيرون تحت قيادته؟! وكيف يصنع منهم أمة ذات حضارة عريقة إلا إذا كان ذا عقلية موهوبة وذكاء حاد، إضافة إلى التوفيق والتأييد من عند الله؟! لذا كان - صلى الله عليه وسلم - أمة وحده.
    5) الصرع كان معلوما عند العرب، فكيف لم يلاحظوا امرا كهذا؟، وكيف تؤمن أمة بأكملها برسالة رجل مصروع؟! ولا يتنبهون لصرعه ومرضه؟، وهذه الحجة هي التي ساقها فريمون تفنيدا لادعائهم بقوله: "الأطباء العرب كانوا على دراية بمظاهر الصرع ولم يذكر أي من خصومه المعاصرين هذا الاحتمال"، Freemon F.R. A differential diagnosis of the inspirational spells of Muhammad the Prophet of Islam. Epilepsia. 1976; 17
    وما يقوله فريمون ليس ما يعرفه الأطباء العرب فحسب، بل كل العرب، والنبي صلى الله عليه وسلم نفسه كان يقدر على شفاء الصرع بإذن الله، وقد جاء في الحديث الصحيح، عن المرأة التي كانت تصاب بالصرع، وهي أُمُّ زُفر الحبشِية الأسدية، السوْداء، الطّويْلة، الصحابيّة الصّابرة، يُقال اسمها سُعيْرة (بالتصغير)، وقال بعضهـم شُقَيرة (بمعجمة مضمومة وقاف مفتوحة)، قيل إنها ماشطة خديجة - رضي الله عنها، جاء في الحديث المتفق عليه، ومعنى متفق عليه اي رواه البخاري ومسلم عن صحابي واحد، وهو هنا ابن عباس، فجاء في الحديث عنْ عطاءِ بْن أبِي رباحٍ قال: قال لِي ابْنُ عبّاسٍ: ألا أُرِيك امْرأةً مِنْ أهْلِ الجنّةِ؟ قُلْتُ: بلى، قال: هذِهِ الْمرْأةُ السّوْداءُ، أتتْ النّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - قالتْ: إِنِّي أُصْرعُ، وإِنِّي أتكشّفُ، فادْعُ اللّه لِي. قال: ((إِنْ شِئْتِ صبرْتِ ولكِ الْجنّةُ، وإِنْ شِئْتِ دعوْتُ اللّه أنْ يُعافِيكِ)) فقالتْ: أصْبِرُ، فقالتْ: إِنِّي أتكشّفُ، فادْعُ اللّه لِي أنْ لا أتكشّف، «فدعا لها». رواه البخاري (484 ح5652) و مسلمٌ (1129 ح2576). هذا يعني ان الصرع كان معلوما عند العرب، بل ومعلوم بينهم جميعا ان النبي كان باستطاعته علاج هذا المرض عند من ابتلوا به، أما كان اولى أن يُقال إن كان عنده هذا فإذا يستطيع فعلا علاجه فلما لم يعالج نفسه؟، بل ولم تصدر تهمة الإصابة بالصرع عن واحد من معاصريه - صلى الله عليه وسلم - رغم استحكام العداء بينهم وبينه، ورغم حرصهم على تلفيق الاكاذيب فقالوا شاعر وكاهن ومجنون.
    6) وأخيرا فإن اعترض الكتابي بالصرع، فيكون الصرع علامة نبوة عند أهل الكتاب، لان جميع انبيائهم كان يأتيهم الوحي، فإما يلزمكم تسمية احوالهم صرعا والكفر بهم، وإما يلزمكم الإقرار بنبوة محمد، لان حالهم في الوحي واحد، ولم يمنعكم من الايمان بهم.

    لكن مهم جدا تعرف كمسلم .. انك لازم ترد عليه الكرة، تتهمه بمثل ما اتهمك به، ليه؟ لانك لو لم تفعل ستفقد دليل عظيم من ادلة هذا الدين وهو دليل البهت (فبُهِت الذي كفر). لان ربنا رزقك بان كل صغيرة وكبيرة تتحدث فيها لك عليها دليل وكل مصادرك مفتوحة للدنيا كلها لا يوجد ما نخفيه، فرأينا كيف ان كل شيء يقوله نرد عليه بالدليل الصحيح من كتبنا.. هل هذه الاحاديث كلها وُضعت اصلا لكي تنفي عنه الصرع؟. لا طبعا، لكن هي وصف حقيقي دقيق لكل حياة النبي، النتيجة انها معجزة فترد على كل شبهاتهم اليوم بها مع انها لم تُروى في الاصل لاجل ذلك. اما عندهم لو انت قلبت الطاولة عليهم وقلن لهم نبيك صُرع يسوع صُرع، بولس صُرع، موسى سقط وصُرِع، لن يستطيع الاتيان بادلة تنفي انها لم تكن صرعا. فيبقى الجمته حجرا.

    ولذا مهم لك كمحاور ان تعرف ماذا يقول اليهود والنصارى عن الوحي وسنتكلم عنها بعد قليل.


    3) ومن محاولاتهم تزوير المستندات:
    ونبدأ بمثالين اولهما تيسدال والثاني هو لويس شيخوا اليسوعي.

    المثال الاول: المستشرق والقس كلير تيسدال William St. Clair Tisdall (1859–1928): مؤرخ وعالم لغة بريطاني شغل منصب أمين كنيسة إنجلترا فى جمعية التبشير فى أصفهان وبلاد فارس. وكانت ايحاثه تتميز بالميل والتجني وخلوها من العلمية، وقد عمد تيسدال الى كتاب ميزان الحق للقس فندر، ونقحه وأضاف اليه مطاعن كثيرة وحذف منه عبارات جمة ليرد بها على الشيخ رحمة الله الهندي الذي كان قد أتى على ميزان الحق في حياة مؤلفه ورد عليه وناظره فيها بكتابه "إظهار الحق"، وزعم تيسدال ان ما زاده في الكتاب قد بناه على الكشف العلمي، وقد ظهر جنوحه عن العلمية كذلك جليا في كتابه " المصادر الأصلية للقرآن" والذي نشره في عام 1905 م، باللغة الالمانية، وقد صدر بترجمة الصحفي القبطي ميخائيل عبد السيد (ت. 1332 ه‍، 1914 م) تحت عنوان : " تنوير الأفهام في مصادر الإسلام"، والكتاب كله مبني على فرضيات، افترضها وقدمها للقراء كحقائق، شرع فيه تيسدال بمهاجمة ضارية للإسلام ورسوله ومصادر النص المقدس فى مقابل دفاع مستميت عن المسيحية ورموزها ونصوصها.

    اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	image.png  مشاهدات:	14  الحجم:	2.03 ميجابايت  الهوية:	823439





    ونتطرق لمثال مما اورده فيها وهو محاولة الربط بين القرآن الكريم وأبيات نسبها للشاعر العربى القديم امرئ القيس يُصور القرآن وكأنه مأخوذ من أشعار العرب فيقول في كتابه بالعربية :
    اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	image.png  مشاهدات:	11  الحجم:	211.2 كيلوبايت  الهوية:	823440





    بينما في نسخته الالمانية الموجهة الى الالمان، نجده بعد سرد القصة يُنكرها هو بنفسه ويثبت انها موضوعة بعد الاسلام، ويُبرىء محمد صلى الله عليه وسلم من الفرية التي هو نفسه ساقها، بعد أن نقدها مستشرق الماني وهو السير تشارلز ليال، هذا يدل على غياب النزاهة العلمية، فهو يعلم انها موضوعه، ويصدرها بدون ان ينكرها لمن يريد لهم ان يقرأوها، بينما في مخاطبة الغرب وحفظا لماء وجهه، فإنه يتنكر لها، وهذه الترجمة للكتاب الالماني قد نقلها للعربية عادل جاسم في ترجمة عربية حديثة عن الالمانية ونقرأ فيها تنكره:

    اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	image.png  مشاهدات:	11  الحجم:	216.0 كيلوبايت  الهوية:	823441





    اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	image.png  مشاهدات:	10  الحجم:	329.3 كيلوبايت  الهوية:	823442




    اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	image.png  مشاهدات:	9  الحجم:	131.8 كيلوبايت  الهوية:	823443





    المثال الثاني: القس الاب لويس شيخو اليسوعي، واسمه الحقيقي رزق الله يوسف، وهذا أهم ما يتم تعريف العالم العربي به:
    أَدِيبٌ ومُؤرِّخٌ ولاهُوتِيٌّ رَائِد، وأَحَدُ أَبرَزِ أَعلَامِ النَّهضةِ العِلمِيةِ والأَدبِيةِ فِي العَالَمِ العَرَبِي. غُيِّنَ مُدرِّسًا لِلأدَبِ العَربِيِّ بِالكُليةِ اليَسُوعِيةِ ببيروت، وسُمِّيَتْ بَعدَ ذَلكَ ﺑ «كُلية القِديس يوسف». وقَدْ كَرَّسَ وَقتَهُ لدِراسَةِ التَّارِيخِ العَربِيِّ وَالإِسلَامِيِّ حَيثُ وَضَعَ فِيهِ الكَثِيرَ مِنَ الكُتُب. كَذَلكَ أَسَّسَ مَجلَّةَ «المشرق» التِي نَشَرَ فِيها الأَبحَاثَ الأدَبِيةَ والعِلمِيةَ المُتَميِّزةَ لكِبَارِ الأُدَباءِ والمُفَكِّرِينَ العَرَب، حَتَّى صَارتْ مَنارَةً ثَقافِيةً كُبرَى يَتخاطَفُ القُرَّاءُ إصدَاراتِها. كَانَ مِن أَهَمِّ المُفَهرِسِينَ والمُحقِّقِينَ للكُتُبِ والمَخطُوطَاتِ العَربِية. لَمَسَ النُّقَّادُ بَعضَ التَّحيُّزِ الطَّائفِيِّ لَدَى الأَبِ شيخو، ولَكِنَّ هَذَا الأَمرَ لا يُنكِرُ مَجهُودَاتِهِ العُظمَى التِي دَفعَتْ بِعَجَلةِ النَّهضَةِ العِلمِيةِ والأدَبِيةِ للعَرَبِ فِي أَوائِلِ القَرنِ العِشرِين. تُوفِّيَ الأَبُ شيخو فِي عَامِ ١٩٢٧م عَن ثَمانِيةٍ وسِتِّينَ عَامًا.
    اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	image.png  مشاهدات:	9  الحجم:	132.7 كيلوبايت  الهوية:	823444





    من آثار تعصبه:

    1- جعل معظم الشعراء الجاهليين نصارى، في كتابه "شعراء النصرانية في الجاهلية"، يقول إدورد فنديك "عدّ من النصارى كل شاعر لم يثبت إشراكه". (اكتفاء القنوع بما هو مطبوع، ص.37). قال مارون عبود: سمعنا بكتاب شعراء النصرانية، فإذا هو لهذا العلامة الجليل " لويس شيخو " وإذا كل من عرفناهم من شعراء جاهلين قد خرجوا من تحت سن قلمه نصارى.كان التعميد بالماء فإذا به قد صار بالحبر. (رواد النهضة الحديثة 225).

    2- في كتابه تاريخ الآداب العربية، لم يذكر الا الادباء والعلماء النصارى، وقليل جدا من علماء الاسلام، وحين سألوه، قال : "لا أعرف علماء الإسلام“

    3- حملته الظالمة على العالم اللغوي الأديب أحمد فارس الشدياق (ت. 1304ه)ـ حين تحول من النصرانية للاسلام، فكان يعرض به، ويسميه الضال ويعلل اسلامه انه لاجل المال، ولم يتورع ان يكذب عليه ويقول أن الشدياق عاد إلى النصرانية عند وفاته (تاريخ الآداب العربية 111).

    4- إحياء الكتب العربية الإسلامية، فطبع" الألفاظ الكتابية "للهمداني" و"فقه اللغة للثعالبي"وحذف منهما الآيات القرآنية والأحاديث النبوية

    5- الف اشعارا ونسبها للجاهليين ووضع فيها ايات قرانية، وحذف الايات القرانية وادلة البعث والنشور والتوحيد واسم النبي محمد من أشعار الشعراء بعد الاسلام. فعل ذلك في طباعته لديوان ابي العتاهية، وفي كتابه "مجاني الأدب في حدائق العرب" و"شعراء النصرانية" وغيرها.

    هذا القس خرج بفرضية بناها على التزوير، فقد صور أدباء العربية انهم نصارى وان النصارى متفشية في العرب، كمقدمة يريد ان يجعل بها من مكة مدينة نصرانية تنعم بكنيسة كبيرة وكبيرها القس ورقة بن نوفل، وكل ما سبق لايوجد عليه دليل عنده الا الافتراء والكذب، حتى قال مارون عبود ساخرا منه ومن خيانته العلمية: سمعنا بكتاب شعراء النصرانية، فإذا هو لهذا العلامة الجليل " لويس شيخو " وإذا كل من عرفناهم من شعراء جاهلين قد خرجوا من تحت سن قلمه نصارى.كان التعميد بالماء فإذا به قد صار بالحبر. (رواد النهضة الحديثة 225).

    ولكن وطالما لا يوجد دليل، فلا اشكال عند امثال هذا ان يصنع دليله ويزوره طالما لن يكلفه الا تحريك حرف بقلم .. وذلك بأن يجعل الكعبة اسقفية نصرانية!! هذا الرجُل العلامة عِنْد النصارى يعدونه من أفضل وأروع من أبدع في كشف الحقائِق التي أخفاها نبيُّ الإسلام و المُسلِمين على مرِّ التاريخ كما صوّرهُ لهم و خدّرهُم به في مؤلّفاتِه ...!! لُويس شيخو الــيسوعي سطّر كِتاباً كامِلاً يُثبِتُ فيهِ أن الكعبة ماهي إلا كنيسة مسيحية , كان المسئول عنها أسُقُف مسيحي، ومِن هذه الكنيسة انتشر القرآن كنسخة منقحة عن الإنجيل ....!!! وببراعة استطاع شيخو ان يقتنِصها من بين كُتُب التاريخ الإسلامي، وتحديدا من كِتاب " الأغاني للأصفهاني "وعمد لقول الاصفهاني عن الكعبة: " أن البيت لا سقف عليه "، فحولها شيخو إلى " أن البيت لأسقف عليه " لصق " لا" في "سقف" ، إذن فالكعبة بدون اي جهد صارت أسقفيه مسيحية ولها أسقف عليها ... تلك الحقيقة التي أخفاها المؤرِّخون المُسلِمون - في زعمه - وألف كتابه الكامِل لإثبات ان ورقة ابن نوفل كان هو هذا الأسقف للكعبة , وأنه هو من علّم محمداً الإنجيل ...!!! ونظريته انتشرت كالهشيم بين علماء المسيحية قبل عوامها .... لقد قال لويس شيخو المسيحي ... نقلاً عن كِتاب " الأغاني للأصفهاني " الآتي :
    اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	image.png  مشاهدات:	0  الحجم:	268.1 كيلوبايت  الهوية:	823688





    لكن هل هذا ما قاله الاصفهاني في الاغاني؟، لنفتح كتاب الاغاني للاصفهاني:
    اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	image.png  مشاهدات:	0  الحجم:	297.6 كيلوبايت  الهوية:	823689




    فمن المهم لكل مهتم بمقارنة الاديان أن يفظن لمثل هذا فلا يعطي الامان للكتب العربية والاسلامية التي حققها هؤلاء، ويجب الاطلاع على غيرها من الكتب والمخطوطات مما اصبخت تتوافر في كل مكان، وهذا لا يهضم حق كثير من المستشرقين ممن تحلوا بالنزاهة العلمية وساهموا اسهامات قوية في اخراج تراث الأمة للنور بتحقيق الكثير من المخطوطات تحقيقاتٍ تشهد لهم ولجهدهم.

    الثالث عشر: الوحي عند اليهود و النصارى

    هو إبلاغ الحق الإلهي للبشر بواسطة بشر. وهو عمل روح الله, أو بعبارة أدق عمل الروح القدس. فالروح القدس يعمل في أفكار أشخاص مختارين وفي قلوبهم, ويجعلهم أداة للوحي الإلهي. وعندهم في الكتاب: واجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به" تثنية 18/18، هذا عن النبي وهم يفرقون بين النبي وبين الرائي، وربما لا يعرف هذه التفرقة معظم النصارى، النبي تعبير عن المُرسل الحامل لكلام الله ومعطيه فهو يعمل على توصيل الكمة للاخرين " active " أما الرائي فتعبر عمن استقبل كلام الله بالاستعلان فمعناها يعود على الشخص نفسه subjective ويسمون النبي كذلك: رجل الله، عبدالله، وخادم الله والمرسل، ورسول الرب، وملاكي وملاك العهد.

    واما الوحي عند النصارى: يقول ميخائيل مينا في كتاب علم اللاهوت، الجزء الأول صفحة رقم 24:






    وحالات الوحي عند انبياء الكتاب المقدس من اليهود معلومة، وهي ملزمة لليهودي والنصراني، فهذا حال موسى : "الخروج 3: " 2 وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ ...... ثُمَّ قَالَ: «أَنَا إِلهُ أَبِيكَ، إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ». فَغَطَّى مُوسَى وَجْهَهُ لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى اللهِ". فنجد هنا اقرار حدوث الخوف لموسى عليه السلام، وهو مما جرت عليه العادة بين الانبياء، ومنهم كذلك النبي دانيال عندهم، وبين ذلك الرابي موشي بن ميمون في كتابه " دلالة الحائرين" ومنه اقتبس :
    اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	image.png  مشاهدات:	0  الحجم:	129.3 كيلوبايت  الهوية:	823690




    ويقول متى المسكين في كتاب النبوة والانبياء في العهد القديم:
    اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	image.png  مشاهدات:	0  الحجم:	50.3 كيلوبايت  الهوية:	823691





    ولا يفوتنا ان نتوقف بالنقد عند تفريقهم بين النبي الصادق المتكلم بروح الله وبين النبي الكذاب كما يقول متى المسكين في كتاب النبوة والأنبياء، ص. 17
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	image.png 
مشاهدات:	224 
الحجم:	108.7 كيلوبايت 
الهوية:	823692



    وهذا الكلام الذي يقول به كلام غير علمي ولا عملي، ولا يمكن البتة أن يفرق بين النبي الصادق والكاذب، فكلاهما عندهم يدخل في غيبوبة، لكن متى المسكين يجعل غيبوية الانبياء بسبب الله بينما غيبوبة الكذاب بسبب مادى يتعاطاه، وشيء يفتعله بارادته، و هذا الكلام مردود، فلو كان المتنبىء مصابا بالصرع ونسب صرعه الى الله وتنبأ للناس، فهنا صرعه خارج عن ارادته ولم يضطر الى تعاطي اي شيء، ومع ذلك نسبه الى الله!. فلا يمكن ان يكون هذا هو التفريق العقلي الصحيح، وكذلك قد يخفي المتنبىء ما يتعاطاه فليس بالضرورة ان يُعلم ان كان هذا هو السبب، فإن اخفاه فكيف يُعرف ان كانت نبوته صادقة ام كاذبة؟!.

    اذن لابد من معايير مادية وعقلية صحيحة وملموسة، وهذا ما يفتقر اليه اهل الكتاب، وهذه مبلغ ثقافة النصرانية في النبوات، لذا هم ضالون، ولذا استطاع شخص كبولس ان ينسب النبوة لنفسه ويغير دين المسيح تماما، وصدقوه، مع ان ما من احد شاهده وهو يتننبأ، او يهبط عليه الوحي، كلها دعاوى مرسلة ادعاها لنفسه وصنع دعايته في رسائله للكنائس انه كان معه من راى وشاهد وعاين، فمن هؤلاء الذين رأوا يا بولس؟! ، لا يعرفون!، المهم انهم صدقوه.

    والحمدلله رب العالمين.
    التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 18 ينا, 2021, 03:41 ص.
    "يا أيُّها الَّذٍينَ آمَنُوا كُونُوا قوَّاميِنَ للهِ شُهَدَاء بِالقِسْطِ ولا يَجْرِمنَّكُم شَنئانُ قوْمٍ على ألّا تَعْدِلوا اعدِلُوا هُوَ أقربُ لِلتّقْوى
    رحم الله من قرأ قولي وبحث في أدلتي ثم أهداني عيوبي وأخطائي
    *******************
    موقع نداء الرجاء لدعوة النصارى لدين الله .... .... مناظرة "حول موضوع نسخ التلاوة في القرآن" .... أبلغ عن مخالفة أو أسلوب غير دعوي .... حوار حوْل "مصحف ابن مسْعود , وقرآنية المعوذتين " ..... حديث شديد اللهجة .... حِوار حوْل " هل قالتِ اليهود عُزيْرٌ بنُ الله" .... عِلْم الرّجال عِند امة محمد ... تحدّي مفتوح للمسيحية ..... حوار حوْل " القبلة : وادي البكاء وبكة " .... ضيْفتنا المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة .... يعقوب (الرسول) أخو الرب يُكذب و يُفحِم بولس الأنطاكي ... الأرثوذكسية المسيحية ماهي إلا هرْطقة أبيونية ... مكة مذكورة بالإسْم في سفر التكوين- ترجمة سعيد الفيومي ... حوار حول تاريخية مكة (بكة)
    ********************
    "وأما المشبهة : فقد كفرهم مخالفوهم من أصحابنا ومن المعتزلة
    وكان الأستاذ أبو إسحاق يقول : أكفر من يكفرني وكل مخالف يكفرنا فنحن نكفره وإلا فلا.
    والذي نختاره أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة "
    (ابن تيْمِيَة : درء تعارض العقل والنقل 1/ 95 )

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة زينب محمد ١٤٠, 11 ماي, 2021, 06:41 ص
ردود 0
84 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة زينب محمد ١٤٠
ابتدأ بواسطة فؤاد النمر, 5 أبر, 2021, 03:11 ص
ردود 0
268 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة فؤاد النمر
بواسطة فؤاد النمر
ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 23 مار, 2021, 09:05 ص
ردود 6
690 مشاهدات
1 رد فعل
آخر مشاركة Nour Al-Hoda
بواسطة Nour Al-Hoda
ابتدأ بواسطة فؤاد النمر, 19 مار, 2021, 06:43 م
ردود 0
282 مشاهدات
1 رد فعل
آخر مشاركة فؤاد النمر
بواسطة فؤاد النمر
ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 14 مار, 2021, 08:51 م
ردود 0
493 مشاهدات
1 رد فعل
آخر مشاركة د.أمير عبدالله
يعمل...