بسم الله الرحمن الرحيم
يسوع كذاب في أصل الكتاب ؛ دراسة نقدية لمشكلة نصية تهدم العقيدة المسيحية
يسوع كذاب في أصل الكتاب ؛ دراسة نقدية لمشكلة نصية تهدم العقيدة المسيحية
أبو المنتصر شاهين
الحمد لله نحمده , ونستعين به ونستغفره , ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مُضِل له , ومن يضلل فلن تجد له وليًّا مرشدًا , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله , وأشهد أن عيسى ابن مريم عبد الله ورسوله , وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه .
ثم أما بعد ؛
« اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ اهْدِنِى لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ إِنَّكَ تَهْدِى مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ »(صحيح مسلم-1847).
ما هو علم النقد النصي ؟
هو العلم المعروف بالـلغة الإنجليزية (Textual Criticism) والذي يهدف إلى تعيين الأخطاء وحذفها من نص نُسَخ عمل أدبي ضاع أصله , في محاولة لإرجاعه إلى أقرب صورة للأصل . أو في كلمات أبسط هو العلم المختص بدراسة النسخ لأي عمل مكتوب , والذي لا نعرف شيء عن نسخه الأصليه , بهدف تعيين النص الأصلي الذي كتبه المؤلف . ولكن ماذا لو كان الأصل نفسه الذي نسعى إليه فاسد ؟ ماذا لو أننا وجدنا بعد التدقيق والتحقيق في جميع النسخ الموجودة ومن خلال النصوص الموجودة في جميع المخطوطات محاولين إستخراج أقرب صورة ممكنة للأصل الضائع , وجدنا أن ما وصلنا إليه في النهاية لا يمكن أبدًا أن يكون مقبولًا ؟ تلك هي المصيبة !.
هناك ضرورة لتطبيق النقد النصي على الكتاب المقدس[1] من أجل سببين أساسيين هما ؛
السبب الأول: هو ضياع جميع النسخ الأصلية.
والسبب الثاني: أن جميع النسخ الموجودة للكتاب المقدس تختلف عن بعضها البعض؛ لذلك يجب على الناقد أن يدرس هذه النسخ الكثيرة المختلفة، في محاولةٍ منه للوصول إلى ما يَظُنُّه النص الأصلي, أو بتعبير آخر، يحاول استخراجَ الحق من بين ركام الباطل الموجودِ في المخطوطات؛ ليفاضِلَ بين الاختلافات الكثيرة؛ ليختار من بينهم الأقرب إلى الحق . ولكن في بعض الأحيان ما تظنه الحق، يكون أكبر دليل على الفساد والتحريف!
مخطوطات الكتاب المقدس كثيرة , وبينها اختلافات عديدة, بعض هذه الاختلافات تجعل العلماءَ في حيرة شديدة، ولا يستطيعون الوصول إلى الحقيقة التي ينشدونها بعد تطبيق قواعد النقد النصي. ومن ضمن هذه المشكلات العويصة مشكلةٌ مشهورة جدًّا بين علماء الكتاب المقدس الموجودة في نص إنجيل يوحنا 7: 8 (أنا لست أصعد “بعد” إلى هذا العيد) , فإن الكلمة الْمُلَوَّنَة بالأحمر عليها خلاف بين مخطوطات الكتاب؛ هل هذه الكلمة ثابتة ومن أصل الكتاب؟ أم أنها كلمةٌ مُضَافَةٌ من قِبَلِ بعض الذين تلاعبوا بمخطوطات الكتاب المقدس ؟
قد يعتقد القارئ في الوهلة الأولى أن هذه المشكلة تافهة غير جديرة بالتقدير والاهتمام , ولكن عندما نقرأ سياق النصوص التي جاء فيها هذا النص، سنُدْرِكُ تمامًا مدى المشكلة الخطيرة التي نحن بصددها الآن ! .
عندما تقرأ الإصحاح السابع تجد أن ميعاد عيد المظال قد أوشك, وبحسب ترجمة الفاندايك المتداولة في مصر، تجد أن يسوع قال لإخوته في العدد الثامن: (أنا لست أصعد بعدُ إلى هذا العيد) أي أنه لن يذهب إلى العيد في هذا الوقت تحديدًا.. لذلك لا نستغرب عندما نجد يسوع قد صَعِدَ إلى العيد بالفعل في العدد العاشر.
ولكي تدرك أكثر أهمية كلمة “بعد“ في السياق، سنُلْقِي بعض الضوء على أقوال المفسرين , منهم المفسر أنطونيوس فكري[2] الذي بيَّن أهمية كلمة “بعد“، فقال: والمسيح يقول لإخوته: اصعدوا أنتم لتحتفلوا بالعيد كما تريدون، أنا لا أصعد بَعْدُ= أي: أنا لا أصعد الآن معكم، فهو صَعِدَ بعدهم، لكن لا ليُعَيِّدْ مثلهم، أو ليُظْهِرَ نفسه كما يريدون، بل صعد في الخفاء، فهو لا يستعرض قوته، ولا يريد إثارة اليهود، فَوَقْتُ الصليب لم يأتِ بَعْدُ.. ولاحظ دِقَّةَ المسيح، فهو لم يقل: أنا لن أصعد، بل أنا لا أصعد بَعْدُ= أي لن أصعد الآن. انظر كيف شدَّدَ على الكلمة مرتين في جملة واحدة، مما يدل على حِرْصِهِ الشديد على نَفْيِ تهمة الكذب عن يسوع.
أهمية كلمة “بعد“، لا يختلف عليها أي مسيحي يريد أن يَرُدَّ عن يسوع تهمة الوقوع في الكذب, فقد أورد آدم كلارك[3] في تفسيره ردًّا على أحد أشهر مهاجمي المسيحية, بورفيري[4] الذي اقتبس النص، ولكن في شكل آخر بدون كلمة “بعد“, وعلى هذا الأساس اتُّهِم يسوع بالكذب فعلًا. يقول آدم كلارك: بورفيري يتهم سيدنا المُبارك بالكذب؛ لأنه قال هنا: أنا لن أصعد إلى هذا العيد، ولكنه فيما بَعْد صَعِدَ , وبعض المفسرين قد قاموا بضجةٍ أكثر من الـلازم , من أجل إصلاح ما رأوه تناقضًا. بالنسبة لي الأمر كله بسيط وعادي. سيدنا لم يقل , أنا لن أصعد إلى هذا العيد فحسب، لكنه قال: أنا لن أصعد بَعْدُ (ουπω) أو : أن لن أذهب في الوقت الحاضر. كان الحل بسيطًا عند آدم كلارك! ولكن ماذا لو كان المسيح قد قال بالفعل: (أنا “لا“أصعد إلى هذا العيد) ؟ سيكون قد كذب بلا شك ! فأين الحقيقة ؟ هل كذب يسوع، أم لا ؟ ما هي كلمات يسوع الأصليه المدونة في إنجيل يوحنا ؟ هذا هو عمل الناقد النصي .
بنظرة بسيطة إلى الترجمات العربية المختلفة تجد الخلاف واضح للعيان ؛
[الفاندايك] اصعدوا أنتم إلى هذا العيد.أنا لست أصعد بعدُ إلى هذا العيد؛ لأن وقتي لم يكمل بَعْدُ.
[العربية المبسطة] اذهبوا أنتم إلى العيد، أما أنا فلن أذهب إلى هذا العيد الآن؛ لأن وقتي لم يَحِنْ بعدُ.
[الإنجيل الشريف] اذهبوا أنتم إلى العيد، أنا لا أذهب الآن إلى هذا العيد؛ لأن وقتي لم يأتِ بَعْدُ.
[ترجمة الحياة] اصعدوا أنتم إلى العيد، أما أنا فلن أصعد الآن إلى هذا العيد؛ لأن وقتي ما جاء بَعْدُ.
[الترجمة اليسوعية] اصعدوا أنتم إلى العيد، فأنا لا أَصْعَدُ إلى هذا العيد؛ لأن وقتي لم يَحِنْ بَعْدُ.
[العربية المشتركة] اصعدوا أنتم إلى العيد، فأنا لا أصعد إلى هذا العيد؛ لأن وقتي ما جاء بعد.
[البولسية] اصعدوا أنتم إلى العيد؛ وأما أنا، فلستُ بصاعدٍ إلى هذا العيد؛ لأن وقتي لم يتِمَّ بعدُ.
[الاخبار السارة] اصعدوا أنتم إلى العيد، فأنا لا أصعد إلى هذا العيد؛ لأن وقتي ما جاء بَعْدُ.
هناك أربع ترجمات عربية تجعل يسوع صادقًا, وعددٌ مساوٍ من الترجمات تجعل يسوع كذَّابًا, فمن أين جاء هذا الخلاف ؟! وأي النسخ تحمل الحقيقة ؟ هل هي التي تجعل يسوع كذابًا ؟ أم التي تُنَجِّيه من تهمة الكذب ؟
لكي نعرف الحقيقةَ يجب علينا أن نفحص مصادِرَ النص من مخطوطات يونانية، وترجماتٍ قديمة، واقتباساتٍ للآباء، فيما يسميه علماء النقد الأدلة الخارجية[5] ثم نبدأ في طرح بعض الأسئلة مثل ؛ أي القراءات أثارت مخاوف الناسخ ؟ أي القراءات هي المحتمل تغييرها ؟ مع تطبيق بعض القواعد الأخرى فيما يسميه علماء النقد النصي الأدلة الداخلية[6] .
كلمة قراءة (variant) في اصطلاح علم النقد النصي تَعْنِي ببساطة “اختلاف“, على سبيل المثال: عندما نستخرج من المخطوطة السينائية نص يوحنا 7: 8 سنقرأ (أنا لا أصعد إلى هذا العيد)، أما عندما نستخرج النص من المخطوطة الفاتيكانية سنَقْرَأُ (أنا ليس بَعْدُ أصعد إلى هذا العيد) الاختلاف بين المخطوطات اليونانية في كلمتين ؛
القراءة الأولى[7] : أنا لا أصعد إلى هذا العيد ؛ ἐγὼ οὐκ ἀναβαίνω εἰς τὴν ἑορτὴν ταύτην
القراءة الثانية[8] : أنا ليس بعد[9] أَصْعَدُ إلى هذا العيد ؛ ἐγὼ οὔπω ἀναβαίνω εἰς τὴν ἑορτὴν ταύτην
لذلك يجب على الناقد النصي أن يقرر هل أصل إنجيل يوحنا كان فيه كلمة (οὐκ – لا) أم كلمة (οὔπω – ليس بعد) ؟
عندما يبدأ عالم النقد النصي بدراسة الأدلة الخارجية لمشكلة نصية كهذه, يقوم بتحديد القراءات التي لديه، وفي حالتنا هذه لدينا قراءتان فقط (οὐκ – لا) و (οὔπω – ليس بعد) – ثم يُوضَعُ بجانب كُلِّ قراءة الشواهِدُ التي تؤيدها, وهذه الشواهد مُقَسَّمَةٌ إلى ثلاثة أركان؛ المخطوطات اليونانية , الترجمات القديمة، واقتباسات الآباء .
في بعض النسخ اليونانية النقدية للعهد الجديد, تجد هناك تقديراتٍ تُوضَعُ بجانب القراءة لتوضيح مدى ثقة الـلجنة القائمة[10] على النسخة اليونانية في أن هذه القراءة هي الأصلية . هذه التقديرات تكون إما A أو B أو C أو D حسب المشكلة النصية محل البحث. وهذه التقديرات في حد ذاتها تُوَضِّحُ عدم قدرتنا على الاعتماد على النقد النصي في الوصول إلى النص الأصلي, وأنه رُغْمَ كل الجهودات المبذولة من العلماء والـلجان المتخصصة القائمة على إصدار نسخ قياسية للعهد الجديد، فإنه ما زال هنا قراءات حَرِجَةٌ جدًّا، لا يستطيع الناقد أن يحسم فيها أي القراءات هي الأصل .
من أشهر النسخ القياسية المستخدمة حول العالم, نُسْخَةُ العهد الجديد اليوناني، الإصدار الرابع الْمُرَاجَع , وفي مقدمة الكتاب[11] تعطي الـلجنة القائمة على النسخة تعريفات للتقديرات الأربعة وهم كالآتي ؛
{A} الـلجنة متأكِّدَةٌ أن القراءة أصلية .
{B} الـلجنة شِبْهُ متأكدة أن القراءة أصلية .
{C} الـلجنة وجدت صعوبة في اختيار أي قراءة يجب وضعها في نص نسختهم.
{D} الـلجنة وجدت صعوبةً كبيرةً في الوصول إلى قرار .
إذا أردنا أن نطلع على نص يوحنا 7: 8 من نسخة العهد الجديد اليوناني الإصدار الرابع المُراجع[12] سنجده كالآتي (ἐγὼ οὐκ ἀναβαίνω εἰς τὴν ἑορτὴν ταύτην) وهذا يعني أن الـلجنة وضعت قراءة (οὐκ – لا) التي تجعل يسوع كذابًا في نص نسختها , ولو نظرنا إلى أسفل الصفحة عند الهامش سنجد تفصيل الشواهدِ لكل قراءة, ولكنَّ المثير للشَّكِّ هو أن الـلجنة وضعت تقديرَ {C} لقراءة (οὐκ – لا) أي أن الـلجنة وجدت صعوبةً في اختيار أي قراءة يجب وضْعُهَا في نَصِّ نسختهم، ولكنهم في النهاية وصلوا إلى أن (οὐκ – لا) هي القراءة الأصلية التي كتبها يوحنا في إنجيله، جاعلًا يسوع كذابًا .
يجب علينا عند هذه النقطة أن نسأل أنفسنا سؤالًا؛ لماذا وجدت الـلجنة صعوبةً في اختيار القراءة ؟ هذا السؤال مهم جدًّا، وسيُوصِلُنا إلى مفاهيم خطيرة جدًا حول الكتاب المقدس ومخطوطاته, والإجابة على السؤال هو أن هناك صراعًا شديدًا بين الأدلة الداخلية والأدلة الخارجية حول تحديد أي القراءات هي الأصل . قبل دراسة الأدلة الخارجية – أي دراسة المخطوطات التي تحتوي على النص – يجب علينا أن نعرف أن العلماء قاموا بتحديد بعض المخطوطات، ووضعوها تحت مُسمى “أفضل الشهواد اليونانية “, أي أنهم اعتقدوا أن هذه المخطوطات تحتوي على أفضل نص يوناني، والأقرب إلى الأصل وأفضل الشهود اليونانية بالنسبة لإنجيل يوحنا هم البردية 75 والبردية 66 والمخطوطة الفاتيكانية, والمفاجأة هي أن هذه المخطوطات التي تحتوي على أفضل نص يوناني بالنسبة لنص يوحنا 7: 8 في صالح قراءة (οὔπω – ليس بعد) التي لا تجعل يسوع كاذبًا !
عند هذا الحد قد ينبهر المسلم والمسيحي على السواء، ويسأل نفسه؛ لماذا صعوبة الاختيار إذن ؟ فنقول: الصعوبة تأتي من ناحيتين:
أولًا: وجود مخطوطات وترجمات قديمة كثيرة في صالح قراءة (οὐκ – لا) التي تجعل يسوع كاذبًا.
وثانيًا: دَعْمٌ لا حدود له من قِبل الأدلة الداخلية لصالح قراءة (οὐκ – لا) التي تجعل يسوع كاذبًا ! فما هي الأدلة الداخلية ؟
الأدلة الداخلية – كما أوضحنا سَلَفًا – هي إجاباتُ بعض الأسئلة التي تجعلنا نصل إلى تقييمِ أيِّ القراءات هي الأصلية، مثل؛ أي القراءات أثارت مخاوف الناسخ ؟ أي القراءات هي المحتمل تغييرها؟ مع تطبيق بعض القواعد الأخرى، مثل: (القراءة الأصعب هي الْمُفَضَّلَةُ كأصلية)، و(القراءة التي تشرح سبب ظهور بقية القراءات هي الْمُفَضَّلَةُ كأصلية) . هذه الأسئلة مع القواعد تساعدنا في الوصول إلى أي القراءات كانت هي الأصل . والآن إلى التطبيق العملي .
عند تقييم القراءتين (οὐκ – لا) و (οὔπω – ليس بعد) من ناحية الأدلة الداخلية نسأل ونقول: أي القراءات أثارت مخاوف الناسخ ؟ أي القراءات هي المحتمل تغييرها ؟ بمعنى : عندما قرأ الناسخ المخطوطة السينائية مثلًا، ووجد أنها تُقْرَأُ :(أنا لا أصعد إلى هذا العيد) التي تجعل يسوع كاذبًا , هل سيرضى بهذه القراءة ؟ هل سيتركها ؟ أم أن هذه القراءة ستُثِيرُهُ، وسيحاول الدفاعَ عن يسوع ورَدَّ تهمة الكذب عنه ؟ بالطبع سيحاول تغييرها بهدفِ تبرئةِ يسوع وعدم تشويه صورته, وهكذا قال العلماء عند دراسة النص من ناحية الأدلة الداخلية, فقد قال العالم بروس متزجر[13] أحد أعضاء لجنة نُسْخَةِ العهد الجديد اليوناني الإصدار الرابع، المُراجع في تعليقه حول نص يوحنا 7: 8 ؛ قراءة (بعد) أُدْخِلَتْ في زمنٍ مُبَكِّرٍ جدًا (مدعمة من البردية 66 و 75) من أجل تخفيفِ التناقُضِ الموجودِ بين العدد 8 والعدد 10 . أي أن سبب التحريف هو رَفْعُ التناقض الموجودِ في أقوال يسوع؛ حيث إنه قال في العدد الثامن: (أنا لا أصعد إلى هذا العيد)، ثم في العدد العاشر نجده قد صعد بالفعل , لذلك تم تغيير كلمة (οὐκ – لا) إلى (οὔπω – ليس بعد) ليُصْبِحُ قول يسوع (أنا ليس بعد أَصْعَدُ إلى هذا العيد)! فلا يكون وقتها كاذبًا!!
بهذا قال أيضًا العالم الألماني فيلند فيلكر[14] في تعليقاته النَّصِّيَّه على إنجيل يوحنا: من الممكن أن يكون الناسخ قد غَيَّرَ (οὐκ – لا) إلى (οὔπω – ليس بعد) من أجل إزالة التناقض بين العدد الثامِن، والعدد العاشر.
بهذا قد علمنا سبب التحريف، وبقي لنا أن نعرض تعليق الناقد النصي المشهور ديفيد بالمر[15] ، الذي له ترجمته الخاصة الإنجليزية للعهد الجديد من اليونانية مع تعليقات نقدية في الهامش , فقد أورد تعليقًا دسمًا على النص؛ حيث قام بِجَمْعِ الكثير من الآراء النقدية الوارِدَةِ حول هذه المشكله، وأعطى لقراءة (οὐκ – لا) التقدير B ، وقال مُعَلِّقًا: النظرية السائدة حاليًا حول قراءة “لستُ بعد أَصْعَدُ” أنه تم إقْحَامُهُ في وقت مُبَكِّرٍ من انتقال النص (P66 ، في عام 200م تقريبًا) ، للتخفيف من حِدَّةِ التناقُضِ الظاهر بين النص الثامن وما فعله يسوع فعلًا في النص العاشر . نستطيع أن نفهم أن الناسخ كان يرغب في الدفاع عن يسوع، لمنعه من أن يظهر كَذَّابًا . ومع ذلك أقول: إن كان هذا هدفَهُم، فقد فشلوا في تحقيقه!
أولًا : لأن يسوع ما زال مخادعًا؛ لأنه صَعِدَ لا في العلن بل في الخفاء، كما في العدد العاشر. حتى بدون كلمة “ليس بعد“، يسوع ما زال مخادعًا لإخوته، وللذين في أورشليم الذين يريدون قتله . ومن الناحية الأخلاقية يجوز الكذب على من يحاولون اغتيالك .
ثانيًا: وجود كلمة (οὔπω – ليس بعد) ليست ضرورية للمرة الثالثة في هذا السياق، لغرض الدفاع عن يسوع من تهمة الخداع؛ لأننا نرى أن يسوع قالها مرتين في العدد السادس والثامن, ولذلك لم يُنْكِرْ بالكُلِّيَّة أنه لن يصعد أبدًا إلى العيد. وعلى الجانب الآخر؛ حيث إن قراءة (οὔπω – ليس بعد) موجودة في أقدم المخطوطات ، بما فيها تلك التي يعتقد حاليا أنها الأكثرُ موثوقية ، وموجودة في الغالبية الساحقة من المخطوطات، لذلك نستطيع أن نفهم لماذا تُعْطِي لجنة الـUBS تقدير C فقط لهذه القراءة . أما بالنسبة لي ، فلم أرَ أيَّ حُجَّةٍ مُقْنِعَةٍ بخصوص النُّسَّاخ الذين أنتجوا المخطوطات التي لا تحتوي على قراءة (οὔπω – ليس بعد) لماذا قاموا بحذفها ؟ إن من الأسهل بكثير أن نشرح؛ لماذا أضاف الناسخ كلمة (οὔπω – ليس بعد) من أنْ نَشْرَحَ سببَ حَذْفِهَا!
لا أستطيع إلا أن أقول: إن هذا التعليق رائع جدًا, رُغْمَ وجود بعض الملاحظات لي عليه, ولكنه في المجمل تعليقٌ صريحٌ وقَوِيٌّ، يُوَضِّحُ إشكالية هذا النص بدقة.
وبالرغم محاولة ديفيد لإظهار يسوع في وضع أفضل, إلا أن تبريراته لا تعنينا بِقَدْرِ ما تعنينا تعليقاتُه النَّقْدِيَّهُ حول المشكلة, فالقضية هنا مع كل ناقد نصي هي: المفاضلة بين أفضل شواهد إنجيل يوحنا، والأدلة الداخلية.. ولكن، لماذا في نهاية الأمر يفضل الناقد الأدلة الداخليه على أفضل الشواهد اليونانية ؟ الإجابة ببساطة هي من أجل رفْعِ تهمة التخريب الْمُتَعَمَّدِ من على مخطوطات العهد الجديد !
ما هذا الكلام الخطير ؟ نعم , هذه هي الحقيقة , فإن كل ناقد مسيحي يؤمن أن جميع الأخطاء الموجودة في المخطوطات وجميع التغييرات التي تمت في نسخ الكتاب كانت بنية حسنة , أي من أجل تصحيح ما يظنه هو خطأً، وليس من أجل الإفساد المتعمد .
أما لو قلنا: إن قراءة (οὔπω – ليس بعد) الموجودة في أقدم المخطوطات هي الأصلية، فهذا يعني أن بعض النُّسَّاخ الذين قد قاموا بإبدال كلمة (οὔπω – ليس بعد) بـ (οὐκ – لا) عمدًا , ولماذا هذا الفعل العجيب ؟
الجواب الوحيد، والذي يرفضه كل ناقد مسيحي، ولا يستطيع تقَبُّلَه، هو: أن الناسخ أراد إفساد الكتاب وتشويهَ صورة يسوع مع سبق الإصرار والترصد ! لا يوجد أي تفسير آخر , من أجل ذلك تجد الناقد يقبل القراءة التي تجعل يسوع كاذبًا وهو صاغر, ويكون مضطرًا إلى القول بأن قراءة (οὔπω – ليس بعد) الموجودة في أقدم وأفضل شواهد العهد الجديد، ليست هي القراءةَ الأصلية , وأن قراءة (οὐκ – لا) الموجودة في المخطوطة السينائية والبيزية والترجمات الـلاتينية والسريانية والقبطية والأرمينية والأثيوبية والجورجية والسلافينية وموجودة أيضًا في كتب القراءات الكنيسة هي القراءة الأصلية !
القراءة التي تجعل يسوع كاذبًا هي الأصل ؟ نعم.. هذا أهْوَنُ بكثير من أن يقول الناقد: إن هناك نُسَّاخًا أفسدوا في المخطوطات عَمْدًا، وأرادوا وهم في كامل قواهم العقلية تشويهَ صورة يسوع، وجَعْلَهُ يكسر وصيةً من أهم الوصايا، ألا وهي: لا تكذب!
من هذه المشكلة النصية نجد أن الناقد النصي اختارَ أن يقول بلسان حاله: أنّ أقْدَمَ وأفْضَلَ شواهد العهد الجديد قد دخل فيها التحريف مبكرًا جدًّا , وأنها للأسف لا تحتوي على القراءة الأصلية، ليس هذا فحسب، بل إن الأغلبية الساحقة من مخطوطات العهد الجديد فيها تحريف، ولا تحتوي على القراءة الحقيقة والتي تجعل يسوع كاذبًا .
هذه هي المشكلة التي حيرت العلماء , المشكلة التي جعلتنا نستيقن أن هذا الكتاب ليس له علاقة برب الأرباب , المشكلة التي فضحت مخطوطات العهد الجديد أقدمها وأفضلها، وجعلتها جميعًا بلا أدنى فائدة , المشكلة التي جعلت الناقد النصي المسيحي صاغرًا، ودَسَّتْ أنفه في التراب، وأجبرته على قول أن يسوع كذابٌ في أصل الكتاب !
( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ )[آل عمران : 71]
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
وختامًا نسألكم الدعاء لي وللشيخ عرب حفظه الله
قراءة فريدة لمخطوطات دير سانت كاترين
كنت أعلم يقيناً أن هذه المخطوطات الرائعة ستحتوي على ما لم نره في المخطوطات اليونانية , وها قد صدق حدسي ووجدت فيها ما أذهلني , قراءة لنص يوحنا 7: 8 غير موجودة في أي مخطوطة على الإطلاق ! دائماً ما كان للمسيحي العربي موقف خاص في مواجهة المشاكل الكتابية وتجلى لي هذا عند رؤية القراءة التي تقدمها هذه المخطوطة .
Joh 7:8 اصعدوا أنتم إلى هذا العيد. أنا لست أصعد بعد إلى هذا العيد لأن وقتي لم يكمل بعد.
كبار علماء النقد النصي توصلوا إلى مفهوم مُتفق عليه بينهم حول إشكالية نص يوحنا 7: 8 ألا وهو أن النص الأصلي كان يقرأ (ουκ αναβαινω – لا أصعد) وعندما وجد الناسخ تناقض مع صعود يسوع إلى العيد في العدد العاشر , قام الناسخ بتغيير (ουκ αναβαινω – لا أصعد) إلى (ουπω αναβαινω – ليس بعد أصعد) حتى يزيل التناقض , ولكن هذا لم يحدث في مخطوطة دير سانت كاترين للأناجيل الأربعة , فهذه المخطوطة الرائعة تقدم لنا حل جديد , وإليكم الصورة:
المخطوطة تقرأ: اصعدوا انتم إلى هذا العيد لان حيني لم يتم بعد
ما هذا ! أين قول يسوع (أنا لست أصعد بعد إلى هذا العيد) ؟ هل قال (ليس بعد أصعد) أم قال (لا أصعد) ؟
قاموا بحذف العبارة كاملة ؟! أراحوا عقولهم من المشكلة ؟ ما هذا الذي نراه في مخطوطات لكتاب مقدس ؟
لن أعلق أكثر من هذا على الصورة , وسأترك لكم التعليق … شكر خاص للأخ أبو جاسم
نعم كذب حسب علم النقد النصي
رداً على موضوع (هل كذب السيد المسيح على تلاميذه؟) لـ مراد سلامة
الحمد لله نحمده , ونستعين به ونستغفره , ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مُضِل له , ومن يضلل فلن تجد له وليّاً مرشداً , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمداً عبده ورسوله , وصفيه من خلقه وخليله , بلَّغ الرسالة , وأدى الأمانة , ونصح الأمة , فكشف الله به الغمة , ومحى الظلمة , وجاهد في الله حق جهاده حتى آتاه اليقين , وأشهد أن عيسى ابن مريم عبد الله ورسوله , وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه .
ثم أما بعد ؛
« اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ اهْدِنِى لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ إِنَّكَ تَهْدِى مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ »(صحيح مسلم-1847).
موضوع الزميل مراد سلامة أرشدني إليه أحد الأحباب المسلمين – اسأل الله أن يبارك فيه – فوجدته موضوع قصير مكتوب في ثلاث صفحات , فأثرت الرد عليه لا لشيء إلا لإثراء الموضوع ومناقشة فكر يدافع عن المسيح – عليه أفضل الصلاة والسلام – من ما يظنه طعن إسلامي فيه , ولكن والله الذي لا إله هو ما جاء الطعن إلا من قِبَل كتاب النصارى الذي يُدعى بالعهد الجديد .
أول ما بدأ الزميل مُراد في الرد قام بتوضيح أهمية كلمة (بعد) في النص العربي , وهذا ما بيّناه في أصل الموضوع , وأن بدون هذه الكلمة يقع يسوع في خطية الكذب , وهكذا اجتمع المفسرون وأخذنا أنطونيوس فكري كمثال , وإليكم نص كلام مُراد:
ثم يقول الأستاذ مُراد كلام عجيب جداً لا يمُت للبحث العلمي بصلة: لنا سؤال بسيط جداً: هل هذه النُسخ – والتي تعتبر من أدق الترجمات العالمية – حذفت كلمة بعد من تلقاء نفسها ؟ أم أن هناك سبب علمي دفعهم إلى هذا ؟ والعجيب أن الأستاذ مُراد يقول أن هذه النسخ (لا نعترف بها من الأساس) ! فمن أنتم الذين لا تعترفون بهذه النسخ ؟ّ! وما هو معياركم في عدم الإعتراف بهذه النسخ ؟ المصيبه كل المصيبه أن نسخة الـ(NIV) لا تجعل يسوع كذاب ! ولكنها وضعت في الهامش أن هناك مخطوطات أخرى تحمل قراءة مخالفة . العجيب أن مُراد لا يعترف بنسخة ولا يعرف ماذا فيها أصلاً ! سبحان ربي الأعلى .
The New International Version
You go to the Feast. I am not yet going up to this Feast, because for me the right time has not yet come.
الآن يجب علينا إدراك شيء أساسي عن نُسخ الكتاب المقدس:
أولاً: هُناك نُسخ للكتاب المقدس تُدعى نُسخ تقليدية أي أنها مُعتمدة على النص المستلم اليوناني , وأساس هذا النص المستلم هو نص إيرازموس[1] اليوناني الذي قام بإصداره عام 1516 وهذه النسخة اليونانية كانت أصل ترجمة الملك جيمز (KJV) , وأيضاً نسخة الفاندايك الشهيرة ! لذلك نجد تشابه شديد بين الترجمتين وقد يظن البعض أن ترجمة الفاندايك هي ترجمة عربية لنسخة الملك جيمز ولكن هذا غير صحيح .
ثانياً: هُناك نُسخ أخرى للكتاب المقدس تُدعى نُسخ نقدية أي أنها مُعتمدة على نص يوناني نقدي , أي بعد إعمال النقد النصي في مخطوطات الكتاب المقدس , وهذه النُسخ تختلف إختلافاً شديداً عن النسخ التقليدية ومن ضمن هذه النُسخ النقدية نسخة الـ(RSV) الذي لا يعترف بها الأستاذ مُراد هو وجماعته ! أيضاً من ضمن هذه النُسخ النقدية الترجمة العربية المشتركة التي كتبت في مُقدمتها أنها موضوعة من قِبَل لجنة مؤلفة من علماء كتابيين ولاهوتيين ينتمون مختلف الكنائس المسيحية من كاثوليكية وأرثوذكسية وإنجيلية ! هذه الترجمة الرائعة أساسها – كما هو مكتوب في المقدمة أيضاً – نسخة نستل آلاند النقدية رقم26 (NA26) والطبعة رقم3 التي نشرتها جمعيات الكتاب المقدس (GNT3rdEd) . وللعلم هذه النسخة أيضاً تجعل يسوع كذاب كما وضحنا في أصل الموضوع !.
الآن بعد أن عرفنا نُسخ الكتاب المقدس المختلفة , فإننا نرى بوضوح أن الأستاذ مُراد يميل إلى النص المستلم الغير علمي ولا يعترف بالنسخ النقدية التي تستند على علم النقد النصي في تحديد القراءة الأصلية ! الجميل في الموضوع أن الأستاذ مُراد يقول في موضعه أنه سيعلم النُقاد العرب كيف يطرحون الشُبهة ويدعي أن المشكلة كامنة في الترجمات فقط ! الله المستعان
الآن سنقوم بطرح النُسخ اليونانية النقدية التي تجعل يسوع كذاب ومن بعدها الترجمات الإنجليزية:
Nestle-Aland 26th/27th edition
ὑμεῖς ἀνάβητε εἰς τὴν ἑορτήν· ἐγὼ οὐκ ἀναβαίνω εἰς τὴν ἑορτὴν ταύτην, ὅτι ὁ ἐμὸς καιρὸς οὔπω πεπλήρωται.
Tischendorf 8th Ed.
ὑμεῖς ἀνάβητε εἰς τὴν ἑορτήν· ἐγὼ οὐκ ἀναβαίνω εἰς τὴν ἑορτὴν ταύτην, ὅτι ὁ ἐμὸς καιρὸς οὔπω πεπλήρωται.
Greek New Testament 4th Revised Edition
ὑμεῖς ἀνάβητε εἰς τὴν ἑορτήν· ἐγὼ οὐκ ἀναβαίνω εἰς τὴν ἑορτὴν ταύτην, ὅτι ὁ ἐμὸς καιρὸς οὔπω πεπλήρωται.
Samuel Tregelles Greek New Testament
ὑμεῖς ἀνάβητε εἰς τὴν ἑορτήν· ἐγὼ οὐκ ἀναβαίνω εἰς τὴν ἑορτὴν ταύτην, ὅτι ὁ ἐμὸς καιρὸς οὔπω πεπλήρωται.
ὑμεῖς ἀνάβητε εἰς τὴν ἑορτήν· ἐγὼ οὐκ ἀναβαίνω εἰς τὴν ἑορτὴν ταύτην, ὅτι ὁ ἐμὸς καιρὸς οὔπω πεπλήρωται.
Tischendorf 8th Ed.
ὑμεῖς ἀνάβητε εἰς τὴν ἑορτήν· ἐγὼ οὐκ ἀναβαίνω εἰς τὴν ἑορτὴν ταύτην, ὅτι ὁ ἐμὸς καιρὸς οὔπω πεπλήρωται.
Greek New Testament 4th Revised Edition
ὑμεῖς ἀνάβητε εἰς τὴν ἑορτήν· ἐγὼ οὐκ ἀναβαίνω εἰς τὴν ἑορτὴν ταύτην, ὅτι ὁ ἐμὸς καιρὸς οὔπω πεπλήρωται.
Samuel Tregelles Greek New Testament
ὑμεῖς ἀνάβητε εἰς τὴν ἑορτήν· ἐγὼ οὐκ ἀναβαίνω εἰς τὴν ἑορτὴν ταύτην, ὅτι ὁ ἐμὸς καιρὸς οὔπω πεπλήρωται.
وهذه صورة لنسخة العهد الجديد يوناني عربي بين السطور والتي تحمل نص نستل آلاند اليوناني الإصدار27 وعلى الهامش نجد الترجمة العربية المشتركة , نجد أن يسوع كذاب في النسختين !
والآن نعرض عليكم بعض النُسخ الأخرى التي لن يعترف بها الأستاذ مُراد أيضاً:
American Standard Version
Go ye up unto the feast: I go not up unto this feast; because my time is not yet fulfilled.
The English Darby Bible
Ye, go ye up to this feast. I go not up to this feast, for *my* time is not yet fulfilled.
The Douay-Rheims 1899 American Edition
Go you up to this festival day, but I go not up to this festival day: because my time is not accomplished.
ENGLISH STANDARD VERSION
You go up to the feast. I am not going up to this feast, for my time has not yet fully come.”
The New American Standard Bible
“Go up to the feast yourselves; I do not go up to this feast because My time has not yet fully come.”
The NET Bible, Version 1.0
You go up to the feast yourselves. I am not going up to this feast because my time has not yet fully arrived.
New Jerusalem Bible
Go up to the festival yourselves: I am not going to this festival, because for me the time is not ripe yet.’
New Living Translation, second edition
You go on. I’m not going to this festival, because my time has not yet come.”
New Revised Standard Version Bible
Go to the festival yourselves. I am not going to this festival, for my time has not yet fully come.”
Revised Standard Version of the Bible
Go to the feast yourselves; I am not going up to this feast, for my time has not yet fully come.”
Go ye up unto the feast: I go not up unto this feast; because my time is not yet fulfilled.
The English Darby Bible
Ye, go ye up to this feast. I go not up to this feast, for *my* time is not yet fulfilled.
The Douay-Rheims 1899 American Edition
Go you up to this festival day, but I go not up to this festival day: because my time is not accomplished.
ENGLISH STANDARD VERSION
You go up to the feast. I am not going up to this feast, for my time has not yet fully come.”
The New American Standard Bible
“Go up to the feast yourselves; I do not go up to this feast because My time has not yet fully come.”
The NET Bible, Version 1.0
You go up to the feast yourselves. I am not going up to this feast because my time has not yet fully arrived.
New Jerusalem Bible
Go up to the festival yourselves: I am not going to this festival, because for me the time is not ripe yet.’
New Living Translation, second edition
You go on. I’m not going to this festival, because my time has not yet come.”
New Revised Standard Version Bible
Go to the festival yourselves. I am not going to this festival, for my time has not yet fully come.”
Revised Standard Version of the Bible
Go to the feast yourselves; I am not going up to this feast, for my time has not yet fully come.”
الآن نأتي إلى الإبداع والعبقرية في الطرح العلمي الذي لم أرى مثله من قبل !
قام الأستاذ مُراد بعرض المخطوطات التي تحتوي على قراءة (ليس بعد oupw) وقال بمنتهى البساطة:
ما شاء الله تبارك الله , بهذه السهولة قمت بتحديد القراءة الأصلية ؟! هل مُجرد طرح المخطوطات التي تشهد بقراءة مُعينة تُثبت أنها هي الأصلية دون قراءة أخرى ؟ صراحة منهج علمي تفرد به الأستاذ مُراد , والله يعلم أني لا أحب أن أجعل الموضوع شخصي ولكن هو من قال أنه سيُعلم النُقاد العرب كيف يطرحون الشبهة في الذي يجهل فيه منهجيات النقد النصي في تحديد القراءة الأصلية !
أولاً: قد قمنا بطرح آراء كبار العلماء النُقاد في هذه القضية وعلمنا أنهم قاموا بترجيح القراءة التي تجعل يسوع كذاب , فعلى الأستاذ مُراد أن يرد على جميع هؤلاء العلماء أولاً , ولكن كيف له أن يرد وهو الذي إن واجهته مشكلة لا يعترف بها وانتهت القضية !
ثانياً: لنقوم بطرح المخطوطات التي تجعل يسوع كذاب ولنرى هل هي مخطوطات لها قيمتها ووزنها أم لا ؟
א المخطوطة السينائية القرن الرابع نص سكندري
D مخطوطة بيزا القرن الخامس نص غربي
1071 القرن الثاني عشر نص بيزنطي
1241 القرن الثاني عشر نص بيزنطي
l 672 قراءات كنسية القرن التاسع نص بيزنطي
l 673 قراءات كنسية القرن الثاني عشر نص بيزنطي
l 813 قراءات كنسية القرن الحادي عشر نص بيزنطي
l 950 قراءات كنسية القرن الثاني عشر نص بيزنطي
l 1223 قراءات كنسية القرن الثالث عشر نص بيزنطي
ita الـلاتينية القديمة القرن الرابع نص غربي
itaur الـلاتينية القديمة القرن السابع نص غربي
itb الـلاتينية القديمة القرن الخامس نص غربي
itc الـلاتينية القديمة القرن الثاني عشر نص غربي
itd الـلاتينية القديمة القرن الخامس نص غربي
ite الـلاتينية القديمة القرن الخامس نص غربي
itff_2 الـلاتينية القديمة القرن الخامس نص غربي
Vg الفولجاتا الـلاتينية القرن الخامس نص غربي
syrc السريانية الكاترونية القرن الثالث
syrs السريانية السينائية القرن الرابع
copbo القبطية البحيرية القرن الرابع نص سكندري
Arm الترجمة الأرمينية القرن الخامس نص قيصري
Eth الترجمة الأثيوبية القرن السادس
Geo الترجمة الجورجية القرن الخامس نص قيصري
Slav الترجمة السلافينية القرن التاسع
Diatessaron دايتسرون تاتيان القرن الثاني
إذن , نجد أن ليدنا كم لا بأس به من المخطوطات التي تبدأ من القرن الثاني الميلادي حتى القرن الثالث عشر ! وهذه المخطوطات من كافة النصوص اليونانية (سكندري – بيزنطي – قيصري – غربي) أي أن هناك توزيع جغرافي جميل للقراءة التي تجعل يسوع كذاب حول العالم ! نحن نعلم جيداً أن أفضل المخطوطات اليونانية لا تجعل يسوع كذاب ولكن السؤال الذي حير جميع علماء النقد النصي هو: كيف نفسر وجود قراءة (لا ouk) في جميع هذه المخطوطات ؟ لا يوجد التفسير ! أنا على استعداد تام لقبول أن قراءة (ليس بعد oupw) هي الأصلية ولكن يجب على المسيحي أن يعترف أن مخطوطات العهد الجديد دخل فيها الفساد والتحريف عن عمد من أجل إظهار يسوع في أسوأ صورة , فهل يقبل المسيحي ذلك ؟!
إذن فالشبهة – على حد تعبير الأستاذ مُراد – قائمة على أرض صلبة حديدية , بل قد أعترف العلماء بأن يسوع قد وقع في الكذب كما نقلنا في الموضوع الأصلي , ليس هذا فحسب , بل أن تُهمة وقوع يسوع في الكذب قائمة منذ القرن الرابع الميلادي ! حيث قام المهرطق بورفري بإتهام يسوع بالكذب عند قراءة هذا النص عن يسوع ! ينقل لنا هذا الإتهام المُفسر الكبير آدم كلارك عندما كتب تعليقه على النص محل البحث:
Adam Clarke’s Commentary on the Bible
I go not up yet unto this feast – Porphyry accuses our blessed Lord of falsehood, because he said here, I will not go to this feast, and yet afterwards he went.
نحن لم نأتي بجديد ولكن الشُبهة قائمة مُنذ القديم , والآن نعرض آراء التفاسير النقدية المُعاصرة حول هذه المشكلة:
A critical and exegetical commentary on the Gospel according to St. John
If we read οὐκ, His words would seem to convey to His hearers that He was not going up at all to this particular feast; and in that case He altered His plans afterwards.
ترجمة: إذا قرأنا (لا ouk). كلماته تبدو للمستمع وكأن يسوع يقول أنه لن يصعد إطلاقاً إلى هذا العيد وفي هذه الحالة فإنه قد غير كلامه فيما بعد .
The College Press NIV commentary (Jn 7:8)
I am not yet going to this Feast … has a textual note in the NIV. It is probable that the original text read “I am not going to the feast” (cf. NRSV). “Not yet” seems to have been added by a later copyist to avoid the apparent contradiction of having Jesus make this statement in verse 8 and then proceed to go to the feast in verse 10.
ترجمة: أنا لست بعد أصعد إلى هذا العيد … هناك ملحوظة نقدية في نسخة الـ(NIV) . من المحتمل أن القراءة الأصلية لهذا النص يقول (أنا لا أصعد إلى هذا العيد) . (ليس بعد) يبدوا وكأنه مُضاف من قِبَل نُساخ لتفادي التناقض الظاهر عندما يقول يسوع هذا في العدد8 ثم يصعد إلى العيد بالفعل في العدد10 .
John. Life application Bible commentary
7:8 “I am not yet going up to this feast.” NIV This reading is from the earliest manuscripts; however, other manuscripts read, “I am not going to this festival” (nrsv). Despite the early testimony for the inclusion of the word yet, most scholars consider the inclusion to be an addition made by scribes trying to clear the text of any contradiction (i.e., Jesus says he will not go to the feast, but then he goes—7:10). If the shorter wording “I am not going to this festival” is original, it very likely means: “I am not going up to the feast until the Father tells me to do so.”
ترجمة: 7: 8 (أنا ليس بعد أصعد إلى هذا العيد) , هذه القراءة موجودة في أقدم المخطوطات ولكن هناك مخطوطات أخرى تقرأ (أنا لا أصعد إلى هذا العيد) على الرغم من شهادة أقدم المخطوطات التي تحمل قراءة (ليس بعد) , فإن معظم الباحثين يقولون بأن الكلمة مُضافة من قِبَل نُساخ محاولين إزالة أي تناقض في النص (يسوع قال أنه لن يصعد لكنه صعد بالفعل) . إذا كانت القراءة الأقصر هي الأصل (أنا لا أصعد إلى هذا العيد) , فقد تعني (أنا لا أصعد إلى هذا العيد حتى يأذن لي الآب) .
طبعاً هذه مُحاول مستميته لإخراج يسوع من الكذبة , تفسير ما أنزل الله بها من سلطان .
The New American Commentary
Although a majority of the ancient manuscripts read “I am not yet going” (houpō; cf. NIV) at 7:8, the omission of the “yet” from major manuscripts (such as Sinaiticus and Bezae) strongly suggests that the word was added by a scribe who was trying to protect Jesus’ integrity, since Jesus did in fact later go to Jerusalem (cf. 7:10).
ترجمة: بالرغم من أن هناك العديد من المخطوطات القديمة تعمل قراءة (أنا ليس بعد أصعد) في العدد 7: 8 , كلمة (ليس بعد) غير موجودة في مخطوطات مُهمة (مثل السينائية والبيزية) مما يُرجح بشدة أن الكلمة تم إضافتها بواسطة نُساخ حاولوا حماية استقامة يسوع . حيث أن يسوع بالفعل صعد إلى أورشليم لاحقاً .
هكذا نرى مدى قوة المشكلة , وكيف أن المفسرين يجاهدون في تفسير هذا التناقض , نحن نقول بمنتهى البساطة , لو لم تكن هناك مشكلة بالفعل لما وجدنا قراءات في المخطوطات , الإختلاف في المخطوطات دليل على المشكلة وإلا لما فكر ناسخ في تغيير النص , نسأل الله عز وجل أن يهدي أصدقاءنا النصارى إلى الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
[1] The Text of the New Testament Its Transmission, Corruption, and Restoration
Fourth Edition by Bruce M. Metzger and Bart D. Ehrman – Preface to the First Edition P.XV
[2] تفسير أنطونيوس فكري – كنيسة السيدة العذراء بالفجالة
إنجيل يوحنا (الإصحاح السابع) الآيات (8 – 10) – صـ191 http://www.arabchurch.com/commentari...ntonios/John/7
[3] The Adam Clarke Commentary – New Testament – John Chapter 7
Verse 8. I go not up yet unto this feast http://www.studylight.org/com/acc/vi...oh&chapter=007
[4] History of the Christian Church, Volume II: Ante-Nicene Christianity. A.D. 100-325 – by Schaff, Philip
Porphyry and Hierocle http://www.ccel.org/ccel/schaff/hcc2.v.v.viii.html
[5] Hearing The New Testament , Strategies for Interpretation http://books.google.com.eg/books?id=hyagcHhk9C0C
Textual Criticism of the New Testament by Bart D. Ehrman – External Evidance P.131
[6] المرجع السابق Internal Evidance P.135
[7] Nestle-Aland 26th/27th Edition Greek New Testament
[8] Greek New Testament (Majority Text) of the Greek Orthodox Church
[9] العهد الجديد يوناني عربي بين السطور – بولس الفغالي – صـ471
قاموس يوناني عربي لكلمات العهد الجديد والكتابات المسيحية الأولى – رهبان دير الأنبا مقار – صـ98
[10] The Committee of The Greek New Testament, Fourth Revised Edition – Barbara Aland, Kurt Aland, Johannes Karavidopoulos, Carlo M. Martini, and Bruce M. Metzger
[11] The Greek New Testament 4th Revised Edition P.3* – The Textual Apparatus – The Evaluation of Evidence for the Text
[12] The Greek New Testament, Fourth Revised Edition P.342 – John 7:8
[13] A textual commentary on the Greek New Testament, second edition by Bruce M. Metzger – John 7:8 – P.185
[14] A Textual Commentary on the Greek Gospels Vol. 4 John by Wieland Willker – TVU 97
[15] A new translation from the Greek by David Robert Palmer
Alternating verse by verse with the ancient Greek text – John 7:8
تعليق