تويت
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
اردت ان اكتب موضوعا مختصرا عن جمع القرآن الكريم
و المادة مأخوذة من كتاب "جمع القرآن الكريم حفظا و كتابة" لـ [علي بن سليمان العبيد] مع بعض الزيادة مني
و لمن يريد الاستفاضة
رابط الكتاب اونلاين علي المكتبة الشاملة الحديثة
https://al-maktaba.org/book/11131
سأتحدث في هذا الموضوع عن جمع القرآن و كتابته في عهد النبي صلي الله عليه و سلم فقط
نبدأ بأسم الله
✨اولا ما هو معني الجمع في اللغة ؟
الجمع: مصدر الفعل "جمع"، يقال: جمع الشيء يجمعه جمعا.
🔹قال الجوهري المتوفى سنة ٣٩٣هـ: " أجمعت الشيء: جعلته جميعا، والمجموع: الذي جمع من هاهنا وهنا وإن لم يجعل كالشيء الواحد "
🔹وقال الراغب الأصفهاني المتوفى سنة ٥٠٢هـ: " الجمع: ضم الشيء بتقريب بعضه من بعض، يقال: جمعته فاجتمع " 
🔹وقال ابن منظور المتوفى سنة ٧١١هـ: " جمع الشيء عن كل تفرقة يجمعه جمعا، واستجمع السيل: اجتمع من كل موضع، وجمعت الشيء: إذا جئت به من هنا وهنا، وتجمع القوم: اجتمعوا أيضا من هنا وهنا "
🔹وقال الفيروز أبادي المتوفى سنة ٨١٧هـ: " الجمع: تأليف المتفرق
🔷ويلاحظ في هذه المعاني أن اشتقاق كلمة "جمع" تدل على الجمع والاجتماع والتأليف، وضم المتفرق فجمع الشيء استقصاؤه والإحاطة به
✨ثانيا ما هو المعني الاصطلاحي لجمع القرآن ؟؟
🔹جمع القرآن يطلق في علوم القرآن علي معنيين:
🔷اولا ~ حفظه في الصدور
ويدل له قوله تعالى {إن علينا جمعه وقرآنه} (القيامة: ١٧) أي: جمعه في صدرك، وإثبات قراءته في لسانك [الكشاف ج٦-ص٢٦٩]
و منها قوله "جماع القرآن" اي حفاظه
🔷 ثانيا ~ جمع القرآن بمعني كتابته
كما جاء في صحيح البخاري في قصة جمع القرآن الكريم في عهد أبي بكر الصديق – رضي الله عنه – ومما ورد فيه:
قول عمر بن الخطاب لأبي بكر –
: " وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن "
ف بالتأكيد عمر رضي الله عنه لم يكن يؤمر الصديق رضي الله عنه بحفظ القرآن انما بكتابة القرآن في كتاب واحد
و يوجد اسمان مشهوران للقرآن
✨اولا ~ القرآن
اشارة الي المعني الاول "حفظ القرآن من الصدور"
حيث ان القرآن مشتق من الفعل قرأ بمعني تلا
كما يقال في لغة العرب قرأ.. يقرأ.. قرآنا
ودل على هذا قوله عز: {ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه} (طه:١١٤) أي: لا تعجل بقراءة القرآن قبل أن ينتهي جبريل من قراءته.
✨ثانيا ~ الكتاب
اشارة الي جمعه عن طريق الكتابة
وهو الحفظ في السطور، فالكتاب في الأصل مصدر، ثم سمي المكتوب فيه كتابا [المفردات ص٤٣٢]
🔹و هذا يدل علي ان القرآن كلام الرحمن سبحانه تم حفظه في الصدور و في السطور معا 🔹
✨✨فلا ثقة لنا بحفظ حافظ حتى يوافق الرسم المجمع عليه من الأصحاب، المنقول إلينا جيلا بعد جيل، على هيئته التي وضع عليها أول مرة، ولا ثقة لنا بكتابة كاتب حتى يوافق ما هو عند الحفاظ بالإسناد الصحيح المتواتر [النبأ العظيم ص ١٢،١٣] ✨✨
✨و حين يقال في علوم القرآن "جمع القرآن في عهد النبي" يقصد به حفظه عن ظهر قلب في الصدور و كتابته علي المتاح في ذلك الزمن
✨و حين يقال جمع القرآن في "زمن ابي بكر الصديق -رضي الله عنه-" يقصد به كتابة القرآن في مصحف واحد مسلسل الايات مرتب السور
✨و حين يقال جمع القرآن في "زمن عثمان بن عفان-رضي الله عنه-"
يقصد به نسخ المصحف الذي كتب في عهد ابي بكر الصديق رضي الله عنه بمصاحف متعددة
✨ حفظ الله للقرآن الكريم في السماء✨
🔹فقال تعالي
{فلا أقسم بمواقع النجوم. وإنه لقسم لو تعلمون عظيم. إنه لقرآن كريم. في كتاب مكنون. لا يمسه إلا المطهرون. تنزيل من رب العالمين} (الواقعة: ٧٥، ٨٠)
ف القرآن محفوظ في السماء في كتاب مختوم لا يمسه الا المطهرون من الملائكة و لا يصل إليه الشيطان و لا ينال منه شئ
🔹و لقد انزل الله القرآن الي السماء الدنيا في ليلة القدر و حفظه في بيت العزة
✨وضعَ في بيتِ العزَّةِ القرآنُ في السَّماءِ الدُّنيا فجعلَ جبريلُ ينزلُ به على النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ.
الراوي: - | المحدث: ابن حجر العسقلاني | المصدر: فتح الباري لابن حجر
الصفحة أو الرقم: 8/619
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
و كي لا يختلط الامر علي احد
✨✨لقد اخذ جبريل القرآن من الله و لم يأخذه من اللوح المحفوظ او من بيت العزة ✨✨
✨حفظ الله القرآن في طريق نزوله الي الارض✨
قال سبحانه
{وما تنزلت به الشياطين. وما ينبغي لهم وما يستطيعون} (الشعراء: ٢١٠، ٢١١)
و حفظه سبحانه من الشياطين التي كانت تسترق السمع
قال تعالى {وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا. وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا. وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا} (الجن: ٨، ١٠) ، وقال عز وجل {وحفظا من كل شيطان مارد لا يسمعون إلى الملأ الأعلى ويقذفون من كل جانب. دحورا ولهم عذاب واصب. إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب} (الصافات: ٧، ١٠)
✨حفظ الله القرآن علي الارض من التغيير و التحريف✨
✨لقد كان رسول الله يسعد لسماع الوحي و مجئ جبريل ف كيف سيكون استقباله صلي الله عليه و سلم للقرآن ؟؟
فقوله تعالى {لا تحرك به لسانك لتعجل به. إن علينا جمعه وقرآنه. فإذا قرأناه فاتبع قرآنه. ثم إن علينا بيانه} القيامة: ١٦، ١٩) . فكان صلى الله عليه وسلم حين نزول القرآن عليه يتعجل ويبادر بأخذه
ومما ورد في تفسير هذه الآيات ما أخرجه البخاري وغيره عن موسى بن أبي عائشة أنه سأل سعيد بن جبير عن قوله تعالى {لا تحرك به لسانك} قال: وقال ابن عباس: "كان يحرك شفتيه إذا أنزل عليه، فقيل له: {لا تحرك به لسانك} يخشى أن يتفلت منه {إن علينا جمعه وقرآنه} أن نجمعه في صدرك {وقرآنه} أن تقرأه {فإذا قرأناه} يقول: أنزل عليه {فاتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه} أن نبينه على لسانك
[الأثر أخرجه البخاري في كتاب التفسير، تفسير سورة القيامة، باب (إن علينا جمعه وقرآنه) صحيح البخاري ج٦ – ص٧٦ ]
✨و مدارسة جبريل للرسول صلي الله عليه وسلم في كل عام مرة زيادة علي الحفظ
✨و قول الله سبحانه (إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَـٰفِظُونَ)
[سورة الحجر 9]
فلقد تكفل الله هو بحفظ القرآن
✨حفظ القرآن لم يختصر علي الرسول فقط بل كان يؤمر صحابته بالحفظ ايضا
و كان الرسول يعلمهم القرآن بنفسه
وأخرج البخاري عن جابر بن عبد الله قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كما يعلمنا السورة من القرآن"
✨كتابة القرآن في زمن الرسول صلي الله عليه و سلم✨
لم يكتف النبي صلى الله عليه وسلم بحفظ القرآن الكريم، وإقرائه لأصحابه، وحثهم على تعلمه وتعليمه، بل جمع إلى ذلك الأمر بكتابته وتقييده في السطور، فكان كلما نزل عليه نجم دعا الكتاب فأملاه عليهم فيكتبونه، وبذلك كان القرآن مكتوبا كله بأمره في عهده صلى الله عليه وسلم.
🔹الدلائل على كتابة القرآن في زمن النبي صلي الله عليه و سلم
✨اولا :إطلاق لفظة الكتاب علي القرآن
ومن ذلك قوله تعالى {ذلك الكتاب لا ريب فيه} (البقرة: ٢) .
فالكتاب يدل على أن القرآن مكتوب
✨ثانيا : أن الكتابة من الصفات الثابتة للقرآن الكريم حيث قال عز وجل {رسول من الله يتلو صحفا مطهرة. فيها كتب قيمة} (البينة الآيتان ٢،٣) .
قال الفخر الرازي في تفسيره لهاتين الآيتين: "فاعلم أن الصحف جمع صحيفة، وهي ظرف للمكتوب"[تفسير الفخر الرازي ج٣٢ - ص ٤٢]
و هناك من الاحاديث ما يدل علي كتابة القرآن في عصر النبي
✨ ما رواه البخاري ومسلم عن ابن عمر "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو"
فيبدوا انه كان هناك صحف مكتوبة للقرآن و خاف الرسول ان تقع في يد العدو ف يمزقوها او يدوسوا عليها و لا يعظموا شعائر الله
✨إذنه صلى الله عليه وسلم بكتابة القرآن الكريم، أخرج مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تكتبوا عني، ومن كتب عني غير القرآن فليمحه" فهذا الحديث يدل على نهي النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة كتابة شيء غير القرآن، وأن القرآن كان مأذونا لهم في كتابته.
اخيرا
✨✨كُتّاب الوحي✨✨
كان للنبي صلى الله عليه وسلم كتاب يكتبون له ما ينزل عليه من آي الذكر الحكيم وسوره، وما يحتاجه من مكاتبات في شؤون الرسالة والدعوة وحوائج الناس واختلفت المصادر في تعدادهم وذكرهم، حتى أوصلها بعضهم إلى أربعة وأربعين كاتبا ولعل السبب في ذلك هو جمعهم بين من كتب التنزيل وغيره وبين من كتب في شؤون الرسالة والدعوة ونحوها دون التنزيل، أو بين من كتب التنزيل بصفة رسمية وبين من كتبه لنفسه.
و من كتبة الوحي
🔷عبد الله بن سعد بن أبي السرح القرشي العامري أول من كتب للنبي صلى الله عليه وسلم بمكة
🔷عثمان بن عفان بن أبي العاص القرشي
🔷علي بن ابي طالب بن عبد المطلب القرشي الهاشمي
🔷 أبي بن كعب بن قيس الأنصاري الخزرجي، أول من كتب للنبي صلى الله عليه وسلم عند قدومه المدينة،
🔷زيد بن ثابت الأنصاري الخزرجي
🔷معاوية بن أبي سفيان القرشي الأموي
وممن كتب في شؤون الرسالة والدعوة وحوائج الناس:
١) أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
٢) عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
٣) حنظلة بن الربيع رضي الله عنه وغلب عليه اسم "الكاتب".
٤) الزبير بن العوام رضي الله عنه.
٥) خالد بن سعيد بن العاص رضي الله عنه
٦) ثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنه.
٧) المغيرة بن شعبة رضي الله عنه.
٨) معاذ بن جبل رضي الله عنه
و غيرهم ....
✨✨الادوات التي كتب عليها الوحي✨✨
🔘الرقاع: وهي جمع رقعة، وهي القطعة من الجلد وقد تكون من غيره كالقماش أو الورق، وهو غالب ما كتب عليه الوحي.
🔘الأكتاف: وهي جمع كتف، وهو عظم عريض يكون في أصل كتف الحيوان
🔘العسب: وهو جمع عسيب، وهو جريد النخل، كانوا يكشطون الخوص ويكتبون في الطرف العريض
🔘اللخاف: وهو جمع لخفة، وهي صفائح الحجارة
🔘الأقتاب: وهو جمع قتب، وهو قطع الخشب التي توضع على ظهر البعير ليركب عليه الإنسان
🔘ومما كانوا يكتبون فيه: الصحف والألواح والكرانيف وغيرها
✨الصفة التي كتب عليها القرآن في عهد النبي✨
🔷 يمكننا القول انه كان مدون كاملا مكتوبا في عهد النبي
اي ان الرسول امر بكتابته و لكنه لم يجمعه في مصحف واحد
ف قد قال زيد بن ثابت: "قبض النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن القرآن جمع في شيء"
✨الكتابة تمت علي ادوات متنوعة (عظم او جريد) مما جعله غير مرتب و محصور بين دافتين
✨القرآن لم يكن مرتب السور لأنه كتب اول باول حسب نزوله و نزول القرآن يختلف عن ترتيبه في المصحف
🔘و السؤال الاهم
✨✨لماذا لم يجمع الرسول القرآن في مصحف واحد قبل وفاته ؟؟✨✨
✨ اولا ~. ما كان يترقبه النبي صلى الله عليه وسلم من تتابع نزول الوحي حيث كانت تنزل بعض آيات سورة من السور، وتنقطع بنزول آيات سورة أخرى – قبل تلك السورة أو بعدها – ثم يستأنف الوحي آيات السورة
✨ثانيا ~ ترتيب القرآن حسب اللوح المحفوظ و ليس حسب النزول
مما يجعل من الصعب جمعه في كتاب اثناء نزوله
✨ثالثا ~ قصر المدة بين نزول اخر اية و بين انتقال الرسول الي الرفيق الاعلي صلي الله عليه وسلم
✨رابعا ~ لم يوجد الحاجة لجمعه ف الصحابة يحفظوه في الصدور و يعرفون ترتيبه فقد كان المسلمون في عهد النبي صلى الله عليه وسلم بخير وأمن، والقراء كثيرون، والفتنة مأمونة، وفوق هذا الرسول صلى الله عليه وسلم بينهم
و لكن في عهد ابي بكر رضي الله عنه ظهرت الحاجة لجمعه في كتاب واحد
تم بحمدالله
و الله اعلى و اعلم
اردت ان اكتب موضوعا مختصرا عن جمع القرآن الكريم
و المادة مأخوذة من كتاب "جمع القرآن الكريم حفظا و كتابة" لـ [علي بن سليمان العبيد] مع بعض الزيادة مني
و لمن يريد الاستفاضة
رابط الكتاب اونلاين علي المكتبة الشاملة الحديثة
https://al-maktaba.org/book/11131
سأتحدث في هذا الموضوع عن جمع القرآن و كتابته في عهد النبي صلي الله عليه و سلم فقط
نبدأ بأسم الله
✨اولا ما هو معني الجمع في اللغة ؟
الجمع: مصدر الفعل "جمع"، يقال: جمع الشيء يجمعه جمعا.
🔹قال الجوهري المتوفى سنة ٣٩٣هـ: " أجمعت الشيء: جعلته جميعا، والمجموع: الذي جمع من هاهنا وهنا وإن لم يجعل كالشيء الواحد "
🔹وقال الراغب الأصفهاني المتوفى سنة ٥٠٢هـ: " الجمع: ضم الشيء بتقريب بعضه من بعض، يقال: جمعته فاجتمع "
🔹وقال ابن منظور المتوفى سنة ٧١١هـ: " جمع الشيء عن كل تفرقة يجمعه جمعا، واستجمع السيل: اجتمع من كل موضع، وجمعت الشيء: إذا جئت به من هنا وهنا، وتجمع القوم: اجتمعوا أيضا من هنا وهنا "
🔹وقال الفيروز أبادي المتوفى سنة ٨١٧هـ: " الجمع: تأليف المتفرق
🔷ويلاحظ في هذه المعاني أن اشتقاق كلمة "جمع" تدل على الجمع والاجتماع والتأليف، وضم المتفرق فجمع الشيء استقصاؤه والإحاطة به
✨ثانيا ما هو المعني الاصطلاحي لجمع القرآن ؟؟
🔹جمع القرآن يطلق في علوم القرآن علي معنيين:
🔷اولا ~ حفظه في الصدور
ويدل له قوله تعالى {إن علينا جمعه وقرآنه} (القيامة: ١٧) أي: جمعه في صدرك، وإثبات قراءته في لسانك [الكشاف ج٦-ص٢٦٩]
و منها قوله "جماع القرآن" اي حفاظه
🔷 ثانيا ~ جمع القرآن بمعني كتابته
كما جاء في صحيح البخاري في قصة جمع القرآن الكريم في عهد أبي بكر الصديق – رضي الله عنه – ومما ورد فيه:
قول عمر بن الخطاب لأبي بكر –
: " وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن "ف بالتأكيد عمر رضي الله عنه لم يكن يؤمر الصديق رضي الله عنه بحفظ القرآن انما بكتابة القرآن في كتاب واحد
و يوجد اسمان مشهوران للقرآن
✨اولا ~ القرآن
اشارة الي المعني الاول "حفظ القرآن من الصدور"
حيث ان القرآن مشتق من الفعل قرأ بمعني تلا
كما يقال في لغة العرب قرأ.. يقرأ.. قرآنا
ودل على هذا قوله عز: {ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه} (طه:١١٤) أي: لا تعجل بقراءة القرآن قبل أن ينتهي جبريل من قراءته.
✨ثانيا ~ الكتاب
اشارة الي جمعه عن طريق الكتابة
وهو الحفظ في السطور، فالكتاب في الأصل مصدر، ثم سمي المكتوب فيه كتابا [المفردات ص٤٣٢]
🔹و هذا يدل علي ان القرآن كلام الرحمن سبحانه تم حفظه في الصدور و في السطور معا 🔹
✨✨فلا ثقة لنا بحفظ حافظ حتى يوافق الرسم المجمع عليه من الأصحاب، المنقول إلينا جيلا بعد جيل، على هيئته التي وضع عليها أول مرة، ولا ثقة لنا بكتابة كاتب حتى يوافق ما هو عند الحفاظ بالإسناد الصحيح المتواتر [النبأ العظيم ص ١٢،١٣] ✨✨
✨و حين يقال في علوم القرآن "جمع القرآن في عهد النبي" يقصد به حفظه عن ظهر قلب في الصدور و كتابته علي المتاح في ذلك الزمن
✨و حين يقال جمع القرآن في "زمن ابي بكر الصديق -رضي الله عنه-" يقصد به كتابة القرآن في مصحف واحد مسلسل الايات مرتب السور
✨و حين يقال جمع القرآن في "زمن عثمان بن عفان-رضي الله عنه-"
يقصد به نسخ المصحف الذي كتب في عهد ابي بكر الصديق رضي الله عنه بمصاحف متعددة
✨ حفظ الله للقرآن الكريم في السماء✨
🔹فقال تعالي
{فلا أقسم بمواقع النجوم. وإنه لقسم لو تعلمون عظيم. إنه لقرآن كريم. في كتاب مكنون. لا يمسه إلا المطهرون. تنزيل من رب العالمين} (الواقعة: ٧٥، ٨٠)
ف القرآن محفوظ في السماء في كتاب مختوم لا يمسه الا المطهرون من الملائكة و لا يصل إليه الشيطان و لا ينال منه شئ
🔹و لقد انزل الله القرآن الي السماء الدنيا في ليلة القدر و حفظه في بيت العزة
✨وضعَ في بيتِ العزَّةِ القرآنُ في السَّماءِ الدُّنيا فجعلَ جبريلُ ينزلُ به على النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ.
الراوي: - | المحدث: ابن حجر العسقلاني | المصدر: فتح الباري لابن حجر
الصفحة أو الرقم: 8/619
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
و كي لا يختلط الامر علي احد
✨✨لقد اخذ جبريل القرآن من الله و لم يأخذه من اللوح المحفوظ او من بيت العزة ✨✨
✨حفظ الله القرآن في طريق نزوله الي الارض✨
قال سبحانه
{وما تنزلت به الشياطين. وما ينبغي لهم وما يستطيعون} (الشعراء: ٢١٠، ٢١١)
و حفظه سبحانه من الشياطين التي كانت تسترق السمع
قال تعالى {وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا. وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا. وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا} (الجن: ٨، ١٠) ، وقال عز وجل {وحفظا من كل شيطان مارد لا يسمعون إلى الملأ الأعلى ويقذفون من كل جانب. دحورا ولهم عذاب واصب. إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب} (الصافات: ٧، ١٠)
✨حفظ الله القرآن علي الارض من التغيير و التحريف✨
✨لقد كان رسول الله يسعد لسماع الوحي و مجئ جبريل ف كيف سيكون استقباله صلي الله عليه و سلم للقرآن ؟؟
فقوله تعالى {لا تحرك به لسانك لتعجل به. إن علينا جمعه وقرآنه. فإذا قرأناه فاتبع قرآنه. ثم إن علينا بيانه} القيامة: ١٦، ١٩) . فكان صلى الله عليه وسلم حين نزول القرآن عليه يتعجل ويبادر بأخذه
ومما ورد في تفسير هذه الآيات ما أخرجه البخاري وغيره عن موسى بن أبي عائشة أنه سأل سعيد بن جبير عن قوله تعالى {لا تحرك به لسانك} قال: وقال ابن عباس: "كان يحرك شفتيه إذا أنزل عليه، فقيل له: {لا تحرك به لسانك} يخشى أن يتفلت منه {إن علينا جمعه وقرآنه} أن نجمعه في صدرك {وقرآنه} أن تقرأه {فإذا قرأناه} يقول: أنزل عليه {فاتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه} أن نبينه على لسانك
[الأثر أخرجه البخاري في كتاب التفسير، تفسير سورة القيامة، باب (إن علينا جمعه وقرآنه) صحيح البخاري ج٦ – ص٧٦ ]
✨و مدارسة جبريل للرسول صلي الله عليه وسلم في كل عام مرة زيادة علي الحفظ
✨و قول الله سبحانه (إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَـٰفِظُونَ)
[سورة الحجر 9]
فلقد تكفل الله هو بحفظ القرآن
✨حفظ القرآن لم يختصر علي الرسول فقط بل كان يؤمر صحابته بالحفظ ايضا
و كان الرسول يعلمهم القرآن بنفسه
وأخرج البخاري عن جابر بن عبد الله قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كما يعلمنا السورة من القرآن"
✨كتابة القرآن في زمن الرسول صلي الله عليه و سلم✨
لم يكتف النبي صلى الله عليه وسلم بحفظ القرآن الكريم، وإقرائه لأصحابه، وحثهم على تعلمه وتعليمه، بل جمع إلى ذلك الأمر بكتابته وتقييده في السطور، فكان كلما نزل عليه نجم دعا الكتاب فأملاه عليهم فيكتبونه، وبذلك كان القرآن مكتوبا كله بأمره في عهده صلى الله عليه وسلم.
🔹الدلائل على كتابة القرآن في زمن النبي صلي الله عليه و سلم
✨اولا :إطلاق لفظة الكتاب علي القرآن
ومن ذلك قوله تعالى {ذلك الكتاب لا ريب فيه} (البقرة: ٢) .
فالكتاب يدل على أن القرآن مكتوب
✨ثانيا : أن الكتابة من الصفات الثابتة للقرآن الكريم حيث قال عز وجل {رسول من الله يتلو صحفا مطهرة. فيها كتب قيمة} (البينة الآيتان ٢،٣) .
قال الفخر الرازي في تفسيره لهاتين الآيتين: "فاعلم أن الصحف جمع صحيفة، وهي ظرف للمكتوب"[تفسير الفخر الرازي ج٣٢ - ص ٤٢]
و هناك من الاحاديث ما يدل علي كتابة القرآن في عصر النبي
✨ ما رواه البخاري ومسلم عن ابن عمر
"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو"فيبدوا انه كان هناك صحف مكتوبة للقرآن و خاف الرسول ان تقع في يد العدو ف يمزقوها او يدوسوا عليها و لا يعظموا شعائر الله
✨إذنه صلى الله عليه وسلم بكتابة القرآن الكريم، أخرج مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تكتبوا عني، ومن كتب عني غير القرآن فليمحه" فهذا الحديث يدل على نهي النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة كتابة شيء غير القرآن، وأن القرآن كان مأذونا لهم في كتابته.
اخيرا
✨✨كُتّاب الوحي✨✨
كان للنبي صلى الله عليه وسلم كتاب يكتبون له ما ينزل عليه من آي الذكر الحكيم وسوره، وما يحتاجه من مكاتبات في شؤون الرسالة والدعوة وحوائج الناس واختلفت المصادر في تعدادهم وذكرهم، حتى أوصلها بعضهم إلى أربعة وأربعين كاتبا ولعل السبب في ذلك هو جمعهم بين من كتب التنزيل وغيره وبين من كتب في شؤون الرسالة والدعوة ونحوها دون التنزيل، أو بين من كتب التنزيل بصفة رسمية وبين من كتبه لنفسه.
و من كتبة الوحي
🔷عبد الله بن سعد بن أبي السرح القرشي العامري أول من كتب للنبي صلى الله عليه وسلم بمكة
🔷عثمان بن عفان بن أبي العاص القرشي
🔷علي بن ابي طالب بن عبد المطلب القرشي الهاشمي
🔷 أبي بن كعب بن قيس الأنصاري الخزرجي، أول من كتب للنبي صلى الله عليه وسلم عند قدومه المدينة،
🔷زيد بن ثابت الأنصاري الخزرجي
🔷معاوية بن أبي سفيان القرشي الأموي
وممن كتب في شؤون الرسالة والدعوة وحوائج الناس:
١) أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
٢) عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
٣) حنظلة بن الربيع رضي الله عنه وغلب عليه اسم "الكاتب".
٤) الزبير بن العوام رضي الله عنه.
٥) خالد بن سعيد بن العاص رضي الله عنه
٦) ثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنه.
٧) المغيرة بن شعبة رضي الله عنه.
٨) معاذ بن جبل رضي الله عنه
و غيرهم ....
✨✨الادوات التي كتب عليها الوحي✨✨
🔘الرقاع: وهي جمع رقعة، وهي القطعة من الجلد وقد تكون من غيره كالقماش أو الورق، وهو غالب ما كتب عليه الوحي.
🔘الأكتاف: وهي جمع كتف، وهو عظم عريض يكون في أصل كتف الحيوان
🔘العسب: وهو جمع عسيب، وهو جريد النخل، كانوا يكشطون الخوص ويكتبون في الطرف العريض
🔘اللخاف: وهو جمع لخفة، وهي صفائح الحجارة
🔘الأقتاب: وهو جمع قتب، وهو قطع الخشب التي توضع على ظهر البعير ليركب عليه الإنسان
🔘ومما كانوا يكتبون فيه: الصحف والألواح والكرانيف وغيرها
✨الصفة التي كتب عليها القرآن في عهد النبي✨
🔷 يمكننا القول انه كان مدون كاملا مكتوبا في عهد النبي
اي ان الرسول امر بكتابته و لكنه لم يجمعه في مصحف واحد
ف قد قال زيد بن ثابت: "قبض النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن القرآن جمع في شيء"
✨الكتابة تمت علي ادوات متنوعة (عظم او جريد) مما جعله غير مرتب و محصور بين دافتين
✨القرآن لم يكن مرتب السور لأنه كتب اول باول حسب نزوله و نزول القرآن يختلف عن ترتيبه في المصحف
🔘و السؤال الاهم
✨✨لماذا لم يجمع الرسول القرآن في مصحف واحد قبل وفاته ؟؟✨✨
✨ اولا ~. ما كان يترقبه النبي صلى الله عليه وسلم من تتابع نزول الوحي حيث كانت تنزل بعض آيات سورة من السور، وتنقطع بنزول آيات سورة أخرى – قبل تلك السورة أو بعدها – ثم يستأنف الوحي آيات السورة
✨ثانيا ~ ترتيب القرآن حسب اللوح المحفوظ و ليس حسب النزول
مما يجعل من الصعب جمعه في كتاب اثناء نزوله
✨ثالثا ~ قصر المدة بين نزول اخر اية و بين انتقال الرسول الي الرفيق الاعلي صلي الله عليه وسلم
✨رابعا ~ لم يوجد الحاجة لجمعه ف الصحابة يحفظوه في الصدور و يعرفون ترتيبه فقد كان المسلمون في عهد النبي صلى الله عليه وسلم بخير وأمن، والقراء كثيرون، والفتنة مأمونة، وفوق هذا الرسول صلى الله عليه وسلم بينهم
و لكن في عهد ابي بكر رضي الله عنه ظهرت الحاجة لجمعه في كتاب واحد
تم بحمدالله
و الله اعلى و اعلم
تعليق