السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا تفريغ لما استطعت تفريغة من محاضرة العقيدة للشيخ أنس الدبنيشي_حفظه الله_
--‐-‐----------‐‐---------‐----‐-------------
الكتاب المقرر: ثلاثة الأصول وأدلتها للشيخ محمد بن عبد الوهاب شرح الشيخ
مقدمة:
سميت هذه الرسالة بالأصول الثلاثة وهي تشمل الأسس التي يجب على الإنسان معرفتها وهي:-1)معرفة الرب تبارك وتعالى
2)معرفة دين الإسلام
3)معرفة النبي صلى الله عليه وسلم
وكان المحققون من أهل العلم رحمهم الله يحثون المسلمين على تعلمها وحفظها؛ إذا أعظم ما يسدى للمسلمين تعليمهم ما ينفعهم في الجواب في قبورهم فيسعدون بذلك في البرزخ ويوم القيامة
سبب اختيار هذه الرسالة للدراسة:-
1) لأن البدأ بالمختصرات هو الأساس في طلب العلم والمختصرات سلم المطولات وكان الربانيون من علماء الأمة يبدأون بصغار العلم قبل كباره وهذه سنة كونية في كل شيء أن تبدأ بالأصول والأسس ثم تكبر شيئا فشيئا.
2) معرفة مقاصد هذه الرسالة والوقوف على غايتها ليسهل فهمها وحفظها وتعليمها للأولاد في البيوت المسلمة.
3) أن مدار هذه الرسالة عن ما يسئل عنه العبد في قبره، ففي حديث البراء بن عازب رضي الله عنه:
(خرَجْنا معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ في جِنازةِ رجلٍ منَ الأنصارِ، فانتَهينا إلى القبرِ ولمَّا يُلحَدْ، فجلسَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ وجَلَسنا حولَهُ كأنَّما على رءوسِنا الطَّيرُ، وفي يدِهِ عودٌ ينْكتُ بِهِ في الأرضِ، فرفعَ رأسَهُ، فقالَ: استَعيذوا باللَّهِ من عذابِ القبرِ مرَّتينِ، أو ثلاثًا، زادَ في حديثِ جريرٍ هاهنا وقالَ: وإنَّهُ ليسمَعُ خفقَ نعالِهم إذا ولَّوا مدبرينَ حينَ يقالُ لَهُ: يا هذا، مَن ربُّكَ وما دينُكَ ومن نبيُّكَ ؟ قالَ هنَّادٌ: قالَ: ويأتيهِ ملَكانِ فيُجلِسانِهِ فيقولانِ لَهُ: مَن ربُّكَ ؟ فيقولُ: ربِّيَ اللَّهُ، فيقولانِ: ما دينُكَ ؟ فيقولُ: دينيَ الإسلامُ، فيقولانِ لَهُ: ما هذا الرَّجلُ الَّذي بُعِثَ فيكم ؟ قالَ: فيقولُ: هوَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ، فيقولانِ: وما يُدريكَ ؟ فيقولُ: قرأتُ كتابَ اللَّهِ فآمنتُ بِهِ وصدَّقتُ زادَ في حديثِ جريرٍ فذلِكَ قولُ اللَّهِ عزَّ وجلَّ يُثبِّتُ اللَّهُ الَّذينَ آمَنُوا فينادي منادٍ منَ السَّماءِ: أن قَد صدقَ عَبدي، فأفرِشوهُ منَ الجنَّةِ، وافتَحوا لَهُ بابًا إلى الجنَّةِ، وألبسوهُ منَ الجنَّةِ قالَ: فيأتيهِ من رَوحِها وطيبِها قالَ: ويُفتَحُ لَهُ فيها مدَّ بصرِهِ قالَ: وإنَّ الْكافرَ فذَكرَ موتَهُ قالَ: وتعادُ روحُهُ في جسدِهِ، وياتيهِ ملَكانِ فيُجلسانِهِ فيقولانِ: من ربُّكَ ؟ فيقولُ: هاهْ هاهْ هاهْ، لا أدري، فيقولانِ لَهُ: ما دينُكَ ؟ فيقولُ: هاهْ هاهْ، لا أدري، فيقولانِ: ما هذا الرَّجلُ الَّذي بُعِثَ فيكُم ؟ فيقولُ: هاهْ هاهْ، لا أدري، فُينادي منادٍ منَ السَّماءِ: أن كذَبَ، فأفرشوهُ منَ النَّارِ، وألبِسوهُ منَ النَّارِ، وافتَحوا لَهُ بابًا إلى النَّارِ قالَ: فيأتيهِ من حرِّها وسمومِها قالَ: ويضيَّقُ عليْهِ قبرُهُ حتَّى تختلِفَ فيهِ أضلاعُهُ زادَ في حديثِ جريرٍ قالَ: ثمَّ يقيَّضُ لَهُ أعمى أبْكَمُ معَهُ مِرزبَةٌ من حديدٍ لو ضُرِبَ بِها جبلٌ لصارَ ترابًا قالَ: فيضربُهُ بِها ضربةً يسمَعُها ما بينَ المشرقِ والمغربِ إلَّا الثَّقلينِ فيَصيرُ ترابًا قالَ: ثمَّ تعادُ فيهِ الرُّوحُ) صحيح أبي داود وصححه الألباني رحمه الله.
وهذه الأصول الثلاثة مستنبطة من الكتاب والسنة والتقسيم العقلي المنطقي:
1) الكتاب:
قال تعالى: ((أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (83))
وقال: ((إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (30))
ربنا الله: دليل التوحيد
استقاموا: دليل الإسلام
توعدون: دليل الرسل لأنهم المبلغون بالوعد
وقال:((قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (84))
وقال: ((وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85))
2) السنة:-
حديث البراء رضي الله عنه المتقدم
وحديث الذكر المأثور عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من قال: رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا وجبت له الجنة)
3)التقسيم العقلي المنطقي:
العبد سائر لله وكل سائر لا بد له من ثلاث:-
1) الوجهة والقصد: وهو الله تبارك وتعالى.
2) الطريق والوسيلة: وهو دين الإسلام.
3) الدليل والمرشد: وهو نبينا صلى الله عليه وسلم.
بداية شرح المتن:
بسم الله الرحمن الرحيم:بسم: جار ومجرور، وسبب تقديم الجار والمجرور هنا: إفادة الحصر؛ فإن تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر، كقوله تعالى:((إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)) فيها حصر العبادة لله وحده ،فكذلك هنا فيها حصر التسمية في الله وحده.
ولا بد للجار والمجرور من متعلق:
المتعلق هنا هو فعل يناسب المقام، فهنا يكون (أصنف) أي بسم الله أصنف ولو قاله عند إرادة الأكل لكان التقدير بسم الله آكل وهكذا.
وهناك قول آخر أن المتعلق هو (أبدأ) والقول الأول أفضل.
الله: اسم علم دال على الذات الإلهية وهو الاسم الأعظم على الراجح من أقوال أهل العلم.
الرحمن الرحيم: صفتان لله تبارك وتعالى.
سبب ابتداء المصنف رحمه الله بالبسملة:
1) الاقتداء بالكتاب العزيز حيث بدأ الله تعالى بها كل السور إلا التوبة.
2) أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبدأ بها مكاتباته ورسائله للملوك.
3) طلب تحصيل البركة بالبسملة لأنها سبب لحصول البركة للمُبسمَل له.
الأصل: لغة: أسفل الشيء وأساسه.
وعند الأصوليين: ما يبنى عليه غيره، وقد أخذ به كثير من أهل العلم، لكنه عورض بأن الأب أصل الولد، فالأصح أن يقال: الأصل: ما يتفرع عنه غيره.
المعرفة: هي لب العلم وهي للعلم كالإحسان للإيمان، فهي علم خاص متعلقه أدق من متعلق العلم، ثم إنها العلم الذي يعمل صاحبه بمقتضاه ويراعيه، ثم هي شاهد لنفسها كالأمور الوجدانية التي لا يمكن التشكيك فيها، وهذا قول ابن القيم في مدارج السالكين.
حكم العلم:
ينقسم العلم باعتبار وجوبه إلى ثلاثة أقسام:-
1) العلم الواجب: وهو الذي يجب على كل مسلم مكلف؛ كالتوحيد والعبادات الواجبة والمعاملات اللازمة ومعرفة المحرمات.
2) العلم المستحب: كالفقه (ملحوظة: لعل الشيخ أراد فروع الفقه التي تزيد عن قدر حاجة المكلف).
3) العلم المحرم: كالسخر والموسيقى والاقتصاد الربوي وتعلم القوانين الوضعية للتحاكم إليها.
استعمل المصنف في رسالته الأدلة وأكثر منها لأجل ترسيخ الحقائق في النفوس.
اعتمد المصنف رحمه الله في هذه الرسالة على طريقة السؤال والجواب في التعلم والتعليم، والسؤال طريقة للتعلم كما قال تعالى: ((فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)) وقال صلى الله عليه وسلم: ((فإنَّما شفاءُ العيِّ السُّؤالُ)) وقد طبق صلى الله عليه وسلم مع أصحابه هذه الطريقة في التعليم في مواطن عدة كما في حديث جبريل المشهور.
انتهى
تعليق