بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الدكتور فراس السواح - المتخصص في علم الاديان و الاساطير - في كتابه مغامرة العقل الاولى الصفحة 93 -94 ما مضمونه ان الاسلام ايد فكرة الوجود السابق او فكرة المادة الاولية التي خلق منها العالم او الوجود الازلي للمادة !
و الحقيقة انني قد شعرت بالتعجب و الحزن في ان واحد حينما قرات مثل هذا الكلام من دكتور بقيمة ووزن فراس السواح فمثل هذا الخطا لا يجب ان يصدر من شخص بوزنه العلمي و الذي ذهلني و احزنني اكثر بصراحة ان الدكتور و للاسف بدلا من ان يعتمد على كتب السنن و المصنفات و المسانيد او حتى كتب التواريخ - كتاريخ الطبري و البدء و التاريخ للمقدسي و تاريخ ابن الاثير و تاريخ ابن خلدون و تاريخ ابو الفداء و البداية و النهاية لابن كثير و غيرهم - لجا الي الاقتباس من كتاب الفتوحات المكية للزنديق محيي الدين بن عربي !!!
و انا هنا لا اعتب عليه اقتباسه من زنديق بل اعتب عليه ان يترك كل المصادر هذه و يذهب الى مصدر ثانوي كالفتوحات المكية لابن عربي !!!
الرد :
اولا : اما قوله تعالى : ((وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۗ وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ (7) )) فتفسيره محكوم بالحديث الصحيح الذي يثبت ان الله لم يكن شيء معه و لا قبله و لا غيره فالعرش اذا مخلوق و الماء كذلك .
نقرا من صحيح البخاري كتاب بدء الخلق
(( 3045 حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، حَدَّثَنَا جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَعَقَلْتُ نَاقَتِي بِالْبَابِ ، فَأَتَاهُ نَاسٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ فَقَالَ : اقْبَلُوا البُشْرَى يَا بَنِي تَمِيمٍ ، قَالُوا : قَدْ بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا ، مَرَّتَيْنِ ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ اليَمَنِ ، فَقَالَ : اقْبَلُوا البُشْرَى يَا أَهْلَ اليَمَنِ ، إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ ، قَالُوا : قَدْ قَبِلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالُوا : جِئْنَاكَ نَسْأَلُكَ عَنْ هَذَا الأَمْرِ ؟ قَالَ : كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ غَيْرُهُ ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى المَاءِ ، وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ ، وَخَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فَنَادَى مُنَادٍ : ذَهَبَتْ نَاقَتُكَ يَا ابْنَ الحُصَيْنِ ، فَانْطَلَقْتُ ، فَإِذَا هِيَ يَقْطَعُ دُونَهَا السَّرَابُ ، فَوَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ تَرَكْتُهَا ، وَرَوَى عِيسَى ، عَنْ رَقَبَةَ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يَقُولُ : قَامَ فِينَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقَامًا ، فَأَخْبَرَنَا عَنْ بَدْءِ الخَلْقِ ، حَتَّى دَخَلَ أَهْلُ الجَنَّةِ مَنَازِلَهُمْ ، وَأَهْلُ النَّارِ مَنَازِلَهُمْ ، حَفِظَ ذَلِكَ مَنْ حَفِظَهُ ، وَنَسِيَهُ مَنْ نَسِيَهُ ))
وقد روي الحديث بلفظ اخر
نقرا من صحيح البخاري كتاب التوحيد باب و كان عرشه على الماء
(( 7418 - حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَمْزَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، قَالَ: إِنِّي عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَهُ قَوْمٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، فَقَالَ: «اقْبَلُوا البُشْرَى يَا بَنِي تَمِيمٍ»، قَالُوا: بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا، فَدَخَلَ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ اليَمَنِ، فَقَالَ: «اقْبَلُوا البُشْرَى يَا أَهْلَ اليَمَنِ، إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ»، قَالُوا: قَبِلْنَا، جِئْنَاكَ لِنَتَفَقَّهَ فِي الدِّينِ، وَلِنَسْأَلَكَ عَنْ أَوَّلِ هَذَا الأَمْرِ مَا كَانَ، قَالَ: «كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ قَبْلَهُ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى المَاءِ، ثُمَّ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ»، ثُمَّ أَتَانِي رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا عِمْرَانُ أَدْرِكْ نَاقَتَكَ فَقَدْ ذَهَبَتْ، فَانْطَلَقْتُ أَطْلُبُهَا، فَإِذَا السَّرَابُ يَنْقَطِعُ دُونَهَا، وَايْمُ اللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّهَا قَدْ ذَهَبَتْ وَلَمْ أَقُمْ ))
و نقرا من مسند الامام احمد مسند البصريين
((19876 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا بَنِي تَمِيمٍ ". قَالَ: قَالُوا: قَدْ بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا. قَالَ: "اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا أَهْلَ الْيَمَنِ ". قَالَ: قُلْنَا: قَدْ قَبِلْنَا، فَأَخْبِرْنَا عَنْ أَوَّلِ هَذَا الْأَمْرِ كَيْفَ كَانَ؟ قَالَ: "كَانَ اللهُ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، وَكَتَبَ فِي اللَّوْحِ ذِكْرَ كُلِّ شَيْءٍ " قَالَ: وَأَتَانِي آتٍ فَقَالَ: يَا عِمْرَانُ انْحَلَّتْ نَاقَتُكَ مِنْ عِقَالِهَا. قَالَ: فَخَرَجْتُ فَإِذَا السَّرَابُ يَنْقَطِعُ بَيْنِي وَبَيْنَهَا. قَالَ: فَخَرَجْتُ فِي أَثَرِهَا فَلَا أَدْرِي مَا كَانَ بَعْدِي (1)))
صححه الشيخ شعيب الاونؤوط رحمه الله في تحقيقه لمسند الامام احمد رحمه الله :
(((1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير.
وأخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (207) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 231 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (3191) و (7418) ، والدارمي في "الرد على الجهمية" ص 14، وابن حبان (6140) و (6142) ، والآجري في "الشريعة" ص 176-178، والطبراني في "الكبير"18/ (497) - (500) ، والبيهقي في "السنن" 9/2 و2-3، وفي "الاعتقاد" ص 91-92، وفي"الأسماء والصفات" ص 9 و375 من طرق عن الأعمش، به. وبعضهم يختصره. ))
و الحديث كما قلت فيه دلالة ان العرش و الماء مخلوقان خلقهما الله عز وجل قبل خلق كل شيء اخر .
نقرا من فتح الباري شرح صحيح البخاري كتاب بدء الخلق :
(( قَوْلُهُ كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ غَيْرُهُ فِي الرِّوَايَةِ الْآتِيَةِ فِي التَّوْحِيدِ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ قَبْلَهُ وَفِي رِوَايَةِ غَيْرِ الْبُخَارِيِّ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مَعَهُ وَالْقِصَّةُ مُتَّحِدَةٌ فَاقْتَضَى ذَلِكَ أَنَّ الرِّوَايَةَ وَقَعَتْ بِالْمَعْنَى وَلَعَلَّ رَاوِيهَا أَخَذَهَا مِنْ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي دُعَائِهِ فِي صَلَاة اللَّيْل كَمَا تقدم من حَدِيث بن عَبَّاسٍ أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ لَكِنَّ رِوَايَةَ الْبَابِ أَصْرَحُ فِي الْعَدَمِ وَفِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ غَيْرُهُ لَا الْمَاءُ وَلَا الْعَرْشُ وَلَا غَيْرُهُمَا لِأَنَّ كُلَّ ذَلِك غير الله تَعَالَى وَيكون قَوْله وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ مَعْنَاهُ أَنَّهُ خَلَقَ الْمَاءَ سَابِقًا ثُمَّ خَلَقَ الْعَرْشَ عَلَى الْمَاءِ وَقَدْ وَقَعَ فِي قِصَّةِ نَافِعِ بْنِ زَيْدٍ الْحِمْيَرِيِّ بِلَفْظِ كَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ثُمَّ خَلَقَ الْقَلَمَ فَقَالَ اكْتُبْ مَا هُوَ كَائِنٌ ثمَّ خلق السَّمَاوَات وَالْأَرْضَ وَمَا فِيهِنَّ فَصَرَّحَ بِتَرْتِيبِ الْمَخْلُوقَاتِ بَعْدَ الْمَاءِ وَالْعَرْشِ .....قَوْلُهُ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ قَالَ الطِّيبِيُّ هُوَ فَصْلٌ مُسْتَقِلٌّ لِأَنَّ الْقَدِيمَ مَنْ لَمْ يَسْبِقْهُ شَيْءٌ وَلَمْ يُعَارِضْهُ فِي الْأَوَّلِيَّةِ لَكِنْ أَشَارَ بِقَوْلِهِ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ إِلَى أَنَّ الْمَاءَ وَالْعَرْشَ كَانَا مَبْدَأُ هَذَا الْعَالَمِ لِكَوْنِهِمَا خُلِقَا قَبْلَ خلق السَّمَاوَات وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَكُنْ تَحْتَ الْعَرْشِ إِذْ ذَاكَ إِلَّا الْمَاءُ وَمُحَصَّلُ الْحَدِيثِ أَنَّ مُطْلَقَ قَوْلِهِ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ مُقَيَّدٌ بِقَوْلِهِ وَلَمْ يكن شَيْء غَيره وَالْمرَاد بكان فِي الْأَوَّلِ الْأَزَلِيَّةَ وَفِي الثَّانِيِ الْحُدُوثَ بَعْدَ الْعَدَمِ وَقَدْ رَوَى أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي رَزِينٍ الْعُقَيْلِيِّ مَرْفُوعًا أَنَّ الْمَاءَ خُلِقَ قَبْلَ الْعَرْشِ وَرَوَى السُّدِّيُّ فِي تَفْسِيرِهِ بِأَسَانِيدَ مُتَعَدِّدَةٍ أَنَّ اللَّهَ لَمْ يَخْلُقْ شَيْئًا مِمَّا خَلَقَ قَبْلَ الْمَاءِ.
وَأَمَّا مَا رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ مِنْ حَدِيثِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ مَرْفُوعًا أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمَ ثُمَّ قَالَ اكْتُبْ فَجَرَى بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَيُجْمَعُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَا قَبْلَهُ بِأَنَّ أَوَّلِيَّةَ الْقَلَمِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَا عَدَا الْمَاءَ وَالْعَرْشَ أَوْ بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَا مِنْهُ صَدَرَ مِنَ الْكِتَابَةِ أَيْ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ اكْتُبْ أَوَّلَ مَا خُلِقَ. ))
ويدل على كون العرش و الماء مخلوقتان الحديث المرفوع المتعلق بدعاء الليل :
نقرا من صحيح مسلم كتاب الذكر و الدعاء والتوبة و الاستغفار :
(( 61 - (2713) حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، قَالَ: كَانَ أَبُو صَالِحٍ يَأْمُرُنَا، إِذَا أَرَادَ أَحَدُنَا أَنْ يَنَامَ، أَنْ يَضْطَجِعَ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ، ثُمَّ يَقُولُ: «اللهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ وَرَبَّ الْأَرْضِ وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ، فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ، اللهُمَّ أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ، اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ، وَأَغْنِنَا مِنَ الْفَقْرِ» وَكَانَ يَرْوِي ذَلِكَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ))
ثانيا : الحديث الذي استشهد به الدكتور فراس من كتاب الفتوحات المكية ضعيف لا يصح .
و اصل الحديث هو في سنن ابن ماجه المقدمة
182 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن الصباح قالا حدثنا يزيد بن هارون أنبأنا حماد بن سلمة عن يعلى بن عطاء عن وكيع بن حدس عن عمه أبي رزين قال قلت يا رسول الله أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه قال كان في عماء ما تحته هواء وما فوقه هواء وما ثم خلق عرشه على الماء.
التحقيق :
اسناد الحديث ضعيف لجهالة وكيع بن حدس و قيل بن عدس .
ذكره البخاري في التاريخ الكبير بدون جرح او تعديل باب الواو ، وكيع :
((2615 - وَكِيعُ بْنُ عُدُسٍ (1) قَالَ (لَنَا - 2) آدم نا شعبة قال نا يعلي ابن عَطَاءٍ قَالَ سَمِعْتُ وَكِيعَ بْنَ عُدُسٍ عَنْ أَبِي رُزَيْنٍ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَقِيلٍ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ رُؤْيَا المؤمن من جزء من أربعين جزاء مِنَ النُّبُوَّةِ مَا لَمْ يُحَدِّثْ بِهَا فَإِذَا حَدَّثَ بِهَا فَلا يُحَدِّثْ بِهَا إِلا حَبِيبًا أَوْ لَبِيبًا، وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَسَدٍ نا هُشَيْمٌ سَمِعَ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ عَنْ وَكِيعِ بْنِ عُدُسٍ عن عمه أَبِي رَزِينٍ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ نَحْوَهُ، وَقَالَ حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ يَعْلَى عَنْ وكيع بن حدس نَحْوَهُ، قَالَ وَكَنَّاهُ أَبُو عَوَانَةَ عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ عَنِ أَبِي مُصْعَبٍ (3)))
وذكره ابن ابي حاتم رحمه الله في كتابه الجرح و التعديل باب كل اسم ابتدا حروفه على الواو و لم يذكر له جرحا او تعديلا :
((165 - وكيع بن عدس (6) أبو مصعب ويقال ابن حدس روى عن عمه ابى رزين العقيلى روى عنه يعلى بن عطاء والذى يقول عدس شعبة ))
و جهله ابن القطان و ابن قتيبة كما نقل ذلك ابن حجر في تهذيب التهذيب باب حرف الواو ، من اسمه وكيع :
((212 - "4 - وكيع" بن عدس1 ويقال حدس أبو مصعب العقيلي الطائفي روى عن عمه أبي زرين العقيلي وعنه يعلى بن عطاء العامري قال الآجري عن أبي داود قال حماد بن سلمة وأبو عوانة وسفيان وكيع بن حدس وقال شعبة وهشيم وكيع بن عدس وقال وسمعت عيسى بن يونس يقول رأيت رجلا من ولد وكيع فسألته عنه فقال بن حدس وذكره بن حبان في الثقات قلت: تتمة كلامه أرجو أن يكون الصواب حدس بالحاء سمعت عبدان الجوالقي يقول ذلك وقال بن قتيبة في اختلاف الحديث غير معروف وقال بن القطان مجهول الحال. ))
و اما توثيق ابن حبان رحمه الله فابن حبان رحمه الله كان متساهلا في توثيق المجاهيل و قد خالفه الجمهور
نقرا قول ابن حجر رحمه الله في مقدمة كتابه لسان الميزان :
(( قال ابن حبان من كان منكر الحديث على قلته لا يجوز تعديله الا بعد السبر ولو كان ممن يروي المناكير ووافق الثقات في الاخبار لكان عدلا مقبول الرواية إذ الناس في اقوالهم على الصلاح والعدالة حتى يتبين منهم ما يوجب القدح هذا حكم المشاهير من الرواة فاما المجاهيل الذين لم يرو عنهم الا الضعفاء فهم متروكون على الأحوال كلها قلت وهذا الذي ذهب اليه بن حبان من ان الرجل إذا انتفت جهالة عينه كان على العدالة الى ان يتبن جرحه مذهب عجيب والجمهور على خلافه وهذا هو مساك بن حبان في كتاب الثقات الذي الفه فإنه يذكر خلقا من نص عليهم أبو حاتم وغيره على انهم مجهولون وكان عند بن حبان ان جهالة العين ترتفع برواية واحد مشهور وهو مذهب شيخه بن خزيمة ولكن جهالة حاله باقية عند غيره وقد أفصح بن حبان بقاعدته فقال العدل من لم يعرف فيه الجرح إذ التجريح ضد التعديل فمن لم يجرح فهو عدل حتى يتبين جرحه إذ لم يكلف الناس ما غاب عنهم وقال في ضابط الحديث الذي يحتج به إذا تعرى راويه من ان يكون مجروحا أو فوقه مجروح أو دونه مجروح أو كان سنده مرسلا أو منقطعا أو كان المتن منكرا هكذا نقله الحافظ شمس الدين بن عبد الهادي في الصارم المنكي من تصنيفه وقد تصرف في عبارة بن حبان لكنه اتى بمقصده وسياق بعض كلامه في أيوب آخر مذكور في حرف الألف ))
و لذلك قال ابن حجر رحمه الله عن وكيع بن حدس في تقريب التهذيب انه مقبول و هي رتبة لا تقال الا للمجهول الذي لا يقبل حديثه الا اذا توبع و هذا الحديث من مفردات وكيع بن حدس.
نقرا من تقريب التهذيب باب الواو :
((7415- وكيع ابن عدس بمهملات وضم أوله وثانيه وقد يفتح ثانيه ويقال بالحاء بدل العين أبو مصعب العقيلي بالفتح الطائفي مقبول من الرابعة 4 ))
وقد ضعف الحديث الشيخ شعيب الارنؤوط رحمه الله في تحقيقه لصحيح بن حبان
نقرا من تخريج شعيب الارنؤوط لصحيح بن حبان كتاب التاريخ باب بدء الخلق :
(( (1) إسناده ضعيف. وكيع بن حدس لم يوثقه غير المصنف، ولم يرو عنه غير يعلى بن عطاء، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه الطبري في "جامع البيان" (17980) ، وفي "التاريخ" 1/37-38 عن المثنى بن إبراهيم، قال: حدثنا الحجاج بن المنهال بهذا الإسناد. ))
وضعف الحديث الامام الالباني رحمه الله
نقرا من ظلال الجنة الجزء الاول باب اين كان الله قبل ان يخلق السماوات
((إسناده ضعيف وكيع بن حدس ويقال عدس وهو مجهول لم يرو عنه غير يعلى بن عطاء ولا وثقه غير ابن حبان. وقد سبق ذكر ما قال فيه الذهبي وابن حجر تحت الحديث 459))
ونقل ضعفها الشيخ عبد العزيز الراجحي في شرحه لسنن ابن ماجة :
(( لأنه يسأل يقول: أين كان ربنا؟ يعني: قبل خلق السماوات والأرض، أو قبل أن يخلق الخلق؟ قوله: [قال: قلت: (يا رسول الله! أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه)].يعني: قبل أن يخلق الخلق جميعاً، والعرش من خلقه، قال: كان في عماء فوقه هواء، والذي تحته هواء، ثم خلق العرش على الماء، والحديث فيه ضعف ))
و كنت اتمنى بصراحة من الدكتور ان يتوثق من المعلومة قبل ان يعتمدها على انها عقيدة صحيحة اتى بها محمد صلى الله عليه وسلم خاصة ان معظم فرق المسلمين قد كفروا ابن عربي ورموه بالزندقة !!
هذا وصلى الله على سيدنا محمد و على اله وصحبه وسلم
يقول الدكتور فراس السواح - المتخصص في علم الاديان و الاساطير - في كتابه مغامرة العقل الاولى الصفحة 93 -94 ما مضمونه ان الاسلام ايد فكرة الوجود السابق او فكرة المادة الاولية التي خلق منها العالم او الوجود الازلي للمادة !
و الحقيقة انني قد شعرت بالتعجب و الحزن في ان واحد حينما قرات مثل هذا الكلام من دكتور بقيمة ووزن فراس السواح فمثل هذا الخطا لا يجب ان يصدر من شخص بوزنه العلمي و الذي ذهلني و احزنني اكثر بصراحة ان الدكتور و للاسف بدلا من ان يعتمد على كتب السنن و المصنفات و المسانيد او حتى كتب التواريخ - كتاريخ الطبري و البدء و التاريخ للمقدسي و تاريخ ابن الاثير و تاريخ ابن خلدون و تاريخ ابو الفداء و البداية و النهاية لابن كثير و غيرهم - لجا الي الاقتباس من كتاب الفتوحات المكية للزنديق محيي الدين بن عربي !!!
و انا هنا لا اعتب عليه اقتباسه من زنديق بل اعتب عليه ان يترك كل المصادر هذه و يذهب الى مصدر ثانوي كالفتوحات المكية لابن عربي !!!
الرد :
اولا : اما قوله تعالى : ((وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۗ وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ (7) )) فتفسيره محكوم بالحديث الصحيح الذي يثبت ان الله لم يكن شيء معه و لا قبله و لا غيره فالعرش اذا مخلوق و الماء كذلك .
نقرا من صحيح البخاري كتاب بدء الخلق
(( 3045 حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، حَدَّثَنَا جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَعَقَلْتُ نَاقَتِي بِالْبَابِ ، فَأَتَاهُ نَاسٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ فَقَالَ : اقْبَلُوا البُشْرَى يَا بَنِي تَمِيمٍ ، قَالُوا : قَدْ بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا ، مَرَّتَيْنِ ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ اليَمَنِ ، فَقَالَ : اقْبَلُوا البُشْرَى يَا أَهْلَ اليَمَنِ ، إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ ، قَالُوا : قَدْ قَبِلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالُوا : جِئْنَاكَ نَسْأَلُكَ عَنْ هَذَا الأَمْرِ ؟ قَالَ : كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ غَيْرُهُ ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى المَاءِ ، وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ ، وَخَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فَنَادَى مُنَادٍ : ذَهَبَتْ نَاقَتُكَ يَا ابْنَ الحُصَيْنِ ، فَانْطَلَقْتُ ، فَإِذَا هِيَ يَقْطَعُ دُونَهَا السَّرَابُ ، فَوَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ تَرَكْتُهَا ، وَرَوَى عِيسَى ، عَنْ رَقَبَةَ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يَقُولُ : قَامَ فِينَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقَامًا ، فَأَخْبَرَنَا عَنْ بَدْءِ الخَلْقِ ، حَتَّى دَخَلَ أَهْلُ الجَنَّةِ مَنَازِلَهُمْ ، وَأَهْلُ النَّارِ مَنَازِلَهُمْ ، حَفِظَ ذَلِكَ مَنْ حَفِظَهُ ، وَنَسِيَهُ مَنْ نَسِيَهُ ))
وقد روي الحديث بلفظ اخر
نقرا من صحيح البخاري كتاب التوحيد باب و كان عرشه على الماء
(( 7418 - حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَمْزَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، قَالَ: إِنِّي عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَهُ قَوْمٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، فَقَالَ: «اقْبَلُوا البُشْرَى يَا بَنِي تَمِيمٍ»، قَالُوا: بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا، فَدَخَلَ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ اليَمَنِ، فَقَالَ: «اقْبَلُوا البُشْرَى يَا أَهْلَ اليَمَنِ، إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ»، قَالُوا: قَبِلْنَا، جِئْنَاكَ لِنَتَفَقَّهَ فِي الدِّينِ، وَلِنَسْأَلَكَ عَنْ أَوَّلِ هَذَا الأَمْرِ مَا كَانَ، قَالَ: «كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ قَبْلَهُ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى المَاءِ، ثُمَّ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ»، ثُمَّ أَتَانِي رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا عِمْرَانُ أَدْرِكْ نَاقَتَكَ فَقَدْ ذَهَبَتْ، فَانْطَلَقْتُ أَطْلُبُهَا، فَإِذَا السَّرَابُ يَنْقَطِعُ دُونَهَا، وَايْمُ اللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّهَا قَدْ ذَهَبَتْ وَلَمْ أَقُمْ ))
و نقرا من مسند الامام احمد مسند البصريين
((19876 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا بَنِي تَمِيمٍ ". قَالَ: قَالُوا: قَدْ بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا. قَالَ: "اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا أَهْلَ الْيَمَنِ ". قَالَ: قُلْنَا: قَدْ قَبِلْنَا، فَأَخْبِرْنَا عَنْ أَوَّلِ هَذَا الْأَمْرِ كَيْفَ كَانَ؟ قَالَ: "كَانَ اللهُ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، وَكَتَبَ فِي اللَّوْحِ ذِكْرَ كُلِّ شَيْءٍ " قَالَ: وَأَتَانِي آتٍ فَقَالَ: يَا عِمْرَانُ انْحَلَّتْ نَاقَتُكَ مِنْ عِقَالِهَا. قَالَ: فَخَرَجْتُ فَإِذَا السَّرَابُ يَنْقَطِعُ بَيْنِي وَبَيْنَهَا. قَالَ: فَخَرَجْتُ فِي أَثَرِهَا فَلَا أَدْرِي مَا كَانَ بَعْدِي (1)))
صححه الشيخ شعيب الاونؤوط رحمه الله في تحقيقه لمسند الامام احمد رحمه الله :
(((1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير.
وأخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (207) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 231 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (3191) و (7418) ، والدارمي في "الرد على الجهمية" ص 14، وابن حبان (6140) و (6142) ، والآجري في "الشريعة" ص 176-178، والطبراني في "الكبير"18/ (497) - (500) ، والبيهقي في "السنن" 9/2 و2-3، وفي "الاعتقاد" ص 91-92، وفي"الأسماء والصفات" ص 9 و375 من طرق عن الأعمش، به. وبعضهم يختصره. ))
و الحديث كما قلت فيه دلالة ان العرش و الماء مخلوقان خلقهما الله عز وجل قبل خلق كل شيء اخر .
نقرا من فتح الباري شرح صحيح البخاري كتاب بدء الخلق :
(( قَوْلُهُ كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ غَيْرُهُ فِي الرِّوَايَةِ الْآتِيَةِ فِي التَّوْحِيدِ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ قَبْلَهُ وَفِي رِوَايَةِ غَيْرِ الْبُخَارِيِّ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مَعَهُ وَالْقِصَّةُ مُتَّحِدَةٌ فَاقْتَضَى ذَلِكَ أَنَّ الرِّوَايَةَ وَقَعَتْ بِالْمَعْنَى وَلَعَلَّ رَاوِيهَا أَخَذَهَا مِنْ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي دُعَائِهِ فِي صَلَاة اللَّيْل كَمَا تقدم من حَدِيث بن عَبَّاسٍ أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ لَكِنَّ رِوَايَةَ الْبَابِ أَصْرَحُ فِي الْعَدَمِ وَفِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ غَيْرُهُ لَا الْمَاءُ وَلَا الْعَرْشُ وَلَا غَيْرُهُمَا لِأَنَّ كُلَّ ذَلِك غير الله تَعَالَى وَيكون قَوْله وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ مَعْنَاهُ أَنَّهُ خَلَقَ الْمَاءَ سَابِقًا ثُمَّ خَلَقَ الْعَرْشَ عَلَى الْمَاءِ وَقَدْ وَقَعَ فِي قِصَّةِ نَافِعِ بْنِ زَيْدٍ الْحِمْيَرِيِّ بِلَفْظِ كَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ثُمَّ خَلَقَ الْقَلَمَ فَقَالَ اكْتُبْ مَا هُوَ كَائِنٌ ثمَّ خلق السَّمَاوَات وَالْأَرْضَ وَمَا فِيهِنَّ فَصَرَّحَ بِتَرْتِيبِ الْمَخْلُوقَاتِ بَعْدَ الْمَاءِ وَالْعَرْشِ .....قَوْلُهُ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ قَالَ الطِّيبِيُّ هُوَ فَصْلٌ مُسْتَقِلٌّ لِأَنَّ الْقَدِيمَ مَنْ لَمْ يَسْبِقْهُ شَيْءٌ وَلَمْ يُعَارِضْهُ فِي الْأَوَّلِيَّةِ لَكِنْ أَشَارَ بِقَوْلِهِ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ إِلَى أَنَّ الْمَاءَ وَالْعَرْشَ كَانَا مَبْدَأُ هَذَا الْعَالَمِ لِكَوْنِهِمَا خُلِقَا قَبْلَ خلق السَّمَاوَات وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَكُنْ تَحْتَ الْعَرْشِ إِذْ ذَاكَ إِلَّا الْمَاءُ وَمُحَصَّلُ الْحَدِيثِ أَنَّ مُطْلَقَ قَوْلِهِ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ مُقَيَّدٌ بِقَوْلِهِ وَلَمْ يكن شَيْء غَيره وَالْمرَاد بكان فِي الْأَوَّلِ الْأَزَلِيَّةَ وَفِي الثَّانِيِ الْحُدُوثَ بَعْدَ الْعَدَمِ وَقَدْ رَوَى أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي رَزِينٍ الْعُقَيْلِيِّ مَرْفُوعًا أَنَّ الْمَاءَ خُلِقَ قَبْلَ الْعَرْشِ وَرَوَى السُّدِّيُّ فِي تَفْسِيرِهِ بِأَسَانِيدَ مُتَعَدِّدَةٍ أَنَّ اللَّهَ لَمْ يَخْلُقْ شَيْئًا مِمَّا خَلَقَ قَبْلَ الْمَاءِ.
وَأَمَّا مَا رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ مِنْ حَدِيثِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ مَرْفُوعًا أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمَ ثُمَّ قَالَ اكْتُبْ فَجَرَى بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَيُجْمَعُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَا قَبْلَهُ بِأَنَّ أَوَّلِيَّةَ الْقَلَمِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَا عَدَا الْمَاءَ وَالْعَرْشَ أَوْ بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَا مِنْهُ صَدَرَ مِنَ الْكِتَابَةِ أَيْ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ اكْتُبْ أَوَّلَ مَا خُلِقَ. ))
ويدل على كون العرش و الماء مخلوقتان الحديث المرفوع المتعلق بدعاء الليل :
نقرا من صحيح مسلم كتاب الذكر و الدعاء والتوبة و الاستغفار :
(( 61 - (2713) حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، قَالَ: كَانَ أَبُو صَالِحٍ يَأْمُرُنَا، إِذَا أَرَادَ أَحَدُنَا أَنْ يَنَامَ، أَنْ يَضْطَجِعَ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ، ثُمَّ يَقُولُ: «اللهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ وَرَبَّ الْأَرْضِ وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ، فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ، اللهُمَّ أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ، اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ، وَأَغْنِنَا مِنَ الْفَقْرِ» وَكَانَ يَرْوِي ذَلِكَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ))
ثانيا : الحديث الذي استشهد به الدكتور فراس من كتاب الفتوحات المكية ضعيف لا يصح .
و اصل الحديث هو في سنن ابن ماجه المقدمة
182 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن الصباح قالا حدثنا يزيد بن هارون أنبأنا حماد بن سلمة عن يعلى بن عطاء عن وكيع بن حدس عن عمه أبي رزين قال قلت يا رسول الله أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه قال كان في عماء ما تحته هواء وما فوقه هواء وما ثم خلق عرشه على الماء.
التحقيق :
اسناد الحديث ضعيف لجهالة وكيع بن حدس و قيل بن عدس .
ذكره البخاري في التاريخ الكبير بدون جرح او تعديل باب الواو ، وكيع :
((2615 - وَكِيعُ بْنُ عُدُسٍ (1) قَالَ (لَنَا - 2) آدم نا شعبة قال نا يعلي ابن عَطَاءٍ قَالَ سَمِعْتُ وَكِيعَ بْنَ عُدُسٍ عَنْ أَبِي رُزَيْنٍ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَقِيلٍ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ رُؤْيَا المؤمن من جزء من أربعين جزاء مِنَ النُّبُوَّةِ مَا لَمْ يُحَدِّثْ بِهَا فَإِذَا حَدَّثَ بِهَا فَلا يُحَدِّثْ بِهَا إِلا حَبِيبًا أَوْ لَبِيبًا، وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَسَدٍ نا هُشَيْمٌ سَمِعَ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ عَنْ وَكِيعِ بْنِ عُدُسٍ عن عمه أَبِي رَزِينٍ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ نَحْوَهُ، وَقَالَ حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ يَعْلَى عَنْ وكيع بن حدس نَحْوَهُ، قَالَ وَكَنَّاهُ أَبُو عَوَانَةَ عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ عَنِ أَبِي مُصْعَبٍ (3)))
وذكره ابن ابي حاتم رحمه الله في كتابه الجرح و التعديل باب كل اسم ابتدا حروفه على الواو و لم يذكر له جرحا او تعديلا :
((165 - وكيع بن عدس (6) أبو مصعب ويقال ابن حدس روى عن عمه ابى رزين العقيلى روى عنه يعلى بن عطاء والذى يقول عدس شعبة ))
و جهله ابن القطان و ابن قتيبة كما نقل ذلك ابن حجر في تهذيب التهذيب باب حرف الواو ، من اسمه وكيع :
((212 - "4 - وكيع" بن عدس1 ويقال حدس أبو مصعب العقيلي الطائفي روى عن عمه أبي زرين العقيلي وعنه يعلى بن عطاء العامري قال الآجري عن أبي داود قال حماد بن سلمة وأبو عوانة وسفيان وكيع بن حدس وقال شعبة وهشيم وكيع بن عدس وقال وسمعت عيسى بن يونس يقول رأيت رجلا من ولد وكيع فسألته عنه فقال بن حدس وذكره بن حبان في الثقات قلت: تتمة كلامه أرجو أن يكون الصواب حدس بالحاء سمعت عبدان الجوالقي يقول ذلك وقال بن قتيبة في اختلاف الحديث غير معروف وقال بن القطان مجهول الحال. ))
و اما توثيق ابن حبان رحمه الله فابن حبان رحمه الله كان متساهلا في توثيق المجاهيل و قد خالفه الجمهور
نقرا قول ابن حجر رحمه الله في مقدمة كتابه لسان الميزان :
(( قال ابن حبان من كان منكر الحديث على قلته لا يجوز تعديله الا بعد السبر ولو كان ممن يروي المناكير ووافق الثقات في الاخبار لكان عدلا مقبول الرواية إذ الناس في اقوالهم على الصلاح والعدالة حتى يتبين منهم ما يوجب القدح هذا حكم المشاهير من الرواة فاما المجاهيل الذين لم يرو عنهم الا الضعفاء فهم متروكون على الأحوال كلها قلت وهذا الذي ذهب اليه بن حبان من ان الرجل إذا انتفت جهالة عينه كان على العدالة الى ان يتبن جرحه مذهب عجيب والجمهور على خلافه وهذا هو مساك بن حبان في كتاب الثقات الذي الفه فإنه يذكر خلقا من نص عليهم أبو حاتم وغيره على انهم مجهولون وكان عند بن حبان ان جهالة العين ترتفع برواية واحد مشهور وهو مذهب شيخه بن خزيمة ولكن جهالة حاله باقية عند غيره وقد أفصح بن حبان بقاعدته فقال العدل من لم يعرف فيه الجرح إذ التجريح ضد التعديل فمن لم يجرح فهو عدل حتى يتبين جرحه إذ لم يكلف الناس ما غاب عنهم وقال في ضابط الحديث الذي يحتج به إذا تعرى راويه من ان يكون مجروحا أو فوقه مجروح أو دونه مجروح أو كان سنده مرسلا أو منقطعا أو كان المتن منكرا هكذا نقله الحافظ شمس الدين بن عبد الهادي في الصارم المنكي من تصنيفه وقد تصرف في عبارة بن حبان لكنه اتى بمقصده وسياق بعض كلامه في أيوب آخر مذكور في حرف الألف ))
و لذلك قال ابن حجر رحمه الله عن وكيع بن حدس في تقريب التهذيب انه مقبول و هي رتبة لا تقال الا للمجهول الذي لا يقبل حديثه الا اذا توبع و هذا الحديث من مفردات وكيع بن حدس.
نقرا من تقريب التهذيب باب الواو :
((7415- وكيع ابن عدس بمهملات وضم أوله وثانيه وقد يفتح ثانيه ويقال بالحاء بدل العين أبو مصعب العقيلي بالفتح الطائفي مقبول من الرابعة 4 ))
وقد ضعف الحديث الشيخ شعيب الارنؤوط رحمه الله في تحقيقه لصحيح بن حبان
نقرا من تخريج شعيب الارنؤوط لصحيح بن حبان كتاب التاريخ باب بدء الخلق :
(( (1) إسناده ضعيف. وكيع بن حدس لم يوثقه غير المصنف، ولم يرو عنه غير يعلى بن عطاء، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه الطبري في "جامع البيان" (17980) ، وفي "التاريخ" 1/37-38 عن المثنى بن إبراهيم، قال: حدثنا الحجاج بن المنهال بهذا الإسناد. ))
وضعف الحديث الامام الالباني رحمه الله
نقرا من ظلال الجنة الجزء الاول باب اين كان الله قبل ان يخلق السماوات
((إسناده ضعيف وكيع بن حدس ويقال عدس وهو مجهول لم يرو عنه غير يعلى بن عطاء ولا وثقه غير ابن حبان. وقد سبق ذكر ما قال فيه الذهبي وابن حجر تحت الحديث 459))
ونقل ضعفها الشيخ عبد العزيز الراجحي في شرحه لسنن ابن ماجة :
(( لأنه يسأل يقول: أين كان ربنا؟ يعني: قبل خلق السماوات والأرض، أو قبل أن يخلق الخلق؟ قوله: [قال: قلت: (يا رسول الله! أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه)].يعني: قبل أن يخلق الخلق جميعاً، والعرش من خلقه، قال: كان في عماء فوقه هواء، والذي تحته هواء، ثم خلق العرش على الماء، والحديث فيه ضعف ))
و كنت اتمنى بصراحة من الدكتور ان يتوثق من المعلومة قبل ان يعتمدها على انها عقيدة صحيحة اتى بها محمد صلى الله عليه وسلم خاصة ان معظم فرق المسلمين قد كفروا ابن عربي ورموه بالزندقة !!
هذا وصلى الله على سيدنا محمد و على اله وصحبه وسلم