يا عبادي فاتقون - التخويف من النار

تقليص

عن الكاتب

تقليص

د.أمير عبدالله مسلم اكتشف المزيد حول د.أمير عبدالله
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د.أمير عبدالله
    حارس مؤسِّس

    • 10 يون, 2006
    • 11248
    • طبيب
    • مسلم

    يا عبادي فاتقون - التخويف من النار

    في ذكر الخوف من النار وأحوال الخائفين

    1- قال الله تعالى( إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار [ آل عمران 190 - 192 ]

    2- وقال تعالى قل أؤنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار [ آل عمران 51 ، 61 ]

    3- وقال تعالى (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأرض هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجاهلون قَالُواْ سَلاَماً* وَالَّذِينَ يِبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً* وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً* إِنَّهَا ساءت مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً) [ الفرقان 63 - 66 ]

    4- وقال تعالى (ويرجون رحمته ويخافون عذابه) الآية [ الاسراء 75 ]

    5- وقال والذين هم من عذاب ربهم مشفقون [ المعارج 72 ]

    6- وقال ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد [ ابراهيم بين 41 ]

    7- وقال تعالى وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم الطور 25 - 27 ]

    8- قال ابراهيم التيمي ينبغي لمن لم يحزن أن يخاف أن يكون من أهل النار لأن أهل الجنة قالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن [ فاطر 43 ]

    9- وينبغي لمن لم يشفق أن يخاف أن لا يكون من أهل الجنة لأنهم قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين [ الطور 62 ]

    10- وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يستعيذ من النار ويأمر بذلك في الصلاة وغيرها والأحاديث في ذلك كثيرة [ وقال أنس كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار [ البقرة 102 ] أهل خرجه البخاري ]

    11- وفي كتاب النسائي عن أبي هريرة أنه سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول اللهم إني أعوذ بك من حر جهنم

    12- وفي سنن أبي داود وابن ماجه عن جابر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لرجل كيف تقول في الصلاة قال أتشهد ثم أقول اللهم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار أما إني لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم حولها ندندن وخرجه البزار ولفظه وهل أدندن أنا ومعاذ إلا لندخل الجنة ونعاذ من النار ] وفي مسند الإمام أحمد باسناد منقطع عن سليم الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال له يا سليم ماذا معك من القرآن قال إني أسأل الله الجنة وأعوذ به من النار والله ما أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهل تصير دندنتي ودندنة معاذ إلا أن نسأل الله الجنة ونعوذ به من النار

    13-
    وروينا من حديث سويد بن سعيد حدثنا حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال إنما يدخل الجنة من يرجوها ويجنب النار من يخافها وإنما يرحم الله من يرحم وخرجه أبو نعيم وعنده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء وقال غريب من حديث زيد مرفوعا متصلا تفرد به حفص ورواه ابن عجلان عن زيد مرسلا انتهى والمرسل أشبه

    14- وقال عمر لو نادى مناد من السماء أيها الناس إنكم داخلون الجنة كلكم إلا رجلا واحدا لخفت أن أكون أنا هو ] حديث خرجه أبو نعيم [ وخرج الإمام أحمد من طريق عبد الله بن الرومي قال بلغني أن عثمان رضي الله عنه قال لو أني بين الجنة والنار ولا أدري إلى أيتهما يؤمر بي لاخترت أن أكون رمادا قبل أن أعلم إلى أيتها أصير ]

    15- والخوف من عذاب جهنم لا ينجو منه أحد من الخلق وقد توعد الله سبحانه خاصة خلقه على المعصية قال الله تعالى ذلك مما أوحى إليك ربك من الحكمة ولا تجعل مع الله إلها آخر فتلقى في جهنم ملوما مدحورا [ الاسراء 93 ]

    16- وقال في حق الملائكة المكرمين ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين [ الأنبياء 92 ]

    17- حديث عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حديث الشفاعة قال فيأتون آدم وذكر الحديث وقال فيقول آدم إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وإنه أمرني بأمر فعصيته فأخاف أن يطرحني في النار انطلقوا إلى غيري نفسي نفسي وذكر في نوح وابراهيم وموسى وعيسى مثل ذلك كلهم يقول إني أخاف أن يطرحني في النار خرجه ابن أبي الدنيا عن أبي خيثمة عن جرير عن عمارة به وخرجه مسلم في صحيحه أبي خيثمة إلا أنه لم يذكر لفظه بتمامه وخرجه البخاري من وجه آخر بغير هذا اللفظ ولم يزل الأنبياء والصديقون والشهداء والصالحون يخافون النار ويخوفون منها ]


    فأما ما يذكر عن بعض العارفين من عدم خشية النار فالصحيح منه له وجه سنذكره إن شاء الله تعالى قال ابن المبارك أنبأني عمر بن عبد الرحمن بن مهدي سمعت وهب بن منبه يقول قال حكيم من الحكماء إني لأستحي من الله عز وجل أن أعبده رجاء ثواب الجنة أي قط فأكون كالأجير السوء إن عطي عمل وإن لم يعط لم يعمل وإني لأستحي من الله أن أعبده مخافة النار أي قط فأكون كعبد السوء إن رهب عمل وإن لم يرهب لم يعمل وإنه يستخرج حبه مني ما لا يستخرجه مني غيره خرجه أبو نعيم بهذا اللفظ وفي تفسير لهذا الكلام من بعض رواته وهو أنه ذم العبادة على وجه الرجاء وحده أو على وجه الخوف وحده وهذا حسن

    [ وكان بعض السلف يقول من عبد الله بالرجاء وحده فهو مرجئ ومن عبده بالخوف وحده فهو حروري ومن عبد الله بالحب وحده فهو زنديق ومن عبده بالخوف والرجاء والمحبة فهو موحد مؤمن وسبب هذا أنه يجب على المؤمن أن يعبد الله بهذه الوجوه الثلاثة المحبة والخوف والرجاء ولا بد له من جميعها ومن أخل ببعضها فقد أخل بعض واجبات الإيمان ]

    وكلام هذا الحكيم يدل على أن الحب ينبغي أن يكون أغلب من الخوف والرجاء وقد قال الفضيل بن عياض المحبة أفضل من الخوف ثم استشهد بكلام هذا الحكيم الذي حكاه عنه وهب وكذا قال يحيى بن معاذ قال حسبك من الخوف ما يمنع من الذنوب ولا حسب من الحب أبدا فأما الخوف والرجاء فأكثر السلف على أنهما يستويان لا يرجح أحدهما على الآخر قاله مطرف والحسن وأحمد وغيرهم ومنهم من رجح الخوف على الرجاء وهو محكي عن الفضيل وأبي سليمان الداراني ومن هذا أيضا قول حذيفة المرعشي إن عبدا يعمل على خوف لعبد سوء وإن عبدا يعمل على رجاء لعبد سوء كلاهما عندي سواء ومراده إذا عمل على إفراد أحدهما عن الآخر

    وقال وهيب بن الورد لا تكونوا كالعامل يقال له تعمل كذا وكذا فيقول نعم إن أحسنتم لي من الأجر ومراده ذم من لا يلحظ في العمل إلا الأجر وهؤلاء العارفون لهم ملحظان: أحدهما أن الله تعالى يستحق لذاته أن يطاع ويحب ويبتغي قربه والوسيلة إليه مع قطع النظر عن كونه يثيب عباده ويعاقبهم كما قال القائل هب البعث لم تأتنا رسله * وجاحمة النار لم تضرم أليس من الواجب المستحق * حياء العباد من المنعم وقد أشار هذا إلى أن نعمه على عباده تستوجب منهم شكره عليها وحياءهم يكون منه وهذا هو الذي أشار إليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما قام حتى تورمت قدماه فقيل له أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال أفلا أكون عبدا شكورا والملحظ الثاني أن أكمل الخوف والرجاء ما تعلق بذات الحق سبحانه دون ما تعلق بالمخلوقات في الجنة والنار فأعلى الخوف خوف البعد والسخط والحجاب عنه سبحانه كما قدم سبحانه ذكر هذا العقاب لأعدائه على صليهم النار في قوله كلا إنهم عن ربهم يؤمئذ لمحرمون مع ثم إنهم لصالوا الجحيم [ المطففين 15 ، 16 ] وقال ذو النون خوف النار عند خوف الفراق كقطرة في بحر لجي كما أن أعلى الرجاء ما تعلق بذاته سبحانه من رضاه ورؤيته ومشاهدته وقربه ولكن قد يغلط بعض الناس في هذا فيظن أن هذا كله ليس بداخل في نعيم الجنة ولا في مسمى الجنة إذا أطلقت ولا في مسمى عذاب النار أو في مسمى النار إذا أطلقت وليس كذلك

    وبقي ها هنا أمر آخر وهو أن يقال ما أعده الله في جهنم من أنواع العذاب المتعلق بالأمور المخلوقة لا يخافها العارفون كما أن ما أعده الله في الجنة من أنواع النعيم المتعلق بالأمور المخلوقة لا يحبه العارفون ولا يطلبونه وهذا أيضا غلط والنصوص الدالة على خلافه كثيرة جدا ظاهرة وهو أيضا مناقض لما جبل الله عليه الخلق من محبة ما يلائمهم وكراهة ما ينافرهم وإنما صدر مثل هذا الكلام ممن صدر منه في حال سكره واصطلامه واستغراقه وغيبة عقله فظن أن العبد لا يبقى له إرادة أصلا فإذا رجع إليه عقله وفهمه علم أن الأمر على خلاف ذلك ونحن نضرب لذلك مثلا يتضح به هذا الأمر إن شاء الله تعالى وهو أن أهل الجنة إذا سعيد دخلوا الجنة واستدعاهم الرب سبحانه إلى زيارته ومشاهدته ومحاضرته يوم المزيد فإنهم ينسون عند ذلك كل نعيم عاينوه في الجنة قبل ذلك ولا يلتفتون إلى شئ مما هم فيه من نعيم الجنة حتى يحتجب عنهم سبحانه ويحقرون كل نعيم في الجنة حين ينظرون إلى وجهه جل جلاله وكما جاء في أحاديث يوم المزيد فلو أنهم ذكروا حينئذ بشئ من نعيم الجنة لأعرضوا عنه ولأخبروا بكر أنهم لا يريدون في تلك الحال وكذلك لو خوفوا عذابا ونحوه لم يلتفتوا إليه وربما لم يستشعروا ألمه في تلك الحال وإنما يحذرون حينئذ من الحجاب عما هم فيه والبعد عنه فإذا رجعوا إلى منازلهم رجعوا إلى ما كانوا عليه من التنعم بأنواع النعيم المخلوق لهم بل يزداد نعيمهم بذلك مع شدة شوقهم إلى يوم المزيد

    ثانيا فهكذا حال العارفين الصادقين في الدنيا إذا تجلى على قلوبهم أنوار الإحسان واستولى عليها المثل الأعلى فان هذا من شواهد ما يحصل لهم في الجنة يوم المزيد فهم لا يلتفتون في تلك الحال إلى غير ما هم فيه من الأنس بالله والتنعم بقربه وذكره ومحبته حتى ينسوا ذكر نعيم الجنة ويصغر عندهم بالنسبة إلى ما هم فيه ولا يخافون حينئذ أيضا غير حجبهم عن الله وبعدهم عنه وانقطاع مواد الأنس به فإذا رجعوا إلى عقولهم وسكنت عنهم سلطنة هذا الحال وقهره وجدوا أنفسهم وإرادتهم باقية فيشتاقون قد حينئذ إلى الجنة ويخافون من النار مع ملاحظتهم لا على ما يشتاق إليه من الجنة ويخشى منه من النار

    وأيضا فالعارفون قد يلاحظون من النار أنها ناشئة عن صفة انتقام الله وبطشه وغضبه والأثر يدل على المؤثر فجهنم دليل على عظمة الله وشدة بأسه وبطشه وقوة سطوته وانتقامه في أعدائه فالخوف منها في الحقيقة خوف من الله واجلال واعظام وخشية لصفاته المخوفة مع أن الله سبحانه يخوف بها عباده ويجب منهم أن يخافوه بخوفها وفي وأن يخشوه بخشية الوقوع فيها وأن يحذروا كل الحذر منها فالخائف من النار خائف من الله متبع لما فيه محبته ورضاه والله أعلم


    القدر الواجب من الخوف

    [ والقدر الواجب من الخوف ما حمل على أداء الفرائض واجتناب المحارم فان زاد على ذلك بحيث صار باعثا للنفوس على التشمير في نوافل الطاعات والانكفاف عن دقائق المكروهات والتبسط في فضول المباحات كان ذلك فضلا محمودا فان تزايد على ذلك بأن أورث مرضا أو موتا أو هما لازما بحيث يقطع عن السعي في اكتساب الفضائل المطلوبة المحبوبة لله عز وجل لم يكن محمودا ] فلا ولهذا كان السلف يخافون على عطاء السلمي من شدة خوفه الذي أنساه القرآن وصار صاحب فراش وهذا لأن خوف العقاب ليس مقصودا لذاته إنما هو سوط يساق به المتواني عن الطاعة إليها ومن هنا كانت النار من جملة نعم الله على عباده الذين خافوه واتقوه ولهذا المعنى عدها الله سبحانه من جملة آلائه على الثقلين في سورة الرحمن ]

    وقال سفيان بن عيينة خلق الله النار رحمة يخوف بها عباده لينتهوا أخرجه أبو نعيم والمقصود الأصلي هو طاعة الله عز وجل وفعل مراضيه ومحبوباته وترك مناهيه ومكروهاته ولا ننكر أن خشية الله وهيبته وعظمته في الصدور واجلاله مقصود أيضا ولكن القدر النافع من ذلك ما كان عونا على التقرب إلى الله بفعل ما يحبه وترك ما يكرهه ومتى صار الخوف مانعا من ذلك وقاطعا عنه فقد انعكس المقصود منه ولكن إذا حصل ذلك عن غلبة كان صاحبه معذورا

    وقد كان في السلف من حصل له من خوف النار أحوال شتى لغلبة حال شهادة قلوبهم للنار فمنهم من كان يلازمه القلق والبكاء وربما اضطرب أو غشي عليه إذا سمع ذكر النار

    [ وعن عبد العزيز بن أبي رواد قال لما أنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة [ التحريم 6 ] تلاها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم على أصحابه فخرفتي منه مغشيا عليه فوضع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يده على فؤاده فإذا هو يتحرك فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يا فتى قل لا إله إلا الله فقالها فبشره بالجنة فقال أصحابه يا رسول الله أمن بيننا فقال أوما سمعتم قوله تعالى ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد [ ابراهيم 41 ] وقد روي هذا عن ابن أبي رواد عن عكرمة عن ابن عباس وخرجه من هذا الوجه الحاكم وصححه ولعل المرسل أشبه

    وقال الجوزجاني في كتاب النواحين حدثنا صاحب لنا عن جعفر بن سليمان عن لقمان الحنفي قال أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على شاب ينادي في جوف الليل واغوثاه من النار فلما أصبح قال يا شاب لقد أبكيت البارحة أعين ملإ من الملائكة كثير

    وقال سليمان بن سحيم [ أخبرني من رأى ابن عمر يصلي وهو يترجح ويتمايل ويتأوه حتى لو رآه غيرنا ممن يجهله لقال لقد أصيب الرجل وذلك لذكر النار إذ مر بقوله تعالى وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين [ الفرقان 31 ] أو نحو ذلك خرجه أبو عبيدة ]

    وفي كتاب الزهد للإمام أحمد عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال قلت ليزيد بن مرثد مالي أرى عينك لا تجف قال وما مسألتك عنه قلت عسى الله أن ينفعني به قال يا أخي إن الله توعدني إن أنا عصيته أن يسجنني في النار والله لو لم يوعدني أن يسجنني الا في الحمام لكنت حريا أن لا تجف لي عين قلت له فهكذا أنت في صلاتك قال وما مسألتك عنه قلت عسى الله أن ينفعني به قال والله إن ذلك ليعرض لي حين أسكن إلى أهلي فيحول بيني وبين ما أريد وإنه ليوضع الطعام بين يدي فيعرض لي فيحول بيني وبينه وبين أكله حتى تبكي امرأتي وتبكي صبياننا ما يدرون ما أبكانا وربما أضجر ذلك امرأتي فتقول يا ويحها ما خصه من طول الحزن معك في الحياة الدنيا ما يقر لي معك عين

    [ وقال يزيد بن حوشب ما رأيت أخوف من الحسن وعمر بن عبد العزيز كأن النار لم تخلق إلا لهما ] وروي ضمرة عن حفص بن عمر قال بكى الحسن فقيل ما يبكيك قال أخاف أن يطرحني غدا في النار ولا يبالي وعن الفرات بن سليمان قال كان الحسن يقول إن المؤمنين قوم ذلت والله منهم الاسماع والأبصار والأبدان حتى حسبهم الجاهل مرضى وهم والله أصحاب القلوب ألا تراه يقول وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن [ فاطر غير 43 ] والله لقد كابدوا في الدنيا حزنا شديدا وجرى عليهم ما جرى على ما جرى على من كان قبلهم والله ما أحزنهم ما أحزن الناس ولكن أبكاهم وأحزنهم أحمد الخوف من النار

    وروى ابن المبارك عن معمر عن يحيى بن المختار عن الحسن نحوه وروى ابن أبي الدنيا من حديث عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قال سمعت عبد الله بن حنظلة يوما وهو على فراشه وعدته من علته فتلا رجل عنده هذه الآية لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش [ الأعراف 14 ] فبكى حتى ظننت أن نفسه ستخرج وقال صاروا بين أطباق النار ثم قام على رجليه فقال قائل يا أبا عبد الرحمن اقعد قال منعني القعود ذكر جهنم ولا أدري لعلي أحدهم

    [ ومن حديث عبد الرحمن بن مصعب أن رجلا كان يوما على شط الفرات فسمع تاليا يتلو إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون [ الزخرف 47 ] فتمايل فلما قال التالي لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون [ الزخرف 57 ] سقط في الماء فمات ]

    ومن حديث أبي بكر بن عياش قال [ صليت يقول خلف فضيل بن عياض صلاة المغرب وإلى جانبي علي ابنه فقرأ الفضيل ألهاكم التكاثر فلما بلغ لترون الجحيم [ التكاثر الذي 6 ] سقط علي مغشيا عليه وبقي الفضيل لا يقدر يجاوز الآية ثم صلى بنا صلاة خائف قال ثم رابطت عليا فلما أفاق إلا في نصف الليل ]

    وروى أبو نعيم باسناده عن الفضيل قال أشرفت ليلة على علي وهو في صحن الدار وهو يقول النار ومتى الخلاص من النار وكان علي يوما عند ابن عيينة فحدث سفيان بحديث فيه ذكر النار وفي يد علي قرطاس في شئ مربوط فشهق شهقة ووقع ورمى بالقرطاس أو وقع من يده فالتفت إليه سفيان فقال لو علمت أنك ها هنا ما حدثت به فما أفاق إلا بعدما شاء الله وقال علي بن خشرم سمعت منصور بن عمار يقول تكلمت يوما في المسجد الحرام فذكرت شيئا من صفة النار فرأيت الفضيل بن عياض صاح حتى غشي عليه وطرح نفسه

    [ وفي الحلية لأبي نعيم أن علي بن فضيل صلى خلف إمام قرأ في صلاته سورة الرحمن فلما سلم قيل لعلي أما سمعت ما قرأ الإمام حور مقصورات في الخيام [ الرحمن 27 ] فقال شغلني عنها ما قبلها يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران [ الرحمن 35 ]

    وقال ابن أبي ذئب حدثني من شهد عمر بن عبد العزيز وهو أمير المدينة وقرأ عند رجل إذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا [ الفرقان 31 ] فبكى عمر حتى غلبه البكاء وعلا نشيجه فقام عن مجلسه ودخل بيته وتفرق الناس

    وقال أبو نوح الأنصاري وقع حريق في بيت فيه علي بن الحسين وهو ساجد فجعلوا ينادونه يا ابن رسول الله النار فما رفع رأسه حتى أطفئت فقيل ما الذي ألهاك عنها قال النار الأخرى

    قال أحمد بن أبي الحواري سمعت أبا سليمان يقول ربما مثل لي رأسي بين جبلين من نار وربما رأيتني أهوي فيها حتى أبلغ قرارها فكيف تهنأ الدنيا من كانت هذه صفته

    قال أحمد وحدثني أبو عبد الرحمن الأسدي قال [ قلت لسعيد بن عبد العزيز ما هذا البكاء الذي يعرض لك في الصلاة فقال يا ابن أخي وما سؤالك عن ذلك قلت يا عم لعل الله أن ينفعني به قال ما قمت في صلاتي إلا مثلت لي جهنم

    [ وقال سرار أبو عبد الله عاتبت عطاء السلمي في كثرة بكائه فقال لي يا سرار كيف تعاتبني في شئ ليس هو لي إني إذا ذكرت أهل النار وما ينزل بهم من عذاب الله عز وجل وعقابه تمثلت لي نفسي بهم فكيف لنفسي تغل يداها عنقها وتسحب إلى النار ان لا تبكي وتصيح وكيف لنفس تعذب أن لا تبكي ]

    قال العلاء بن زياد كان إخوان مطرف عنده فخاضوا في ذكر الجنة والنار فقال مطرف لا أدري ما تقولون حال ذكر النار بيني وبين الجنة وقال عبد الله بن أبي الهذيل لقد شغلت النار من يعقل عن ذكر الجنة

    [ وعوتب يزيد الرقاشي على كثرة بكائه وقيل له لو كانت النار خلقت لك ما زدت على هذا فقال وهل خلقت النار إلا لي ولأصحابي ولإخواننا من الجن والإنس أما تقرأ سنفرغ لكم أيها الثقلان [ الرحمن 13 ] أما تقرأ يرسل عليكما شواط من نار ونحاس فلا تنتصران [ الرحمن 35 ] فقرأ حتى بلغ يطوفون بينها وبين حميم آن [ الرحمن 44 ] وجعل يجول في الدار ويصرخ ويبكي حتى غشي عليه ]

    وقرئ على رابعة العدوية آية فيها ذكر النار فصرخت ثم سقطت فمكثت ما شاء الله لم تفق ودخل ابن وهب الحمام فسمع قارئا يقرأ وإذ يتحاجون في النار [ غافر 47 ] علي فسقط مغشيا عليه فغسل عنه بالنورة وهو لا يعقل

    [ ولما أهديت معاذة العدوية إلى زوجها صلة بن أشيم أدخله ابن أخيه الحمام ثم أدخله بيتا مطيبا فقام يصلي حتى أصبح وفعلت معاذة كذلك فلما أصبح عاتبه ابن أخيه على فعله فقال له إنك أدخلتني بالأمس بيتا أذكرتني به النار ثم أدخلتني بيتا أذكرتني به الجنة فما زالت فكرتي فيهما حتى أصبحت

    [ قال العباس بن الوليد عن أبيه كان الأوزاعي إذا ذكر النار لم يقطع ذكرها ولم يقدر أحد يسأله عن شئ حتى يسكت فأقول بيني وبين نفسي ترى بقي أحد في المجلس لم يتقطع قلبه حسرات ]

    كانت آمنة بنت أبي الورع من العابدات الخائفات وكانت إذا ذكرت النار قالت أدخلوا النار وأكلوا وشربوا من النار وعاشوا ثم تبكي وكانت كأنها حبة على مقلي وكانت إذا ذكرت النار بكت وأبكت قال عبد الواحد بن زيد لم أر مثل قوم رأيتهم هجمنا مرة على نفر من العباد في سواحل البحر فتفرقوا حين رأونا فما كانت تسمع عامة الليل إلا الصراخ والتعوذ من النار فلما أصبحنا تعقبنا آثارهم فلم نر منهم أحدا

    [ من السلف من إذا رأى النار اضطرب وتغيرت حاله ]

    [ وكان من السلف من إذا رأى النار اضطرب وتغيرت حاله وقد قال تعالى نحن جعلناها تذكرة[ الواقعة 37 ] قال مجاهد وغيره يعني أن نار الدنيا تذكر بنار الآخرة ]

    وقال أبو حيان التيمي سمعت منذ ثلاثين سنة أو أكثر من ثلاثين سنة أن عبد الله ابن مسعود مر على الذين ينفخون على الكير فسقط خرجه الإمام أحمد وخرج ابن أبي الدنيا من رواية سعد بن الأخرم قال كنت أمشي مع ابن مسعود فمر بالحدادين وقد أخرجوا حديدا من النار فقام ينظر إليه ويبكي [ وعن عطاء الخراساني قال كان أويس القرني يقف على موضع الحدادين فينظر إليهم كيف ينفخون الكير ويسمع صوت النار فيصرخ ثم يسقط ]

    وعن ابن أبي الذباب أن طلحة وزيدا مرا بكير حداد فوقفا ينظران إليه ويبكيان وقال الأعمش أخبرني من رأى الربيع بن خيثم مر بالحدادين فنظر إلى الكير وما فيه فخر وقال مطر الوراق كان حممة وهرم بن حيان إذا أصبحا غديا فمرا باكورة الحدادين فنظرا إلى الحديد كيف ينفخ فيقفان ويبكيان ويستجيران وإن من النار

    وقال حماد بن سلمة عن ثابت كان بشير بن كعب وقراء البصرة يأتون الحدادين فينظرون إلى شهيق النار فيتعوذون بالله من النار وعن العلاء بن محمد قال دخلت علي عطاء السلمي فرأيته مغشيا عليه فقلت لامرأته ما شأنه قالت سجرت جارة لنا التنور فلما نظر إليه غشي عليه

    وعن معاوية الكندي قال مر عطاء السلمي على صبي معه شعلة نار فأصابت النار الريح فسمع ذلك منها فغشي عليه

    وقال الحسن كان عمر رضي الله عنه ربما توقد له النار ثم يدني يديه منها ثم يقول يا ابن الخطاب هل لك على هذا صبر وكان الأحنف بن قيس يجئ إلى المصباح بالليل فيضع أصبعه فيه ثم يقول حس حس ثم يقول يا حنيف ما حملك على ما صنعت يوم كذا ما حملك على ما صنعت يوم كذا

    وقال البختري بن حارثة دخلت على عابد فإذا بين يديه نار قد أججها وهو يعاتب نفسه ولم يزل يعاتبها حتى مات وكان كثير من الصالحين يذكر النار وأنواع عذابها برؤية ما يشبهه بها في الدنيا أو يذكره بها كرؤية البحر وأمواجه والرؤوس المشوية وبكاء الأطفال وفي الحر والبرد وعند الطعام والشراب وغير ذلك

    [ من الخائفين من منعه خوف جهنم من النوم ]

    قال أسد بن وداعة كان شداد بن أوس إذا أوى إلى فراشه كأنه حبة على مقلي فيقول اللهم إن ذكر جهنم لا يدعن أنام فيقوم إلى مصلاه وقال أبو سليمان الداراني كان طاووس يفترش فراشه ثم يضطجع عليه فيتقلى كما كما تقلى الحبة على المقلى ثم يثب فيدرجه ويستقبل القبلة حتى الصباح ويقول طير ذكر جهنم نوم العابدين

    [ وقال مالك بن دينار قالت ابنة الربيع بن خيثم يا أبت ما لك لا تنام والناس ينامون فقال إن النار لا تدع أباك ينام ]

    وكان صفوان بن محرز إذا جنه الليل يخور كما يخور الثور ويقول منع خوف النار مني الرقاد ]

    وكان عامر بن عبد الله يقول ما رأيت مثل الجنة نام طالبها وما رأيت مثل النار نام هاربها فكان إذا جاء الليل قال أذهب حر النار النوم فما ينام حتى يصبح وإذا جاء النهار قال أذهب حر النار النوم فما ينام حتى يمسي وروي عنه أنه كان يتلوى كما يتلوى الحب في المقلى ثم يقوم فينادي اللهم إن النار قد منعتني من النوم فاغفر لي وروي عنه أنه قيل له ما لك لا تنام قال إن ذكر جهنم لا يدعني أنام

    قال الحر بن حصين الفزاري رأيت شيخا من بني فزارة أمر له خالد بن عبد الله بمائة ألف فأبى أن يقبلها وقال أذهب ذكر جهنم حلاوة الدنيا من قلبي قال وكان يقوم إذا نام الناس فيصيح النار النار النار

    [ وكان رجل من الموالي يقال له صهيب وكان يسهر الليل ويبكي فعوتب على ذلك وقالت له مولاته أفسدت على نفسك فقال إن صهيبا إذا ذكر الجنة طال شوقه وإذا ذكر النار طار نومه

    وعن ابي مهدي قال ما كان سفيان الثوري ينام إلا أول الليل ثم ينتفض فزعا مرعوبا ينادي النار النار شغلني ذكر النار عن النوم والشهوات ثم يتوضأ ويقول على أثر وضوئه اللهم إنك عالم بحاجتي غير معلم وما أطلب إلا فكاك رقبتي من النار ]

    وفي هذا المعنى يقول عبد الله بن المبارك رحمه الله تعالى إذا ما الليل أظلم كابدوه * فيسفر عنهم وهم ركوع أطار الخوف نومهم فقاموا * وأهل الأمن في الدنيا هجوع وقال ابن المبارك أيضا وما فرشهم إلا أيامن أزرهم وما وسدهم إلا ملاء وأذرع وما ليلهم فيهن إلا تخوف وما نومهم إلا عشاش وسلم مروع وألوانهم صفر كأن وجوههم عليها جساد هي بالورس مشبع نواحل قد أزرى بها الجهد والسرى إلى الله في الظلماء والناس هجع ويبكون أحيانا كأن عجيجهم إذا نوم الناس الحنين المرجع ومجلس ذكر فيهم قد شهدته وأعينهم من رهبة الله تدمع

    وكان عباد بن زياد التيمي له إخوة متعبدون فجاء الطاعون فاخترمهم فقال يرثاهم عنه فتية يعرف التخشع فيهم كلهم أحكم القرآن غلاما قد برى جلده التهجد حتى عاد جلدا مصفرا وعظاما تتجافى عن افراش من الخو ف إذا الجاهلون باتوا نياما بأنين وعبرة ونحيب ويظلون بالنهار صياما يقرؤون القرآن لا ريب فيه ، ويبيتون سجدا وقياما

    [ من منعه خوف النار من الضحك ]


    قال اسماعيل السدي [ قال الحجاج لسعيد بن جبير بلغني أنك لم تضحك قط قال كيف أضحك وجهنم قد سعرت والأغلال قد نصبت والزبانية قد أعدت ]

    وقال عثمان بن عبد الحميد وقع في جيران غزوان حريق فذهب يطفئه فوقع شرارة على أصبع من أصابعه فقال ألا أراني قد أوجعتني نار الدنيا والله لا يراني الله ضاحكا حتى أعرف أينجيني من نار جهنم أم لا

    وقد كان جماعة من السلف قد عاهدوا الله أن لا يضحكوا أبدا حتى يعلموا أين مصيرهم إلى الجنة أم إلى النار منهم حممة الدوسي والربيع بن خراش وأخوه ربعي وأسلم العجلي ووهيب بن الورد وغيرهم

    [ وفي حديث أبي ذر الطويل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قلت يا رسول الله ما كانت صحف موسى قال كانت عبرا كلها عجبت لمن أيقن بالموت وهو يفرح وعجبت لمن أيقن بالنار وهو يضحك وذكر الحديث بطوله خرجه ابن حبان في صحيحه وغيره ]


    [ أحوال بعض الخائفين ]

    خرج مسلم في صحيحه من حديث أنس عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال [ والذي نفسي بيده لو رأيتم ما رأيت لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا قالوا وما رأيت يارسول الله قال رأيت الجنة والنار ]

    وفي الصحيحين عن ابن عباس [ أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لما كسفت الشمس رأيت النار فلم أر منظرا كاليوم قط أفظع منها ]

    وعن عامر بن يساف عن يحيى بن أبي كثير قال قطع قلوب الخائفين طول الخلودين في الجنة أو النار

    وعن ابن السماك قال قطع قلوب العارفين بالله ذكر الخلودين الجنة والنار

    [ وعن بكر المزني أن أبا موسى الأشعري خطب الناس بالبصرة فذكر في خطبته النار فبكى [ حتى سقطت دموعه على المنبر قال وبكى الناس يومئذ بكاء شديدا ]

    وعن ابراهيم بن محمد البصري قال نظر عمر بن عبد العزيز إلى رجل عنده متغير اللون فقال له ما الذي أرى بك قال أسقام وأمراض يا أمير المؤمنين إن شاء الله فأعاد عليه عمر فأعاد عليه الرجل مثل ذلك ثلاث مرات فقال إذا أبيت إلا أن أخبرك فإني ذقت حلاوة الدنيا فصغر في عيني زهرتها وملاعبها إذا واستوى عندي حجارتها وذهبها ورأيت كأن الناس يساقون إلى الجنة وأنا أساق إلى النار فأسهرت لذلك ليلي وأظمأت له نهاري وكل ذلك صغير حقير في جنب عفو الله وثواب الله عز وجل وجنب عقابه

    وذكر ابن أبي الدنيا باسناده عن سفيان قال [ كان عمر بن عبد العزيز ساكتا وأصحابه يتحدثون فقالوا ما لك لا تتكلم يا أمير المؤمنين قال كنت مفكرا في أهل الجنة كيف يتزاورون فيها وفي أهل النار كيف يصطرخون فيها ثم بكى ]

    [ وعن مغيث الأسود أنه كان يقول زوروا القبور كل يوم بفكركم وتوهموا جوامع الخير كل يوم في الجنة بعقولكم وشاهدوا الموقف كل يوم بقلوبكم وانظروا إلى المنصرف بالفريقين إلى الجنة والنار بهممكم وأشعروا قلوبكم وأبدانكم ذكر النار ومقامعها وأطباقها ]

    وعن صالح المري أنه قال للبكاء دواعي الفكرة في الذنوب فان أجابت على ذلك القلوب وإلا نقلتها إلى الموقف وتلك الشدائد والأهوال فان أجابت إلى ذلك وإلا فأعرض عليها التقلب بين أطباق النيران قال ثم صاح فغشي عليه وتصايح الناس من جوانب المسجد وعن أبي سليمان الداراني قال خرج مالك بن دينار بالليل إلى قاعة الدار وترك أصحابه في البيت فأقام إلى الفجر قائما في وسط الدار فقال لهم إني كنت في وسط الدار خطر ببالي أهل النار فلم يزالوا يعرضون علي بسلاسلهم وأغلالهم حتى الصباح

    [ وكان سعيد الجرمي يقول في وصف الخائفين إذا مروا بآية من ذكر النار صرخوا منها فرقا كأن زفير النار في آذانهم وكأن الآخرة نصب أعينهم ]

    [ وقال الحسن إن لله عبادا كمن رأى أهل الجنة في الجنة مخلدين وكمن رأى أهل النار في النار معذبين وقال أيضا والله ما صدق عبد بالنار قط إلا ضاقت عليه الأرض بما رحبت وإن المنافق لو كانت النار خلف ظهره لم يصدق بها حتى يهجم عليها ]

    وقال وهب بن منبه كان عابد في بني اسرائيل قام في الشمس يصلي حتى اسود وتغير لونه فمر به إنسان فقال كأن هذا حرق بالنار قال إن هذا من ذكرها فكيف بمعاينتها

    وقال ابن عيينة [ قال ابراهيم التيمي مثلت نفسي في الجنة آكل من ثمارها وأعانق ثنا أبكارها ثم مثلت نفسي في النار آكل من زقومها وأشرب من صديدها وأعالج سلاسلها وأغلالها فقلت لنفسي أي شئ تريدين قالت أريد أن أراد إلى الدنيا فأعمل صالحا قال فقلت فأنت في الأمنية فاعملي ]

    "يا أيُّها الَّذٍينَ آمَنُوا كُونُوا قوَّاميِنَ للهِ شُهَدَاء بِالقِسْطِ ولا يَجْرِمنَّكُم شَنئانُ قوْمٍ على ألّا تَعْدِلوا اعدِلُوا هُوَ أقربُ لِلتّقْوى
    رحم الله من قرأ قولي وبحث في أدلتي ثم أهداني عيوبي وأخطائي
    *******************
    موقع نداء الرجاء لدعوة النصارى لدين الله .... .... مناظرة "حول موضوع نسخ التلاوة في القرآن" .... أبلغ عن مخالفة أو أسلوب غير دعوي .... حوار حوْل "مصحف ابن مسْعود , وقرآنية المعوذتين " ..... حديث شديد اللهجة .... حِوار حوْل " هل قالتِ اليهود عُزيْرٌ بنُ الله" .... عِلْم الرّجال عِند امة محمد ... تحدّي مفتوح للمسيحية ..... حوار حوْل " القبلة : وادي البكاء وبكة " .... ضيْفتنا المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة .... يعقوب (الرسول) أخو الرب يُكذب و يُفحِم بولس الأنطاكي ... الأرثوذكسية المسيحية ماهي إلا هرْطقة أبيونية ... مكة مذكورة بالإسْم في سفر التكوين- ترجمة سعيد الفيومي ... حوار حول تاريخية مكة (بكة)
    ********************
    "وأما المشبهة : فقد كفرهم مخالفوهم من أصحابنا ومن المعتزلة
    وكان الأستاذ أبو إسحاق يقول : أكفر من يكفرني وكل مخالف يكفرنا فنحن نكفره وإلا فلا.
    والذي نختاره أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة "
    (ابن تيْمِيَة : درء تعارض العقل والنقل 1/ 95 )
  • عاشق طيبة
    المشرف العام
    على قسم (شبهات وردود)
    فريق اليوتيوب

    • 24 أبر, 2010
    • 5342
    • ....
    • مسلم

    #2
    جزاكم الله خيرا كثيرا

    هذه خطبة للشيخ عبد الوهاب الطريري
    بعنوان :
    أنذرتكم الناار

    https://ar.islamway.net/lesson/651/%...86%D8%A7%D8%B1
    التعديل الأخير تم بواسطة عاشق طيبة; 8 ديس, 2020, 09:52 م.



    قصة عادل ... قصة مؤثرة جداً ، ربما تبكي بعد قراءتها * جورج والـعـيـد ... هل تعرف شيئاً عن هذا ؟؟ تفضل بالدخول

    * موضوع يهم كل مسلم ومسلمة فاحرص عليه : موقف المسلم من اختلاف الفقهاء واختلاف الفتاوى *

    الأخوات الكريمات : لا تحرمن أنفسكن من ثواب قراءة القرآن حتى ولو كنتن في فترة العذر الشرعي والدليل هو :

    لمن يرغب في حضور محاضرة أو درس أو خطبة في مصر ، ادخل وشارك معنا وشاركنا الأجر والثواب


    ما هي أرجى آية في القرآن الكريم لكل البشر ، وما هي أشد آية على الكافرين؟؟ ... شارك بالجواب

    ماذا تعلمت من الكتابة في المنتديات؟ أضف خبراتك وادخل لتستفيد من خبرات إخوانك وأخواتك


    تعليق

    مواضيع ذات صلة

    تقليص

    المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
    ابتدأ بواسطة وداد رجائي, 15 يون, 2024, 04:22 م
    ردود 0
    26 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة وداد رجائي
    بواسطة وداد رجائي
    ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 9 يون, 2024, 03:56 ص
    ردود 0
    27 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة *اسلامي عزي*
    بواسطة *اسلامي عزي*
    ابتدأ بواسطة عاشق طيبة, 26 ينا, 2023, 02:58 م
    ردود 0
    50 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة عاشق طيبة
    بواسطة عاشق طيبة
    ابتدأ بواسطة عطيه الدماطى, 23 ينا, 2023, 12:27 ص
    ردود 0
    82 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة عطيه الدماطى
    ابتدأ بواسطة د. نيو, 24 أبر, 2022, 07:35 ص
    رد 1
    83 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة د. نيو
    بواسطة د. نيو
    يعمل...